المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الصفات الإلهية تعريفها وأقسامها إعداد: د. محمد بن خليفة بن علي - الصفات الإلهية تعريفها، أقسامها

[محمد بن خليفة التميمي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأول: تعريف الصفات والعلاقة بينها وبين باب الأسماء وباب الإخبار

- ‌المبحث الأول: تعريف الصفات

- ‌المطلب الأول: تعريف الصفات

- ‌المطلب الثاني: الفرق بين الوصف والصفة

- ‌المبحث الثاني: أنواع المضافات إلى الله

- ‌المطلب الأول: التعريف بالنوعين

- ‌المطلب الثاني: أقوال العلماء في تقرير المسألة

- ‌المطلب الثالث: موقف المخالفين من المسألة

- ‌المبحث الثالث: العلاقة بين باب الصفات وباب الأسماء وباب الإخبار

- ‌المطلب الأول: العلاقة بين الأبواب الثلاثة

- ‌المطلب الثاني: الألفاظ المجملة وحكم دخولها في باب الصفات وموقف أهل السنة من استعمالها

- ‌الفصل الثاني: أقسام الصفات

- ‌المبحث الأول: أقسام الصفات عند أهل السنة والجماعة

- ‌المطلب الأول: أقسام الصفات عموما

- ‌المطلب الثاني: أقسام الصفات الثبوتية

- ‌المبحث الثاني: أقسام الصفات عند المخالفين

- ‌المطلب الأول: أقسام الصفات عند من ينكر جميع الصفات الثبوتية

- ‌المطلب الثاني: أقسام الصفات عند من يثبت بعض الصفات وينكر بعضها

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: الصفات الإلهية تعريفها وأقسامها إعداد: د. محمد بن خليفة بن علي

الصفات الإلهية تعريفها وأقسامها

إعداد: د. محمد بن خليفة بن علي التميمي

الأستاذ المشارك في كلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

ال‌

‌مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران 102] .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء 1] .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب 71 - 72] .

أما بعد

فإن شرف العلم تابع لشرف المعلوم، ولا ريب أن أجل معلوم وأعظمه وأكبره هو الله الذي لا إله إلا هو رب العالمين، وقيوم السماوات والأرضين، الملك الحق المبين، الموصوف بالكمال كله، المنزه عن كل عيب ونقص، وعن كل تشبيه وتمثيل في كماله.

ولا ريب أن العلم بأسمائه وصفاته وأفعاله أجل العلوم وأفضلها، ونسبته إلى

ص: 3

سائر العلوم كنسبة معلومه إلى سائر المعلومات1.

وكما أنه أجل العلوم وأشرفها وأعظمها، فهو أصلها كلها، فكل علم هو تابع للعلم به، مفتقر في تحقيق ذاته إليه، فالعلم به أصلُ كل علم ومنشؤه، فمن عرف الله عرف ما سواه، ومن جهل ربه فهو لما سواه أجهل، فعلى أساس العلم الصحيح بالله وأسمائه وصفاته يقوم الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص، وتنبني مطالب الرسالة جميعها، فلا حياة للقلوب ولا نعيم، ولا سرور، ولا أمان، ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها ويكون أحب إليها مما سواه، والإنسان بدون الإيمان بالله لا يمكنه أن ينال معرفة ولا هداية، وبدون اهتدائه إلى ربه لا يكون إلا شقياً معذباً، كما هو حال الكافرين. لذلك فإن من في قلبه أدنى حياة أو محبة لربه، وإرادة لوجهه وشوق إلى لقائه، فطلبه لهذا الباب وحرصه على معرفته وازدياده من التبصر فيه، وسؤاله واستكشافه عنه هو أكبر مقاصده، وأعظم مطالبه، وأجل غاياته، فهذا هو الكمال الذي لا كمال للعبد بدونه؛ وله خُلِقَ الخلق؛ ولأجله نزل الوحي؛ وأرسلت الرسل؛ وقامت السماوات والأرض؛ ووجدت الجنة والنار، ولأجله شرعت الشرائع، وأسست الملة، ونصبت القبلة، وهو قطب رحى الخلق، والأمر الذي مداره عليه.

وهو بحق أفضل ما اكتسبته القلوب، وحصلته النفوس، وأدركته العقول، وليست القلوب الصحيحة والنفوس المطمئنة إلى شييء من الأشياء أشوق منها إلى معرفة هذا الأمر ولا فرحها بشييء أعظم من

1 انظر: مفتاح دار السعادة 1/86.

ص: 4

فرحها بالظفر بمعرفة الحق فيه1.

وبابٌ هذه أهميته حريّ بأن تُوْلَى مسائلهُ ومباحثهُ حقها من العناية والاهتمام والدراسة، وإن من بين مباحث هذا الباب مسألة:"تعريف الصفات الإلهية وبيان أقسامها".

فأحببت تناول هذه الجزئية بالبحث آخذاً في الاعتبار إعطاء الأهمية لتحرير قول أهل السنة والجماعة في المسألة مع الإشارة إلى أقوال المخالفين بحسب ما تدعو إليه الحاجة وذلك في فصلين تسبقهما مقدمة وتعقبهما خاتمة وفهارس فنيّة:

المقدمة.

الفصل الأول: تعريف الصفات والعلاقة بينها وبين باب الأسماء وباب الإخبار، وتحته ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: تعريف الصفات، وضَمَّ مطلبين:

المطلب الأول: تعريف الصفات.

المطلب الثاني: الفرق بين الوصف والصفة.

المبحث الثاني: أنواع المضافات إلى الله، وانتظم ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: التعريف بالنوعين.

المطلب الثاني: أقوال العلماء في تقرير المسألة.

المطلب الثالث: موقف المخالفين من المسألة.

المبحث الثالث: العلاقة بين باب الصفات وباب الأسماء وباب الإخبار، وفيه مطلبان:

1 انظر: الفتوى الحموية الكبرى ص 28-29.

ص: 5

المطلب الأول: العلاقة بين الأبواب الثلاثة.

المطلب الثاني: الألفاظ المجملة وحكم دخولها في باب الصفات وموقف أهل السنة من استعمالها.

الفصل الثاني: أقسام الصفات، وهو في مبحثين:

المبحث الأول: أقسام الصفات عند أهل السنة والجماعة، واحتوى مطلبين:

المطلب الأول: أقسام الصفات عموماً.

المطلب الثاني: أقسام الصفات الثبوتية.

المبحث الثاني: أقسام الصفات عند المخالفين، واشتمل مطلبين:

المطلب الأول: أقسام الصفات عند من ينكر جميع الصفات الثبوتية.

المطلب الثاني: أقسام الصفات عند من يثبت بعض الصفات وينكر بعضها.

وختمت ذلك بخاتمة وثبت للمراجع وآخر للموضوعات، وإني لا أدعي أني وصلت بهذا البحث إلى درجة الكمال، ولكن حسبي أني اجتهدت، فإن وفقت فذلك فضل من الله وحده، وإن كان غير ذلك، فهذا من طبيعة البشر، فأرجو ممن وقف على شييء من ذلك أن يبادرني بالنصيحة، وأسأل الله عز وجل أن يتقبل مني هذا الجهد وأن يجعله عملاً صالحاً ولوجهه خالصاً، وأن لا يجعل لأحد فيه شيئا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ص: 6