الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومثال دخولها على صفة.
قال تعالى: قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ [البقرة 68/ 2].
وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ [الواقعة 33/ 56].
ومثال دخولها على الخبر: محمد لا كاتب ولا شاعر.
ومثال دخولها على الحال: جاء زيد لا ضاحكا ولا باكيا.
وتكون لا في الأمثلة نافية وحسب ولا تؤثر في حركة أو موقع ما يليها. فارض: صفة، مقطوعة صفة، كاتب خبر للمبتدأ، ضاحكا حال.
[لا] النافية العاطفة
ويشترط في عملها، أن يتقدمها إثبات، والا تقترن بحرف عطف، فإن اقترنت بحرف عطف تكون نافية وحسب، وأن يختلف المعطوف بعد لا عن المعطوف عليه قبلها، نحو: اقرأ الكتاب لا المجلة.
قال الشاعر:
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
…
متونهن جلاء الشك والريب
[لا] النافية للجنس
وتعد من أخوات إنّ ولكن لها حكم خاص وهي تفيد نفي الخبر عن اسمها على سبيل الشمول والاستغراق، أي انها تفيد نفي خبرها عن جنس اسمها، ويشترط في اسمها أن يكون نكرة، ويكون متصلا ب (لا) اتصالا مباشرا، نحو:
قال تعالى: قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ [هود 43/ 11].
وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ [يونس 107/ 10].
نلاحظ (عاصم، رادّ) نكرة وقد اتصل ب (لا) اتصالا مباشرا. ويرد اسم لا النافية للجنس في صور ثلاث والصورة تحدد إعرابه فإذا ورد مضافا، نحو: لا طالب علم خائب أو شبيها بالمضاف، نحو: لا ساعيا في الخير مذموم أعربنا الاسم معربا منصوبا.
طالب: اسم لا النافية للجنس منصوب علامة نصبه الفتحة.
ساعيا: اسم لا النافية للجنس منصوب علامة نصبه الفتحة.
والمقصود بالشبيه بالمضاف هو الاسم المنون الذي لا يكتمل معناه إلا بما بعده، فلو قلنا لا ساعيا لما حسن السكوت على معناه ساعيا في الشر، ساعيا في الخير، ساعيا في الأرض
…
الخ وكذلك إذا قلنا: يا بائعا .. يا طالعا .. يا سائقا .. يا قارئا
…
يتوضح المقصود حين نقول: يا بائعا الكتب أقبل، يا طالعا جبلا احذر، يا سائقا سيارة تمهل، يا قارئا كتابي أجب.
أما إذا ورد اسم لا النافية للجنس مفردا (لا يقصد بالمفرد أن يدل على واحد أو واحدة وإنما يقصد بالمفرد ألا يكون مضافا ولا شبيها بالمضاف) أعربناه مبنيا على ما ينصب به ذلك الاسم. فعلامة نصب المثنى مثلا الياء، وعلامة نصب الأسماء الخمسة الألف، وعلامة نصب جمع المؤنث السالم الكسرة نيابة عن الفتحة
…
الخ.
قال تعالى: لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ [هود 22/ 11].
لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ [النحل 23/ 16].
قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ [الشعراء 50/ 26].
مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ
…
[الاعراف 186/ 7].
جرم، ضير، هادي اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح.
وإذا قلنا: لا متحدين مغلوبون.
أعربنا متحدين اسم لا النافية للجنس مبني على الياء لأنه جمع مذكر سالم لأن علامة نصب جمع المذكر السالم هي الياء.
لا أمهات صابرات على فراق الأبناء.
أمهات: اسم لا النافية للجنس مبني على الكسر لأنه جمع مؤنث سالم.
وقد يحذف خبر (لا) النافية للجنس جوازا إذا كان مفهوما من سياق الكلام، نحو: لا شك، لا بد، لا ضير، لا بأس.
لا ريب: من آمن بالله وعمل صالحا فهو المفلح ولا ريب.
ومن الصيغ التي تستعمل فيها لا النافية للجنس صيغة (لا سيما) وفي هذا الموضع نحتاج إلى معرفة طبيعة الاسم الذي يلي لا سيما، فإذا كان الاسم بعد لا سيما معرفة جاز في الاسم:
2 -
الرفع: باعتبار (لا) نافية للجنس و (سيّ) اسمها منصوب وهو مضاف و (ما) اسم موصول مبني في محل جر مضاف إليه، والاسم المعرفة خبرا لمبتدأ محذوف مقدر تقديرا مناسبا للسياق، والجملة المتكونة من المبتدأ المحذوف وخبره صلة الموصول.
المهم هنا أننا اعتبرنا (ما) اسما موصولا، نحو:
يجزي الله المؤمنين خيرا ولا سيما العاملون.
لا: نافية للجنس، سيّ اسم لا منصوب علامة نصبه الفتحة وهو مضاف إلى (ما) و (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
العاملون: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، مرفوع علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. الجملة الاسمية هم العاملون صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وخبر لا النافية محذوف تقديره شيء.
ب- الجر: باعتبار (لا) نافية للجنس و (سيّ) اسمها وهو مضاف و (ما) زائدة والاسم المعرفة بعدها مضاف إليه مجرور، وخبر لا محذوف، نحو: يجزي الله المؤمنين خيرا ولا سيما العاملين لا سيما العاملين: لا نافية للجنس
و (سيّ) اسم لا النافية منصوب وهو مضاف، (ما) زائدة، العاملين مضاف إليه مجرور علامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم. خبر لا محذوف تقديره (شيء) الملاحظ أن (سيّ) في الحالتين ورد مضافا مرة إلى ما الموصولة وأخرى إلى الاسم المجرور المعرفة باعتبار ما زائدة وردت بين المضاف والمضاف إليه.
وأما إذا ورد الاسم بعد (لا سيما) نكرة جاز في ذلك الاسم.
أ- الرفع بأعتبار ما موصولة والاسم النكرة خبرا لمبتدأ محذوف والجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وخبر (لا) محذوف تقدير (شيء).
ب- الجر باعتبار (ما) زائدة وسيّ مضاف والاسم النكرة مضافا إليه وخبر (لا) النافية محذوف تقديره (شيء).
ج- النصب باعتبار لا نافية للجنس، (سيّ) اسم (لا) منصوب علامة نصبه الفتحة وسيّ مضاف، وما نكرة مبهمة في محل جر مضاف إليه، والاسم النكرة تمييزا منصوبا، وخبر (لا) محذوف، نحو: يقبل الله التوبة من الناس ولا سيما تائبا صادقا.
لا سيما تائبا: لا نافية للجنس، (سيّ) اسم لا منصوب علامة نصبه الفتحة مضاف إلى ما، ما نكرة مبهمة في محل جر مضاف إليه، تائبا تمييز منصوب، صادقا صفة إلى (تائبا)، وخبر لا محذوف تقديره شيء.
وقد يسأل سائل فيقول ولماذا نقدر خبر لا النافية في هذه الأحوال بكلمة شيء؟ والجواب أن (سيّ) هي بمعنى (مثل) وسياق الكلام يقتضي هذا التقدير (ولا مثلهم شيء).
والملاحظ كذلك على هذا الاسلوب أن الكلام الذي يسبق صيغة لا سيما يفيد التعميم وما بعدها يفيد التخصيص.
وفي التكرار فائدة كما يقولون، لذا نكرر أن خبر لا النافية للجنس في الأحوال الثلاثة يكون محذوفا مقدرا ب (شيء) وأن اسم لا وهو (سيّ) دائما يأتي معربا منصوب علامة نصبه الفتحة وأن إعراب الاسم المعرفة أو