المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر عباد أهل مكة وزهادهم - أخبار مكة - الفاكهي - ط ٢ - جـ ٢

[أبو عبد الله الفاكهي]

فهرس الكتاب

- ‌ذِكْرُ إِخْرَاجِ جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام زَمْزَمَ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَأُمِّهِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ حَفْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ زَمْزَمَ، وَتَفْسِيرِ أَمْرِهِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ زَمْزَمَ وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ غُسْلِ أَهْلِ مَكَّةَ الْمَوْتَى بِمَاءِ زَمْزَمَ لِبَرَكَتِهِ وَفَضْلِهِ

- ‌ذِكْرُ حَمْلِ مَاءِ زَمْزَمَ لِلْمَرْضَى وَغَيْرِهِمْ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْآفَاقِ

- ‌ذِكْرُ شُرْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ رضي الله عنهم مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَالتَّابِعِينَ بَعْدَهُمْ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ كُلِّهِ

- ‌ذِكْرُ الشُّرْبِ مِنْ نَبِيذِ السِّقَايَةِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ لَمْ يَشْرَبْ مِنْ نَبِيذِ السِّقَايَةِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ تَحْرِيمِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه زَمْزَمَ، وَابْنِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَلَى الْمُغْتَسِلِ فِيهَا

- ‌ذِكْرُ إِذْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِأَهْلِ السِّقَايَةِ فِي الْبَيْتُوتَةِ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِهَا

- ‌ذِكْرُ الْجِنَّانِ تُوجَدُ فِي زَمْزَمَ

- ‌ذِكْرُ غَوْرِ الْمَاءِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ غَيْرَ زَمْزَمَ

- ‌ذِكْرُ أَسْمَاءِ زَمْزَمَ

- ‌ذِكْرُ مِصْبَاحِ زَمْزَمَ كَيْفَ كَانَ

- ‌ذِكْرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ حَوْضُ زَمْزَمَ فِي عَهْدِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَذِكْرُ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما مِنَ السِّقَايَةِ

- ‌ذِكْرُ عُيُونِ زَمْزَمَ وَغَيْرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ زَمْزَمُ وَحُجْرُتُهَا وَحَوْضُهَا قَبْلَ أَنْ تُغَيَّرَ فِي خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ بِاللهِ

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ الْقُبَّةِ وَحَوْضِهَا وذَرْعِهَا

- ‌ذِكْرُ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه وَمَا كَانَ فِيهَا، وَذَرْعُهَا إِلَى أَنْ عُمِّرَتْ فِي خِلَافَةِ الْوَاثِقِ بِاللهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ

- ‌ذِكْرُ حَدِّ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَأَسَاسِهِ كَيْفَ كَانَ

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَيْفَ هُوَ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَا جَاءَ فِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ رضي الله عنهم وَالتَّابِعِينَ

- ‌ذِكْرُ إِدَارَةِ الصَّفِّ، وَأَوَّلِ مَنْ فَعَلَهُ، وَأَوَّلِ مَنْ أَحْدَثَ التَّكْبِيرَ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِلَا سُتْرَةٍ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ الْأَكْلِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْغَدَاءِ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ جَمَعَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَ صَلَاةِ الْإِمَامِ

- ‌ذِكْرُ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَنْ رَخَّصَ فِيهِ وَمَنْ كَرِهَهُ

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ النَّوْمَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ إِنْشَادِ الضَّالَّةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَا يُكْرَهُ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ فِيهِ، وَكَرَاهِيَةِ إِنْشَادِ الشِّعْرِ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ مَوْضِعِ قُبُورِ عَذَارَى بَنَاتِ إِسْمَاعِيلَ عليه السلام مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ الْوُضُوءِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ الْقِيَامِ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ يَدْعُو

- ‌ذِكْرُ لَقْطِ الْقَذَى، وَالْقُشَاشِ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفَضْلِهِ، وَتَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ إِرْسَالِ الرِّيحِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ تَحْصِيبِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَأَخْذِ الْحَصَاةِ مِنْهُ

- ‌ذِكْرُ صَلَاةِ مُؤَذِّنِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى سَطْحِ الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ لِصَلَاةِ الْإِمَامِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ الْأَذَانِ بِمَكَّةَ وَالْحِسْبَةِ فِيهِ بِغَيْرِ أُجْرَةٍ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ تَوْلِيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَبَا مَحْذُورَةَ رضي الله عنه الْأَذَانَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وَتَعْلِيمِهِ إِيَّاهُ، وَصِفَةِ أَذَانِهِ كَيْفَ كَانَ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الِاسْتِلْقَاءِ وَالِاضْطِجَاعِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْجُلُوسِ عَلَى اللُّبُودِ وَالطَّنَافِسِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌ذِكْرُ الِاعْتِكَافِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَفِي الْحَرَمِ كُلِّهِ، وَالنَّذْرِ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ السَّمَرِ وَالْحَدِيثِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَإِقَامَةِ النَّاسِ خَلْفَ الْمَقَامِ، وَالتَّرْغِيبِ فِي ذَلِكَ وَطَلَبِهِ وَشَرَفِهِ، وَصِفَةِ قِيَامِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالزِّيَادَاتِ الَّتِي زَادَهَا الْأَئِمَّةُ وَالْخُلَفَاءُ فِيهِ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ زِيَادَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَيْفَ كَانَتْ

- ‌ذِكْرُ زِيَادَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ زِيَادَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ

- ‌ذِكْرُ عَمَلِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ عَمَلِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ عَمَلِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعِمَارَتِهِ إِيَّاهُ فِي الزِّيَادَةِ الْأُولَى

- ‌ذِكْرُ عِمَارَةِ الْمَهْدِيِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَزِيَادَتِهِ الْأُولَى

- ‌ذِكْرُ زِيَادَةِ الْمَهْدِيِّ الثَّانِيَةِ فِي قُدُومِهِ مَكَّةَ، وَصِفَةِ مَا زَادَ، وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ عَمَلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُوسَى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعِمَارَتِهِ إِيَّاهُ

- ‌ذِكْرُ عِمَارَةِ أَبِي أَحْمَدَ الْمُوَفَّقِ بِاللهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ الْجُلُوسِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْحَدِيثِ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ مَقْلَعِ الْكَعْبَةِ وَتَسْمِيَةِ مَوَاضِعِهِ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَصِفَتِهِ

- ‌ذِكْرُ عَدَدِ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ الْأَسَاطِينِ

- ‌ذِكْرُ الطَّاقَاتِ وَعَدَدِهَا وَذَرْعِهَا

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحُدُودِهَا

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا وَذَرْعِهَا

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ طُولِ جُدُرَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ عَدَدِ الشُّرَّافَاتِ الَّتِي فِي ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَخَارِجِهِ

- ‌ ذِكْرُ عَدَدِ الشِّرَافِ الَّتِي فِي بَطْنِ الْمَسْجِدِ وَمَا يَشْرَعُ مِنَ الطِّيقَانِ فِي الصَّحْنِ

- ‌ذِكْرُ صِفَةِ سَقْفِ الْمَسْجِدِ

- ‌ذِكْرُ الْأَبْوَابِ الَّتِي يُصَلَّى فِيهَا عَلَى الْجَنَائِزِ بِمَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ

- ‌ذِكْرُ مَنَارَاتِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا وَصِفَتِهَا

- ‌ذِكْرُ قَنَادِيلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَعَدَدِهَا، وَالثُّرَيَّاتِ الَّتِي فِيهِ، وَتَفْسِيرِ أَمْرِهَا

- ‌ذِكْرُ ظُلَّةِ الْمُؤَذِّنِينَ الَّتِي يُؤَذِّنُ فِيهَا الْمُؤَذِّنُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ

- ‌ذِكْرُ الدُّورِ الَّتِي تُشْرَعُ عَلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

- ‌ذِكْرُ الدُّورِ الَّتِي تَسْتَقْبِلُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مِنْ جَوَانِبِهِ خَارِجًا فِي الْوَادِي وَلَا تَلْزَقُ بِهِ وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ:

- ‌ذِكْرُ السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَسُنَّةِ السَّعْيِ بَيْنَهُمَا، وَمُبْتَدَأِ ذَلِكَ كَيْفَ كَانَ وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ رُقِيِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا، وَذِكْرِهِ إِيَّاهُ، وَمَا جَاءَ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ الرَّمَلِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَوْضِعِ الْقِيَامِ عَلَيْهَا، وَكَيْفَ فَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَعِظَمِ شَأْنِهِمَا

- ‌ذِكْرُ كَيْفَ يُوقَفُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَحَّدِ الْمَسْعَى، وَالدُّعَاءِ عَلَيْهِمَا، وَفَضْلِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ أَيْنَ يَقِفُ مِنَ الْمَرْوَةِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ اللهِ عز وجل بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ بَيْنَهُمَا

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ الرُّكُوبَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ رَخَّصَ فِي الرُّكُوبِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌ذِكْرُ طَوَافِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَمَا كَانُوا يَقُولُونَ بَيْنَهُمَا وَيَفْعَلُونَ

- ‌ذِكْرُ الْأَصْنَامِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ إِلَى الصَّفَا، وَذَرْعِ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ طَوَافِ السُّبْعِ الْوَاجِبِ بِالْكَعْبَةِ

- ‌ذِكْرُ ذَرْعِ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ بِنَاءِ دَرَجِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌ذِكْرُ أَوَّلِ مَنِ اسْتَصْبَحَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ

- ‌ذِكْرُ تَحْرِيمِ الْحَرَمِ وَحُدُودِهِ، وَتَعْظِيمِهِ، وَفَضْلِهِ، وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ، وَتَفْسِيرِهِ

- ‌ذِكْرُ أَنْصَابِ الْحَرَمِ كَيْفَ نَصَبَهَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْدِ إِبْرَاهِيمَ وَتَحْدِيدِهَا، وَمَا يُؤْمَرُ بِهِ مَنْ تَعَاهُدِهَا وَإِصْلَاحِهَا وَالْقِيَامِ عَلَيْهَا

- ‌ذِكْرُ الِاسْتِنَادِ بِالْكَعْبَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ

- ‌ذِكْرُ أَسْمَاءِ مَكَّةَ وَبَرَكَتِهَا وَصِفَتِهَا

- ‌ذِكْرُ الْمَقَامِ بِمَكَّةَ وَالْجِوَارِ بِهَا وَمَنْ أَقَامَ بِهَا مِنَ الْخُلَفَاءِ وَالتَّرْغِيبِ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مَنْ أَقَامَ مِنَ الْخُلَفَاءِ بِمَكَّةَ وَجَاوَرَ بِهَا

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ الْجِوَارَ بِمَكَّةَ مَخَافَةَ الذُّنُوبِ بِهَا وَغَلَاءَ السِّعْرِ عَلَى أَهْلِهَا، وَذِكْرُ الِاخْتِلَافِ إِلَيْهَا وَتَفْسِيرِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ إِقَامَةِ الْمُهَاجِرِ بِمَكَّةَ وَالتَّوْقِيتِ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الصَّبْرِ عَلَى حَرِّ مَكَّةَ وَفَضْلِ ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ الْمَرَضِ بِمَكَّةَ وَفَضْلِهِ وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ مَا وُصِفَتْ عَلَيْهِ مَكَّةُ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَالْمَكَارِهِ وَتَعْظِيمِ الْحَرَمِ

- ‌ذِكْرُ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ وَزُهَّادِهِمْ

- ‌ذِكْرُ إِعْطَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ الْقَسْمَ وَالْعَطَاءَ وَأَوَّلِ مَنْ فَعَلَهُ

- ‌ذِكْرُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ مِنَ التَّجْرِيدِ فِي الْحَجِّ

- ‌ذِكْرُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ وَيُنْهَوْنَ عَنْهُ

- ‌ذِكْرُ وَدَاعِ أَهْلِ مَكَّةَ إِذَا أَرَادُوا مَخَارِجَهُمْ

- ‌ذِكْرُ الْقَصَصِ بِمَكَّةَ، وَهُوَ ذِكْرُ اللهِ وَالدُّعَاءُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ خَلْفَ الْمَقَامِ

- ‌ذِكْرُ فُقَهَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ وَمَا يَفْخَرُ بِهِ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى النَّاسِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ بِالسِّلَاحِ وَمَنْ أَدْخَلَهَا ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ قِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ وَخُرُوجِهِ وَمُبْتَدَاهُ وَدُخُولِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ مَكَّةَ

- ‌ذِكْرُ غَلَاءِ السِّعْرِ بِمَكَّةَ فِي حِصَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا وَذِكْرُ مَقْتَلِهِ

- ‌ذِكْرُ قُدُومِ الْجَيْشِ الَّذِي قَدِمَ مَكَّةَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ رضي الله عنه مِنَ الْكُوفَةِ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما

- ‌ذِكْرُ تَلَاقِي الْإِخْوَانِ فِي الْحَجِّ بِمَكَّةَ وَمِنًى وَمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ

- ‌ذِكْرُ خُرُوجِ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْهَا

الفصل: ‌ذكر عباد أهل مكة وزهادهم

1576 -

وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هُدْبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أَذِنَ اللهُ تَعَالَى لِلسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْ تَكَلَّمَا لَبَشَّرَتَا مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ "

ص: 317

‌ذِكْرُ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ وَزُهَّادِهِمْ

ص: 317

1577 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ صَفَّ رِجْلَيْهِ فِي الصَّلَاةِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما، فَاقْتَدَى بِهِ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرَّاءِ، وَكَانَ مُجْتَهِدًا "

ص: 317

1578 -

حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ قَالَ: ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:" كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما إِذَا قَامَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ عُودٌ "

⦗ص: 318⦘

1579 -

وَحُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا بِشْرٍ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، نَحْوَهُ

ص: 317

1580 -

حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:" كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما أَحْسَنَ النَّاسِ صَلَاةً، كَأَنَّهُ خِرْقَةٌ "

ص: 318

1581 -

حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْظَمَ سَجْدَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما "

ص: 318

1582 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ وَأَنَا أَطُوفُ مَعَهُ: " وَاللهِ مَا سَمِعْتُ رَجُلًا أَحْسَنَ قِرَاءَةً مِنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ " وَرَفَعَ طَاوُسٌ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَحْسَنُ قِرَاءَةً؟ قَالَ: " مَنْ إِذَا سَمِعْتَهُ يَقْرَأُ رَأَيْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللهَ قَالَ: وَكَانَ طَلْقٌ كَذَلِكَ

⦗ص: 319⦘

"

ص: 318

1583 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ:" كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يَفْتَتِحُ الْبَقَرَةَ، فَلَا يَرْكَعُ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَنْكَبُوتَ "

ص: 319

1584 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ دِرْهَمٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ:" كَانَ بَيْنَ عَيْنَيِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما مِثْلُ الشِّرَاكِ الْبَالِي مِنَ الْبُكَاءِ "

ص: 319

1585 -

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ: ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى قَالَ:" كَانَ فِي وَجْهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَطَّانِ أَسْوَدَانِ مِنَ الْبُكَاءِ "

ص: 319

1586 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: قَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ يَعْنِي طَاوُسًا: " يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَأَيْتُكَ فِي الْكَعْبَةِ تُصَلِّي وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ عَلَى بَابِهَا وَهُوَ يَقُولُ: " اكْشِفْ قِنَاعَكَ وَبَيِّنْ قِرَاءَتَكَ " فَقَالَ لَهُ: اسْكُتْ، لَا يَسْمَعْ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ قَالَ: فَتَخَيَّلَ إِلَيْنَا أَنَّهُ انْبَسَطَ فِي حَدِيثِهِ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَقَنَّعُ "

ص: 320

1587 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي طَاوُسٌ، " وَلَوْ رَأَيْتَ طَاوُسًا لَعَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَكْذِبُ "

ص: 320

1588 -

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: " إِنِّي لَأَحْسَبُ طَاوُسًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ "

ص: 320

1589 -

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ

⦗ص: 321⦘

الْحَرَّانِيُّ قَالَ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما جَعَلَ الدَّهْرَ عَلَى ثَلَاثِ لَيَالٍ: لَيْلَةً يَبِيتُ قَائِمًا حَتَّى يُصْبِحَ، وَلَيْلَةً يَبِيتُ رَاكِعًا حَتَّى يُصْبِحَ، وَلَيْلَةً يَبِيتُ سَاجِدًا حَتَّى يُصْبِحَ

ص: 320

1590 -

حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا الْمُقْرِئُ قَالَ: ثنا أَبُو حَنِيفَةَ رضي الله عنه قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَفْضَلَ مِنْ عَطَاءٍ "

ص: 321

1591 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ:" كَانَ عَطَاءٌ يُطِيلُ الصَّمْتَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْنَا أَنَّهُ يُؤَيَّدُ "

ص: 321

1592 -

حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ إِنْ شَاءَ اللهُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ:" أَقَامَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ فِي الْمَسْجِدِ أَرْبَعِينَ سَنَةً يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَيَطُوفُ "

ص: 321

1593 -

حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا الْمَكِّيِّينَ يَقُولُونَ: كَانَ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَهُوَ حَدَثٌ يَبْتَدِرَانِ

⦗ص: 322⦘

الْمَقَامَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعَتَمَةِ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ إِلَيْهِ كَانَ الْآخَرُ خَلْفَهُ، فَلَا يَزَالَانِ يُصَلِّيَانِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ الصُّبْحِ

ص: 321

1594 -

حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:" مَرَّتْ بِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ثَلَاثُونَ سَنَةً لَمْ يَسْتَقْبِلْ أَحَدًا بِكَلِمَةٍ يَكْرَهُهَا، وَلَمْ يَمُتْ حَتَّى رَأَى الْبُشْرَى " وَكَانَ بِمَكَّةَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرْنَا أَمْرَهُمْ فِي الْعِبَادَةِ: طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، وَطَاوُسٌ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ

ص: 322

1595 -

وَحَدَّثَنَا بِهِ أَبُو يَحْيَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: ثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبِي مَزَحَ قَطُّ إِلَّا مَزْحَتَيْنِ، فَإِنَّهُ قَالَ لَنَا يَوْمًا: " يَا بَنِيَّ هَلْ رَأَيْتُمْ جَمَلًا عَلَى وَتِدٍ؟ قَالَ: فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: الْجَمَلُ عَلَى الْجَبَلِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} [النبأ: 7] قَالَ: وَقَالَ لِجَلِيسٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ أَبُو رَبَاحٍ: لَوْ تَزَوَّجْتَ لَعَلَّهُ أَنْ يُولَدَ لَكَ وَلَدٌ فَتُسَمِّيَهُ عَطَاءً، فَيَكُونَ ابْنُكَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللهَ إِلَى هُنَا لِأَبِي يَحْيَى

⦗ص: 323⦘

وَأَمَّا ابْنُ جُرَيْجٍ فَذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ كُلَّهُ صَلَاةً، فَزَعَمَ بَعْضُ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ صَبِيَّةً قَالَتْ لِأُمِّهَا لَمَّا مَاتَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَكَانَتْ مِنْ جِيرَانِهِ: أَيْنَ الْمِشْجَبُ الَّذِي كَانَ يَكُونُ فِي هَذَا السَّطْحِ؟ سَطْحِ ابْنِ جُرَيْجٍ فَقَالَتْ لَهَا: يَا بُنَيَّةُ، لَمْ يَكُ بِمِشْجَبٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ

ص: 322

1596 -

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَافَرَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ إِلَى مَكَّةَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سَفَرًا صَائِمًا مُحْرِمًا حَافِيًا، لَا يَتْرُكُ صَلَاةَ السَّحَرِ فِي السَّفَرِ، إِذَا كَانَ السَّحَرُ نَزَلَ فَصَلَّى وَيَمْضِي أَصْحَابُهُ، فَإِذَا صَلَّى الصُّبْحَ لَحِقَ بِهِمْ مَتَى مَا لَحِقَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يُكْثِرُ الْمَقَامَ بِمَكَّةَ، وَبِهَا مَاتَ

ص: 323

1597 -

حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: " مَا رَأَيْتُ الْبَيْتَ بِغَيْرِ طَائِفٍ إِلَّا يَوْمَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ " قَالَ أَبُو بِشْرٍ: وَزَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا

ص: 323

1598 -

حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُمَرَ الْوَهْطِيُّ قَالَ: " أَقْبَلْتُ مِنَ الطَّائِفِ

⦗ص: 324⦘

وَأَنَا عَلَى بَغْلٍ لِي، فَلَمَّا كُنْتُ بِمَكَّةَ حَذْوَ الْمَقْبَرَةِ نَعِسْتُ، فَرَأَيْتُ فِيَ مَنَامِي وَأَنَا أَسِيرُ كَأَنَّ فِي الْمَقْبَرَةِ فُسْطَاطًا مَضْرُوبًا فِيهِ سِدْرَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْفُسْطَاطُ وَالسِّدْرَةُ؟ فَقَالُوا: لِمُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، وَكَأَنَّهُمُ الْأَمْوَاتُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: وَلِمَ فُضِّلَ عَلَيْكُمْ بِهَذَا؟ قَالُوا: بِكَثْرَةِ الصَّلَاةِ قَالَ: قُلْتُ: فَابْنُ جُرَيْجٍ؟ قَالُوا: هَيْهَاتَ، رُفِعَ ذَاكَ فِي عِلِّيِّينَ، وَغُفِرَ لِمَنْ شَهِدَ جِنَازَتَهُ " وَكَانَ الْقَسُّ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ فَسُمِّيَ الْقَسَّ لِعِبَادَتِهِ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ الَّذِي ذَكَرَ ابْنَ شُبْرُمَةَ فِي شِعْرِهِ كَانَ يَطُوفُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: فَكَسَّرْتُ ذَلِكَ فَإِذَا هِيَ سَبْعَةُ فَرَاسِخَ

ص: 323

1599 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي كُرْزٍ الْحَارِثِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ طَارِقٍ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ لَهُمَا:

[البحر البسيط]

لَوْ شِئْتَ كُنْتَ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ

أَوْ كَابْنِ طَارِقِ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الْحَرَمِ

قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا

وَسَارَعَا فِي طِلَابِ الْفَوْزِ وَالْكَرَمِ

قَالَ سُفْيَانُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ الْمُبَارَكِ، فَقَالَ: حَدَّثْتُ بِهِ شُعْبَةَ، فَقَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ أَعِدْهُ عَلَيَّ قَالَ: قُلْتُ: أَيَّ شَيْءٍ تَصْنَعُ بِهَذَا؟ إِنَّمَا هَذَا شِعْرٌ قَالَ: لَوْ كُنْتَ فِي مَقْبَرَةِ بَنِي شُكْرٍ لَأَتَيْتُكَ حَتَّى أَسْمَعَهُ مِنْكَ

⦗ص: 325⦘

1600 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ فَذَكَرُ نَحْوَهُ وَأَمَّا الْقَسُّ فَلَهُ أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ سَأَذْكُرُ بَعْضَهَا

ص: 324

1601 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأُمَوِيُّ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ شُيُوخًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْهُمْ سُلَيْمٌ، يَذْكُرُ أَنَّ الْقَسَّ كَانَ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ أَحْسَنِهِمْ عِبَادَةً وَأَظْهَرِهِمْ تَبَتُّلًا، وَأَنَّهُ مَرَّ يَوْمًا بِسَلَّامَةَ جَارِيَةٌ كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهِيَ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَمِعَ غِنَاءَهَا فَوَقَفَ يَسْتَمِعُ، فَرَآهُ مَوْلَاهَا فَدَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ فَتَسْمَعَ؟ فَتَأَبَّى عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى سَمَحَ، وَقَالَ: أَقْعِدْنِي فِي مَوْضِعٍ لَا أَرَاهَا وَلَا تَرَانِي فَقَالَ: أَفْعَلُ فَدَخَلَ فَتَغَنَّيْتُ فَأَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ مَوْلَاهَا: هَلْ لَكَ أَنْ أُحَوِّلَهَا إِلَيْكَ؟ فَتَأَبَّى ثُمَّ سَمَحَ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْمَعُ غِنَاءَهَا حَتَّى شُغِفَ بِهَا، وَعَلِمَ ذَلِكَ أَهْلُ مَكَّةَ، فَقَالَتْ لَهُ يَوْمًا: أَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكِ قَالَتْ: وَأُحِبُّ أَنْ أَضَعَ فَمِي عَلَى فَمِكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ قَالَتْ: وَأُحِبُّ وَاللهِ أَنْ أُلْصِقَ صَدْرِي بِصَدْرِكَ وَبَطْنِي بِبَطْنِكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ قَالَتْ: فَمَا يَمْنَعُكَ؟ وَاللهِ إِنَّ الْمَوْضِعَ لَخَالٍ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللهَ عز وجل

⦗ص: 326⦘

يَقُولُ: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67]، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ خَلَّةُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكِ تَؤُولُ بِنَا إِلَى عَدَاوَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَتْ: يَا هَذَا، أَتَحْسَبُ أَنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ لَا يَقْبَلُنَا إِنْ نَحْنُ تُبْنَا إِلَيْهِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَا آمَنُ أَنْ أُفَاجَأَ ثُمَّ نَهَضَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ فَلَمْ يَرْجِعْ بَعْدُ، وَعَادَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ النُّسُكِ "

ص: 325

1602 -

وَحَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي جُمَحَ، وَكَانَتْ أَصَابَتْ جَدَّةً مِنَّةٌ مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَكَانَ يَنْزِلُ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِهَا؛ فَسُمِّيَ الْقَسَّ مِنْ عِبَادَتِهِ، فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِسَلَّامَةَ فَوَقَفَ يَسْمَعُ غِنَاءَهَا، فَرَآهُ مَوْلَاهَا فَدَعَاهُ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا فَذَكَرَ نَحْوَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ وَزَادَ، فِيهِ: وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَأَعْجَبَتْهُ، فَسَمِعَ غِنَاءَهَا فَشُغِفَتْ بِهِ وَشُغِفَ بِهَا، وَكَانَ ظَرِيفًا فَقَالَ فِيهَا:

[البحر الخفيف]

أُمَّ سَلَّامَ لَوْ وَجَدْتِ مِنَ الْوَجْدِ

عُشْرَ الَّذِي بِكُمْ أَنَا لَاقِي

أُمَّ سَلَّامَ أَنْتِ شُغْلِي وَهَمِّي

وَالْعَزِيزِ الْمُهَيْمِنِ الْخَلَّاقِ

أُمَّ سَلَّامَ جَدِّدِي لِيَ وَصْلًا

وَارْحَمِينِي هُدِيتِ مِمَّا أُلَاقِي

⦗ص: 327⦘

وَزَادَ فِيهِ: فَعَلِمَ أَهْلُ مَكَّةَ بِذَلِكَ، فَسَمَّوْهَا سَلَّامَةَ الْقَسِّ وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ: وَقَالَ أَيْضًا:

إِنَّ سَلَّامَةَ الَّتِي

أَفْقَدَتْنِي تَجَلُّدِي

لَوْ تَرَاهَا وَالْعُودُ فِي

نَحْرِهَا حِينَ تَبْتَدِي

لِلسُّرَيْجِيِّ وَالْغَرِيضِ

وَلِلْقِرْمِ مَعْبَدِ

خِلْتَهُمْ تَحْتَ عُودِهَا

حِينَ تَدْعُوهُ بِالْيَدِ

ص: 326

1603 -

وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَلْخِيُّ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ شَيْخُ أَهْلِ الْحِجَازِ عَلَى نَخَّاسٍ فِي حَاجَةٍ لَهُ قَالَ: فَأَلْفَاهُ يَعْرِضُ قَيْنَةً فَعَلِقَهَا، فَاشْتَهَرَ بِذِكْرِهَا حَتَّى مَشَى عَطَاءٌ وَطَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ بِاللَّوْمِ وَالْعَذْلِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

[البحر البسيط]

يَلُومُنِي فِيكِ أَقْوَامٌ أُجَالِسُهُمْ

فَمَا أُبَالِي أَطَارَ اللَّوْمُ أَمْ وَقَعَا

وَتَرَقَّى خَبَرُهُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ بِالشَّامِ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ هَمٌّ غَيْرُهُ، فَقَدِمَ حَاجًّا فَأَرْسَلَ إِلَى مَوْلَى الْجَارِيَةِ فَاشْتَرَاهَا بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَدَفَعَهَا إِلَى قَيِّمَةِ جَوَارِيهِ وَقَالَ لَهَا: زَيِّنِيهَا وَحَلِّيهَا قَالَ: فَفَعَلَتْ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ

⦗ص: 328⦘

فَقَالَ: مَا لِي لَا أَرَى ابْنَ أَبِي عَمَّارٍ زَارَنَا؟ فَأَخْبَرُوهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ اسْتَجْلَسْهُ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ حُبُّ فُلَانَةَ؟ قَالَ: فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ وَالْمُخِّ وَالْعَصَبِ وَالْعِظَامِ قَالَ: وَتَعْرِفُهَا؟ قَالَ: وَأَعْرِفُ غَيْرَهَا قَالَ: قَدْ ضَمَمْنَا وَاحِدَةً وَاللهِ مَا رَأَيْتُهَا قَالَ: فَدَعَا بِهَا، فَجَاءَتْ تَرْفُلُ فِي الثِّيَابِ وَالْحُلِيِّ، فَقَالَ: هِيَ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: خُذْ بِيَدِهَا فَقَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ، أَرَضِيتَ؟ قَالَ: إِي وَاللهِ وَفَوْقَ الرِّضَا قَالَ: لَكِنِّي وَاللهِ لَا أَرْضَى أُعْطِيكَهَا كَيْلَا تَغْتَمَّ بِكَ وَتَغْتَمَّ بِهَا، احْمِلْ مَعَهَا يَا غُلَامُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ

ص: 327

1604 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ نَحْوًا مِنَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَزَادَ فِيهِ: فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَتَعْرِفُ مُعَلِّمَتَهَا؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَعْرِفُهَا وَبِصَوْتٍ لَهَا بُلِيتُ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَّامَةَ تَقُولُ بِصَوْتٍ لَهَا لَمْ أَسْمَعْ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَأَحْبَبْتُهَا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الصَّوْتِ قَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَهُ؟ قَالَ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ لَعَلَّهُ يُسَلِّي عَنِّي بَعْضَ مَا أَجِدُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لِعَزَّةَ، وَعَزَّةُ كَانَتْ مُعَلِّمَةً تُعَلِّمُ الْغِنَاءَ: ابْرُزِي فَبَرَزَتْ، وَأَخَذَتْ عُودًا فَضَرَبَتْ بِهِ:

[البحر البسيط]

بَانَتْ سُعَادُ وَأَمْسَى حَبْلُهَا انْقَطَعَا

حَتَّى أَتَمَّتْ صَوْتَهَا، فَغُشِيَ عَلَيْهِ بَعْدَ شَهِيقٍ شَدِيدٍ، فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَثِمْنَا فِيهِ، الْمَاءَ الْمَاءَ فَنَضَحُوا عَلَى وَجْهِهِ الْمَاءَ، فَأَفَاقَ وَهُوَ وَالِهُ الْعَقْلِ حَيْرَانُ كَالسَّكْرَانِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ابْنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَبْلَغَ مِنْكَ هَذَا حُبُّ فُلَانَةَ؟ قَالَ:

⦗ص: 329⦘

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي هُوَ مَا تَرَى قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَتُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ هَذَا الصَّوْتَ مِنْ سَلَّامَةَ؟ قَالَ: أَخَافُ إِنْ سَمِعْتُهُ مِنْهَا مُتُّ، وَهَا أَنَا ذَا سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَا أُحِبُّهَا فَمِنْ أَجْلِ حُبِّهَا كَادَتْ نَفْسِي أَنْ تَذْهَبَ، فَكَيْفَ مِنْهَا وَأَنَا لَا أَقْدِرُ عَلَى مِلْكِهَا؟ وَعَلَى اللهِ أَتَوَكَّلُ، وَأَنَا أَسْأَلُ اللهَ الصَّبْرَ وَالْفَرْجَ، إِنَّهُ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَتَعْرِفُ سَلَّامَةَ إِنْ رَأَيْتَهَا؟ قَالَ: وَأَعْرِفُ غَيْرَهَا قَالَ: فَإِنَّا قَدِ اشْتَرَيْنَاهَا لَكَ، وَاللهِ مَا نَظَرْتُ إِلَيْهَا وَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ تَرْفُلُ فِي الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ، فَقَالَ: هِيَ هَذِهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَاللهِ لَقَدْ أَحْيَيْتَنِي، وَفَرَّجْتَ غَمِّي، وَأَنَمْتَ عَيْنِي، وَأَبْرَأْتَ قَرْحَ فُؤَادِي، وَرَدَدْتَ إِلَيَّ عَقْلِي، وَجَعَلْتَنِي أَعِيشُ بَيْنَ قَوْمِي وَأَصْحَابِي كَالَّذِي كُنْتُ وَدَعَا لَهُ دُعَاءً كَثِيرًا فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنِّي وَاللهِ لَا أَرْضَى أَنْ أُعْطِيَكَهَا هَكَذَا، يَا غُلَامُ، احْمِلْ مَعَهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِكَيْلَا تَهْتَمَّ بِهَا وَتَهْتَمَّ بِكَ قَالَ: فَرَاحَ بِهَا وَبِالْمَالِ قَالَ: وَقَالَ فِيهَا أَيْضًا:

[البحر الكامل]

مَا بَالُ قَلْبِكَ لَا يَزَالُ تُهِيجُهُ

ذِكْرٌ عَوَاقِبُهُ عَلَيْكِ سَقَامُ

بَاتَتْ تُعَلِّلُنَا وَتَحْسَبُ أَنَّنَا

فِي ذَاكَ أَيْقَاظٌ وَنَحْنُ نِيَامُ

حَتَّى إِذَا انْصَدَعَ الصَّبَاحُ لِنَاظِرٍ

فَإِذَا وَذَلِكَ بَيْنَنَا أَحْلَامُ

قَدْ كُنْتُ أَعْذِلُ فِي الصِّبَا أَهْلَ الصَّبَا

عَجَبًا بِمَا تَأْتِي بِهِ الْأَيَّامُ

فَالْيَوْمَ أَعْذُرُهُمْ وَأَعْلَمُ أَنَّمَا

سُبُلُ الضَّلَالَةِ وَالْهُدَى أَقْسَامُ

إِنَّ الَّتِي طَرَقَتْكَ بَيْنَ رَكَائِبٍ

تَمْشِي بِمِزْهَرِهَا وَأَنْتَ حَرَامُ

لِتَصِيدَ لُبَّكَ أَوْ جَزَاءَ مَوَدَّةٍ

إِنَّ الرَّفِيقَ لَهُ عَلَيْكَ ذِمَامُ

لَيْتَ الْمَزَاهِرَ وَالْمَعَازِفَ جُمِّعَتْ

طُرًّا وَأُوقِدَ بَيْنَهُنَّ ضِرَامُ

إِنْ تَنْأَ دَارُكِ لَمْ أَرَاكِ وَإِنْ أَمُتْ

فَعَلَيْكِ مِنِّي نَظْرَةٌ وَسَلَامُ

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمَّارٍ أَيْضًا:

⦗ص: 330⦘

[البحر الخفيف]

طَالَ لِيَلِي فَبِتُّ مَا أَطْعَمُ النَّوْمَ

فَوَاقًا إِلَّا أَرِقْتُ فَوَاقَا

إِثْرَ حَيٍّ بَانُوا بِسَلَّامَةَ الْقَلْبِ

يُرِيدُونَ غُرْبَةً وَفِرَاقَا

قَرَّبُوا جُلَّةَ الْجِمَالِ مَعَ الصُّبْحِ

قُبَيْلَ الصُّبْحِ وَنُوقًا عِتَاقَا

فَاتَّبَعْتُ الْجِمَالَ بِالطَّرْفِ حَتَّى

سُحِقَ الطَّرْفُ دُونَهُمُ انْسِحَاقَا

قَالَ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمَّارٍ أَيْضًا فِي سَلَّامَةَ:

[البحر الطويل]

أَلَا قُلْ لِهَذَا الْقَلْبِ هَلْ أَنْتَ تَصْبِرُ

وَهَلْ أَنْتَ عَنْ سَلَّامَةِ الْقَلْبِ مُقْصِرُ

يَقُولُونَ أَقْصِرْ عَنْ سُلَيْمَى وَذِكْرِهَا

وَكَيْفَ وَفِي رَأْسِي خِشَاشٌ مُضَيَّرُ

أَرَى هَجْرَهَا وَالْقَتْلَ مِثْلَيْنِ فَاقْصُرُوا

مَلَامَكُمُ فَالْقَتْلُ أَعْفَى وَأَيْسَرُ

وَإِنِّي أُرَجِّيهَا وَقَدْ حَالَ دُونَهَا

مِنَ الْأَرْضِ مَجْهُولُ الْمَسَافَةِ أَغْبَرُ

إِذَا جَاوَزَتْ حَوْرَانَ مِنْ رَمْلِ عَالِجٍ

وَأَحْرَزَهَا شَيْءٌ مَعَ الْبُعْدِ مُنْشِرُ

هُنَالِكَ لَا دَارٌ يُوَاتِيكَ قُرْبُهَا

وَلَا وَصْلَ إِلَّا عَبْرَةٌ وَتَذَكُّرُ

أَلَا لَيْتَ أَنِّي حَيْثُ صَارَتْ بِهَا النَّوَى

جَلِيسٌ لِسَلْمَى كُلَّمَا عَجَّ مِزْهَرُ

وَأَنِّي إِذَا مَا الْمَوْتُ حَلَّ بِنَفْسِهَا

يُزَالُ بِنَفْسِي قَبْلَهَا حَيْثُ تُقْبَرُ

يُهِيجُ هَوَاهَا الْقَلْبَ مِنْ بَعْدِ سَلْوَةٍ

إِلَى أُمِّ سَلَّامَ الْحَمَامُ الْمُقَرْقِرُ

إِذَا أَخَذَتْ فِي الصَّوْتِ كَادَ جَلِيسُهَا

يَطِيرُ إِلَيْهَا قَلْبُهُ حِينَ يَنْظُرُ

كَأَنَّ حَمَامًا رَاعِبِيًّا مُؤَدِّيًا

إِذَا نَطَقَتْ مِنْ صَدْرِهَا يَتَقَشَّرُ

ص: 328