الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائل عائشة رضي الله عنها
-
(قال الهيتمي: «رواه أبو يعلى وفي الصحيح وغيره بعضه، وفي إسناد أبي يعلى من لم أعرفهم». وقال الذهبي: «رَوَاهُ: أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ»).
تزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوحي من السماء:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أُرِيتُكِ قَبْلَ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُ الْمَلَكَ يَحْمِلُكِ فِى سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَقُلْتُ لَهُ: اكْشِفْ. فَكَشَفَ فَإِذَا هِىَ أَنْتِ، فَقُلْتُ إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ. ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ فِى سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَقُلْتُ: اكْشِفْ. فَكَشَفَ فَإِذَا هِىَ أَنْتِ فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ» . (رواه البخاري ومسلم).
السَّرَقَة ـ بِفَتْحِ السين وَالرَّاء وَالْقَاف ـ: هِيَ الْقِطْعَة.
وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَنَامًا فإنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاء حَقّ.
من المبشَّرات بالجنة فهي زَوْجَة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ بِصُورَتِهَا فِى خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» . (رواه الترمذي وصححه الألباني).
وَقَامَ عَمَّارٌ رضي الله عنه عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ، فَذَكَرَ عَائِشَةَ رضي الله عنها وَقَالَ:«إِنَّهَا زَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وآله وسلم فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» (رواه البخاري).
أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:
عَنْ أَبِى عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله وسلم بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ:«أَىُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» ، قَالَ:«عَائِشَةُ» . فَقُلْتُ: «مِنَ الرِّجَالِ؟» فَقَالَ: «أَبُوهَا» . قُلْتُ: «ثُمَّ مَنْ؟» قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» . (رواه البخاري ومسلم).
قال الإمام الذهبي: «وَهَذَا خَبَرٌ ثَابِتٌ عَلَى رَغْمِ أُنُوْفِ الرَّوَافِضِ، وَمَا كَانَ عليه السلام لِيُحِبَّ إِلَاّ طَيِّبًا.
فَأَحَبَّ أَفْضَلَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِهِ، وَأَفْضَلَ امْرَأَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَمَنْ أَبْغَضَ حَبِيْبَيْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَهُوَ حَرِيٌّ أَنْ يَكُوْنَ بَغِيْضًا إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ.
وَحُبُّهُ عليه السلام لِعَائِشَةَ كَانَ أَمْرًا مُسْتَفِيْضًا، أَلَا تَرَاهُمْ كَيْفَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَهَا، تَقَرُّبًا إِلَى مَرْضَاتِهِ؟» (1).
وجوب محبتها على كل أحد:
والدليل على ذلك قول النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم لابنته فَاطِمَةَ رضي الله عنها: «أَىْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ» . فَقَالَتْ: «بَلَى» . قَالَ: «فَأَحِبِّى هَذِهِ» . (يعني عائشة رضي الله عنها). (رواه مسلم).
وهذا الأمر ظاهر الوجوب، ولعل من جملة أسباب المحبة كثرة ما بلّغته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون غيرها من النساء الصحابيات.
اختياره صلى الله عليه وآله وسلم أن يمرّض في بيتها واجتماع ريقه صلى الله عليه وآله وسلم وريقها في آخر أنفاسه، ووفاته صلى الله عليه وآله وسلم بين سحْرِها ونحرها في يومها ودفنه صلى الله عليه وآله وسلم في بيتها:
(1) سير أعلام النبلاء (2/ 142).
عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَيَتَعَذَّرُ فِى مَرَضِهِ: «أَيْنَ أَنَا الْيَوْمَ، أَيْنَ أَنَا غَدًا» اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمِى قَبَضَهُ اللهُ بَيْنَ سَحْرِى وَنَحْرِى، وَدُفِنَ فِى بَيْتِى». (رواه البخاري ومسلم).
وكَانَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها تَقُولُ: «إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ عَلَىَّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم تُوُفِّىَ فِى بَيْتِى وَفِى يَوْمِى، وَبَيْنَ سَحْرِى وَنَحْرِى، وَأَنَّ اللهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِى وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ، دَخَلَ عَلَىَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ فَقُلْتُ: «آخُذُهُ لَكَ» فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ:«أُلَيِّنُهُ لَكَ» ، فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ. (رواه البخاري).
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ يَسْأَلُ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ يَقُولَ: «أَيْنَ أَنَا غَدًا أَيْنَ أَنَا غَدًا» ، يُرِيدُ يَوْمَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لَهُ أَزْوَاجُهُ يَكُونُ حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِى بَيْتِ عَائِشَةَ حَتَّى مَاتَ عِنْدَهَا، قَالَتْ عَائِشَةُ فَمَاتَ فِى الْيَوْمِ الَّذِى كَانَ يَدُورُ عَلَىَّ فِيهِ فِى بَيْتِى، فَقَبَضَهُ اللهُ وَإِنَّ رَأْسَهُ
لَبَيْنَ نَحْرِى وَسَحْرِى، وَخَالَطَ رِيقُهُ رِيقِي، ثُمَّ قَالَتْ:«دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى بَكْرٍ وَمَعَهُ سِوَاكٌ يَسْتَنُّ بِهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَقُلْتُ لَهُ: «أَعْطِنِى هَذَا السِّوَاكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ» . فَأَعْطَانِيهِ فَقَضِمْتُهُ، ثُمَّ مَضَغْتُهُ فَأَعْطَيْتُهُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَاسْتَنَّ بِهِ وَهْوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى صَدْرِى». (رواه البخاري ومسلم).
وَالسَّحْر: هُوَ الصَّدْر، وَهُوَ فِي الْأَصْل الرِّئَة. وَالنَّحْر: مَوْضِع النَّحْر. وَالْمُرَاد أَنَّهُ مَاتَ وَرَأْسه بَيْن حَنَكهَا وَصَدْرهَا صلى الله عليه وآله وسلم وَ رضي الله عنها.
قال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله: «انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة، عن هذا الفضل والمنزلة التي لاتكاد تخفى عن البهيم فضلًا عن الناطق» (1).
(1) الإجابة فيما استدركته عائشة رضي الله عنها على الصحابة للزركشي (ص 30).
تنبيه:
لا يصح ما رواه ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمّا حضرته الوفاة، قال: ادعوا لي أخي، فدعوا عليًّا فقال: ادنُ منّي، فدنا منه وأسنده إليه فلم يزل كذلك وهو يكلّمه حتّى فاضت نفسه الزكيّة، فأصابه بعض ريقه صلى الله عليه وآله وسلم».
فالحديث مسلسل بالعلل، فالحديث عند ابن سعدمن طريق الواقدي ـ وهو متروك وقد كذبه غير واحد ـ إضافة إلى الانقطاع في سنده، فمحمد بن عمر بن علي لم يدرك جدّه عليًا، والثابت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبض في حِجْرِ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
مَا نَزَلَ الوَحْيُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وَهُوَ فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائه غَيْرِهَا:
عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:«كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ» ، قَالَتْ عَائِشَةُ: «فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِى إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقُلْنَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ، وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ، وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ
عَائِشَةُ، فَمُرِى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ».
قَالَتْ: فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم، قَالَتْ: فَأَعْرَضَ عَنِّى، فَلَمَّا عَادَ إِلَىَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّى، فَلَمَّا كَانَ فِى الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ:«يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِى فِى عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللهِ مَا نَزَلَ عَلَىَّ الْوَحْىُ وَأَنَا فِى لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا» . (رواه البخاري).
قال الإمام الذهبي: وَهَذَا الجَوَابُ مِنْهُ صلى الله عليه وآله وسلم دَالٌّ عَلَى أَنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى سَائِرِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ بِأَمْرٍ إِلَهِيٍّ وَرَاءَ حُبِّهِ لَهَا، وَأَنَّ ذَلِكَ الأَمْرَ مِنْ أَسْبَابِ حُبِّهِ لَهَا» (1).
لم يتزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكرًا غيرها:
وهذا باتفاق أهل النقل (2).
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ نَزَلْتَ وَادِيًا وَفِيهِ شَجَرَةٌ قَدْ
(1) سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي (2/ 142).
(2)
انظر: زاد المعاد (1/ 103)، الإصابة (4/ 360).
أُكِلَ مِنْهَا، وَوَجَدْتَ شَجَرًا لَمْ يُؤْكَلْ مِنْهَا، فِى أَيِّهَا كُنْتَ تُرْتِعُ بَعِيرَكَ؟، قَالَ:«فِى الَّذِى لَمْ يُرْتَعْ مِنْهَا» . تَعْنِى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا. (رواه البخاري).
أنها خُيّرت واختارت الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم على الفور، وكذا أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم كُنّ تبعًا لها في ذلك:
فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِتَخْيِيرِ أَزْوَاجِهِ بَدَأَ بِى فَقَالَ: «إِنِّى ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِى حَتَّى تَسْتَأْمِرِى أَبَوَيْكِ» . قَالَتْ: «وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَىَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِى بِفِرَاقِهِ» ، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللهَ ـ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ـ قَالَ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} إِلَى {أَجْرًا عَظِيمًا} (1). قَالَتْ: «فَقُلْتُ: فَفِى أَىِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَىَّ؛ فَإِنِّى أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ
(1) قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)} (الأحزاب: 28 – 29).
وَالدَّارَ الآخِرَةَ»، قَالَتْ:«ثُمَّ فَعَلَ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم مِثْلَ مَا فَعَلْتُ» . (رواه البخاري).
نزول براءتها من السماء:
برَّأها الله سبحانه وتعالى ممَّا رماها به أهلُ الإفك، وأنْزَل في عُذرِها وبراءتِها وحيًا يُتْلَى في محاريبِ المسلمين وصلواتهم إلى يومِ القيامة، وشَهِد لها بأنَّها مِنَ الطيِّبات، ووعَدَها المغفرةَ والرِّزقَ الكريم، وأخْبَر سبحانه أنَّ ما قيل فيها مِنَ الإفك كان خيرًا لها، ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شَرًّا لها، ولا عائبًا لها، ولا خافضًا مِن شأنها، بل رَفَعها الله بذلك وأعْلى قدْرَها، وأعْظَمَ شأنها، وصار لها ذِكرًا بالطيب والبراءة بيْن أهلِ الأرض والسماء، فيا لها مِن مَنْقَبة ما أجلَّها.
ومع ذلك تتواضع فتقول: «وَاللهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ فِى شَأْنِى وَحْيًا يُتْلَى، وَلَشَأْنِى فِى نَفْسِى كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ فِىَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى» (والقصة أخرجها البخاري).
فنزل فيها قرآن يُتلَى إلى يوم القيامة، وهذا باتفاق المسلمين.
قال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21) وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا
يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)} (النور: 11 – 26).
من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها:
قال تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)} (النور: 26).
قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (الأحزاب: 6). وهذه تزكيةِ لأمِّ المؤمنين وبيان لمكانتِها ومكانة غيرِها من زوجاتِ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم.
وقدْ أجْمَع علماءُ الإسلام قاطبةً مِن أهل السُّنَّة والجماعة على أنَّ مَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها ورَماها بما برَّأها الله منه أنه كافِرٌ.
قال ابن كثير رحمه الله: «وقد أجمع العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها. واختلفوا في بقية أمهات المؤمنين، هل يكفر من قذفهن أم لا؟ على قولين: أصحهما أنه يكفر» (1).
واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية (2).
المباركة التي لم ينزل بها أمرٌ إلا جعل الله لها منه مخرجًا وللمسلمين بركة:
فشُرِعَ جَلْدُ القاذف وصار باب القذف وحده بابًا عظيمًا من أبواب الشريعة وكان سببه قصتها رضي الله عنها.
وآية التيمم نزلت بسبب عقدها فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَتْ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِى بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ ـ أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ ـ انْقَطَعَ عِقْدٌ لِى، فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى الْتِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
(1) انظر: البداية والنهاية (11/ 337).
(2)
الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (3/ 1054).
فَقَالُوا: «أَلَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَالنَّاسِ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ.
فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِى قَدْ نَامَ فَقَالَ: «حَبَسْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ» .
قَالَتْ: «فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِى كُنْتُ عَلَيْهِ، فَأَصَبْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ» . (رواه البخاري ومسلم).
وفي رواية عَنْها رضي الله عنها أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلَادَةً فَهَلَكَتْ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِى طَلَبِهَا، فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلَاةُ، فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ، فَلَمَّا أَتَوُا
النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله وسلم شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ. فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ:«جَزَاكِ اللهُ خَيْرًا، فَوَاللهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَاّ جَعَلَ اللهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا، وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً» . (رواه البخاري ومسلم).
ثناءُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليها:
عن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «فضْلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضْل الثَّرِيدِ على سائرِ الطعام» (رواه البخاري).
ثَرَدَ الخُبْزَ: فَتَّهُ. والثَّرِيد: هُوَ أَنْ يُثْرِد الْخُبْز بِمَرَقِ اللَّحْم، وَقَدْ يَكُون مَعَهُ اللَّحْم، وَمِنْ أَمْثَالهمْ الثَّرِيد أَحَد اللَّحْمَيْنِ، وَرُبَّمَا كَانَ أَنْفَع وَأَقْوَى مِنْ نَفْس اللَّحْم النَّضِيج إِذَا ثُرِدَ بِمَرَقَتِهِ.
قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث من صحيح مسلم: «قَالَ الْعُلَمَاء: مَعْنَاهُ أَنَّ الثَّرِيدَ مِنْ كُلِّ الطَّعَامِ أَفْضَلُ مِنْ الْمَرَقِ، فَثَرِيدُ اللَّحْمِ أَفْضَلُ مِنْ مَرَقه بِلَا ثَرِيدٍ، وَثَرِيد مَا لَا لَحْم فِيهِ أَفْضَل مِنْ مَرَقه، وَالْمُرَاد بِالْفَضِيلَةِ نَفْعُهُ،
وَالشِّبَع مِنْهُ، وَسُهُولَة مَسَاغه، وَالِالْتِذَاذ بِهِ، وَتَيَسُّر تَنَاوُله، وَتَمَكُّن الْإِنْسَان مِنْ أَخْذ كِفَايَته مِنْهُ بِسُرْعَةٍ، وَغَيْر ذَلِكَ، فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْمَرَقِ كُلِّهِ، وَمِنْ سَائِر الْأَطْعِمَة وَفَضْل عَائِشَة عَلَى النِّسَاء زَائِد كَزِيَادَةِ فَضْل الثَّرِيد عَلَى غَيْره مِنْ الْأَطْعِمَة».
جبريل عليه السلام يقرؤها السلام:
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قال صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمًا: «يا عائِشَ، هَذا جبْريلُ يُقْرِئُكِ السَّلَام» ، فَقُلْتُ: وَعليه السلام ورحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه، تَرَى ما لا أَرى ـ تُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم» (رواه البخاري ومسلم).
رأتْ جبريل عليه السلام:
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا فَرَغَ مِنَ الْأَحْزَابِ، دَخَلَ الْمُغْتَسَلَ لِيَغْتَسِلَ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ: أَوَقَدْ وَضَعْتُمُ السِّلَاحَ، مَا وَضَعْنَا أَسْلِحَتَنَا بَعْدُ»، انْهَدْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى
جِبْرِيلَ عليه السلام، مِنْ خَلَلِ الْبَابِ قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ» (رواه الإمام أحمد وحسنه الأرنؤوط).
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَعْرَفَةِ فَرَسٍ وَهُوَ يُكَلِّمُ رَجُلًا، قُلْتُ:«رَأَيْتُكَ وَاضِعًا يَدَيْكَ عَلَى مَعْرَفَةِ فَرَسِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ» .
قَالَ: «وَرَأَيْتِ؟»
قَالَتْ: «نَعَمْ» .
قَالَ: «ذَاكَ جِبْرِيلُ، عليه السلام، وَهُوَ يُقْرِئُكِ السَّلَامَ» .
قَالَتْ: «وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا مِنْ صَاحِبٍ وَدَخِيلٍ فَنِعْمَ الصَّاحِبُ وَنِعْمَ الدَّخِيلُ» . (رواه الإمام أحمد وإسناده حسن)
مَعْرَفَةِ الفَرَسِ: موضع العُرف منه، والعُرف: شعر عنق الفرس. الدَّخِيلُ: الضَّيْفُ.
الفقيهة العالمة الفصيحة رضي الله عنها.
عَنْ أَبِى مُوسَى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: «مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا ـ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إِلَاّ وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا. (رواه الترمذي وصححه الألباني).
وهي من أكثر الصحابة فتوى، قال ابن حجر رحمه الله:«أكثر الصحابة فتوى مطلقًا سبعة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وعائشة رضوان الله تعالى عليهم» . (1)
وقال الزُّهريُّ: «لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ» .
وقَالَ عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ: كَانَتْ عَائِشَةُ أَفْقَهَ النَّاسِ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَةَ إِلَى عِلْمِ جَمِيْعِ النِّسَاءِ، لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَةَ أَفْضَلَ (2).
وقال الذهبي رحمه الله: «وَلَا أَعْلَمُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم بَلْ وَلَا فِي النِّسَاءِ مُطْلَقًا امْرَأَةً أَعْلَمَ مِنْهَا» (3).
وعَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْصَحَ مِنْ عَائِشَةَ» (رواه الترمذي وصححه الألباني).
العابدة القانتة:
عن عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي قَيْس، قَالَ: أَرْسَلَنِي مُدْرِكٌ إِلَى عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ أَشْيَاءَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهَا، فَإِذَا هِيَ تُصَلِّي الضُّحَى، فَقُلْتُ: أَقْعُدُ حَتَّى تَفْرُغَ، فَقَالُوا: هَيْهَاتَ» (رواه الإمام أحمد وصححه الأرنؤوط).
أي متى ستفرغ من صلاتها! أي من شدة طولها.
ومن وصاياها رضي الله عنها:
قَالَتْ: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ لَا يَدَعُهُ، فَإِنْ مَرِضَ قَرَأَ وَهُوَ قَاعِدٌ» (رواه الإمام أحمد وصححه الأرنؤوط).
(1) الإصابة (1/ 12).
(2)
سير أعلام النبلاء (2/ 186).
(3)
سير أعلام النبلاء (2/ 140).