الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1576 -
وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هُدْبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أَذِنَ اللهُ تَعَالَى لِلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْ تَكَلَّمَا لَبَشَّرَتَا مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ "
ذِكْرُ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ وَزُهَّادِهِمْ
1577 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ صَفَّ رِجْلَيْهِ فِي الصَّلَاةِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما، فَاقْتَدَى بِهِ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرَّاءِ، وَكَانَ مُجْتَهِدًا "
1578 -
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:" كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما إِذَا قَامَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ عُودٌ "
⦗ص: 318⦘
1579 -
وَحُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا بِشْرٍ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، نَحْوَهُ
1580 -
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:" كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما أَحْسَنَ النَّاسِ صَلَاةً، كَأَنَّهُ خِرْقَةٌ "
1581 -
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْظَمَ سَجْدَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما "
1582 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ وَأَنَا أَطُوفُ مَعَهُ: " وَاللهِ مَا سَمِعْتُ رَجُلًا أَحْسَنَ قِرَاءَةً مِنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ " وَرَفَعَ طَاوُسٌ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ قِرَاءَةً؟ قَالَ: " مَنْ إِذَا سَمِعْتَهُ يَقْرَأُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللهَ قَالَ: وَكَانَ طَلْقٌ كَذَلِكَ
⦗ص: 319⦘
"
1583 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ:" كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يَفْتَتِحُ الْبَقَرَةَ، فَلَا يَرْكَعُ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَنْكَبُوتَ "
1584 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ دِرْهَمٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ:" كَانَ بَيْنَ عَيْنَيِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما مِثْلُ الشِّرَاكِ الْبَالِي مِنَ الْبُكَاءِ "
1585 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى قَالَ:" كَانَ فِي وَجْهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَطَّانِ أَسْوَدَانِ مِنَ الْبُكَاءِ "
1586 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ يَعْنِي طَاوُسًا: " يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُكَ فِي الْكَعْبَةِ تُصَلِّي وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى بَابِهَا وَهُوَ يَقُولُ: " اكْشِفْ قِنَاعَكَ وَبَيِّنْ قِرَاءَتَكَ " فَقَالَ لَهُ: اسْكُتْ، لَا يَسْمَعْ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ قَالَ: فَتَخَيَّلَ إِلَيْنَا أَنَّهُ انْبَسَطَ فِي حَدِيثِهِ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَقَنَّعُ "
1587 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي طَاوُسٌ، " وَلَوْ رَأَيْتَ طَاوُسًا لَعَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَكْذِبُ "
1588 -
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: " إِنِّي لَأَحْسَبُ طَاوُسًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ "
1589 -
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ
⦗ص: 321⦘
الْحَرَّانِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما جَعَلَ الدَّهْرَ عَلَى ثَلَاثِ لَيَالٍ: لَيْلَةً يَبِيتُ قَائِمًا حَتَّى يُصْبِحَ، وَلَيْلَةً يَبِيتُ رَاكِعًا حَتَّى يُصْبِحَ، وَلَيْلَةً يَبِيتُ سَاجِدًا حَتَّى يُصْبِحَ
1590 -
حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا أَبُو حَنِيفَةَ رضي الله عنه قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَفْضَلَ مِنْ عَطَاءٍ "
1591 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ:" كَانَ عَطَاءٌ يُطِيلُ الصَّمْتَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهُ يُؤَيَّدُ "
1592 -
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ:" أَقَامَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ فِي الْمَسْجِدِ أَرْبَعِينَ سَنَةً يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَيَطُوفُ "
1593 -
حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا الْمَكِّيِّينَ يَقُولُونَ: كَانَ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَهُوَ حَدَثٌ يَبْتَدِرَانِ
⦗ص: 322⦘
الْمَقَامَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَتَمَةِ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ إِلَيْهِ كَانَ الْآخَرُ خَلْفَهُ، فَلَا يَزَالَانِ يُصَلِّيَانِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ الصُّبْحِ
1594 -
حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" مَرَّتْ بِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ثَلَاثُونَ سَنَةً لَمْ يَسْتَقْبِلْ أَحَدًا بِكَلِمَةٍ يَكْرَهُهَا، وَلَمْ يَمُتْ حَتَّى رَأَى الْبُشْرَى " وَكَانَ بِمَكَّةَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرْنَا أَمْرَهُمْ فِي الْعِبَادَةِ: طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، وَطَاوُسٌ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ
1595 -
وَحَدَّثَنَا بِهِ أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبِي مَزَحَ قَطُّ إِلَّا مَزْحَتَيْنِ، فَإِنَّهُ قَالَ لَنَا يَوْمًا: " يَا بَنِيَّ هَلْ رَأَيْتُمْ جَمَلًا عَلَى وَتِدٍ؟ قَالَ: فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: الْجَمَلُ عَلَى الْجَبَلِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ: 7] قَالَ: وَقَالَ لِجَلِيسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ أَبُو رَبَاحٍ: لَوْ تَزَوَّجْتَ لَعَلَّهُ أَنْ يُولَدَ لَكَ وَلَدٌ فَتُسَمِّيَهُ عَطَاءً، فَيَكُونَ ابْنُكَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ إِلَى هُنَا لِأَبِي يَحْيَى
⦗ص: 323⦘
وَأَمَّا ابْنُ جُرَيْجٍ فَذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ كُلَّهُ صَلَاةً، فَزَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ صَبِيَّةً قَالَتْ لِأُمِّهَا لَمَّا مَاتَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَكَانَتْ مِنْ جِيرَانِهِ: أَيْنَ الْمِشْجَبُ الَّذِي كَانَ يَكُونُ فِي هَذَا السَّطْحِ؟ سَطْحِ ابْنِ جُرَيْجٍ فَقَالَتْ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ، لَمْ يَكُ بِمِشْجَبٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ
1596 -
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَافَرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ إِلَى مَكَّةَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سَفَرًا صَائِمًا مُحْرِمًا حَافِيًا، لَا يَتْرُكُ صَلَاةَ السَّحَرِ فِي السَّفَرِ، إِذَا كَانَ السَّحَرُ نَزَلَ فَصَلَّى وَيَمْضِي أَصْحَابُهُ، فَإِذَا صَلَّى الصُّبْحَ لَحِقَ بِهِمْ مَتَى مَا لَحِقَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يُكْثِرُ الْمَقَامَ بِمَكَّةَ، وَبِهَا مَاتَ
1597 -
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: " مَا رَأَيْتُ الْبَيْتَ بِغَيْرِ طَائِفٍ إِلَّا يَوْمَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ " قَالَ أَبُو بِشْرٍ: وَزَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا
1598 -
حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُمَرَ الْوَهْطِيُّ قَالَ: " أَقْبَلْتُ مِنَ الطَّائِفِ
⦗ص: 324⦘
وَأَنَا عَلَى بَغْلٍ لِي، فَلَمَّا كُنْتُ بِمَكَّةَ حَذْوَ الْمَقْبَرَةِ نَعِسْتُ، فَرَأَيْتُ فِيَ مَنَامِي وَأَنَا أَسِيرُ كَأَنَّ فِي الْمَقْبَرَةِ فُسْطَاطًا مَضْرُوبًا فِيهِ سِدْرَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْفُسْطَاطُ وَالسِّدْرَةُ؟ فَقَالُوا: لِمُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، وَكَأَنَّهُمُ الْأَمْوَاتُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: وَلِمَ فُضِّلَ عَلَيْكُمْ بِهَذَا؟ قَالُوا: بِكَثْرَةِ الصَّلَاةِ قَالَ: قُلْتُ: فَابْنُ جُرَيْجٍ؟ قَالُوا: هَيْهَاتَ، رُفِعَ ذَاكَ فِي عِلِّيِّينَ، وَغُفِرَ لِمَنْ شَهِدَ جِنَازَتَهُ " وَكَانَ الْقَسُّ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ فَسُمِّيَ الْقَسَّ لِعِبَادَتِهِ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ الَّذِي ذَكَرَ ابْنَ شُبْرُمَةَ فِي شِعْرِهِ كَانَ يَطُوفُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: فَكَسَّرْتُ ذَلِكَ فَإِذَا هِيَ سَبْعَةُ فَرَاسِخَ
1599 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي كُرْزٍ الْحَارِثِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ طَارِقٍ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ لَهُمَا:
[البحر البسيط]
لَوْ شِئْتَ كُنْتَ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ
…
أَوْ كَابْنِ طَارِقِ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الْحَرَمِ
قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا
…
وَسَارَعَا فِي طِلَابِ الْفَوْزِ وَالْكَرَمِ
قَالَ سُفْيَانُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ الْمُبَارَكِ، فَقَالَ: حَدَّثْتُ بِهِ شُعْبَةَ، فَقَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ أَعِدْهُ عَلَيَّ قَالَ: قُلْتُ: أَيَّ شَيْءٍ تَصْنَعُ بِهَذَا؟ إِنَّمَا هَذَا شِعْرٌ قَالَ: لَوْ كُنْتَ فِي مَقْبَرَةِ بَنِي شُكْرٍ لَأَتَيْتُكَ حَتَّى أَسْمَعَهُ مِنْكَ
⦗ص: 325⦘
1600 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ فَذَكَرُ نَحْوَهُ وَأَمَّا الْقَسُّ فَلَهُ أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ سَأَذْكُرُ بَعْضَهَا
1601 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأُمَوِيُّ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ شُيُوخًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْهُمْ سُلَيْمٌ، يَذْكُرُ أَنَّ الْقَسَّ كَانَ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ أَحْسَنِهِمْ عِبَادَةً وَأَظْهَرِهِمْ تَبَتُّلًا، وَأَنَّهُ مَرَّ يَوْمًا بِسَلَّامَةَ جَارِيَةٌ كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهِيَ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَمِعَ غِنَاءَهَا فَوَقَفَ يَسْتَمِعُ، فَرَآهُ مَوْلَاهَا فَدَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ فَتَسْمَعَ؟ فَتَأَبَّى عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى سَمَحَ، وَقَالَ: أَقْعِدْنِي فِي مَوْضِعٍ لَا أَرَاهَا وَلَا تَرَانِي فَقَالَ: أَفْعَلُ فَدَخَلَ فَتَغَنَّيْتُ فَأَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ مَوْلَاهَا: هَلْ لَكَ أَنْ أُحَوِّلَهَا إِلَيْكَ؟ فَتَأَبَّى ثُمَّ سَمَحَ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْمَعُ غِنَاءَهَا حَتَّى شُغِفَ بِهَا، وَعَلِمَ ذَلِكَ أَهْلُ مَكَّةَ، فَقَالَتْ لَهُ يَوْمًا: أَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكِ قَالَتْ: وَأُحِبُّ أَنْ أَضَعَ فَمِي عَلَى فَمِكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ قَالَتْ: وَأُحِبُّ وَاللهِ أَنْ أُلْصِقَ صَدْرِي بِصَدْرِكَ وَبَطْنِي بِبَطْنِكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ قَالَتْ: فَمَا يَمْنَعُكَ؟ وَاللهِ إِنَّ الْمَوْضِعَ لَخَالٍ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللهَ عز وجل
⦗ص: 326⦘
يَقُولُ: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ خَلَّةُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكِ تَؤُولُ بِنَا إِلَى عَدَاوَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَتْ: يَا هَذَا، أَتَحْسَبُ أَنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ لَا يَقْبَلُنَا إِنْ نَحْنُ تُبْنَا إِلَيْهِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَا آمَنُ أَنْ أُفَاجَأَ ثُمَّ نَهَضَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ فَلَمْ يَرْجِعْ بَعْدُ، وَعَادَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ النُّسُكِ "
1602 -
وَحَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي جُمَحَ، وَكَانَتْ أَصَابَتْ جَدَّةً مِنَّةٌ مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَكَانَ يَنْزِلُ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِهَا؛ فَسُمِّيَ الْقَسَّ مِنْ عِبَادَتِهِ، فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِسَلَّامَةَ فَوَقَفَ يَسْمَعُ غِنَاءَهَا، فَرَآهُ مَوْلَاهَا فَدَعَاهُ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ وَزَادَ، فِيهِ: وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَأَعْجَبَتْهُ، فَسَمِعَ غِنَاءَهَا فَشُغِفَتْ بِهِ وَشُغِفَ بِهَا، وَكَانَ ظَرِيفًا فَقَالَ فِيهَا:
[البحر الخفيف]
أُمَّ سَلَّامَ لَوْ وَجَدْتِ مِنَ الْوَجْدِ
…
عُشْرَ الَّذِي بِكُمْ أَنَا لَاقِي
أُمَّ سَلَّامَ أَنْتِ شُغْلِي وَهَمِّي
…
وَالْعَزِيزِ الْمُهَيْمِنِ الْخَلَّاقِ
أُمَّ سَلَّامَ جَدِّدِي لِيَ وَصْلًا
…
وَارْحَمِينِي هُدِيتِ مِمَّا أُلَاقِي
⦗ص: 327⦘
وَزَادَ فِيهِ: فَعَلِمَ أَهْلُ مَكَّةَ بِذَلِكَ، فَسَمَّوْهَا سَلَّامَةَ الْقَسِّ وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ: وَقَالَ أَيْضًا:
إِنَّ سَلَّامَةَ الَّتِي
…
أَفْقَدَتْنِي تَجَلُّدِي
لَوْ تَرَاهَا وَالْعُودُ فِي
…
نَحْرِهَا حِينَ تَبْتَدِي
لِلسُّرَيْجِيِّ وَالْغَرِيضِ
…
وَلِلْقِرْمِ مَعْبَدِ
خِلْتَهُمْ تَحْتَ عُودِهَا
…
حِينَ تَدْعُوهُ بِالْيَدِ
1603 -
وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَيْخُ أَهْلِ الْحِجَازِ عَلَى نَخَّاسٍ فِي حَاجَةٍ لَهُ قَالَ: فَأَلْفَاهُ يَعْرِضُ قَيْنَةً فَعَلِقَهَا، فَاشْتَهَرَ بِذِكْرِهَا حَتَّى مَشَى عَطَاءٌ وَطَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ بِاللَّوْمِ وَالْعَذْلِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر البسيط]
يَلُومُنِي فِيكِ أَقْوَامٌ أُجَالِسُهُمْ
…
فَمَا أُبَالِي أَطَارَ اللَّوْمُ أَمْ وَقَعَا
وَتَرَقَّى خَبَرُهُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ بِالشَّامِ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ هَمٌّ غَيْرُهُ، فَقَدِمَ حَاجًّا فَأَرْسَلَ إِلَى مَوْلَى الْجَارِيَةِ فَاشْتَرَاهَا بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَدَفَعَهَا إِلَى قَيِّمَةِ جَوَارِيهِ وَقَالَ لَهَا: زَيِّنِيهَا وَحَلِّيهَا قَالَ: فَفَعَلَتْ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ
⦗ص: 328⦘
فَقَالَ: مَا لِي لَا أَرَى ابْنَ أَبِي عَمَّارٍ زَارَنَا؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ اسْتَجْلَسْهُ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ حُبُّ فُلَانَةَ؟ قَالَ: فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ وَالْمُخِّ وَالْعَصَبِ وَالْعِظَامِ قَالَ: وَتَعْرِفُهَا؟ قَالَ: وَأَعْرِفُ غَيْرَهَا قَالَ: قَدْ ضَمَمْنَا وَاحِدَةً وَاللهِ مَا رَأَيْتُهَا قَالَ: فَدَعَا بِهَا، فَجَاءَتْ تَرْفُلُ فِي الثِّيَابِ وَالْحُلِيِّ، فَقَالَ: هِيَ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: خُذْ بِيَدِهَا فَقَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ، أَرَضِيتَ؟ قَالَ: إِي وَاللهِ وَفَوْقَ الرِّضَا قَالَ: لَكِنِّي وَاللهِ لَا أَرْضَى أُعْطِيكَهَا كَيْلَا تَغْتَمَّ بِكَ وَتَغْتَمَّ بِهَا، احْمِلْ مَعَهَا يَا غُلَامُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ
1604 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ نَحْوًا مِنَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَتَعْرِفُ مُعَلِّمَتَهَا؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَعْرِفُهَا وَبِصَوْتٍ لَهَا بُلِيتُ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَّامَةَ تَقُولُ بِصَوْتٍ لَهَا لَمْ أَسْمَعْ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَأَحْبَبْتُهَا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الصَّوْتِ قَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَهُ؟ قَالَ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ لَعَلَّهُ يُسَلِّي عَنِّي بَعْضَ مَا أَجِدُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لِعَزَّةَ، وَعَزَّةُ كَانَتْ مُعَلِّمَةً تُعَلِّمُ الْغِنَاءَ: ابْرُزِي فَبَرَزَتْ، وَأَخَذَتْ عُودًا فَضَرَبَتْ بِهِ:
[البحر البسيط]
بَانَتْ سُعَادُ وَأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَطَعَا
حَتَّى أَتَمَّتْ صَوْتَهَا، فَغُشِيَ عَلَيْهِ بَعْدَ شَهِيقٍ شَدِيدٍ، فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَثِمْنَا فِيهِ، الْمَاءَ الْمَاءَ فَنَضَحُوا عَلَى وَجْهِهِ الْمَاءَ، فَأَفَاقَ وَهُوَ وَالِهُ الْعَقْلِ حَيْرَانُ كَالسَّكْرَانِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ابْنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَبْلَغَ مِنْكَ هَذَا حُبُّ فُلَانَةَ؟ قَالَ:
⦗ص: 329⦘
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي هُوَ مَا تَرَى قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَتُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ هَذَا الصَّوْتَ مِنْ سَلَّامَةَ؟ قَالَ: أَخَافُ إِنْ سَمِعْتُهُ مِنْهَا مُتُّ، وَهَا أَنَا ذَا سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَا أُحِبُّهَا فَمِنْ أَجْلِ حُبِّهَا كَادَتْ نَفْسِي أَنْ تَذْهَبَ، فَكَيْفَ مِنْهَا وَأَنَا لَا أَقْدِرُ عَلَى مِلْكِهَا؟ وَعَلَى اللهِ أَتَوَكَّلُ، وَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ الصَّبْرَ وَالْفَرْجَ، إِنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَتَعْرِفُ سَلَّامَةَ إِنْ رَأَيْتَهَا؟ قَالَ: وَأَعْرِفُ غَيْرَهَا قَالَ: فَإِنَّا قَدِ اشْتَرَيْنَاهَا لَكَ، وَاللهِ مَا نَظَرْتُ إِلَيْهَا وَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ تَرْفُلُ فِي الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ، فَقَالَ: هِيَ هَذِهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللهِ لَقَدْ أَحْيَيْتَنِي، وَفَرَّجْتَ غَمِّي، وَأَنَمْتَ عَيْنِي، وَأَبْرَأْتَ قَرْحَ فُؤَادِي، وَرَدَدْتَ إِلَيَّ عَقْلِي، وَجَعَلْتَنِي أَعِيشُ بَيْنَ قَوْمِي وَأَصْحَابِي كَالَّذِي كُنْتُ وَدَعَا لَهُ دُعَاءً كَثِيرًا فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنِّي وَاللهِ لَا أَرْضَى أَنْ أُعْطِيَكَهَا هَكَذَا، يَا غُلَامُ، احْمِلْ مَعَهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِكَيْلَا تَهْتَمَّ بِهَا وَتَهْتَمَّ بِكَ قَالَ: فَرَاحَ بِهَا وَبِالْمَالِ قَالَ: وَقَالَ فِيهَا أَيْضًا:
[البحر الكامل]
مَا بَالُ قَلْبِكَ لَا يَزَالُ تُهِيجُهُ
…
ذِكْرٌ عَوَاقِبُهُ عَلَيْكِ سَقَامُ
بَاتَتْ تُعَلِّلُنَا وَتَحْسَبُ أَنَّنَا
…
فِي ذَاكَ أَيْقَاظٌ وَنَحْنُ نِيَامُ
حَتَّى إِذَا انْصَدَعَ الصَّبَاحُ لِنَاظِرٍ
…
فَإِذَا وَذَلِكَ بَيْنَنَا أَحْلَامُ
قَدْ كُنْتُ أَعْذِلُ فِي الصِّبَا أَهْلَ الصَّبَا
…
عَجَبًا بِمَا تَأْتِي بِهِ الْأَيَّامُ
فَالْيَوْمَ أَعْذُرُهُمْ وَأَعْلَمُ أَنَّمَا
…
سُبُلُ الضَّلَالَةِ وَالْهُدَى أَقْسَامُ
إِنَّ الَّتِي طَرَقَتْكَ بَيْنَ رَكَائِبٍ
…
تَمْشِي بِمِزْهَرِهَا وَأَنْتَ حَرَامُ
لِتَصِيدَ لُبَّكَ أَوْ جَزَاءَ مَوَدَّةٍ
…
إِنَّ الرَّفِيقَ لَهُ عَلَيْكَ ذِمَامُ
لَيْتَ الْمَزَاهِرَ وَالْمَعَازِفَ جُمِّعَتْ
…
طُرًّا وَأُوقِدَ بَيْنَهُنَّ ضِرَامُ
إِنْ تَنْأَ دَارُكِ لَمْ أَرَاكِ وَإِنْ أَمُتْ
…
فَعَلَيْكِ مِنِّي نَظْرَةٌ وَسَلَامُ
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمَّارٍ أَيْضًا:
⦗ص: 330⦘
[البحر الخفيف]
طَالَ لِيَلِي فَبِتُّ مَا أَطْعَمُ النَّوْمَ
…
فَوَاقًا إِلَّا أَرِقْتُ فَوَاقَا
إِثْرَ حَيٍّ بَانُوا بِسَلَّامَةَ الْقَلْبِ
…
يُرِيدُونَ غُرْبَةً وَفِرَاقَا
قَرَّبُوا جُلَّةَ الْجِمَالِ مَعَ الصُّبْحِ
…
قُبَيْلَ الصُّبْحِ وَنُوقًا عِتَاقَا
فَاتَّبَعْتُ الْجِمَالَ بِالطَّرْفِ حَتَّى
…
سُحِقَ الطَّرْفُ دُونَهُمُ انْسِحَاقَا
قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمَّارٍ أَيْضًا فِي سَلَّامَةَ:
[البحر الطويل]
أَلَا قُلْ لِهَذَا الْقَلْبِ هَلْ أَنْتَ تَصْبِرُ
…
وَهَلْ أَنْتَ عَنْ سَلَّامَةِ الْقَلْبِ مُقْصِرُ
يَقُولُونَ أَقْصِرْ عَنْ سُلَيْمَى وَذِكْرِهَا
…
وَكَيْفَ وَفِي رَأْسِي خِشَاشٌ مُضَيَّرُ
أَرَى هَجْرَهَا وَالْقَتْلَ مِثْلَيْنِ فَاقْصُرُوا
…
مَلَامَكُمُ فَالْقَتْلُ أَعْفَى وَأَيْسَرُ
وَإِنِّي أُرَجِّيهَا وَقَدْ حَالَ دُونَهَا
…
مِنَ الْأَرْضِ مَجْهُولُ الْمَسَافَةِ أَغْبَرُ
إِذَا جَاوَزَتْ حَوْرَانَ مِنْ رَمْلِ عَالِجٍ
…
وَأَحْرَزَهَا شَيْءٌ مَعَ الْبُعْدِ مُنْشِرُ
هُنَالِكَ لَا دَارٌ يُوَاتِيكَ قُرْبُهَا
…
وَلَا وَصْلَ إِلَّا عَبْرَةٌ وَتَذَكُّرُ
أَلَا لَيْتَ أَنِّي حَيْثُ صَارَتْ بِهَا النَّوَى
…
جَلِيسٌ لِسَلْمَى كُلَّمَا عَجَّ مِزْهَرُ
وَأَنِّي إِذَا مَا الْمَوْتُ حَلَّ بِنَفْسِهَا
…
يُزَالُ بِنَفْسِي قَبْلَهَا حَيْثُ تُقْبَرُ
يُهِيجُ هَوَاهَا الْقَلْبَ مِنْ بَعْدِ سَلْوَةٍ
…
إِلَى أُمِّ سَلَّامَ الْحَمَامُ الْمُقَرْقِرُ
إِذَا أَخَذَتْ فِي الصَّوْتِ كَادَ جَلِيسُهَا
…
يَطِيرُ إِلَيْهَا قَلْبُهُ حِينَ يَنْظُرُ
كَأَنَّ حَمَامًا رَاعِبِيًّا مُؤَدِّيًا
…
إِذَا نَطَقَتْ مِنْ صَدْرِهَا يَتَقَشَّرُ