الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[فصل في المحلى بأل من هذا الحرف]
10009 -
" اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول. (حم طب) عن ابن عمر (صح) ".
(اليد العليا) وهي المعطية (خير) عند الله وفي لفظ: "أفضل"(من اليد السفلى) وهي الآخذة سواء كان سائلًا أو غير سائل (وابدأ) في الإنفاق (بمن تعول) من يلزمك نفقته، وتقدم "ابدأ بنفسك" فالمراد هنا بعد البداية بالنفس، يقال: عال الرجل أهله: أي قام بما يحتاجون إليه وتمام الحديث عند مخرجه الطبراني "أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك".
(حم طب (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
10010 -
"اليمن حسن الخلق. الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عائشة".
(اليمن) في الإنسان. (حسن الخلق) فمن حسنت أخلاقه فقد كمل يمنه وزال شمؤمه على نفسه وعلى من يتصل به، ويؤخذ منه أن الشؤم سوء الخلق فما أبقى حسن الخلق خلة شريفة إلا وهو أصلها. (الخرائطي (2) في كتاب مكارم الأخلاق عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال الزين العراقي: سنده ضعيف.
10011 -
"اليمين على نية المُسْتَحْلِف. (م هـ) عن أبي هريرة (صح) ".
(1) أخرجه أحمد (2/ 4)، والطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (3/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8195).
(2)
أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (43)، والقضاعي في مسند الشهاب (54)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6452)، والضعيفة (2268).
(اليمين) التي تجب للمدعي على غريمه تكون (على نية المُسْتَحْلِف) بكسر اللام اسم الفاعل ولا أثر لنية الحالف لو أراد تحويل النية وهذا في ما يستحلف بحق. (م هـ (1) عن أبي هريرة) تفرد بإخراجه مسلم.
10012 -
"اليوم الموعود يوم القيامة، والشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، ويوم الجمعة ذَخَرَهُ الله لنا، وصلاة الوسطى صلاة العصر. (طب) عن أبي مالك الأشعري (ض) ".
(اليوم الموعود)[4/ 404] المذكور في الآية (يوم القيامة) لأنه وعد الله الخلائق إليه للفصل بينهم وإثابة المطيع وعذاب العاصي (والشاهد) المذكور في الآية أيضًا {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3](يوم الجمعة) لأنه يشهد لمن حضر صلاة الجمعة. (والمشهود) المذكور في الآية أيضًا (يوم عرفة) لأن الناس يشهدونه ويحضرونه ويجتمعون فيه وكل مشهود شاهد وكل شاهد مشهود ولكن خص كل يوم باسم. (ويوم الجمعة) مبتدأ (ذَخَرَهُ الله لنا) خبره ففات الأمم السابقة قبلنا فهم لنا تبع اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد كما ورد بهذا في حديث آخر.
(وصلاة الوسطى) التي أبهمها الله في الآية (صلاة العصر) وفيها أقوال أخر لكن هذا النص إن ثبت لا يقدم عليه غيره، والحديث مسوق من أوله لتفسير ألفاظ قرآنية.
(طب (2) عن أبي مالك الأشعري) رمز المصنف لضعفه، قال ابن القيم (3): الظاهر أن هذا من تفسير أبي هريرة.
(1) أخرجه مسلم (1653)، وابن ماجة (2120).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 298) رقم (3458)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (8200).
(3)
انظر: زاد المعاد (1/ 398).
قلت: إن ثبت عنه فله حكم الرفع لأنه لا يقال مثله بالرأي.
10013 -
"اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شيء إلا أعاذه الله منه (ت هق) عن أبي هريرة".
(اليوم الموعود يوم القيامة) كما سلف وهو إخبار للعباد بالجد في العمل فإنه موعد أجور عمل العاملين. (واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة) فإن اتفق جمعة وعرفة اتفق الشاهد والمشهود ولذا كان وقفة الجمعة لها مزية على غيرها من الأيام وأما حديث "أنها إذا كانت الوقفة الجمعة كانت الحجة بسبعين حجة" فهو حديث غير صحيح كما بين ذلك ابن القيم في أوائل الهدي النبوي. (وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه) أي من يوم الجمعة وقد سرد ابن القيم في كتابه زاد المعاد (1) عدة خصائص تنيف على ثلاثين خاصية اختص بها يوم الجمعة وألف المصنف رحمه الله كراريس في ذلك منها ما ذكره هنا بقوله: (فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له) وقد اختلف السلف والخلف في هذه الساعة على أقوال عديدة وأقربها أنها بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس. (ولا يستعيذ من شيء إلا أعاذه الله منه). (ت هق (2) عن أبي هريرة).
اللهم إنا نسألك جوامع الخير وفواتحه وأوله وآخره والدرجات العلا من
(1) انظر: زاد المعاد (1/ 376).
(2)
أخرجه الترمذي (3339)، والبيهقي في السنن (3/ 170)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (8201).
الجنة، ونعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع وعين لا تدمع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع، اللهم كما أعنت على ما سهلته من جمع هذا الشرح فأسألك أن تخلص النية وتصلح الطوية وتنفع به البرية ونستغفرك ونتوب إليك من كل ما لا ترضاه من الأقوال والأفعال ونسألك حسن الختام في الأعمال.
قال مؤلف الأصل الإِمام الحافظ السيوطي رحمه الله: فرغت منه يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وتسعمائة فجزاه الله خيرًا وأسكنه في غرف الجنات وعدة ما اشتملت عليه من الأحاديث النبوية: عشرة ألاف حديث وتسعمائة وأربعة وثلاثون حديثًا.
قال في الأم المنقول منها هذا: وفرغت من كتابة هذا الشرح المسمى بالتنوير في وقت الضحى من يوم الاثنين سادس شهر الحجة الحرام المنتظم في شهور سنة أربعة وخمسين ومائة وألف ختمها الله وما بعدها من الأعوام بكل خير وإنعام وسلامة وحسن ختام، وصلى الله على سيد الأنام محمَّد ابن عبد الله وعلى آله الأئمة الأعلام، بمحروس صنعاء حرسها الله.
وكتب الفقير إلى الله سبحانه محمَّد بن إسماعيل بن صلاح الأمير عمر الله قلبه بتقواه وأصلح له أولاه وأخراه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وتم نقل هذا الشرح المبارك ضحوة يوم الأحد (1) تاسع عشر شهر محرم الحرام سنة ثمانية وخمسين ومائة وألف سنة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
بعناية سيدي الوالد العلامة عز الإِسلام والدين محمَّد بن إسماعيل الأمير حفظه الله [4/ 405] وبلغه من الدارين ما يهواه وغفر لنا وإياه ما أسلفنا من
(1) في هامش الأصل: بلغ بحمد الله سبحانه وتعالى قراءة وتصحيحا والحمد لله رب العالمين.
الذنوب اجترحناه ووالدينا والمسلمين أجمعين بحق سيد المرسلين محمَّد صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبي وكفى ونعم الوكيل (1).
…
(1) بحمد الله وتوفيقه تم الفراغ من تحقيق وتخريج هذا الشرح العظيم يوم الجمعة المبارك الخامس والعشرين من جمادى الأولى من عام 1429 هـ من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في منزلي الكائن في حي الريان، بمدينة الرياض، المملكة العربية السعودية صانها الله وحماها. وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.