الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبسبب فقدان المجلد الأول من رَدِّ ابن تيمية هذا لم يتضح لنا ما اسم الكتاب المردود عليه، ولا سبب تأليف ابن تيمية له، لكن غالبًا ما يكون اتهامه بخرق الإجماع، وتكثير أولاد الزنا، وما صاحَب ذلك من حملة سُلِّطت عليه= هي السبب الرئيس في الكتابة، ثم قد يكون ــ أيضًا ــ بإشارة من أحد محبِّيه أو طلابه، أو ابتداءً من الشيخ رحمه الله.
المبحث الرابع: تأريخ تأليفه:
هذا الرد ألَّفَهُ ابن تيمية رحمه الله في دمشق قطعًا، فإنَّ ابن رجب في الذيل
(1)
ذكر أنَّ ابن تيمية صنف أثناء مُقامِهِ بمصر أعيان مصنفاته، ولم يذكر منها ردَّه على السبكي في مسألة تعليق الطلاق، كما أنَّ الذاكرين لردِّه هذا يشيرون إلى اعتراض ورد عليه من مصر.
وقد أشار السبكي ــ كما تقدَّم ــ في رسالته التي أرسلها للنبي صلى الله عليه وسلم ــ إنْ صحَّت عنه ــ ما يَدُلُّ على أنَّه أَلَّف ردَّه على ابن تيمية بعد مغادرته مصر في رحلته الثانية إليها
(2)
.
ويؤكد ما تقدم: ما ذكره التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى
(3)
من أنَّ والده (تقي الدين) حَجَّ عام (716)، ثم قال: (وفي هذه المُدَّة رَدَّ على
(1)
(482 من الجامع).
(2)
حيث كانت الرحلة الأولى عام (700) واستمرت مدة قصيرة، والثانية استمرت من عام (704 - 712) ثم عاد إلى دمشق، وفي رحلته الأخيرة صنَّف مصنفاته التي ذكرها ابن رجب.
(3)
(10/ 167).
الشيخ أبي العباس ابن تيمية في مسألتي الطلاق والزيارة)
(1)
، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ الاعتراض كُتِبَ في عام (717) أو في أوائل السنة التي بعدها، وذلك لأنَّ السبكي كتب نقدًا على كتاب (الاجتماع والافتراق في مسائل الأيمان والطلاق) لابن تيمية، وقد أشار إلى أنه استوفى بعض المسائل في كتابه (التحقيق)، وكان فراغه من هذا النقد (بكرة نهار الأربعاء عشر شهر رمضان المعظَّم سنة ثمان عشرة وسبعمائة)
(2)
.
ومن المعلوم أنَّ ابن تيمية كانت وفاته عام (728)؛ فيتضح لنا ــ إذن ــ أنَّ هذا الرد كُتب ما بين سنة (717 ــ 728).
والناظر في سيرة شيخ الإسلام رحمه الله يرى أنَّ الكلام حول هذه المسألة اشتدَّ عام (718) وما بعدها حيث أشار القاضي شمس الدين الحنبلي على ابن تيمية بترك الإفتاء في مسألة الحلف بالطلاق، ثم حدثت بعد ذلك حوادث انتهت بالترسيم باعتقاله عام (720)
(3)
.
فبناءً على ما تقدَّم: يحتمل أنَّ هذا الرد أَلَّفَهُ أثناء مكوثه في السجن بدمشق عام (720)، حيث كَتَبَ كثيرًا من كُتُبِهِ ومؤلفاته وهو في الحبس
(4)
،
(1)
وهذا بعد رجوعه إلى دمشق؛ كما تقدم.
(2)
فتاوى السبكي (2/ 272).
(3)
انظر: العقود الدُّرِّيَّة (393 - 395)، وقد مكث في سجنه هذا خمسة أشهرٍ وثمانية وعشرين يومًا.
(4)
قال ابن عبد الهادي في مختصر طبقات علماء الحديث (ص 257 من الجامع): (مع أنَّ تصانيفَهُ كان يكتبها من حفظه، وكتبَ كثيرًا منها في الحبس، وليس عنده ما يَحتاج إليه ويُراجعه من الكتب).