الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ مَنَاقِبِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَغَيْرِهِ
617 -
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنَادِي، نا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، نا ضَمْرَةُ، قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: لَوْ عَهِدْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي، فَقَالَ لِي: لِمَ استخْلَفْتَهُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيلَكَ يَقُولُ: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» ، وَلَوْ أَدْرَكْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَبِّي، فَقَالَ لِي: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟ لَقُلْتُ: سَمِعْتُ عَبْدَكَ وَخَلِيلَكَ يَقُولُ: «لَخَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ»
618 -
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُنَادِي، نا وَهْبٌ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: " لَا يَضُرُّكُمْ أَنْ تُحِفُّوا عَنِّي، فَإِنَّ هَذَا الدَّاءَ قَدْ أَصَابَ فِي أَهْلِي - يَعْنِي الطَّاعُونَ - فَمَنْ شَاءَ أَنْ يُغَيِّرَهُ فَلْيَفْعَلْ، وَاحْذَرُوا اثْنَيْنِ، لَا يَقُولَنَّ قَائِلٌ - إِنْ هُوَ جَلَسَ فَعُوفِيَ لِلْخَارِجِ -: لَوْ كُنْتُ خَرَجْتُ فَعُوفِيتُ كَمَا عُوفِيَ فُلَانٌ
⦗ص: 94⦘
، وَلَا يَقُولَنَّ الْخَارِجُ - إِنْ هُوَ عُوفِيَ وَأُصِيبَ الَّذِي جَلَسَ -: لَوْ كُنْتُ جَلَسْتُ أُصِبْتُ كَمَا أُصِيبَ فُلَانٌ، وَإِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ بِمَا يَبْتَغِي النَّاسُ مِنْ خُرُوجِ هَذَا الطَّاعُونِ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ حَيْثُ سَمِعَ بِالطَّاعُونِ الَّذِي أَخَذَ النَّاسَ بِالشَّامِ: إِنِّي قَدْ بَدَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَيْكَ، فَلَا غِنًى لِي عَنْكَ فِيهَا، فَإِنْ أَتَاكَ كِتَابِي لَيْلًا فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ أَنْ تُصْبِحَ حَتَّى تَرْكَبَ إِلَيَّ، وَإِنْ أَتَاكَ نَهَارًا فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ أَنْ تَمْشِيَ حَتَّى تَرْكَبَ إِلَيَّ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: قَدْ عَلِمْتُ حَاجَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الَّتِي عَرَضَتْ، وَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَبْقِيَ مَنْ لَيْسَ بِبَاقٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي فِي جُنْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَنْ أَرْغَبَ بِنَفْسِي عَنْهُمْ، وَإِنِّي قَدْ عَلِمْتُ حَاجَتَكَ الَّتِي عَرَضَتْ لَكَ، وَأَنَّكَ تَسْتَبْقِي مَنْ لَيْسَ بِبَاقٍ، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَحَلِّلْنِي عَنْ عَزْمَتِكَ، وَائْذَنْ لِي فِي الْجُلُوسِ، فَلَمَّا قَرَأَ عُمَرُ كِتَابَهُ فَاضَتْ عَيْنَاهُ وَبَكَى، فَقَالَ لَهُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ؟ قَالَ: لَا، كَانَ قَدْ قَالَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنَّ الْأَرْضَ أَرْضُكَ، إِنَّ الْجَابِيَةَ أَرْضٌ نَزِهَةٌ، فَاظْهَرْ بِالْمُهَاجِرِينَ إِلَيْهَا، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ حِينَ قَرَأَ الْكِتَابَ: أَمَّا هَذَا فَنَسْمَعُ فِيهِ أَمْرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَنُطِيعُهُ قَالَ: فَأَمَرَنِي أَنْ أُبَوِّئَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ قَالَ: فَطُعِنَتِ امْرَأَتِي، فَجِئْتُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ فِي أَهْلِي بَعْضُ الْعَرَضِ شَغَلَنِي عَنِ الْوَجْهِ الَّذِي بَعَثْتَنِي لَهُ، فَقَالَ: لَعَلَّ الْمَرْأَةَ أُصِيبَتْ؟ فَقُلْتُ: أَجَلْ، فَانْطَلَقَ هُوَ يُبَوِّئُ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُرَحِّلَهُمْ عَلَى أَثَرِهِ قَالَ: فَطُعِنَ أَبُو عُبَيْدَةَ حِينَ أَرْسَلَهُ، فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْتُ فِي قَدَمَيَّ وَخْزَةً، فَلَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا الَّذِي أَصَابَنِي قَدْ أَصَابَنِي، فَانْطَلَقَ أَبُو عُبَيْدَةَ فَبَوَّأَ النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ وَارْتَحَلَ النَّاسُ عَلَى أَثَرِهِ، وَكَانَ انْكِشَافُ الطَّاعُونِ، وَتُوُفِّيَ
⦗ص: 95⦘
أَبُو عُبَيْدَةَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ "
619 -
حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ، نا أَبُو يَحْيَى عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلَانِيُّ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، نا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، نا طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الشَّعْبِيِّ فَجَاءَ ابْنٌ لِجَرِيرٍ أَوْ لِيَزِيدَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: يَا جَارِيَةُ، الْوِسَادَةَ الْوِسَادَةَ، قَالَ: فَلَمَّا قَامَ فَخَرَجَ، قَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو، حَوْلَكَ مَشْيَخَةُ قَوْمِكَ، جَاءَكَ هَذَا الْغُلَامُ فَدَعَوْتَ لَهُ بِالْوِسَادَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ»
620 -
حَدَّثَنَا عِيسَى، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا بَسَّامٌ، نا أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: «سَلُونِي؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَسْأَلُونَ بَعْدِي مِثْلِي» قَالَ: فَقَامَ ابْنُ الْكَوَّا، فَقَالَ: مَا {الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [الذاريات: 1] ؟ قَالَ: «الرِّيَاحُ» قَالَ: فَمَا {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} [الذاريات: 3] ؟ قَالَ: «السُّفُنُ» قَالَ: فَمَا {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} [الذاريات: 2] ؟ قَالَ: «السَّحَابُ» ، قَالَ: فَمَا {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} [الذاريات: 4] ؟ قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ» قَالَ: فَمَنْ {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] ؟ قَالَ: «مُنَافِقِي قُرَيْشٍ» قَالَ: فَمَنِ {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 104] ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ حَرُورَاءَ» قَالَ: فَمَا ذُو الْقَرْنَيْنِ نَبِيٌّ أَوْ مَلِكٌ؟ قَالَ: «لَيْسَ بِمَلِكٍ وَلَا نَبِيٍّ، وَلَكِنْ عَبَدَ اللَّهَ صَالِحًا، أَحَبَّ اللَّهَ وَأَحَبَّهُ، ونَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ، ضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الْأَيْمَنِ فَمَاتَ فَبَعَثَهُ اللَّهُ، وَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الْأَيْسَرِ فَمَاتِ، وَفِيكُمْ مِثْلُهُ» - أَوْ قَالَ مِثْلُهُ - أَبُو مُعَاوِيَةَ شَكَّ
621 -
حَدَّثَنَا عِيسَى، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَصَبَ الْمَجَانِيقَ عَلَى أَهْلِ الطَّائِفِ "
622 -
نا عِيسَى، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ «يَكْرَهُ أَنْ يَنَامَ، الرَّجُلُ بَيْنَ جَارِيَتَيْهِ مُجَرَّدَةً»
623 -
حَدَّثَنَا عِيسَى، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا أَشْعَثُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ:«إِذَا كَانَ اللِّصُّ ظَرِيفًا لَمْ يُقْطَعْ»
624 -
حَدَّثَنَا عِيسَى، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا مُقَاتِلُ بْنُ أَعْيَنَ الْحِجَازِيُّ - كَانَ أَعْوَرَ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ - الْبَصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ فِي الْحَلْقَةِ جُلُوسٌ إِذَا رَسُولٌ قَدْ
⦗ص: 99⦘
جَاءَ مِنْ دَارِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَرْسَلَ إِلَيْكَ فُلَانٌ يَدْعُوكَ قَالَ:«وَيْحَكَ، أَنَا وَحْدِي؟» قَالَ: هَكَذَا، قَالَ:" اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِكَ فَتَسْأَلَهُ: أَنَا وَحْدِي أَمْ أَنَا وَمَنْ مَعِي؟ " فَذَهَبَ الرَّسُولُ فَلَمْ يَمْكُثْ حَتَّى جَاءَ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ وَمَنْ أَحْبَبْتَ، قَالَ: فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ، فَقَالَ الْحَسَنُ:«أَجِيبُوا فَقَدْ دُعِيتُمْ» قَالَ: فَقَالَ أَبِي: فَقُلْتُ: لَا أُفَارِقُهُ حَتَّى أَنْظُرَ كَيْفَ يَصْنَعُ، فَقَالَ: فَقُمْنَا جَمِيعًا حَتَّى دَخَلْنَا، قَالَ: ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ الْحَسَنِ قَالَ: فَجِيءَ بِالْأَخْوِنَةِ عَلَيْهَا كَرَابِيسُ، وَجِيءَ بِالطَّعَامِ فَوُضِعَ، قَالَ: وَمَعَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: فَجِيءَ بِطَعَامٍ فِي قِصَاعٍ مِنْ فِضَّةٍ وَغَيْرِهَا قَالَ: فَأَكَلَ الْحَسَنُ فَأَكَلْنَا، قَالَ: فَكَأَنَّ سَعِيدٌ أَعْظَمَ ذَلِكَ فِي عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَعْظَمَ هَذَا؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ نَظَرًا شَدِيدًا وَلَمْ يَقُلْ لَهُ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا طَعِمُوا وَفَرَغُوا جِئْنَ ثَلَاثُ جَوَارٍ يَمْشِينَ مَعَ وَاحِدَةٍ مَجْمَرَةُ فِضَّةٍ وَمَعَ وَاحِدَةٍ مُدَاهَيْنِ فِضَّةً فِيهَا غَالِيَةٌ، مَعَ وَاحِدَةٍ عُودٌ، فَجَاءَتْ صَاحِبَةُ الْمَجْمَرَةِ فَجَمَّرَتْهُ، وَجَاءَتْ صَاحِبَةُ الَغَالِيَةِ فَأصْغَا الْحَسَنُ إِلَيْهَا لِحْيَتَهُ، فَجَعَلَتْ تَدْهُنُهُ بِيَدَيْهَا، ثُمَّ قُمْنَا جَمِيعًا، فَقَالَ الْحَسَنُ لِأَخِيهِ:«مَا حَمَلَكَ عَلَى قَوْلِكَ الَّذِي قُلْتَ، لَا تَعُودُ بِمِثْلِهِ» قَالَ وَانْتَهَرَهُ: «إِذَا دُعِيتَ إِلَى طَعَامٍ فَكُلْ مِنْ طَعَامِهِمْ وَسَمِّتْ عَلَيْهِمْ وَاخْرُجْ»
625 -
حَدَّثَنَا عِيسَى، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ وَدُعِيَ إِلَى وَلِيمَةٍ، قَالَ: فَجَاءُوا
⦗ص: 100⦘
حَتَّى جَلَسُوا عَلَى صَدْرِ الْفِرَاشِ، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ الْحَسَنُ أَوْسَعَ لَهُ أَخِي، قَالَ: فَقَبَضَ الْحَسَنُ عَلَى ذِرَاعِ أَخِي، فَقَالَ كَلَامًا: كَادَ الْمُعَرِّسُ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا، قَالَ: ثُمَّ جَاءُوا بِالْوَضُوءِ فَتَوَضَّأَ الْحَسَنُ وَتَوَضَّئُوا، قَالَ: فَجِيءَ بِالْمَائِدَةِ قَالَ: فَأَكَلَ، ثُمَّ إِنَّهُ استسْقَى، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَابِ الْبَيْتِ: إِنَّهُ نَبِيذُ الْجَرِّ قَالَ: «لَا أَبَا لَكَ، مَنْ سَأَلَكَ أَوْ كَلَّفَكَ؟ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ فَكُلْ مِنْ طَعَامِهِ وَاشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ» ، وَلَمْ يَشْرَبْ، فَلَمَّا رُفِعَتِ الْمَائِدَةُ وَتَوَضَّأَ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا أُسُّ سَفَطٍ فِيهَا تِلْكَ الْمَدَاهِنُ مِنْ فِضَّةٍ، فَدَنَتْ مِنَ الْحَسَنِ فَقَالَ:«إِلَيْكِ عَنِّي» قَالَ: قَالُوا: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّهَا أَمَةٌ، قَالَ:«ادْنِينِي» فَدَنَتْ، فَغَلَّفَتْ لِحْيَتَهُ بِالطِّيبِ بِيَدِهَا، ثُمَّ جَمَّرَتْ لِحْيَتَهُ، وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ انْصَرَفَ
626 -
حَدَّثَنَا عِيسَى، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي ابْنُ عُمَرَ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ: أُوَدِّعُكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ:«أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ»