المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌خاتمة: وبعد هذا التطواف تَبَيَّنَ لنا الآتي: 1 - تهافت شُبُهَات المُسْتَشْرِقِينَ - المستشرقون والسنة

[سعد المرصفي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌الفصل الأول: أضواء على الاسْتِشْرَاق والمُسْتَشْرِقِينَ:

- ‌مفهوم الاسْتِشْرَاق ونشأته:

- ‌مراحل كتابة المُسْتَشْرِقِينَ:

- ‌الغارة على المخطوطات والكتب العربية:

- ‌عقد المؤتمرات:

- ‌مرحلة جديدة:

- ‌مواكبة الاسْتِشْرَاق للغزو الاستعماري:

- ‌تسلل المُسْتَشْرِقِينَ إلى الدوائر العلمية واستعانتهم ببعض نصارى العرب:

- ‌دور الصهيونية في الاسْتِشْرَاق:

- ‌الغارة مستمرة:

- ‌معاول هدم:

- ‌إنكار نزول القرآن من عند الله:

- ‌التشكيك في صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌إنكار كون الإسلام ديناً من عند الله:

- ‌التشكيك في صِحَّةِ الحديث النبوي:

- ‌التشكيك في قيمة الفقه الإسلامي:

- ‌التشكيك في قُدرة اللغة العربية:

- ‌تشكيك المسلمين بقيمة تراثهم الحضاري:

- ‌إضعاف ثقة المسلمين بتراثهم:

- ‌أخطاء سببها الجهل بالعربية والبعد عن الحياة الإسلامية:

- ‌دوافع الإحن والعصبية:

- ‌الفصل الثاني: شُبُهَات حول‌‌ مفهوم السُنَّةوتدوينها:

- ‌ مفهوم السُنَّة

- ‌تمهيد:

- ‌مفهوم الحديث:

- ‌بين السُنَّة والحديث:

- ‌شُبُهَاتٌ مُتَهَافِتَةٌ:

- ‌تقليد:

- ‌مصطلح وثني:

- ‌تناقض وتهافت:

- ‌مزاعم المُسْتَشْرِقِينَ:

- ‌جَهْلٌ مُرَكَّبٌ:

- ‌الفصل الثالث: جهالات حول السند والمتن:

- ‌تمهيد:

- ‌مفهوم السند:

- ‌مكانة السند:

- ‌بداية استعمال الإسناد:

- ‌إلزام الرُواة بذكر الإسناد:

- ‌المُسْتَشْرِقُونَ والإسناد:

- ‌موقف عجيب:

- ‌مفهوم المَتْنِ:

- ‌المُسْتَشْرِقُونَ والمتن:

- ‌منهج نقد الأناجيل:

- ‌الطعن في الأفعال النبوية:

- ‌خاتمة:

- ‌أهم المراجع:

- ‌فهرس الموضوعات:

الفصل: ‌ ‌خاتمة: وبعد هذا التطواف تَبَيَّنَ لنا الآتي: 1 - تهافت شُبُهَات المُسْتَشْرِقِينَ

‌خاتمة:

وبعد هذا التطواف تَبَيَّنَ لنا الآتي:

1 -

تهافت شُبُهَات المُسْتَشْرِقِينَ حول مفهوم السُنَّة وتدوينها.

2 -

جهالاتهم حول السند والمتن، تنطق بأنهم قد أمعنوا في غَيِّهِمْ، وحاولوا جاهدين الطعن في السند والمتن، مع أنهم لا سند لهم فيما يعتقدون، ولم يسلم لهم منهج النقد - كما أسلفنا - ومن ثم خرجوا عن وقار العقل، ومنطق الفكر، وكان مثلهم مثل من يزعم أنَّ الحق يُؤخَذُ من الباطل، وأنَّ العلم يُسْتَقَى من الجهل، وأنَّ الإنسان يتعلَّمُ من الببَّغاء!

3 -

مُفترياتهم حول الأفعال النبوية شاهد عليهم بأنهم قد أفرغوا كُلَّ ما في حوزتهم من طُعُون، وأنهم قد انتقلوا من طور الشُبُهَات، إلى طور الجهالات، إلى طور المُفْتريات، وهذا ينطق بأنهم قد تفرَّقت بهم السُبُل، مُغْمِضِينَ على ما في ذلك من محال وناب ونافر، وأنهم كانوا ينسجون ما ينسجون ليثيروا غُباراً من الأوهام في عيون المُتَطَلِّعين إلى نور الوحي، ولكن هيهات هيهات! وصدق الله العظيم:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (1). ومن ثم أُوصِي بما يلي:

أولا ً: ضرورة إنشاء أقسام للدراسات الاستشراقية في كُبْرَى الجامعات

(1)[الصف: 8 - 9].

ص: 61

الإسلامية، حتى يمكن تكوين جيل قادر على المواجهة الفكرية الجَادَّةِ لشُبُهات المُسْتَشْرِقِينَ - وما أكثرها - وفي المقدمة ما يتعلَّق بالعقيدة، والقرآن، والسُنَّة، والفقه، والسيرة النبوية

وأحمد الله أنْ سبقت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في هذا الميدان، فأنشأت قسم الاسْتِشْرَاق في المعهد العالي للدعوة الإسلامية، وبدأت الدراسة فيه عام 1403 هـ ويشتمل على عدة شُعَبٍ.

الأولى: شُعْبةُ الدراسات الإسلامية عند المُسْتَشْرِقِينَ، وتَهْتَمُّ بالدراسات القرآنية، والحديثيَّة، والفقهيَّة الأصولية، والسيرة، والتاريخ، إضافة إلى ما يتعَلَّقُ بالمجتمع الإسلامي.

الثانية: شُعْبَةُ الدراسات اللغوية عند المُسْتَشْرِقِينَ، ويهتم فيها بدراسات المُسْتَشْرِقِينَ للُّغات الإسلامية بصفة عامة، واللغة العربية بصورة خاصة

الخ.

الثالثة: شُعبة المراكز الاستشراقية

(1).

مع مراعاة الحوار بأدب الإسلام مع المعتدلين من المُسْتَشْرِقِينَ.

ثانياً: ضرورة إنشاء دائرة معارف إسلامية جديدة، فلا يجوز أنْ يظلَّ كثيرون يقتاتون فكرياً من " دائرة المعارف الإسلامية " التي قام بإعدادها المُسْتَشْرِقُونَ قبل الحرب العالمية الثانية، فقد تجاوزها المُسْتَشْرِقُونَ - كما يقول الدكتور محمود حمدي زقزوق (2) - وانتهوا منذ بضع سنوات من إصدار دائرة معارف إسلامية باللغة العربية واللغات الأوروبية الرئيسة، تقف على الأقل في مستوى " دائرة المعارف الإسلامية " لِلْمُسْتَشْرِقِينَ تخطيطاً وتنظيماً، وتتفوَّقُ عليها عِلْمِيًّا، وتنقل وجهة النظر الإسلامية في شَتَّى فروع الدراسات الإسلامية والعربية إلى المسلمين، وغير المسلمين، على السواء، فكل فراغ فكري لدينا لا نشغله بأفكار من عندنا يكون عُرضةً للاستجابة لأفكار منافية، وَرُبَّمَا مُعادية لأفكارنا.

(1) انظر مجلة " النور " بيت التمويل الكويتي: السَنَة الخامسة، العدد 54 / ص 28 وما بعدها. رجب 1408 هـ - مارس 1988 م.

(2)

" الاسْتِشْرَاق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ": ص 142 وما بعدها بتصرف.

ص: 62

وقد أفصح الذين قاموا بترجمة تلك الدائرة عن أثر ذلك، حيث قالوا: وليست فائدة هذه الدائرة قاصرة على الناحية الثقافية وحدها، ولكنها مفيدة في بعث الحضارة الإسلامية، مفيدة في تكوين الرأي العام الإسلامي!، وتدعيم تقاليده!، والكشف عن مُثُلِهِ العُليا، وذلك لأَنَّ مُهِمَّةَ دائرة المعارف أكبر من مُهِمَّةِ الجامعة في تكوين الرأي العام، لِمَا فيها من الشُمُول، مع العمق، والتحقُّق، والترتيب، على سهولة في الآسلوب واللغة لا تجعلها وقفاً على الخواص وأشباه الخواص!، ولسنا نَشُكُّ في أنَّ دائرة المعارف الإسلامية هذه ستكون من أقوى الدعائم التي يعتمد عليها في كتابة دائرة المعارف الكبرى التي يتحرَّق الناطقون بالضاد شوقاً إلى ظهورها»!!.

وفي هذا بيان أثر هذه الدائرة في تكوين الرأي العام الإسلامي، ومن ثَمَّ تكون أباطيل المُسْتَشْرِقِينَ وانحرافاتهم تحت أعين الناس مألوفة مُقرَّرة، وليس يدفع من شرها ما يوضع في ذيول الصفحات من تعليق أو تصحيح، فالقوم - كما أسلفنا - يُقَدِّمُونَ شُبُهُاتِهِمْ في أساليب يعجز عنها الشيطان (1)!

ثالثاً: ضرورة إنشاء موسوعة للرد على المُسْتَشْرِقِينَ، لأَنَّ المواجهة الفكرية الجادَّة هي الطريق الصحيح، ولا يكفي أنْ نقول: إنَّ ما يكتبونه كلام فارغ، فهذا الكلام الفارغ مكتوب بشتَّى اللُّغات الحَيَّةِ، ومنتشر انتشاراً واسعاً على مستوى عالمي، ومواجهته لَا بُدَّ أنْ تكون على المستوى العالمي نفسه، وبالكلام «المليان» على حد تعبير الدكتور حسين مؤنس (2).

وقد دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في القاهرة في نهاية عام 1979 إلى ندوة لمناقشة موضوع إعداد «موسوعة للرَدِّ على المُسْتَشْرِقِينَ» وقد حضر هذه الندوة عدد يزيد على العشرين من العلماء والمُفَكِّرِينَ المُهْتَمِّينَ بهذا الموضوع، وكان الدكتور محمود حمدي زقزوق مُقَرِّراً لهذه الندوة التي عقدت جلساتها على مدى ثلاثة أيام، وقام بإعداد تقرير ختامي.

(1) انظر مقدمة كتابنا " الجامع المفهرس لألفاظ صحيح مسلم ".

(2)

" الاسْتِشْرَاق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري ": ص 130، 131 نقلاً عن مقال له ألحقه الدكتور محمد البهي بكتابه " الفكر الإسلامي الحديث ": ص 576، 577.

ص: 63

وذلك على ضوء المناقشات التي دارت، وتم تسليم التقرير في حينه إلى المسؤولين عن الندوة المذكورة، وقُضي الأمر، ونامت الفكرةُ (1)!

وهو تقرير قيِّمٌ، حول المنهج العلمي الواجب اتباعه في إعداد موسوعة الرَدِّ على المُسْتَشْرِقِينَ، ننقل نصَّهُ هنا، عسى أنْ يرى النور:

[أ] أسلوب التناول:

1 -

إنَّ التطورات الفكرية في عالم اليوم والتقدم العلمي العظيم الذي حقَّقه الإنسان في العصر الحاضر في مختلف المجالات يقتضي أنْ نكون في معالجتنا للقضايا التي أثارها الفكر الاستشراقي على وعي تام بمقتضيات العصر وإدراك كامل للمستويات الثقافية السائدة.

ومن أجل ذلك، ونظراً لأَنَّ هذه الموسوعة تخاطب جمهرة المًثَقَّفِينَ الذين أتيح لهم الاطلاع على شُبُهَاتِ المُسْتَشْرِقِينَ - ينبغي أنْ يكون تناولنا للموضوعات التي تشتمل عليها الموسوعة الإسلامية المقترحة تناولاً موضوعياً مُدَعَّماً بالحقائق العلميَّة والشواهد التاريخيَّة والبراهين العقلية، وكذلك بالأسانيد الدينية فيما يتعلق بالعلوم النقلية التي يعترف المُسْتَشْرِقُونَ بالمناهج التي استخدمت فيها.

2 -

يتطلَّب الرَدُّ على الشُبُهَات والطعون التي أثارها المُسْتَشْرِقُونَ عرض هذه الشُبُهَات والرَدِّ عليها تفصيلياً بعيداً عن النزعات الهجومية، حتى يكون لهذا العمل العلمي أثره الإيجابي لدى المًثَقَّفِينَ من كل الطبقات من المسلمين وغير المسلمين، وحتى يكون دافعاً لِلْمُسْتَشْرِقِينَ إلى إعادة النظر في أقوالهم وعوناً لهم على تصحيح اتجاهاتهم حول الإسلام وتاريخه وحضارته. وفي النهاية يكون هذا العمل العلمي بمثابة تعريف بالإسلام لكل راغبٍ في التَعَرُّفِ عليه.

3 -

ينبغي أنْ تقتصر هذه الموسوعة على الموضوعات التي كانت مثار أخذ وَرَدٍّ وَجَدَلٍ لدى المُسْتَشْرِقِينَ، وبصفة أساسية في القرنين: التاسع عشر، والعشرين.

(1) المرجع السابق: ص 132 وما بعدها.

ص: 64

ومن أجل ذلك فليس هناك ما يدعو للحديث عن موضوعات لم يتطرَّق المُسْتَشْرِقُونَ للخوض فيها بالرفض أو بالقبول، إذ ليس الهدف هنا هو التاريخ الكامل للحضارة الإسلامية.

4 -

من المعروف أنَّ المُسْتَشْرِقِينَ لا يشكلون اتجاهاً واحداً في كل المسائل الإسلامية التي تعرَّضُوا لها .. فهناك مسائل يختلفون فيها ما بين مُؤَيِّدٍ ومُعَارِضٍ، ولذلك ينبغي إبراز ردود بعض المُسْتَشْرِقِينَ على بعضهم الآخر بصدد بعض الشُبُهَات التي أثاروها حول الإسلام والحضارة الإسلامية.

5 -

ينبغي أنْ تُصَدَّرَ الموسوعةُ بدراسة عن الاسْتِشْرَاق بوجه عام، على أنْ تُبَيِّنَ هذه الدراسة أهداف الاسْتِشْرَاق ومناهجه، والأسباب التي دعت إلى الدراسات الاستشراقية وأدَّت إلى إثارة الطعون والشُبُهات حول الإسلام وتاريخه وحضارته.

[ب] فروع العلوم الإسلامية والفكر الإسلامي:

لقد طرق المُسْتَشْرِقُونَ في دراستهم كل فروع العلوم الإسلامية والفكر الإسلامي بصفة عامة، وركَّزُوا على بعض القضايا الهامَّة التي تتَّصل بأصالة الدين الإسلامي وأصالة الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية، ويمكن تقسيم المجالات العلمية التي ستكون محوراً للتناول في هذه الموسوعة إلى مجالين رئيسيَيْن يندرج تحتهما فروع مختلفة على النحو التالي:

أولاً: علوم دينية وتشمل دراسات المُسْتَشْرِقِينَ حول الدين الإسلامي بصفة عامَّة، وحول القرآن الكريم بصفة خاصَّة، مع العناية بدراسة الترجمات المختلفة التي قاموا بها للقرآن الكريم، وتقويم هذه الترجمات.

وتشمل كذلك الدراسات المتعلِّقة بالتفسير وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، والفقه الإسلامي، وعلم الكلام، والتصوُّف، وأصول الفقه. مع الاهتمام بتقويم مناهج المُسْتَشْرِقِينَ في هذه الدراسات، ووضعها في ميزان النقد العلمي، وبيان ملاءمتها أوعدم ملاءمتها لهذه الدراسات.

ثانياً: علوم إنسانية، وتشمل علوم الفلسفة واللغة وعلومها والأدب وتاريخه، والنقد الأدبي، والسيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، والجغرافيا، والعِمَارة، والفنون

ص: 65

الإسلامية، كما تشمل أيضأ الحساب والجبر والهندسة، والفلك، وعلوم الكيمياء، والفنون والطب والصيدلة، والنبات والحيوان. مع الاهتمام بإبراز مدى أصالة المسلمين وإبداعهم في كل هذه المجالات، ومدى ما أسهموا به وقدَّموه للحضارة الإنسانية.

[ج] خطوات تحضير المادة ومراحلها:

1 -

يجب في البداية القيام بحصر شامل لكتابات المُسْتَشْرِقِينَ عن المجالات سالفة الذكر، في القرنين: التاسع عشر، والعشرين، بصفة أساسية، باللغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والروسية، ويشمل هذا الحصر الكُتُبَ والمجلَاّت والدوريات

الخ.

والقيام بعملية حصر هذه الأعمال الاستشراقية يحتاج على الأقل إلى خبير، وعدد من المساعدين في مجال كل لغة من هذه اللغات الست.

على أنْ يُسْتَعَانُ في هذا الحصر أيضاً بالمُتَخَصِّصِينَ في المجال الاستشراقي مِمَّنْ اعتنقوا الإسلام في أوروبا وغيرها.

2 -

لَا بُدَّ من توفير الأعمال الاستشراقية المُشَارِ إليها عن طريق الشراء إذا كانت متوفِّرة، أو عن طريق التصوير إذا لم يمكن شراؤها. وتُشَكِّلُ هذه الأعمال مكتبة استشراقية تكون تحت أيدي الخبراء والعلماء الذين يشتركون في إعداد الموسوعة.

3 -

يقوم جهاز متعاون من الخبراء في اللُّغات الست المُشَارِ إليها بتحضير المادة، وتصنيف الموضوعات، وضَمِّ المادة التي يتكرَّرُ الحديث عنها في لغات مختلفة تحت موضوع واحد، حتى يتم الرَدُّ عليها جملة واحدة.

4 -

تقدم المادة للعلماء الذين سيقومون بإعداد الردود العلمية. ويراعى عند تقديم هذه المادة لهم أنْ تترجم لهم الأفكار الأساسية للقضايا المطلوب الكتابة فيها من اللغات التي لا يجيدون القراءة بها، حتى يكون لديهم تَصَوُّرٌ شامل لكل ما قيل حول القضية المطروحة، وحتى يُغَطِّي التناول للموضوع وجهات النظر التي قيلت فيه.

ص: 66

[د] الإعداد والتحرير:

7 -

يحتاج هذا العمل الموسوعي الضخم إلى عدد كبير من العلماء المسلمين في التَخَصُّصَاتِ المختلفة يطلب منهم الكتابة في موضوعات مُحَدَّدَةٍ حسب المادة التي تُقَدَّمُ إليهم، كُلٌّ في مجال تَخَصُّصِهِ، على أنْ يكون الرَدُّ فيها وافياً بعيداً عن التطويل المُمِلِّ أو الإيجاز المُخِلِّ، وطبيعة الموضوعات هي التي تُحَدِّدُ حَجْمَ الردود المطلوبة، وتُوضَعُ خِطَّةٌ زمنيَّةٌ أقصاها ستة أشهر لوصول الرَدِّ.

2 -

يتم تحرير الموضوعات باللغة العربية، وفي الحالات التي لا يجيد فيها أحد العلماء المسلمين اللغة العربية يمكن الكتابة بإحدى اللغات الأجنبية على أنْ يَتِمَّ ترجمة الموضوع إلى اللغة العربية فور وصوله.

[هـ] المراجعة والتدقيق:

عند وصول رَدٍّ من الردود يحال إلى لجنة مُخْتَصَّةٍ بالمراجعة والتدقيق تنحصر مُهِمَّتُهَا في فحص الرَدِّ من جميع جوانبه الدينية والعلمية والتاريخية

الخ، ومدى وفائه بالغرض المطلوب، وهو استيعابه التام للرَدِّ على الشُبْهَةِ المُرَادُ الرَدِّ عليها، وتفنيد حُجَجِهَا بالأدلة الدامغة.

[و] التوزيع المحمود:

عندما تعتمد لجنة المراجعة رَدًّا من الردود يتم تصويره، ويُوَزَّعُ توزيعاً محدوداً على مجموعة من العلماء المُتَخَصِّصِينَ على مستوى الوطن الإسلامي لإقراره واعتماده اعتماداً نهائياً، أو بيان ما قد يكون هناك عليه من ملاحظات لمُراعاتها وأخذها بعين الاعتبار.

[ز] الطباعة والنشر والترجمة:

بعد مرحلة التوزع المحدود واعتماد الرَدِّ اعتماداً نهائياً يتم إعداده للطباعة في إطار مجال من مجالات فروع العلوم الإسلامية والفكر الإسلامي السابق الإشارة إليها، وفي الوقت نفسه تبدأ مجموعة من الخبراء في ترجمته إلى اللغات الأجنبية الست التي سبقت الإشارة إليها، ويمكن أنْ يَتِمَّ النشرُ في وقت واحد باللغة العربية وهذه اللغات الأجنبية.

ص: 67

ولعل في ذلك فائدة أكثر ونفعاً أَعَمَّ.

وبذلك تُنْشَرُ الموسوعة على مراحل حسب العمل الذي يتم انجازه، مع مراعاة ضَمِّ قضايا المجال الواحد معاً لِتُشِكِّلَ وحدة متكاملة يمكن أنْ تأخذ صورة كتاب في موضوع مُعَيَّنٍ، وعندما يتم الانتهاء من الموسوعة يمكن إعادة طبعها مَرَّةً أخرى في صورة مكتملة.

ولتمام الفائدة وسرعة العثور على الموضوع المطلوب في الموسوعة لَا بُدَّ من القيام بعمل كَشَّافٍ في نهاية الموسوعة يضم فهرساً موضوعياً وفهرساً للأعلام.

الهيئة العلمية للمشروع:

1 -

يتطلَّب هذا المشروع الكبير - الذي يُقَدِّمُ للجيل المعاصر والأجيال القادمة أَهَمَّ خدمة علمية إسلامية في بداية القرن الخامس عشر الهجري - عدداً لا يقل عن مائة من العلماء المُتَخَصِّصِينَ في شتى مجالات الفكر الإسلامي، على مستوى العالم الإسلامي، من أصحاب الكفايات العلمية المُمتازة يقومون بمُهِمَّةِ الإعداد والتحرير لموضوعات الموسوعة.

2 -

تقوم لجنة علمية دائمة بِمُهِمَّةِ الإشراف والمراجعة. وتكون - بالتعاون مع الأمانة الفنية - مُخْتَصَّة بالاتصال بالعلماء الذين سيشاركون في كتابة الموسوعة في شَتَّى أنحاء الوطن الإسلامي، وتقديم المادة العلميَّة لهم، وتلقِّي رُدُودَهُمْ عليها، وتقوم هذه اللجنة بمراجعة الردود التي تصل اليها مراجعة دقيقة يَتِمُّ بعدها توزيعها توزيعاً محدوداً على مجموعة من العلماء لمُراجعتها مراجعةً نهائيَّةً، واعتمادها حتى تكون مُعَدَّةً للطبع.

وتقوم اللجنة العلميَّة الدائمة أيضاً بِمُهِمَّةِ تبويب موضوعات الموسوعة وتحديد فصولها لتكون مُعَدَّةً للطبع بصورة نهائية متكاملة.

ويتطلب العمل في هذه اللجنة تفرُّغاً كاملاً لعدد لا يَقِلُّ عن اثني عشر من العلماء المُتَخَصِّصِينَ في مختلف مجالات الفكر الإسلامي.

ومن المفيد أنْ يكون هناك تكامل بين أعضاء هذه اللجنة من حيث الخبرة بمعرفة اللغات الأجنبية الست المُشار إليها.

ص: 68

ولهذه اللجنة أنْ تستعين بمن ترى الاستعانة بهم من العلماء المُتَخَصِّصِينَ.

3 -

يكون هناك مجلس للأمناء يضمُّ اللجنة العلميَّة الدائمة، والأمانة الفنيَّة، والأمانة الماليَّة، ويقوم هذا المجلس بالتنسيق بين الأجهزة المختلفة المُشْرِفَةِ على المشروع. ويجتمع هذا المجلس مرة واحدة كل ستة أشهر لدراسة تقرير شامل يُقَدِّمُ إليه سَيْرَ العمل في المشروع، ومدى التقدُّم فيه، ووضْعِ الحلول لما قد يكون هناك من مُشكلاتٍ تعُوقٌ سيرَ التنفيذ

واللهُ وليُّ التوفيق.

وَآخِرُ دَعْوَانَا أنْ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

***

ص: 69