المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأول: أقسام الصفات عند من ينكر جميع الصفات الثبوتية - الصفات الإلهية تعريفها، أقسامها

[محمد بن خليفة التميمي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأول: تعريف الصفات والعلاقة بينها وبين باب الأسماء وباب الإخبار

- ‌المبحث الأول: تعريف الصفات

- ‌المطلب الأول: تعريف الصفات

- ‌المطلب الثاني: الفرق بين الوصف والصفة

- ‌المبحث الثاني: أنواع المضافات إلى الله

- ‌المطلب الأول: التعريف بالنوعين

- ‌المطلب الثاني: أقوال العلماء في تقرير المسألة

- ‌المطلب الثالث: موقف المخالفين من المسألة

- ‌المبحث الثالث: العلاقة بين باب الصفات وباب الأسماء وباب الإخبار

- ‌المطلب الأول: العلاقة بين الأبواب الثلاثة

- ‌المطلب الثاني: الألفاظ المجملة وحكم دخولها في باب الصفات وموقف أهل السنة من استعمالها

- ‌الفصل الثاني: أقسام الصفات

- ‌المبحث الأول: أقسام الصفات عند أهل السنة والجماعة

- ‌المطلب الأول: أقسام الصفات عموما

- ‌المطلب الثاني: أقسام الصفات الثبوتية

- ‌المبحث الثاني: أقسام الصفات عند المخالفين

- ‌المطلب الأول: أقسام الصفات عند من ينكر جميع الصفات الثبوتية

- ‌المطلب الثاني: أقسام الصفات عند من يثبت بعض الصفات وينكر بعضها

- ‌مصادر ومراجع

الفصل: ‌المطلب الأول: أقسام الصفات عند من ينكر جميع الصفات الثبوتية

‌المبحث الثاني: أقسام الصفات عند المخالفين

‌المطلب الأول: أقسام الصفات عند من ينكر جميع الصفات الثبوتية

المطلب الأول: أقسام الصفات عند من ينكر جميع الصفات الثبوتية:

وهم الفلاسفة بشتى أصنافهم، والجهمية، والمعتزلة ومن وافقهم كالزيدية، والرافضة الإمامية، والنجارية، والضرارية، والإباضية، وابن حزم، وهؤلاء ليس عندهم تقسيم للصفات الثبوتية، لأنهم لا يثبتونها أصلاً فضلاً عن كونهم يقسمونها.

أما في جانب النفي ـ عند من يقول به منهم فإن ابن سينا1 وهو من الفلاسفة الإسماعيلية الباطنية يجعل الصفات إما سلبية محضة وإما إضافية محضة وإما مؤلفة من سلب وإضافة والسلوب والإضافات لا توجب كثرة في الذات2.

1-

صفات سلبية محضة:

وهذا النوع إذا وصف به واجب الوجود ـ على حد تعبيرهم ـ، أفاد أن المقصود به نفس وجوده مع سلب ما يؤدي إليه عنه، وهو ما يستلزمه مفهوم واجب الوجود3.

فإذا قيل جوهر: لم يعن به إلا هذا الوجود الواجب مع سلب الكون في

1 انظر كتاب: علاقة صفات الله تعالى بالذات لراجح الكردي ص 119-120 ط دار العدوي، عمان، الأردن.

2 انظر: نهاية الإقدام في علم الكلام للشهرستاني ص 182.

3 الجانب الإلهي لمحمد البهي 2/548

ص: 75

موضع عنه.

وإذا قيل واحد: لم يعن به إلا الوجود الواجب وسلب الشريك عنه أو سلب الكثرة من كل وجه.

وإذا قيل قديم: لم يعن به إلا هذا الوجود الواجب مع سلب العدم عنه أولاً.

وإذا قيل باق: لم يعن به إلا هذا الوجود الواجب مع سلب العدم عنه آخراً1.

2-

صفات إضافية محضة:

وضابطها: هي الأمور المتضايفة التي لا يعقل الواحد منها إلا بتعقل مقابله2.

ومن أمثلتها: كونه أولاً مبدأ، خالقاً، قديراً، مريداً، صانعاً، مبدعاً، حكيماً، جواداً، كريماً3.

"مثلاً صفة كونه (أولاً) : هي نفس وجود واجب الوجود لكن مع الوجود إضافة إذا نسب الله تعالى إلى الموجودات غيره، أي لم يعن إلا إضافة هذا الوجود الواجب إلى الكل.

وكونه تعالى (مبدأ) : إضافة له إلى معلوماته بمعنى إشارة إلى وجوده وإلى أن وجود غيره إنما هو منه.

1 علاقة صفات الله تعالى بذاته ص 121

2 التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية 1/44. أي هي عبارة عن ماهيتين تَعَقُّل كل واحدة لا يتم إلا مع تعقل الأخرى، كالأبوة والبنوة ونحو ذلك، ومن خواص الإضافة أنه إذا عرف أحد المضافين عرف الآخر أيضاَ.

انظر: المبين في شرح معاني ألفاظ الحكماء والمتكلمين ص 112، الفتاوى 17/148-150، المواقف في علم الكلام ص 179-180، المعجم الفلسفي ص 15.

3 انظر: نهاية الإقدام في علم الكلام للشهرستاني ص 181.

ص: 76

وصفة كونه (خالقاً) : هي نفس وجود الله تعالى مع إضافة لأن علة الإيجاد هي علم واجب الوجود أو تعقله للنظام الفائض منه على مقتضى علمه"1.

3-

صفات مركبة من سلب وإضافة:

وهذا النوع من الصفات إذا وصف به واجب الوجود أفاد أن ذلك له على وجه السلب وعلى وجه النسبة والإضافة أيضا، وهو ما يستتبعه الاعتقاد بأنه خالق ومدبر للكون.

فإذا قيل واجب الوجود: أي موجود لا علة له وهذا سلب، وهو علة لغيره وهذه إضافة فالسلب والإضافة مجتمعان معاً.

وإذا قيل خالق: فهم منه أن وجوده شريف يفيض عنه وجود الكل فيضاً لازماً، وأن وجود غيره حاصل منه بالتبع.

وإذا قيل عالم: فهم أنه لا يعلم ذاته ما لم يعلم أنه مبدأ للكل.

وإذا قيل جواد: فهم أنه لا ينحو غرضا لذاته وهذا سلب، وأنه يفيض الجود على غيره لأنه مبدأ لكل جود2.

قال الشهرستاني: "قالت الفلاسفة: واجب الوجود بذاته لن يتصور إلا واحداً من كل وجه فلا صفة ولا حال ولا اعتبار ولا حيث ولا وجه لذات واجب الوجود بحيث يكون أحد الوجهين والاعتبارين غير الآخر بذاته، أو يدل لفظ على شييء هو غير الآخر بذاته ولا يجوز أن يكون نوع واجب

1 علاقة صفات الله تعالى بذاته ص120

2 علاقة صفات الله تعالى بذاته ص 121-122، وانظر: نهاية الإقدام في علم الكلام للشهرستاني ص 182.

ص: 77

الوجود لغير ذاته لأن وجود نوعه له لعينه ولا يشاركه شييء ما صفة أو موصوفاً في واجب الوجود والأزلية ولا ينقسم هو ولا يتكثر لا بالكم ولا بالمباديء المقومة ولا بأجزاء الحقيقة والحد. ثم له صفات سلبية: مثل تقدسه عن الكثرة من كل وجه، فيسمى لذلك واحداً حقاً أحداً صمداً1.

ومثل تنزهه عن المادة وتجرده عن طبيعة الإمكان والعدم، ويسمى ذلك عقلاً وواجباً.

وله صفات إضافية: مثل كونه صانعاً مبدعاً حكيماً قديراً جواداً كريماً

وصفات مركبة من سلب وإضافة: مثل (كونه مريداً) : أي هو مع عقليته ووجوبه بذاته مبدأ لنظام الخير كله من غير كراهية لما يصدر عنه؛ (وجواداً) أي هو بهذه الصفة وزيادة سلب أي لا ينحو غرضاً لذاته وأولاً: أي هو مسلوب عنه الحدوث مع إضافة وجود الكل إليه.

وصفاته عندهم إما سلبية محضة، وإما إضافية محضة، وإما مؤلفة من سلب وإضافة، والسلوب والإضافات لاتوجب كثرة في الذات"2.

1 استدل الفلاسفة باسمه تعالى (الأحد) ، واسمه (الصمد) على نفي الصفات عنه جل وعلا، واستدلالهم هذا باطل، وهو يدل على نقيض قولهم، فإن اسم (الصمد) يدل على استحقاق الله تعالى لجميع صفات الكمال، واسم (الأحد) يدل على نفي المشاركة والمماثلة، انظر مجموع الفتاوى 17/107، 10/54، شرح حديث النزول ص 74، منهاج السنة 2/186-187، 529-530.

2 نهاية الإقدام في علم الكلام ص 181

ص: 78