الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخامس
أين نحن من الجيل الموعود؟
بعد أن استعرضنا سويًا صفات الجيل الموعود بالنصر والتمكين، وعشنا مع الجيل الأول الذي تمتع بتحقق الوعد الإلهي له بالنصرة والمعية والاستخلاف في الأرض .. وبعد أن وضحت أمامنا الرؤية لكيفية تحقيق هذه الصفات، يبقي سؤال مهم ينبغي أن نطرحه على أنفسنا وهو: أين نحن من الجيل الموعود؟!
الإجابة عن هذا السؤال تستدعي من كل منا أن ينظر إلى نفسه، ويرفع واقعه من حيث الاهتمامات والتصورات، والأحلام والطموحات، والأقوال والأفعال، والسر والعلانية، وأن يقيس هذا الواقع على صفات الجيل الموعود ومظاهرها المختلفة والتي تم استعراض الكثير منها في الفصل الثاني.
وبعد هذه المقايسة بين الواجب والواقع سيعرف كل منا أين هو من هذا الجيل.
ومما لا شك فيه أننا سنجد بعض الإيجابيات في واقعنا، وسنجد كذلك العديد من السلبيات.
نعم، في القلوب إيمان وحب لله، وفيها كذلك هوى وحب للدنيا ..
نريد أن نكون من أبناء الآخرة، ونود أن نكون كذلك من أبناء الدنيا.
نخطط لمستقبلنا الدنيوي أكثر مما نخطط لمستقبلنا الأخروي.
نريد أن نخدم ديننا ولكن مع الحفاظ على دنيانا ومكتسباتنا فيها.
إننا بهذا الحال لا يمكن أن نصبح من الجيل الموعود، فكما ذُكر سابقًا أن المعية والتأييد والنصر الإلهي لن يكون إلا من نصيب من يستوفي الشروط، وطالما أننا لم نستكملها فسنظل نراوح في أماكننا ..
لقد عاتب الله عز وجل الصحابة - رضوان الله عليه - عتابًا شديدًا لأن بعضهم كان لا يريد الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، بسبب شدة الحر من ناحية، وطيب الثمار من ناحية أخرى .. تأمل معي ما قاله الله لهم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ? إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (التوبة:38،39).
فإن كان هذا العتاب للصحابة مع سابقتهم العظيمة في نصرة الإسلام، فماذا لو نزل القرآن علينا الآن؟ ماذا سيقول الله لنا فيه؟!
-
فلنبدأ من الآن:
من هنا يتأكد لدينا بأنه إذا ما أردنا أن نكون من أبناء الجيل الموعود بالنصر فلابد من وقفة جادة مع أنفسنا، وإعادة ترتيب لأولوياتنا، وتحديد غايتنا بصدق.