الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجيب ذكرها في موضع بشكل مجمل وفي موضع آخر يقتضي الإطالة فيطيل البحث والتقرير لهذه المسألة.
3 ــ عدم الخروج عن الموضوع؛ فمع طول الكتاب إلا أنَّه لم يخرج عن صلب النقاش؛ فإنْ تحدَّث عن مسألة أصولية أو فرعية فلعلاقتها بالمسألة التي فيها النقاش، وليس هذا بغريب عليه فقد (وقعت مسألة فرعيةٌ في قسمةٍ جرى فيها اختلاف المفتين في العصر، فكتب فيها مجلَّدةً كبيرةً، وكذلك وقعت مسألةٌ في حدٍّ من الحدود، فكتب فيها مجلدةً كبيرةً ــ أيضًا -، ولم يَخرج في كلِّ واحدةٍ عن المسألة، ولا طوَّل بتخليط الكلام والدخول في شيء والخروج من شيء، وأتى في كلِّ واحدةٍ بما لم يكن يَجري في الأوهام والخواطر)
(1)
.
4 ــ الفصول التي عقدها ابن تيمية في آخر الرد تميَّزت بالقِصَر مقارنة بالفصول التي في أول الكتاب أو وسطه، وهذا عائدٌ في الجملة إلى أنَّ عامة المباحث تقدم ذكرها تفصيلًا.
المبحث السادس: وصف النسخة الخطية:
الكتاب ليس له إلا نسخة واحدة حسب اطلاعي، حُفِظَ أصلها في مكتبة (شستربيتي) برقم (013906 - 1)، وقد صورتها كثيرٌ من المكتبات
(2)
(1)
العقود الدُّرِّيَّة (ص 13 - 14).
(2)
ومن تلك المكتبات: مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهي محفوظة برقم (3232 - ف)، ومكتبة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية برقم (4013 - قص).
ــ كما يظهر هذا باستعراض فهارس المخطوطات العربية في الدول الإسلامية وغيرها ــ منسوبةً خطأً للسبكي
(1)
.
وهي نسخة جيدة مكتوبةٌ بخط نسخي واضح، تقع النسخة في (279) لوحة بترقيمي، في كل صفحة (25) سطرًا، في كلِّ سطر نحو عشر كلمات أو أكثر.
كُتِبَ في أعلى اللوحة الأولى بخطٍّ مغايرٍ لخط النسخة: (فقه)، وأسفل منها:(التحقيق الرد على التعليق للسبكي)، وهل هو من المفهرس أو هو سبب الخطأ في فهرستها؟ وفي أسفل اللوحة على الجانب الأيسر بخط حديث متدرج من الأعلى إلى الأسفل (عموم ــ 1091 ــ فقه شافعي ــ 200609).
وتبدأ النسخة بقول المجيب رحمه الله: (الدين ما لم يأذن به الله، وهذا يُنكر من الدين ما شرعه الله
…
) إلخ؛ مما يدل على وجود سقطٍ في أول المخطوط، والذي تَرَجَّحَ لديَّ أنَّ الساقط من هذا المجلد هو قَدْرُ عَشْرِ لوحات، وذلك لأن الناسخ قام بتقسيم الكتاب إلى أجزاء، كل جزء يحتوي على عشر ورقات، يشير إلى ذلك في الجانب الأعلى من الجهة اليسرى من الورقة، ويكتب ذلك بالحروف، وابتدأ ذلك بِـ (الثاني)، ثم استمر الترقيم كلَّ عشر لوحات.
(1)
وهذا الخطأ وقعَ فيه ــ أيضًا ــ الدكتور عبد الرحمن بن سليمان المزيني في كتابه (اتجاهات التأليف والنَّسْخ في مجال الفقه وأصوله في القرنين السابع والثامن الهجريين)، فقد عَدَّ ناسخ المخطوط ــ وهو الساوجي ــ من نُسَّاخ الفقه الشافعي، كما في (1/ 382). مع التنبيه إلى أنَّ معلومات الكتاب والنسخة الخطية قد سقطت من (3/ 38).
والنسخة ــ أيضًا ــ رُقمت بالأرقام، ولا أدري هل هي من الناسخ أم من غيره، وقد سقط منها اللوحة رقم (85) حسب الترقيم الموجود في الأصل.
وفي اللوحة الأخيرة يظهر في وسط الجانب الأيمن منها أثر ختم دائري الشكل، لا يمكن قراءة نَقْشِهِ.
وكتب الناسخ في آخر المخطوط: (إلى هنا انتهى كلام المصنف المجيب ــ رحمة الله تعالى عليه ــ، وبه كَمَلَ المجلدُ الثاني)، مما يدلُّ على أنَّ المجلد الأول ما زال مفقودًا؛ وقد أشرت إلى شيءٍ من ذلك في الكلام على نسبة الكتاب وبيان أنَّ هذا الرد كبيرٌ جدًا.
وقد حصل خلل في ترتيب بعض الأوراق في عدة مواضع، وهذا أَدَّى إلى وجود إشكال في موضعين لم أستطع الوصول إلى تتمتها، وسأُشير إلى كلِّ ذلك في موضعه.
فُرِغَ من نسخها ــ كما ورد في آخر المخطوط ــ يوم السبت 3/ 12 / 744 هـ، أي قبل وفاة ناسخها بقرابة خمسة أعوام حيث توفي عام (749)، وبعد وفاة ابن تيمية بستة عشر عامًا.
ولم يتضح لي الأصل الذي نَقَلَ منه الناسخ، وإنْ كنتُ أقول احتمالًا أنه ربما وقف على خَطِّ ابن تيمية
(1)
، والذي دعاني لذلك كتابته لكلمات يظهر منها أنه قام برسمها كما في الأصل
(2)
، ووجود العديد من الكلمات التي
(1)
وخطُّ ابن تيمية مشهور بالإغلاق والتعليق؛ انظر: الجامع لسيرة شيخ الإسلام (ص 761)، وتكملة الجامع (ص 40).
(2)
انظرمثلًا: (ص 439، 791).
كتب عليها ما يُفيد الظن، وتصحيح أو زيادة بعض الكلمات بما يُفيد اطلاعه على نسخةٍ أخرى
(1)
مما قد يُشير إلى محاولة تصحيحه لنسخته منها، إضافةً إلى قُرْبِ عهده وداره بالمصنِّف.
ويقوي هذا الاحتمال ما ورد في هامش (73 / ب) حيث كتب الناسخ: (حشية [كذا] من خط الشيخ لفظة في أصول الفقه).
والنسخة حالتها جيدة في الجملة إلا أنَّ في وسطها تشويش بسبب سوء الحفظ أو غيره، يصعب معه قراءة كثير من الكلمات.
وقد اعتنى الناسخ بتجويد نسخته، فيلحق الكلمات والأسطر الساقطة في الهامش، ويختمها بعلامة التصحيح (صح)؛ انظر لذلك ــ مثلًا ــ ما ورد في (3 / ب، 4 / أ، 6 / ب، 7 / ب، 9 / أ، 13 / ب).
ومن مظاهر عنايته بالنسخة أنه ربما لم تتضح له الكلمة
(2)
، فيكتب في الهامش (أظنه)، وأحيانًا يرمز لذلك بحرف (ظ)، وربما كتب فوقها (لعله)؛ انظر لذلك ــ مثلًا ــ ما ورد في (17 / أ، 57/ أـ ب، 60/ أـ ب، 65/ب، 83 / أ، 124/ ب).
ومن مظاهر ذلك ــ أيضًا ــ: أنه عند وجود خطأ في تقديم كلمة على كلمة يُبيِّنُ ذلك بحرف (م) فوق الكلمتين؛ انظر لذلك: ما ورد في (27 / ب، 78 / ب).
(1)
ويضع فوقها حرف (خ)؛ كما في (15 / أ، 19 / أ، 24 / أ، 28 / أ، 30 / أ، 39 / أ) وغيرها من المواضع.
(2)
وقد يفعل ذلك فيما يرى أنه خطأ في النسخة التي يَنقل منها كما في (3 / أ).
كما أنه إذا لم تتضح الكلمة أعاد كتابتها في الهامش وكتب فوقها (بيان)؛ كما في (158 / ب، 220 / ب، 226 / ب، 248 / أ).
وربما قام بشطب أحرف أو كلمة أو أكثر عند تكرارها أو كونها خطأ؛ انظر لذلك ــ مثلًا ــ ما في (55 /أ).
وربما كتبَ حاشية لبيان معنى كلمة؛ كما في (40/أ، 79/أ، 117/أ).
وقد يقوم بكتابة أول كلمتين أو ثلاث من الصفحة التالية في أسفل الصفحة السابقة؛ كما في (11 / أ، 21 / أ، 31 / أ، 45 / أ).
وآثار هذه المقابلة ظاهرة بما تقدَّم، وبما وضعه من دوائر منقوطة قبل كل فصل، وبعضها قد لُوِّن بالكامل، بما يُشير إلى موضع نهاية المقابلة.
ومع هذه العناية إلا أنه يوجد في الأصل بياضات ما بين كلمة إلى عدة أسطر، كما حصل تكرار في بعض الكلمات لم يتنبَّه له الناسخ، كما وقع في أخطاء في قراءة النص، وبيان ذلك في مواضعه من هوامش التحقيق.
ومن تجويده لنسخته أنه يميِّز الفصول والكلمات التي تدل على بداية الجواب من مثل (فيقال) أو (والجواب) بخطٍّ كبيرٍ محبَّر.
كما أنَّ الناسخ التزم تشبيك بعض الكلمات من مثل: (معمن) و (كلما)، وأكتفي بالتنبيه هنا عن بيان ذلك في مواضعها من الرد.
ومع هذه العناية من الناسخ إلا أنه وقع في أخطاء غير قليلة، وبقيت بياضات في النسخة لم تملأ، وتكرار لبعض الكلمات والجُمَل.
أما ناسخ المخطوط فهو: شهاب الدين
(1)
محمد بن أبي بكر بن
(1)
ذكر ذلك الحُسيني وابن رافع.
أحمد بن هارون بن أسعد السلمي الساوجي ــ كما هو مُدَوَّنٌ في آخر المخطوط ــ، وهو سبط الشيخ شرف الدين بن حمويه.
وقد ذكر الحُسيني في ذيله على (العِبَر في خبر من غبر)
(1)
أنه توفي عن سبعين سنةً، وهذا يدل على أنه ولد في عام (679)، حيث إنه توفي في عام (749).
والذي يبدو أنه كان من أهل العلم، فقد وَلِيَ مشيخة خانقاه القصَّاعين
(2)
، ووثَّقَهُ الحسيني، ووصفه بالمشيخة ابن رافع في وفياته.
وقد سمع جامع الترمذي على الفخر ابن البخاري، وحدث بالمجلس الأخير منه
(3)
، وهو من مناقب عبد الله بن عباس إلى آخره.
وقد كان صوفيًا بخانقاه الطواويس.
وتوفي رحمه الله في يوم الأحد 18/ 7 / 749 ودفن بِقَاسِيُون
(4)
.
أما بالنسبة لمخطوط (التحقيق) للسبكي؛ فأصله محفوظ في المتحف البريطاني برقم (5/ 9262 OR)، وهو من مصورات مكتبة الملك فيصل
(1)
(4/ 151) وهو ملحق بكتاب العبر وذيله للذهبي.
(2)
ذكر ذلك الحُسيني في ذيل العبر (4/ 151)، ونقله عنه النعيمي في الدارس في تأريخ المدارس (2/ 132).
(3)
والذي أفاده الحسيني أنه حدَّث بالترمذي كاملًا.
(4)
الدرر الكامنة في تراجم أعيان المائة الثامنة (4/ 20)، والوفيات لابن رافع السلامي (2/ 89)، وذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد (1/ 105)، وكتب التراجم شحيحة في ذكر شيءٍ من سيرته وأخباره.