المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الهاء 9558 - " هاجروا تورثوا أبناءكم مجدا. (خط) عن - التنوير شرح الجامع الصغير - جـ ١١

[الصنعاني]

الفصل: ‌ ‌حرف الهاء 9558 - " هاجروا تورثوا أبناءكم مجدا. (خط) عن

‌حرف الهاء

9558 -

" هاجروا تورثوا أبناءكم مجدا. (خط) عن عائشة (ضعيف) ".

(هاجروا) خطاب لأهل الإيمان المقيمين بين أهل الشرك والأمر للوجوب وقوله: (تورثوا أبناءكم مجدًا) إشارة إلى الحاصل عن المهاجرة من الفائدة، وفيه ربط الأحكام بفوائدها لأنه يكون أدعى إلى الإتيان بالمأمور به، ولذا كثر التشويق إلى الجنات وذكر نعيمها؛ لأنه يحسن طلب الفوائد للأبناء، ويشمل هجرة العبد عن الذنوب وخروجه عنها وإنها تورث الأبناء خيرًا، ولذا حفظ الله الكنز للأيتام الذي كان أبوهم صالحًا، وبالجملة الصلاح سبب للخير للآباء والأبناء، وفيه أن إتيان المعاصي وعدم الخروج منها سبب لخلاف ذلك.

(خط (1) عن عائشة) كتب عليه المصنف ضعيف.

9559 -

"هاجروا من الدنيا وما فيها. (حل) عن عائشة".

(هاجروا من الدنيا وما فيها) اخرجوا من شهواتها وحبها إلى حب الآخرة وأعمالها وهذه هي الهجرة النافعة كما أشرنا إليه قريبا وبها يحفظ الله الأبناء.

(حل (2) عن عائشة) سكت عليه المصنف وفيه سعيد بن عثمان التنوخي، قال في اللسان (3) عن الدارقطني: متروك.

9560 -

"هذا القرع نكثر به طعامنا. (حم ن هـ) عن جابر بن طارق (ح) ".

(1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6079)، والضعيفة (4733).

(2)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 260)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6080)، والضعيفة (4734): ضعيف جدًّا.

(3)

انظر اللسان (3/ 38).

ص: 15

(هذا القرع) بالقاف والراء والعين المهملة: وهو الدباء (نكثر به طعامنا) نصيره بالطبخ فيه كثيرًا، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب القرع. (حم ن هـ (1) عن جابر بن طارق) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

9561 -

"هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم (حم) عن أبي هريرة (صح) ".

(هذه النار) نار الدنيا. (جزء من مائة جزء من جهنم) وتقدم من سبعين جزءًا ولا منافاة بينهما لأنه لم يرد التحديد بل التهويل والتعظيم لأمرها أعاذنا الله منها.

(حم (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.

9562 -

"هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم فليقل: "باسم الله" ابن السني عن أنس (صح) ".

(هذه الحشوش) جمع حش بتثليث الحاء المهملة وهو البستان كني به عن الخلاء لأنهم كانوا يتغوطون بين النخيل قبل اتخاذ الكنف. (محتضرة) يحضرها الشيطان لأنها محل الخبائث وكشف العورة. (فإذا دخل أحدكم فليقل: باسم الله) عند دخوله لتدفع عنه التسمية شرهم، وفي الحديث الآخر فليقل:"أعوذ بك من الخبث والخبائث"، والجمع بينهما الجمع بينهما وهل يختص ذلك بالكنيف أو يستحب لمن قضى حاجته في الفضاء، فيه تردد وحققناه في حواشي شرح العمدة. (ابن السني (3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقد أخرج

(1) أخرجه أحمد (4/ 352)، والنسائي في السنن الكبرى (6665)، وابن ماجة (3304) وقال في الزوائد: هذا إسنادٌ صحيحٌ رجاله ثقاتٌ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6986)، والصحيحة (2400).

(2)

أخرجه أحمد (2/ 379)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7006).

(3)

أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (20)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6085)، والضعيفة (4738).

ص: 16

أصحاب السنن من حديث زيد بن أرقم بلفظ: "إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث"(1)، وقول الترمذي: في إسناده اضطراب، قال عليه مغلطاي (2): ليس قادحًا، قلت: بل الحديث في الصحيحين (3) كما ذكره عبد الغني في العمدة.

9563 -

"هاشم والمطلب كهاتين، لعن الله من فرق بينهما، ربونا صغارًا، وحملونا كبارًا. (هق) عن زيد بن علي مرسلًا".

(هاشم) جده صلى الله عليه وسلم وهو ابن عبد مناف (والمطلب) هو ابن هاشم جده أيضًا (كهاتين) كأن المراد أنهما في المجد والشرف متقاربان كتقارب الأصبع الوسطى والسبابة (لعن الله من فرق بينهما) بتفضيل أحدهما على الآخر (ربونا) جمع بالنظر إلى عبد مناف أو إطلاقًا للجمع على الإثنين حال كوننا: (صغارًا، وحملونا كبارًا) تحملوا فينا الأثقال والتكاليف، كأنه إشارة إلى ما وقع من التفرق والغبن بين أبناء البطنين. (هق (4) عن زيد بن علي مرسلًا)، هو زيد بن علي زين العابدين بن الحسين، من ثقات التابعين وأئمتهم هو الذي إليه تنسب الزيدية.

9564 -

"ها هنا تسكب العبرات، يعني عند الحجر. (هـ ك) عن ابن عمر (صح) ".

(ها هنا) إشارة إلى المكان (تسكب العبرات) جمع عبرة وهي الدمع أو انهماله، أو قيل أن تفيض أو هي تردد البكاء في الصدور أو الحزن بغير بكاء، والمراد هنا

(1) رواه أحمد (4/ 369)، وأبو داود (6)، والترمذي (5) والنسائي في الكبرى (9903)، وابن ماجة (296).

(2)

انظر: شرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 70).

(3)

أخرجه البخاري (142)، ومسلم (375)، وانظر: عمدة الأحكام (رقم 13 بالاستطابة).

(4)

أخرجه البيهقي في السنن (6/ 365)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6087)، والضعيفة (4739).

ص: 17

الأول أو الثاني (يعني عند الحجر) بالتحريك: أي الحجر الأسود، وهذا مدرج من كلام الراوي، والمراد أن عنده يتوب العبد ويبكي على ما أسلف؛ [4/ 354] لأنه أحق محل بالإخلاص (هـ ك (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وفيه محمد بن عون الخراساني (2) قال في الميزان عن النسائي: متروك، عن البخاري: منكر الحديث، وعن ابن معين: ليس بشيء ثم أورد له هذا الخبر.

9565 -

"هجاهم حسان فشفى واستشفى. (م) عن عائشة"(صح).

(هجاهم) أي المشركين (حسان) بن ثابت (وشفى) حذف مفعوله ليعم أي كل مسلم (واستشفى) هو في نفسه وهو معنى إلا أنه زاد فيه الشين مبالغة فاستفعل بمعنى فعل، وفيه جواز هجو المشركين بذكر معايب دينهم وتقبيح ما هم عليه (م (3) عن عائشة).

9566 -

"هجر المسلم أخاه كسفك دمه. ابن قانع عن أبي حدرد".

(هجر المسلم أخاه) لغير سبب شرعي وإلا فقد هجر صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا وأمر بهجرهم وأما لغير ذلك فإن هجره في الإثم (كسفك دمه) وليس المشبه كالمشبه به وقد فسر الهجر المذموم بأن يلقى كل واحد صاحبه فيعرض هذا ويعرض هذا. (ابن قانع)(4) اسمه أحمد ابن أبي بمهملات (عن أبي حدرد) ورواه ابن لال والطبراني.

(1) أخرجه ابن ماجة (2945)، والحاكم (1/ 454)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6090)، وقال في الضعيفة (1022): ضعيف جدًّا.

(2)

انظر ميزان الاعتدال (6/ 286).

(3)

أخرجه مسلم (2490).

(4)

أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 283)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7020).

ص: 18

9567 -

"هدايا العمال غلول. (حم هق) عن أبي حميد الساعدي (ض) ".

(هدايا العمال) من الرعايا ويحتمل هداياهم لأمرائهم ويحتمل الأمرين وفي لفظ "هدايا الأمراء". (غلول) بضم الغين المعجمة: خيانة؛ لأنها لا تكون إلا لأجل خيانة في ما إليهم من الأعمال، فإذا أهدي العامل للأمير أو أهدي الرعية للعامل فهو لبيت المال كما سلف ولا يحل للعامل قبولها لكن إن قبلها صارت لبيت المال. (حم هق (1) عن أبي حميد الساعدي) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وروايته عنهم ضعيفة، يحيى عن عروة قال ابن عدي وابن عياش: ضعيف في الحجازيين، قال الحافظ ابن حجر: رواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده ضعيفة، قال: وفي الباب أبو هريرة وابن عباس وجابر ثلاثتهم في الأوسط للطبراني بأسانيد ضعيفة.

9568 -

"هدايا العمال حرام كلها. (ع) عن حذيفة".

(هدايا العمال حرام كلها) قال ابن بطال (2): فيه أن هدايا العمال تجعل في بيت المال وأن العامل لا يملكها إلا إن طيبها له الإِمام واستنبط منه المهلب رد هدية من كان ماله حراما أو عرف بالظلم. (ع (3) عن حذيفة بن اليمان).

9569 -

"هدية الله إلى المؤمن السائل على بابه. (خط) في رواية مالك عن نافع عن ابن عمر".

(هدية الله إلى المؤمن) الذي يتحفه بها كما يناله من أجر ويفرح بها في الآخرة

(1) أخرجه أحمد (5/ 424)، والبيهقي في السنن (10/ 138)، وانظر فتح الباري (5/ 221)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7021).

(2)

انظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (7/ 112).

(3)

أخرجه أبو يعلى كما في الكنز (15068)، وإتحاف الخيرة المهرة (3533) وانظر كشف الخفاء (2/ 445)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6091).

ص: 19

أشد من فرح أهل الدنيا بالهدايا. (السائل) لأي حاجة ويقف: (على بابه) فيجب عليه قبول هدية بقضاء حاجة السائل عليه وأمال قلبه إليه وندبه إلى بابه وذكره نعمه لديه حيث أحوج غيره إليه (خط (1) في رواية مالك عن نافع عن ابن عمر)، سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه الخطيب: وسعيد مجهول والخبائري مشهور بالضعف قال في الميزان.

قلت: هذا موضوع وسعيد هالك قاله الشارح: والذي رأيته في الميزان في ترجمة سعيد بن موسى أنه اتهمه ابن حبان بالوضع هذا لفظه ولفظ الحديث فيه زيادة: يقف على باب داره.

9570 -

"هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر"(حم ق) عن أسامة (صح) ".

(هل ترون) تشاهدون. (ما أرى) ويحتمل هل تعلمون ما أعلم (إني لأرى مواقع الفتن خلال) بكسر الخاء المعجمة: وهي الفرج بين الشيئين (بيوتكم كمواقع القطر) في كثرتها وعمومها هذا من أعلام النبوة فما زالت الفتن في المدينة منذ قتل عثمان. (حم ق (2) عن أسامة).

9571 -

"هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم. (خ) عن سعد (صح) ".

(هل تنصرون) على الأعداء. (وترزقون إلا بضعفائكم) أي بسبب كونهم بين أظهركم يرحمكم الله فينزل عليكم النصر ويوسع عليكم في الرزق والاستفهام للتقرير. (خ (3) عن سعد) من رواية ابنه مصعب ابن سعد ولم يصرح مصعب

(1) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (149)، والديلمي في الفردوس (6944)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 503)، والميزان (3/ 298)، (6/ 560)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6092)، والضعيفة (594): موضوع.

(2)

أخرجه أحمد (5/ 200)، البخاري (1878)، ومسلم (2885).

(3)

أخرجه البخاري (2896)، وقال النووي في رياض الصالحين (ص 339) رقم (271)، ورواه =

ص: 20

بسماعه من سعد فهو مرسل عنده، وقد قال النووي في الرياض: رواه البخاري عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص هكذا مرسلًا فإن مصعب بن سعد تابعي (1).

9572 -

"هل تنصرون إلا بضعفائكم: بدعوتهم وإخلاصهم؟ (حل) عن سعد (صح) ".

(هل تنصرورن إلا بضعفائكم) بدعوتهم لله وإخلاصهم أي ليس النصر بالأقوياء وأهل الشدة بل بالضعفاء لأن الله يرحم ضعفهم فينزل النصر لأجلهم لأنهم أشد إخلاصًا وأكثر تفرغا لرقة قلوبهم. (حل (2) عن سعد) هو أيضًا من رواية ابنه مصعب ففيه ما قال في الأول والمصنف رمز لصحته.

9573 -

"هل من أحد يمشي على الماء إلا ابتلت قدماه؟ كذلك صاحب الدنيا: لا يسلم من الذنوب. (هب) عن أنس (ض) ".

(هل من أحد يمشي على الماء) وهذا أمر صوري محسوس شبه به صاحب الدنيا كما أفاده قوله: (كذلك صاحب الدنيا) أي من وجد فيها مكلفًا (لا يسلم من الذنوب) لأنه في الدنيا كالماشي على بحر الذنوب فلا بد من إيصالها به وفيه تخويف شديد وليس المراد بصاحب الدنيا صاحب المال بل أعم منه. (هب (3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه.

= الحافظ أبو بكر البرقاني في صحيحه متصلًا عن مصعب عن أبيه رضي الله عنه وانظر قول الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 362).

(1)

انظر: الكاشف (5462)، والتقريب (6688) وقال الحافظ: ثقة من الثالثة أرسل عن عكرمة بن أبي جهل مات سنة 103.

(2)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 290)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7034).

(3)

أخرجه البيهقي في الشعب (10457)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6095)، والضعيفة (4741).

ص: 21

9574 -

"هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش. (حم خ) عن أبي هريرة"(صح).

(هلاك أمتي) قيل: أراد الموجودين أو من قارب من زمانهم لا كل الأمة إلى يوم القيامة. (على يدي) بالتثنية (غلمة) جمع غلام والغلام الصغير إلى حد الالتحاء فإن سمي بعد ذلك غلامًا فهو مجاز (من قريش) قال القرطبي: وجماعة من الأئمة منهم يزيد بن معاوية وأضرابه من أحداث ملوك بني أمية، قال القرطبي (1): غير خاف ما صدر عن بني أمية وحَجَّاجِهِمْ من سفك الدماء وإتلاف الأموال وإهلاك الناس بالحجاز والعراق، وغيرهما قال: وبالجملة فبنو أمية قابلوا وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم في أهل بيته وأمته بالمخالفة والعقوق وسفكوا دماءهم وسبوا نساءهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم وجحدوا شرفهم وفضلهم واستباحوا نسلهم ونسبهم وسبيهم فخالفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته ونقضوا عهده فيا خجلهم إذا التقوا بين يديه ويا فضيحتهم يوم يعرضون عليه انتهى.

قلت: وكلامه يقتضي أنه أريد بالأمة أهل البيت عليهم السلام إلا أنه يحتمل أنه غير خاص بمن ذكر من أهل عصره ومن قرب منهم كما قال بل المراد هلاكهم إلى آخر الدهر فإنه اقتدى الناس ببني أمية ودامت الفتن والهلاك على أعيان الأمة من الآل ومن بني العباس وغيره. والهلاك إما بسفك الدماء أو بهلاك الأديان كما تفرع عن بني أمية وبني العباس بغض الآل وكراهة الأكثر لهم وعدم الرعاية لحقوقهم، وفيه ما يدل على أن ولاة الجور والخونة لعهود الله ليسوا من أمته. (حم خ (2) عن أبي هريرة) قال: سمعت الصادق المصدوق

(1) انظر: فتح الباري (13/ 10).

(2)

أخرجه أحمد (2/ 324)، والبخاري (7058).

ص: 22

يقول فذكره؛ وكان يحضره مروان بن الحكم فقال: لعنة الله عليهم غلمة فقال أبو هريرة لو شئت أقول هم فلان وبنو فلان لفعلت.

9575 -

"هلك المتنطعون. (ح م د) عن ابن مسعود (صح) ".

(هلك المتنطعون) المتعمقون الخائضون في ما لا يعنيهم، وقيل: المبالغون في عبادتهم بحيث يخرجون عن قوانين الشريعة أقوالًا وأفعالًا أي هلكوا في الدين كما هلك الرهبانية ونحوهم. (حم م د (1) عن ابن مسعود) قال: قال ذلك ثلاثًا هكذا هو في مسلم.

9576 -

"هلك المتقذرون. (حل) عن أبي هريرة".

(هلك المتقذرون) بالقاف والذال المعجمة والراء: الذين يأتون القاذورات جمع قاذورة وهي الفعل القبيح والقول السيء ذكره ابن الأثير (2) وغيره، وأما قول مخرجه أبو نعيم عن وكيع يعني المرق يقع فيه الذباب فيهراق فإن أراد به السبب الذي ورد عليه الحديث فمسلم وإلا ففيه خفاء.

قلت: فما أراد الإتيان السبب وأنه لا يراق مرق ولا طعام تقع فيه الذباب.

(حل (3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف. وقد قال مخرجه: تفرد به عبد الله بن سعيد بن أبي هند اليمني انتهى، وقد أورده الذهبي في الضعفاء (4) وقال: ثقة ضعفه أبو حاتم، ورواه أيضًا الطبراني في الأوسط، قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن سعيد المقبري بن أبي هند ضعيف جدًّا.

(1) أخرجه أحمد (1/ 386)، ومسلم (2670)، وأبو داود (4608).

(2)

النهاية (4/ 47).

(3)

أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 379)، وانظر: المجمع (1/ 106)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6096)، والضعيفة (4742).

(4)

انظر المغني (1/ 340).

ص: 23

9577 -

"هلكت الرجال حين أطاعت النساء. (حم طب ك) عن أبي بكرة (صح) ".

(هلكت الرجال حين أطاعت النساء) أي أتت بما يهلكها وقت طاعتها لأن النساء ناقصات عقل ودين لا يأمرن بخير، وقد روى ابن لال والديلمي عن أنس يرفعه "لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها فإن خلافها البركة"(1). (حم طب ك (2) عن أبي بكرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.

9578 -

"هلم إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج. (طب) عن الحسين"(ح).

(هلم) قال الرضي: مما جاء متعديا ولازما هلم بمعنى أقبل وهنا تعدى بإلى. (إلى جهاد لا شوكة فيه) لا سلاح فيه ولا قتال، ثم بينه بقوله:(الحج) فإن فيه آخر الجهاد وهو جهاد الضعيف والمرأة. (طب (3) عن الحسين) بن علي رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني جبان وإني ضعيف

الحديث، رمز المصنف لحسنه.

9579 -

"همة العلماء الرعاية، وهمة السفهاء الرواية. ابن عساكر عن الحسن مرسلًا.

(همة العلماء الرعاية) بكسر الراء المراعاة للأعمال على وفق الأقوال والعمل على العلم (وهمة السفهاء) الذين لا يعملون بما علموا (الرواية) يتشدقون بما سمعوه [4/ 356] ولا يعملون هكذا في النسخ الصحيحة، الرعاية بالراء وشرح

(1) رواه الديلمي في الفردوس (7683)، وانظر كشف الخفاء (2/ 4).

(2)

أخرجه أحمد (5/ 45)، والطبراني في الأوسط (425)، والحاكم (4/ 291)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6097)، والضعيفة (436).

(3)

أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 135) رقم (2910) وصححه الألباني في صحيح الجامع (7044).

ص: 24

الشارح على الوعاية بالواو. (ابن عساكر (1) في تاريخه عن الحسن مرسلًا).

9580 -

"هن أغلب، يعني النساء. (طب) عن أم سلمة (ض) ".

(هن أغلب، يعني النساء) مدرج من كلام الراوي بيان لمرجع الضمير، أي يغلبن الرجال لأنهن ألطف كيدًا وأنفذ حيلة ولهن في ذلك رفق يغلبن به الرجال، وسبب الحديث أنه مر بين يديه صلى الله عليه وسلم وهو يصلي عبد الله أو عمر بن أبي سلمة فقال بيده فرجع فمرّت زينب بنت أم سلمة فقال بيده هكذا فمضت فذكره. (طب (2) عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه ابن ماجة وأعله ابن القطان بأن فيه محمد بن قيس في طبقته جماعة باسمه ولا يعرف من هو منهم، وأجيب بأنه قد عرفه ابن ماجة (3) بقوله: قاضي عمر بن عبد العزيز، وفي الكمال أنه خرج له مسلم.

(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 183)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6099)، والضعيفة (2263): موضوع.

(2)

أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 362) رقم (851)، وأحمد (6/ 294)، وابن ماجة (948)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6100)، والضعيفة (4743).

(3)

انظر: شرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 1595).

ص: 25