الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3406 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَجْنِي الكَبَاثَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ، فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ» قَالُوا: أَكُنْتَ تَرْعَى الغَنَمَ؟ قَالَ: «وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعَاهَا» .
(الكباث): بفتح الكاف والموحدة الخفيفة، آخره مثلثة: ثمر الآراك، ويقال ذلك للنضيج منه.
(وهل من نبي إلا رعاها)، زاد النسائي:"ولقد بعث موسى وهو يرعى الغنم"، وبه يظهر مطابقة الحديث للترجمة، والحكمة في رعاية الأنبياء الغنم أن يأخذوا أنفسهم بالتواضع وينتفعوا بالخلوة ويترقوا من سياستها إلى سياسة الأمم، والإشارة إلى أن الله لم يضع النبوة في أبناء الدتيا والمترفين.
30 - بَابُ {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة: 67] الآيَةَ
قَالَ أَبُو العَالِيَةِ: " العَوَانُ: النَّصَفُ بَيْنَ البِكْرِ وَالهَرِمَةِ، {فَاقِعٌ} [البقرة: 69]: صَافٍ، {لَا ذَلُولٌ} [البقرة: 71]: «لَمْ يُذِلَّهَا العَمَلُ»، {تُثِيرُ الأَرْضَ} [البقرة: 71]: لَيْسَتْ بِذَلُولٍ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلَا تَعْمَلُ فِي الحَرْثِ. {مُسَلَّمَةٌ} [البقرة: 71]: مِنَ العُيُوبِ، {لَا شِيَةَ} [البقرة: 71]: بَيَاضٌ. {صَفْرَاءُ} [البقرة: 69]: إِنْ شِئْتَ سَوْدَاءُ، وَيُقَالُ: صَفْرَاءُ كَقَوْلِهِ (جِمَالَاتٌ صُفْرٌ). {فَادَّارَأْتُمْ} [البقرة: 72]: اخْتَلَفْتُمْ".
31 - بَابُ وَفَاةِ مُوسَى وَذِكْرِهِ بَعْدُ
3407 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ،
عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: " أُرْسِلَ مَلَكُ المَوْتِ إِلَى مُوسَى عليهما السلام، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ المَوْتَ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ سَنَةٌ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ المَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ، قَالَ: فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ، إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ الكَثِيبِ الأَحْمَرِ» قَالَ وَأَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ.
(أرسل ملك الموت إلى موسى)، زاد أحمد:"وكان يأتي الناس عيانا".
(صكه) أي: ضريه على عينه "ففقأها" كما في مسلم.
وقد استشكل ذلك، وأجيب: بأن موسى لم يعلم كونه ملك الموت، وقد دخل على إبراهيم ولوط ملائكة فلم يعرفاهم ابتداء، فلما رأى موسى رجلًا دخل داره بغير إذنه لطمه لما ركب فيه من الحدة، وقد أباح الشارع فقئ عين الناظر في دار المسلم بغير إذن.
(متن): بفتح الميم وسكون الثناة: الظهر.
(بما غطى)، للكشميهني:"غطت".
(قال: فالآن)، زاد أحمد:"فشمه شمة فقبض روحه وكان يأتي الناس خفية بعد ذلك".
(ثم): بفتح المثلثة، أي: هناك.
(الكثيب): بمثلثة وآخره موحدة بوزن عظيم: الرمل المجتمع.
3408 -
حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ، فَقَالَ المُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَلَى العَالَمِينَ، فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ، فَقَالَ اليَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى العَالَمِينَ، فَرَفَعَ المُسْلِمُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدَهُ فَلَطَمَ اليَهُودِيَّ، فَذَهَبَ اليَهُودِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِ المُسْلِمِ، فَقَالَ «لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ العَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي، أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ» .
(استب رجل من المسلمين): هو أبو بكر الصديق، كما في البعث لابن أبي الدنيا عن عمرو بن دينار.
(ورجل من اليهود)، قال ابن بشكوال: هو " فنحاص".
(لا تخيروني على موسى): هو محمول على التواضع أو خشية التنازع والأداء إلى نقص المفضل عليه، أو المراد: لا تفضلوا بجميع أنواع الفضائل بحيث لا يترك المفضول فضيلة.
وقال الحليمي: النهي عن ذلك إنما هو في مجادلة أهل الكتاب، لأن المخايرة إذا وقعت بين أهل دينين لم يؤمن أن يخرج أحدهما إلى الازدراء بالآخر فيفضي إلى الكفر، فأما إذا كان التخيير مستندًا إلى مقابلة الفضائل ليحصل الرجحان فلا يدخل في النهي.
(فإن الناس يصعقون): الصعق: غشي يلحق من سمع صوتًا أو رأى شيئًا يفزع منه، وقد استشكل كون جميع الخلق يصعقون مع أن الموتى لا إحساس لهم، فقيل: المراد من كان حيًّا إذ ذاك، والأموات هم المستثنون في قوله:"إلا من يشاء الله"، وأما الأنبياء ففي حكم الأحياء.
وقيل: المراد: صعقة فزع بعد البعث حين تنشق السماء والأرض، وهي غشية تحصل للناس في الموقف.
(باطش بجانب العرش) أي: آخذ بشيء منه بقوة والبطش: الأخذ بقوة.
(فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله) أي: في قوله: {إلا من يشاء الله} ، فلم يصعق أي: وكل من الأمرين فضيلة ظاهرة.
3409 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ» .
3410 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَوْمًا قَالَ:"عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ".
(ثم تلومني)، للأصيلي والمستملي:"بم" بالموحدة وتخفيف الميم.