الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليك شيء وذلك لك" (1).
هذا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: محاش نساء أمتي (2) على رجال أمتي حرام" (3).
الشريعة
ومن أكاذيبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، التي اختلقوها والافتراءات التي اخترعوها عليهم هي الأحاديث والروايات التي يروونها لتعطيل الشريعة الإسلامية، وإبعاد المسلمين عن العمل بأوامرها ونواهيها، واجتذاب الأوباش من الناس والسفلة السوقة، المهملين حدود الله والغير العاملين بأوامر الله، وغير المهتمين بإرشاداته وتعليماته، والذين لا يرون العبادات من الصلاة والصيام والحج والزكاة إلا وزراً عليهم، وكلفة لا يطيقونها، ومشقة لا يتحملونها، وإهمالاً للأوقات ومضيعة للمال، كما أنهم يرون التقيد بأوامر الشرع في المعاملات وغيرها من مسائل الحياة من الأشياء اللاضرورية التي أوجبت عليهم عبثاً.
وهذا مع تطلعهم إلى إطلاق عنان النفس وراء الملذات والشهوات، والإغراق في الملاهي والمنكرات والسيئات.
فلإرواء غلة النفوس الخبيثة من الملذات، ولتحريرها من الحدود والقيود الدينية والأخلاقية جوّزوا وأباحوا الزنا ولو بألف امرأة للرجل، وبالعكس للنساء باسم المتعة التي ليس إلا الفجور المحض كما بيناه آنفاً من كتب القوم أنفسهم، ورفعوا العمل بالصالحات والإتيان بالفرائض الشرعية وسننها، والامتثال بتعاليمها في باقي أمور الدين والدنيا.
وعلى ذلك كذبوا على الله عز وجل سبحانه وتعالى عما يفتري عليه الأفاكون - أنه قال جل وعلا:
(1)"الاستبصار" ج3 ص244
(2)
جمع محشة وهي الدبر
(3)
"من لا يحضره الفقيه" ج3 ص468 كتاب النكاح باب النوادر
علي بن أبي طالب حجتي على خلقي، ونوري في بلادي، وأميني على علمي، لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني، ولا أدخل الجنة من أنكره ولو أطاعني" (1).
ومعناه أنه لا عبر بمعصية الله تعالى في دخول الجنة والنار، بل العبرة هي حب علي، فمن أحبه عمل بالإسلام أو لم يعمل وامتثل بأوامر الله تعالى أو لم يمتثل دخل الجنة فعليه أن يحب علياً ويفعل ما شاء فلا مؤاخذة عليه.
هذا وليس هذا فحسب، بل لو حكم عليه بالنار وسيق إلى جهنم وطرد من الحوض لاقترافه الكبائر وارتكابه الموبقات يرد إلى الجنة ويروى من الحوض إن كان من الشيعة.
كما افتروا على الله تبارك وتعالى ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً - بقولهم في رواية مختلقة:
عن أبي جعفر أنه قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحدة حفاة عراة، فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقاً شديداً، فيمكثون في ذلك مقدار خمسين عاماً، وهو قول الله عز وجل: وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همساً: قال: ثم ينادي مناد من تلقاء العرش أين النبي الأمي؟، أين نبي الرحمة، أين محمد بن عبد الله الأمي؟، فيتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة وصنعاء، فيقف عليه، فينادى بصاحبكم فيتقدم علي أمام الناس، فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون، فبين وارد الحوض يومئذ وبين مصروف عنه، فإذا رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من يصرف عنه من محبينا بكى، فيقول:
يا رب شيعة علي أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار، ومنعوا ورود
(1)"مقدمة البرهان في تفسر القرآن" للبحراني ص23 ومثله في "الخصال" للقمي ج2 ص583
حوضي؟ قال: فيبعث الله إليه ملكاً فيقول: ما يبكيك يا محمد؟ فيقول: لأناس من شيعة علي، فيقول له الملك إن الله يقول:
يا محمد! إن شيعة علي قد وهبتهم لك يا محمد، وصفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك ولعترتك، وألحقتهم بك وبمن كانوا يقولون به، وجعلناهم في زمرتك، فأوردهم حوضك، قال أبو جعفر عليه السلام: فكم من باك يومئذ وباكية ينادون: يا محمد! إذا رأوا ذلك، ولا يبقى أحد يومئذ يتولانا ويحبنا ويبرأ من عدونا ويبغضهم إلا كانوا في حزبنا ومعنا، ويردوا حوضنا" (1).
وأيضاً ما رواه البحراني في تفسيره نقلاً عن المفيد في "الاختصاص":
"عن أبى سعيد المدائني أنه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما معنى قول الله عز وجل في محكم كتابه: {وما كنت بجانب الطور إذ نادينا} فقال (ع): كتاب لنا كتبه الله يا أبا سعيد في ورق قبل أن يخلق الخلائق بألفي عام، صيره معه في عرشه، أو تحت عرشه، فيه: يا شيعة آل محمد! غفرت لكم قبل أن تعصوني (2)، من أتى غير منكر بولاية محمد وآل محمد أسكنته جنتي برحمتي"(3).
كما كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الأمين فداه أبواي وروحي:
"إنه قال: من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة، فلا يشكن أحد أنه في الجنة"(4).
وكذبوا على علي أنه قال:
(1) تفسير البرهان ص255 ج3 و"الصافي" ص78 ج2
(2)
وإن القوم لم يجعلوا الأئمة معصومين بل شاركوهم أيضاً في العصمة حيث أن الله غفر لهم قبل ارتكاب المعصية، ومن كان هذا شأنه كان معصوماً، فالعصمة حاصلة لأئمة الشيعة وللشيعة أيضاً
(3)
البرهان ص228 ج3
(4)
تفسير نور الثقلين ص504 ج2 ط قم - إيران
من أحبني فهو سعيد يحشر في زمرة الأنبياء (1).
يعني لا يحتاج أن يقرأ القرآن ويصلي ويزكي ويصوم ويحج ويتعب نفسه ويجهد روحه، بل عليه أن يحبه فحسب، وعلى الله أن ينجيه من النار ويدخله النعيم كما صرحوا في كتبهم بعبارات واضحة غير مبهمة، فهذا هو صدوقهم - وهو كذوب - يروي في كتابه زوراً وبهتاناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
يا علي! من أحبك بقلبه فكأنما قرأ بثلث القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنما قرأ القرآن كله" (2).
وأما الصلاة والزكاة والحج فإنهم نقلوا عن جعفر الصادق - وهم عليه يكذبون أنه قال:
إن الله يدفع (3) بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا .. وإن الله يدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي من شيعتنا
…
وإن الله يدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج من شيعتنا" (4).
هذا وليس على أحد من الشيعة أن يصلي ويزكي ويحج لأن بعضاً منهم قد يصلون ويزكون ويحجون، ويؤدون عن الباقي، فعوضوا عن هذه الفرائض والواجبات كلها عن حب أهل البيت، وزيارتهم، والبكاء على قتلاهم وأمواتهم، وزيارة قبورهم بعد موتهم.
فدين الشيعة دين مختلق، مبتكر، جديد، لا يمت إلى الإسلام بشيء، دين
(1) كتاب الخصال ص578 ج2
(2)
كتاب الخصال ص180 ج2
(3)
أي العذاب والهلاك
(4)
"تفسير القمي" لعلي بن إبراهيم ج1 ص83، 84، أيضاً تفسير العياشي لمحمد بن مسعود السلمي المعروف بالعياشي ج1 ص135
العمل دين الواجبات والفرائض، دين العبادات والمعاملات، دين الأوامر والنواهي، الدين الذي علم على لسان رسوله الصادق الأمين بأن أهل البيت أنفسهم لا يستطيعون أن ينجوا من عذاب الله وبطشه وناره إلا بالتمسك بحبل الله، والعمل بما أمره الله ورسوله، والاجتناب عما نهاه الله ورسوله، كما خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بيته، عمه، وعمته، وبنته وعشيرته، كل واحد باسمه وشخصه قائلاً:"يا بنى عبد المطلب! يا بني عبد مناف! يا فاطمة بنت رسول الله! يا عباس بن عبد المطلب! يا صفية عمة رسول الله! افتدوا أنفسكم من النار، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً"(1).
وفى رواية أخرى "اعملوا اعملوا، وسلوني من مالي ما شئتم، فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً"(2).
فهؤلاء هم أهل بيت النبوة لا ينجون من عذاب الله، ويدخلون الجنة بحبهم لرسول الله، وولائهم له، وقرابتهم منه، إلا بالعمل الصالح وإطاعة الله ورسوله في كل الأمور، أمور الدنيا والآخرة، ورسول الله لا يغنيهم بدون ذلك.
وهذا ما يؤديه القرآن المنزل من السماء على محمد صلى الله عليه وسلم حيث جاء فيه {لا تزر وازرة وزرة أخرى} (3).
و {أن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى} (4).
و {فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف
(1)"تفسير منهج الصادقين" ج6 ص488
(2)
"تفسير منهج الصادقين" ج6 ص488
(3)
سورة الأنعام الآية 164
(4)
سورة النجم الآية 39 إلى 41
مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى} (1).
و {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} (2).
وقال الله عز وجل في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو أصدق القائلين:
{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} (3).
وذكر الله عز وجل في القرآن الذي جعله دستوراً وإماماً للناس وهدى ورحمة للمؤمنين، قال فيه:
وحكى الله عز وجل على لسان نبيه نوح عليه السلام أنه نادى ربه عندما رأى ابنه غريقاً في السيل والطوفان:
(1) سورة النازعات الآية37 إلى 41
(2)
سورة الأعلى الآية14، 15
(3)
سورة الزلزال الآية7، 8
(4)
سورة المؤمنون الآية 1 إلى 11
(5)
سورة المدثر الآية38 إلى 48
كما حكي عن إبراهيم عليه السلام وعن أبيه أنه قال له:
فبين لله في هذه الآيات المباركة من الكتاب أن لا نجاة ولا فلاح ولا فوز إلا بالتمسك بحبل الله، والعمل بكتاب الله، والامتثال بأوامره، والإطاعة له ولرسوله، والتقرب إليه بالعبادات من الصلوات والزكاة والصيام والحج، والدخول في دين الله كافة واجتناب محارمه ومعاصيه، ودون ذلك لا يفيد، سواء كانت قرابة حسب ونسب لأولياء الله وصلحائه أو رسل الله وأنبيائه اللهم إلا بالعمل الصالح.
فهذا هو أبو لهب عم الرسول الحقيقي وصهر ابنتيه، ومن عشيرته وأقربائه نزلت فيه:
{تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى ناراً ذات
(1) سورة هود الآية45 إلى47
(2)
سورة مريم الآية43 إلى47
(3)
سورة التوبة الآية114
لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد} (1).
وذاك أبو طالب عمه الثاني، نزلت فيه الآية عند ما أراد رسول الله الاستغفار له:
هذا ولا يخفى على كل من تأمل القرآن وتصفح في معانيه أن مدار النجاة هو على الإقرار بوحدانية الله عز وجل ورسالة نبيه المحترم صلى الله عليه وسلم والعمل بما أمر في الكتاب والسنة {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً * ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً * والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً} - إلى أن قال -: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً، خالدين فيها حسنت مستقراً ومقاماً} (3).
خلاف القوم فإنهم اعتقدوا عكس ذلك فقالوا: حب علي حسنة لا تضر معها سيئة" (4).
و"إن حبّنا أهل البيت ليحط الذنوب عن العباد كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجرة"(5).
كما كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إن الله تعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقراً بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن
(1) سورة تبت
(2)
سورة التوبة الآية113
(3)
سورة الفرقان الآية70 إلى76
(4)
"تفسير منهج الصادقين" ج8 ص110
(5)
"تفسير منهج الصادقين" ج8 ص111
كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة أثر ورسم، ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها من السماع، ومن نظر إلى كتاب من فضائله غفر له الذنوب التي اكتسبها من النظر" (1).
وأما العمل الصالح فقد صرحوا بأنه لا احتياج إليه كما رووه عن جعفر الصادق - وهم كذبة - أنه قال مخاطباً للشيعة: أما والله لا يدخل النار منكم اثنان، لا والله ولا واحد" (2).
وإنه قال للشيعة: إن الرجل منكم لتملأ صحيفته من غير عمل" (3).
"بل كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة"(4).
وأيضاً نسبوا إلى أبي الحسن الرضا - الإمام المعصوم الثامن عندهم - أنه قال:
رفع القلم عن شيعتنا
…
.. ما من أحد من شيعتنا ارتكب ذنباً أو خطأ إلا ناله في ذلك عما يمحص عنه ذنوبه ولو أنه أتى بذنوب بعدد القطر والمطر، وبعدد الحصى والرمل، وبعدد الشوك والشجر" (5).
فمن كان هذا شأنه لماذا يحتاج أن يجد نفسه ويكد فله أن يقر بحب علي وآله، ويعمل ما شاء، كيفما شاء، وأينما شاء، لأن القلم قد رفع عنه، وغفرت ذنوبه وخطاياه، وأعطي له صك الرضا والجنة، لا تضره معصية ولا سيئة، ولا يزيده إيمان ولا عمل.
وأما الإظهار لهذا الحب فهو أن يزور قبر الحسين أو الرضا أو أحد من
(1)"حديقة الشيعة" لأحمد بن محمد المعروف بمقدس الأردبيلي ص2 ط طهران، أيضاً "كشف الغمة" لعلي بن عيسى الأربلي ج1 ص112
(2)
"الروضة من الكافي" للكليني ج8 ص78
(3)
"الروضة من الكافي" للكليني ج8 ص78
(4)
"مقدمة البرهان" ص21
(5)
"عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي ج2 ص236
الأئمة، ويأخذ صكوك المغفرة والرضوان والجنة، فقد قالوا:
زيارة الحسين - أي قبره عليه السلام تعدل مائة حجة مبرورة ومائة عمرة متقبلة" (1).
وكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من زار الحسين بعد موته فله الجنة" (2).
ومن لم يستطع زيارته فعليه أن يبكي على شهادته، ويأخذ الجنة كما رووا عن باقر بن زين العابدين أنه قال:
لا يخرج قطرة ماء بكاء على الحسين إلا ويغفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر" (3).
و"وجب عليه الجنة"(4).
هذا ومن بكى على الرضا فله الجنة أيضاً كما نقلوا عن الرضا أنه قال: وما من مؤمن يزورني فيصيب وجهه قطرة من ماء إلا حرم الله تعالى جسده على النار" (5).
وأما من زار قبره يقولون فيه نقلاً عن ابنه محمد الملقب بالجواد - الإمام التاسع عندهم - أنه قال:
من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر - فإذا كان يوم القيامة وضع له منبر حذاء منبر النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى يفرغ الله من حساب العباد" (6).
(1)"الإرشاد" للمفيد ص252 ط مكتبة بصيرتي - قم
(2)
"الإرشاد" للمفيد ص252
(3)
"جلاء العيون" للمجلسي الفارسي ج2 ص468
(4)
"جلاء العيون" ص464 تحت العنوان باب البكء على الحسين
(5)
"عيون أخبار الرضا" ج2 ص227
(6)
"عيون أخبار الرضا" ج2 ص259
وينقلون عن أبيه موسى بن جعفر - الإمام السابع عندهم - أنه قال:
من زار قبر ولدي علي كان له عند الله سبعون حجة مبرورة، قلت - أي الراوي - سبعون حجة؟ قال: نعم وسبعون ألف حجة - الله الله من كذب القوم، ما أشنعه وما أكثر - ثم قال: رب حجة لا تقبل، ومن زاره أو بات عنده كان كمن زار الله تعالى في عرشه - أستغفر الله على نقل هذه الخرافة - قلت: كمن زار الله في عرشه؟ قال: نعم" (1).
ونقلوا عن علي الرضا أنه قال: سيأتي عليكم يوم تزورون فيه تربتي بطوس، ألا فمن زارني وهو على غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" (2).
و"لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله له الجنة وحرم جسده على النار"(3).
(1)"عيون أخبار الرضا" ج2 ص259
(2)
"عيون أخبار الرضا" ج2 ص260 - إن القوم قد بلغوا في الكذب ما لم يبلغه الأولون والآخرون وكل واحد من علمائهم وفقهائهم ومحدثيهم يتسابق إلى اختلاق الكذب واختراعه ويريد أن يزداد ويكثر من الآخر حتى ينسى ماذا قال الأولون وماذا يقول به الآخرون، وإن الجميع ليعرف أن الشيعة لا يعطون لأحد المنزلة التي يجعلونها للحسين بن علي السبط، ولكن ابن بابويه حينما بدأ في ذكر الرضا أكثر في الكذب وبالغ إلى حد نسي مذهبه ومعتقده وغرق في خضم الكذب حتى فضل علي بن موسى الرضا على الحسين حيث ذكر في "الإرشاد" أن زيارة قبر الحسين تعدل مائة حجة، وحينما جاء إلى ذكر الرضا كتب أن زيارة الرضا تعدل عند الله ألف حجة - (انظر ص257 لعيون أخبار الرضا) وأكثر من ذلك أنه قال:
إن زيارة قبره أفضل من زيارة قبر الحسين كما روى عن علي بن مخرياء أنه قال: قلت لابن أبي جعفر يعني الرضا: جعلت فداك، زيارة الرضا عليه السلام أفضل أم زيارة الحسين؟ فقال: زيارة أبي عليه السلام أفضل" (عيون أخبار الرضا ج2 ص261).
وأكثر من ذلك أنه قال: بأن زيارة قبره أفضل من بيت الله العتيق" (عيون ج2 ص261)
(3)
"عيون أخبار الرضا" ج2 ص255