المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء في فضل زمزم وتفسيره - أخبار مكة - الفاكهي - ط ٢ - جـ ٢

[أبو عبد الله الفاكهي]

فهرس الكتاب

- ‌ذِكْرُ إِخْرَاجِ جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام زَمْزَمَ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَأُمِّهِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ حَفْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ زَمْزَمَ، وَتَفْسِيرِ أَمْرِهِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ زَمْزَمَ وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ غُسْلِ أَهْلِ مَكَّةَ الْمَوْتَى بِمَاءِ زَمْزَمَ لِبَرَكَتِهِ وَفَضْلِهِ

- ‌ذِكْرُ حَمْلِ مَاءِ زَمْزَمَ لِلْمَرْضَى وَغَيْرِهِمْ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْآفَاقِ

- ‌ذِكْرُ شُرْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ رضي الله عنهم مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَالتَّابِعِينَ بَعْدَهُمْ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ كُلِّهِ

- ‌ذِكْرُ الشُّرْبِ مِنْ نَبِيذِ السِّقَايَةِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ لَمْ يَشْرَبْ مِنْ نَبِيذِ السِّقَايَةِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ تَحْرِيمِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه زَمْزَمَ، وَابْنِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَلَى الْمُغْتَسِلِ فِيهَا

- ‌ذِكْرُ إِذْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ السِّقَايَةِ فِي الْبَيْتُوتَةِ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِهَا

- ‌ذِكْرُ الْجِنَّانِ تُوجَدُ فِي زَمْزَمَ

- ‌ذِكْرُ غَوْرِ الْمَاءِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ غَيْرَ زَمْزَمَ

- ‌ذِكْرُ أَسْمَاءِ زَمْزَمَ

- ‌ذِكْرُ مِصْبَاحِ زَمْزَمَ كَيْفَ كَانَ

- ‌ذِكْرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ حَوْضُ زَمْزَمَ فِي عَهْدِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَذِكْرُ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما مِنَ السِّقَايَةِ

- ‌ذِكْرُ عُيُونِ زَمْزَمَ وَغَيْرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ زَمْزَمُ وَحُجْرُتُهَا وَحَوْضُهَا قَبْلَ أَنْ تُغَيَّرَ فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ الْقُبَّةِ وَحَوْضِهَا وذَرْعِهَا

- ‌ذِكْرُ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه وَمَا كَانَ فِيهَا، وَذَرْعُهَا إِلَى أَنْ عُمِّرَتْ فِي خِلَافَةِ الْوَاثِقِ بِاللهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

- ‌ذِكْرُ حَدِّ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَأَسَاسِهِ كَيْفَ كَانَ

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَيْفَ هُوَ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَا جَاءَ فِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ رضي الله عنهم وَالتَّابِعِينَ

- ‌ذِكْرُ إِدَارَةِ الصَّفِّ، وَأَوَّلِ مَنْ فَعَلَهُ، وَأَوَّلِ مَنْ أَحْدَثَ التَّكْبِيرَ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِلَا سُتْرَةٍ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ الْأَكْلِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْغَدَاءِ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ جَمَعَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَ صَلَاةِ الْإِمَامِ

- ‌ذِكْرُ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَنْ رَخَّصَ فِيهِ وَمَنْ كَرِهَهُ

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ النَّوْمَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ إِنْشَادِ الضَّالَّةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَا يُكْرَهُ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ فِيهِ، وَكَرَاهِيَةِ إِنْشَادِ الشِّعْرِ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ مَوْضِعِ قُبُورِ عَذَارَى بَنَاتِ إِسْمَاعِيلَ عليه السلام مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ الْوُضُوءِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ الْقِيَامِ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ يَدْعُو

- ‌ذِكْرُ لَقْطِ الْقَذَى، وَالْقُشَاشِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفَضْلِهِ، وَتَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ إِرْسَالِ الرِّيحِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ تَحْصِيبِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَأَخْذِ الْحَصَاةِ مِنْهُ

- ‌ذِكْرُ صَلَاةِ مُؤَذِّنِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى سَطْحِ الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ لِصَلَاةِ الْإِمَامِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ الْأَذَانِ بِمَكَّةَ وَالْحِسْبَةِ فِيهِ بِغَيْرِ أُجْرَةٍ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ تَوْلِيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَبَا مَحْذُورَةَ رضي الله عنه الْأَذَانَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وَتَعْلِيمِهِ إِيَّاهُ، وَصِفَةِ أَذَانِهِ كَيْفَ كَانَ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الِاسْتِلْقَاءِ وَالِاضْطِجَاعِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْجُلُوسِ عَلَى اللُّبُودِ وَالطَّنَافِسِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌ذِكْرُ الِاعْتِكَافِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفِي الْحَرَمِ كُلِّهِ، وَالنَّذْرِ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ السَّمَرِ وَالْحَدِيثِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَإِقَامَةِ النَّاسِ خَلْفَ الْمَقَامِ، وَالتَّرْغِيبِ فِي ذَلِكَ وَطَلَبِهِ وَشَرَفِهِ، وَصِفَةِ قِيَامِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالزِّيَادَاتِ الَّتِي زَادَهَا الْأَئِمَّةُ وَالْخُلَفَاءُ فِيهِ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ زِيَادَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَيْفَ كَانَتْ

- ‌ذِكْرُ زِيَادَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ زِيَادَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ

- ‌ذِكْرُ عَمَلِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ عَمَلِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعِمَارَتِهِ إِيَّاهُ فِي الزِّيَادَةِ الْأُولَى

- ‌ذِكْرُ عِمَارَةِ الْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَزِيَادَتِهِ الْأُولَى

- ‌ذِكْرُ زِيَادَةِ الْمَهْدِيِّ الثَّانِيَةِ فِي قُدُومِهِ مَكَّةَ، وَصِفَةِ مَا زَادَ، وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ عَمَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُوسَى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعِمَارَتِهِ إِيَّاهُ

- ‌ذِكْرُ عِمَارَةِ أَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بِاللهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ الْجُلُوسِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْحَدِيثِ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ مَقْلَعِ الْكَعْبَةِ وَتَسْمِيَةِ مَوَاضِعِهِ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَصِفَتِهِ

- ‌ذِكْرُ عَدَدِ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ الْأَسَاطِينِ

- ‌ذِكْرُ الطَّاقَاتِ وَعَدَدِهَا وَذَرْعِهَا

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحُدُودِهَا

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا وَذَرْعِهَا

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ طُولِ جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ عَدَدِ الشُّرَّافَاتِ الَّتِي فِي ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَخَارِجِهِ

- ‌ ذِكْرُ عَدَدِ الشِّرَافِ الَّتِي فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ وَمَا يَشْرَعُ مِنَ الطِّيقَانِ فِي الصَّحْنِ

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ سَقْفِ الْمَسْجِدِ

- ‌ذِكْرُ الْأَبْوَابِ الَّتِي يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْجَنَائِزِ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ

- ‌ذِكْرُ مَنَارَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا وَصِفَتِهَا

- ‌ذِكْرُ قَنَادِيلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا، وَالثُّرَيَّاتِ الَّتِي فِيهِ، وَتَفْسِيرِ أَمْرِهَا

- ‌ذِكْرُ ظُلَّةِ الْمُؤَذِّنِينَ الَّتِي يُؤَذِّنُ فِيهَا الْمُؤَذِّنُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ

- ‌ذِكْرُ الدُّورِ الَّتِي تُشْرَعُ عَلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ الدُّورِ الَّتِي تَسْتَقْبِلُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مِنْ جَوَانِبِهِ خَارِجًا فِي الْوَادِي وَلَا تَلْزَقُ بِهِ وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ:

- ‌ذِكْرُ السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَسُنَّةِ السَّعْيِ بَيْنَهُمَا، وَمُبْتَدَأِ ذَلِكَ كَيْفَ كَانَ وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ رُقِيِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا، وَذِكْرِهِ إِيَّاهُ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ الرَّمَلِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَوْضِعِ الْقِيَامِ عَلَيْهَا، وَكَيْفَ فَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَعِظَمِ شَأْنِهِمَا

- ‌ذِكْرُ كَيْفَ يُوقَفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَحَّدِ الْمَسْعَى، وَالدُّعَاءِ عَلَيْهِمَا، وَفَضْلِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ أَيْنَ يَقِفُ مِنَ الْمَرْوَةِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ اللهِ عز وجل بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ بَيْنَهُمَا

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ الرُّكُوبَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي الرُّكُوبِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌ذِكْرُ طَوَافِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَا كَانُوا يَقُولُونَ بَيْنَهُمَا وَيَفْعَلُونَ

- ‌ذِكْرُ الْأَصْنَامِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ إِلَى الصَّفَا، وَذَرْعِ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ طَوَافِ السُّبْعِ الْوَاجِبِ بِالْكَعْبَةِ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ بِنَاءِ دَرَجِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌ذِكْرُ أَوَّلِ مَنِ اسْتَصْبَحَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌ذِكْرُ تَحْرِيمِ الْحَرَمِ وَحُدُودِهِ، وَتَعْظِيمِهِ، وَفَضْلِهِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ، وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ أَنْصَابِ الْحَرَمِ كَيْفَ نَصَبَهَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْدِ إِبْرَاهِيمَ وَتَحْدِيدِهَا، وَمَا يُؤْمَرُ بِهِ مَنْ تَعَاهُدِهَا وَإِصْلَاحِهَا وَالْقِيَامِ عَلَيْهَا

- ‌ذِكْرُ الِاسْتِنَادِ بِالْكَعْبَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ

- ‌ذِكْرُ أَسْمَاءِ مَكَّةَ وَبَرَكَتِهَا وَصِفَتِهَا

- ‌ذِكْرُ الْمَقَامِ بِمَكَّةَ وَالْجِوَارِ بِهَا وَمَنْ أَقَامَ بِهَا مِنَ الْخُلَفَاءِ وَالتَّرْغِيبِ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مَنْ أَقَامَ مِنَ الْخُلَفَاءِ بِمَكَّةَ وَجَاوَرَ بِهَا

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ الْجِوَارَ بِمَكَّةَ مَخَافَةَ الذُّنُوبِ بِهَا وَغَلَاءَ السِّعْرِ عَلَى أَهْلِهَا، وَذِكْرُ الِاخْتِلَافِ إِلَيْهَا وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ إِقَامَةِ الْمُهَاجِرِ بِمَكَّةَ وَالتَّوْقِيتِ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الصَّبْرِ عَلَى حَرِّ مَكَّةَ وَفَضْلِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الْمَرَضِ بِمَكَّةَ وَفَضْلِهِ وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مَا وُصِفَتْ عَلَيْهِ مَكَّةُ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَالْمَكَارِهِ وَتَعْظِيمِ الْحَرَمِ

- ‌ذِكْرُ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ وَزُهَّادِهِمْ

- ‌ذِكْرُ إِعْطَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ الْقَسْمَ وَالْعَطَاءَ وَأَوَّلِ مَنْ فَعَلَهُ

- ‌ذِكْرُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ مِنَ التَّجْرِيدِ فِي الْحَجِّ

- ‌ذِكْرُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ وَيُنْهَوْنَ عَنْهُ

- ‌ذِكْرُ وَدَاعِ أَهْلِ مَكَّةَ إِذَا أَرَادُوا مَخَارِجَهُمْ

- ‌ذِكْرُ الْقَصَصِ بِمَكَّةَ، وَهُوَ ذِكْرُ اللهِ وَالدُّعَاءُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ خَلْفَ الْمَقَامِ

- ‌ذِكْرُ فُقَهَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ وَمَا يَفْخَرُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى النَّاسِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ بِالسِّلَاحِ وَمَنْ أَدْخَلَهَا ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ قِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ وَخُرُوجِهِ وَمُبْتَدَاهُ وَدُخُولِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ مَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ غَلَاءِ السِّعْرِ بِمَكَّةَ فِي حِصَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَذِكْرُ مَقْتَلِهِ

- ‌ذِكْرُ قُدُومِ الْجَيْشِ الَّذِي قَدِمَ مَكَّةَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ رضي الله عنه مِنَ الْكُوفَةِ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ تَلَاقِي الْإِخْوَانِ فِي الْحَجِّ بِمَكَّةَ وَمِنًى وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ خُرُوجِ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْهَا

الفصل: ‌باب ما جاء في فضل زمزم وتفسيره

‌بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ زَمْزَمَ وَتَفْسِيرِهِ

ص: 24

1071 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ: ثنا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُمَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ "

ص: 24

1072 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: أَحَدُ الثَّلَاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، فَأُتِيتُ فَانْطَلَقَ بِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا "، قَالَ قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِلَّذِي مَعِي: مَا يَعْنِي إِلَى كَذَا وَكَذَا، قَالَ: إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِي، فَاسْتُخْرِجَ قَلْبِي فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ، فَكَبَّرَا وَقَالَا: حُشِيَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً "

ص: 25

1073 -

حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، ثُمَّ شَقَّ الْقَلْبَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ،

⦗ص: 26⦘

وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعٌ لَوْنُهُ، قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: لَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ صلى الله عليه وسلم "

ص: 25

1074 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: ثنا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي بِمَكَّةَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ فِيهِ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشُقَّ بَطْنِي، فَغُسِلَ جَوْفِي وَحُشِيَ إِيمَانًا وَحِكْمَةً "

ص: 26

1075 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ الْفَرْوِيُّ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْكَرْمِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يُحَدِّثُ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: أَتَاهُ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَاحْتَمَلُوهُ فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلَّاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام، فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فُرِجَ عَنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ

⦗ص: 27⦘

بِطَسْتٍ فِيهِ تَوْرٌ مَحْشُوٌّ إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَجَوْفَهُ وَلَغَادِيدَهُ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ "

ص: 26

1076 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُبَيْبَ مَوْلَى آلِ بَاذَانَ، وَغَيْرُهُ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ " قَالَ ابْنُ أَبِي بَزَّةَ فِي حَدِيثِهِ: " أَوْ مِنْهُ "

ص: 27

1077 -

وَحَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ قَالَ: أنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ،

⦗ص: 28⦘

1078 -

وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مِهْرَانَ الضَّرِيرُ، قَالُوا: ثنا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَدْفَعُ الزِّحَامَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما بِمَكَّةَ، وَقَالَ عَبْدَةُ فِي حَدِيثِهِ: كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما بِمَكَّةَ، فَفَقَدَنِي أَيَّامًا، وَقَالَ عَلِيٌّ وَابْنُ مِهْرَانَ: فَاحْتُبِسْتُ عَلَيْهِ أَيَّامًا، قَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: الْحُمَّى، وَقَالَ عَبْدَةُ: وُعِكْتُ أَوْ حُمِمْتُ، قَالَ: أَبْرِدْهَا عَنْكَ بِمَاءِ زَمْزَمَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْحُمَّى مِنْ فَحِيحِ جَهَنَّمَ؛ فَأَبْرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَمَ "، وَقَالَ عَبْدَةُ:" فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ "، أَوْ قَالَ:" بِمَاءِ زَمْزَمَ " شَكَّ هَمَّامٌ

ص: 27

1079 -

وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ: أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " آيَةُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أَنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ "

ص: 28

1080 -

حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا خَرَجْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةَ مِنْ تَحْتِ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ:" مَنْ أَنْتَ؟ " فَقُلْتُ: مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ:" مُذْ كَمْ أَنْتَ هَا هُنَا؟ " قُلْتُ: مِنْ بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" فَمَا كَانَ طَعَامُكَ؟ " قُلْتُ لَهُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءَ زَمْزَمَ، وَقَدْ تَعَكَّمَ، أَوْ تَعَكَّنَ بَطْنِي كَمَا تَرَى، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ "، قَالَ: فَالْتَفَتَ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، اذْهَبْ بِهِ إِلَى مَنْزِلِكَ فَأَطْعِمْهُ "، فَذَهَبَ فَأَطْعَمَنِي زَبِيبًا طَائِفِيًّا قَالَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه: فَإِنَّهُ أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِمَكَّةَ

ص: 29

1081 -

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ، وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، وَصَلَّيْتُ يَا ابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثِ سِنِينَ، قُلْتُ: فَأَيْنَ تَتَوَجَّهُ؟ قَالَ: حَيْثُ يُوَجِّهُنِي اللهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ، وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، فَلَبِثْتُ يَا ابْنَ

⦗ص: 30⦘

أَخِي ثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، مَا لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءَ زَمْزَمَ، حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ، قَالَ: فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبُهُ رضي الله عنه حَتَّى أَتَيَا الْحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ طَافَ ثُمَّ صَلَّى، فَأَتَيْتُهُ حِينَ قَضَى صَلَاتَهُ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ:" وَعَلَيْكَ رَحْمَةُ اللهِ، مَنْ أَنْتَ؟ " قُلْتُ: مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ بَعْضِ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، وَزَادَ فِيهِ:" إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ "

1082 -

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْكَلْبِيُّ، أَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنِ ابْنِ أَخِي أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ عَمِّي، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

ص: 29

1083 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا عَفَّانُ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: بَيْنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه فِي زَمْزَمَ، وَهُمْ يَنْزِعُونَ وَيَخَافُونَ أَنْ تَنْزِحَ، فَجَاءَ كَعْبٌ فَقَالَ:" انْزِعُوا، وَلَا تَهَابُوا؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل الرُّوَاءَ "، فَقَالَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه: فَأَيُّ عُيُونِهَا أَغْزَرُ؟

⦗ص: 31⦘

قَالَ: " الْعَيْنُ الَّتِي تَجْرِي مِنْ قِبَلِ الْحِجْرِ "، قَالَ: صَدَقْتَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: " أَنَا كَعْبٌ "، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُسْلِمَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه حَتَّى أَسْلَمْتَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رضي الله عنه؟ قَالَ: " إِنَّ أَبِي كَتَبَ لِي كِتَابًا مِنَ التَّوْرَاةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ وَقَالَ: اعْمَلْ بِهَذَا، وَخَتَمَ عَلَى سَائِرِ كُتُبِهِ، وَأَخَذَ عَلَيَّ بِحَقِّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ أَلَّا أَفُضَّ الْخَاتَمَ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ الْآنَ فَرَأَيْتُ الْإِسْلَامَ يَظْهَرُ، قَالَتْ لِي نَفْسِي: لَعَلَّ أَبَاكَ غَيَّبَ عَنْكَ عِلْمًا كَتَمَكَ، فَلَوْ قَرَأْتَهُ، فَفَضَضْتُ الْخَاتَمَ فَقَرَأْتُهُ، فَوَجَدْتُ فِيهِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأُمَّتِهِ، فَجِئْتُ الْآنَ مُسْلِمًا "

ص: 30

1084 -

وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" كَانَ الْجُوعُ يَبْلُغُ بِنَا حَتَّى مَا يَحْمِلُ الرَّجُلُ سِلَاحَهُ فَأَغْدُو إِلَى زَمْزَمَ، وَيَغْدُو مَعِي أَصْحَابِي فَنَشْرَبُ فَنَجِدُهَا عِصْمَةً "

ص: 31

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ قَالَ:" رَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما وَمَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْمِلَ السِّلَاحَ "

ص: 31

1085 -

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَارِسِيُّ قَالَ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ الْمَكِّيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ:" دَخَلْتُ إِلَى زَمْزَمَ فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ يَسْتَقِي، فَقَالَ لِي: مَا تَصْنَعُ بِهَذَا الْمَاءِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: أَشْرَبُ؛ لِمَا جَاءَ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي: اشْرَبْ لِظَمَأِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ "، قَالَ: فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَهُ

ص: 32

1086 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: " كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ زَمْزَمَ شِبْعَةً "

ص: 32

1086 -

قَالَ يَزِيدُ، وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ:" زَمْزَمُ مَكْتُوبَةٌ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: طَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ ".

1087 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ

⦗ص: 33⦘

ابْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبًا يَقُولُ نَحْوَ الْكَلَامِ الْآخَرِ

ص: 32

1088 -

حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ قَالَ: أنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ زُيَيْدَ بْنَ الصَّلْتِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ كَعْبًا قَالَ:" لَزَمْزَمُ بَرَّةٌ مَضْنُونَةٌ ضُنَّ بِهَا لَكُمْ، أَوَّلُ مَنْ أُخْرِجَتْ لَهُ إِسْمَاعِيلُ عليه السلام، قَالَ: وَقَالَ كَعْبٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: تَجِدُهَا طَعَامَ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ "

ص: 33

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ كَتَبَ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو:" إِنْ جَاءَكَ كِتَابِي لَيْلًا فَلَا تُصْبِحَنَّ، أَوْ نَهَارًا فَلَا تُمْسِيَنَّ، حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ "، قَالَ: فَاسْتَعَانَتِ امْرَأَةُ سُهَيْلٍ أَثِيلَةُ الْخُزَاعِيَّةُ، جَدَّةُ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُهَيْرٍ، فَأَدْلَجَتَاهُمَا وَجَوَارِيَهُمَا، فَلَمْ يُصْبِحَا حَتَّى قَرَنَتَا مُزَادَتَيْنِ وَفَرَغَتَا مِنْهُمَا، فَجَعَلَهُمَا فِي كُرَّيْنِ غُوطِيَّيْنِ، ثُمَّ مَلَأَهُمَا مَاءً، فَبَعَثَ بِهِمَا عَلَى بَعِيرٍ

⦗ص: 34⦘

1089 -

حَدَّثَنَا الْعَائِذِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ

ص: 33

1090 -

حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: ثنا ابْنُ جُعْشُمٍ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَسَمِعْتُ أَنَّهَ كَانَ يَقُولُ: " خَيْرُ مَاءٍ فِي الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، وَشَرُّ مَاءٍ فِي الْأَرْضِ مَاءُ بَرَهُوتَ، شِعْبٌ مِنْ شِعَابِ حَضْرَمَوْتَ، وَخَيْرُ بِقَاعِ الْأَرْضِ الْمَسَاجِدُ، وَشَرُّ بِقَاعِ الْأَرْضِ الْأَسْوَاقُ "

ص: 34

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَبَلَغَنِي عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ:" قَبْرُ إِسْمَاعِيلَ عليه الصلاة والسلام مَا بَيْنَ زَمْزَمَ وَالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ "

ص: 34

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأُخْبِرْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ سَمَّى زَمْزَمَ، فَسَمَّاهَا:" زَمْزَمَ، وَبَرَّةَ، وَمَضْنُونَةَ "

ص: 34

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَخْبَرَنِي ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ: طُفْتُ مَعَهُ، فَقَالَ:" مِنْ تَحْتِ رِجْلِي إِلَى الرُّكْنِ إِلَى الْمَقَامِ إِلَى زَمْزَمَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ نَبِيًّا "

ص: 34

1091 -

وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ " رَأَى رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِمَّا يَلِي بَابَ الصَّفَا وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَإِذَا بِرَجُلٍ مَكْعُومٍ قَدْ كَعَمَ نَفْسَهُ بِقِطْعَةٍ مِنْ خَشَبٍ، فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ فَقَالُوا: هَذَا رَجُلٌ شَرِبَ سَوِيقًا، وَكَانَتْ فِي السَّوِيقِ إِبْرَةٌ، فَذَهَبَتْ فِي حَلْقِهِ، وَقَدِ اعْتَرَضَتْ فِي حَلْقِهِ، وَقَدْ بَقِيَ لَا يَقْدِرُ يُطْبِقُ فَمَهُ، وَإِذَا الرَّجُلُ فِي مِثْلِ الْمَوْتِ، قَالَ: فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلَى مَاءِ زَمْزَمَ فَاشْرَبْ مِنْهُ، وَجَدِّدِ النِّيَّةَ، وَسَلِ اللهَ الشِّفَاءَ، قَالَ: فَدَخَلَ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ بِالْجَهْدِ مِنْهُ حَتَّى أَسَاغَ مِنْهُ شَيْئًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَوْضِعِهِ، وَانْصَرَفْتُ فِي حَاجَتِي، قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ، وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: شَرِبْتُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ خَرَجْتُ عَلَى مِثْلِ حَالِي الْأَوَّلِ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ، فَأَسْنَدْتُ ظَهْرِي إِلَيْهَا، فَغَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، فَانْتَبَهْتُ مِنْ نَوْمِي وَأَنَا لَا أُحِسُّ مِنَ الْإِبْرَةِ شَيْئًا "

ص: 35

1092 -

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " مَاءُ زَمْزَمَ وَعَيْنُ سَلْوَانَ الَّتِي فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنَ الْجَنَّةِ "

ص: 35

1093 -

وَحَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ الْأُسْوَارِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَنَمَةَ الْمُزَنِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَنَافَسَ النَّاسُ فِي زَمْزَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَكَانَ أَهْلُ الْعِيَالِ يُعَدُّونَ عِيَالَهُمْ فَيَجِيئُونَ عَلَيْهَا، فَيَكُونُ صَبُوحًا لَهُمْ، وَكُنَّا نَعُدُّهَا عَوْنًا عَلَى الْعِيَالِ "

ص: 36

1094 -

فَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي زَمْزَمَ قَالَ:" كُنَّا نُسَمِّيهَا شُبَاعَةٍ، نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى الْعِيَالِ "

ص: 36

1095 -

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" زَمْزَمُ طَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ "

ص: 37

1096 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّينِيُّ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَجَّ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه حَجَجْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا طَافَ بِالْبَيْتِ، وَصَلَّى عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ مَرَّ بِزَمْزَمَ وَهُوَ خَارِجٌ إِلَى الصَّفَا فَقَالَ:" انْزِعْ لِي مِنْهَا دَلْوًا يَا غُلَامُ، قَالَ: فَنَزَعَ لَهُ مِنْهَا دَلْوًا، فَأَتَى بِهِ فَشَرِبَ مِنْهُ وَصَبَّ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: " زَمْزَمُ شِفَاءٌ، هِيَ لِمَا شُرِبَ لَهُ "

ص: 37

1097 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:" كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرْضِ الرُّومِ، قَالَ: فَأَوَانَا اللَّيْلُ إِلَى رَاهِبٍ " فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَهْلِ

⦗ص: 38⦘

مَكَّةَ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: " نَعَمْ " قَالَ: كَمْ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْحِجْرِ؟ قُلْتُ: " لَا أَدْرِي إِلَّا أَنْ أَحْزُرَهُ "، قَالَ: لَكِنِّي أَنَا أَدْرِي، إِنَّهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِ الْحِجْرِ، وَلَأَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْهَا مِلْءُ طَسْتٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ عِنْدِي، مِلْؤُهُ ذَهَبٌ "

ص: 37

1098 -

حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ كَرْكَمٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ زَمْزَمَ؟ قَالَ: " لَا تَنْزِحُ، وَلَا تُذَمُّ، طَعَامٌ مِنْ طُعْمٍ، وَشِفَاءٌ مِنْ سُقْمٍ، وَخَيْرُ مَا نَعْلَمُ "

ص: 38

1099 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَبَاحٌ الْأَسْوَدُ قَالَ: " كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَابْتُعْتُ بِمَكَّةَ، فَأُعْتِقْتُ، فَمَكَثْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ، فَلَبِثْتُ أَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، قَالَ: فَأَجْهَدَنِي ذَلِكَ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ زَمْزَمَ، فَبَرَكْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ؛ مَخَافَةَ أَنْ أَسْتَقِيَ وَأَنَا جَائِعٌ فَيَرْفَعُنِي الدَّلْوُ مِنَ الْجَهْدِ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى

⦗ص: 39⦘

أَخْرَجْتُ الدَّلْوَ، فَإِذَا أَنَا بِصَرِيفِ اللَّبَنِ بَيْنَ ثَنَايَايَ، فَقُلْتُ: لَعَلِّي نَاعِسٌ، فَضَرَبْتُ بِالْمَاءِ وَجْهِي، وَانْطَلَقْتُ، وَأَنَا أَجِدُ قُوَّةَ اللَّبَنِ وَشِبَعَهُ "

ص: 38

1100 -

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ، وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ:" إِنَّ رَاعِيًا كَانَ يَرْعَى، وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ، فَكَانَ إِذَا ظَمِئَ وَجَدَ فِيهَا لَبَنًا، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَجَدَ فِيهَا مَاءً "

ص: 39

1101 -

وَحَدَّثَنِي قُرَيْشُ بْنُ بِشْرٍ التَّمِيمِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: إِنَّهُ " أُسِرَ فِي بِلَادِ الرُّومِ، وَإِنَّهُ صَارَ إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيِّ بَلَدٍ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُ بِمَكَّةَ هَزْمَةَ جِبْرِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفُ بَرَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ لَهَا اسْمٌ غَيْرُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، هِيَ الْيَوْمَ تُعْرَفُ بِزَمْزَمَ، قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ بَرَكَتِهَا ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ قُلْتَ هَذَا، فَإِنَّا نَجِدُ فِي كُتُبِنَا أَنَّهُ لَا يَحْثُو رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ مِنْهَا ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ فَأَصَابَتْهُ ذَلَّةٌ أَبَدًا "

ص: 39

1102 -

وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْحِمَّانِيَّ

⦗ص: 40⦘

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: " شَرِبْتُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ لَبَنًا وَعَسَلًا "

ص: 39

1103 -

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللِّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خَيْرُ مَاءٍ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، وَشَرُّ مَاءٍ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مَاءُ بَرَهُوتَ "

ص: 40

1104 -

حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ قَالَ: ثنا سَيَّارٌ قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَبَطَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ عليه السلام مِنَ السَّمَاءِ، وَمَعَهُ طَسْتٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَاءٌ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَقَلَبَنِي لِخَلَاوَةِ الْقَفَا، ثُمَّ شَقَّ بَطْنِي، فَأَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَرَمَى بِهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ وَزَنَنِي فَوُزِنْتُ بِعَشْرٍ مِنْ أُمَّتِي حَتَّى بَلَغْتُ الْمِائَةَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الْمِائَةَ سَمِعْتُ تَكْبِيرَ إِسْرَافِيلَ عليه السلام فِي الْهَوَى وَهُوَ يَقُولُ: تَبِعَتْهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ "

ص: 40

1105 -

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " النَّظَرُ فِي زَمْزَمَ عِبَادَةٌ، وَهِيَ تَحُطُّ الْخَطَايَا "

ص: 41

1106 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيْبٍ الْجَزَّارُ قَالَ: ثنا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ، وَفِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ، وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ، وَشَرُّ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءٌ بِوَادِي بَرَهُوتَ بِحَضْرَمَوْتَ، عَلَيْهِ كَرِجْلِ الْجَرَادِ مِنَ الْهَوَامِّ، يُصْبِحُ يَتَدَفَّقُ، وَيُمْسِي لَا بِلَالَ فِيهِ "

ص: 41

1107 -

وَحَدَّثَنَا هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْكَلْبِيُّ قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

⦗ص: 42⦘

رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَقَالَ: " هَلْ تَدْرِي كَيْفَ تَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ؟ قَالَ: وَكَيْفَ أَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ يَا أَبَا عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَانْزِعْ دَلْوًا مِنْهَا، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا حَتَّى تَضَلَّعَ، وَقُلِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ "

ص: 41

1108 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِمْرَانَ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: ثنا عُثْمَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " آيَةُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أَنْ يُدْلُوا دَلْوًا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ أَوْ يَطَّلِعُوا فِيهَا، مَا اسْتَطَاعَ مُنَافِقٌ قَطُّ يَطَّلِعُ فِيهَا "

ص: 42

1109 -

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هَارُونَ، عَنْ خَلَفٍ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: " يُحَوِّلُ اللهُ عز وجل زَمْزَمَ بَيْنَ النَّارِ وَالْجَنَّةِ، فَإِذَا عَبَرَ النَّاسُ الصِّرَاطَ دَنَوْا فَشَرِبُوا فَرَشَحُوا عَرَقًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الصَّدْرِ غِشٌّ، وَلَا غَمٌّ، وَلَا غِلٌّ، وَلَا تَحَاسُدٌ، وَلَا تَبَاغُضٌ، إِلَّا ذَهَبَ مَعَ عَاهَاتِ الْجَسَدِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَتَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا

⦗ص: 43⦘

خَالِدِينَ} يَقُولُ: طِبْتُمْ ذَهَبَتْ عَنْكُمُ الْعَاهَاتُ وَالْآفَاتُ وَالتَّحَاسُدُ وَالتَّبَاغُضُ وَالْغِلُّ وَالْغَمُّ وَالْغِشُّ "

ص: 42

1110 -

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: " خَيْرُ وَادٍ فِي النَّاسِ وَادِي مَكَّةَ، وَوَادٍ بِالْهِنْدِ الَّذِي أُهْبِطَ فِيهِ آدَمُ عليه السلام، وَمِنْهُ يُؤْتَى بِهَذَا الطِّيبِ الَّذِي تَطَيَّبُونَ بِهِ، وَشَرُّ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادِي الْأَحْقَافِ، وَوَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ يُقَالُ لَهُ بَرَهُوتَ، وَخَيْرُ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بِئْرُ زَمْزَمَ، وَهِيَ فِي وَادِي مَكَّةَ، وَشَرُّ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بَرَهُوتَ، وَهِيَ فِي وَادِي بَرَهُوتَ، تُجْمَعُ فِيهَا أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ "

1111 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ:" بِئْرٌ مَاؤُهَا بِالنَّهَارِ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ الْقَيْحُ، تَأْوِي إِلَيْهِ الْهَوَامُّ "

ص: 43

1112 -

وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ،

⦗ص: 44⦘

عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ: " أَمْسَى عَلَيَّ اللَّيْلُ وَأَنَا بِبَرَهُوتَ، فَسَمِعْتُ فِيهِ أَصْوَاتَ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: يَا دُومَةُ، يَا دُومَةُ، قَالَ: فَسَأَلْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي سَمِعْتُ، فَقَالَ: إِنَّ الْمَلَكَ الَّذِي عَلَى أَرْوَاحِ الْكُفَّارِ يُقَالُ لَهُ دُومَةُ "

ص: 43

قَالَ سُفْيَانُ: وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ " أَمْسَى فِيهِ، فَكَانَ فِيهِ أَصْوَاتُ الْحَاجِّ "

ص: 44

قَالَ سُفْيَانُ، وَسَأَلْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ، فَقَالَ:" لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْشِيَ فِيهِ بِاللَّيْلِ "

ص: 44

1113 -

حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، وَأَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ الْمَرْوَزِيَّانِ، قَالَا: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ أَبُو عَمَّارٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ فِي دَارِ الْحَمَّامِ، قَالَا جَمِيعًا: نَعُودُهُ بِأَعْلَى مَكَّةَ، قَالَ: فَاسْتَسْقَى بَعْضُنَا فَسُقِيَ مَاءَ زَمْزَمَ، فَقَالَ بَعْضُنَا: لَوِ اسْتَعْذَبْتَ يَا فُلَانُ، فَقَالَ:" مَا لِي شَرَابٌ وَلَا غُسْلٌ وَلَا وَضُوءٌ غَيْرَهَا مِنْ حِينِ أَدْخُلُ مَكَّةَ إِلَى أَنْ أَخْرُجَ مِنْهَا، وَإِنِّي لَأَجِدُهُ مَكْتُوبًا فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل: بَرَّةُ شَرَابُ الْأَبْرَارِ، وَإِنِّي لَأَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمَضْنُونَةَ، ضُنَّ بِهَا لَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَرِدُ بِهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ فَيَشْرَبُ مِنْهَا إِلَّا أَوْرَثَهُ اللهُ شِفَاءً، وَأَخْرَجَ مِنْهُ دَاءً "

ص: 44

1114 -

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، عَنِ الْمُخْتَارَيْنِ أَبِي عُبَيْدٍ يَقُولُ:" تَرَوْنَ هَذِهِ الْبِئْرَ الَّتِي بِالْكُوفَةِ فِي رَحْبَةِ عَلِيٍّ؛ فَإِنَّ عَيْنًا مِنْ زَمْزَمَ تَمُدُّهَا "

ص: 45

1115 -

حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ عَيْنًا لَهُ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ يَكْمُنُ النَّهَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ أَتَى إِلَى زَمْزَمَ فَشَرِبَ مِنْهَا، فَلَبِثَ بِذَلِكَ لَيَالِيَ، ثُمَّ إِنَّهُ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ:" مَا كَانَ عَيْشُكَ؟ " فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي إِلَى زَمْزَمَ فَيَشْرَبُ مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّهَا شِفَاءٌ مِنْ سُقْمٍ، وَجَزَاءٌ مِنْ طُعْمٍ "

ص: 45

1116 -

حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: " خَيْرُ عِدٍّ فِي الْأَرْضِ زَمْزَمُ "

ص: 45

1117 -

حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا غُنْدَرٌ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، كَذَا قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَطْعَمَ نَاسًا قَطُّ إِلَّا سَقَاهُمْ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَكَانَ رضي الله عنه إِذَا صَامَ الْأَيَّامَ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمِهِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ

ص: 46

1118 -

وَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَا: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما إِذَا نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ أَتْحَفَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ

ص: 46

1119 -

وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:" كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ لَا يَشْتَكُونَ رُكَبَهُمْ، وَلَا يُسَابِقُونَ أَحَدًا إِلَّا سَبَقُوهُ، وَلَا يُصَارِعُونَ أَحَدًا إِلَّا صَرَعُوهُ، حَتَّى رَغِبُوا عَنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَبَدَّلَ بِهِمْ "

ص: 46