الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نَضْرَةً، أَيْ: عَيْنًا أَصَابَهَا، وَقِيلَ: أَرَادَ بِهَا عَلامَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، وَقَالَ النَّخَعِيُّ: لَقِيتُ غُلامًا أَسْفَعَ أَحْوَى، وَقَالَ الْقُتَبِيُّ: الأَسْفَعُ: الَّذِي أَصَابَ خَدَّهُ لَوْنٌ يُخَالِفُ سَائِرَ لَوْنِهِ مِنْ سَوَادٍ.
هَذَا الشَّيْخُ سَمِعَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلافِ الْمُقْرِئَ، وَأَبَا الْخَطَّابِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَارُونَ مِنْ أَوْلادِ الْوَزِيرِ ابْنِ الْجَرَّاحِ وَطَبَقَتِهِمَا، وَقَدْ عُمِّرَ، وَهُوَ أَحَدُ مَنْ حَدَّثَ بَعْدَ الْمِائَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ مَوْلِدَهُ سَنَةَ سَبْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَكَانَ طَوِيلَ الأُذْنَيْنِ، وَيُقَالُ: كُلُّ طَوِيلِ الأُذْنَيْنِ طَوِيلُ الْعُمْرِ.
وَمِمَّنْ حَدَّثَ بَعْدَ الْمِائَةِ أَيْضًا: الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلَفِيُّ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْهُجَيْمِيُّ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ.
رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ قَدْ تَعَمَّمَ وَرُدَّ عَلَى رَأْسِهِ مِائَةً وَثَلاثَ دَوْرَاتٍ، فَعُبِرَ لَهُ أَنَّهُ يَعِيشُ سِنِينَ بِعَدَدِهَا، فَحَدَّثَ بَعْدَ بُلُوغِهِ الْمِائَةَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقَارِئُ يَوْمًا:
إِنَّ الْجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ
…
كَالْكَلْبِ يَحْمِي جِلْدَهُ بِرَوْقِهِ
وَأَرَادَ اخْتِبَارَ حِسِّهِ وَصِحَّةَ ذِهْنِهِ، فَقَالَ لَهُ الْهُجَيْمِيُّ: قُلِ الثَّوْرَ يَا ثَوْرُ! فَإِنَّ الْكَلْبَ لا رَوْقَ لَهُ.
فَفَرِحَ النَّاسُ بِجَوْدَةِ حِسِّهِ وَصِحَّةِ عَقْلِهِ.
وَأَرْجُو شَيْخَنَا يَكُونُ مِنْ نَظْمِهِمْ يُحَدِّثُ بَعْدَ الْمِائَةِ.
شَيْخٌ آخَرُ التَّاسِعُ وَالثَّلاثُونَ
:
39 -
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ طُغْدِيُّ بْنُ خُمَارَتْكِينَ بْنِ الْغَرَزِيِّ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمُنْتَجِبُ، إِذْنًا، فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْعُرَيْبِيُّ الرَّبَعِيُّ، قِرَاءَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ دَعْلَجٍ، إِمْلاءً، يَوْمَ السَّبْتِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي شَهْمٍ، وَكَانَ رَجُلا بَطَّالا، قَالَ: رَأَيْتُ جَارِيَةً فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى خَاصِرَتِهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَى النَّاسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، لِيُبَايِعُوهُ، فَبَسَطْتُ يَدِي، فَقُلْتُ: بَايِعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:" أَنْتَ صَاحِبُ الْجَبْذَةِ أَمْسِ؟ أَمَا إِنَّكَ صَاحِبُ الْجَبْذَةِ أَمْسِ ، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْنِي فَوَاللَّهِ لا أَعُودُ أَبَدًا، قَالَ: فَنَعَمْ إِذَنْ "، هَذَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ، وَهُوَ مِمَّا قَدِ اسْتَدْرَكَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَأَلْحَقَهُ بِالصَّحِيحِ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: أَبُو شَهْمٍ مِنْ حَدِيثِ أَسْوَدَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ هُرَيْمٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْهُ، مِمَّا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، مِمَّنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْهُ، بِنَقْلِ الْعَدْلِ عَنِ الْعَدْلِ مُتَّصِلا مِمَّنْ لَمْ يُخَرِّجْ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي كِتَابَيْهِمَا، وَرُوَاةُ حَدِيثِهِ مِنْ شَرْطِهِمَا.
فَذَكَرَ دُكَيْنُ بْنُ سَعْدٍ الْمُزَنِيُّ: وَأَبَا شَهْمٍ بَعْدَهُ، وَلَيْسَ لَنَا فِي الصَّحَابَةِ مَنْ يُكْنَى بِهَذِهِ الْكُنْيَةِ غَيْرَ صَاحِبِ الْجُبَيْذَةِ هَذَا، وَلا فِي التَّابِعِينَ غَيْرَ رَجُلٍ آخَرَ، يَرْوِي حَدِيثَ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مَلَكَيِ الْقَبْرِ، وَمَنْ قَالَ فِيهِ: أَبُو سُهَيْلٍ، فَقَدْ أَخْطَأَ، وَلَيْسَ هَذِهِ الْكُنْيَةُ فِيمَا سِوَى هَذَيْنِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ فِيمَا أَعْلَمُ