الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مقدمة الأمانة العامة]
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الأمانة العامة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فقد بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى والنور المبين، بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فدعا إلى كل خير وبر وفضيلة، وحذر من كل سوء وشر ورذيلة، فكان خير ناصح
لأمته شفيق عليها، حريص على دلالتها على طريق الفوز والهداية، وإبعادها عن طريق الخسران والغواية، فصلوات الله وسلامه عليه من ناصح أمين، حريص على الخير لأمته رؤوف بالمؤمنين رحيم. {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] (التوبة: 128) .
وقد بين الله عز وجل أنه لا سعادة للخلق ولا نجاح ولا فلاح في الدنيا والآخرة، إلا باتباع ما جاء به صلى الله عليه وسلم عن ربه، ولا طريق إلى الفوز بمرضاته والنجاة من سخطه وعذابه إلا بلزوم سنته صلى الله عليه وسلم واتباع هديه، قال تعالى:{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69](النساء: 69) .
وقال عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7](الحشر: 7) .
وقد كان من جملة ما أرشد صلى الله عليه وسلم أمته إليه، ورغبهم فيه ودلهم عليه: ذكر الله سبحانه ودعاؤه، الذي به سعادة المرء في دنياه وأخراه، وطمأنينة قلبه ونيل راحته ومبتغاه، وإرغام عدوه ورضا خالقه ومولاه. قال الله عز وجل:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45](الأنفال: 45) .
وقال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152](البقرة: 152) . وقال جل شأنه: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35](الأحزاب: 35) . وقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60](غافر: 60) .
وقال صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن أمر يتمسك به، قال:«لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله» . أخرجه
الترمذي (ح 3375) وحسنه، والحاكم (1 / 495) وصححه.
وقال صلى الله عليه وسلم: «سبق المفردون. قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله: كثيرا والذاكرات» [رواه مسلم ح 2676] .
وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» [أخرجه البخاري (ح 6044) ومسلم (ح 779) ] . وقال: «إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني» [رواه مسلم ح 2675] .
ولما كان ذكر الله ودعاؤه على هذه الدرجة من الأهمية، وله هذه المكانة والمنزلة المنيفة العلية، كان لزاما على كل عاقل من عباد الله المسلمين أن يجعل
له من هذه الأذكار النبوية حصنا حصينا، ويتخذ له منها زادا ليوم الدين، وأن يجعل لسانه رطبا بها في كل وقت وحين، اقتداء بسيد الخلق وإمام المتقين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى الأنبياء والرسل أجمعين.
ويأتي كتابنا هذا (الذكر والدعاء في ضوء الكتاب والسنة) مشتملا على جملة مباركة من الأذكار والأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليلبي حاجة كثير من المسلمين الراغبين في أن يكونوا من عباد الله الذاكرين، وذلك ضمن السلسلة العلمية الميسرة التي تتبنى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - إصدارها لعموم المسلمين، وسبق أن صدر منها: أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة
وقد حرص مؤلف الكتاب على الاختصار وعدم الإطالة مع الاقتصار على الضروري في باب الذكر والدعاء، مكتفيا من ذلك بالثابت الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن فيه الكفاية ولا حاجة لأذكار لم تثبت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه قوله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] ثم إنه صلى الله عليه وسلم بلغ الدين كاملا كما أمره ربه عز وجل: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67](المائدة: 67) ، مع الإشارة من المؤلف إلى بعض المعاني التي يشتمل عليها الحديث عند الحاجة إلى ذلك، كما حرص على ضبط الألفاظ بالشكل تسهيلا لقراءتها واحترازا من وقوع اللحن والخطأ فيها.
نسأل الله عز وجل أن يجزي مؤلفه وجامعه خير الجزاء، وأن ينفع به المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، كما نسأله سبحانه أن يوفق ولاة الأمر في هذه البلاد لما يحب ويرضى، وأن يجزيهم عن الإسلام وأهله خير الجزاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الأمانة العامة
لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف