المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌[نشكو إليك ولا لغيرك نلتجي]

بسم الله الرحمن الرحيم

[نشكو إليك ولا لغيرك نلتجي]

نشكو إليك ولا لغيرك نلتجي

خابتْ مقاصد مَن سِواك تيمّموا

أنت المؤمَّل أنت كل رجائنا

ما دُون بابك ملجَأٌ يُتَيمَّم

يا من يُغيث وكلُّ عُسْرٍ عندهُ

قد خُفَّ في يُسْرَين جودُك أعظم

نشكو إليك الدين نرجو نصره

فلقد أصاب الدين كسْرٌ مُؤلم

في كل يومٍ ضعفهُ مُتَحَقِّقٌ

يشهدْهُ عالِمنا ومَنْ لا يعلم

ما زال يحدث كل وقت حادثٌ

يُنْسيه تابِعُهُ بِهَوْلٍ أعظم

فِتَنٌ تَوَالَتْ طَبَّقت بِظلامها

ليلٌ طويلٌ والظلامُ مُخَيَّمُ

ص: 41

حتى الطُّغاةُ تمتَّعوا بكرامةٍ

جهرًا نَراهم يُكْرَموا ويُعَظَّموا

بُغض العصاة وِرَاثَةٌ نَبَوِيَّةٌ

والكافرين براءةُ لك مِنْهُمُوا

الحبُّ أوثقُ عروةٍ في ديننا

والبُغضُ أيضًا مثلهُ مُتَحَتِّمُ

البغض دِينٌ والمحبةُ مثلهُ

ما قَامَ دينٌ دُون هذا المَعْلَم

الدّين فرْقٌ ثمَّ أنتَ مع الذي

أَحْبَبْتَ فاخْتَرْ ما تشاءُ سَتَعْلَم

احذَرْ مُداهنَةَ العُصاة فأنها

تَجْعَلْك لَوْ لَم تَعْصِ ربك مِنْهُمو

قال المسيحُ تَحبَّبُوا لإلِهكم

في بُغْض مَنْ يَعصيهِ فهوَ مُذَمَّم

وبِمَقْتِهِمْ فَتقرَّبوا لِمَلِيكِكُم

أرضوهُ في إسخاطهمْ كَيْ تَغْنَموا

ص: 42

أَوَ ما سمِعتَ خليفَة هو راشدٌ

فاروقُ دين الله ذاك الأكرم

قدْ قَالَ لَسْتُ مُعِزُّ مَنْ هُوَ كَافرٌ

والله حَتَّمَ ذلَّهُم كيْ يُعْلَموا

كلَاّ ولَسْتُ بِمُكْرم لهمو وقَدْ

كُتبَ الهوان عَليْهُمُو مَنْ يَحْكُم

واللهُ أقْصَاهُمْ فلَسْتُ بِمُدْنِي

لَهُمُو فهذا الحقُّ يا مَنْ يفهم

بُعْدًا لأعداءِ الإله وخيْبَةً

لِمُجلِّهمْ ولِمَنْ لهمْ هو مُكْرم

أوْ ما قرأتَ كلامَ ربكَ إنه

يكفيكَ بل يشفيكَ بلْ هو مغنم

أوْ ما نهاك اللهُ عن أعدائِه

لَوْ كان والدك المُفدَّى مِنْهمو

لا تركنوا للظالمين تَمسَّكُمْ

نارُ الجحيمِ وبِئْسَ دار المُجرِم

ص: 43

لَو كان صاحبك العزيزُ مُعَادِيًا

قومًا وأنتَ لهمْ تَوَدُّ وتُكْرِم

لَجَفَاكَ زهْدًا في مَوَدَّتك التي

أوْلَيْتَها الأعدَاءَ دُون تَحَشُّم

هذا الصديقُ يغارُ لَمَّا خُنْتَهُ

فاللهُ أولى مِنهُ بل هو أعظَم

إنْ كان دينك تابِعٌ لِمُحَمَّدٍ

فالحقُّ أبْلَجُ ليس يخفى مسلم

هذا الذي أمر النبيُّ بِهِ فما

بعد الضياء سوى الطريق المظْلِم

إن كان أُسْوَتُكَ الخليل فإنهُ

مُتَبَرِّءً مِن قومِه مُسْتَعْصِم

عاداهُمو والبُغْض أظهرَ والبرا

هذا هو الدين الحنيفُ الأقوَم

هذا هو النهجُ القويمُ وغيرُه

نهجُ الضَّلالةِ ليسَ فيه تَوَهُّم

ص: 44

وعلى النبيِّ صلاةُ ربّي دائمًا

يا قومنا صلّوا عليهِ وسَلِّمُوا

عبد الكريم بن صالح الحميد

ص: 45