المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الرابع: ثناء العلماء عليه - الحافظ العراقي وكتابه تكملة شرح الترمذي - مجلة الهند - ١٠/ ١

[محمد يوسف حافظ أبو طلحة]

الفصل: ‌المطلب الرابع: ثناء العلماء عليه

فاصرف همتك إلى الحديث" وذلك سنة اثنتين وأربعين وسبع مائة،

(1)

فحبب الله له ذلك، فأكب عليه من سنة اثنتين وخمسين، حتى نال إعجاب أئمة عصره.

(2)

وسافر في طلب الحديث إلى مكة، والمدينة، والشام، وحلب، وحمص، ودمشق، وغزة، وبيت المقدس، والإسكندرية إلى تمام ستة وثلاثين بلدا أفردها بالتخريج باسم الأربعين البلدانية.

(3)

قال ابن فهد المكي (ت 871 هـ): "لا تخلو له سنة من الرحلة إما في الحج، أو طلب الحديث".

(4)

تنبيه: قال تقي الدين ابن فهد المكي: "إن والده توفي، وهو في الثالثة من عمره". اه.

(5)

وهو خطأ، فقد ذكر أبو زرعة ابن العراقي (ت 826 هـ) أن والد أبي الفضل العراقي توفي سنة سبع مائة، وثلاث وستين،

(6)

إذاً العراقي حين وفاة والده كان رجلا في نحو الثامنة والثلاثين من عمره، ولعل ابن فهد اشتبه عليه وفاة تقي الدين محمد بن جعفر القنائي بوفاة والد العراقي، فإن القنائي توفي سنة 728 هـ، والزين العراقي في الثالثة من عمره.

(7)

‌المطلب الرابع: ثناء العلماء عليه

جد الحافظ العراقي في الطلب واجتهد، وطاف البلدان، ولقي الأئمة الأعلام، وصحبه التوفيق الإلهي، حتى تضلع في علوم كثيرة،

(1)

انظر: لحظ الألحاظ (ص 222)، والضوء اللامع (4/ 172). وسيأتي ذكر ابن جماعة في مبحث الشيوخ

(2)

انظر: المجمع المؤسس (2/ 177 - 178)، والضوء اللامع (4/ 172).

(3)

انظر تاريخ ابن قاضي شهبة (4/ 380)، ولحظ الألحاظ (ص 225 - 226)، والضوء اللامع (4/ 172 - 173).

(4)

لحظ الألحاظ (ص 225 - 226).

(5)

لحظ الألحاظ (ص 221). وجزم الشيخ أحمد معبد أن ابن فهد انفرد من بين أوائل المترجمين بهذا القول، ثم رد عليه بثلاثة أوجه (انظر الحافظ العراقي، وأثره في السنة 1/ 179 - 181).

(6)

ذيل أبي زرعة العراقي على العبر (وفيات سنة 763 هـ)(1/ 86).

(7)

التنبيه والإيقاظ لما في ذيول تذكرة الحفاظ (ص 99 - 100). سبق ترجمة القنائي في (ص 7).

ص: 105

وبرزت شخصيته في السنة الأثيرة، ففاضت ألسنة ألأئمة بالثناء عليه.

قال تلميذه الحافظ ابن حجر (ت 852 هـ): "وتقدم في فن الحديث بحيث كان شيوخ العصر يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة، كالسبكي، والعلائي، والعز ابن جماعة، والعماد ابن كثير، وغيرهم". اه.

(1)

وفيما يلي نماذج من ثنائهم عليه:

قال شيخه الإسنوي (ت 772 هـ) في ترجمة ابن سيد الناس: "وشرح قطعة من الترمذي نحو مجلدين، وشرع في إكماله حافظ الوقت زين الدين العراقي إكمالا مناسبا لأصله". اه.

(2)

وكان الإسنوي يثني على فهمه، ويستحسن كلامه في الأصول، ويصغي لمباحثه، ويقول:"إن ذهنه صحيح، لا يقبل الخطأ".

(3)

وذكره شيخه تقي الدين السبكي (ت 756 هـ) في درسه معظما له على شأنه، ونوه بذكره، ووصفه بالمعرفة، والإتقان، والفهم.

(4)

ومن تعظيمه له أنه لما قدم القاهرة في سنة ست وخمسين وسبع مائة أراد أهل الحديث السماع عليه، فامتنع من ذلك، وقال: لا أُسمع إلا بحضوره. وكان العراقي غائبا في الإسكندرية، فمات السبكي قبل أن يصل، ولم يحدثهم.

(5)

كما وصفه شيخه العلائي (ت 761 هـ) بالفهم، والمعرفة، والإتقان، والحفظ.

(6)

(1)

المجمع المؤسس (2/ 178 - 179).

(2)

طبقات الشافعية للأسنوي (2/ 511).

(3)

انظر: الضوء اللامع (4/ 172).

(4)

انظر: لحظ الألحاظ (ص 223).

(5)

انظر: لحظ الألحاظ (ص 224).

(6)

انظر: لحظ الألحاظ (ص 225).

ص: 106

وقال شيخه عز الدين ابن جماعة (ت 767 هـ): "كل من يدعي الحديث في الديار المصرية سواه فهو مدعٍ".

(1)

وقال شيخه الحافظ تقي الدين محمد بن رافع بن هجرس السلامي (ت 774 هـ) ـ وهو بمكة في سنة 763 هـ، وقد مر به العراقيـ:"ما في القاهرة محدث إلا هذا، والقاضي عز الدين ابن جماعة". فلما بلغه وفاة القاضي عز الدين ـ وهو بدمشق ـ قال: ما بقي الآن بالقاهرة محدث إلا الشيخ زين الدين العراقي".

(2)

وقال تلميذه الحافظ ابن حجر (ت 852 هـ): "ولم نر في هذا الفن أتقن منه، وعليه تخرج غالب أهل عصره". اه.

(3)

وقال في صدر أسئلته له: "سألت سيدنا، وقدوتنا، ومعلمنا، ومفيدنا، ومخرجنا، شيخ الإسلام، أوحد الأعلام، حسنة الأيام، حافظ الوقت". اه.

(4)

ورثاه في قصيد طويلة

(5)

أثنى عليه فيها كثيرا، ومنها قوله:

ومن ستين عاما لم يُجارَ

ولا طمع المجاري في اللحاق

وقال تلميذه الهيثمي (ت 807 هـ): "سيدي، وشيخي العلامة شيخ الحفاظ بالمشرق والمغرب، ومفيد الكبار ومن دونهم: الشيخ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم العراقي، رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة مثوانا ومثواه. اه.

(6)

وقال تلميذه العيني (ت 855 هـ): "الشيخ الإمام العلامة مفتي الأنام، شيخ

(1)

لحظ الألحاظ (ص 227)، والضوء اللامع (4/ 173).

(2)

لحظ الألحاظ (ص 227).

(3)

إنباء الغمر (2/ 276).

(4)

الضوء اللامع (4/ 175).

(5)

إنباء الغمر (2/ 279).

(6)

مجمع الزوائد (1/ 7).

ص: 107

الإسلام، حافظ مصر والشام".

(1)

وقال تلميذه تقي الدين الفاسي المكي (ت 832 هـ): "كان حافظا متقنا، عارفا بفنون الحديث والفقه والعربية وغير ذلك، كثير الفضائل والمحاسن". اه.

(2)

وقال تلميذه ابن الجزري (ت 833 هـ): "حافظ الديار المصرية، ومحدثها، وشيخها، وبرع في الحديث متنا وإسنادا، وتفقه على شيخنا الأسنوي وغيره، وكتب، وألف، وجمع، وخرج، وانفرد في وقته". اه.

(3)

وقال شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حجي (ت 816 هـ): "كان محدث الديار المصرية، انتهت إليه معرفة علم الحديث".

(4)

وقال ابن قاضي شهبة (ت 851 هـ): "الحافظ الكبير، المفيد المتقن، المحرر الناقد، محدث الديار المصرية، ذو التصانيف المفيدة".

(5)

وقال تقي الدين ابن فهد المكي (ت 871 هـ): "الإمام الأوحد، العلامة الحجة، الحبر الناقد، عمدة الأنام، حافظ الإسلام، فريد دهره، ووحيد عصره، من فاق بالحفظ والإتقان في زمانه، وشهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره وأوانه". اه.

(6)

وقال السخاوي (ت 902 هـ): "كان إماما علامة، مقرئا، فقيها شافعي المذهب، أصوليا، منقطع القرين في فنون الحديث وصناعته، ارتحل فيه إلى البلاد النائية، وشهد له بالتفرد فيه أئمة عصره، وعولوا عليه فيه، وسارت تصانيفه فيه وفي غيره،

(1)

عمدة القارئ (1/ 4).

(2)

ذيل التقييد (3/ 11) ..

(3)

غاية النهاية في طبقات القراء (1/ 382).

(4)

تاريخ ابن حجي (2/ 621).

(5)

طبقات الشافعية له (2/ 359). = (4/ 29).

(6)

لحظ الألحاظ (ص 220).

ص: 108