الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْبَابُ الثَّالِثُ
91 -
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ فِي تَارِيخِهِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، هُوَ الدَّرَاوَرْدِيُّ: رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ عِنْدَ رَبِيعَةَ يُنَاظِرُهُمْ فِي الْمَسَائِلِ، وَقَدْ فَارَقَ أَهْلَ الْحَلَقَةِ
92 -
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ، بِالسَّنَدِ الْمَاضِي إِلَيْهِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُدَيْدٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، يَذْكُرُ أَنَّ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ شُرَحْبِيلَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ فِي زَمَنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ، مِثْلَ: يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، وَابْنِ هُبَيْرَةَ، وَمَنْ تَقَدَّمَ سَفِيرٌ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَمِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الشَّامِ لِلرِّبَاطِ، وَاللَّيْثُ يَوْمَئِذٍ حَدَّثَ شَابٌّ، وَإِنَّهُمْ لَيَعْرِفُونَ فَضْلَهُ، وَيُقَدِّمُونَهُ وَيُشَارُ إِلَيْهِ
93 -
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: رَآنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَقَدْ نَقَلْتُ شَيْئًا مِنَ الْمُبَاحَاتِ، فَقَالَ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّكَ إِمَامٌ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ، قُلْتُ: وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ تَابِعِيٌّ مِنْ شُيُوخِ اللَّيْثِ
5 -
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلَيْثٍ: بَلَغَنِي أَنَّكَ أَخَذْتَ بِرِكَابِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: نَعَمْ لِلْعِلْمِ، أَمَّا لِغَيْرِ ذَلِكَ فَلا، وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُهُ
6 -
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ الْعَابِدُ، إِذْنًا مُشَافَهَةً، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقْبُرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عِلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، كَاتِبَ اللَّيْثِ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ بَابِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فَامْتَنَعَ عَلَيْنَا ـ أَيِ: احْتَجَبَ ـ فَقُلْنَا: لَيْسَ يُشْبِهُ هَذَا صَاحِبَنَا، قَالَ: فَسَمِعَ مَالِكٌ كَلامَنَا، فَأَمَرَ بِإِدْخَالِنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَنَا: مَنْ صَاحِبُكُمْ؟ قُلْنَا: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: تُشَبِّهُونِّي بِرَجُلٍ كَتَبْتُ إِلَيْهِ فِي قَلِيلِ عُصْفُرٍ نَصْبِغُ بِهِ ثِيَابَ صِبْيَانِنَا، فَبَعَثَ إِلَيْنَا مِنْهُ مَا صَبَغْنَا بِهِ ثِيَابَ صِبْيَانِنَا وَثِيَابَ جِيرَانِنَا، وَبِعْنَا الْفَضْلَ بِأَلْفِ دِينَارٍ
7 -
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، هُوَ السَّرَّاجُ، سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: نَقَلْنَا مَعَ اللَّيْثِ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَكَانَ مَعَهُ ثَلاثُ سَفَائِنَ: سَفِينَةٌ فِيهَا مَطْبَخُهُ، وَسَفِينَةٌ فِيهَا عِيَالُهُ، وَسَفِينَةٌ فِيهَا أَضْيَافُهُ
8 -
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: صَحِبْتُ اللَّيْثَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكَانَ لا يَتَغَذَّى وَحْدَهُ، وَلا يَتَعَشَّى وَحْدَهُ إِلا مَعَ النَّاسِ
9 -
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، سَمِعْتُ أَسَدَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ يَطْلُبُ بَنِي أُمَيَّةَ فَيَقْتُلَهُمْ، فَرَحَلْتُ إِلَى مِصْرَ، فَدَخَلْتُهَا فِي هَيْئَةٍ رَثَّةٍ، فَدَخَلْتُ عَلَى اللَّيْثِ، فَلَمَّا فَرَغَ الْمَجْلِسُ، خَرَجْتُ فَتَبِعَنِي خَادِمٌ، فَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ، فَجَلَسْتُ حَتَّى خَرَجَ، وَأَنَا وَحْدِي، فَدَفَعَ لِي صُرَّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، فَقَالَ: يَقُولُ لَكَ اللَّيْثُ أَصْلِحْ بِهَذِهِ النَّفَقَةِ أَمْرَكَ وَلُمَّ شَعْثَكَ، قَالَ: وَكَانَ مَعِي فِي خِرْقِي أَلْفُ دِينَارٍ، فَأَخْرَجْتُهَا لَهُ، وَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى الشَّيْخِ، فَدَخَلْتُ فَأَخْبَرْتُهُ بِنَسَبِي، فَقَالَ: إِنَّهَا صِلَةٌ وَلَيْسَتْ صَدَقَةً، وَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ عَنْ قَبُولِ صِلَتِهِ، وَقُلْتُ: أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِي عَادَةً، وَأَنَا عَنْهَا غَنِيٌّ، قَالَ: فَادْفَعْهَا إِلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِمَّنْ تَرَاهُ مُسْتَحِقًّا لَهَا، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَخَذْتُهَا فَفَرَّقْتُهَا فِي جَمَاعَةٍ
10 -
وَمِنْ طَرِيقِ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ اللَّيْثِ جَالِسًا، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَدَحٌ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ، إِنَّ زَوْجِي يَشْتَكِي، وَقَدْ نُعِتَ لَنَا الْعَسَلَ، فَقَالَ: اذْهَبِي إِلَى الْوَكِيلِ، فَقُولِي لَهُ يُعْطِيكِ مَطَرًا، فَجَاءَ الْوَكِيلُ يُسَارُّهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ اللَّيْثُ: اذْهَبْ فَأَعْطِهَا مَطَرًا، إِنَّمَا سَأَلَتْ بِقَدْرِهَا، فَأَعْطَيْنَاهَا بِقَدْرِنَا، وَالْمَطَرُ: عِشْرُونَ وَمِائَةِ رَطْلٍ
11 -
وَعَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى اللَّيْثِ، وَعَلَى رَأْسِهِ خَادِمٌ سُمْرَةٌ، فَخَرَجَ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مُصَلاهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ كِيسًا، فَرَمَى بِهِ إِلَيَّ، وَقَالَ: يَا أَبَا السَّرِيِّ لا تُعْلِمْ بِهِ ابْنِي، فَيَهُونَ عَلَيْهِ، فَإِذَا فِيهِ أَلْفُ دِينَارٍ
12 -
وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: كَانَ اللَّيْثُ لا يَتَرَدَّدُ إِلَيْهِ أَحَدٌ إِلا أَدْخَلَهُ فِي جُمْلَةِ عِيَالِهِ، مَادَامَ يَتَرَدَّدُ عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ زَوَّدَهُ بِالْبُلْغَةِ إِلَى وَطَنِهِ
13 -
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: كَانَ اللَّيْثُ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ كُلَّ صَلاةٍ عَلَى فِرَاشِهِ، وَكَانَ لَهُ مَجْلِسٌ فِيهِ، وَبِهِ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، فَغَمَزَهُ فَقَامَ مَعَهُ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَجَابَهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِمِائَةِ دِينَارٍ
14 -
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ، يَقُولُ: كَانَ اللَّيْثُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَتَصَدَّقُ عَلَى ثَلاثِ مِائَةِ مِسْكِينٍ
15 -
وَقَالَ أَشْهُب: كَانَ اللَّيْثُ لا يَرُدُّ سَائِلا، وَكَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ الْهَرَايِسَ بِعَسَلِ النَّحْلِ وَسَمْنِ الْبَقَرِيِّ فِي الشِّتَاءِ.
وَفِي الصَّيْفِ شَيْئًا مِنَ اللَّوْزِ وَالسُّكَّرِ
16 -
وَبِالسَّنَدِ الْمَاضِي قَرِيبًا إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ رُمْحٍ، يَقُولُ: كَانَ دَخْلُ اللَّيْثِ فِي كُلِّ سَنَةٍ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَمَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ دِرْهَمًا قَطُّ بِزَكَاةٍ
17 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيثِ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: قَالَ اللَّيْثُ: مَا وَجَبَتْ عَلَيَّ زَكَاةٌ قَطُّ مُنْذُ بَلَغْتُ، وَقَالَ حَرْمَةُ بْنُ يَحْيَى: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ، يَقُولُ: كَانَ اللَّيْثُ يَصِلُ مَالِكًا كُلَّ سَنَةٍ بِمِائَةِ دِينَارٍ.
وَكَتَبَ إِلَيْهِ مَرَّةً: أَنَّ عَلَيَّ دَيْنًا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِخَمْسِ مِائَةِ دِينَارٍ
18 -
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: وَصَلَ اللَّيْثُ ابْنَ لَهِيعَةَ لَمَّا احْتَرَقَتْ دَارُهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَحَجَّ فَأَهْدَى إِلَيْهِ مَالِكٌ طَبَقًا فِيهِ رُطَبٌ، فَرَدَّ إِلَيْهِ عَلَى الطَّبَقِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَوَصَلَ مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ الْقَاصَ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ: اشْتَرَى قَوْمٌ مِنَ اللَّيْثِ ثَمَرَةً بِمَالٍ، ثُمَّ إِنَّهُمْ نَدِمُوا فَاسْتَقَالُوهُ فَأَقَالَهُمْ لَمَّا اسْتَدْعَاهُمْ، فَأَعْطَاهُمْ خَمْسِينَ دِينَارًا، وَقَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا أَمَّلُوا أَمَلا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُعَوِّضَهُمْ