المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثالث: نشأته العلمية - الحافظ العراقي وكتابه تكملة شرح الترمذي - مجلة الهند - ١٠/ ١

[محمد يوسف حافظ أبو طلحة]

الفصل: ‌المطلب الثالث: نشأته العلمية

زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم

(1)

الرازياني العراقي الأصل، الكردي

(2)

، المهراني

(3)

المصري، الشافعي.

(4)

قال ابنه أبو زرعة العراقي (ت 826 هـ): "العراقي انتسابا لعراق العرب، وهو القطر الأعم

(5)

، وإلا فهو كردي الأصل، أقام سلفه ببلدة من أعمال إربل

(6)

: يقال لها: رازيان. ولهم هناك مآثر ومناقبـ، إلى أن تحول والده إلى مصر، وهو صغيرـ مع بعض أقربائه".

(7)

‌المطلب الثاني: مولده

ولد الحافظ العراقي في الحادي والعشرين من شهر رجب سنة خمس وعشرين وسبع مائة بمنشأة المهراني

(8)

بين مصر

(9)

، والقاهرة على شاطئ النيل.

(10)

‌المطلب الثالث: نشأته العلمية

ولد الحافظ العراقي في بيت علم وديانة،

(11)

فإن والده كان

(1)

إلى هنا ذكر العراقي نفسُه نسبَه في ترجمته لابنه أحمد في طرح التثريب (1/ 16)، وهكذا ساق أحمد نسبه في توقيعه في طرح التثريب، كما نقل محقق طرح التثريب في مقدمة تحقيقه (ص 9) من الأصل الخطي.

(2)

بضم الكاف وسكون الراء، نسبة إلى الأكراد طائفة معروفة يسكنون شمال العراق. (اللباب في تهذيب الأنساب 3/ 92).

(3)

هذه النسبة إلى منشأة المهراني مسقط رأسه، كما سيأتي.

(4)

انظر: طبقات القراء (1/ 382)، وإنباء الغمر (2/ 275)، وطبقات ابن قاضي شهبة (4/ 29)، ولحظ الألحاظ (ص 220).

(5)

وليست إلى العراق بالمعنى الأخص وهو أرض بابل. (انظر معجم البلدان 4/ 93 - 95).

(6)

بالكسر ثم السكون، وباء موحدة مكسورة، مدينة كبيرة تقع على ثمانين كيلا جنوب شرق الموصل بالعراق. (انظر معجم البلدان (1/ 138، والحافظ العراقي وأثره في السنة 1/ 139).

(7)

حكاه عنه السخاوي في الضوء اللامع (4/ 171).

(8)

هذه المنشأة نسبت للأمير سيف الدين بلبان المهراني؛ لأنه أول من ابتنى بها دارا، وسكنها، ثم تتابع الناس، حتى انحسر الماء عن الجهة الشرقية فخربت. (انظر: الخطط للمقريزي 1/ 346).

(9)

مصر تطلق على المدينة المجاورة للقاهرة، وتطلق على القطر الأعم، فتدخل القاهرة حينئذ في إطلاقها، وفي قول مترجمي العراقي:"بين مصر والقاهرة". الإطلاق الأول. (انظر معجم البلدان 5/ 137 - 143، والحافظ العراقي، وأثره في السنة 1/ 144 - 145).

(10)

انظر: المجمع المؤسس (2/ 176)، ولحظ الألحاظ (ص 221)، والدليل الشافي (1/ 409)، والضوء اللامع (4/ 171).

(11)

انظر عن أسرته العجالة السنية على ألفية السيرة النبوية (ص 4)، والضوء اللامع (4/ 171).

ص: 103

رجلا صالحا متعبدا فاضلا، نشأ على الاشتغال بالعلم، ولازم الشيخ الشريف تقي الدين محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الرحيم القنائي الشافعي

(1)

حيث كان يعمل بخدمته،

(2)

وحضر عند غيره من العلماء، وكتب بخطه كثيرا من التفسير والفقه والرقائق.

(3)

ووالدته أيضا كانت صالحة عابدة صابرة قانعة مجتهدة في أنواع القربات إلى الله.

(4)

واعتنى أبوه بتربيته، قال السخاوي (ت 902 هـ):"وتكرر إحضار أبيه به إلى التقي، فكان يلاطفه، ويكرمه .... وكذا أسمعه في سنة سبع وثلاثين من الأمير سنجر الجاولي، والقاضي تقي الدين الأخنائي المالكي، وغيرهما".

(5)

فنشأ العراقي في مثل هذه البيئة الصالحة، وقد من الله عليه بالذكاء المفرط، وسرعة الحافظة، فحفظ القرآن وهو ابن ثماني سنوات، وحفظ التنبيه

(6)

، وأكثر الحاوي الصغير للقزويني

(7)

، وكذا حفظ الإلمام لابن دقيق العيد، وربما حفظ منه في اليوم الواحد أربع مائة سطر إلى غير ذلك من المحافيظ.

(8)

ودرس العربية والفقه وأصوله، وغيره من العلوم، ولكن كان انهماكه في علم القراءات، وكان يجتهد فيه كثيرا، حتى نصحه القاضي عز الدين ابن جماعة (ت 767 هـ)، فقال له: "إنه علم كثير التعب، قليل الجدوى، وأنت متوقد الذهن،

(1)

حدث بالقاهرة، ودرس بالمسرورية، وولي مشيخة خانقاه رسلان، وتوفي سنة 728 هـ. (انظر الدرر الكامنة 3/ 415).

(2)

انظر لحظ الألحاظ (ص 220)، والضوء اللامع (4/ 171).

(3)

انظر ذيل الولي العراقي على العبر (وفيات سنة 763 هـ)(1/ 86 - 87).

(4)

وصفها بذلك السخاوي في الضوء اللامع (4/ 171).

(5)

الضوء اللامع (4/ 171). وسيأتي ذكر الجاولي والأخنائي في مبحث الشيوخ.

(6)

التنبيه في فقه الشافعية لأبي إسحاق الشيرازي، مطبوع.

(7)

الحاوي الصغير في الفروع للشيخ نجم الدين عبد الغفار بن عبد الكريم القزويني (ت 665 هـ). (انظر كشف الظنون 1/ 625 - 627).

(8)

انظر: المجمع المؤسس (2/ 177)، ولحظ الألحاظ (ص 227)، والضوء اللامع (4/ 171 - 172).

ص: 104