المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المسألة السابعة في تحقيق استعمال نحو السبحة للذاكرين - المسائل التسع

[حامد مرزا الفرغاني]

الفصل: ‌المسألة السابعة في تحقيق استعمال نحو السبحة للذاكرين

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمد لله رب الْعَالمين وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على أشرف الْمُرْسلين سيد الاولين والآخرين سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ

‌الْمَسْأَلَة السَّابِعَة فِي تَحْقِيق اسْتِعْمَال نَحْو السبحة لِلذَّاكِرِينَ

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الاصابة فِي تَرْجَمَة أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ص 98 ج 4 واخرج ابْن سعد بِسَنَد صَحِيح عَن عِكْرِمَة ان أَبَا هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يسبح كل يَوْم اثْنَتَيْ عشرَة ألف تَسْبِيحَة يَقُول أسبح بِقدر ذَنبي اه

قَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي التَّرْغِيب والترهيب ص 501 ج 1 فِي بَاب الصَّلَاة على سيد الْعَالمين صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ من صلى عَليّ فِي يَوْم الف مرّة لم يمت حَتَّى يرى مَقْعَده من الْجنَّة رَوَاهُ ابو حَفْص ابْن شاهين اه وَسكت عَن سَنَده

فعلى مَا ثَبت عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَيفَ يُمكن احصاء اثْنَتَيْ عشرَة الف تَسْبِيحَة كل يَوْم بِلَا وَاسِطَة نَحْو سبْحَة وَالْقَاعِدَة الْمسلمَة اذا ثَبت الشَّيْء ثَبت بلوازمه

ص: 44

وعَلى مَا رُوِيَ فِي التَّرْغِيب والترهيب فِي الحَدِيث الْمَرْفُوع وسكوت الْمُؤلف عَن سَنَده هَل يُمكن بِلَا مشقة عد الف صَلَاة فِي يَوْم بِغَيْر نَحْو حصا اَوْ نوى

فادعاء فَضِيلَة الاستاذ الالباني فِي سلسلته ان اخذ نَحْو السبحة لِلذَّاكِرِينَ بِدعَة زعم زَائِد

وَهل يُقَال لمثل أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ هُوَ صَاحب بِدعَة مَعَ نقل جلال الدّين السُّيُوطِيّ رَحمَه الله تَعَالَى رِوَايَة النواة اَوْ عقد نَحْو الْخَيط عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بطرق وان كَانَت ضَعِيفَة مَعَ أَن فَضِيلَة الاستاذ نقل حَدِيث سعد بن أبي وَقاص عَن أبي دَاوُد وَسكت عَنهُ ابو دَاوُد وَعَن التِّرْمِذِيّ وتحسينه والدورقي والمخلص فِي الْفَوَائِد وَالْحَاكِم وتصحيحه وموافقة الذَّهَبِيّ لَهُ وَحكم فَضِيلَة الاستاذ بِضعْف هَذِه الطّرق ضَعِيف لَان هَذِه الرِّوَايَات وان كَانَت ضَعِيفَة عِنْده بفلان وَفُلَان فَهِيَ حسن لغيره عِنْد الْمُحدثين لَان الضعْف منجبرة بِتَعَدُّد الطّرق مَعَ جَوَاز الْعَمَل بِالْحَدِيثِ الضَّعِيف فِي الْفَضَائِل عِنْد جمع من الْعلمَاء وَكَذَا لم يصب الاستاذ بِحكمِهِ ببدعية نَحْو السبحة لَان تَعْرِيف الْبِدْعَة الاصطلاحية لَا يصدق عَلَيْهِ

لتعريف الشمني وَغَيره لَهَا بِأَنَّهَا ماأحدث على خلاف الْحق المتلقى عَن رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه وَسلم من علم أَو عمل أَو حَال بِنَوْع شُبْهَة واستحسان وَجعله دينا قويما وصراطا مُسْتَقِيمًا أه رد الْمُحْتَار ص 586 ج 1 وَهل يستحسن أحد من الآخذين للسبحة مُجَرّد أَخذهَا من غير قصد عدم الْغَلَط فِي الذّكر وَهل يَجْعَل مُجَرّد اخذها دينا قويما وصراطا مُسْتَقِيمًا بل يَأْخُذهَا الذاكر

ص: 45

للْحِفْظ عَن الْغَلَط فِي الذّكر وان يَسْتَوِي ذكره فِي أَيَّامه على قدر مَعْلُوم من صلواته على سيد الْخلق صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه واستغفاره وتسبيحه وتهليله وتكبيره وتحميده كَمَا صَحَّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ

وان أَرَادَ من الْبِدْعَة مُطلق مَا لم يُوجد فِي عَهده صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه وَسلم فَكل الْمُسلمين مبتدعون الا الْقَلِيل

مثلا الاستاذ الالباني هَل يُوَافق رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه وَسلم فِي ملابسه ومآكله ونومه وجلوسه وقعوده وخصوصا فِي أَخذه المعاش لتعليمه اضعافا مضاعفة على مَا سمع

وَهل ثَبت شَيْء فِي الْكتاب اَوْ السّنة اَوْ الاجماع فِي جَوَاز الاكل بِالدّينِ مَعَ ثُبُوت الْعَكْس قطعا على مَا تقدم فِي الْمَسْأَلَة الاولى اللَّهُمَّ الا ان يكون الاكل بِالدّينِ بالاضطرار فعلى قدر الضَّرُورَة لَا أَن يَشْتَرِي بِالدّينِ السيارة وان يَبْنِي الْقُصُور وَيجمع حطام الدُّنْيَا لنَحْو قَوْله سبحانه وتعالى {وَمن كَانَ يُرِيد حرث الدُّنْيَا نؤته مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَة من نصيب} الشورى آيَة 20

وَقَول الاستاذ الالباني وَزِيَادَة الْحَصَى أَو نَحْوهَا مُنكر على مَا فِي حَدِيث مسسلم من غير زِيَادَة فِيهِ ان الْمُخَالفَة غير الزِّيَادَة انما الْمُنكر مُخَالفَة الضَّعِيف للثقة وَهنا زِيَادَة الضِّعَاف المقوين بِتَعَدُّد الطّرق

والاستاذ الالباني يستحسن الاذاعة فِي المسجدللحاجة فَلْيَكُن السبحة من هَذَا الْقسم للْحِفْظ عَن الْغَلَط

ص: 46

أما التَّعْلِيل بِأَن آخذي السبحة يَلْعَبُونَ بهَا فِي بعض الاحيان فالاذاعات يلْعَب بهَا فِي غير الْمَسَاجِد فَمَا كَانَ الْجَواب عَن الاذاعات فَهُوَ الْجَواب عَن لعب السبحة

وَلَا شكّ أَن الذّكر بالانامل أفضل للاحاديث الْوَارِدَة فِيهِ

قَالَ جلال الدّين السُّيُوطِيّ فِي فتواه الْحَاوِي فِي ص 3 ج 2 أخرج التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَالطَّبَرَانِيّ عَن صَفِيَّة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه وَسلم وَبَين يَدي أَرْبَعَة آلَاف نَوَاه أسبح بِهن فَقَالَ مَا هَذَا يَا بنت حييّ قلت أسبح بِهن قَالَ قد سبحت مذ قُمْت على رَأسك أَكثر من هَذَا قلت عَلمنِي يَا رَسُول الله قَالَ قولي سُبْحَانَ الله عدد مَا خلق من شَيْء صَحِيح وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالنَّسَائِيّ وَابْن حاجه وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنه دخل مَعَ النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه وَسلم على امْرَأَة وَبَين يَديهَا نوى أَو حَصى تسبح فَقَالَ أخْبرك بِمَا هُوَ أيسر عَلَيْك من هَذَا وَأفضل قولي سُبْحَانَ الله عدد مَا خلق فِي السَّمَاء سُبْحَانَ الله عدد مَا خلق فِي الارض سُبْحَانَ الله عدد مَا بَين ذَلِك وَسُبْحَان الله عدد مَا هُوَ خَالق الله أكبر مثل ذَلِك وَالْحَمْد لله مثل ذَلِك وَلَا اله الا الله مثل ذَلِك وَلَا حول وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه مثل ذَلِك وَأخرج عبد الله ابْن الامام أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد من طَرِيق نعيم بن مُحرز بن أبي هُرَيْرَة عَن جده أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ لَهُ خيط فِيهِ ألفا عقدَة فَلَا ينَام حَتَّى يسبح بِهِ قَالَ بعض الْعلمَاء عقد التَّسْبِيح بالانامل أفضل من السبحة لحَدِيث ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَلَكِن يُقَال أَن المسبح أَن أَمن

ص: 47

من الْغَلَط كَانَ عقده بالانامل أفضل والا فالسبحة أولى وَقد اتخذ السبحة سَادَات يشار اليهم وَيُؤْخَذ عَنْهُم ويعتمد عَلَيْهِم كَأبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ لَهُ خيط فِيهِ الْفَا عقدَة فَكَانَ لَا ينَام حَتَّى يسبح بِهِ اثْنَتَيْ عشرَة الف تَسْبِيحَة قَالَه عِكْرِمَة

فَضِيلَة الاستاذ يحسن أثر عبد الله بن سيدان فِي جَوَاز الْجُمُعَة قبل الزَّوَال والعلامة ابْن الْهمام يَقُول فِي شرح الْهِدَايَة فِي بَاب الْجُمُعَة اتَّفقُوا على ضعفه وَكَذَا يصحح أثر عبد الله بن سَلمَة وَهُوَ مِمَّن تغير لما كبر ويستدل بهما على جَوَاز الْجُمُعَة قبل الزَّوَال وَبَرَاءَة ذمَّة الْمُكَلّفين بأدائها بعد الزَّوَال جزم قطعا وأداؤها قبل الزَّوَال فِيهِ شُبْهَة لاخْتِلَاف الْعلمَاء فِيهِ قَالَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه وَسلم فَمن اتَّقى الشُّبُهَات فقد اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه أَو كَمَا قَالَ ودع مَا يريبك الى مَا لَا يريبك فَكيف يسْتَدلّ فَضِيلَة الاستاذ بِمن تكلم وَضعف فِي أَدَاء الْفَرْض الْقطعِي وَيرد تَحْسِين التِّرْمِذِيّ وَتَصْحِيح الْحَاكِم وَرِوَايَات أخر فِي السبحة واستعمالها فِي الْفَضَائِل أهكذا الانصاف وَالْقِيَام بِالْحَقِّ وَفِي اسْتِعْمَال نَحْو السبحة خُرُوج الى الْيَقِين لمن لَهُ أذكار فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة انْتهى وَالله أعلم

ص: 48