المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الجزء الثاني عشر - الطيوريات - جـ ٣

[أبو طاهر السلفي]

الفصل: ‌الجزء الثاني عشر

‌الجزء الثاني عشر

من انتخاب الشيخ الفقيه الإمام العالم

الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف

السنة بقية السلف أبي طاهر أحمد بن محمد بن

أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه

من أصول كتب الشيخ أبي الحسين المبارك

ابن عبد الجبار الطيوري [ل193/بِ]

ص: 1008

بسم الله الرحمن الرحيم

رب اختم بخير

941 -

أخبرنا القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين أبو طالب أحمد

ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد بثغر الإسكندرية ـ حَمَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ فِي الثَّالِثِ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة سيف السنة بقية السلف أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه قراءة عليه وأنا أسمع في النصف من شوال من سنة سبع وستين وخمسمائة، أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بانتخابي عليه من أُصُولِ كُتُبِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمد بن عبد الله الصُّورِيُّ (1) الْحَافِظُ إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ ابن أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الْغَسَّانِيُّ (2)

بِصَيْدَا، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ

(1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله الصوري. ترجمته ضمن شيوخ ابن الطيوري، في الفصل الأول من قسم الدراسة.

(2)

في الخطية: ((أبو الحسن)) والصواب: أبو الحسين كما في كتب التراجم، وهو: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ابن يحيى بن جميع الغساني الصيداوي وعند السمعاني: الصيداني، وثقه أبو عبد الله الصوري والخطيب. مات سنة اثنتين وأربعمائة. الأنساب: 8/116، معجم البلدان: 3/437، اللباب: 2/253، سير أعلام النبلاء: 17/152..

ص: 1009

اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ اللَّيْثِ الْفَارِسِيُّ (1) بِصُورَ، وَكَانَ سَمَاعُهُ مِنْهُ سَنَةَ ثلاث وعشرين وثلاثمائة، أَخْبَرَنَا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ سَمَاعُهُ مِنْهُ بِصُورَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عطاء ابن يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللهََ يَقُولُ لأَِهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، [ل194/أ] فَيَقُولُونَ: لَبَيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَْيكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَالَنَا لَا نَرْضَي وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَداً ِمْن خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ!؟ قَالَ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَداً (2)) ) .

(1) أبو عبد الله أحمد بن هشام بن الليث الفارسي، ذكره ابن جميع ضمن شيوخه في معجمه: 0/209،

(2)

حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، فيه المسيب بن الواضح وهو ضعيف لكثرة خطئه ووهمه، ولكنه قد تابعه الثقات.

أخرجه ابن المبارك في الزهد برواية نعيم بن حماد: 1/129 رقم ((430)) .

وأخرجه البخاري في الرقاق: باب صفة الجنة والنار 11/415 رقم ((6549)) ، عن معاذ بن أسد، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها: باب إحلال الرضوان على أهل الجنة 4/2176 رقم ((2829)) ، من طريق محمد بن عبد الرحمن

ابن سهم كلاهما عن ابن المبارك به.

وأخرجه البخاري في التوحيد: باب كلام الرب مع أهل الجنة 13/487 رقم ((7518)) ، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها باب إحلال الرضوان على أهل الجنة 4/2176 رقم ((2829)) من طريق ابن وهب، عن مالك بن أنس به.

قلت: قوله: إن كان صحيحا فيه نظر، فالحديث أخرجه الشيخان كما أثبته هو نفسه فلا محل لكلامه، والله أعلم.

ص: 1010

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ (1) : عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَسَدٍ، عَنِ ابن المبارك.

وأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (2) : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ (3) ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، كَمَا أَخْرَجْنَاهُ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ. إِنْ كَانَ صَحِيحًا وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُوَطَّأِ.

942 -

سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الله بن هاشم المقرئ الشيخ الصالح بعَكّا يقول: سمعت أبا الحسن البَغْرَاسي، يقول: قال لي أبو الخير التيناتي (4) : ((إياك وكثرة السفر، فإنه يُقْسِي القلبَ، ويُذْهِبُ الدِّينَ (5)) ) .

943 -

سمعت أبا عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم يقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا اْلحَسَنِ اْلبَغْرَاسِي يقُولُ: ((قَرَأْتُ فِيمَا أَوْحَى اللهُ إِلى دَاودَ، يَا دَاودُ، قُلْ لِبَنيِ إِسْرَائِيلَ: لَا يُجَاوِزُونِي بِاْلمَعَاصِي فَأبْتَلِيْهِمْ بَاْلأَسْفَارِ، أُمْحِقُ فِيهَا

(1) في الخطية: رمز له بحرف (خ) .

(2)

في الخطية: رمز له بحرف (م) .

(3)

في الخطية: (عبد الرحمن بن سهم) والتصحيح من صحيح مسلم.

(4)

أبو الخير التيناتي: أصله من المغرب، وسكن تينات وهي قرية من قرى أنطاكية، ويقال له الأقطع لأنه كان مقطوع اليد، مات بعد الأربعين وثلاثمائة، وكان له آيات وكرامات. صفة الصفوة: 4/282، الأنساب: 1/501.

(5)

في إسناده أبو القاسم الحسن بن أحمد وأبو الحسن البغراسي لم أقف على ترجمتهما.

أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/284، عن أبي الحسن البغراسي به. وفيه ((ويُذهب بالدين)) .

ص: 1011

اْلأَعْمَارَ، وَأَُقِلُّ فِيهَا اْلأَعْمَالَ)) (1) .

944 -

حدثنا أبو عبد الله إملاء، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن زكريا النسوي (2)

شيخنا بالرملة، أخبرني أحمد ابن أبي عمران (3) ـ وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا أَحْمَدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ وَكَتَبْتُ عَنْهُ وَأَجَازَ لِي جَمِيعَ حَدِيثِه بِمَكَّةَ ـ، [ل 194/ب] قَالَ: سَمِعْتُ وَذَكَرَ شَيْخاً شَذَّ عَنِّي اسْمُهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْخَيْرِ التِّينَاتِيِّ، وَأَنَا أُرِيدُ الْمُضِيَّ إِلَى طَرْسُوس لِلْغَزْوِ، فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُريِدُ؟ فَقُلْتُ: طَرْسُوس لِلْغَزِوِ، وَأَرْجِعُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: إِنَّ لِلَّهَ عِبَاداً شَرَدُوا مِنْ بَابِهِ فَمَزَّقَهُمْ فِي الأَوْطَانِ، فَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الْمَلِكِ، إِذَا كَانَ لَهُ خَاصَّةٌ جَعَلَهُمْ نُصْبَ عَيْنِهِ وَأْتَمَنَهُم على الدُّورِ والْحَرَمِ، فَإِذَا هُوَ سَخِطَ عَلَيْهِمْ تدرق (4) بِهِمْ فيِ الْحُرُوبِ، فَإِنْ قَتلُوا

(1) في إسناده أبو القاسم المقرئ وأبو الحسن البغراسي لم أقف على ترجمتهما.

(2)

في الخطية: (أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ النسوي، وهو خطأ، والصحيح ابن زكريا كما في رواية رقم (996) ، و (1009) ، وثقه الخطيب، وقال مات سنة ست وتسعين وثلاثمائة، تاريخ بغداد 5/9.

(3)

أحمد بن أبي عمران: لعله ابن موسى الجرجاني أبو الحسن الفرضي، حلف أبو سعيد النقاش أنه يضع الحديث. وذكره الحاكم وقال: كان يضع الحديث، وركب الأسانيد على المتون. وقال حمزة السهمي: روى مناكير عن شيوخ مجاهيل لم يتابع عليها فكذبوه. مات سنة ستين وثلاثمائة. سسؤالات السهمي للدارقطني رقم (113)، لسان الميزان: 1/235، الكشف الحثيث: 0/52 رقم و73)) .

(4)

تدرّق: من الدَّرق: ضرب من الضرب من التِّرسة: الواحدة درقة، تتخذ من الجلود، وغيره الدرقة الحجفة وهي ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب، والجمع درقٌ وأدراق ودراق. لسان العرب: 10/95.

ص: 1012

فتح، وإن قُتِلوُا فتح، وإنما أَخَذْتُ الْفَوَائِدَ مِنَ لُزُومِ الْمَحَارِيبِ)) (1) .

945 -

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يقولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو عُثْمَانَ بْنَ َسعِيدٍ ابْنِ عُثْمَانَ الأَسَدِيِّ يقول: سمعتُ أَبَا الْخَيْرِ التِّينَاتِيَّ يقول: ((عليكم بِالْمَحَارِيبِ وَالْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ، فَإِنَّ الْفَوَائِدَ لَا تُؤْخَذُ إِلَاّ مِنَ الْمَحَارِيب)) (2) .

946 -

حَدََّثنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أحمد بن محمد بن أحمد

ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المعدَّل، أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم ابن عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيُّ (3) وَاسْمُهُ: إِسْمَاعِيلُ فِي قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ فِي دَرْبِ رِيَاحٍ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ الْبَابْشَامِيُّ، سَنَةَ سَتٍّ وَسَبْعِيَنَ، قَالَ:((دَخَلْنَا عَلَى أَبِي نُوَاسِ الْحَسَنِ بْنِ َهاني نَعُودُهُ فيِ مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ صَالِحٌ ابْنُ عَلِيِّ الْهَاشِمِيِّ (4) : يَا أَبَا عَلِيِّ، أَنْتَ فِي أَوَّلِ [ل195/أ] يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآْخِرَةِ، وَآخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ

(1) في إسناده أحمد بن أبي عمران لم أقف له على ترجمة.

(2)

في إسناده أبو عمرو عثمان بن سعيد الأسدي لم أقف على ترجمته.

(3)

أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ علي الخزاعي: هو إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ بن رزين، قال الدارقطني: لم يكن بمرض. وقال الخطيب: ليس بثقة. وقال الذهبي: متهم، يأتي بأوابد عن عباس الدوري والكديمي. ميزان الاعتدال: 1/238، لسان الميزان: 1/421، الكشف الحثيث: 0/70.

(4)

صالح بن علي الهاشمي: لم أقف له على ترجمة، وورد في رواية رقم (677) وعند الخطيب: عيسى بن موسى الهاشمي، بدل صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ.

ص: 1013

الدُّنْيَا، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ هَنَّاتٌ، فَتُبْ إِلَى اللهِ،

قَالَ أَبُو نَوَاسِ: سَنِّدُونِي، فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: إِيِّايَ تُخَوِّفُ بِاللهِ، وَقَدْ حَدَّثَنِي حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لكلِّ نَبِيٍّ شَفَاعَةٌ، وَإِنيِّ أَخْتَبَأْت ُشَفَاعَتِي لأَِهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتيِ، أَفَتَرَىلَا أَكُونُ مِنْهُمْ؟)) (1) .

947 -

أَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو عَبْدُ اللهِ، قالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو الْمَيْمُونَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ أَبُو الْقَاِسمِ الْخُزَاعِيُّ ببَغْدَادَ وَاسْمُهُ: إِسْمَاعِيلُ، حدثنَا مُحَمَّدٌ

ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ كَثِيرٍ، حدثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ ابْنُ هَانئ، حدثَنَا حَمَّادٌ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِي، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ َوَسلَّمَ: ((لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ حَتىَ يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِرَبِّهِ، فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللهِ ثَمَنُ الْجَنَّةِ)) (2) .

وَقَعَ عِنْدَ شَيْخِنَا فِي

(1) حديث صحيح، وأما القصة ففي إسناد المؤلف أبو القاسم الخزاعي وهو متهم، وأبو نواس قد قال فيه ابن الجوزي بأنه قد غلب عليه اللهو، وقال الذهبي: فسقه ظاهر، ويزيد الرقاشي ضعيف أيضا، وقد تقدم تخريج الحديث في رواية رقم (777) .

(2)

حديث صحيح دون الجزء الأخير منه، ((فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ثَمَنُ الجنة)) . وإسناد المؤلف ضعيف جداًّ، فيه

أبو القاسم الخزاعي وهو متهم. والحسن بن هانئ ضعيف.

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 1/396، من طريق هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ علي أبو القاسم الخزاعي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كثير، عن أَبِي نَوَّاسٍ الْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ به.

وأخرجه ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/301 ومن طريقه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق: 1/418، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ علي أبو القاسم به. وقال الخطيب: لم يرو عن محمد بن إبراهيم هذا إلا إسماعيل بن علي الخزاعي، وإسماعيل غير ثقة. تاريخ بغداد: 1/397، ولم يفرق الخطيب بين إسماعيل بن علي الخزاعي، وعبد الله بن علي الخزاعي، وقد جاء عند الصيداوي والخطيب ((يزيد الرقاشي)) بدل ((ثابت البناني)) .

وورد في حسن الظن بالله حديث صحيح أخرجه مسلم في صفة الجنة: باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت

4/2206 رقم ((2877)) . من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لا ((يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عز وجل) .

ص: 1014

أَصْلِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ، وَاسْمُهُ: إِسْمَاعِيلُ، وَأَنَا بَيَّنْتُ اسْمَهُ بِقَوْلِي: إِسْمَاِعيلُ، قَالَهُ الصُّورِيُّ.

948 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حدثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ عَلِيٍّ بْنُ حَمْدُون الْوَاسِطِيِّ (1) اْلحَافِظُ بِصُورَ، حدثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدُ اللهِ بْنِ أحمد بن زَبْرٍ الدِّمَشْقِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قالَ: أَتَيْتُ الجَاحِظَ فاستأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَطْلَعَ عَلَيَّ مِنْ كُوَّةٍ فِي دَارِهِ [ل195/ب]، فَقَالَ ليِ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الَحَدِيثِ، فَقَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنيِّ لا أََُقولُ بِالحَشَوِيَّةِ؟ فَقُلْتُ: إِنيِّ ابْنُ أَبيِ دَاوُدَ، فَقَالَ: مَرْحَباً بِكَ وَأَبِيكَ. أُدْخُلْ، فَلَمَّا دَخَلْتُ، قَالَ لِي: مَا تُرِيدُ؟

(1) أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بن علي بن حمدون الواسطي: قال الأزهري: كان حافظا. وقال الحاكم: كان حافظا لحديث شعبة وغيره. وقال الخطيب: كان له حفظ ومعرفة، واشتغل بعد ذلك بالتجارة وترك النظر في العلم إلى أن مات بعد سنة أربعمائة. تاريخ بغداد: 8/334، تذكرة الحفاظ: 3/1067، سير أعلام النبلاء: 17/260.

(2)

أَبُو سُلَيْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَبْرٍ الدمشقي: قال الكتّاني كان ثقة مأمونا نبيلا. مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، تذكرة الحفاظ: 3/996، سير أعلام النبلاء: 16/440، شذرات الذهب: 3/95.

ص: 1015

فَقُلْتُ: تُحَدِّثُنِي بحَدِيثٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ. حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ بْنُ المِنْهَالِ، حدثَنَا حَمَّادٌ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابتِ، ٍ عَنْ أََنَسٍ:((أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى طِنْفُسَةٍ)) (1) .

فَقُلْتُ: زِدْنِي حَدِيثاً آخَرَ، فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي دَاوُدَ أَنْ يَكْذِبَ.

949 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله محمد بن علي بن عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الشَّيْخُ الصَّالِحُ بِصَيْدَا مِنْ لَفْظِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمد ابن يوسف

ابن سُلَيْمَانَ بْنِ الزَّيَّاتِ (2) ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ (3) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله

ابن خُثَيْم، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ اْلأَثْمِد يُنْبِتُ الشَّعَرَ وَيَجْلُو البَصَرَ)) (4)

(1) حديث ضعيف في إسناده الجاحظ وهو ضعيف وكان من أئمة البدع. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم ((740)) .

(2)

أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بن سليمان بن الزيات: ويقال الخلال، ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، وقال: بلغني أنه كان حيًّا في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 3/405،

(3)

الهيثم بن سهل: بن عبد الله بن بحر بن مستنير بن مدرك التستري، ضعفه الدارقطني. وضرب إسماعيل القاضي على حديثه عن حماد، وأنكر عليه، وقال مسلمة بن قاسم: جائز الحديث. وقال الذهبي: محدث ليِّن عالي الإسناد. مات بعد ستين ومائتين. تاريخ بغداد: 14/60، ميزان الاعتدال: 4/323، لسان الميزان: 6/207.

(4)

حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن لغيره فيه الهيثم بن سهل وهو وإن كان فيه ضعف إلا أنه متابع.

أخرجه أحمد في المسند: 1/231 و274، والحميدي في مسنده: 1/240 رقم ((520)) وابن ماجة في سننه في الطب: باب الكحل بالاثمد 2/1157 رقم ((3497)) ، والطبراني في معجم الكبير: 12/66 رقم ((12491)) ، وابن حبان في الثقات: 13/436-437 رقم ((6072)) و ((6073)) ، والطبري في تهذيب الآثار: رقم ((761)) و ((762)) و ((763)) و ((764)) و ((765)) ، من طرق عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خثيم به مختصرا كما عند المؤلف.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 3/429 رقم ((6200)) و ((6201)) وأحمد في المسند: 1/247و274و355و363، وأبو داود في الطب: باب في الأمر بالكحل 4/209 رقم ((3878)) والترمذي في الجنائز: باب ما يستحب من الأكفان

4/72 رقم ((994)) وابن ماجة في الجنائز: باب ما جاء فيما يستحب من الكفن 1/473 رقم ((1472)) وفي اللباس: باب البياض من الثياب 2/1181 رقم ((3566)) والطبراني في معجم الكبير: 12/64-66 رقم ((12485)) و ((12486)) و ((12487)) و12488)) و ((12489)) و ((12490)) و ((12491)) و ((12492)) و ((12493)) وابن حبان في صحيحه: 12/242 رقم ((5423)) والحاكم في المستدرك: 1/354، والبيهقي في السنن الكبرى: 3/245، و5/33، والبغوي في شرح السنة: 5/314 رقم ((1477)) من طرق عن ابن خثيم به بلفظ: ((البسوا من ثيابكم البياض، وكفنوا فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم، وإن من خير أكحالكم الاثمد يجلو البصر وينبت الشعر)) .

واختصره بعضهم، وقال الترمذي: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

ص: 1016

950 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ (1) ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابن جَعْفَرٌ، حدثنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَاَل رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً فلَا يَتَنَاجى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ)) (2) .

(1) محمد: هو ابن يوسف.

(2)

حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن لغيره. لضعف الهيثم بن سهل وهو جائز الحديث، وعبد الله بن جعفر ضعيف، ولكنهما قد توبعا.

أخرجه ابن ماجة في الأدب: باب لا يتناجى اثنان دون الثالث 2/1241 رقم ((3776)) ، ومالك في الموطأ: 2/988 رقم ((13)) ، والحميدي في المسند رقم ((645)) ، وأحمد في المسند: 2/9، و62، و73، و79، وابن عدي في الكامل: 4/1596، وابن حبان في صحيحه: 2/342 رقم ((580)) ، و2/343 رقم ((572)) ، والبغوي في شرح السنة: رقم ((3509)) ، من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ به. وقال ابن عدي: وهو مشهور عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ.

وأخرجه مالك في الموطأ: 2/989 رقم ((14)) ، ومن طريقه البخاري في الاستئذان: باب لا يتناجى الاثنان دون الثالث 11/81 رقم ((6288)) ومسلم في السلام: باب تحريم مناجاة الاثنين دون الثالث 4/1717 رقم ((2183)) من طرق عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا. بلفظ ((إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فَلا يَتَنَاجَى اثنان دون الثالث)) . وهذا لفظ البخاري.

ص: 1017

951 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدٍ بْنِ إِبْرَاهِيَم بْنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ يَزِيدَ الطَّرْسُوسِي الْمَعْرُوفِ: بِابْنْ الْبَصَرِيِّ (1) ببَيْتٍِ الْمَقْدِسِ فِي [ل196/أ] مَنْزِلِهِ َوأَنَا أَسْمَعُ، قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنُ زِيَادٍ بْنِ بِشْرٍ الأَعْرَابِيِّ البَصْرِيِّ (2) بَمكَّةَ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ ابن نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْبَزَّازُ (3) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْهِلالِيُّ، عَنْ عَمْرٍو (4) ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ

(1) أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيِّ المعروف بابن البصري، وثقه الأزهري، مات نحو سنة عشر وأربعمائة. تاريخ بغداد: 1/415.

(2)

أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر الأعراب البصري: الصوفي المعروف بابن الأعرابي، قال الذهبي: صدوق، وكان كبير الشأن بعيد الصيت، عالي الإسناد. مات سنة أربعين وثلاثمائة. حلية الأولياء: 10/375، البداية والنهاية: 11/226، لسان الميزان: 1/308، شذرات الذهب: 2/354.

(3)

سَعْدَانُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ: أبو عثمان البغدادي الثقفي البزاز، وقيل اسمه سعيد والغالب عليه سعدان، قال أبو حاتم وابنه عبد الرحمن: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. ووثقه الدارقطني. مات سنة خمس وستين ومائتين. الجرح والتعديل: 4/290، الثقات: 8/305، تاريخ بغداد: 9/205.

(4)

عمرو: هو بن دينارالمكي.

ص: 1018

الْخُزَاعِيِّ (1)، قاَلَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وِالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَلْيَقُلْ َخْيراً أَوْ لِيَصْمُتْ)) (2) .

قَالَ سَعْدَانُ: قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ فِيهِ ابْنُ عَجْلانَ يُثْبِتُهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ اَلآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتُهَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامِ، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَثْوَى عِنْدَهُ حَتَى يُخْرِجَهُ، فَمَا اتُّفِقَ

(1) أبو شريح الخزاعي: هم خويلد بن عمرو الصحابي الجليل رضي الله عنه.

(2)

حديث صحيح، إسناده صحيح رجاله ثقات.

أخرجه سعدان كلتي الروايتين في جزئه ص40 برقم (129) و (130) .

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 5/68، من طريق أبي سعيد أحمد بن محمد ابن الأعرابي به.

وأخرجه البخاري في الأدب: باب مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر 10/445 رقم ((6019)) ومسلم في الإيمان: باب الحث على إكرام الجار والضيف 1/69 رقم ((48)) من طريق زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير عن سفيان بن عيينة به

وأخرجه البخاري في الأدب: باب مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر فلا يؤذي جاره 10/445 رقم ((619)) ، وفي باب إكرام الضيف وخدمته، 10/531 رقم ((6135)) وفي الرقاق: باب حفظ اللسان 11/308 رقم ((6476)) ومسلم في اللقطة: باب الضيافة ونحوها 3/1352-1353 رقم ((48)) ، عن أبي شريح مرفوعا مطولا. بدون قوله: وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حتى يحرجه)) .

وأما رواية محمد بن عجلان التي أشار إليها ابن عيينة فقد أخرجها الطبراني في معجم الكبير: 8/351 رقم (()) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية: 8/323 من طريق سعيد بن عيسى بن سعيد بن تليد الرعيني، عن المفضل بن فضالة، عن محمد بن عجلان، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة مرفوعا.

وفيه المقدام بن داود بن عيسى، ابن أخ سعيد بن عيسى بن تليد، لم أقف له على ترجمة، وبقية رجاله ثقات. وقال الطبراني: تفرد به المفضل بن فضالة عن ابن عجلان

، قلت والمفضل ثقة أخطأ ابن سعد في تضعيفه كذا قال

ابن حجر. التقريب: 1/544.

ص: 1019

عَلَيْهِ مِنْ بَعْدُ فَهُوَ صَدَقَة)) .

952 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عبد الله بن محمد

ابن إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْسِيِّ (1) بِطَرَابُلُسَ ـ وَهُوَ يَنْظُرُ فِي أَصْلِ كِتَابِهِ ـ، أَخْبَرَكُمْ

أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ (3) ، حَدَّثَنَا يحيى

ابن سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ (4) ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ [ل196/ب] ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ

(1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عبد الله بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم العبسي: في الخطية: (القيسي) والتصحيح من كتب التراجم، وهو ابن أبي كامل البصري، وثقه أبو بكر الحداد وغيره، انظر العبر: 3/116، سير أعلام النببلاء: 17/339، شذرات الذهب: 3/200.

(2)

أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن حيدرة: وفي اللسان: حندرة، وثقه عبد العزيز الكتاّني والخطيب. وقال الذهبي: كان رحّالا وجوّالا صاحب حديث. مات سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 15/412، تذكرة الحفاظ:

3/858، لسان الميزان: 2/411.

(3)

أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ: الحمصي المعروف بالحجازي المؤذن. قال ابن أبي حاتم: محله الصدق. وضعفه محمد بن عون الطائي، ونقل الخطيب عنه تكذيبه. ووثقه مسلمة بن قاسم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: لا يحتج به، ثم قال: ومع ضعفه احتمله الناس ورووا عنه. الجرح والتعديل: 2/67، الثقات: 8/45، الكامل: 1/190، تهذيب التهذيب: 1/59، تاريخ بغداد: 4/339.

(4)

سوار بن مصعب: الكوفي المؤذن الأعمى الهمداني، قال ابن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وتركه أحمد وأبو حاتم والنسائي وأبو نعيم. وقال ابن حبان: كان ممن يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها. الجرح والتعديل: 4/271، الضعفاء والمتروكون: 0/51، الضعفاء الكبير:

2/168، المجروحين: 1/356، الضعفاء: 0/90، لسان الميزان: 3/128.

ص: 1020

رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ نَظْرَةَ مَوَدَّةٍ، لَمْ يَكُنْ فيِ قَلْبِهِ عَلَيْهِ حِنَةٌ (1) ، لَمْ يَطْرِفْ (2) حَتَى يُغْفَرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ)) (3) .

953 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سعيد ابن بشر

ابن مَرْوَانَ الأَزْدِيُّ الْمِصْرِيُّ الْحَافِظُ مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ بِطَرَابُلُسَ قَدِمَهَا مَاضِيًا لِعَقْدِ الْهُدْنَةِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَرَّابُ (4) ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((إِنَّمَا اْلأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا

(1) كذا في الخطية: وفي مصادر التخريج ((إحنة)) والإِحْنَة: الحِقْد في الصدر، وربما قالوا: حنة. انظر لسان العرب:

13/8، مادة (أحن) .

(2)

كذا كُتب الكلمة في الخطية وعليها ضبة، وكتب الناسخ في الهامش (لم يطرق) بالقاف وعليها ضبة كذلك.

(3)

حديث ضعيف جداًّ، في إسناده سوار بن مصعب وهو متروك الحديث. قال ابن عدي: عامة ما يرويه ليست محفوظة. وأورد هذا الحديث في ترجمته مضعفا له به.

أخرجه ابن عدي في الكامل: 3/1293، والطبراني في معجم الأوسط: 8/154 رقم ((8251)) والبيهقي في شعب الإيمان: 2/288، رقم (()) من طريق سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ كُلَيْبِ به نحوه.

وقال محمد ناصر الدين الألباني: ضعيف جدا. وسوار بن مصعب متروك كما قال النسائي وغيره. الضعيفة: 5/306 رقم ((2278)) .

(4)

إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الجراب: بن أحمد بن عيسى البغدادي البزاّز، وثقه الخطيب. مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 6/304، سير أعلام النبلاء: 15/497.

ص: 1021

ِلاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا َهاجَرَ إِلَيْهِ)) (1) .

954 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ بَحْرِ بْنِ الْوَرَّاقِ الرَّمْلِيِّ بِهَا ـ وَهُوَ يَنْظُرُ فِي أَصْلِهِ ـ، قُلْتُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْبَغْدَادِيُّ إِمْلاءً فِي جَامِعِ الرَّمْلَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثنتين وأربعين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ (2)

، حدثنا عبد الله [ل197/أ] بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ (3) ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ

(1) حديث صحيح، رجاله ثقات. وهو مخرج في الصحيحين.

أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 1/298 و2/14 و4/112 و5/39، من طريق يزيد بن هارون به. وقد تقدم تخريجه في رواية رقم ((185)) .

(2)

بكر بن سهل الدمياطي: إسماعيل بن نافع أبو محمد الهاشمي، قال النسائي: ضعيف. وقال مسلمة بن قاسم: تكلم الناس فيه ووضعفوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير. مات سنة تسع وثمانين ومائتين. ميزان الاعتدال:

1/345، سير أعلام النبلاء: 13/425، شذرات الذهب: 2/201،

(3)

ابن لهيعة: عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة أبو عبد الرحمن الحضرمي الغافقي المصري، صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرها، وله في مسلم بعض شيء مقرون. التقريب: 1/319.

(4)

أبو الأسود: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن خويلد الأسدي المدني، ثقة مات سنة بضع وثلاثين ومائة. التقريب: 1/493.

ص: 1022

أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارَةِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ)) (1) .

955 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ القاسم بن علي ابن القاسم ابن زَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي الْهَمْدَانِيِّ بِطَرَابُلُسَ فِي مَنْزِلِهِ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أبو بكر أحمد ابن عبيد ابن أحمد ابن عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ، فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ السُّلَمِيُّ (2) فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ ابن خالد الوهبي (3) ، حَدَّثَنَا

(1) حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه أبو الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ بَحْرِ الرملي، وأبو الحسن أحمد ابن عيس البغدادي، لم أقف على ترجمتهما، وابن لهيعة صدوق خلط. وهو إسناد غريب من رواية أبي الأَسْوَدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عن أبي هريرة، أنفرد به ابن لهيعة.

أخرجه أحمد في مسنده: 2/380، من طريق قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لهيعة به.

وهو إسناد حسن، لأن ابن لهيعة وإن كان فيه الكلام المعروف، إلا أن الراوي عنه قتيبة بن سعيد: ثقة، وهو لم يكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن وهب ثم سمعها من ابن لهيعة، لذلك كان أحمد بن حنبل يقول له فيما رواه عن

ابن لهيعة: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح.

أخرجه البخاري في الرقاق: باب حجبت النار بالشهوات 11/320 رقم ((6487)) ، من طريق مالك، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها 4/2174 رقم ((2823 من طريق ورقاء، كلاهما عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة مرفوعا. وعند البخاري: ((حجبت)) بدل ((حفّت)) ، وتقدم الحديث أيضاً في رواية رقم (404) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

(2)

أَبُو عَمْرٍو مُوسَى بْنُ عِيسَى بن المنذر السلمي: الحمصي، كتب النسائي عنه، وقال: حمصي لا أحدث عنه شيئا، ليس هو شيئا. لسان الميزان: 6/126.

(3)

أحمد بن خالد الوهبي: ابن موسى أبو سعيد، وثقه ابن معين. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدارقطني: لا بأس به. وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 2/49، الثقات: 8/6، تهذيب الكمال: 1/299، التقريب: 1/23،

ص: 1023

إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إسحاق السبيعيى الْكُوفِيُّ وَاسْمُ

أَبِي إِسْحَاقَ: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَانِي، حَدَّثَنِي جَدِّي (1) أَبُو إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عمرو

ابن مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَال: ((بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وَجَمِيعُ قُرَيْشِ فِي مَجَالِسِهِمْ، إِذْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْمُرَائِي، أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى جَزُوِر آلِ فُلَانِ، فَيَعْمَدُ إِلَى فَرَثِهَا وَدَمِّهَا وَسِلَاهَا فَيَجِيءُ بِهِ، ثُمَّ يُمْهِلُهُ حَتَى إِذَا سَجَدَ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ؟ فَانْبَعَثَ أَشْقَاهُمْ، فَجَاءَ بِهِ فَأَمْهَلَهُ، فَلَمَّا سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَثَبَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، سَاجِداً كَمَا هُوَ، وَضَحِكُوا [ل197/ب] حَتَى مَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعَضٍ مِنَ الضَّحْكِ، فَانْطَلَقَ مُنْطَلِقٌ إِلَى فَاطِمَةَ، وَهِيَ جُوَيْرِيَّةٌ، فَأَقْبَلَتْ تَسْعَى، وَثَبَتَ النَّبِيُّ َصَّلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِداً، حَتَى أَلْقَتْهُ، وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَسُبُّهُمْ، وَضَحِكَ بَعْضُهُمْ إِلَى َبعْضٍ، فَلَمَّا قَضىَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ، قَالَ: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهَمَّ عَلَيْكَ بِعَمْرٍو بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ،

(1) في الخطية بياض.

(2)

أبو إسحاق: هم عمرو بن عبد الله بن عبيد، وقيل علي، ويقال: ابن أبي شعيرة الهمداني السبيعي، ثقة مكثر عابد، اختلط بآخره، انظر التقريب: 1/423.

ص: 1024

وَشَيْبَةَ

ابْنِ رَبِيعَةَ، وَاْلَوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ يُسْحَبُونَ إِلَى القَلِيْبِ (1)

قَلِيْب بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أُتْبِعَ أَصْحَابُ اْلقُلَيْبِ اللَّعْنَةَ)) (2) .

956 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَمْلَى عليَّ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ بن جَمِيلٍ الْبَغْدَادِيُّ (3) بِصُورَ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ مِنْ لَفْظِهِ وَحِفْظِهِ، حَدَّثَنَا

(1) القليب: البئر قبل أن تطوى، ويبنى بالحجارة أو نحوها، انظر النهاية في غريب الحديث: 4/98، ومختار الصحاح:

1/228.

(2)

حديث صحيح مخرج في الصحيحين، وإسناد المؤلف فيه أبو الحسن عبيد الله الهمدانين وابو بكر أحمد بن عبيد الصفار لم أقف على ترجمتهما، وأبو عمرو موسى بن عيسى تركه النسائي، وقد انفرد بهذا عن أحمد بن خالد، إذ لم أجد له متابع،.

أخرجه البخاري في الصلاة: باب المرأة تطرح عن المصلي شيئا من الأذى 1/594 رقم ((520)) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق به.

وأخرجه البخاري في الوضوء: باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد علي صلاته 1/348-349 رقم ((240)) وفي الجهاد: باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة 6/106 رقم ((2934)) بنحوه مطولا وفي الجزية والموادعة: باب طرح جيف المشركين في البئر 6/286 رقم ((318)) بنحوه مطولا وفي المناقب: باب ما لقي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة 7/165 رقم ((3854)) بنحوه مطولا وفي المغازي: باب دعاء النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم على كفار قريش 7/293 رقم ((3960)) مختصرا، ومسلم في الجهاد والسير: باب ما لقي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين 3/1418 رقم ((1794)) مطولا، و3/1420 رقم ((1795)) مختصراً، من طريق أبي إسحاق به.

(3)

أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ بن جميل البغدادي: ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، وقال حدث عن هشام بن إسحاق الكناني صاحب جعفر بن محمد القلانسي. تاريخ بغداد: 5/252.

ص: 1025

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هِشَامُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكِنَانِيُّ (1)

، حدثنا جعفر ابن مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الْقَلانِسِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ الْعَسْقَلانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، َعنْ مُوسَى ابْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا سُئِلَ اللهُ شَيْئاً قَطٌّ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ اْلعَافِيَةُ)) (3) .

957 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُنِيرِ بن عمر ابن صالح

ابن عطية [ل198/أ] الْقَيْسَرَانِيِّ الْكِنَانِيِّ بِصُورَ قَدِمَ عَلَيْنَا،

(1) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هِشَامُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكِنَانِيُّ، ذكره الخطيب ضمن شيوخ محمد بن خميس، تاريخ بغداد:

5/252.

(2)

جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ القلانسي: أبو الفضل الرملي، ذكره ابن حبان في الثقات، قال الذهبي: صدوق عابد كبير القدر، الثقات: 8/163، سير أعلام النبلاء: 14/108، لسان الميزان: 2/127.

(3)

حديث منكر، في أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسِ، وهشام بن إسحاق، لم يتبيّن لي حالهما من حيث الجرح أو التعديل،

وعبد الرحمن بن أبي مليكة وهو منكر الحديث تفرد به عن موسى بن عقبة.

أخرجه الترمذي في الدعوات: بعد باب ما جاء في عقد التسبيح اليد 9/533 رقم ((3616)) مطولا و 9/534 تحت رقم ((3616)) مختصرا كما عند المؤلف وابن عدي في الكامل: 4/1605، والحاكم في المستدرك: 1/198، والمنذري في الترغيب الترهيب: 4/168 رقم ((4968)) من طريق عبد الرحمن بن أبي مليكة به.

وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ القرشي وهو ضعيف في الحديث. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي وقال: عبد الرحمن ضعيف. وقال ابن حجر في نتائج الأفكار: رواه كلهم من طريق

عبد الرحمن بن أبي مليكة وهو ذاهب الحديث. الترغيب والترهيب: 4/168.

ص: 1026

قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ

ابن مَرْوَانَ بْنِ يَحْيَى الْقَيْسَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ ذَكْوَانَ (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ (2) ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ مَاتَ وَهُوَ مُدْمِنُ خَمْرٍ لَقِيَ اللهَ عز وجل كَعَابِدِ وَثَنٍ)) (4)

(1) إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ ذَكْوَانَ: بن أبي سفيان القيسراني. ذُكر ضمن تلامذة محمد الفريابي.

(2)

إسرائيل: هو ابن يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.

(3)

حكيم بن جبير: الأسدي الكوفي. تركه شعبة وابن مهدي والدارقطني وغيرهم. قال أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وابن معين وأحمد وأبو حاتم والنسائي ضعيف. وزاد أحمد مضطرب وأبو حاتم منكر الحديث. وقال ابن حبان: كان غاليا في التشيع كثيرا الوهم. وقال ابن حجر: ضعيف. الضعفاء والمتروكون: 0/31، الضعفاء الكبير: 1/316، الجرح والتعديل: 3/201، المجروحين: 1/246، تهذيب الكمال: 7/165، التقريب: 1/31.

(4)

حديث منكر: في إسناده أبو الحسن القيسراني، وأبو علي الحسن القيسراني، وإبراهيم بن معاوية لم أقف على تراجمهم، وحكيم بن جبير ضعيف منكر الحديث.

أخرجه البزار انظر كشف الأستار: 3/356 رقم ((2934)) وابن أبي حاتم في العلل: 2/26، والطبراني في المعجم الكبير: 12/45 رقم ((12428)) وأبو نعيم في الحلية: 9/253، وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/972 رقم ((1119)) من طريقين: طريق إسرائيل والمعلى بن هلال، كلاهما عن حكيم بن جبير به.

وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/26، من طريق أحمد بن يونس، عن إسرائيل، عن ثور، عن سعيد بن جبير به.

وقال أبو حاتم: ((حديث حكيم بن جبير عندي أصح. فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: فقلت لأبي: فحكيم بن جبير

أحب إليك أو ثوير؟ فقال: ما فيهما إلا ضعيف غال في التشيع

)) .

وأخرجه ابن عدي في الكامل: 4/1525، وابن حبان في صحيحه: 12/167 رقم ((5347)) وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/672 رقم ((1118)) من طريق عبد الله بن خراش بن حوشب، عن العوام بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير به.

وفيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف كما في التقريب: 1/301، وقال ابن الجوزي عقب إيراده للحديث قال: وهذا لا يصح فإن العوام مجروح. قلت: بل هو ثقة. كما في التقريب: 1/433، فالحمل فيه على عبيد الله ابن خراش لا على العوام بن حوشب.

وأخرجه أحمد في مسنده: 1/272 وابن الجوزي في العلل المتناهية: 2/671 رقم ((1116)) من طريق أسود بن عامر، حدثنا الحسن بن صالح، عن محمد بن المنكدر قال: حُدِّثت عن ابن عباس مرفوعا.

وفيه الحسن بن صالح، قال ابن حبان: ينفر د عن الثقات بما لا يشبه حديث الثقات. قلت وراويه عن ابن عباس مجهول أيضا.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 9/239، والخطيب في الموضّح: 2/407، من طريق ابن أبي نجيح، عن ابن المنكدر، عن ابن عباس مرفوعا. بدون ((حدّثت)) .

وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل: 2/37، عن سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مرفوعا.

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هذا خطأ إنما هو كما رواه الحسن بن صالح، عن محمد بن المنكدر، قال حدِّثت عن ابن عباس.

ص: 1027

958 -

أخبرنا محمد، حدثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي الحافظ بطرابلس من حفظه، حدثنا عبد الله بن جعفر ابن الورد (1) ، حدثنا يحيى بن أيوب (2) ، حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب (3) ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَجْلَان، قَالَ: ((لَمَّا خَلَقَ اللهُ عز وجل اْلعِبَادَ، قَالَتْ اْلمَلَائِكَةُ: لَا تَسَعُهُمْ الأَرْضُ، قَالَ اللهُ عز وجل: سَأُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ اْلَمْوتَ، قَالُوا: لَا يُهْنِيهِمْ اْلعَيْشُ، قَالَ:

(1) عبد الله بن جعفر بن الورد: أبو محمد البغدادي ثم المصري، وثقه الذهبي وغيره. مات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء: 16/39، العبر: 2/292، شذرات الذهب: 3/8.

(2)

يحيى بن أيوب: بن بادي الخولاني أبو زكرياء العلاّف، قال النسائي: صالح. وقال الذهبي وابن حجر: صدوق.

تهذيب الكمال: 31/330، الكاشف: 1/361، التقريب: 1/588.

(3)

يحيى بن أيوب: الغافقي.

ص: 1028

سَأَبْسُط لَهُمْ فِي الأَمَلِ)) (1) .

959-

أخبرنا محمد، حدثنا الشيخ الصالح أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد الحسين

ابن محمد الطبراني (2) العابد من لفظه، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ علي بن الحسن العطوفي (3)، قال: قرئ على أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي (4) ، وأنا أسمع، حدثكم أحمد بن أبي الحواري، َقاَل: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَاعِدٍ (5) يقُولُ: ((كَانَتْ

(1) إسناد هـ حسن، فيه يحيى بن أيوب الغافقي وهو صدوق ربما أخطأ، وابن عجلان صدوق أيضاً.

أخرجه أبو علي الصوري في الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن شيوخ الكوفيين: 1/110-111،

من طريق عبد الله بن جعفر بن الورد به. غير أنه ورد فيه ((سأوكل بهم الموت)) بدل ((سأسلط عليهم الموت)) .

(2)

أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد بن الحسين بن محمد الطبراني، وثقه الصوري والدارقطني وغيرهما، وقال الدارقطني يتشيع. مات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 9/423، سير أعلام النبلاء: 17/106.

(3)

أبو بكر محمد بن علي بن الحسن العَطوفي، بفتح العين وضم الطاء المهملتين وفي آخرها الفاء، وتحرفت النسبة عند الخطيب إلى العطوي، وقال الخطيب والسمعاني: صدوق. تاريخ بغداد: 4/210، الأنساب: 3/79.

(4)

أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي: قال الدارقطني: ليس بالقوي يأتي بالمعضلات، وقال الخطيب: كان معروفا بالخير مذكورا بالصلاح. مات سنة تسع وقيل ثمان وتسعين ومائتين. الحلية الأولياء: 10/213،

تاريخ بغداد: 5/100، ميزان الاعتدال: 1/150، سير أعلام النبلاء: 13/494، لسان الميزان: 1/292.

(5)

أحمد بن صاعد: الصوري الزاهد، ذكره ابن أبي حاتم من غير جرح ولا تعديل، وقال السمعاني: صاحب

حكمة وزهد. الجرح والتعديل: 2/56، الأنساب: 3/563،

ص: 1029

الرَّاحَةُ قَبْلَ اْليَوْمَ فِي لِقِاءِ اْلأِخْوَانِ، وَإِنَّمَا الرَّاحَةُ اْليَوْمَ فِي اْلخَلْوَةِ بِهِ)) (1) .

960 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ محمد [ل198/ب] بن جعفر بن عبد الله ابن صالح بن إبراهيم بن عبد الله (2) الكلاعي الحمصي بطرابلس، قلت: حدثكم أبو أحمد منصور ابن أحمد الهروي بالرافعة سنة ست وأربعين وثلاثمائة، حدثنا أبو بكر الفروي، قَالَ:((دَخَلْنَا عَلَى سري السقطي وَعِنْدَ رَأْسِهِ كُوزٌ مَكْسُورٌ، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، كُنْتُ أَتَهَيَّأُ فِيهِ لِلصَّلَاةِ أَخَذَتْه كسَرَتْه، قَالَ: قُلْنَا لَهُ: مَنْ هَذِهِ الَّتِي هَجَمَتْ عَلَيْكَ فَكَسَرْتَهُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْكَ ـ؟ قالَ: مَا هَجَمَ عَلَيَّ إِنْسَانٌ وَلَكِنْ نِمْتُ اْلبَارِحَةَ بَعْدَ انْقِضَاِء وِرْدِي، فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ، مَارَأَيْتُ أَصْبَحَ وَجْهًا مِنْهَا، عَلَيْهَا أَنْوَاعُ اْلحُلِيِّ وَالْحُلَلِ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَْنَتِ يَا جَارِيَةُ؟ فَقَالَتْ: ِلمَنْ لَا يُبْرِدُ الَماءَ فِي الدَّوَارِيقِ، وَأَخَذْتُ الدَّوْرَقَ فَكَسَرتْهُ)) (3) .

(1) في إسناده أحمد بن محمد بن مسروق وهو ليس بالقوي ويأتي بالمعضلات.

أخرجه ابن أبي الدنيا في العزلة: 1/152 رقم ((178)) من طريق محمد بن إدريس، حدثنا أحمد قال: سمعت أحمد

ابن صاعد الصوري يقول: فذكره.

(2)

كذا في الخطية، وورد في رواية رقم (1075) و (1128) ، عبيد الله، ولم أقف على ترجمته.

(3)

في إسناده أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جعفر الكلاعي، وأبو أحمد منصور الهروي، وأبو بكر الفروي لم أقف على تراجمهم.

أخرج ابن الجوزي نحوه في صفة الصفوة: 2/374، من طريق جنيد، عن السقطي به.

ص: 1030

961 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي يعقوب إسحاق بن أحمد بن الحسين ابن المغيرة ابن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن موسى بن إسماعيل بن عبد الصمد الكندي، قلت: حدثكم أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري (1) ، حدثني محمد بن علي الدينوري الصوفي، قال: قال محمد بن يعقوب: ((كَمَالُ اْلعِلْمِ بِالْعِلْمِ (2) ، َوجَمَالُهُ بِاْلأَدَبِ، وَتَصْفِيَتُهُ بِاْلوَرَعِ، وَقَبُولُهُ بِالإِخْلَاص)) (3) .

962 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي بكر عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله

ابن خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ القرشي المعدل بطرابلس، [ل199/أ] قلت: أخبركم

أبو طاهر محمد بن الحسين بن علي الأنطاكي المقرئ، حدَّثَنِي أَبُو اْلحَسَنِ عَلِيُّ ابْنُ عَبْدِ اللهِ اْلكَلْبِيُّ بِدِمَشْقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي اْلحَوَارِي فِي جَامِعِ دِمِشْقَ يَقُولُ: ((لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ اْلبِدَعِ، وَلَا تُبَايِعُوهُمْ، وَلَا تُشَاوِرُوهُمْ، وَلَا تُنَاكِحُوهُمْ،

(1) أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري. قال أبو عبد الله الصوري: روى عن إسماعيل الصفار بما لم يروه الصفار ولا أظنه ممن كان يتعمد الكذب لكنه اشتبه عليه. وقال الخطيب: روى أحاديث وهم فيها وغلط غلطا فاحشا، مات سنة تسع وستين وثلاثمائة. الحلية الأولياء: 10/383، تاريخ بغداد: 4/336، طبقات الصوفية: 0/497. سير أعلام النبلاء: 16/227.

(2)

كذا ورد في الخطية، ولعل الصواب (العمل) والله أعلم.

(3)

في إسناده أبو يعقوب الكندي، ومحمد بن يعقوب، لم أقف على ترجمتهما، وأما محمد بن علي الدينوري فلم أميّزه، وليس هو صاحب المجالسة.

ص: 1031

وَإِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وَكَانَ يَبْكِي وَهُوَ يُحَدِّثُ حَتَى يَسِيلُ دُمُوعُهُ)) (1) .

963 -

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن علي الصوري، قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم ابن علي بن المبارك بن أحمد الرحبي بالرملة، قلت: حدثكم أبو العباس أحمد ابن محمد بن علي ابن هارون البرذعي، قال:

(1) في إسناده أبو طاهر محمد المقرئ، وأبو الحسن علي الكلبي، لم أقف على ترجمتهما.

لم أقف عل هذا الأثر عن أحمد بن أبي الحواري، ولكن روي عن بشر بن الحارث أنه قال في الجهمية:((لا تجالسوهم، ولا تكلموهم، وإن مرضوا فلا تعودوهم،، وإن ماتوا فلا تشهدواهم)) ، أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: 1/126.

قلت: والمقصود من أهل البدع عند المؤلف هنا، هم الجهمية والقدرية وكل من وصل ببدعته مبلغ الكفر.

ومما لا شك فيه أن الصحابة والتابعين وأتباعهم وعلماء السنة مجمعون ومتّفقون على معاداة أهل البدعة

ومهاجرتهم. وقد بوّب أهل العلم من المحدثين والفقهاء تبويبات عدة في معادات أهل البدعة ومهاجرتهم، وعند أبي

داود في السنن: باب مجانبة أهل الأهواء وبغضهم، 4/198، وفي الترغيب والترهيب للإمام المنذري الترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب 3/14، والنووي في الأذكار: باب التبرّي من أهل البدع والمعاصي

0/323، حتى جُعل ذلك من أبواب العقيدة كما في كتاب الاعتقاد للبيهقي: باب النهي عن مجالسة أهل البدع.

وقد دلّت الآثار المنقولة عن أئمة السلف حرمة مجالسة أهل البدع والأهواء وتزوج منهم وتزويجهم وعيادتهم وحضور جنائزهم والصلاة عليهم، ولكن هذا يختلف باختلاف أحوالهم بحسب بعدهم عن الدين وقربهم منه. فمن بلغ ببدعته حدّ الكفر مثل الجهمية والقدرية وغيرهم ممن هم في حكمهم من أهل البدع والأهواء المقطوع بكفرهم عند أهل االسنة فهؤلاء يقاطعون، وأما المحكوم له بالإسلام فإن مجلسته ومناكحته وعيادته وشهود جنازته له حالات وأحوال، بسطها فضيلة الشخ إبراهيم الرحيلي في كتابه القيّم:((موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع والأهواء)) 1/343-435.

ص: 1032

سَمِعْتُ اْلعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ اللهِ (1) يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلاً (2) يقُولُ: ((النَّاسُ عَلَى أَرْبَعَةِ طَبَائِعِ: عَلَى طَبْعِ الأَبَالِسَةِ، وَالشَّيَاطِينِ، وَالبَهَائِمِ، وَاْلمَلَائِكَةِ، فَأَمَّا الأَبَالِسَة: ُ فَالذِّينَ يُؤْذُونَ النَّاسَ وَيُعَذِّبُونَهُمْ، وَأَمَّا الشَّيَاطِينُ: فَالسَّحَرَةُ، وَاْلكَهَنَةُ، وَاْلمُنَجِّمُونَ، وَأَمَّا اْلبَهَائِمُ: فَإِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ، وَيَشْرَبُونَ، وَيَنَامُونَ، وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِثْلَ اْلَملَائِكَةِ: فَالَّذِينَ يَقْطَعُونَ أَوْقَاتِهِمْ بِالذِّكْرِ وَالطَّاعَاتِ)) (3) .

964 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي مسعود صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي القاضي (4) بصيدا، [ل199/ب] قلت:

(1) الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: بْنِ أحمد بن عصام، وقيل العباس بن أحمد بن عبد الله أبو الفضل المزني البغدادي الشافعي، قال أبو أحمد السراج لم يكن صدوقا ولا ثقة ولا مأمونا. وأنكر علي أحمد بن محمد البزار عن حدث عنه، وروى عن سهل بن عبد الله حكايات. تاريخ بغداد: 12/156.

(2)

سهل: بن عبد الله بن يونس أبو محمد التستري الصوفي الزاهد، قال الذهبي: روى عنه حكايات، وله كلمات نافعة ومواعظ حسنة، وقد راسخ في الطريق. حلية الأولياء: 10/189، طبقات الصوفية للسلمي: ص: 206، سير أعلام النبلاء: 13/330،

(3)

في إسناده أبو إسحاق إبراهيم الرحبي، وابو العباس أحمد بن محمد البرذعي، لم أقف على ترجمتهما.

أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 10/206-207، قال سمعت أبي قال سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف يقول: قال سهل بن عبد الله فذكر نحوه مطولا. وفيه أحمد بن محمد بن يوسف لم أعرفه.

(4)

أبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم بن يوسف الميانجي القاضي، الميانجي، بفتح الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى موضعين: الأول منسوب إلى موضع بالشام، ومنهم صاحبنا هذا، والثاني منسوب إلى ميانه أذربيجان. الأنساب: 5/424-425.

ص: 1033

أخبركم أبو محمد أحمد بن محمد بن الحجاج المرعشي (1) ، حدثنا أحمد بن سنان المنبجي، قال: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سَمِعْتُ

أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ (2)

يَقُولُ: يَا أَحْمَدُ، يَقُولُ اللهُ عز وجل:((إِذَا نَامَتْ الْعُيُونُ كَذَبَ مَنْ ادَّعَى مَحَبَّتِي، إِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ نَامَ عَنِّي، أَوَ لَيْسَ كُلُ مَحِبٍّ يُحِبُّ لِقَاءَ حَبِيبِهِ، هَا أَنَا مُطَّلِعٌ عَلَى أَحِبَّائِي إِذَا جَنَّهُمُ اللّيْلُ، جَعَلْتُ أَبْصَارَهُمْ فِي قُلُوبِهِمْ، وَمَثَّلْتُ نَفْسِي بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ، فَخَاطَبُونِي عَلَى مُشَاهَدَةٍ، وَسَأَلُوني عَلَى حُضُورٍ، فَلَمْ يَحْسُنُ بيِ يَوْمَ اَلقِيَامَةِ إِلا َّ أُرَوِّحَ أَبْدَانَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ، النَّاسُ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ فِي كَرْبٍ وَجُهْدٍ، وَهُمْ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ عَلَى كَرَاسِيٍّ فِي ظِلِّ عَرْشِي)) (3) .

(1) أبو محمد أحمد بن محمد بن الحجاج المرعشي، بفتح الميم وسكون الراء، وفتح العين المهملة وفي آخرها الشين المعجمة، وهذه النسبة إلى مرعش وهي بلدة من بلاد الشام. ذكره ابن جميع ضمن شيوخه في كتا به معجم الشيوخ: 0/183، الأنساب: 5/258.

(2)

أبو سليمان الداراني: هو عبد الرحمن بن أحمد، وقيل ابن عساكر، وقيل ابن عطية العنسي الداراني، ثقة لم يرو

مسندا إلا واحدا وله حكايات في الزهد. التقريب: 1/342.

(3)

في إسناده أبو مسعود الميانجي، وأبو محمد أحمد المرعشي، وأحمد بن سنان المنبجي لم أقف على تراجمهم.

أخرجه ابو نعيم في الحلية الأولياء: 8/99-100، من طريق محمد بن المسيب حدثنا إسحاق بن الجراح، حدثنا الحسين ابن زياد قال: أخذ فضيل بن عياض بيدي فقال: يا حسين: ينزل الله كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فيقول الرب: من ادعى محبتي إذا جنه الليل نام عني

فذكر نحوه مختصرا.

وفي إسناده محمد بن المسيب، لم أعرفه وقد ذكر ضمن تلامذة إسحاق ابن الجراح، وأما إسحاق بن الجراح فهو صدوق كما قال ابن حجر في التقريب: 1/100. والحسين بن زياد قد أثنى عليه أبو حاتم في دينه فقال: هو رجل صالح. الجرح والتعديل: 3/53.

ص: 1034

965 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة في المسجد الحرام، قال: سمعت محمد بن الحسن المقرئ يقول: سمعت أبا بكر بن حَمْدُوه البزار يقول: َسمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِي َّ (1) َيقُولُ: ((َسيِّدِي لَوْلَا أَنَّ اْلاِفْتِقَارَ إِلَيْكَ مِنْ أَحَبِّ الأَشْيَاِء إِلَيْكَ، مَا ابْتَلَيْتَ بِالذُّنُوبِ أَكْرَمَ الخَلْقِ عَلَيْكَ)) (2) .

966 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قاَلَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي اْلَحَسَنِ رَيَّانِ بْنِ عَبدِ اللهِ بْنِ رَيَّانِ الصَّيْدَانِّي بِصَيدَا، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِن اْلحَجَّاجِ المرعشي، حدثنَا عُمَرُ

ابْنُ سِنَانِ (3)، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي اْلحَوَارِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَاِني يَقُولُ: حدثنَا أَحْمَدُ: ((أَنَّ أَهْلَ [ل200/أ] الطَّاعَةِ لَيْسَ بِالطَّاعَةِ سَعِدُوا، وَلَكِنْ بِالسَّعَادَةِ أَطَاعُوا، وَإِنَّ أَهَْل المَعَاصِي لَيْسَ بِالمَعَاصيِ شَقُوا، وَلَكِنْ بِالشَّقَاوَةِ عَصَوْا)) .

(1) يحيى بن معاذ: أبو زكرياء الرازي الواعظ، قال الذهبي: له كلام جيِّد ومواعظ مشهورة. الحلية الأولياء: 10/51، تاريخ بغداد: 14/208، سير أعلام النبلاء: 13/15، شذرات الذهب: 2/138.

(2)

في إسناده أبو الفضل أحمد الهروي، ومحمد بن الحسن المقرئ، وابو بكر بن حمدوه لم أقف على تراجمهم.

أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة: 4/92 من طريق الحسن بن علي بن يحيى قال: قال يحيى بن معاذ: ((لولا أن العفو من أحب الأشياء إليه ما ابتلي بالذنوب أكرم الخلق عليه)) .

(3)

عمر بن سنان: لعله العقيلي من أهل البصرة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال يغرب. الثقات: 8/443، لسان الميزان: 4/311.

ص: 1035

967 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي القاسم عبد الواجد بن إسماعيل بن حمدان

ابن زيدان بن خلف بن خلوف الإسكندراني الصواف، قلت: حدثكم القاضي أبو الفرج

محمد ابن الحسين بن الحسن بن عبد الخالق البغدادي الشافعي بالإسكندرية، حدثنا عمر

ابن عبد الرحمن السلمي، حدثنا هدبة، حدثنَا حَمَّادٌُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ (1)، عَن مُطْرِّفٍ (2) قالَ:((َلأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ)) (3) .

(1) ثابت: هو البناني.

(2)

مطرف: ابن عبد الله بن الشخير.

(3)

صحيح، وإسناد المؤلف فيه أبو القاسم عبد الواحد الصوّاف، وأبو الفرج محمد الشافعي، وعمر بن عبد الرحمن السلمي، لم أقف على تراجمهم.

أخرجه ابن سعد في الطبقات: 7/144 من طريق عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة به.

وأخرجه هناد بن السري في الزهد: 1/530 رقم ((449)) من طريق قبيصة، عن حماد بن سلمة به. وإسنادهما صحيح رجالهما كلهم ثقات.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: 11/253، والخرائطي في فضيلة الشكر: 0/45-46، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 2/200، والذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/195، من طريق قتادة، وأحمد في الزهد 0/242، ويعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ: 2/82، من طريق غيلان، والفسوي وحده في المعرفة أيضا: 2/82 من طريق أبي نعمان، والبيهقي في شعب الإيمان: 4/106 رقم ((4437)) من طريق بديل بن ميسرة جميعا عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ به.

وجاء مرفوعا نحوه عن أبي الدرداء عن الطبراني في معجم الصغير: 1/110 من قوله عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأقرّه. وقد أخرجه الخطيب في الموضح: 1/399 من طريق الطبراني، وفيه إبراهيم بن حبان الأنصاري، وهو إبراهيم بن مالك الأنصاري، وقد ذكر له ابن عدي أحاديث موضوعة ومناكير. الكامل: 1/252، لسان الميزان: 1/94.

ص: 1036

968 -

أخبرنا محمد، حدثني أبو عمرو منير بن عبد الرزاق بن إلياس بن محمد

ابن يعقوب أبي طوق المعدل بطرابلس من لفظه، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء بن أحمد الروذباري، حدثنا أبو إسحاق الهاشمي، حدثنا الحسين بن الحسن (1) ، حدثنا عبد الله ابن المبارك، عن عطاء بن مسلم (2) ، عَنْ وَهْبٍ بْنُ مُنَبِّهٍ، قَاَل:((كَلَّمَ اللهُ عز وجل مُوسَى صلى الله عليه وسلم فِي أَلْفِ مَقَامٍ، كُلَّمَا كَلَّمَهُ فِي مِقَامِ تَغَشَّاهُ نُورٌ غَيْرُ نُورِ اْلمَقَاِم الَّذِي قَبْلَهُ، فَمَكَثَ أَرْبَعِيَن يَوْمٌاً مُتَبَرْقِعاً لَوْ رَآهُ أَحدٌ لَمَاتَ مِنْ عِظَمِ نُورِ اْلعِزَّةِ الَّذِي تَغَشَّى وَجْهَهُ)) (3)

(1) الحسن بن الحسين: أبو عبد الله المروزي السلمي، صدوق، التقريب: 1/166.

(2)

عطاء بن مسلم: الخَفاّف أبو مخلد الكوفي، قال ابن معين: ليس به بأس، وأحاديثه منكرات، ووثقه مرة. وضعفه

أبو داود. وقال أبو حاتم: لا يثبت حديثه وليس بقوي، كان شيخا صالحا. وقال أبو زرعة: دفن كتبه ثم روى من حفظه فيهم فيه، وكان رجلا صالحا. وقال ابن حبان: قليل الحديث يغرب. وقال ابن حبان: صدوق يخطئ كثيرا. مات سنة تسعين ومائة. الجرح والتعديل: 6/336 المجروخين: 2/131 تهذيب الكمال: 20/104.

ميزان الاعتدال: 5/96، التقريب: 1/96.

(3)

في إسناده أبو إسحاق الهاشمي لم أقف على ترجمته، وعطاء بن مسلم تفرد بهذا عن وهب، وقد قال فيه ابن حبان: قليل الحديث يغرب، وقال أيضا: يأتي بالشيء على التوهم فيخطئ، فكثر المناكير في أخباره وبطل الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.

أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة: 1/292 رقم ((561)) و2/476 رقم ((1088)) وابن حبان في ترجمة محمد عمرو

ابن مقسم في الثقات: 9/51، وأبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/50، من طريق محمد بن عمرو بن مقيم عن عطاء بن مسلم، عن وهب قال:((إن الله كلم موسى في ألف مقام، وكان إذا كلمه رئي النور على وجه موسى ثلاثة أيام، قال: فلم يمس موسى امرأة بعد ما كلمه الله)) . وفيه محمد بن عمرو بن مقسم، ذكره ابن حبان في الثقات 9/51، ولم أجد من وثقه غيره.

وهذا الأثر من الإسرائيليات المروية عن وهب بن منبه وهو معروف بالا كثار منها، كما قال الذهبي في الميزان:

7/148: كان كثير النقل من كتب الإسرائيليات.

ص: 1037

969 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أبي الحسين عطية بن عطاء الله بن محمد القاضي الفارسي [ل200/ب] بصيدا ـ وهو ينظر في أصله ـ، قلت: أخبركم أبو علي محمد

ابن جعفر بن محمد بن أبي كريمة، حدثنا جعفر بن أحمد (1) ، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا أبو جعفر المصري، قالَ:((أَوْحى اللَّهُ عز وجل إِلَى دَاوُدَ عليه السلام يَا دَاودُ، تَزْعُمُ أَنَّكَ تُحِبُّنيِ؟ فَإِنْ ُكنْتَ تُحِبُّنِي فَأَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيَا مِنْ قَلْبِكَ، فَإِنَّ حُبِّي وَحُبَّهَا لَا يَجْتَمِعَانِ فِيهِ)) (2) .

970 -

سمعت محمدًا يقول: سمعت أبا الحسن أحمد بن علي بن نهيك نيمك الشيرازي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيِّ اْلحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ بْنِ

(1) جعفر بن أحمد: بن عاصم أبو محمد الدمشقي البزاز المعرف بابن الرواس، وثقه الدارقطني. مات سنة سبع وثلاثمائة. تاريخ بغداد: 7/204.

(2)

في إسناده أبو الحسين عطية الفارسي، وأبو علي محمد بن جعفر لم أقف على ترجمتهما، وأبو جعفر المصري لم أميّزه.

روى البيهقي نحوه في الزهد الكبير: 2/78 رقم ((68)) عن ذي النون يقول: ((اعلموا أن المحب لله عز وجل لا يعظم عند الإيثار لله، لأنه ليس شيء عنده أعظم من الله فينبغي للمحب لله أن يُرى عليه أثر ذلك من رفض الدنيا، لأنه من المحال أن يجتمع في القلب حب الله مع حب الدنيا، فمن أحب الله لم ينظر إلى ما يناله من الدنيا. ولا يكون له حاجة إلى غير من أحب)) .

ص: 1038

هَارُونَ بِكَارزين (1) يَقُولُ: ((مَنْ خَلُصَتْ لِلْحَقِ أَعْمَالُهُ قَصُرَتْ فِي الدُّنْيَا آمَالُهُ)) (2) .

971 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْحَسَنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن القاسم بن علي ابن الْقَاسِمِ بْنِ زَيْدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيِّ بِطَرَابُلُسَ فِي مَنْزِلِهِ، قُلْتُ: حدثكم أبو نصر محمد

ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي الرَّقِّيُّ (3)، قَالَ: كتَبَتْ إِلَيّ وَالِدَتِي مَرْوَةُ بِنْتُ مَرْوَانَ إِلَى الأَهْوَازِ تَقُولُ: حَدَّثَتْنِي وَالِدَتِي عَاتِكَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ ابن بَكَّارٍ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى هِشَامٍ (4) بالرُّصَافة وَعِنْدَهُ الزُّهْرِيُّ، فَحَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (5) :((مَا تَرَكَ عَبْدُ للهِ أَمْراً لَا يَتْرُكُهُ إِلَاّ لَهُ، إِلَاّ عَوَضَهُ اللهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ فِي دِينِهِ [ل201/أ] وَدُنْيَاهُ)) (6)

(1) كازرين: بفتح الراء وكسر الزاي وياء ثم نون، بلد بفارس، انظر معجم البلدان: 4/428.

(2)

في إسناده أبو الحسن أحمد بن علي الشيرازي، وابو علي الحسن بن محمد بن هارون لم أقف على ترجمتهما.

(3)

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي الرَّقي: كذا في الخطية، وفي سؤالات السلمي للدارقطني (ابن سعيد)، وقال الدارقطني: كذاب، يضع الحديث.

(4)

هشام: هو بن عروة.

(5)

قَالَ) أثبتها الناسخ في هامش الخطية، وأشار إليها بعلامة اللحق وكتب (صح) .

(6)

حديث صحيح بمعناه دون قوله ((في دينه ودنياه)) ، وأثر المؤلف موضوع، في إسناده عبد الله الرقي كذبه الدارقطني، وأما أبو الحسن الهمداني، وأبو نصر النيسابوري، ومروة بنت مروان، وعاتكة بنت محمد وأبو ها بكار لم أقف على تراجمهم.

أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء: 2/196، من عبد الله بن سعد القاضي الرقي به، بدون أبيات. وقال: غريب من حديث الزهري، لم نكتبه إلا من هذا الوجه

وقال الألباني: إن إسناده موضوع، فإن من دون الزهري لا ذكر لهم في شيء من كتب الحديث، غير عبد الله بن سعد الرقي، فإنه معروف، ولكن بالكذب، الضعيفة 1/61 رقم (5) .

وأخرجه وكيع في الزهد: 2/635، وأحمد في مسنده: 5/78 و79 و362، والمروزي في زياداته على الزهد لابن

المبارك: 0/412، والقضاعي في مسند الشهاب: 2/178 رقم ((1135)) و ((1136)) ، والبيهقي في شعب الإيمان:

5/53 رقم ((5748)) ، كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة، وأبي الدهماء

قالا: كانا يكثران السفر نحو هذا البيت، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية فقال البدوي: أخذ بيدي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمني مما علمه الله تبارك وتعالى، وقال ((إنك لن تدع شيئا اتقاء الله جل وعز إلا أعطاك خيرا منه)) وهذا لفظ أحمد، وإسناد صحيح رجاله ثقات، والرجل الذي رويا عنه له صحبة كما هو مذكور في ترجمتهما في التهذيب، وقال محمد بن ناصر الدين الألباني: أخرجه أحمد بسند صحيح.

وقد رواه مرسلا ابن أبي الدنيا في الورع: 1/45 رقم ((41)) عن محمد بن سلام الجمحي، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عن الشعبي قال: بلغني أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره. والشيباني هو أبو إسحاق سليمان ابن أبي سليمان وهو ثقة. التقريب: 1/252، وخالد بن عبد الله هو الطحان الواسطي ثقة كذلك، التقريب: 1/189.

والجمحي هو صاحب كتاب: ((طبقات الشعراء)) سئل عنه أبو حاتم فقال: أخوه عبد الرحمن بن سلام أوثق منه، وقال ابن حجر: صدوق. الجرح والتعديل: 7/278، التقريب: 1/342.

ورُوي م على الشعبي، أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 4/312، من طريق أحمد بن موسى، حدثنا إسماعيل ابن سعيد، حدثنا جرير، عن أبي إسحاق، عن الشعبي نحوه.

وفي إسناده أحمد بن موسى، وإسماعيل بن سعيد لم أعرفهما، وأما جرير فهو ابن حازم ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث من حفظه. التقريب: 1/138، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي ثقة اختلط بأخرة، لكنه مدلس وقد عنعن. التقريب: 1/423، والتبيين لأسماء المدلسين: 0/160، وروي موقوفا على أبي بن كعب أيضا: أخرجه ابن أبي الدنيا في الورع: 0/55 رقم ((42)) من طريق مسلم بن شداد، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي بن كعب نحوه وزيادة.

وإسناده حسن، فمسلم بن شداد وثقه العجلي وابن حبان. وبقية رجاله ثقات. معرفة الثقات: 2/277، الجرح والتعديل: 8/186، الثقات: 7/445.

ص: 1039

فَآثِرْنِي يَا بنيَّ يؤثِرْكَ اللَّهُ. وَكَتَبَ فِي أَسْفَلِ كِتَابِهَا مِنْ قِبَلِهَا:

ص: 1040

عَجُوزٌ بِأرضِ الرَّقَّتَيْنِ وَحِيدَةٌ

لِنَأْيِكَ بِالأَهْوَازِ ضَاقَ بِهَا الذَّرْعُ

سِوى دَمْعِ عَيْنَيهَا فَلَمْ يَمُتِ الدَّمْعُ

وقَدْ مَاتَتْ الأَعْضَاءُ مِنْ كُلِّ جِسْمِها

فَلَيْسَ لِرَاقٍ فِيهِ ضُرٌّ وَلَا نَفْعُ

وَلَمْ يَبْقَ إِلَاّ الْجِلْدُ وَالْعَظْمُ بَالِيًا

يَنُحْنَ عَلَيْهَا لَا حَسِيسٌ وَلا سمْعُ

فَهَا هِي ذَا كَالشَنَّ (1) بينَ ترائبٍ

أن تُضِيءَ في الصُّبحِ أنْجُمُها السَّبْعُ

تُراعِي الثُّرَيَّا مَا تَلَذُّ بِمَغْمَضٍ إلي

وآخَرَ مَسْرُور يَدُرُّ لهُ الضَّرْعُ

وكَمْ فِي الدُّجَى مِنْ ذِي هُمُومٍ مُقَلْقَلٍ

بكَاهَا إِذا مَا نَابَ مِن حَادِثٍ قَرْعُ

ومَنْ أَضْحَكَتْهُ الدَّارُ فهِي أَنِيسَهُ

عَسَى اللهُ لَا يَائس مِنَ اللهِ أَنْ أرى أَرَى

سَفَائنَ عبدِ اللَّهِ تَقُْدمُها الشُّرْعُ

972 -

أنشدنا محمد، أنشدني أبو الفرج عبد الصمد بن محمد بن أحمد ابن غالب الصوري لنفسه:

يا مُرسِلاً مِنْ طََرْفِهِ

سَهْمًا إِلى قَلْبِي قَتُولا

سَهَرًا وَفِي جِسْمِي نُحُولا

أَوْرَثْتَنِي في مُقْلَتِي

دِثِ بعد هَجْرِك لِي مَقِيلا

وتَرَكْتَ قَلْبِي لِلْحَوا

رِدُ مِنْ جَوى قَلْبِي غَلِيلا

لا أَحْتَسي كأسًا تُبَرْ

إلَاّ بِذِكركُمُ ولَوْ

كانتْ رَحِيقًا سَلْسَبيلا (2)

(1) الشّنَّ: منه التشنن، وهو اليبس في جلد الإنسان عند الهرم. لسان العرب: 13/242، مادة (شنن) .

(2)

في إسناده أبو الفرج عبد الصمد بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري، لم أقف على ترجمته.

ص: 1041

973 -

أنشدنا محمد، أنشدني أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب [ل201/ب] الصوري (1) لنفسه:

بِهَوَاكَ هُنْتُ عَلى الَّذِي

قدْ كُنْتُ ذا عزِّ عَليهِ

مَنْ كُنْتُ أَقْرَبَهُمْ إِلَيْهِ

وبعُدْتُ دُونَ النَّاسِ مِمْ

أَتُرَى هَوَاكَ يَقِيلُنِي

فَأَتوُبُ مِنْهُ عَلَى يَدَيهِ

974 -

أنشدنا محمد، أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البصري لنفسه:

بَكَتْ فَكَادَ الفُؤَادُ يَنْصَدِعُ

قَالَتْ أَرَى الْوَصْلَ سَوْفَ يَنْقَطِعُ

قلتُ اصْبِرِي فَالْقَضَاءُ فَرَّقَنَا

لَعَلَّنَا بَعْدَ ذاَ سَنَجْتَمِعُ (2)

975 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ مِنْ لَفْظِهِ بصيدا، أخبرنا محمد

ابن يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِياث، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ،

عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَا تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمْعَةِ

(1) أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري: لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا، مات سنة تسع عشرة وأربعمائة، ولم ثمانون سنة. وفيات الأعيان: 3/232، سير أعلام النبلاء: 17/400، العبر: 3/131، شذرات الذهب: 3/211.

(2)

في إسناده إبراهيم بن محمد بن إبراهيم البصري، لم أقف على ترجمته.

(3)

أبو صالح: ذكوان السمان الزيات.

ص: 1042

مُتَعَمِّداً، وَلَكِنْ صُومُوا قَبْلَهُ بِيَوْمٍ أَوْ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ)) (1) .

976 -

أنشدنا محمد، أنشدنا أبو الحسين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْع، أنشدنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الرُّوذَبارِيُّ، أنشدنا محمد بن الزِّبْرِقان:

دِينُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ أَخْبَارُ

نِعَْم الْمَطِيَّةُ لِلْفَتَى الآثارُ

فَالرَّأْيُ لَيْلٌ وَالْحَدِيثُ نَهَارُ

لَا تُخْدَ عَنَّ عَنِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِهِ

وَلَرُبَّمَا سَلَكَ الْفَتَى سُبُلَ الْهَوَى

وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَهَا أَنْوَارُ (2)[ل202/أ]

977 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ مِنْ لَفْظِهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ

(1) حديث صحيح، وإسناد المؤلف حسن، فيه محمد بن يوسف ذكره الخطيب دون جرح ولا تعديل، والهيثم بن سهل جائز الحديث.

أخرجه البخاري في الصيام: باب صوم يوم الجمعة 4/131 رقم ((1985)) ومسلم في الصيام: باب كراهية يوم

الجمعة منفرا 2/801 رقم ((1144)) من طريق حفص بن غياث وأضاف مسلم طريق أبي معاوية كلاهما عن

الأعمش به.

(2)

في إسناده أبو عبد الله الروذباري وهو ضعيف.

ذكرها ابن جميع في معجم الشيوخ: 1/203- 204 في ترجمة أحمد بن عطاء أبو عبد الله الروذباري ولم يذكر البيت الثالث، وذكرها صلاح الدين خليل الصفدي أيضاً في كتابه الوافي بالوفيات: 1/311، من طريق الخطيب البغدادي قال أخبرني محمد بن علي الأصبهاني، حدثنا الحسين بنومحمد بن الوليد التستري بها حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ محمد

ابن يوسف بن مسعدة إملاء، قال: سمعت عبد الله بن سلام يقول: أنشدني عبدة بن زياد الأصبهاني من قوله، فذكره هكذا:

دين النبي محمد مختار نعم المطية للفتى الآثار

لا ترغبنّ عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار

ولربما غلط الفتى سبل الهدى والشمس بازغة لها أنوار.

ص: 1043

أحمد ابن مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ مِنْ لَفْظِهِ سَنَةَ ثمان وتسعين وثلاثمائة، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى أَبُو الْعَبَّاسِ العَماَّرِي بالأَثَارِب (1) ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ العَمِّي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ (2) ، عَنْ أَبيِ سَعِيدٍ اْلخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ َرُسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((ثَلَاثَةٌ يَضْحَكُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ: الرَّجِلُ إِذِا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، وَاْلقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِلصَّلَاةِ، وَاْلقَوْمُ إِذَا صَفُّوا لِقِتَالِ اْلعَدُوِّ)) (3)

(1) الأثارب: قلعة معروفة بين حلب وأنطاقية، وبينها وبين حلب ثلاثة فراسخ، وهذه القلعة الآن خراب وتحت جبلها قرية تسمى باسمها فيقال لها الأثارب. معجم البلدان: 1/89، وفي معجم ما استعجم: 1/105، موضع بالشام.

(2)

أبو الوداك: جبر بن نوف بفتح النون وآخره فاء بسكون الميم البكالي بكسر الموحدة وتخفيف الكاف الهمداني الكوفي. وقال ابن سعد: كان قليل الحديث. وثقه ابن معين. وقال النساني صالح. وقال مرة: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: هو من أهل الصدق والاتقان. وثقه الذهبي، وقال ابن حجر: صدوق يهم. الجرح والتعديل: 2/532، مشاهير علماء الأمصار: 1/93، تهذيب الكمال: 4/495، الكاشف: 1/289، التقريب: 1/137.

(3)

حديث حسن لغيره، وإسناد المؤلف فيه أحمد بن محمد العماري، لم أقف على ترجمته، ومجالد وإن كان ضعيفا إلا أنه قد قال ابن مهدي: حديث مجالد عن الأحداث أبي أسامة وغيره ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء، يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره.

أخرجه ابن جميع في معجم شيوخه: 1/165، ومن طريقه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 6/287، من طريق أحمد

ابن محمد بن عيس به.

وأخرجه أحمد في مسنده: 3/80 وأبو يعلى في مسنده: 2/285 رقم ((1004)) والبيهقي في الأسماء والصفات:

0/472، من طرق عن هشيم بهذا الإسناد، ولم ينفرد به مجالد بن سعيد بل تابعه عبد الله بن إسماعيل.

وأخرجه ابن ماجة في المقدمة: باب فيما أنكرت الجهمية 1/72 رقم ((200)) من طريق عبد الله بن إسماعيل، عن مجالد به. وقال البوصيري في الزوائد: 1/87، في إسناده مقال. قلت وقال أبو حاتم عبد الله بن إسماعيل مجهول، ولم أجد لأبي الوداك متابعا، وهو صدوق يهم.

وأخرجه البزار في كشف الأستار: 1/244 رقم ((715)) من طريق محمد بن أبي ليلى، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سعيد مرفوعا. وفي سياقه تغاير عما عند ابن ماجة وغيره، وفي إسناده محمد بن أبي ليلى، وعطية العوفي.

وقال الهيثمي: رواه ابن ماجة وغيره بغير هذا السياق ورواه البزار وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير لسوء حفظه لا لكذبه. انظر مجمع الزوائد: 2/256، ولكن بمجموع الطريقين يرتقي الحديث إلى الحسن، إن شاء الله.

ص: 1044

غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيِّ، لا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ غَيْرَ أَبِي الْوَدَّاكِ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَحَدَّثَ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَن هُشَيْمٍ، فَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِهِ.

978 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْبَصْرِيِّ بِبَيْتِ المقدس سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، حدثنا أبو محمد عبد الله

ابن الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي الصَّابُونِيُّ (1) بِأَنْطَاكِيَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بن عبد الله بن عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الخير الزبادي (2) ، عن

(1) أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحسين بن عبد الرحمن الصابوري: لعله أبو محمد عبيد اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرحمن الصابوني، الذي ذكره السمعاني بدون جرح ولا تعديل في الأنساب: 3/507.

(2)

مالك بن الخير الزبادي بفتح الزاي والباء الموحدة، -وهذا هو الصحيح كما قال ابن حجر- أبو الخير المصري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن قطان لم تثبت عدالته. قال الذهبي: يريد أنه لم ينص أحد على أنه ثقة، -ثم قال: - وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمنا أن حديثه نص على توثيقهم، والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن أحاديث صحيح. وقال الذهبي مرة: محله الصدق. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. الجرح والتعديل: 8/208، الثقات: 7/460، الأنساب: 6/244، اللباب: 2/56، لسان الميزان: 5/3، تبصير المنتبه: 2/664.

ص: 1045

أَبِي قَبِيلٍ (1)

، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قاَلَ: [ل 202/ب]((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا)) (2) .

لا أَعْلَمُ جَاءَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ، ((وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا)) إِلَّا فِي

(1) أبو قبيل: حُييّ بن هانئ بن ناضر أبو قبيل بفتح القاف وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة المعافري المصري، وثقه ابن معين والعجلي وأبو زرعة واليعقوب الفسوي وأحمد بن صالح. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان يخطئ. وقال الذهبي: وثقه جماعة. وقال ابن حجر: صدوق يهم. معرفة الثقات: 1/329، الجرح والتعديل: 3/275، الثقات: 4/178، تهذيب الكمال: 7/490، الكاشف: 1/360، التقريب: 1/185..

(2)

حديث حسن بشواهده بدون الزياة التي انفرد بها أبو قبيل عن عبادة، إذ هي غريبة ولم يتابعه فيها أحد، وفي إسناد المؤلف أبو الفتح عبد الله الطوسي لم أقف على ترجمته.

أخرجه الحاكم في المستدرك: 1/122، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى: 1/383، من طريق أبي عبد الله محمد ابن عبد الله بن الحكم به. وعند الحاكم زيادة ((حقه)) .

وأخرجه أحمد في مسنده: 5/323 من طريق هارون، وضياء الدين المقدسي في الأحاديث المختارة: 8/361 رقم ((445)) من طريق هارون وأحمد بن صالح كلاهما عن ابن وهب به. إلا أنه قال: ((ليس من أمتي)) .

ورواه البخاري في التاريخ الكبير: 7/312 رقم ((132)) من طريق مالك بن خير الزبادي به.

ورواه المنذري في الترغيب والترهيب: 1/149 رقم ((169)) والعجلي في كشف الخفاء: 2/226، عن عبادة بن الصامت به، بدون إسناد.

وقال الحاكم: ومالك بن خير الزيادي مصري ثقة وأبو قبيل تابع كبير. وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني وإسناده حسن. مجمع الزوائد: 8/14.

والحديث له شاهد من حديث أبي أمامة عند الطبراني في معجم الكبير: 8/196 رقم ((7803)) )) و8/281 رقم ((7922)) بدون قوله ((ويعرف لعالمنا)) وفي سند حديث رقم ((7703)) عفير بن معدان، وهو ضعيف، كما في التقريب: 1/393.

ومن حديث ابن عباس: عند أحمد في مسنده 1/257، بزيادة ((ولم يأمر بالمعروف وينه عن المنكر)) والطبراني في معجم الكبير: 11/72 رقم ((11083)) و11/449 رقم ((2276)) وفيه ((ويعرف لنا حقنا)) بدل ((لم يأمر بالمعروف)) وليس عندهما ((ويعرف لعالمنا)) . وفي إسناد أحمد ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، التقريب: 1/464.

ومن حديث واثلة بن الأسقع رواه الطبراني في معجم الكبير: 22/95 رقم ((229)) من طريق الزهري عنه مرفوعا.

وقال الهيثمي: الزهري لم يسمع من واثلة. مجمع الزوائد: 8/14.

ومن حديث أبي هريرة: رواه الحاكم في المستدرك: 4/178 بلفظ: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبير)) وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح.

ص: 1046

هَذَا الْحَدِيثِ وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْوَلِيدِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، لا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ غَيْرَ أَبِي قَبِيلٍ حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ، وَلا عَنْهُ غَيْرَ مَالِكِ بْنِ الْخَيْرِ الزَّبَادِيِّ، وَمَا رَأَيْنَاهُ عَنْ مَالِكٍ إِلَّا مِنْ حديث بن وهب، وحدث به أحمد

ابن حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ، أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ بن وَهْبٍ، وَوَقَعَ إِلَيْنَا عَالِيًا كَأَنَّا سَمِعْنَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَهُ الصُّورِيُّ.

979 -

أخبرنا محمد، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن جعفر بن عبيد الله الحميري بطرابلس، أخبرنا خيثمة بن سليمان القرشي، أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد (1) ، أخبرني أبي (2) وعقبة ابن علقمة (3)، قالا:

(1) العباس بن الوليد بن مزيد: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الياء البيروتي العُذْري، ذكره العجلي في الثقات، وقال

ابن حجر: صدوق عابد. معرفة الثقات: 2/20، التقريب: 1/294.

(2)

أبوه: الوليد بن مزيد: أبو العباس البيروتي العذري ثقة ثبت، قال النسائي: كان لا يخطئ ولا يدلس، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. التقريب: 1/583.

(3)

عقبة بن علقمة: وثقه النسائي وابن خراش والحاكم. وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال ابن حبان: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عقبة عنه لأنه كان يدخل عليه الحديث. وقال ابن عدي: روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد. وقال الذهبي: صدوق يغرب. وقال ابن حجر: صدوق كان ابنه يدخل عليه ما ليس من حديثه.

الثقات: 8/500، تهذيب الكمال: 20/211، الكاشف 2/29، تهذيب التهذيب: 7/219، التقريب: 1/395.

() الأوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو.

ص: 1047

َقالَ الأَوْزَاعِيُّ (1)

: ((مَا اُبْتُلِىَ المُسْلِمُ فِي دِينِهِ بِشَيْءٍ أَضَرُّ عَلَيْهِ مِنِ اطْلَاقِهِ لِسَانَهُ)) (2) .

980 -

حدثنا محمد، أخبرني أبو بكر محمد بن خميس بن جميل بصور، حدثنا أحمد ابن علي الروذباري، أخبرني القاسم بن بكر الصوفي قال: قيل ليحيى بن معاذ: أخبرنا بأحلى الأصوات فَقَالَ: ((مَزَامِيرُ أُنْسٍ فيِ مَقَاصِيِر قُدُسٍِ بِأَلْحَانِ تَحْمِيدٍ فيِ رِيَاضِ َتمْجِيدٍ فِي

(1) رجال إسناده ثقات إلا أبو عبد الله الحميري، فلم أقف عليه. وقد وردت نصوص عديدة تدل على خطورة اللسان على الإنسا إن هو أطلقه، لأنه سلاح ذو حدّين، ومن تلك النصوص:

ما جاء في حديث سهل بن سعد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة.

أخرجه البخاري في الحدود: باب من ترك الفواحش 12/113 رقم ((6807)) وفي الرقاق: باب حفظ اللسان 11/308 رقم ((6474)) .

وأخرج أحمد في مسنده: 5/231مطولا، والترمذي في الإيمان: باب ما جاء في حرمة الصلاة 7/362-365 رقم

((2749)) ، وابن ماجة في الفتن: باب كف اللسان في الفتنة 2/1314 رقم ((3973)) ، وأبو يعلى في مسنده:

13/548 رقم ((7555)) ، كلهم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ((كنت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار

ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟، قلت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فأخذ بلسانه، قال كفّ عليك هذا، فقلت: يا نبي الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ولمزيد التفصيل ينظر كتاب آفات اللسان لابن أبي الدنيا.

(2)

ص: 1048

مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدَرٍ)) (1) .

981 -

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ بْنَ خَمِيسٍ اْلبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: ((أَوْحَى اللهُ إِلَى [ل203/أ] دَاوَد فِي صِفَةِ أَوْلِيَائِهِ: يَا دَاودُ بِطِبِِّي صَحُّوا، وَبِطِيبِي فَاحُوا، وَبِوَجْدِي بَاحُوا، وَعَلى قُرْبيِ نَاحُوا، وَمِنْ أَجْليِ صاَحوُا، وَإِلَيَّ غَدَوا وَرَاحُوا)) (2) .

982 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ الصَّيْدَاوِيِّ الشَّيْخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (3) ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ قَالَ:

(1) في إسناده القاسم بن بكر، ولم أقف على ترجمته، ومحمد بن خميس لم أعرف حاله، وأحمد الروذباري ضعيف.

أخرجه أبو نعيم في الحلية الأولياء: 9/354 من طريق إبراهيم بن عبد الله الصوفي يقول: سئل ذو النون عن سماع العظة الحسنة والنغمة الطيبة فقال: ((مزامير أنس في مقاصيد قدس بألحان توحيد في رياض تمجيد، بمطربان الغواني في تلك المعاني المؤية بأهلها إللا النعيم الدائم في مقعد صدق عند مليك مقتدر)) ثم قال: هذا لهم الخبر، فكيف طعم النظر)) . قلت: ولم يتبيّن لي معنى هذا النص.

(2)

في إسناده أبو بكر بن جميس البغدادي لم أجد له جرحاً ولا تعديلاً، ولم يتبيّن لي معنى هذا النص أيضاً.

(3)

جرير: هو ابن عبد الحميد بن قُرط بضم القاف وسكون االراء بعدها طاء مهملة الضبيِّ، ثقة صحيح الكتاب،

قيل كان في آخر عمره يهم من حفظه. . التقريب: 1/139.

ص: 1049

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ اْلُمُنُقَلَبِ، وَاْلحَورِ بَعْدَ اْلكَوْنِ، وَدَعْوَةِ اْلَمَظْلُومِ، وَسُوءِ اْلمَنْظَرِ فيِ اْلأَهْلِ وَاْلمَالِ)) (1) .

983 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُنِيرِ بْنِ عمر بن صالح ابن عَطِيَّةَ الْكِنَانِيِّ، قُلْتُ: أَخْبَرَكُمْ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ يحيى القيسراني، حدثنا إبراهيم ابن مُعَاوِيَةَ بْنِ ذَكْوَانَ، وَعَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ (2)، قَالا: حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ (3)

، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ بُرْدَةَ، عَنِ ابْنِ

(1) حديث صحيح، رجال إسناده ثقات.

أخرجه الذهبي في معجم المحدثين: 1/275، من طريق يوسف بن موسى به.

وأخرجه مسلم في الحج: باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج وغيره 2/979 رقم ((1343)) ، من إسماعيل بن عليه، وأبي معاوية محمد بن خازم، وعبد الواحد، كلهم من طريق عاصم الأحول بهذل الإسناد.

وفي رواية إسماعيل بن علية ((يتعوذ من وعثاء السفر)) بدل من ((اللهم إني أعوذبك من وعثاء السفر)) وفيه: ((والحور

بعد الكون)) بدل ((والحور بعد الكور)) قلت: وقد رُوي بالنون وبالراء، وممن ذكر الراوتين: جميعا الإمام الترمذي

في سننه في أبواب الدعوات عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم باب ما يقول إذا خرج مسافرا 9/399 رقم ((3502)) من طريق حماد بن زيد، عن عاصم الأحول به مطولا. وقال بعدما رواه بالراء: هذا حديث حسن صحيح، ويروى

الحور بعد الكون أيضا. ومعنى قوله ((الحور بعد الكون أو كور)) وكلاهما له وجه، يقال: إنما هو الجوع عن الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى معصية، إنما يعني من رجوع شيء إلى شيء من الشر.

وقال النووي بعد ذكر كلام الترمذي هذا: وكذا قال غيره من العلماء، معناه بالراء والنون جميعا: الرجوع من

الاستقامة أو الزيادة إلى النقص، انظر شرح صحيح مسلم للنووي

(2)

عمرو بن ثور: الحذامي ذُكر ضمن تلامذة محمد بن يوسف الفريابي. ولم أقف له على ترجمة.

(3)

جرير بن أيوب البجلي: الكوفي، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة والعقيلي:

منكر الحديث. وتركه النسائي. وقال ابن عدي ولم أر في حديثه إلا ما يحتمل وليس له حديث منكر قد جاوز الحد.

وقال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه. وقال أبو نعيم: كان يضع الحديث. الضعفاء الصغير: 0/25، الضعفاء

والمتروكون: 0/28، الضعفاء الكبير: 1/197، الجرح والتعديل: 2/503، المجروحين: 1/220، الكامل: 2/133، لسان الميزان: 2/101،

ص: 1050

مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِنَّهُ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ أَهَلَّ رَمَضَانُ:((َلوْ يَعْلَمُ اْلِعَبادُ مَا فيِ رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ يَكُونَ رَمَضَانُ السَّنَةَ كُلَّهَا، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةِ: يَا رَسُولُ اللهُ، حَدََّثَنَا بِهِ، قَالَ: إِنَّ [ل203/ب] اْلجَنَّة َلتُزَيَّنُ لِرَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ اْلحَوْلِ إِلَى اْلحَوْلِ، حَتىَ إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ اْلعَرْشِ فَعَصَفَتْ وَرَقُ اْلَجَّنةِ، فَتَنْظُرُ اْلحُور َاْلعِيَن إِلَى ذَلِكَ، فَيَقُلْنَ: اللَّهُمّ اجْعَلْ لَنَا فِي عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا، تَقِرُّ أَعْيُنِنَا بِهِمْ، وَتَقِرُّ أَعْيُنُهُمْ بِنَا، فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ إِلَاّ زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ اْلعِيِن، فِيَ خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوّفَةٍ مِمَّا نَعَتَ اللهُ عز وجل، {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فيِ اْلخِيَامِ} (1)

عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً، لَيْسَتْ مِنْهَا محلَّةٌ عَلَى لَوْنِ اْلأُخْرَى، فَيُعْطَى سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ لَيْسَ مِنْهَا لَوْنٌ عَلَى رِيحِ اْلآخِرِ، لِكَلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ سَرِيراً مِنْ يَأقُوتة حَمْرَاءَ مُوَشَّحَةٍ بِالدُّرِّ، عَلَى كُلُِّ سَرِيرِ سَبْعُونَ فِرَاشاً بَطَاِئنُهَا مِنْ اسْتَبْرَقٍ، وَفَوْقَ السَّبْعِيِن فِرَاشاً سَبْعُونَ أَرِيكَةً، لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ لحِاَجَتِهَا، وَسَبْعُونَ أَلْفَ

(1) سورة الرحمن، الآية رقم:(72) ..

ص: 1051

وَصِيفٍ مَعَ كُلِّ وَصِيفٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبِ، فِيهَا لَوْنٌ مِنْ طَعَامِ تَجِدُ ِلآخِرِ لُقْمَةٍ مِنْهَا لَذَّةً لَا تَجِدُ ِلأَوَّلِهِ، وَيُعْطَى زَوْجُهاَ مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَأقُوتٍ أَحْمَرَ عَلَيْهِ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبِ مُوَشَّحَانِ بِيَاقُوتِ أَحْمَرَ، هَذَا لِكُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، سِوَى مَا يَعْمَلُ مِنْ اْلحَسَنَاتِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: فِي بَعْضِ مَا رَوَاهُ، سِوَى مَا أَرَاهُ يَكُونُ مِنْ اْلحَسَنَاتِ، شَكَّ مُحَمَّدٌ)) (1)

(1) حديث منكر، في إسناده أبو الحسن الكناني، وأبو علي الحسن القيسراني، وإبراهيم بن معاوية، وعمر بن ثور، ونافع بن بردة، لم أقف على تراجمهم، وجرير بن أيوب منكر الحديث، وقد تفرد به عن الشعبي.

أخرجه ابن خزيمة في صحيحه: 3/190 رقم ((1886)) من طريق محمد بن يوسف الفريابي مطولا، ومن طريق

قتيبة، عن جرير به، وعنده ((أبو مسعود)) بدل ابن مسعود، وفيه بعض الخلاف في متن الحديث مع ما عند المؤلف من تقديم أوتأخير أوزيادة كلمة أونقصها.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده: 9/180-181 رقم ((5273)) والشاشي في مسنده: 2/277-278 رقم ((852))

من طريق عن جرير به. وقال ابن خزيمة: إن صح الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/141، وقال: رواه أبو يعلى وفيه جرير بن أيوب، وهو ضعيف. قلت: وقد

سقط، ((ابن)) عنده قبل ((مسعود)) .

وقال ابن حجر: تفرد به جرير بن أيوب، وهو ضعيف جدّاً، وقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه وقال: إن صح الخبر، فإن في القلب من جرير بن أيوب، وكأنه تساهل فيه لكونه من الرغائب، وابن مسعود ليس هو الهذلي المشهور، وإنما هو آخر غفاري. المطالب العالية: 3/224 رقم ((1050)) وأورده ابن الجوزي في الموضوعات: 2/188، واستدركه السيوطي في اللائي المصنوعة: 2/99-100،

وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة: 0/88، رواه أبو يعلى عن ابن مسعود مرفوعا، وهو موضوع، آفته جرير بن أيوب، وسياقه وسياق الذي قبله

مما يشهد العقل أنهما موضوعان، فلا معنى لاستدراك السيوطي لهما على

ابن الجوزي: بأنه قد رواهما غير من رواهما عنه ابن الجوزي، فإن الموضوع لا يخرج عن كونه موضوعا برواية الرواة له. انظر تنزيه الشريعة المرفوعة: 2/153-154.

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/388 رقم (967) من طريق الهياج بن بسطام عن عباد عن نافع عن أبي مسعود مرفوعاً. وقال الهيثمي في المجمع 3/142، وفيه الهياج بن بسطام وهو ضعيف.

ص: 1052

984 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي بكر الأثرم، [ل204/أ] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، يَعْنِي: ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيَّ الْمَعْرُوفَ بِالْحَامِضِ (1) ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصيبي (2) ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَفَرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (3) ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهُ صلى الله عليه وسلم: ((اْلعَافِيَةُ عَشْرةُ أَجْزَاءٍ: تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي الصَّمْتِ، وَاْلعَاشِرةُ اعْتِزَالُكَ عَنِ النَّاِس)) (4) .

985 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سعيد

(1) عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي المعروف بالحامض: وثقه الخطيب، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.

تاريخ بغداد: 10/124، الأنساب: 4/30، سير أعلام النبلاء: 15/287. شذرات الذهب: 2/323.

(2)

موسى بن أيوب النصيبي: ابن عيسى أبو عمران الأنطاكي. وثقة العجلي. قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الذهبي: ثقة. وقال ابن حجر: صدوق. معرفة الثقات: 2/304، الجرح والتعديل:

8/134، الثقات: 9/161، تهذيب الكمال: 29/33، الكاشف: 2/302، التقريب: 1/550.

(3)

عبد الرحمن بن عبد الله: السراج البصري،

(4)

حديث منكر. في إسناده محمد بن أبي الأثرم ويوسف بن سفر لم أقف على ترجمتهما.

ذكره الديلمي في مسند الفردوس: 3/82 رقم ((4231)) والمناوي في فيض القدير: 4/370 رقم ((5653)) ،

عن ابن عباس بدون إسناد.

ورمز له السيوطي بالضعف. وقال المناوي: قال الخطيب هذا حديث منكر. وضعفه محمد بن ناصر الدين الألباني

في ضعيف الجامع الصغير وزياداته: 0/560 رقم ((3834)) وفي الضعيفة: أيضا رقم ((3927)) .

ص: 1053

ابن عَلِيٍّ الأَزْدِيُّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَرَّابُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ (1)

، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ الَّنبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ((: لَا حِمَى إِلَاّ ِللهِ وَرَسُولِهِ)) (2) .

986 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (3) وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمَيْمُونِ بْنِ أَحْمَدَ (4) ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إبراهيم المعد لون قِرَاءَةً عَلَيْهِمْ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ

(1) إبراهيم بن الهيثم البلدي: ابن المهلَّب أبو إسحاق، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة،

وقال: فلم أر له منكراً يكون من جهته إلا أن يكون من جهة من روى عنه. ووثقه الدارقطني. مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائتين. الثقات: 8/88، الكامل: 1/274، تاريخ بغداد: 6/206.

(2)

حديث صحيح، رجال إسناده ثقات.

أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار: 3/269، من طريق ابن أبي داود، وابن حبان في صحيحه: 10/540 رقم ((4685)) من طريق يحيى بن معين كلاهما عن علي بن عياش بهذا الإسناد، ولم يذكرا شعيب بن أبي حمزة.

وأخرجه البخاري من طريق آخر في الشرب: باب لا حمى إلا لله ولرسوله 5/44 رقم ((2370)) عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ الليث، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عباس، عن الصعب بن جثّامة مرفوعا.

وأخرجه أيضا في الجهاد: باب أهل الدار يبيتون 6/146 رقم ((3012)) من طريق علي بن عبد الله، عن سفيان

عن الزهري بإسناد السابق.

(3)

أَبُو الْعَبَّاسِ مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ بن الحسن بن علي: بن منير المصري الخشاب المعدّل، قال الحبال: ثقة لا يجوز عليه التدليس، مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. العبر: 3/110، سير أعلام النبلاء: 17/267، شذرات الذهب:

3/197.

(4)

لم أجد له ترجمة، ويحتمل أن يكون هو المذكور في إسناد رواية رقم (600) .

ص: 1054

بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَنَّادَ، حَدَّثَهُمْ إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ خَيْرُ بْنُ عرفة ابن عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّ درَّاجاً (2)

حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ (3) حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ((أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، طَوبىَ ِلمَنْ رَآك وَآمَنَ ِبكَ، [ل204/ب] قَالَ: طُوبَى ِلمَنْ رَآني، ثُمَّ طُوبَى، ثُمَّ طُوبَي، ثُمَّ طُوبيَ ِلمَنْ آمَنَ بيِ وَلَمْ يَرَنيِ، فَقَالَ َلهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَما طُوبىَ؟ قَالَ: شَجَرَةٌ فيِ اْلجَنَّةِ مَسِيَرةُ مِائَةِ سَنَةٍ ثِياَبُ أَهْلِ اْلجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا)) (4)

(1) أبو طاهر خَيْرُ بْنُ عَرَفَةَ بْنِ عَبْدِ الله الأنصاري: قال الذهبي: صدوق. مات أول سنة ثلاث وثمانين ومائتين. سير أعلام النبلاء: 13/413-414.

(2)

درّاج: بفتح الدال وتثقيل الراء وآخره جيم ابن سمعان أبو سمح، وقيل اسمه عبد الرحمن ودرّاج لقب السهمي

مولاهم المصري. وثقه ابن معين، وقال أحمد: حديثه منكر. وقال أبو حاتم: في حديثه ضعف. وقال أبو دود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال مرة: منكر

الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف: وقال مرة: متروك. وقال ابن حجر: صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف.

الضعفاء والمتروكون: 0/39، الجرح والتعديل: 3/441، تهذيب الكمال: 8/477، التقريب: 1/201.

(3)

أبو الهيثم: هو سليمان بن عمرو بن عبد أو عبيد الليثي ثقة من الرابعة، القريب: 1/253.

(4)

حديث ضعيف، في إسناده أحمد بن إبراهيم القناد لم أعرف حاله من حيث الجرح أو التعديل، وابن لهيعة قد تابعه عمرو بن الحارث إلا أن في رواية درّاج عن أبي الهيثم ضعفاً.

ولكن قوله ((طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي)) حسن لغيره، قد رُوي عن عدد من الصحابة.

وحديث أبي سعيد الخدري هذا أخرجه أحمد في مسنده: 3/71، وأبو يعلى في مسنده: 2/519 رقم ((1374)) والخطيب في تاريخه: 4/91، كلهم من طريق ابن لهيعة بهذا الإسناد.

وأخرجه ابن حبان في صحيحه: 16/213 رقم ((7230)) و16/429 رقم ((7413)) والطبري في تفسيره: 13/149 من طريق عمرو بن الحارث، عن دراج به. لكن عند ابن حبان في رواية رقم ((7230)) مختصرا بدون قوله ((قال له رجل: وما طوبى.. . إلى آخره)) وورد في رواية رقم ((7413)) مختصرا ً-ب- ((قال لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما طوبى

إلى آخره)) دون ذكر بداية الحديث. وقد تقدم الكلام على الإسناد.

وأخرجه عبد بن حميد في منتخبه: 0/208 رقم ((1000)) وابن أبي عاصم في السنة: / رقم ((1487)) مختصرا.

من طريق وكيع، عن إبراهيم أبي إسحاق، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري مرفوعا. بلفظ: ((طوبى لمن رآني

وآمن بي، وطوبى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي)) وهذا لفظ ابن أبي عاصم، ولفظ عبد بن حميد ((طوبى لمن رآني ولمن رأى

من رآني، ولمن رَأَى مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي)) وإسناده ضعيف فيه إبراهيم أبو إسحاق وهو غير منسوب، فإن كان إبراهيم

ابن إسماعيل بن مجمع فهو ضعيف، كما في التقريب: 1/88، وإن كان إبراهيم بن الفضل المخزومي فهو متروك كما قال ابن حجر في التقريب أيضا: 1/92، فالضعف باق لأن كلا منهما ضعيف.

ومن تلك الشواهد التي رُوي عن عدد من الصحابة:

1-

من حديث أنس عند أحمد في مسنده: 3/155، من طريق جبير، وأبي يعلى في مسنده: 6/119 رقم ((3391)) ، من طريق محتسب، كلاهما عن ثابت، عن أنس مرفوعا بلفظ: ((طوبى لمن رآني وآمن بي –مرة-

وطوبى لمن لم يرني وآمن بي –سبع مرات-)) .

وفي إسناد أحمد حسر بن فرقد وهو ضعيف. انظر ميزان الاعتدال: 1/398، وفي لسان الميزان: 2/104-105.

وفي إسناد أبي يعلى محتسب بن عبد الرحمن أبي عائد وهو ضعيف أيضا، قال ابن عد: يروي عن ثابت أحاديث

ليست بمحفوظة. الكامل: 6/2457.

وتابعهما أبو هدبة عند الخطيب في تاريخه: 6/200، وأبو هدبة هو إبراهيم بن هدبة، قال الخطيب فيه أنه حدّث

بأصبهان عن أنس بأباطيل.

وتابعهم موسى الطويل عند الخطيب في تاريخه أيضا: 3/306، وإسناده ضعيف جداًّ، فيه موسى الطويل، وقد قال

فيه ابن حبان: روى عن أنس أشياء موضوعة، وقال ابن عدي: روى عن أنس مناكير. المجروحين: 2/243،

لسان الميزان: 6/122.

وتابعهم حميد الطويل عند الخطيب في تاريخه أيضا، 13/127، وفي إسناده مظفر بن عاصم، ولم أقف له على

ترجمة، وتابعهم كذلك دينار بن عبد الله عند ابن عدي في الكامل: 3/977، ودينار بن عبد الله هذا قال فيه ابن عدي ضعيف ذاهب.

2-

ومن حديث ابن عمر عند الطيالسي: 1/252 رقم ((1845)) من طريق العمري، وابن عدي في الكامل:

4/1427، من طريق طلحة بن عمرو كلاهما عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد:

10/67، وقال: رواه الطبراني، وفيه محمد بن القاسم الأسدي الكوفي، وهو مجمع على ضعفه. قلت فيه العمري أيضا وهو ضعيف كما في التقريب: 1/314، وطلحة بن عمرو متروك كذلك، التقريب: 1/283.

وقال ابن عدي: عامة ما يروي عنه لا يتابعونه عليه.

3-

ومن حديث واثلة بن الأسقع عند ابن عدي في الكامل: 6/2327 من طريق عمر بن حفص الدمشقي عن

أبي الخطاب معروف الخياط، عن واثلة بن الأسقع مرفوعا. قلت وإسناده منكر.

قال ابن عدي: وهذه الأحاديث المعروفة عن واثلة منكرة جداًّ. وقال أيضا: عامة ما يرويه وما ذكرته أحاديث

لا يتابع عليها.

4-

ومن حديث عبد الله بن بسر عند الحاكم في المستدرك: 4/86، من طريق جميع بن ثوب، عن عبد الله بن بسر مرفوعا. وإسناده منكر أيضا، قال الذهبي: في التلخيص وجميع بن ثوب واه.

5-

ومن حديث علي بن أبي طالب عند الخطيب في تاريخه: 3/49، من طريق أبي الدنيا قال: سمعت مولاي علي ابن أبي طالب مرفوعاً يقول: ((طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي، وَمَنْ رَأَى مَنْ رأى من رآني)) .

واسناده ضعيف جدا، فيه ابن أبي الدنيا وهو الأسج عثمان بن خطاب البلوي، قال الذهبي: حدث بقلة حياء بعد الثلاثمائة عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فافتضح بذلك، وكذّبه فيه النقاد. لسان الميزان: 3/33.

6-

ومن حديث أبي عبد الرحمن الجهني عند أحمد: 4/152، من طريق ابن إسحاق، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عن مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيَّ، عن عبد الرحمن الجهني مرفوعا.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/67، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير محمد بن إسحاق، وقد صرّح

بالسماع، وقال الألباني في الصحيحة: 3/247، وإسناده جيد.

7-

ومن حديث أبي عمرة عند الطبراني كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/67، رواه الطبراني في الأوسط

والكبير نحوه، وفيه بيهس الثقفي ولم أعرفه، وابن لهيعة فيه ضعف، وبقية رجال الكبير رجال الصحيح.

8-

ومن حديث أبي أمامة: أخرجه الطيالسي في مسنده: 1/154 رقم ((1132)) وأحمد في مسنده: 5/248 و257 و264، وابن حبان في صحيحه: 16/215 رقم ((7233)) والطبراني في معجم الكبير: 8/310

رقم ((8009)) و 8/311 رقم ((8010)) من طرق عن همام بن يحيى وحماد بن الجعد، كلاهما عن قتادة، عن أيمن، عن أبي أمامة مرفوعا.

وخالفهما أبو عامر العقدي: أخرجه ابن حبان في صحيحه: 16/216 رقم ((7232)) من طريق أبي عامر العقدي

عن قتادة، عن أيمن، عن أبي هريرة. وأما همام بن يحيى في الإسناد الأول، فهو ثقة ربما وهم. التقريب: 1/574.

وحماد بن الجعد، وقيل محمد بن الجعد ضعيف، التقريب: 1/471، وأبو عامر العقدي هو عبد الملك بن عمرو

ثقة، كما في التقريب أيضا: 1/364،

وقد صحح ابن حبان هذين الإسنادين وقال: سمع هذ الخبر أيمن عن أبي هريرة، وأبي أمامة معا. قلت والإسناد مداره

على أيمن، وهو مالك الأشعري، ذكره ابن حبان في الثقات: 4/48، ولم يوثقه غيره، بل قال فيه الذهبي: مجهول.

لسان الميزان: 1/476، واعتمد الهيثمي على توثيق ابن حبان فقال: في مجمع الزوائد: 10/67، رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجالهما رجال الصحيح غير أيمن بن مالك الأشعري وهو ثقة.

وعلى كلٍّ فإن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى الحسن. والله أعلم.

ص: 1055

987 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا مُنِيرُ بْنُ أَحْمَدَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْمَيْمُونِ،

ص: 1056

ومحمد ابن إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُمْ، حَدَّثَنَا خَيْرُ بْنُ

ص: 1057

عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْدِي (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ جَدِّهِ، َقاَل: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَيُّمَا رَجُلٌ مَسَّ فَرْجَه فَلْيَتَوَضَّأْ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ

(1) هو محمد بن الوليد الزبيري ثقة ثبت من رجال التقريب 1/511.

(2)

أبوه: شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي الحجازي أبو عمرو. ذكره ابن حبان في الثقات، وذكر النجار وأبو داود وغيرهما: أنه سمع من جده. وقال ابن حجر: صدوق ثبت سماعه عن جده. الثقات: 4/357، تهذيب التهذيب: 4/311، التقريب: 1/267،

ص: 1058

مَسَّتْ فَرْجَهَا فَلْتَتَوَضَأْ)) (1)

(1) حديث صحيح: في إسناد المؤلف أحمد بن إبراهيم القناد لم أعرف حاله من حيث الجرح أو التعديل، وفيه عنعنة بقية بن الوليد أيضا وهو صدوق معروف بالتدليس عن الضعفاء.

أخرجه أحمد في مسنده: 2/223، والترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر رقم (()) وابن الجارود: في المنتقى: 0/18 رقم ((19)) والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/75، والدارقطني في السنن في الطهارة: باب ما روي في المس القبل والدبر والذكر 1/147، وأبو نعيم في تاريخ أصفهان: 2/239- 208، والزيلعي في نصب الراية: 1/58، وابن حجر في تلخيص الحبير: 1/187، من طريق بقية بن الوليد به.

وقال الترمذي في العلل الكبير: 1/161، عن البخاري: وهو عندي صحيح. ورواه الزيلعي في نصب الراية: 1/58، من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شعيب به نحوه. وخالفهما المثنى بن الصباح، فرواه عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن بسرة بنت صفوان قالت: يا رسول الله: كيف ترى في إحدانا تمس فرجها، والرجل يمس فرجه بعد ما يتوضأ؟، قال: يتوضأ يا بسرة. قلت والمثنى ضعيف اختلط بأخرة، كما في التقريب: 1/519، فلا اعتبار لمخالفته، فالحديث مداره إذا على عمرو بن شعيب، وللعلماء في روايته عن أبيه عن جده أقوال: والخلاصة أنها متصلة، وقد ثبت سماع أبيه من جده، كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة، قال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق ابن راهوية، وأبا عبيدة وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، وقال البخاري: من الناس بعدهم. وقال ابن راهوية: إذا كان الراوي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده ثقة فهو كأيوب، عن نافع عن ابن عمر. التاريخ الكبير: 6/325، العلل الكبير: 1/161، تهذيب التههيب: 8/43، ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه: 0/58-60.

ومن شواهد هذا الحديث حديث بسرة بنت صفوان: أخرجه الترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/272 رقم ((83)) والنسائي في الغسل والتيمم: الوضوء من مس الذكر 1/ 216، وابن الجارود في المنتقى: 1/17 رقم ((17)) و1/18 رقم ((18)) وابن حبان في صحيحه: 3/398 رقم ((1113)) ورقم ((1114)) و3/400 رقم ((1116)) والدارقطني في السنن: 1/146، والحاكم في المستدرك 1/137-138، والبيهقي في السنن الكبرى: 1/129- 130، وفي المعرفة: 1/359، كلهم من طرق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فليتوضا)) وعند بعضهم: ((إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ)) و ((من مس ذكره فليتوضأ وضوءه للصلاة))

وأخرجه مالك في الموطأ في الطهارة: باب الوضوء من مس الفرج 1/42 ومن طريقه الشافعي في المسند 1/34، وأبو داود في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/125 رقم ((181)) والنسائي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 10/100 والطبراني في معجم الكبير: 24/ 196 رقم ((496)) والحازمي في الاعتبار: 0/41 والبيهقي في السنن الكبرى: 1/128، وفي المعرفة: 1/327، والبغوي في شرح السنة: 1/340 رقم ((165)) من طريق مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بكر.

وأخرجه الدارمي في المسند: 1/185، وابن أبي شيبة في المصنف: 1/163، والحميدي في المسند: 1/171 رقم ((352)) والطيالسي في المسند 1/230 رقم)) وأحمد في المسند: 6/406-407، والنسائي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/216، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/185، وابن الجارود في المنتقى: 0/17 رقم ((16)) وابن حبان في صحيحه: 3/396 رقم ((1112)) والطبراني في معجم الكبير: 24/196-197 رقم ((487)) و ((488)) و ((489)) و ((490)) و ((491)) و ((492)) و ((493)) و ((494)) و ((495)) و ((497)) و ((498)) و ((499)) و ((500)) و ((501)) و ((502)) ، والبيهقي في السنن الكبرى: 1/128-129، من طرق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر، عن عروة بن الزبير يقول: دخلت على مروان بن الحكم فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: ومن مس الذكر الوضوء. قال عروة: وما علمت ذلك، فقال مروان: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ)) .

وفي الروايات الأخرى: فقال عروة: فلم أزل أماري مروان حتى دعا رجلا من حرسه، فأرسله إلى بسرة يسألها عما

حدثته من ذلك، فأرسلت إليه بسرة بمثل ما حدثني عنها مروان.

وأخرجه أحمد في مسنده: 6/406-407، والترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/270 رقم ((82)) والنسائي في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر 1/216، وابن حبان في صحيحه: 3/399 رقم ((1115)) والبيهقي في السنن الكبرى: 1/128 من طريق هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن بسرة مرفوعا بلفظ:((من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضأ)) .

وأخرجه الترمذي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/272 رقم ((84)) من أبي الزناد، عن عروة عن بسرة مرفوعا. بدون ذكر الزهري.

وأخرجه عبد الرزاق في المصنف: / رقم ((411)) والنسائي في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر 1/216 من طريق معمر، والنسائي في الغسل والتيمم: باب الوضوء من مس الذكر 1/216 من طريق الليث، وابن حبان في صحيحه: 3/400 رقم ((1117)) والبيهقي في السنن الكبرى: 1/132، من طريق عبد الرحمن بن مر اليحصبي، كلهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بسرة مرفوعا، بلفظ:((إذا مس أحدكم فرجه فليتوضأ)) . وفي رواية عبد الرحمن بن نمر زيادة: ((والمرأة مثل ذلك)) .

ثم ساق البيهقي بسنده عن الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن قال سألت الزهري عن مس المرأة فرجها أتتوضأ؟، فقال: أخبرني عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان بن الحكم، عن بسرة بنت صفوان، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال:((إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ)) . قال: والمرأة مثل ذلك. قال البيهقي: وظاهر هذا يدل على أن

قوله: ((والمرأة مثل ذلك)) من قول الزهري، ومما يدل عليه أن سائر الرواة رووه عن الزهري بدون هذه الزيادة،

قلت: وقد تقدم في التخريج ذكر من رواه عن الزهري آنفا.

وأخرجه الدارمي في السنن: 1/184، والطحاوي في شرح معاني الآثار: 1/72، من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي بكر بن حزم، عن عروة، عن بسرة مرفوعا.

وأخرجه النسائي في الطهارة: باب الوضوء من مس الذكر 1/100، من طريق شعيب، عن الزهري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر بن عمرو بن حزم، عن عروة، عن بسرة مرفوعا.

وقد أعل هذا الحديث بعلتين غير قادحتين: الأولى: أنه من رواية مروان بن الحكم، وهو ممن لا يحتج بحديثه، وأفعاله في كتب التاريخ معلومة.

الثانية: أن الواسطة بين مروان بن الحكم وبسرة بنت صفوان هو شرطيُّه، وهو غير معروف،

هذا وقد أجاب الأئمة على هاتين العلتين على النحو الآتي بإيجاز.

قال ابن حبان: وأما خبر بسرة الذي ذكرناه، فإن عروة بن الزبير سمعه من مروان بن الحكم عن بسرة، فلم يقنعه ذلك حتى بعث مروان شرطياًّ له إلى بسرة فسأله، ثم أتاهم، فأخبرهم بمثل ما قالت بسرة، فسمعه عروة ثانيا عن الشرطي، عن بسرة، ثم لم يقنعه ذلك حتى ذهب إلى بسرة فسمع منها، فالخبر عن عروة، عن بسرة متصل ليس بمنقطع، وصار مروان والشرطي كأنهما عاريتان يسقطان من الإسناد. صحيح ابن حبان: 3/397. وقال ابن حزم في المحلى: 1/236، ((مروان بن الحكم ما نعلم له جرحةً قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، ولم يلقه عروة إلا قبل خروجه على أخيه لا بعد خروجه، هذا مما لا شك فيه)) .

وللحديث شواهد أخرى من حديث ابن عمر وأم حبيبة وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم وانظر الخلافيات للبيهقي 2/223-279.

ص: 1059

وآخره والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا

محمد نبيه وآله

ص: 1060

وسلم تسليماً كثيراً.

ص: 1061

بلغت عرضا بأصل معارض بأصل سماعنا ولله الحمد والمنة. هـ.

صورة ما في الأصل:

بلغ السماع لجميعه على الشيخ الأجل الأمام العالم الفقيه الحافظ شيخ الإسلام أوحد الأنام فخر الأئمة مفتي الأمة سيف السنة أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني رضي الله عنه، بقراءة الفقيه تاج الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي صاحبه القاضي الفقيه المكين الأشرف الأمين جمال الدين خاصته أمير المؤمنين أبو طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد والشيوخ [ل205/أ] العلماء أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان القرشي البغدادي، وأبو عبد الله محمد ابن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي، ومحمد بن محمد بن محمد البلْخي الصوفي، وأبو بكر محمد ابن الحسن بن نصر الخلاطي، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي بكر الإسفراييني، وصفي الدولة أبو الحسن جوهر بن عبد الله الأستاذ المكين، وأبو محمد عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد ابن سليمان الأندلسي الشافعي، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، - مثبت السماع وهذا خطُّه – وآخرون من ذلك عشية يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مُنْتَصَفِ شَوَّالٍ مِنْ سنة سبع وستين وخمسمائة، بثغر الإسكندرية حماه الله تعالى، هذا المكتوب صحيح كما قد كتب، وقد قرئ عليّ من الأصل المنسوخ منه هذا الفرع، وكتب أحمد بن محمد الأصبهاني.

ص: 1062

وفي الأصل ما مثاله:

بلغ السماع لجميعه على القاضي الفقيه الإمام العالم الأشرف المكين جمال الدين أبي طالب أحمد ابن القاضي المكين أبي الفضل عبد الله بن القاضي المكين أبي علي الحسين بن حديد أبقاه الله، بقراءة الفقيه الإمام الناقد زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري السادة الفقهاء: القاضي الفقيه الإمام العالم نجيب الدين أبو علي الحسن، والقاضي الفقيه الإمام الصدر الكبير [ل205/ب] عماد الدين أبو البركات عبد الله ابنا الشيخ الفقيه الإمام العالم النبيه، أبي محمد عبد الوهاب بن عوف، وأخوهما القاضي الفقيه الرشيد العالم الزاهد أبو الفضل عبد العزيز، وولده أبو بكر محمد، والقاضي علم الدين أبو محمد عبد الحق بن الرشيد أبي الحرم مكي ابن صالح القرشي، القاضي الأسعد أبو القاسم عبد الرحمن بن مقرّب التجيبي، وعز الدين أبو البركات عبد الحميد بن الإمام العالم جمال الدين أبي علي بن الحسين بن عتيق الربعي، والنفيس أبو الطاهر إسماعيل ابن الفقيه أبي طالب أحمد بن عبد المولى الأنصاري، ويحي بن علي بن عبد الله القرشي المالكي، - وهذا خطُّه - وصح وثبت في الثالث من ربيع الأول سنة عشرٍ وستمائة بظاهر الإسكندرية بالعين، والحمد لله وحده، وصلواته على محمد نبيه وآله وأصحابه وسلامه، وحسبي الله ونعم الوكيل [ل206/أ] .

ص: 1063