المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مات ببلده سنة - الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة - جـ ٢

[ابن حجر العسقلاني]

الفصل: ‌مات ببلده سنة

كَانَت شيخة رِبَاط بَغْدَاد مَشْهُورَة بالصلاح وَالْخَيْر وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة 725

1481 -

حجازي بن أَحْمد بن حجازي الديرقطاي صفي الدّين كَانَ كَاتبا أديباً ظريفاً مطبوع القَوْل فَمن شعره

(قل للمطايا قد بلغت النقا

فهنها يَا صَاح بالملتقى)

(وَقد تعلى بالنقا عاشق

كَانَ لطيف الْمُلْتَقى شيقا)

(وَقد محا الْوَصْل حَدِيث الجفا

حَتَّى كَأَن الهجر لن يخلقا)

‌قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ يُعجبهُ غناء النصيفة الْمُغنيَة وَكَانَت تغني بِشعرِهِ فاستأذنت عَلَيْهِم يَوْمًا فأجابها على الْفَوْر

(ادخلي تدخلي علينا سُرُورًا

أَنْت وَالله نزهة العشاق)

(لَا تميلي إِلَى الْخُرُوج سَرِيعا

تخرجي عَن مَكَارِم الْأَخْلَاق)

‌مَاتَ بِبَلَدِهِ سنة

701

ص: 104

1482 -

حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعد بن غشم بن غَزوَان بن عَليّ ابْن مشرف بن مزكي السَّعْدِيّ الحسباني الشَّيْخ عَلَاء الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي أَبُو أَحْمد فَقِيه الشَّام فِي عصره ولد سنة 21 وَنَشَأ بالقدس واشتغل هُنَاكَ وَحفظ كتبا ثمَّ قدم الشَّام سنة 34 فَسمع الحَدِيث من البرزالي والجزري وَغَيرهمَا وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن النَّقِيب وَغَيره وتمهر حَتَّى اشْتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه قَالَ وَلَده الشَّيْخ شهَاب الدّين كَانَ كثير الِاطِّلَاع صَحِيح النَّقْل عَارِفًا بالدقائق والغوامض صَحِيح الْفَهم قوي الادراك قوي المناظرة مَعَ الرياضة وَحسن الْخلق مَعَ الْوَرع وَطلب الرِّئَاسَة وَترك التَّرَدُّد إِلَى أهل الدولة وَكَانَ مُقبلا على شَأْنه لَا يفتر من الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَله أوراد من الصَّلَاة وَقِرَاءَة وَكَانَ يمشي إِلَى الْجُمُعَة دَائِما وَلَو فِي الْمَطَر مَعَ بعد دَاره وَكَانَ لَا يدّخر شَيْئا وَلَا يعرف صنجة عشرَة من عشْرين وَمَات وَلم يخلف شَيْئا إِلَّا ثِيَاب بدنه وَقَالَ وَلَده الشَّيْخ شهَاب الدّين كَانَ مِمَّن اعتنى بالفقه وَتَقْرِيره وَحفظه وتحريره كثير الِاطِّلَاع صَحِيح النَّقْل مطلعاً على الغوامض مَشْهُورا بِحل المشكلات صَحِيح الْفَهم سريع الْإِدْرَاك يناظر برياضة وَحسن خلق وَكَانَ شَيْخه شرف الدّين قَاسم خطيب جَامع جراح

ص: 105

يَقُول لَهُ أَنْت فَقِيه الشَّام وَكَذَا قَالَ تَاج الدّين السُّبْكِيّ لِأَخِيهِ بهاء الدّين لما سَأَلَهُ عَنهُ أَنه فَقِيه وَكَانَ من السَّامِي المهمة فِي ذَلِك ألف كتبا فِي الْفِقْه وَمَات فِي صفر سنة 782

1483 -

حدق القهرمانة الناصرية كَانَ النَّاصِر جعل إِلَيْهَا أُمُور نِسَائِهِ فتحكمت فِي دَاره تحكماً عَظِيما حَتَّى صَارَت لَا يُقَال لَهَا إِلَّا السِّت حدق وحجت مرّة فَضرب الْمثل بِمَا فعلته من الْخيرَات وعمرت جَامعا ظَاهر الْقَاهِرَة وَكَانَ يُقَال لَهَا سِتّ مسكة فَرُبمَا قيل للجامع جَامع سِتّ مسكة فيغلط بَعضهم فَيجْعَل فِي سِتّ ألفا ولاما وَمَاتَتْ وَهِي بكر عذراء وَقد صودرت مرّة فِي أَيَّام الصَّالح صَالح بن التنكزية ثمَّ أفرج لَهَا عَن موجودها وَكَانَ شَيْئا كثيرا

1484 -

حرمي بن كَوْكَب بن حرمي الدَّارمِيّ الْحَنْبَلِيّ ابْن صفي تَقِيّ الدّين مَاتَ سنة 719 سمع من ابْن الدرقي وَابْن الصَّائِغ

ص: 106

1485 -

حرمي بن هَاشم بن يُوسُف الفاقوسي العامري الْفَقِيه الشَّافِعِي مجد الدّين وَكيل بَيت المَال قَرَأَ على الْبَاجِيّ وَالسيف الْبَغْدَادِيّ وَمهر فِي الْفِقْه وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير على كبره وَسمع من الدمياطي وتقي الدّين ابْن بنت الْأَعَز وَولي الْوكَالَة لجَماعَة من الْكِبَار وَكَانَ طَويلا رَقِيقا صَغِير اللِّحْيَة وجيهاً مبذول الجاه لكل من يَقْصِدهُ وَكَانَ قد درس بقبة الشَّافِعِي وَحدث عَن القَاضِي تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز بقصيدة من نظمه سَمعهَا مِنْهُ

وناب فِي الحكم عَن ابْن جمَاعَة ثمَّ عَن الْجلَال الْقزْوِينِي وَكَانَ يلازم الِاشْتِغَال مَعَ الشيخوخة وَمَات فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة 734 وَكَانَ قد أسن وَعجز عَن الْحَرَكَة قَالَ البرزالي فِي حوادث سنة 707 وَفِي ذِي الْقعدَة عزل تَقِيّ الدّين حرمي عَن قَضَاء غَزَّة وَكَانَ سَبَب ذَلِك إِنَّه كتب إِلَى جمال الدّين النَّائِب فِي الحكم عَن ابْن جمَاعَة كتابا يذكر فِيهِ أمورا تستنفر عَن عز الدّين قَاضِي الْخَلِيل فَأمر السُّلْطَان باحضارهما فَمَا قدر أَن يثبت فِي حق قَاضِي الْخَلِيل كلمة وَاحِدَة فعزل

1486 -

حرمية بنت نَاصِر بن عبد الدَّائِم رَوَت عَن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبد الدَّائِم وَحدثت وَمَاتَتْ فِي عَاشر شهر ربيع الآخر سنة 705

1487 -

حسام بن أبي الْفرج أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن ثَابت بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون بن مَحْمُود بن حسام بن مَيْمُون بن يُوسُف

ص: 107

ابْن اسماعيل بن حَمَّاد بن أبي حنيفَة الفرغاني النعماني حسام الدّين الْحَنَفِيّ سمع بِبَغْدَاد من سراج الدّين عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي وَمن أبي الْفضل صَالح ابْن عبد الله الصّباغ الْكُوفِي وَغَيرهمَا وَأعَاد بمشهد أبي حنيفَة وَمَات سنة 788 وَهُوَ عَم صاحبنا تَاج الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الَّذِي ولى قَضَاء بَغْدَاد وَجرى لَهُ مَعَ ولد قرا يُوسُف بِبَغْدَاد فآذاه وجدع أَنفه مَظْلُوما وفر هُوَ وَأَخُوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فأكرمهما الْمُؤَيد وَأَقَامَا بهَا ثمَّ توجها إِلَى دمشق وَحصل لَهما بهَا شَيْء من الْجِهَات وَمَات بهَا تَاج الدّين وَأَخُوهُ وَقد قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ وَذكر أَن مولده فِي حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة 751

1488 -

حسان بن ظهير الطَّائِفِي أنْشد لَهُ ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر قَوْله

(وحوراء المدامع ذَات حسن

يغار بحسنها الظبي الغرير)

(حكت صبح الدجى لما تبدت

كَأَن جبينها الْقَمَر الْمُنِير) وَقَالَ قيل أَنه مَاتَ سنة 703

ص: 108

1489 -

حسان الْأنْصَارِيّ كَانَ مِمَّن يَعْتَقِدهُ الْعَامَّة وتحكي عَنهُ كرامات وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والمجاهدة فِي قيام اللَّيْل وَيُقَال أَنه كَانَ يقْرَأ الْقُرْآن فِي رَكْعَة بِاللَّيْلِ وَكَانَت لَهُ همة فِي إغاثة الملهوف وَقَضَاء حوائج النَّاس عِنْد الدولة وَمَات فِي ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة 731

1490 -

الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن بكر البعلبكي أَبُو عَليّ بن الألفي سمع بعض صَحِيح البُخَارِيّ على ابْن الشّحْنَة وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَغَيره وَمَات

.

1491 -

حسن بن أَحْمد بن إلْيَاس الصُّوفِي أنْشد عَنهُ الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته قِطْعَة سَمعهَا مِنْهُ فِي شَوَّال سنة 753 وَذكر أَن مولده سنة 701

1492 -

حسن بن أَحْمد بن أنوشروان الرَّازِيّ الْحَنَفِيّ أَبُو الْفَضَائِل حسام الدّين ولد باقصرا فِي الْمحرم سنة 631 واشتغل بالفقه وَولى قَضَاء ملطية نَحوا من عشْرين سنة ثمَّ دخل دمشق وَولى قضاءها سنة 77

ص: 109

وَدخل فِي مملكة الْمَنْصُور لاجين إِلَى الديار المصرية فولى قضاءها إِلَى أَن قتل لاجين فَرجع إِلَى قَضَاء الشَّام ثمَّ حضر وقْعَة غازان ففقد فِي ربيع الأول سنة 99 قَالَ الذَّهَبِيّ وَلم يقتل فِي الْغُزَاة بل صَحَّ مروره مَعَ المنهزمين إِلَى نَاحيَة جبل الجرديين وَيُقَال إِنَّه بيع للفرنج فتعاطى الطِّبّ وَهُوَ بقبرس مُدَّة ثمَّ شاع فِي سنة 735 أَن الْخَبَر جَاءَ إِلَى وَلَده جلال الدّين أَن وَالِده حَيّ بقبرس وَأَنه يطْلب مَا يفتك بِهِ من الْأسر وَلَكِن سكنت الْقَضِيَّة وَتبين أَنَّهَا زور مفترى وَلَا شكّ أَنه عَاشَ إِلَى بعد السبعمائة قَالَ القطب فِي تَارِيخ مصر كَانَ إِمَامًا عَلامَة سمع عوالي الغيلانيات من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث بهَا كتب عَنهُ ابْن سامة والبرزالي والذهبي وَغَيرهم وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ينطوي على دين وَخير وسودد

1493 -

حسن بن أَحْمد بن أبي بكر بن حرز الله الاربدي الشَّاهِد بدر الدّين الشُّرُوطِي كَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ وَولى قَضَاء الْحَاج سنة 60 وَكَانَ سمع

ص: 110

من التقي سُلَيْمَان وَابْن سعد سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَابْن سَنَد وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 762

1494 -

حسن بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي الإِمَام بدر الدّين أَبُو عَليّ الْحَنْبَلِيّ سمع من التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وتفقه وبرع وَأفْتى وَهُوَ أَخُو التقي عبد الله بن أَحْمد بن الشّرف ابْن الْحَافِظ

1495 -

حسن بن أَحْمد بن زفر الأربلي الْحَكِيم عز الدّين قَالَ الذَّهَبِيّ سمع مَعنا الْكثير وَكَانَ صَادِقا فِي نَقله حصل إِثْبَات سماعاته وَألف كتبا وتاريخاً وسيرة نبوية وَسمع مَعنا الْكثير وَلَكِن كَانَ مظلماً فِي دينه ونحلته متفلسفاً وغالب تَارِيخه تراجم شعراء وَمَعَهَا تراجم غَرِيبَة تدل على فَضله وَكَانَ صوفياً بدويرة حمد قَالَ الذَّهَبِيّ سمعته يَقُول خلف لي أبي مَالا فأنفقته فِي الشَّهَوَات حَتَّى أتلفته ففتشت ورقه فَوجدت وَثِيقَة على فلاح بغرارة شعير فَأخذت لَهُ هَدِيَّة بِشَيْء يسير وتوجهت فأعطيتها لامْرَأَته فَقَالَت لي هُوَ فِي الْحَرْث فتمشيت إِلَيْهِ فكلمته وَإِذا فِي رَأس السِّكَّة فِي المحراث شَيْء مدور وَقع فَأَخَذته فأجدها برنية صَغِيرَة ثَقيلَة

ص: 111

ملفوفة فَقلت لَهُ أَنا أسبقك إِلَى الْبَيْت ثمَّ أبعدت ففتحتها فَإِذا فِيهَا سَبْعُونَ دِينَارا فَبت عِنْده وحاللته وسرت إِلَى الْمَدِينَة وَمَشى الْحَال بعد ذَلِك بذلك الذَّهَب مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 726

1496 -

الْحسن بن أَحْمد بن عَطاء بن حسن بن عَطاء بن جُبَير بن جَابر بن وهب الاذرعي أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ بدر الدّين ابْن عَم القَاضِي للحنفية بِدِمَشْق شمس الدّين ابْن عَطاء ولد بحلب سنة 624 وَوجد اسْمه فِي أوراق السامعين عَليّ ابْن الزبيدِيّ فِي البُخَارِيّ بفوت وَذَلِكَ فِي نصف رَجَب سنة 706 فَحدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَمَات فِي تَاسِع شهر رَمَضَان سنة 709 قَالَ البرزالي كَانَ أحد الشُّهُود بقصر حجاج وَظهر اسْمه فِي أوراق السماع عَليّ ابْن الزبيدِيّ سنة 706 وَكُنَّا نعرفه ونعرف كبر سنه

1497 -

الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الْحُسَيْنِي بدر الدّين ابْن الشريف عز الدّين ولد سنة 696 تَقْرِيبًا قَالَه ابْن رَافع وأسمعه أَبوهُ من الْعِزّ الْحَرَّانِي مشيخته وَسمع من سُلَيْمَان بن دَاوُد ابْن كسا وَعبد الرَّحِيم ابْن خطيب المزة وَحدث هُوَ وَأَبوهُ وجده وولوا كلهم نقابة الْأَشْرَاف بِمصْر وَمَات هُوَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 743 فِيمَا قَالَ الصَّفَدِي وَفِي ربيع الآخر فِيمَا قَالَ ابْن رَافع

1498 -

الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بدر الدّين ابْن الصَّدْر عمر

ص: 112

الْقَيْسِي الشَّافِعِي تفقه واشتغل وَعمل شرحاً للعمدة وَحدث وصاهر شرف الدّين الأسيوطي على ابْنَته وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَولى اسْتِقْلَالا بعد ذَلِك فِي ذِي الْحجَّة سنة 48 وتشدد على الروافض فمقته طفيل أَمِير الْمَدِينَة فَلَمَّا حج سنة 750 توجه إِلَى الْقَاهِرَة فَمَاتَ بهَا وَاسْتقر عوضه ابْن السَّبع

1499 -

الْحسن بن أَحْمد بن المظفر شرف الدّين ابْن كَمَال الدّين الخطيري ولد سنة 40 بِالْهِنْدِ بكنبات بهَا وَقدم دمشق وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن عَرَفَة وَالْمِائَة الفراوية وانتخاب الطَّبَرَانِيّ وَمن الرضى ابْن الْبُرْهَان وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم سمع مِنْهُ الْحفاظ الْمزي والبرزالي والذهبي وَابْن رَافع وَكَانَ صوفياً بخانقاه خاتون وَكَانَ شَيخا حسنا عِنْده فضل وَله نظم وَكتب الْمَنْسُوب وَحدث وَنسخ بِخَطِّهِ كثيرا وَمَات فِي سَابِع عشر شعْبَان سنة 724

1500 -

الْحسن بن أَحْمد بن هِلَال بن سعد بن فضل الله الصرخدي ثمَّ الصَّالِحِي بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد الدقاق الْمَعْرُوف بِابْن الهبل وَهُوَ لقب أَبِيه أَحْمد

ص: 113

ولد سنة 683 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ الثَّانِي من الحربيات وَمن التقي الوَاسِطِيّ الثَّانِي من مُسْند أبي بكر لِابْنِ صاعد وجزء الجلابي ومجلس الْحسن بن عبد الْملك وَسمع أَيْضا من الْعِزّ اسماعيل بن الْفراء وَمُحَمّد ابْن الوَاسِطِيّ وَعِيسَى المغاري والتقى سُلَيْمَان وَغَيرهم وَحدث بالكثير ورحل النَّاس إِلَيْهِ وَهُوَ آخر من حدث عَن الْفَخر إِلَّا الصّلاح ابْن أبي عمر مَاتَ فِي صفر سنة 779 وَذكره الْفَخر ابْن الكويك فِي مشيخته وَمَات قبله بِمدَّة

1501 -

الْحسن بن أرتنا بن حسن بن النوين الْحَاكِم بالروم كَانَ جميلاً إِلَى الْغَايَة حضر إِلَى بهسنا فَبلغ طشتمر نَائِب حلب خَبره فَأرْسل يَطْلُبهُ من أَبِيه فَأرْسلهُ فَلَمَّا رَآهُ أعجبه شكله وخلع عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ إِلَى أَبِيه وَتزَوج هُوَ بعد ذَلِك بنت الصَّالح صَاحب ماردين فَمَاتَ قبل دُخُوله بهَا وأسف عَلَيْهِ أَبوهُ وَكَانَ مَوته بسيواس فِي شَوَّال سنة 748

1502 -

الْحسن بن آقبغا بن إيلكان النوين الشَّيْخ حسن بك حَاكم

ص: 114

الْعرَاق وَهُوَ وَالِد أويس وَكَانَ يُقَال لَهُ حسن الْكَبِير تمييزا لَهُ عَن حسن بن تمرتاش وَكَانَ حسن الْكَبِير زوج خاتون بَغْدَاد بنت الجوبان فَلم يزل بوسعيد إِلَى أَن طَلقهَا وَأَخذهَا مِنْهُ قهرا وأبعده فَلَمَّا مَاتَ بوسعيد عَاد فَملك بَغْدَاد وَأقَام بهَا وَجَرت لَهُ مَعَ التتار حروب كَثِيرَة وَمَعَ أَوْلَاد تمرتاش النَّصْر فِيهَا ثمَّ أَنه تزوج دلشاد بنت دمشق خواجا ابْن جوبان وَهِي ابْنة أخي امْرَأَته الأولى وَوَقع فِي ولَايَته على بَغْدَاد الغلاء المفرط حَتَّى بيع الْخبز بصنج الدَّرَاهِم ونزح النَّاس عَن بَغْدَاد وَقَامَ هُوَ بِالْملكِ أحسن قيام وَنشر الْعدْل إِلَى أَن تراجع النَّاس إِلَيْهَا وَلما كَانَ فِي سنة 749 توجه إِلَى تستر ليَأْخُذ من أَهلهَا قطيعة قررها عَلَيْهِم فَأَخذهَا وَعَاد فَوجدَ نوابه فِي بَغْدَاد قد وجدوا فِي رواق الغزر بِبَغْدَاد ثَلَاثَة قدور مثل قدور الهريسة طول كل جب مِنْهَا نَحْو ذراعين وَنصف وَالثَّلَاثَة مَمْلُوءَة ذَهَبا مصرياً وصوريا ويوسيفا وَفِي بعض سكَّة النَّاصِر الْبَغْدَادِيّ فَيُقَال جَاءَ وزن ذَلِك أَرْبَعِينَ قِنْطَارًا بالبغدادي وَمَات الشَّيْخ حسن فِي سنة 757

ص: 115

1503 -

الْحسن بن أبي بكر بن أَحْمد بن يُوسُف الفارقاني أَبُو مُحَمَّد ابْن الطباخ ولد سنة 680 وأسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وأرخ وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 761 وَيُقَال اسْمه حُسَيْن وَبِه جزم ابْن رَافع

1504 -

الْحسن بن تمرتاش بن جوبان تَأمر بسيواس بعد قتل أَبِيه سنة 728 وَكَانَ داهية مَاكِرًا بعيد الْغَوْر وَكَانَ يتَمَنَّى أَن يدْخل الشَّام ويأخذها ويهاب تنكز فَلم يزل يعْمل الْحِيَل إِلَى أَن أرسل رَسُولا إِلَى النَّاصِر يُقَال لَهُ قَاضِي شيراز تَاج الدّين على لِسَان الشَّيْخ حسن أَن تنكز طلب الْحُضُور إِلَى عِنْدِي فاستوحش النَّاصِر من تنكز وَكَانَ سَبَب هَلَاكه فَلَمَّا بلغه ذَلِك فَرح وَأَرَادَ التَّوَجُّه إِلَى الشَّام فشغل عَنْهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 744 وَذَلِكَ أَنه كَانَ يهدد زَوجته فخبأت لَهُ خَمْسَة أنفس فَأصْبح مخنوقاً

1505 -

الْحسن بن حبيب يَأْتِي فِي الْحسن بن عمر

1506 -

الْحسن بن حُسَيْن بن أبي عَليّ بن جِبْرِيل بن مُحَمَّد بن غزال نبيه الدّين الْأنْصَارِيّ كَانَ من الْعُدُول وَله سَماع من ابْن المقير وَابْن رواج وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي فِي رَمَضَان سنة 30 سنة

ص: 116

مولده وَحدث وَمَات فِي شَوَّال سنة 707

1507 -

الْحسن بن رَمَضَان بن حسن القرمي حسام الدّين اليافعي ولد فِي سنة 80 وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَاخْتصرَ الْمُحَرر وَولي قَضَاء صفد مُدَّة وَكَانَ فَقِيرا ثمَّ تمول وَنقل إِلَى قَضَاء طرابلس وَله بهَا حمام مليح عَجِيب الْبناء مَشْهُورَة ثمَّ عزل وَأقَام بِدِمَشْق وَولي تدريس الرِّبَاط الناصري وَعَكَفَ على الإشتغال وَسَمَاع الحَدِيث وَكَانَ حسن الْفَهم جيد الذِّهْن أثنى عَلَيْهِ ابو الْحسن ابْن أيبك وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ ذَا مهابة وَحُرْمَة وثروة وَهُوَ مولى بهادر مُحدث طرابلس وَمَات فِي طرابلس فِي ربيع الأول سنة 746

1508 -

الْحسن بن سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن سُلَيْمَان بن زبان الطَّائِي الْحلَبِي بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد ذكره ابْن حبيب وَقَالَ ولي نظر الْجَيْش بحلب وَوَصفه بجميل السِّيرَة وَقَالَ أَنه أَقَامَ بِدِمَشْق مباشراً بعض الْوَظَائِف وَالْعُزْلَة فِي آخر عمره وَكتب عدَّة مصاحف وَمَات بهَا سنة 768

ص: 117

1509 -

الْحسن بن شرف التبريزي حسام الدّين نزيل ماردين أَخذ عَن خير الدّين خَلِيل بن الْعَلَاء البُخَارِيّ وشغل النَّاس بماردين وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ بدر الدّين ابْن سَلامَة

1510 -

الْحسن بن شرفشاه الْحُسَيْنِي الاستراباذي ركن الدّين عَالم الْموصل كَانَ من كبار تلامذة النصير الطوسي وَكَانَ مبجلاً عِنْد التتار وجيهاً متواضعاً حَلِيمًا يُقَال أَنه كَانَ يقوم لكل أحد حَتَّى للسقاء وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء وَله شرح الْمُخْتَصر والمقدمتين جَمِيع ذَلِك لِابْنِ الْحَاجِب وَشرح الْحَاوِي شرحين وَكَانَ يُقَال مَعَ ذَلِك إِنَّه كَانَ لَا يحفظ الْقُرْآن وَمَات سنة 715 وَله سَبْعُونَ سنة

1511 -

لحسن بن عبد الله بن أبي بكر الْحلَبِي أَبُو عَليّ الْفَقِير سمع على الْكَمَال الضَّرِير وَحدث مَاتَ سنة 705 ذكره القطب

ص: 118

1512 -

الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن مرام التَّيْمِيّ الأرمنتي ولد سنة 687 وَكَانَ فَاضلا لَهُ نظم متوسط فَمِنْهُ

(بكتك الثقتان الْحس وَالْخَبَر

بأنك البغيتان السؤل والوطر)

(بفيك أَثْبَتَت الدَّعْوَى بِبَيِّنَة

أَقَامَهَا الشَّاهِدَانِ الْعين والأثر) وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق تولى قَضَاء أرمنت وَمَات بقوص سنة 739

1513 -

الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الأقفهسي سعد الدّين نَاظر الخزانة بِمصْر كَانَ ذَا مكانة وجلالة مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 715

1514 -

الْحسن بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْبكْرِيّ أَبُو مُحَمَّد المراكشي ثمَّ الدِّمَشْقِي بدر الدّين ابْن النَّجْم سبط الشَّيْخ أبي شامة ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 660 وَكَانَ جندياً وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم مشيخته تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ وَمن ابْن أبي الْيُسْر وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد الخرستاني وَعبد الله بن أَحْمد بن طعان وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي ثامن عشري ربيع الأول سنة 722

ص: 119

1515 -

الْحسن بن عبد الرَّحِيم بن يُوسُف بن عبد الْمُعْطِي بن مَنْصُور بن نجا ابْن مَنْصُور بن نجاء الغساني أَبُو مُحَمَّد الإسكندري الْمَعْرُوف بِابْن المخيلي ولد فِي رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 638 وَسمع من أبي مُحَمَّد بن رواج الثَّانِي وَالثَّالِث من الثقفيات وَحدث سمع مِنْهُ ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع مِنْهُ ابْن المهندس وَعمر بن حبيب وَغَيرهمَا وَمَات فِي الْعَاشِر من رَجَب سنة 712

1516 -

الْحسن بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الله الْعَسْقَلَانِي أَبُو مُحَمَّد نزيل الْقَاهِرَة سمع من الْحَافِظ رشيد الدّين الْعَطَّار والنجيب عبد اللَّطِيف وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي تَاسِع الْمحرم سنة 719 نقلته من خطّ شَيخنَا الْمُؤلف مِمَّا زَاده فِي تَارِيخ مصر للمقريزي وَمَا تحرف وَللَّه الْحَمد

1517 -

الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن رَجَب الْحَمَوِيّ ولد فِي ربيع الآخر سنة 55 بحماة وَحفظ الْقُرْآن وخدم الشَّيْخ يُوسُف بن المهتار بِدِمَشْق وَتزَوج بنته وَسمع من الْفَخر وَجَمَاعَة وَحدث ولحقه فِي آخر عمره زَمَانه فَانْقَطع بعلو مَسْجِد الرَّأْس وَكَانَ إِمَامًا بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي سَابِع عشرى الْمحرم سنة 737

1518 -

الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم بن أبي طَالب بن عبد الله ابْن سيدهم ابْن عَليّ اللَّخْمِيّ القَاضِي بدر الدّين ابْن عبد الْعَزِيز ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 707 بالإسكندرية وَسمع من ابْن مخلوف الْمُحدث الْفَاصِل

ص: 120

وَمن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن الصَّواف التَّوَكُّل لإبن أبي الدُّنْيَا وَكَانَ يذكر أَنه سمع من الْجلَال السفاقسي الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن يحيى اللَّيْثِيّ وأسمع عَليّ أبي الْعَبَّاس الحجار وَالشَّيْخ أبي عبد الله بن الْحَاج وجمال الدّين الزرعي وَجَمَاعَة وَكَانَ جوادا وَحدث بالكثير فِي مجاوراته بِمَكَّة سمع مِنْهُ ابْن أَخِيه عبد الْكَرِيم بن أَحْمد وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة وَجَمَاعَة وَكَانَ محباً فِي الْفُقَرَاء وَطلب الْعلم كثير الْعَطاء بتدين وَينْفق وَقدر الله أَنه تزوج امْرَأَة موسرة فَمَاتَتْ مَعَه عَن قرب فورث مِنْهَا مَا كَانَ قدر وَفَاء دينه وَأكْثر فَإِنَّهُ مَاتَ بعد مَوتهَا بِقَلِيل وَقَامَ ابْن أَخِيه القَاضِي كريم الدّين فِي وَفَاء دينه حَتَّى أوفاه من الْقدر الَّذِي خصّه من زَوجته الْمَذْكُورَة وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الأولى سنة 774

1519 -

الْحسن بن عبد الْكَرِيم بن عبد السَّلَام بن فتح الغماري المغربي نزيل الْقَاهِرَة بَقِيَّة المسندين الْمَالِكِي سبط زِيَادَة ولد سنة 617 وتلا على أَصْحَاب أبي الْجُود وَسمع من عِيسَى بن عبد الْعَزِيز جملَة وَكَانَ آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَكَانَ عِنْده عَنهُ التَّيْسِير والتذكرة والعنوان

ص: 121

والمحدث الْفَاصِل والناسخ والمنسوخ لأبي دَاوُد وَغير ذَلِك وَسمع الشاطبيتين من الْقُرْطُبِيّ تلميذ الشاطبي قَالَ الذَّهَبِيّ تفرد بمروياته وَكَانَ حسنا كاسمه خيرا متواضعاً طيب الْأَخْلَاق وَأخذ عَنهُ الْكِبَار مثل أبي حَيَّان وَأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي والذهبي والسبكي وَغَيرهم وَكَانَ متواضعاً حسن الْخلق تفرد بِكَثِير من مروياته وشيوخه وَمَات فِي شَوَّال سنة 712

1520 -

الْحسن بن عبد الْمُؤمن الموحدي يَأْتِي فِي الْحُسَيْن

1521 -

الْحسن بن عبد الْوَاحِد بن زَكَرِيَّا الْموصِلِي ثمَّ الْمَقْدِسِي أَبُو مُحَمَّد بدر الدّين سمع من القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة صَحِيح البُخَارِيّ كَامِلا وَمن ابْن الشّحْنَة بعضه وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة والجنيد ابْن أَحْمد البلياني نزيل شيراز فِي حجَّته سنة 69 وَمَات فِي

ص: 122

1522 -

الْحسن بن عبود مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 708 بِمصْر أرخه البرزالي وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ نجم الدّين ابْن عبود

1523 -

الْحسن بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان الْحُسَيْنِي زين الدّين ابْن شرف الدّين ولى نقابة الاشراف فِي سنة 47 وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 769 أَو سنة 770

1524 -

الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن ابراهيم الوَاسِطِيّ عز الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد بِبَغْدَاد سنة 54 وَنَشَأ بواسط وَقَرَأَ القراآت وَقدم مصر سنة 91 فَسمع على الدمياطي وَابْن الظَّاهِرِيّ والابرقوهي وَسمع من جمال الدّين ابْن النَّقِيب بعض تَفْسِيره الْكَبِير وَصَحب شمس الدّين الرِّفَاعِي وانتفع بِهِ وَحج مَرَّات وناب فِي الْإِمَامَة بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَمَات فِي شعْبَان سنة 741 أَخذ عَنهُ أَبُو عبد الله بن مَرْزُوق وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر أَنه جمع فِي مناقبه جُزْءا

1525 -

الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف القونوي الأَصْل بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْعَلامَة عَلَاء الدّين ولد سنة 721 بِالْقَاهِرَةِ وأحضر عَليّ يُونُس الدبوسي مسموعه من القناعة وَهُوَ فِي الرَّابِعَة وَمن ابْن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وجزء الأمالي لِابْنِ عَفَّان واشتغل كثيرا وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَله اخْتِصَار الْأَحْكَام السُّلْطَانِيَّة للماوردي وأجاد فِيهِ ودرس وأمنتى وَولى مشيخة سعيد السُّعَدَاء وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وَغَيره وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة 776 فِي شعْبَان

ص: 123

1526 -

الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن يُونُس بن يُوسُف الدِّمَشْقِي القلانسي أَبُو عَليّ بن الْخلال ولد فِي صفر سنة 629 وَسمع من ابْن اللتي وَابْن المقير ومكرم وَابْن الشِّيرَازِيّ وجعفر وكريمة وَسَالم بن صصري وَغَيرهم وَأكْثر جدا بِحَيْثُ أَنه حدث عشْرين سنة وَلما مَاتَ كثر التأسف عَلَيْهِ لما فَاتَ من مسموعاته وَكَانَ أَيْضا أحضر على مُحَمَّد بن غَسَّان والإربلي وَأَجَازَ لَهُ ابْن روزبه والسهروردي وَأَبُو الْوَفَاء ابْن مَنْدَه وَكَانَ ذَلِك كُله بعناية خَاله الْمُحدث ابْن الْجَوْهَرِي وَكَانَ دينا وقوراً حسن السمت ريض الْخلق محباً للرواية وَكَانَ يخرج أَمينا إِلَى الْقرى وَله فهم وَعِنْده فَضِيلَة أَكْثرُوا عَنهُ وَمَات فِي ربيع الأول سنة 702

1527 -

الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن زهرَة الْحلَبِي نقيب الْأَشْرَاف بحلب أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَمَات سنة 711 وَقد جَاوز السّبْعين وَهُوَ أَخُو حَمْزَة وَالِد عَلَاء الدّين الْآتِي ذكره

1528 -

الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ العباسي عز الدّين ابْن الْبناء الْحلَبِي نزيل حلب الشَّاعِر كَانَ فَاضلا بارعاً جميل المحاضرة حسن النّظم والإنشاد وَمَات سنة 765 عَن نَحْو سبعين سنة وَهُوَ الْقَائِل

ص: 124

(شاهداها ثمَّ اعذراني فعيناها

لدعوى محبها شاهداها)

(ورداها من دمع عَيْني فكم بل

لجارية يَوْم بَانَتْ رداها)

1529 -

الْحسن بن عَليّ بن حمد بن حميد بن ابراهيم بن شنار بِفَتْح الْمُعْجَمَة بعْدهَا نون خَفِيفَة بدر الدّين الْغَزِّي الزغاري ولد سنة 706 وتعاني النّظم فبرع فِيهِ وَله رِسَالَة سَمَّاهَا قريض القرين تشْتَمل على نظم ونثر عَارض بهَا ابْن شَهِيد فِي رِسَالَة النوابغ والروائع وَدخل ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَذكره الشهَاب ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر فَبَالغ فِي اطرائه وَوَصفه وانتخب من ديوانه نَحْو أَرْبَعَة كراريس وَمِمَّا أنْشد لَهُ مضمنا

(وَفِي سامرى مربى فِي عِمَامَة

قد اكْتسبت من وجنتيه احمرارها)

(موردة دارت بِوَجْه كَأَنَّهُ

تنَاولهَا من خَدّه فأدارها)

ص: 125

وَله

(قَالَت وَقد أنْكرت سقامي

لم أر ذَا السقم يَوْم بَيْنك)

(لَكِن أصابتك عين غَيْرِي

فَقلت لَا عين بعد عَيْنك) أنشدنا على بن أيبك الأديب أجَازه أَنا الْحسن الْغَزِّي بالبيتين وَغَيرهمَا وَولى نظر قمامة مُدَّة وَمن شعره

(ثغر من قد هويته يهدي

فِي ظلام الدجنة الحالك)

(بِالثُّرَيَّا شبهته ظلما

والثريا أقل من ذَلِك) وَله

(أعجب مَا فِي مجْلِس اللَّهْو جرى

من أدمع الراووق لما انسكبت)

(لم تزل البطة فِي قهقهة

مَا بَيْننَا تضحك حَتَّى انقلبت)

ص: 126

وَله مضمناً

(وصفراء حَال المزج يصْبغ ضوءها

أكف الندامى وَهُوَ فِي الْحَال ناصل)

(وتهفو بألباب الرِّجَال لِأَنَّهَا

دويهية تصفر مِنْهَا الأنامل) وَله

(يَا صاحبا مَا زَالَ من إنعامه

لبنان رَاحَته المؤمل راف)

(قد قطعت فرجيتي حَتَّى لقد

ظهر القطوع بهَا على أكتافي) وَقَالَ فِي مليح طلع على فَمه حب

(يَا فَم المعشوق سُبْحَانَ

الَّذِي زادك زينا)

(قد تحليت بدر

فتحببت إِلَيْنَا) وَقَالَ

(وأهيف كالغصن المرنح شاقني

فطار إِلَيْهِ الْقلب من فرط شوقه)

(رأى الْبَدْر يَحْكِي وَجهه وَهُوَ سَافر

فكلفه من جوره فَوق طوقه)

ص: 127

وَكَانَ بَينه وَبَين جمال الدّين ابْن نباتة منافرة شَدِيدَة وَله فِيهَا هجاء وَاتفقَ أَنه قَرَأَ على ابْن نباتة قِطْعَة من نظمه ونثره فَكتب لَهُ الْحَمد لله حاشي من فَخر وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على مُحَمَّد مَا نبح الْكَلْب من ضوء الْقَمَر وَاسْتمرّ فِي مثل ذَلِك وَهِي من عجائب مَا أنشأه ابْن نباتة وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 753

1530 -

الْحسن بن عَليّ بن سرُور بن سُلَيْمَان الشَّيْخ بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد النشاوي ابْن خطيب الحديثة ولد سنة 736 واشتغل فِي صباه وَحصل وتميز ثمَّ ترك وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَكَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا وَيقوم اللَّيْل دَائِما ويتحرى وَسطه وَيكثر التِّلَاوَة وَالذكر وَكَانَ حسن الشكل نير الْوَجْه يبسط من يحادثه فَإِذا خلا وَحده فَمَا هُوَ إِلَّا الذّكر وَالصَّلَاة والتلاوة ومطالعة كتب الْفُقَرَاء والزهد وَكَانَ قوي الْفَهم جيد الْبَحْث حسن المسائلة والأجوبة قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي لم يكن فِي الْفُقَهَاء أعبد مِنْهُ مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَانمِائَة

1531 -

الْحسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان الصرخدي الْخَطِيب مَاتَ فِي رَجَب سنة 701 بِالْقَاهِرَةِ

ص: 128

1532 -

الْحسن بن عَليّ بن سنجر المسكي ثمَّ الْمدنِي عز الدّين الْوَزير وزر لطفيل بن مَنْصُور بن جماز أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَكَانَ عَاقِلا حسن السياسة كثير الْمُوَالَاة للمجاورين مَاتَ سنة 748

1533 -

الْحسن بن عَليّ بن شُجَاع شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْكَمَال الضَّرِير قَرَأَ على ابْن فَارس وَأَجَازَهُ وَسمع من يُوسُف الساوي والمرجا ابْن شقيرة وَغَيرهم وَمَات فِي شَوَّال سنة 709 وَله ثَلَاث وَسَبْعُونَ سنة ولد فِي ربيع الأول سنة 636 بِالْقَاهِرَةِ

1534 -

الْحسن بن عَليّ بن عمر الإسنائي بدر الدّين وَالِد الشَّيْخ جمال الدّين ولد قبل السِّتين واشتغل على الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي وَكَانَت لَهُ أَرض لَطِيفَة يتقنع بهَا هُوَ وَعِيَاله وَلم يزل ملازماً لمنزله قانعاً منجمعاً عَن النَّاس إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 718

1535 -

الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عدنان بن شُجَاع الحمداني بدر الدّين

ص: 129

الْمُحدث الدِّمَشْقِي كَاتب الْمَنْسُوب كَانَ شَيْخه ابْن النصيص يقدمهُ على جَمِيع تلامذته واشتهر هُوَ بعده بِحسن التَّعْلِيم وَكَانَ الأوحد يَصْحَبهُ فَتكلم لَهُ مَعَ الأفرم أَن يدْخلهُ ديوَان الْإِنْشَاء فرسم بذلك فَامْتنعَ هُوَ من ذَلِك فَقَالَ أَكثر مَا يرتب لي فِي كل يَوْم خَمْسَة دَرَاهِم وَلَا تجلسوني فَوق أحد من بني فضل الله وَلَا بني القلانسي وَلَا بني غَانِم فَأَكُون دون الْكل مَعَ ازدرائهم بِي حَيْثُ يَقُول قَائِلهمْ كَأَنِّي فَقِيه كتاب يُرِيد يقْعد فَوق أكبر مِنْهُ وَإِذا جَاءَ سفر مَا يخرجُون غَيْرِي إِلَى غير ذَلِك من الإهانة وشغل الْوَقْت وَأَنا فِي التَّعْلِيم يحصل لي كل يَوْم الثَّلَاثُونَ وَأكْثر وَأَنا كَبِير هَذِه الصِّنَاعَة وأتحكم فِي أَوْلَاد الأكابر والرؤساء ثمَّ نظم فِي ذَلِك

(لائمي فِي صناعتي مستخفاً

بِي إِذْ كنت للعلا مُسْتَحقّا)

(مَا غزال يقبل الْكَفّ مني

بعد بَرى وَلم يضع لي حَقًا)

(مثل قيس أبوس مِنْهُ يدا قد

صفرت من ندى لأسأل رزقا)

(فيولي عني ويلوي عَن رد

سلامي ويزدريني حَقًا)

(فاقتصد وَاقْتصر عَلَيْهَا فَمَا عِنْد

اله السَّمَاء خير وَأبقى)

ص: 130

وَمن نظمه وَهُوَ وسط

(وَقد عنفوني فِي هَوَاهُ بقَوْلهمْ

ستطلع مِنْهُ الذقن فاقصر عَن الْحزن)

(فَقلت لَهُم كفوا فَإِنِّي وَاقع

وحقكم بالوجد فِيهِ إِلَى الذقن) وَله تخميس لامية الْعَجم وَكَانَ أَمينا على الْأَوْلَاد وَمَات فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة 734

1536 -

الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعِمَاد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن هبة الله بن الُّه الْأَصْبَهَانِيّ الأَصْل عز الدّين ابْن شرف الدّين ابْن عز الدّين ابْن الْعِمَاد الْكَاتِب أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو عَليّ ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 53 وَقَالَ ابْن رَافع بعد أَن جزم بِالْأولِ تبعا للبرزالي رَأَيْت بِخَط ثِقَة عَنهُ إِنَّه قَالَ مولدِي سنة 55 انْتهى وخدم بِالْكِتَابَةِ وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَولي عمالة الخزانة ثمَّ استيفاءها وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَله سَماع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن الخرستاني والزين خَالِد وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وشيوخه بِالسَّمَاعِ نَحْو الْخمسين وَأَجَازَ لَهُ الصَّدْر الْبكْرِيّ وابراهيم بن خَلِيل وَأَبُو طَالب ابْن السروري فِي آخَرين وَخرج

ص: 131

لَهُ البرزالي مشيخة بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة فِي جزءين وَأُخْرَى تشْتَمل على عوالية لَطِيفَة وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ رجل حسن لَهُ معرفَة بِكِتَابَة الدِّيوَان خدم فِي عدَّة جِهَات وَفِيه مَكَارِم ومحبة للخير وَأَهله وَله صَدَقَة وبر وجاور بِمَكَّة سنة قَالَ وَقد طلب الحَدِيث مُدَّة وَكتب يَسِيرا من الْأَجْزَاء وَمَات فِي تَاسِع شَوَّال سنة 727 وَأوصى أَن يفرق على من حضر جنَازَته حلوى صابونية على برزق فَفعل ذَلِك وَأكل مِنْهَا الْأَغْنِيَاء والفقراء

1537 -

الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُسلم بن عمر بن أبي بكر الْمُؤَذّن العوقي الصَّالِحِي الكتاني بِالْمُثَنَّاةِ الْمُؤَذّن بالجامع المظفري ولد فِي أول سنة 13 وَقيل سنة 14 وَسمع من مَنْصُور بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن مَحْبُوب وَمن أبي الْعَبَّاس الحجار وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْمُحدث الْفَاصِل وَمن جمَاعَة غَيرهم وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن الدشتي وَإِبْرَاهِيم بن الشِّيرَازِيّ وَغَيرهمَا من الشَّام وَأَجَازَ لَهُ من مصر إِسْمَاعِيل بن الْمعلم ومُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب وَعلي بن عبد الْعَظِيم الرسى وَعمر بن عبد الْعَزِيز بن رَشِيق وَغَيرهم وَمن

ص: 132

بَيت الْمُقَدّس زَيْنَب بنت أَحْمد بن عمر بن شكر وَحدث وَمَات فِي الْمحرم أَو صفر سنة 788 سمع مِنْهُ مُحدث حلب الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي

1538 -

الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي أَبُو عَليّ الْحَنْبَلِيّ الصُّوفِي النَّقِيب بالسميساطية سمع من الْعِزّ الفاروثي عوارف المعارف أَنا المُصَنّف وَسمع بِمصْر من النشاوي والواني والختني وَحسن الْكرْدِي وبالشام من زَيْنَب بنت شكر وست الوزراء وببعلبك وحماة وحلب والإسكندرية ودمياط وَغَيرهَا وَأكْثر من الْمَشَايِخ جدا حَتَّى خرج لَهُ شمس الدّين ابْن سعد مشيخة عَن ألف شيخ قَالَ ابْن رَافع وَكَانَ خيرا صَالحا مَحْبُوب الصُّورَة محباً للسماع لَهُ وجاهة مَاتَ فِي شَوَّال سنة 751 وَله سبع وَثَمَانُونَ سنة وَأشهر وَلم يحصل لَهُ سَماع على قدر سنه قَالَ ابْن رَافع سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر رَجَب سنة 667 بِبَغْدَاد

1539 -

الْحسن بن عَليّ بن مَحْمُود الأيوبي بدر الدّين أَخُو الْملك الْمُؤَيد

ص: 133

إِسْمَاعِيل وَكَانَ الأسن لَكِن النَّاصِر قدم إِسْمَاعِيل قَالَ ابْن حبيب سعى فِي سلطنة حماة جهده فَمَا أَفَادَهُ ذَلِك عِنْد النَّاصِر وَكَانَ لبدر الدّين أقطاع كَبِير ونعمة جليلة وَمَات بهَا فِي سنة 726

1540 -

الْحسن بن عَليّ بن مَسْعُود بن حُسَيْن التكريتي المنعوت بالنظام قَالَ ابْن رَافع فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد كَانَ اسْمه حُسَيْنًا ثمَّ اشْتهر بِحسن وَكَانَ أَهله ببخارا فَلَمَّا كثرت المصادرات بالموصل تحول بحلب وَكَانَ يُقيم بمقصورة الحلبيين مُدَّة وَحفظ التَّنْبِيه وَمَات فِي رَمَضَان سنة 727

1541 -

الْحسن بن عَليّ بن مَسْعُود بن أبي الطّيب الْحِمصِي ابْن الصَّائِغ بدر الدّين مدرس الصارمية ومستوفي الْأَوْقَاف مَاتَ فِي سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة 771

1542 -

الْحسن بن عَليّ الأسواني أَخُو الشَّيْخ نجم الدّين حُسَيْن كَانَ فَقِيها فَاضلا جاور بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة نَحْو الْعشْرين سنة وَأم فِي الْمِحْرَاب الشريف وشغل النَّاس بالفقه إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 724 بهَا

1543 -

الْحسن بن عمر بن الْحسن بن حبيب بن عمر بن شويخ بن عمر بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد أَبُو طَاهِر الدِّمَشْقِي الْأَصْلِيّ الْحلَبِي كَانَ أَبوهُ محتسباً بحلب وَله عمل كثير فِي الحَدِيث وَولد الْحسن سنة عشر وَسَبْعمائة

ص: 134

وَنَشَأ محباً فِي الْآدَاب وَأخذ عَن ابْن نباتة وَغَيره وَله نسيم الصِّبَا يشْتَمل على أدب كثير وَاسْتعْمل مَقَاصِد الشِّفَاء لعياض وَسَماهُ أَسْنَى المطالب فِي أشرف المناقب فسبكها سجعاً سَمعه مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وصنف درة الأسلاك فِي دولة الأتراك سجع كُله يدل على اطلَاع زَائِد واقتدار على النّظم والنثر لكنه لَيْسَ فِي الطَّبَقَة الْعليا مِنْهُمَا وَهُوَ الْقَائِل

(ألحاظه شهِدت بِأَن ظَالِم

وَأَتَتْ بِخَط عذاره تذكارا)

(يَا حَاكم الْحبّ اتئد فِي قصتي

فالخط زور وَالشُّهُود سكارا) وَكَانَ مولده فِي شعْبَان سنة 10 وأحضر فِي عَاشر شهر على إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَعبد الرَّحْمَن أَوْلَاد صَالح ابْن العجمي عشرَة الْحداد بسماعهم على يُوسُف بن خَلِيل وعَلى بيبرس العديمي المصافحة وَغَيرهَا ثمَّ سمع من ابراهيم بن صَالح وَمن وَالِده عمر وَمن فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين وَسمع بِالْقَاهِرَةِ ومصر والإسكندرية وَكَانَ فَاضلا

ص: 135

كيساً صَحِيح النَّقْل حدث عَنهُ ابْن عشائر وَابْن ظهيرة وسبط ابْن العجمي ومحب الدّين ابْن الشّحْنَة وعلاء الدّين ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ فِي تَرْجَمته هُوَ أول شيخ سَمِعت عَلَيْهِ الحَدِيث وَأَجَازَ لي قلت اسْمَع عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْخَامِسَة وَأَظنهُ آخر الروَاة عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَكَانَ يُوقع عَن الْقُضَاة وَانْقطع فِي آخر عمره بمنزله وَله تذكرة النبيه فِي أَيَّام الْمَنْصُور وبنيه وَجرى فِيهِ آخر طَريقَة درة الأسلاك وباشر نِيَابَة الْقَضَاء ونيابة كِتَابَة السِّرّ وَكَانَ أَخذ عَن فَخر الدّين بن خطيب جبرين فِي الْفِقْه وقرأت بِخَط مُحَمَّد ابْن يحيى بن سعد فِيمَن كَانَ حَيا بحلب من الشُّيُوخ سنة 758 حسن بن عمر بن حبيب مُقيم بطرابلس حِينَئِذٍ وأحضر عَليّ بيبرس جُزْء البانياسي قلت والمصافحة للبرقاني وجزء هِلَال الحفار وَهُوَ يَوْمئِذٍ فِي الرَّابِعَة وَسمع من أبي المكارم النصيبي عوالي سعيد ابْن مَنْصُور وَمن بني العجمي عبد الرَّحْمَن وَعبد الرَّحِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِبْرَاهِيم

ص: 136

وَمن اسحاق النّحاس ونخوة بنت النصيبي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من مصر الرشيد بن الْمعلم وَالْحسن الْكرْدِي ومُوسَى بن عَليّ وَزَيْنَب بنت شكر وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 779 وأنجب وَلَده طَاهِرا وَقد ذيل عَليّ تصنيف أَبِيه درة الأسلاك فِي دولة الأتراك وَتَأَخر إِلَى بعد الْقرن بسنوات

1544 -

حسن بن عمر بن حمود بن محسن البعلبكي روى عَن التَّاج عبد الْخَالِق بن عبد السَّلَام وَمَات فِي شعْبَان سنة 743

1545 -

حسن بن عمر بن عِيسَى بن خَلِيل بن ابراهيم الْكرْدِي أَبُو عَليّ نزيل الجيزة بِمصْر ولد هُوَ سنة 630 تَقْرِيبًا بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ قيمًا بتربة أم الصَّالح وفراشاً بهَا فَأحْضرهُ عَليّ ابْن اللتي مسندي الدَّارمِيّ وَعبد وجزئي أبي الجهم وَالْمِائَة السريجية وَالْأول من ابْن السماك وَالْأول من مشيخة الْفَسَوِي وَالثَّانِي من الثَّانِي من حَدِيث المخلص ومسند عمر للنجاد ومجلس الْحرفِي وَأَرْبَعين الطَّائِي وَغير ذَلِك وَسمع من مكرم الْمُوَطَّأ وجزء الفلكي وَعَلِيهِ وعَلى الْحسن بن سَالم بن سَلام جُزْءا فِيهِ التَّفْسِير عَن مَالك وَمن السخاوي نُسْخَة فليج والبلدانية وتلا عَلَيْهِ ختمة

ص: 137

ثمَّ انْتقل إِلَى مصر فسكن الجيزة يَبِيع الْوَرق فِي حَانُوت على بَاب الْجَامِع وَيُؤذن بالمعزية وَكَانَ بِيَدِهِ ثَبت فعثروا عَلَيْهِ فِي سنة 712 وفرحوا بِهِ وتزاحموا عَلَيْهِ وَحدث بالكثير ثمَّ حصل لَهُ فِي سَمعه ثقل فشق عَلَيْهِ الأسماع حَتَّى أَن السُّبْكِيّ لقنه الْجُزْء الأول من حَدِيث ابْن السماك فِي سِتَّة مجَالِس قَالَ ابْن رَافع عَن السُّبْكِيّ أَخْبرنِي الْمَذْكُور أَنه قَرَأَ على أبي الْحسن السخاوي ثَلَاث ختمات للدوري والسوسي وَالثَّالِثَة جَامِعَة بَينهمَا وَأَن مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة 29 بتربة أم الصَّالح بِدِمَشْق وَأَن وَالِده كَانَ فراشا بهَا وَمَات فِي ثَالِث شهر ربيع الآخر سنة 720 بالجيزة وَهُوَ آخر من حدث بِمصْر عَن الشُّيُوخ الْمَذْكُورين إِلَّا ابْن اللتي قَالَ ابْن رَافع فِي الْجُزْء الَّذِي كتبه فِي شُيُوخ مصر سنة عشْرين هُوَ بَقِيَّة المسندين والمكثرين ببلاده وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ السَّبَب فِي ظُهُوره أَن وَالِدي حكى أَنه فِي حُدُود التسعين سَأَلَ عَنهُ بعض الطّلبَة يَعْنِي لما وقف على اسْمه فِي الطباق فَقيل لَهُم أَنه مُؤذن بالمعزية بِمصْر فطلبوه مِنْهَا فَقيل بالجيزة فسألوا عَنهُ بهَا فَقيل سَافر فتوجهوا نَحوه فَلم يقعوا بِهِ إِلَى أَن كَانَ فِي سنة 713 فَقيل لَهُم أَنه مُؤذن بالمعزية قَالَ فتوجهوا إِلَيْهِ وَأَنا مَعَ وَالِدي فَقيل توجه إِلَى الجيزة فتوجهوا إِلَيْهِ فَقَرَأَ وَالِدي عَلَيْهِ شَيْئا وَدلّ عَلَيْهِ الْمُحدثين فتكاثروا عَلَيْهِ

1546 -

حسن بن قَاسم بن عبد الله بن عَليّ الْمرَادِي المراكشي الإِمَام الْعَالم

ص: 138

النحرير بدر الدّين الْمَالِكِي الشهير بِابْن أم قَاسم لإمرأة تبنته تدعى أم قَاسم كَانَت من بَيت السُّلْطَان كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة شرح ألفية ابْن مَالك والتسهيل وَغَيرهمَا وصنف كتابا فِي مَعَاني الْحُرُوف نظماً وَشَرحه وَرَأَيْت بِخَط الْعَلامَة شهَاب الدّين الأبذي مَا صورته قَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن حيدرة الْأنْصَارِيّ مُعَرفا للشَّيْخ الْمرَادِي أَنه شرح الجزولية والكافية الشافية والتسهيل والفصول لِابْنِ معط والحاجبية النحوية والعروضية والشاطبية وَكَانَ عَارِفًا بالفقه الْمَالِكِي وَالْأُصُول وَله كرامات كَثِيرَة مِنْهَا أَنه رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي النّوم فَقَالَ لَهُ يَا حسن اجْلِسْ انفع النَّاس بمَكَان الْمِحْرَاب بِجَامِع مصر الْعَتِيق بجوار الْمُصحف انْتهى وَقد ذكره الْعَفِيف المطري فِي ذيل طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ الْمصْرِيّ المولد الأسفي المحتد النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْفَقِيه البارع بدر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن أم قَاسم وَهِي جدته أم أَبِيه وَاسْمهَا زهراء وَكَانَت أول مَا جَاءَت من الغرب عرفت بالشيخة وَكَانَت شهرته تَابِعَة لشهرتها وَقَالَ أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي عبد الله الطنجي والسراج الدمنهوري وَأبي زَكَرِيَّا الغماري وَأبي حَيَّان وَالْفِقْه عَن الشّرف المغيلي وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن اللبان

ص: 139

وأتقن الْعَرَبيَّة والقراآت على الْمجد إِسْمَاعِيل الشستري وصنف وتفنن وأجاد وَذكر من مصنفاته غير مَا تقدم شرح الْمفصل وسمى كِتَابه فِي حُرُوف الْمعَانِي بالجني الداني وَذكر أَن وَفَاته يَوْم عيد الْفطر سنة 749 انْتهى وَقد رَأَيْت بخطى وَلَا أَدْرِي من أَيْن نقلته وَكَانَت وَفَاته سنة 755 فَالله أعلم

1547 -

حسن بن أبي الْقَاسِم بن حسن بن أبي الْقَاسِم بن حسن بن هبة الله الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْحلَبِي أَبُو عَليّ الْوَاعِظ الْمُؤَدب سمع من أبي المكارم النصيبي الشَّمَائِل وَمَات فِي ربيع الأول سنة 731 وَكَانَ مولده سنة 653

1548 -

حسن بن أبي الْمجد بن عَليّ بن أبي الْمجد الْآدَمِيّ الْحَمَوِيّ أَبُو عَليّ سمع من أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزيز الْحَمَوِيّ المسلسل بالأولية وجزء البيتوتة وَسمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة

1549 -

حسن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِسْمَاعِيل بن جوسلين البعلبكي عَامل وقف الْجَامِع ولد سنة 662 وَسمع سنَن ابْن ماجة من جده سنة 679 وَسمع من الْمُسلم بن عَلان وَحدث وَمَات سنة 744

1550 -

حسن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور بن أَحْمد التَّاجِر بدر الدّين بن الطَّحَّان سمع من ابْن النشبي والكمال ابْن عبد وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ

ص: 140

أَصله من شيراز وَسكن دمشق وَكَانَ عِنْده عَن أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ ابْن النشبي كتاب الْعلم لأبي خَيْثَمَة لَكِن اسْمه فِي الطَّبَقَة حُسَيْن وَيُقَال أَن الْكَاتِب غلط وَعِنْده عَنهُ أَيْضا الثَّانِي وَالثَّالِث من فَضَائِل رَمَضَان لعبد الْعَزِيز الْكِتَابِيّ قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه رجل صَالح متدين انْقَطع عَن التِّجَارَة ولازم الْعِبَادَة وَالْجَمَاعَة ومجالس الحَدِيث وَقَالَ ابْن رَافع عمل ميعاداً بالجامع ووقف عَلَيْهِ كتبا وَكَانَ مولده فِي رَجَب سنة 664 وَمَات فِي سادس عشري رَمَضَان سنة 747

1551 -

حسن بن مُحَمَّد بن أبي بكر السكاكيني كَانَ أَبوهُ فَاضلا فِي عدَّة عُلُوم متشيعا من غير سبّ وَلَا غلو وَسَتَأْتِي تَرْجَمته فَنَشَأَ وَلَده هَذَا غالياً فِي الرَّفْض فَثَبت عَلَيْهِ ذَلِك عِنْد القَاضِي شرف الدّين الْمَالِكِي بِدِمَشْق وَثَبت عَلَيْهِ أَنه أكفر الشَّيْخَيْنِ وَقذف ابنتيهما وَنسب جِبْرِيل إِلَى الْغَلَط فِي الرسَالَة إِلَى غير ذَلِك فَحكم بزندقته وبضرب عُنُقه فَضربت بسوق الْخَلِيل حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة 744

1552 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد قوام الدّين ابْن الطراح الشَّيْبَانِيّ الصاحب ولد فِي ربيع الأول سنة 655 وَكَانَ لَهُ

ص: 141

أَخ اسْمه فَخر الدّين المظفر لَهُ وجاهة عِنْد التتار وَكَانَ يَنُوب عَن السلطنة فِي بعض الْعرَاق وراسله الْأَشْرَف خَلِيل وَأرْسل لَهُ توقيعاً وخاتماً وعلماً وتقرر الْحَال أَنه إِذا دخل السُّلْطَان أَرض الْعرَاق يقدم عَلَيْهِ لحينه فَلم يتَّفق للأشرف دُخُول الْعرَاق ثمَّ قدم قوام الدّين فِي أَيَّام سلار والجاشنكير وَحضر مَعَه التوقيع وَالْعلم والخاتم فَأكْرم مورده وَقرر لَهُ عَليّ الصَّالح بِدِمَشْق راتب ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَذكر أَبُو حَيَّان أَنه اجْتمع بِهِ وَأخْبرهُ أَنه أول من تشيع من أهل بَيتهمْ قَالَ وَلم يكن غالياً فِي ذَلِك وَكَانَ ظريفاً كريم الْعشْرَة وَله معرفَة بالنحو واللغة والنجوم والحساب وَالْأَدب وَمن نظمه

(غَدِير دمعي فِي الخد يطرد

ونار وجدي فِي الْقلب تتقد)

(ومهجتي فِي هَوَاك أتلفهَا الشوق

وقلبي أودى بِهِ الكمد)

(وَعدك لَا يَنْقَضِي لَهُ أمد

وَلَا لِليْل المطال مِنْك غَد) وَلما طرق غازان الشَّام رَجَعَ مَعَه إِلَى الْعرَاق وَكَانَت وَفَاته بهَا فِي الْمحرم سنة 720

1553 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن زهرَة الْحُسَيْنِي

ص: 142

الْحلَبِي شمس الدّين ابْن بدر الدّين نقيب الْأَشْرَاف بحلب وَكَانَ أَمِير طبلخاناة ثمَّ عزل وَمَات فِي سنة 766 أرخه ابْن حبيب وَسَيَأْتِي ذكر جده

1554 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن ابراهيم بن الخليلي الْمصْرِيّ الشَّيْخ الْأَصِيل

الدّين ابْن نظام الدّين سمع من الرضى ابْن الْبُرْهَان وَحدث وَهُوَ من بَيت رئاسة وَعلم مَاتَ فِي 8 الْمحرم سنة 720

1555 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر بدر الدّين ابْن عز الدّين ابْن التقي سُلَيْمَان ولد فِي حُدُود سنة عشر وَسمع من جده والمطعم وَابْن سعد وَحدث وناب فِي الحكم لِابْنِ عَم أبي جده القَاضِي شرف الدّين وَولي دَار الحَدِيث الأشرفية بِالْجَبَلِ ودرس بالجوزية مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 770

1556 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن صَالح بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن عَليّ ابْن المجاور بن عبد الله الْقرشِي المطلبي بدر الدّين النابلسي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي أول الْقرن واشتغل بالعلوم وَكتب الْخط الْحسن وَسمع من يُونُس الدبوسي بِالْقَاهِرَةِ وَنَحْوه وَمن عبد الله بن مُحَمَّد بن نعْمَة بنابلس وَمن جمالية بنت أَحْمد بالإسكندرية وَمن جمَاعَة بِدِمَشْق وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وانتقى على بعض شُيُوخه وعلق عَنهُ الذَّهَبِيّ وَذكره فِي المعجم

ص: 143

الْمُخْتَص فَقَالَ سمع وَنسخ الْأَجْزَاء وَدخل إِلَى الثغر ودمشق وَقَرَأَ طرفا من النَّحْو علقت عَنهُ وَله تعاليق انْتهى وَكنت أسمع الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْقطَّان الْمصْرِيّ يذكر أَن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي بَقِيَّة كَلَامه فِي حق حسن النابلسي وتعانى الْحِفْظ فَمَا بلغ وَلَا كَاد وَلم أَقف على ذَلِك فِي المعجم الْمُخْتَص فَمَا أَدْرِي من أَيْن لَهُ ذَلِك ثمَّ رَأَيْت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ مَا نَصه ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فِي بَاب النُّون فَقَالَ علقت عَنهُ وَله تعاليق وَمَا فهم وَلَا كَاد انْتهى

وَهَذَا الْكَلَام بِعَيْنِه سمعته من شَيخنَا شمس الدّين ابْن الْقطَّان وَكَانَ يسكن بجواره وَقد ذكره البرزالي فِي تعاليقه وَأَنه أوقفهُ على تصنيف لَهُ فِي فضل عِيَادَة المرضى وَآخر فِي تَحْرِيم الْغَيْبَة وَأَنه الفهما سنة 29 وَحدث بهما مَرَّات وعلق البرزالي مِنْهُمَا فَوَائِد وَقَالَ ابْن رَافع قَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَجمع مؤلفات مِنْهَا الْغَيْث السكاب فِي إرخاء الذؤاب وَتخرج بِأبي حَيَّان وَشرح اللمحة لَهُ فِي الْعَرَبيَّة وَرَأَيْت بِخَطِّهِ كتابا جمعه فِي أَخْبَار الْمهْدي الَّذِي يخرج فِي آخر الزَّمَان تَعب فِيهِ وَكَانَ صهره زوج ابْنَته صاحبنا فَخر الدّين عمر البارنباري يذكر أَنه أسر إِلَيْهِ أَن عليا أفضل الصَّحَابَة وَولى بدر الدّين هَذَا إِفْتَاء دَار الْعدْل ودرس للحنابلة بمدرسة أم الْأَشْرَف بالتبانة ووليها بعده الشَّيْخ شرف الدّين

ص: 144

عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 772 قَالَ الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ فجاءة قَالَ وَخلف كتبا كَثِيرَة وديناً قَالَ وَله مُعْجم شُيُوخ أَجَاد فِيهِ كَذَا قَالَ وَكَانَ قَالَ قبل ذَلِك فِي حَقه لم يكن فِي الْعلم والسيرة بِذَاكَ قلت وقفت على مُعْجَمه بِخَطِّهِ فَذكر فِيهِ عدَّة رجال وَنسَاء من شُيُوخ مصر وَالشَّام وَجَمِيع مَا أرخ فِيهِ مسموعاته فِيمَا بعد الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَقد بيض فِيهِ غَالب تراجمه ومعظم وفيات شُيُوخه

1557 -

حسن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي البركات بن أبي الفوارس الأربلي بدر الدّين ابْن السديد ولد فِي ربيع الآخر سنة 58 بِدِمَشْق واسمع عَليّ ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي عمر وَابْن أَخِيه ابراهيم وَالْفَخْر عَليّ وَغَيرهم وَحدث وَهُوَ ابْن خَال القَاضِي نجم الدّين ابْن شمس الدّين ابْن أبي عمر من مسموعه من الإِمَام أبي الْفرج ابْن أبي عمر الثَّالِث من مشيخته وَمِنْه وَمن الْفَخر الثَّالِث من الطَّهَارَة لِابْنِ أبي دَاوُد وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَابْن سيد النَّاس وَابْن رَافع وَقد حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا المصريين مِنْهُم إِسْمَاعِيل بن ابراهيم الْحَاكِم وَمَات فِي سنة

ص: 145

1558 -

حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن زهرَة الْحُسَيْنِي الْحلَبِي بدر الدّين نقيب الْأَشْرَاف بحلب وناظر المرستان بهَا قتل غيلَة فِي الْمحرم سنة 732 وَتقدم ذكر حفيده شمس الدّين قَرِيبا

1559 -

حسن بن مُحَمَّد بن عمار بن متوج بن حريز الْحَارِثِيّ أَبُو مُحَمَّد قَاضِي الزبداني حفيد قَاضِي الكرك ولد سنة 644 كَذَا كتبه بِخَطِّهِ قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه ولد فِي صفر سنة 45 وَقَالَ فِي تَارِيخه سنة 48 وَفِي مُعْجم ابْن رَافع وَرَأَيْت بِخَطِّهِ سنة 44 وَقَالَ قبله ولد فِي صفر سنة 45 قَالَ وَقد حج قَاضِيا على الركب الشَّامي مرّة وَكَانَ خيرا حسن الْأَخْلَاق متواضعاً ولي قَضَاء الزبداني مُدَّة طَوِيلَة وأضيف إِلَيْهِ كرك نوح وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 725 وَهُوَ وَالِد الْمُفْتِي جمال الدّين ابْن قَاضِي الزبداني الدِّمَشْقِي الَّذِي عمر إِلَى أَن مَاتَ سنة 776

1560 -

حسن بن مُحَمَّد بن قلاون الصَّالِحِي الْملك النَّاصِر ابْن النَّاصِر ابْن الْمَنْصُور ولد سنة 735 وَتسَمى أَولا قماري فَلَمَّا أَجْلِس على التخت قَالَ للنائب أرقطاى يَا أبي أَنا مَا اسْمِي قمارى وَإِنَّمَا اسْمِي حسن فَقَالَ عَليّ خيرة الله وَاسْتقر اسْمه حسنا وَولي السلطنة بعد أَخِيه المظفر

ص: 146

فِي رَابِع عشر شهر رَمَضَان سنة 748 وناب عَنهُ بيبغاروس ووزر لَهُ منجك ودبر المملكة شيخو وَقبض على حَاشِيَة المظفر وَأَسْلمُوا لشاد الدَّوَاوِين لتخليص الْأَمْوَال فوجدوا جَوَاهِر قيمتهَا مائَة ألف دِينَار وَمن الزركش والقماش مَا يُقَارب ذَلِك وَمِمَّنْ صودر كيدة حظية المظفر وَفرقت الْجَوَارِي اللَّاتِي كَانَ المظفر اقتناهن فزوجت المعتوقة وتوزع الْأُمَرَاء الْبَوَاقِي وَقطعت رواتبهن فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت رَابِع عشرى شَوَّال سنة 751 قَالَ النَّاصِر لأهل المملكة إِن كنت سُلْطَانا فأمسكوا هَذَا وَأَشَارَ إِلَى الْوَزير فَأمْسك وَأرْسل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ قبض عَليّ شيخو وَكَانَ قد تحكم فِي النَّاصِر بِحَيْثُ أَنه طلب مِنْهُ لبَعض مماليكه ثَلَاثمِائَة دِرْهَم فَلم يرسلها لَهُ فَبلغ ذَلِك النَّائِب وَهُوَ بيبغاروس فَأرْسل إِلَيْهِ ثَلَاثَة آلَاف فشق ذَلِك على شيخو وهجر النَّائِب مُدَّة ثمَّ اصطلحا وَبلغ السُّلْطَان ذَلِك فخنق ودبر عَليّ شيخو حَتَّى أمْسكهُ وأرسله إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة بعد أَن ثَبت عِنْد الْقُضَاة أَنه بلغ وَشهد جمَاعَة برشده فَحكم بِهِ ثمَّ قبض عَليّ النَّائِب وَكَانَ ذَلِك بتدبير مغلطاي وأفرط بعد ذَلِك فِي امساك الْأُمَرَاء إِلَى أَن استبد بتدبير مَمْلَكَته فَرَكبُوا فِي فِي سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة

ص: 147

سنة 752 وَاتفقَ خلع النَّاصِر فِي ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 752 وَقرر أَخُوهُ الصَّالح صَالح وأعيد النَّاصِر فِي شَوَّال سنة 755 فاستقر طاز نَائِب حلب واستقل شيخو بِالتَّدْبِيرِ وصرغتمش ثمَّ مَاتَ شيخو بعد قَلِيل وَأمْسك طاز وَإِخْوَته واستبد صرغتمش ثمَّ أمسك صرغتمش فِي رَمَضَان سنة 759 واستبد النَّاصِر بالمملكة وصفت لَهُ الدُّنْيَا وَلم يُشَارِكهُ أحد فِي التَّدْبِير فَبَالغ فِي أَسبَاب الطمع واستحوذ على أَمْلَاك بَيت المَال وَأكْثر من سفك الدِّمَاء وَشرع فِي عمَارَة الْمدرسَة الْمَشْهُورَة بالرميلة وشهرتها فِي مَكَانهَا تغني عَن وصفهَا وَلَيْسَ لَهَا فِي عظم الْبناء بالديار المصرية نَظِير وَمَات وَلم تكمل وَكَانَ مَكَانهَا بَيت يلبغا اليحياوي عمره لَهُ أَبوهُ النَّاصِر مُحَمَّد فَأَخذه هُوَ وَعمر الْمدرسَة الْمَذْكُورَة مَكَانَهُ وَلم يكن فِي زَمَانه من النواب من يُقيم اكثر من سنة وَكَذَلِكَ الْأُمَرَاء الْكِبَار لَا يُقِيمُونَ على اقطاعاتهم أَكثر من سنة فَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن خلع ثمَّ قتل وَذَلِكَ أَنه هم بمسك يلبغا فاستعد لَهُ يلبغا فَالْتَقَيَا فَانْهَزَمَ السُّلْطَان بعد أَن قتل جمَاعَة ولجأ إِلَى القلعة ثمَّ هرب عَليّ هجين إِلَى جِهَة الكرك فَأمْسك وأحضر إِلَى بَيت يلبغا فأعدمه وَذَلِكَ فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة 762 وَقرر يلبغا

ص: 148

الخاصكي مَكَانَهُ ابْن أَخِيه الْمَنْصُور مُحَمَّد بن المظفر حاجي وَهُوَ مراهق اَوْ قبل الْبلُوغ وَكَانَ النَّاصِر حسن مفرطاً فِي الذكاء ضابطاً لما يحصل لَهُ وَلما خلع وسجن اشْتغل بِالْعلمِ كثيرا حَتَّى نسخ دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي بِخَطِّهِ

1561 -

حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مفرج ابْن عَمْرو بن عبد الله بن عقيل بن يحيى بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن الْحسن ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْوَلِيد بن الْقَاسِم بن الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن بن ابان ابْن عُثْمَان كَذَا رَأَيْت هَذَا النّسَب بِخَط ابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد قَاضِي صفد الشَّيْخ نجم الدّين الإصفوني العثماني ولد فِي الكرك سنة 658 وتفقه بِمصْر وَالشَّام ثمَّ اسْتَقر بصفد وشغل النَّاس وَتخرج بِهِ فضلاء وَمَات سنة 723 ذكره ابْن أَخِيه قَاضِي صفد فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء وَزعم أَنه تخرج بِهِ فَخر الدّين ابْن الْمصْرِيّ وبهاء الدّين ابْن إِمَام المشهد وَغَيرهمَا وَذكره القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر فوصفه بالديانة والعفة وَالْأَمَانَة وإدمان النّظر فِي علم الْحِكْمَة والإشتغال بِكَلَام الفارابي وَابْن سينا ثمَّ سكن دمشق وَدخل ديوَان الْإِنْشَاء وَوَقع عَن كراي نَائِب الشَّام فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ رَجَعَ إِلَى صفد فَكتب بهَا الْإِنْشَاء ثمَّ ولي الخطابة وَاسْتمرّ قَالَ وَله شعر مَوْزُون خَال

ص: 149

من معنى مخزون وَذكره الصّلاح الصَّفَدِي فِي أَعْيَان الْعَصْر فَقَالَ

1562 -

حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مرهف بن شَدَّاد الْقرشِي السخاوي أَبُو مُحَمَّد شمس الدّين ابْن القماح ولد فِي ربيع الآخر سنة 666 وَأخذ عَن زين الدّين ابْن الرعاد وَكَانَ يذكر أَنه عرض عَلَيْهِ المقامات وديوان المتبني وَأَنه سمع عَليّ الصفي المراغي وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ فَقِيها أديباً كريم النَّفس حسن الْخلق خيرا وَولي قَضَاء بَلَده سخا نَحْو ثَلَاثِينَ سنة ورثاه أَحْمد بن سعود السنهوري بقصيدة ميمية سَمعهَا مِنْهُ ابْن رَافع أَولهَا

(مصاب رزؤه عَم الأناما

وحزن يمْنَع اللسن الكلاما)

(وخطب نبهته يَد المنايا

فأيقظ كل باكية زماما)

1563 -

حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد الْقَادِر ابْن أبي صَالح الجيلي بدر الدّين سمع من وَالِده

ص: 150

شمس الدّين الملقب بشرسيق وَدخل بَغْدَاد وَقدم دمشق فحج سنة 741 قَالَ ابْن رَافع أجَاز لي وَكَانَ مهيباً وقوراً حسن الْخلق والخلق كريم النَّفس جميل الْهَيْئَة

1564 -

حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ حسام الدّين الْبَغْدَادِيّ الغوري الأَصْل الْحَنَفِيّ ولد بِبَغْدَاد وَتَوَلَّى الْحِسْبَة بهَا ثمَّ الْقَضَاء قدم صُحْبَة وَزِير بَغْدَاد نجم الدّين مَحْمُود بن عَليّ بن سروين فِي صفر سنة 38 لما وَقعت الْفِتْنَة بِبَغْدَاد فاستقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة عوضا عَن برهَان الدّين ابراهيم بن عَليّ بن عبد الْحق فِي ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة فَسَار سيرة غير مرضية واشتهر بالبذاءة بِلِسَانِهِ حَتَّى كتب بِخَطِّهِ إِلَى نَاظر الدولة ورقة يُنكر عَلَيْهِ صرف معلومه فأفحش فِيهَا القَوْل جدا ثمَّ لما حضر مَعَ رفقته الموكب السلطاني بدار الْعدْل ذكر عَن الْكتاب قبائح بِاللَّفْظِ الصَّرِيح فَغَضب السُّلْطَان من ذَلِك وعاتب وَزِير بَغْدَاد لكَونه كَانَ رَفِيقه فَبَالغ الْوَزير بعد ذَلِك فِي تعنيفه وعرفه تغير السُّلْطَان عَلَيْهِ فأقصر بعض الشَّيْء وَكَانَ ذَلِك فِي ولَايَة الْمَنْصُور أبي بكر ثمَّ فِي ولَايَة النَّاصِر أَحْمد فِي سنة 42 حضر إِلَيْهِ وَهُوَ مَعَ رفقته بالجامع جمَاعَة من زفورية المطبخ فأقاموه من بَينهم ومزقوا ثِيَابه وخرقوا عمَامَته وتناولوه بنعالهم يضربونه حَتَّى أدْركهُ بعض الْأُمَرَاء وَهُوَ يستغيث

ص: 151

فَقبض على بعض الْعَامَّة وَحمل الغوري إِلَى بَيته بالصالحية فاقتحم عَلَيْهِ الْعَوام منزله فنهبوا كل شَيْء فِيهِ وَكَانَ يَوْمًا شنيعاً وشرعوا فِي كِتَابَة محْضر بِمَا كَانَ يعتمده ليثبتوا فِيهَا فسقه وَكَانَ يجترىء على رفقته ويستطيل بِكَلَامِهِ مَعَ السُّلْطَان بالتركي ويبالغ فِي الغض من رفقته وَكَانَ إِذا تحاكم إِلَيْهِ رجل وَامْرَأَته نصر الْمَرْأَة وَتكلم بِمَا لَا يَلِيق حَتَّى قَالَ لامْرَأَة اكشفي وَجهك فَكشفت وَجههَا فَقَالَ لأَبِيهَا يَا مدمغ مثل هَذِه تزَوجهَا بِهَذَا الْمهْر وَالله أَن مبيتها لَيْلَة يسوى أَكثر من ذَلِك وَكَانَ يكثر من السخف وَكَانَ عَظِيم العي قَلِيل الْمعرفَة كثير الجرأة يُعَاقب بِالضَّرْبِ الشَّديد ويبالغ فِي ذَلِك فَلَمَّا تكاملت المحاضر أَرَادوا قَتله فتعصب لَهُ طشتمر حمص أَخْضَر إِلَى أَن أخرج من الديار المصرية وَاسْتقر فِي الْقَضَاء بعده زين الدّين عمر بن عبد الرَّحْمَن البسطامي قَالَ ابْن رَافع أَخْبرنِي أَنه سمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَمُحَمّد بن عبد المحسن الدواليبي قَالَ وَلما خرج من مصر سكن دمشق مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى بَغْدَاد وَولي بهَا تدريس مشْهد أبي حنيفَة

1565 -

حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فتيَان الدِّمَشْقِي تَقِيّ الدّين ولي ديوَان الْإِنْشَاء

ص: 152

بطرابلس ثمَّ كِتَابَة السِّرّ بهَا أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وأرخ وَفَاته فِي سنة 770

1566 -

حسن بن مُحَمَّد بن هبة الله الأصفوني شرف الدّين الْمَعْرُوف بقطنبة بِضَم الْقَاف والطاء الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون بعْدهَا مُوَحدَة وَكَانَ شَاعِرًا مَاجِنًا كثير الهجاء ظريف الحكايات وَكَانَت بَينه وَبَين نبيه الدّين عبد الْمُنعم محاورات ومراجعات حَتَّى كَانَ أهل عصرهما يشبهونهما بالجزار والوراق وَمن نوادره أَنه صلى الْعِيد الْأَكْبَر فَذكر الْخَطِيب قصَّة الذَّبِيح فَاشْتَدَّ بكاء شخص بِجَانِب قطنبة وَعلا نحيبه فَقَالَ لَهُ إِلَى مَتى تبْكي أما سمعته فِي الْعَام الْمَاضِي يَقُول أَنه سلم وَمن نظمه فِي وَاقعَة جرت لَهُ

(سبت فؤاد الْمَعْنى من تثنيها

فتانة كل حسن مجمع فِيهَا)

(أنسية مثل شمس الْأُفق قد برعت

وحشية فِي نفور خوف واشيها) وَهِي طَوِيلَة وَكَانَ وَقع بَينه وَبَين نجم الدّين ابْن يحيى الأرمنتي فَعمل فِيهِ قصيدة جَاءَ مِنْهَا

(يَا الهي أرحتها مِنْهُ فِي الحكم

أرحها من ابْنه فِي الخطابة)

ص: 153

فَبلغ ذَلِك ابْن يحيى فَجهز إِلَيْهِ من يقْتله فحذره الْحَضَر لذَلِك فَخرج وَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَذَلِكَ فِي سنة

وَعشْرين وَسَبْعمائة

1567 -

حسن بن مُحَمَّد البشتاكي بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ مفتي دَار الْعدْل بحلب ذكره ابْن حبيب وَقَالَ أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ تحول إِلَى حلب وباشر وَظِيفَة الْإِفْتَاء والتدريس وَمَات سنة 772

1568 -

حسن بن مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ الأَصْل ثمَّ الصَّفَدِي نجم الدّين الْخَطِيب كَانَ أَبوهُ خطيب قلعة صفد وَدخل نجم الدّين هَذَا ديوَان الْإِنْشَاء وَوَقع عَن نواب صفد وناب عَن وَالِده فِي الخطابة ثمَّ حصل لَهُ نكد فِي زمَان ابْن غَانِم فَتوجه إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا وَقدمه ابْن فضل الله وَولي خطابة جَامع جراح وَقدم كراي وَهُوَ نَائِب دمشق فقدمه على الْجَمِيع لما كَانَ يعرف من خَيره وَدينه فنصحه وَالْتزم الْعِفَّة حَتَّى ذكر أَنه رد مرّة مِائَتي دِينَار فِي قَضِيَّة مَعَ شدَّة حَاجته إِلَى بَعْضهَا حَتَّى أَنه رهن فِي تِلْكَ اللَّيْلَة طاسته على زَيْت الْقنْدِيل ثمَّ أُعِيد إِلَى صفد على توقيعه وخطابته فعانده زين الدّين حلاوات وكتبت لَهُ عدَّة تواقيع وَهِي تبطل إِلَى أَن أشركوا بَينهمَا ثمَّ اخْتَار نجم الدّين الخطابة وَاسْتقر حلاوات فِي التوقيع فاستمر نجم الدّين يخْطب ويشغل النَّاس تَبَرعا وَكَانَ حسن التَّعْلِيم جدا شَدِيد الْعِنَايَة بتنزيل قَوَاعِد النَّحْو على قَوَاعِد الْمنطق مغرى بالمناقشة فِي

ص: 154

التعاريف والمؤاخذة وَالرَّدّ وَالْجَوَاب وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ فَخر الدّين الْمصْرِيّ وَكَانَ مفرط الْكَرم مَعَ قلَّة ذَات يَده وَكَانَ خطه مليحاً ونظمه سَرِيعا وَكَانَ لَا يخْطب بِغَيْر الْخطب النباتية وَله محبَّة فِي الْكتب أشعري العقيدة جيد الْمعرفَة بالفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ فِي التوقيع يتحَرَّى ويتحرز فِيمَا يَكْتُبهُ وَلَا يكْتب إِلَّا مَا هُوَ سَائِغ شرعا وَمن عنوان شعره

(يَوْم الْوَدَاع بَدَت شَوَاهِد لوعتي

نَار الْخَلِيل تشب فِي الطوفان)

(واردت اعتنق الحبيب فَخفت أَن

يَغْشَاهُ ثمَّ أَذَى لظى نيران) وَأنْشد لَهُ ابْن فضل الله من نظمه

(وَإِذا مَرَرْت على أثيلات الْحمى

وبدت محَاسِن غيده وظبائه)

(فحذار ثمَّ حذار من حدق ألمها

فَهِيَ الَّتِي رمت الْفُؤَاد بدائه) قلت شعر مُكَلّف مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 723

1569 -

حسن بن مَحْمُود بن عبد الْكَبِير الْعَدنِي ذكره الشهَاب ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَقَالَ ذكر عمر بن الشهَاب أَنه مَاتَ سنة 702

ص: 155

قَالَ وأنشدنا من شعره

(برق تألق من تِلْقَاء كاظمة

مَا باله خطف الْأَبْصَار فِي أضم)

(قد خطّ مِنْهُ على ظلمائه خططا

كأنهن ولوع الْبيض فِي اللمم)

1570 -

حسن بن مُسلم المسلمي الْمصْرِيّ كَانَ رجلا صَالحا لَا يَأْكُل إِلَّا من كسب يَده يُسَافر إِلَى بِلَاد الْمغرب فيجاهد الفرنج وَكَانَت لَهُ كرامات مِنْهَا أَنه رَبِّي أسدا إِلَى أَن تأنس بِالنَّاسِ فَكَانَ يكون بَين الْفُقَرَاء بِغَيْر سلسلة وَلَا يُؤْذِي أحدا من النَّاس وَأقَام الشَّيْخ حسن بِجَامِع الفيلة بالرصد مُدَّة بعد أَن كَانَ مَهْجُورًا لَا يَأْمَن أحد على نَفسه من الْإِقَامَة فِيهِ فَلَمَّا أَقَامَ فِيهِ الشَّيْخ حسن عمر فَاجْتمع إِلَيْهِ الْفُقَرَاء المسلمية وَلم يزل الشَّيْخ بِهِ إِلَى أَن مَاتَ سنة 764 قلت وقبر وَالِده بالقرافة يزار وتنسب إِلَيْهِ كرامات

1571 -

حسن بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن شواق الأسنائي جلال الدّين ولد سنة 632 وَنَشَأ رَئِيسا فَاضلا كَامِلا وَكَانَ بَنو السديد بأسنا يحسدونه فدسوا عَلَيْهِ من رَمَاه بالتشيع فَحَضَرَ بعض الْكَشَّاف فَجَاءَهُ شخص يُقَال لَهُ عِيسَى بن اسحاق فَأقر بِالشَّهَادَتَيْنِ وَأظْهر التَّوْبَة من الرَّفْض فَسئلَ من شَيْخه فِي ذَلِك فَقَالَ ابْن شواق فصادره الكاشف وأهانه فَقدم الْقَاهِرَة فَأكْرم وَعرض عَلَيْهِ أَن يكون شَاهد حسام الدّين لاجين

ص: 156

وَذَلِكَ قبل السلطنة فَامْتنعَ قَالَ الْكَمَال جَعْفَر ذكر لي حَاتِم بن النفيس أَنه خَاضَ مَعَه فِي التَّشَيُّع فتبرأ من ذَلِك وَحلف أَنه يحب الشَّيْخَيْنِ ويترضى عَنْهُم إِلَّا أَنه يقدم عليا وَمن شعره

(كَيفَ لَا يحلو غرامي وافتضاحي

وَأَنا بَين غبوق واصطباح)

(مَعَ رَشِيق الْقد معسول اللمى

اسمر فاق على سمر الرماح)

(نصب الهجر على تَمْيِيزه

وابتدا بالصد جدا فِي مزاح)

(يَا أهيل الْحَيّ من نجد عَسى

تجبروا قلب أَسِير من جراح)

(كم خفضتم قدر صب جازم

مَا لَهُ نَحْو حماكم من براح) وَهِي طَوِيلَة مَاتَ سنة 706

1572 -

حسن بن نَبهَان بن عَليّ بن هبة الله بن عبد الله بن كَامِل بن نَبهَان التنوخي أَبُو عَليّ الْكَاتِب شرف الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 646 بالكرك وتعاني صناعَة الْكِتَابَة وَولي عدَّة جِهَات وَسمع جَامع التِّرْمِذِيّ من إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر والرشيد بن أبي بكر العامري وَذكره البرزالي فِي

ص: 157

مُعْجَمه فَقَالَ من شُيُوخ الْكتاب المتصرفين مَعْرُوف بالأمانة وَكَانَ يشْهد على الْقُضَاة وَفِيه ديانَة وصيانة وَكَانَ جد أَبِيه قَاضِي مصر من قبل الفاطميين

1573 -

حسن بن نصر بن حُسَيْن بن جِبْرِيل بدر الدّين ابْن نبيه الدّين الأسعردي محتسب الْقَاهِرَة الْأنْصَارِيّ ترقي فِي الخدم إِلَى أَن ولي الْحِسْبَة وَنظر الدَّوَاوِين عوضا عَن الضياء النشائي لما استوزره وَمَات فِي أول جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 أرخه البرزالي وَقيل سنة عشر

1574 -

حسن بن هبة الله بن عبد السَّيِّد الأدفوي شمس الدّين سمع من أبي الْفَتْح الدشناوي وَأقَام بأسنا وبقوص وَقدم الْقَاهِرَة وَحضر الدُّرُوس وَكَانَ يدْرِي الموسيقى وَكَانَ لطيفاً فِي حركاته محبباً إِلَى أَصْحَابه وَفِي آخر عمره انتصب للإشتغال بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة وَمَات على ذَلِك وَمن نظمه فِي شخص انصبت على ثِيَابه قنينة حبر

(جَاءَ الْبَهَاء إِلَى الْعُلُوم مبادراً

مَعَ مَا حوى من أجره وثوابه)

(ملئت صحائفه بَيَاضًا ساطعاً

غَار السوَاد يشق فِي أثوابه)

ص: 158

مَاتَ بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة

1575 -

حسن بن هندو الْحَاكِم بِمَدِينَة سنجار والموصل وَكَانَ يُكَاتب الْمُسلمين ويترامى عَلَيْهِم وَيظْهر الْمَوَدَّة والمحبة وَلكنه كَانَ يأوي محمة التركماني الَّذِي يقطع الطرقات على الْمُسلمين وَقَتله صَاحب ماردين فِي أَوَاخِر سنة 754

1576 -

الْحسن بن يحيى بن عبد الْخَالِق بن عَامر الإسكندري أَبُو عَليّ شرف الدّين الغزولي سمع من عبد الله بن أَحْمد بن فَارس مجلسي أَبيض عَن النَّسَائِيّ ذكره الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي

1577 -

الْحسن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أبي السّري الدجيلي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ سراج الدّين أَبُو عبد الله ولد سنة 664 وَحفظ الْقُرْآن فِي صباه وَيُقَال أَنه حفظ الْبَقَرَة فِي يَوْمَيْنِ وَسمع من إِسْمَاعِيل ابْن الطبال ومسند الدّين الْحَرَّانِي وَابْن الدواليبي وَغَيرهم وَسمع بِدِمَشْق من الْمزي وَغَيره

ص: 159

وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال الْبَزَّاز وَعبد الحميد بن الزّجاج وَجَمَاعَة وَحفظ كتبا مِنْهَا الْمقنع والشاطبية والألفية والمقامات والدريدية وعروض ابْن الْحَاجِب وعني بالأصلين والعربية وَالْأَدب وتفقه عَليّ الزريراتي وَكَانَ يسْلك طَرِيق الزّهْد وَالْعِبَادَة ثمَّ فتح عَلَيْهِ وتمول وَهُوَ مَعَ ذَلِك يداوم الأوراد وَله كتاب الْوَجِيز فِي الْفِقْه وَأثْنى عَلَيْهِ شَيْخه الزريراتي وتنبيه الغافلين ونزهة الناظرين وقصيدة فِي الْفَرَائِض وَكَانَ خيرا فَاضلا دمث الْأَخْلَاق كثير الذّكر حسن الشكل اشْتغل عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم جمال الدّين يُوسُف السرمري والشرف قَاضِي حرف وَحدث وَمَات فِي ربيع الأول سنة 732 ذكره ابْن رَجَب فِي الطَّبَقَات

1578 -

الْحسن بن يُوسُف بن مطهر الْحلِيّ جمال الدّين الشهير بِابْن المطهر الْأَسدي يَأْتِي فِي الْحُسَيْن

1579 -

الْحسن الجوالقي قدم الْقَاهِرَة وَبنى الزاوية للقلندرية ظَاهر

ص: 160

الْقَاهِرَة وَتقدم فِي دولة كتبغا وَكَانَ ظريفاً لطيفاً حسن الْأَخْلَاق وَكَانَ مقدما عِنْد الدولة وجيهاً عِنْد الْأُمَرَاء مَقْبُول القَوْل ونفع خلقا كثيرا بجاهه وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء والفضلاء أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ وَترك حلق لحيته قبل مَوته بِمدَّة وتزيا بزِي الصُّوفِيَّة ثمَّ دخل دمشق فَمَرض بعلة الإستسقاء وَمَات فِي نصف جُمَادَى الأولى سنة 722 وَمن أناشيده

(سَلام على ربع بِهِ نعم البال

وعيش مضى مَا فِيهِ قيل وَلَا قَالَ)

(لقد كَانَ طيب الْعَيْش فِيهِ مُجَردا

من الْهم وَالْقَوْم اللوائم غفال)

(فَلَا عَيْش إِلَّا والشبيبة غضة

وَلَا وصل إِلَّا والمحبون أَطْفَال)

1580 -

الْحُسَيْن بن أَسد بن مبارك بن الْأَثِير عبد الْملك بن عبد الله الْأنْصَارِيّ الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين الْوَاعِظ سمع من الزكي الْمُنْذِرِيّ وسبط

ص: 161

ابْن الْجَوْزِيّ فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه بِالسَّمَاعِ وَسمع أَيْضا من النجيب مشيخته الصُّغْرَى تَخْرِيج الشريف وَمن أبي فضل الْبكْرِيّ المسلسل وَغير ذَلِك وَمن عبد المحسن بن عبد الْعَزِيز المَخْزُومِي الأول وَالثَّانِي من السّنَن للشَّافِعِيّ رِوَايَة الْمُزنِيّ وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم وَعبد الْغَنِيّ ابْن سُلَيْمَان بن بَنِينَ وَمُحَمّد بن أَنْجَب النِّعَال وَمُحَمّد بن عبد الدَّائِم بن حمدَان وَعبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن فَارس وَغَيرهم وَكَانَ صَالحا حسن الشكل حسن المذاكرة فَاضلا حسن الْخلق والخلق جميل الْهَيْئَة وَهُوَ آخر من حدث عَن الزكي الْمُنْذِرِيّ بِالسَّمَاعِ قَالَ ابْن رَافع سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي أول يَوْم من رَمَضَان سنة 51 وَمن خطّ غَيره ولد سنة 49 وَكَانَ ينْسب لصَاحب جَامع الْأُصُول وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 735 عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة وَأَجَازَ لجَماعَة من شُيُوخنَا

1581 -

الْحُسَيْن بن أبي بكر بن جندربك شرف الدّين الرُّومِي كَانَ أَبوهُ أَمِير جندار صَاحب الرّوم وَقدم فِي أَيَّام الظَّاهِر بيبرس سنة 75 وَمَعَهُ ابْنه حُسَيْن فخدم لاجين وَكَانَ رَأس مدرج طلبة وَهُوَ نَائِب الشَّام

ص: 162

وَكَانَ يؤثره ويقربه وَهُوَ شَاب لشهامته وشجاعته ومحبته فِي أَخِيه فظفر الدّين وَكَانَ رُبمَا تنادم مَعَهُمَا خلْوَة فَلَمَّا تسلطن لاجين طلبه إِلَى مصر وَأمره عشرَة ثمَّ حضر مَعَ الأفرم دمشق واختص بِهِ وَأمره لاجين طبلخاناة فَلَمَّا خرج النَّاصِر من الكرك لحق بِهِ بعد أَن فر الأفرم إِلَى بِلَاد التتار وتقرب إِلَيْهِ إِلَى أَن صَار من الْخَواص وَكَانَ محظوظاً فِي الصَّيْد فتقرب من النَّاصِر بذلك فَأعْطَاهُ تقدمة ألف وَلم يزل إِلَى أَن أعطَاهُ تقدمة وَاسْتقر أَمِير شكار وَلما حج النَّاصِر سنة عشْرين سَافر مَعَه وتخلف عَنهُ بِدِمَشْق لِأَنَّهُ وَقع فَانْكَسَرت رجله فَأَقَامَ بِدِمَشْق فَلَمَّا عَاد النَّاصِر عَاد مَعَه إِلَى مصر وَكَانَ ينتمي إِلَى طغاي الْكَبِير وَحل من قلبه الْمحل الْأَقْصَى فتواترت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض فَأمره النَّاصِر بِالْعودِ إِلَى الشَّام فاستمر عِنْد تنكز فِي الْمحل الْأَعْلَى إِلَى أَن وَقع بَينهمَا وتخاصما فِي سوق الْخَيل وتحاكما فِي دَار السَّعَادَة ثمَّ اصطلحا وحنق تنكز مِنْهُ فكاتب فِيهِ النَّاصِر فتعصب قطلوبغا الفخري لأمير حُسَيْن فَلم يُؤثر فِيهِ كتاب تنكز إِلَّا أَن النَّاصِر أمره أَن يُقيم بصفد وإقطاعه بِالشَّام على حَاله وَكتب إِلَى نَائِب صفد بِأَن شرف الدّين طرخان لَا يلْزم يَخْدمه بل على مَا يُرِيد فَأَقَامَ بهَا سنتَيْن وَنصفا ثمَّ سير تنكز إِلَيْهِ وَهُوَ بالثغور ليلتقيه بِالْقصرِ

ص: 163

فاصطلحا هُنَاكَ فَلَمَّا دخل تنكز إِلَى مصر سَأَلَ النَّاصِر أَن يَأْذَن لشرف الدّين فِي الْعود إِلَى دمشق فَمَا وَافق وَطَلَبه إِلَى مصر فَخلع عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ إقطاع أصلم السلحدار فَلم يزل عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ الَّذِي بنى القنطرة على الخليج وَإِلَى جَانبهَا الْجَامِع فِي حكر جَوْهَر النوي وَلما انْتَهَت عِمَارَته أحضروا لَهُ الْحساب فَقَالَ أَن كنتما خنتما فِيهِ فعليكما وَأَن وفيتما فلكما وَرمى بِالْحِسَابِ فِي الخليج وَكَانَ خَفِيف الرّوح دَائِم الْبشر لطيف الْعبارَة كثير النادرة حُلْو المداخلة وَفِي عِبَارَته عجمة لكنه حُلْو النادرة جدا حَتَّى قَالَ ابْن سيد النَّاس أَنا لنحكي مَا يَقُول هُوَ فَلَا نجد حلاوة كَلَامه لأحد وَكَانَ ظريفاً فِي حركاته وشمائله كثير الْخَيْر وَالصَّدَََقَة شحيح الْبَذْل من يَده جدا لَكِن من حَيْثُ لَا يرى ذَلِك وَكَانَ يجلس رَأس الميمنة ثمَّ جلس رَأس الميسرة لما حضر تمرتاش وَكَانَ النَّاصِر يُحِبهُ ويؤثره وَيُعْجِبهُ كَلَامه وأقطعه طبلخاناة جعلهَا فِي تصرفه ينعم بهَا على من شَاءَ من أَقَاربه فَكَانَ ينْتَقل مِنْهُم بِحَسب اخْتِيَاره

ص: 164

وَكَانَ سليم النِّيَّة قَرَأت فِي السِّيرَة الناصرية لليوسفي أَنه لما عمر الْجَامِع والقنطرة أَرَادَ أَن يفتح فِي الصُّور بَابا ينفذ للزربية وَمَا حولهَا فَمَنعه وَالِي الْبَلَد إِلَّا بِأَن يشاور السُّلْطَان فشاوره فَأذن لَهُ فَعمل بَابا كَبِيرا وَضرب عَلَيْهِ رنكه وانتفع النَّاس بذلك وَذَلِكَ فِي سنة 20 فاتفق أَنه تفاوض مَعَ الْوَالِي فَعَاتَبَهُ على مَنعه وَبَالغ حَتَّى قَالَ قد فَتحته على رغم أَنْفك فحنق الْوَالِي وَعرف السُّلْطَان أَن فِي الَّذِي فعله إقداماً على مَا يتَعَلَّق بالسلطنة فحنق مِنْهُ وَأمر بِإِخْرَاجِهِ إِلَى الشَّام وَمَات فِي سَابِع الْمحرم سنة 729

1582 -

الْحُسَيْن بن أبي بكر بن حُسَيْن بن ثَابت بن مَنْصُور بن علوي البابي ثمَّ الْحلَبِي ثمَّ الصَّالِحِي النساج ولد سنة 656 وَسمع من الشّرف ابْن النابلسي سنة 67 وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي رَجَب سنة 725

1583 -

الْحُسَيْن بن أبي بكر الفارقاني تقدم فِي حسن

1584 -

الْحُسَيْن بن بدران بن دَاوُد البابصري الْبَغْدَادِيّ صفي الدّين أَبُو عبد الله ولد يَوْم عَرَفَة سنة 712 وَسمع مُتَأَخِّرًا وعني بِالْحَدِيثِ

ص: 165

وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وتفقه وبرع فِي الْعَرَبيَّة ونظم الشّعْر وصنف مُخْتَصرا فِي عُلُوم الحَدِيث وَاخْتصرَ الْإِكْمَال قَالَ ابْن رَجَب قَرَأت عَلَيْهِ بعضه وَسمعت بقرَاءَته صَحِيح البُخَارِيّ على الْجمال مُسَافر بن ابراهيم الخالدي بِسَمَاعِهِ من الرشيد بن أبي الْقَاسِم قَالَ وَولي الإفادة بدار الحَدِيث المستنصرية فأقرأ بهَا عُلُوم الحَدِيث وَكَانَ بارعاً فِي الْأَدَب مشاركاً فِي الحَدِيث والتاريخ مَعَ الصيانة والديانة مَاتَ فِي سَابِع عشرى شهر رَمَضَان سنة 749 مطعوناً

1585 -

الْحُسَيْن بن الْحُسَيْن بن يحيى أَبُو مُحَمَّد بن أبي عَليّ الأرمنتي القَاضِي تقدم لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة قطنبة وَكَانَ ولي قَضَاء أرمنت وَصرف عَنْهَا وَكَانَ رَئِيسا متمولاً وَله شعر

(غَلطت لعمري يَا أخي وأنني

لفي سكرة مِمَّا جناه لي الْغَلَط)

(حططت بقدري إِذْ رفعت أخسة

وَمن رفع الْإِسْقَاط حق بِأَن يحط) وَله فِي هَذِه الْمَادَّة

(أَقْسَمت لَا عدت لشكر امْرِئ

يَوْمًا وَلَا أخلصت فِي ودي)

ص: 166

(من قبل أَن تبدو أَفعاله

فِي حالتي قربي أَو بعدِي)

(وكل من جرعني سمه

فَهُوَ الَّذِي أطعمته شهدي) مَاتَ فِي سنة 728

1586 -

الْحُسَيْن بن الْخضر بن مُحَمَّد بن حجي بن كَرَامَة بن بجير بن عَليّ بن ابراهيم بن الْحُسَيْن بن اسحاق بن مُحَمَّد التنوخي الْمَعْرُوف بِابْن أَمِير الغرب يلقب نَاصِر الدّين وجده الْحُسَيْن بن إِسْحَاق ممدوح المتنبى وجده كَرَامَة ابْن بجير أقطعه نور الدّين الشَّهِيد الغرب فَعرف بَينهم من يَوْمئِذٍ بأمير الغرب وَهُوَ من جِهَة بيروت وَكَانَ قذى فِي عين صَاحب بيروت أَيَّام الفرنج وَكَانَ يروم حصره فِي حصنه فيتعذر عَلَيْهِ فَلَمَّا نَشأ أَوْلَاده أَحبُّوا الصَّيْد فراسلهم وَاجْتمعَ بهم وَأكْرمهمْ وَلم يزل يستدرجهم إِلَى أَن أخرج ابْنه مَعَهم وَهُوَ شَاب ثمَّ قَالَ لَهُم قد عزمت على زواجه وأدعو لَهُ مُلُوك السَّاحِل فأحضروا ذَلِك فَتوجه الثَّلَاثَة الْكِبَار وخلفوا أَخَاهُم الْأَصْغَر فِي الْحصن فتلقوهم بالشمع وَالْمَعَازِف فَلَمَّا كَانَ وَقت الْعَصْر غدر بهم وأمسكهم وَأمْسك غلمانهم وغرقوهم وَركب فِي العساكر إِلَى الْحصن ففتحوه وَخرجت الْعَجُوز وَمَعَهَا الأبن الصَّغِير وعمره سبع سِنِين وَهُوَ حجي جد وَالِد هَذَا فاستبقاه فَلَمَّا فتح صَلَاح الدّين صيدا

ص: 167