المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أنشدنا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني من لفظه أنشدنا الكمال جعفر لنفسه قل….…عيسى المغيلي والعراقي بعده…بينهما أيوب وابن الصيرفى - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة - جـ ٢

[ابن حجر العسقلاني]

الفصل: ‌أنشدنا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني من لفظه أنشدنا الكمال جعفر لنفسه قل….…عيسى المغيلي والعراقي بعده…بينهما أيوب وابن الصيرفى

وَغَيره وتأدب بِجَمَاعَة مِنْهُم أَبُو حَيَّان وَحمل عَنهُ كثيرا وَكَانَ يُقيم فِي بُسْتَان لَهُ بِبَلَدِهِ وصنف الأمتاع فِي أَحْكَام السماع والطالع السعيد فِي تَارِيخ الصَّعِيد والبدر السافر فِي تحفة الْمُسَافِر وكل مجاميعه جَيِّدَة وَكَانَت لَهُ خبْرَة بالموسيقى وَله النّظم والنثر الْحسن أنشدنا أَبُو الْخَيْر ابْن أبي سعيد كِتَابَة أنشدنا الْفَاضِل كَمَال الدّين الأدفوي لنَفسِهِ

(إِن الدُّرُوس بمصرنا فِي عصرنا

طبعت على لغط وفرط عياط)

(ومباحث لَا تَنْتَهِي لنهاية

جدلاً وَنقل ظَاهر الأغلاط)

(ومدرس يُبْدِي مبَاحث كلهَا

نشأت عَن التَّخْلِيط والأخلاط)

(ومحدث قد صَار غَايَة علمه

أَجزَاء يَرْوِيهَا عَن الدمياطي)

(وفلانة تروي حَدِيثا عَالِيا

وَفُلَان يروي ذَاك عَن أَسْبَاط)

(وَالْفرق بَين غريرهم وغزيرهم

وأفصح عَن الْخياط والحناط)

(والفاضل النحرير فيهم دابه

قَول أرسطاطاليس أَو بقراط)

(وعلوم دين الله نادت جهرة

هَذَا زمَان فِيهِ طي بساطي)

(ولى زماني وَانْقَضَت أوقاته

وذهابه من جملَة الأشراط)

‌أنشدنا شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين البُلْقِينِيّ من لَفظه أنشدنا الْكَمَال جَعْفَر لنَفسِهِ قل

.

عِيسَى المغيلي والعراقي بعده

بَينهمَا أَيُّوب وَابْن الصيرفى

ص: 85

وَله

(وهيفاء غَار الْغُصْن فَرَأى قدها

بقلبي هوى مِنْهَا وَلَيْسَ يَزُول)

(وَقد عابها عِنْدِي فَقَالَ طَوِيلَة

ألم تَرَهَا عِنْد النسيم تميل)

(فَقلت هذي حَياتِي وإنني

ليعجبني أَن الْحَيَاة تطول)

وَمن خطّ الْبَدْر النابلسي كَانَ عَالما فَاضلا متقللاً عَن الدُّنْيَا مَعَ ذَلِك فَكَانَ لَا يَخْلُو من المأكل الطّيبَة مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 748 قَرَأت ذَلِك بِخَط السُّبْكِيّ قَالَ ورد الْخَبَر بذلك فِي ربيع الأول من السّنة وَفِي آخر تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عُثْمَان من المعجم الْمُخْتَص للذهبي مَاتَ فِي صفر سنة 748 وَمَات قبله بأيام الأديب الْعَالم كَمَال الدّين جَعْفَر ابْن تغلب عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة بعد رُجُوعه من الْحَج قَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات مَاتَ قبل الطَّاعُون الْكَبِير الْوَاقِع سنة 749 رحمه الله

1453 -

جَعْفَر بن عمر أحد أُمَرَاء برقة كَانَ قد خرج عَن الطَّاعَة لسَبَب فرسين بلغ النَّاصِر خبرهما فَأرْسل طلبهما مِنْهُ فأنكرهما فَجهز إِلَيْهِ أيتمش المحمدي فِي سنة 719 فنازله وهزمه وعف عَن الْحَرِيم

ص: 86

فَلَمَّا عَاد أيتمش توصل جَعْفَر حَتَّى قدم الْقَاهِرَة فَاسْتَجَارَ ببكتمر الساقي فَكلم السُّلْطَان فِيهِ فَعَفَا عَنهُ واستحضره فَاعْتَذر واعترف بخطائه وَسلم من أيتمش فَأعْطَاهُ السُّلْطَان ذَهَبا وخلعاً وَأَعَادَهُ على إمرته إِلَى بِلَاده وَقرر عَلَيْهِ شَيْئا فِي كل عَام فاستمر يحملهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي

1454 -

جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان بن أبي الْحسن الْحُسَيْنِي ولد فِي رَجَب سنة 655 وَاسْتمرّ فِي نقابة الْأَشْرَاف بعد وَفَاة أَبِيه مَعَ صغر سنه وَكَانَ وقوراً فَاضلا ولي بعد ذَلِك نظر الدَّوَاوِين بِدِمَشْق مَاتَ فِي رَجَب سنة 714

1455 -

جقطاي الْحَاجِب ولي الحجوبية بِدِمَشْق وصاهر الْوَزير الجمالي فَتزَوج بابنته وَكَانَت فِي الْحسن وَالْفَخْر آيَة وَأمْسك فِي كائنة النَّاصِر أَحْمد فِي شَوَّال سنة 743 فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ

1456 -

جلو خَان بن جوبان النوين قتل مَعَ أَبِيه فِي سنة 728 كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة أَبِيه وَذكر مُحَمَّد بن يُونُس البعلي أَنه كَانَ بِالْمَدِينَةِ فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر شهر ربيع الآخر وبلغتهم وَفَاة ابْن تَيْمِية بِدِمَشْق وَالشَّيْخ نجم الدّين البالسي بِمصْر فَنُوديَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمَا صَلَاة الْغَائِب فأحضر تَابُوت جوبان وتابوت ابْنه جلو خَان فوضعا فِي الرَّوْضَة فصلى

ص: 87

الْخَطِيب على الْأَرْبَعَة جملَة وَكَانَ قد جِيءَ بالتابوتين إِلَى عَرَفَة فِي سنة 728 وطيف بهما بِالْكَعْبَةِ

1457 -

جماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنا بن حُسَيْن بن مهنا بن دَاوُد ابْن الْقَاسِم بن عبيد الله بن عَامر بن يحيى بن الْحُسَيْن بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْحُسَيْنِي عز الدّين أَبُو سَنَد أَمِير الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وَليهَا قَدِيما بعد قتل أَبِيه وَقدم مصر سنة 92 فَأكْرمه الْأَشْرَف خَلِيل وعظمه وتوسط فِي أَمر أَمِير الينبع حَتَّى أفرج عَنهُ وتوسط أَيْضا فِي أَمر أبي نمي صَاحب مَكَّة حَتَّى رَضِي عَنهُ السُّلْطَان وَكَانَ قد غَابَ عَن ملاقاة الركب الْمصْرِيّ فَأرْسل السُّلْطَان يتهدده بتجهيز العساكر فَلَمَّا رَضِي عَنهُ بوساطة جماز كتب إِلَيْهِ بالرضى فأذعن وخطب للسُّلْطَان بِمَكَّة وَضرب الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم باسمه وَكتب بذلك محَاضِر وجهزها صُحْبَة شرف الدّين ابْن الْقُسْطَلَانِيّ فَرضِي السُّلْطَان بذلك ورد عَلَيْهِ إقطاعاته وشكر جمازاً على مَا كَانَ مِنْهُ وَاسْتمرّ جماز فِي إمرة الْمَدِينَة حَتَّى كنف من السُّلْطَان فِي ربيع الأول سنة 702 طعن فِي السن إِلَى أَن صَار كالشن وأضر فَقَامَ بِالْأَمر فِي حَيَاته وَلَده أَبُو غَانِم مَنْصُور وَمَات جماز فِي ربيع الأول أَو صفر سنة 704 بعد أَن أضرّ وَكَانَ رُبمَا شَاركهُ فِي الإمرة أَحْيَانًا غَيره قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ فِيهِ تشيع ظَاهر وَكَانَ قتل وَالِده شيحة سنة 646 وَكَانَ جده قَاسم أَمِير الْمَدِينَة فِي دولة صَلَاح الدّين ابْن أَيُّوب وَكَانَت مُدَّة ولَايَة جماز مَعَ مَا تخللها بضعاً وَخمسين سنة

ص: 88

1458 -

جنتمر أَخُو طاز لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة أَخِيه وعاش بعد أَخِيه

1459 -

جنغاي مَمْلُوك تنكز كَانَ مقرباً عِنْده فِي غَايَة الحظوة لَدَيْهِ وَكَانَ يُقَال أَنه قرَابَته ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد تنكز وَضرب بالمقارع ثمَّ وسط بسوق الْخَيل فِي الْمحرم سنة 741

1460 -

جنقار كَانَ أحد الْأُمَرَاء المظفرية ثمَّ اعتقل فِي سنة 711 بِدِمَشْق ثمَّ بالكرك وَمَات فِي

.

1461 -

جنكلي بن مُحَمَّد بن البابا بن جنكلي بن خَلِيل بن عبد الله الْعجلِيّ بدر الدّين كَانَ مقَامه بِالْقربِ من آمد تَحت حكم الْمغل وَبِيَدِهِ رَأس عين من قبل غازان إِلَى أَن طلب إِلَى الديار المصرية وَكَانَ وجيهاً جواداً ذكياً يحب الْعلمَاء ويطارحهم وَلم يكن لَهُ ميل إِلَى المرد وَلَا إِلَى السراري بل مقتصر على أم أَوْلَاده الَّتِي حضرت مَعَه من الْبِلَاد يخرج لصَلَاة الصُّبْح فَلَا يدْخل إِلَى الْعشَاء وَكَانَ يحفظ ربع الْعِبَادَات ويميل إِلَى ابْن تَيْمِية ويتعصب لَهُ وَيرد على من يرد عَلَيْهِ وَكَانَ آخر زَمَنه كَبِير الدولة وَكَانَ ينْسب إِلَى إِبْرَاهِيم بن أدهم وَأول من طلبه من الْبِلَاد وَحسن لَهُ الْمَجِيء إِلَى الْقَاهِرَة الْأَشْرَف خَلِيل وَكتب لَهُ منشوراً بإقطاع جَيِّدَة وجهزه إِلَيْهِ فَلم يتَّفق حُضُوره إِلَّا فِي أَيَّام النَّاصِر بعد موت غازان فَإِنَّهُ أرسل يسْتَأْذن فِي الْمَجِيء فَأُجِيب وَكتب إِلَى

ص: 89

نواب الشَّام بتلقيه وتعظيمه فَتوجه وَمَعَهُ أَهله وأقاربه وألزامه وأموال فَتَلقاهُ نواب بهسنا وكختا وَقَامُوا بخدمته إِلَى أَن تَلقاهُ نَائِب حلب وجهزه إِلَى دمشق فَتَلقاهُ نائبها وجهزه إِلَى مصر فَتَلقاهُ بيبرس والأمراء وطلع إِلَى القلعة فَأكْرم وَأعْطِي إقطاعاً جيدا وَكَذَلِكَ جمَاعَة من ألزامه وَكَانَ وُصُوله إِلَى دمشق فِي ذِي الْقعدَة سنة 703 وَوصل الْقَاهِرَة فِي ذِي الْحجَّة وَكَانَ طلوعه القلعة فِي أول سنة 704 فَأكْرم وبجل وَكَانَ رَأس الميمنة بعد توجه نَائِب الكرك وَزوج النَّاصِر ابْنه إِبْرَاهِيم بابنة بدر الدّين هَذَا وَلم يزل بعد النَّاصِر مُعظما فِي جَمِيع الدول حَتَّى كَانَ قد كتب لَهُ فِي سلطنة الصَّالح إِسْمَاعِيل الوالدي الإمامي وَكَانَ يُقَال لَهُ يَوْم الموكب يَا أتابك سُبْحَانَ من أَتَى بك

وَكَانَ ينفع الْعلمَاء والصلحاء والفقراء حَتَّى كَانَ مبلغ صدقته بعد إِخْرَاج زَكَاة مَاله فِي السّنة ثَمَانِيَة آلَاف إِرْدَب قَمح وَأَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم فضَّة رَأَيْت بِخَط تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ بعد أَن أرخه وَكَانَ قد جمع الْعقل وَالدّين وَالدُّنْيَا والرتبة الْعلية لَيْسَ فِي الْأُمَرَاء أكبر مِنْهُ وَلَا أنفذ كلمة وَامْتنع من الحكم بعد أَن عرضت عَلَيْهِ النِّيَابَة مَرَّات وَكَانَ لَا يدْخل إِلَّا فِي خير وَكَانَ يحبنا ونحبه ومولده سنة 675 وَأول وُصُوله الديار المصرية فِي ذِي الْحجَّة سنة 702 قلت وَهُوَ وهم مِنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّمَا دَخلهَا فِي آخر سنة 703 أرخه البرزالي والجزري وَغَيرهمَا

ص: 90

وقرأت فِي مشيخة أبي جَعْفَر ابْن الكويك سَمِعت مِنْهُ جُزْءا حِين قدم مصر من الْعرَاق فِي سنة 703 ثمَّ أرخ وَفَاته وَقَالَ لم يخلف بعده مثله دينا وعقلا ورئاسة وَكَانَت وَفَاته فِي سادس أَو سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 746

1462 -

جواد بن سُلَيْمَان بن غَالب بن معمر بن مغيث بن أبي المكارم ابْن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم اللَّخْمِيّ يَنْتَهِي نسبه إِلَى النُّعْمَان بن الْمُنْذر عز الدّين ابْن أَمِير الغرب ولد سنة 705 وأتقن الْخط الْمَنْسُوب فَبلغ الْغَايَة وَكتب الْمَصَاحِف والهياكل المدورة وأتى فِي ذَلِك بالعجائب وَبلغ فِي فنون الْأَدَب من الزركشة والنجارة والتطعيم والتطريز والخياطة والبيطرة والنقش وَغير ذَلِك إِلَى الْغَايَة وَيُقَال أَنه حضر عِنْد تنكز فَمد بَين يَدَيْهِ قوساً وَزنه مائَة وَثَلَاثُونَ رطلا وَكتب مُصحفا مضبوطاً يقْرَأ فِي اللَّيْل وَزنه كُله أُوقِيَّة بالمصري جلده من ذَلِك خَمْسَة دَرَاهِم وَكتب آيَة الْكُرْسِيّ على أرزة وَأما عمل الخواتيم ونقشها وإجراء المينا عَلَيْهَا فَكَانَ لَا يلْحق فِي ذَلِك وَكَانَ حفظ الْقُرْآن وشذى طرفا من الْعَرَبيَّة وجود رمي النشاب وَلعب الرمْح وَلم يزل إِلَى أَن حصل لَهُ وجع المفاصل فَمَاتَ بِهِ جُمَادَى الْآخِرَة سنة 756 وَكَانَت أَكثر إِقَامَته فِي بِلَاد

ص: 91

بيروت وَمن شعره جَوَاب كتاب

(وافى مثالك مطوياً على نزه

يحار مسمعه فِيهَا وناظره)

(وَالْعين ترتع فِيمَا خطّ كَاتبه

والسمع ينعم فِيمَا قَالَ شاعره)

1463 -

جوبان النوين الْكَبِير نَائِب المملكة القانية تمكن من المملكة وأباد عددا كثيرا من الْمغل وَكَانَ ابْنه دمشق خجا قَائِد عشرَة آلَاف فَلَمَّا تنكر لَهُ بوسعيد قتل ابْنه دمشق وهرب ابْنه تمرتاش إِلَى الْقَاهِرَة وَسَار جوبان إِلَى هراة فأطلعه واليها إِلَى القلعة ثمَّ غدر بِهِ وَقَتله وَكَانَ صَحِيح الْإِسْلَام كثير النصح للْمُسلمين أجْرى المَاء إِلَى مَكَّة حَتَّى لم يكن المَاء يُبَاع بهَا وَأَنْشَأَ مدرسة بِالْمَدِينَةِ مجاورة للحرم الشريف وَكَانَ أعظم الْأَسْبَاب فِي تَقْرِير الصُّلْح بَين بوسعيد والناصر وَلما نزل خربندا على الرحبة وَنصب المجانيق رمى مس قراسنقر حجرا يضيع

ص: 92

القلعة فأحضر جوبان المنجنيقي وهدده وَقَالَ لَهُ بعد أَن سبه لَئِن عدت سمرتك على سهم المنجنيق وَكَانَ ينْزع النصل من النشاب وَيكْتب عَلَيْهِ إيَّاكُمْ أَن ترعبوا فَهَؤُلَاءِ مَا عِنْدهم مَا يَأْكُلُونَهُ وَاجْتمعَ بالوزير وَقَالَ لَهُ مَاذَا يَقُول النَّاس إِذا غلب خربندا على الرحبة وَسَفك دم أَهلهَا وهدمها فِي هَذَا الشَّهْر الْعَظِيم وَكَانَ شهر رَمَضَان أما كَانَ عِنْده نَائِب مُسلم وَلَا وَزِير مُسلم فدخلا إِلَى خربندا وحسنا لَهُ الرحيل عَنْهَا وَإِن يطْلب أكابرها ويخلع عَلَيْهِم ويعطيهم الْأمان فَفعل فَكَانَ حقن دِمَاء الْمُسلمين على يَدي الجوبان وَكَانَت ابْنة جوبان روج بوسعيد فنقلت والدها لما قتل إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة ليدفن فِي تربته الَّتِي بناها بمدرسته فوصلوا بِهِ لَكِن لم يتمكنوا من الدّفن بِمَنْع السلطنة فدفنوه بِالبَقِيعِ وَكَانَ قَتله فِي سنة 728 وَهُوَ ابْن سِتِّينَ سنة وَقد تقدّمت لَهُ قصَّة فِي تَرْجَمَة إيرنجي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ بطلاً شجاعاً مهيباً شَدِيد الْوَطْأَة كَبِير الشَّأْن كثير الْأَمْوَال عالي الهمة صَحِيح الْإِسْلَام ذَا حَظّ من

ص: 93

صَلَاة وبر وَتزَوج أَبُو سعيد بابنته وَكَانَ وَلَده تمرتاش مُتَوَلِّي ممالك الرّوم وَابْنه دمشق قَائِد عشرَة آلَاف

1464 -

جوبان المنصوري كَانَ من مماليك الْأَشْرَف وَأمره ثمَّ أمره النَّاصِر بِدِمَشْق وَوَقع بَينه وَبَين تنكز فَأذن لَهُ فِي الْمَجِيء إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ أُعِيد إِلَى دمشق وَمَات بهَا بعد مُدَّة فِي الْعشْرين من صفر سنة 728 وَهُوَ من أَبنَاء السّبْعين

1465 -

جوبان اليحياوي كَانَ مَعَ يلبغا اليحياوي إِذْ كَانَ نَائِب دمشق وَهُوَ أَمِير عشرَة ثمَّ اعتقل ثمَّ أفرج عَنهُ وَأمر طبلخاناة ثمَّ أَمر بحماة عشرَة وَمَات بعد ذَلِك بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 762

1466 -

جوكو الْهِنْدِيّ الشَّيْخ عبد الله الْهِنْدِيّ وَهُوَ الْمَشْهُور بَين النَّاس بجاكير كَانَ صَالحا محافظاً على الصَّفّ الأول فِي الْمَقْصُورَة وَكَانَ أَولا قرندلياً ثمَّ ترك ذَلِك وَأكْثر الْحَج وَالْعِبَادَة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 724

1467 -

جولجين بِضَم أَوله وَسُكُون الْوَاو وَفتح اللَّام وَكسر الْجِيم بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ نون وَكَانَ من خَواص النَّاصِر فَلَمَّا قدم من الكرك دَاخله النجيم الخطيبي وَعمل لَهُ ملحمة عتقهَا وَكَانَ أطلع على آثَار فِي جِسْمه

ص: 94

فَذكر اسْمه وسَاق الْملك إِلَيْهِ فَاعْتبر بذلك وَأسر ذَلِك إِلَى بعض الْجَمَاعَة فاشتهر الْأَمر إِلَى أَن بلغ السُّلْطَان فوسط جولجين وَذَلِكَ فِي سنة 715

1468 -

جَوْهَر بن عبد الله الجناحي البجتاصي البحلاق كَانَ مقدم المماليك السُّلْطَانِيَّة وَعمر طَويلا يُقَال أَنه قَارب الْمِائَة وَمَات فِي حُدُود سنة 760

1469 -

جَوْهَر بن عبد الله الرشدي نَائِب مقدم المماليك هُوَ الَّذِي كَانَ أَرَادَ إثارة الْفِتْنَة بِإِقَامَة حُسَيْن وَالِد الْأَشْرَف فِي السلطنة لما كَانَ يلبغا والعساكر وَالسُّلْطَان الْمَنْصُور بِدِمَشْق فِي فتْنَة بيدمر فَأطلع على مَا قَصده جَوْهَر فَقبض عَلَيْهِ نَائِب الْغَيْبَة إِلَى أَن قدم يلبغا فَأمر بتسميره ثمَّ نفي إِلَى قوص فَمَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة 763

1470 -

جَوْهَر بن عبد الله الكويكي مولى ابْن الكويك سمع الصَّحِيح على ابْن الشّحْنَة وَحدث عَنهُ بثغر الاسكندرية سمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخ وَفَاته سنة 759 بهَا

1471 -

جَوْهَر مقدم المماليك الناصرية مُحَمَّد بن قلاوون صفي الدّين ذكره اليوسفي فِيمَن مَاتَ سنة 721 وَقَالَ كَانَ دينا خيرا لَهُ حُرْمَة وصولة وَكَانَ النَّاصِر يعْتَمد عَلَيْهِ وَكَانَ خيرا كثير الْمَعْرُوف وَالصَّدَََقَة

ص: 95

وَقد ولي نظر الخدام بِالْحرم الشريف النَّبَوِيّ

1472 -

جوَيْرِية بنت أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن موسك بن مُوسَى وَيُقَال لَهَا الهكارية أم الهنا ولدت فِي رَابِع رَمَضَان سنة 704 وَسمعت من أبي الْحسن ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ ومسند الْحميدِي وَمن عَليّ بن عِيسَى بن الْقيم مَا عِنْده من مستخرج الْإِسْمَاعِيلِيّ وجزء سُفْيَان وَسمعت أَيْضا من النُّور الثَّعْلَبِيّ الْبَعْث لِابْنِ أبي دَاوُد وَغَيره وَمن الشريف مُوسَى صَحِيح مُسلم وَمن ابْن الشّحْنَة وست الوزراء صَحِيح البُخَارِيّ وَمن الْحسن بن عمر الْكرْدِي مسندى عبد والدارمي وَالْأَرْبَعِينَ

ص: 96

للطائي وَالْعقل لداود بن المحبر ومجلسين من أمالي الْحرفِي وَالثَّالِث من فَوَائِد أبي عَليّ ابْن خُزَيْمَة وَمن الْجلَال ابْن الطباع الْفرج بعد الشدَّة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَحدثت بمسموعاتها مرَارًا وعمرت فَأَكْثرُوا عَنْهَا كتب عَنْهَا أَبُو جَعْفَر بن الكويك وَذكرهَا فِي مشيخته وَمَات قبلهَا بِمدَّة وَسمع مِنْهَا بعض مَشَايِخنَا وَكثير من أقراننا وَمَاتَتْ فِي ثَانِي عشرى صفر سنة 783

1473 -

جوَيْرِية بنت عبد اللَّطِيف بن عبد الْغَنِيّ بن تَيْمِية تكنى أم خلف زين النِّسَاء زوج أبي بكر الرَّحبِي ذكرهَا أَبُو جَعْفَر ابْن الكويك فِي مشيخته

1474 -

جلال بن أَحْمد بن يُوسُف الثيري الْمَعْرُوف بالتباني بمثناة ثمَّ مُوَحدَة ثَقيلَة لنزوله التبانة ظَاهر الْقَاهِرَة جلال الدّين وَيُقَال كَانَ

ص: 97

اسْمه رَسُولا قدم الْقَاهِرَة قبل الْخمسين وَسمع فِي البُخَارِيّ من الشَّيْخ عَلَاء الدّين التركماني وَأخذ عَنهُ وَعَن القوام الإتقاني وَمن القوام الكاكي وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن ابْن أم قَاسم والقوام الإتقاني وَالشَّيْخ جلال الدّين ابْن هِشَام وَابْن عقيل وبرع فِي الْفُنُون مَعَ الدّين وَالْخَيْر وصنف عدَّة تصانيف مِنْهَا الْمَنْظُومَة فِي الْفِقْه وَشَرحهَا فِي أَربع مجلدات وَشرح الْمَشَارِق والمنار وَالتَّلْخِيص وَاخْتصرَ شرح مغلطاي على البُخَارِيّ رَأَيْته بِخَطِّهِ وَله تصنيف فِي منع تعدد الْجُمُعَة وَالْآخر فِي أَن الْإِيمَان يزِيد وَينْقص وَكَانَ محباً فِي السّنة حسن العقيدة شَدِيدا على الاتحادية والمبتدعة وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْحَنَفِيَّة فِي زَمَانه وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء غير مرّة فأصر على الِامْتِنَاع وَقَالَ هَذَا فن يحْتَاج إِلَى دربة وَمَعْرِفَة اصْطِلَاح وَلَا يَكْفِي

ص: 98

فِيهِ الاتساع فِي الْعلم ودرس بالصرغتمشية والألجيهية وَكتب على الْفَتْوَى وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وَلَده الشَّيْخ شرف الدّين وَالشَّيْخ عز الدّين الحاضري الْحلَبِي وَمَات فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة 793 بِالْقَاهِرَةِ عَن بضع وَسِتِّينَ سنة

حرف الْحَاء الْمُهْملَة

1475 -

حَاتِم بن ابراهيم بن عَليّ السملوطي سمع من النجيب الْحَرَّانِي وَجَمَاعَة وَلم يزل يسمع أَوْلَاده ويلازم الشّرف الدمياطي وَكَانَ لَهُ بِهِ اخْتِصَاص وَمَات فِي أول رَجَب سنة 709

1476 -

حاجي بن مُحَمَّد بن قلاوون الْملك المظفر سيف الدّين بن النَّاصِر ابْن الْمَنْصُور ولد وَأَبوهُ فِي الْحجاز سنة 32 فَلَمَّا كَانَ فِي آخر سلطنة أَخِيه

ص: 99

الْكَامِل شعْبَان قبض عَلَيْهِ وسجنه هُوَ وَأَخُوهُ حُسَيْن وَالِد الْأَشْرَف شعْبَان وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 47 وَكَانَ قتل قبل ذَلِك أخاهما يُوسُف وَأمر لاجين أَمِير جندار زوج أم حاجي بِطَلَاقِهَا فَطلقهَا وسجنهما بِالْقربِ مِنْهُ فاتفق أَن دولته زَالَت بِقِيَام ملكتمر الْحِجَازِي عَلَيْهِ مَعَ الْأُمَرَاء فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ أول جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة فَأمْسك وسجن حَيْثُ كَانَ حاجي وَنقل حاجي إِلَى تخت السلطنة فمدوا لَهُ السماط الَّذِي أعد للكامل وأدخلوا إِلَى الْكَامِل السماط الَّذِي أعد لحاجي وأحيط بِمَال الْكَامِل وخواصه وصودروا وَاتفقَ رخص الأسعار أول مَا ولى المظفر وَأمر بِإِزَالَة الْمُقدم ففرح النَّاس بِهِ لَكِن انعكس مزاجهم بلعبه وإقباله على اللَّهْو والشغف بِالنسَاء حَتَّى وصلت قيمَة عصبَة حظيته اتِّفَاق الَّتِي على رَأسهَا مائَة ألف دِينَار وَبَلغت النَّفَقَة على عمل حظير الْحمام سبعين

ص: 100

ألف دِرْهَم وَصَارَ يحضر الأوباش بَين يَدَيْهِ يَلْعَبُونَ بالصراع وَغَيره وَكَانَ جُلُوسه على التخت فِي مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة 47 قَرَأت ذَلِك بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ قَالَ وَوصل الْخَبَر بذلك إِلَى دمشق مَعَ بيغو الْحَاجِب فِي تَاسِع الشَّهْر الْمَذْكُور فَبَقيَ سنة وَأَرْبَعَة أشهر وخلع فِي ثَانِي عشر شهر رَمَضَان سنة 48 وَكَانَ قد قتل الْحِجَازِي واقسنقر وقرابغا وَغَيرهم فنفرت مِنْهُ الْقُلُوب واستوحش مِنْهُ نَائِب الشَّام وَكَانَ الَّذِي يفعل من ذَلِك باشارة اغرلو شاد الدَّوَاوِين ثمَّ فتك بِهِ وَقتل بيدمر البدري والوزير نجم الدّين وَزِير بَغْدَاد وطقشتمر الدوادار وَكَانُوا بَقِيَّة الدولة الناصرية وَكَانَ مرّة يلْعَب بالحمام فَدخل عَلَيْهِ الجيبغا فلامه على ذَلِك فَقَالَ اذْبَحْهَا فذبح مِنْهَا طيرين فطار عقله وَقَالَ لخواصه إِذا دخل الجيبغا إِلَيّ فبضعوه بِالسَّيْفِ فَسَمعَهَا بعض من يمِيل إِلَى ألجيبغا فحذره فَاجْتمع الْأُمَرَاء فَركب أرقطاي مَعَ الْأُمَرَاء إِلَى قبَّة النَّصْر فَبلغ ذَلِك المظفر فَخرج فِيمَن بَقِي مَعَه فَلَمَّا ترَاءى الْجَمْعَانِ سَاق إِلَيْهِ بيبغاروس أَمِير مجْلِس وطعنه فقلبه وضربه

ص: 101

طنيرق بالطير من خَلفه فجرح وَجهه وَوَقع فكتفوه وأحضروه إِلَى أرقطاي فَلَمَّا رَآهُ قلب عَلَيْهِ قباءه وَقَالَ السُّلْطَان السُّلْطَان فَأَخَذُوهُ مِنْهُ ودخلوا بِهِ إِلَى تربة هُنَاكَ فَقَتَلُوهُ وَكَتَبُوا إِلَى أرغون شاه نَائِب الشَّام يعرفونه الْقِصَّة ثمَّ فِي رَابِع عشر شعْبَان قرروا أَخَاهُ النَّاصِر حسن بن النَّاصِر مُحَمَّد

1477 -

حَامِد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ الْحَنَفِيّ افتخار الدّين ولد سنة 667 واشتغل بِالْعلمِ وَسمع من الدمياطي وَابْن مشرف وَغَيرهمَا

ص: 102

وَله نظم كتب عَنهُ مِنْهُ البرزالي وَعمل هُوَ لنَفسِهِ تَرْجَمَة فِي جُزْء وَمَات فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من الْمحرم سنة 741

1478 -

حَبِيبَة بنت الْعِزّ ابراهيم بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي أم عبد الله ولدت سنة 54 وَسمعت على أَحْمد بن عبد الدَّائِم انتخاب الطَّبَرَانِيّ وجزء ابْن عَرَفَة ومشيخته تَخْرِيجه لنَفسِهِ وَأَجَازَ لَهَا مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي والصدر الْبكْرِيّ وَمَاتَتْ وَلم تتَزَوَّج فِي لَيْلَة عَاشر ذِي الْقعدَة سنة 745

1479 -

حَبِيبَة بنت الزين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي أم عبد الرَّحْمَن ولدت سنة 54 وَحَضَرت على اليلداني وخطيب مردا واسمعت من ابراهيم ابْن خَلِيل وَأحمد بن عبد الدَّائِم وَأَجَازَ لَهَا السبط وَفضل الله ابْن الجيلي فِي آخَرين من بَغْدَاد وَحدثت بالكثير خُصُوصا بالاجازة قَالَ الذَّهَبِيّ سَمِعت مِنْهَا وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة 733 وَلم تتَزَوَّج وَعرفهَا زوج التَّاج

1480 -

حجاب بِضَم أَوله وَتَشْديد الْجِيم بنت عبد الله الشيخة الصَّالِحَة

ص: 103