الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأشار الحافظ العراقي في تخريج إحياء علوم الدين إلى تدليس محمد بن إسحق.
فالحديث معلول بالعنعنة. والمدلس تقبل روايته إذا كانت بلفظ (حدثني) ولا تقبل إذا قال (عن عن).
عائشة أرَتْ مولاها سالم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتوضأ:
هل توضأت عائشة رضي الله عنها أمام سَالِمٌ سَبَلَانُ
؟
قال الإمام النَسائى: «أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ جُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخْبَرَنِى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِى ذُبَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ سَالِمٌ سَبَلَانُ، قَالَ: «ـ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَعْجِبُ بِأَمَانَتِهِ وَتَسْتَأْجِرُهُ ـ فَأَرَتْنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَتَوَضَّأُ فَتَمَضْمَضَتْ وَاسْتَنْثَرَتْ ثَلَاثًا وَغَسَلَتْ وَجْهَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ غَسَلَتْ يَدَهَا الْيُمْنَى ثَلَاثًا وَالْيُسْرَى ثَلَاثًا وَوَضَعَتْ يَدَهَا فِي مُقَدَّمِ رَأْسِهَا، ثُمَّ مَسَحَتْ رَأْسَهَا مَسْحَةً وَاحِدَةً إِلَى مُؤَخِّرِهِ ثُمَّ أَمَرَّتْ يَدَهَا بِأُذُنَيْهَا، ثُمَّ
مَرَّتْ عَلَى الْخَدَّيْنِ، قَالَ سَالِمٌ:«كُنْتُ آتِيهَا مُكَاتَبًا مَا تَخْتَفِي مِنِّي فَتَجْلِسُ بَيْنَ يَدَيَّ، وَتَتَحَدَّثُ مَعِي حَتَّى جِئْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْتُ: «ادْعِي لِي بِالْبَرَكَةِ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ» ، قَالَتْ:«وَمَا ذَاكَ؟» قُلْتُ: «أَعْتَقَنِي اللهُ» ، قَالَتْ:«بَارَكَ اللهُ لَكَ» ، وَأَرْخَتْ الْحِجَابَ دُونِي فَلَمْ أَرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ».
الجواب:
أولًا: هذا الأثر رواه الإمام النسائي، وقال عنه الشيخ الألباني:«صحيح الإسناد» .
وهذا القول ليس تصحيحًا للحديث؛ فهناك فرق بين قول أحد علماء الحديث: «هذا الحديث صحيح» وبين قوله: «إسناده صحيح» ؛ فالأول جَزْمٌ بصحته، والثاني شهادة بصحة سنده، وقد يكون فيه علة أو شذوذ، فيكون سنده صحيحًا ولا يحكمون أنه صحيح في نفسه.
ثانيًا: في إسناد هذا الأثر عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذناب قال عنه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: «مقبول من السادسة» (1).
ومعناه عنده أنه (لين الحديث) حيث تفرد، ولم يتابع، حيث قال في مقدمة التقريب:«السادسة: من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ: مقبول، حيث يتابع، وإلا فلين الحديث» .
وعبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذناب لم يتابع، فلم يَرْوِ عنه غير جعيد بن عبد الرحمن.
(1) تقريب التهذيب، (ترجمة رقم 4212).
معنى اصطلاح الحافظ ابن حجر:
قال الدكتور ماهر الفحل:
«الحافظ ابن حجر يضع ثلاثة شروط للمقبول عنده وهي:
1 -
قلة الحديث.
2 -
عدم ثبوت ما يترك حديث الراوي من أجله.
3 -
المتابعة.
فالأصل في المقبول عند الحافظ أنه ضعيف، إذ (ليِّن الحديث) من ألفاظ التجريح، فإذا توبع الراوي رفعته المتابعة إلى مرتبة القبول، فالمتابعة شرط لارتقاء الراوي من الضعف إلى القبول عند الحافظ ابن حجر، و (المقبولية) أول درجات سلّم القبول بمعناه الأعم» (1).
يتضح مما سبق أن عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذناب ضعيف عند الحافظ ابن حجر؛ أما ذِكْرُ ابن حبان
(1) بحوث في المصطلح (ص 279).
له في (الثقات)(1)، فلا يُعتد به، فابن حبان لا يُعتمد على توثيقه. وقد أشار الشيخ الألباني نفسه كثيرًا إلى تساهل ابن حبان في التوثيق (2).
وإذا طبقنا كلام الشيخ الألباني رحمه الله فلن نتردد في الحكم على الأثر بالضعف (3).
ثالثًا: يدل هذا الأثر ـ إن صح ـ على أن سالم سبلان راوي الحديث كان مكاتَبًا، والمكاتَب هو العبد إذا اشترى نفسه من سيده بمال يؤديه إليه، وكانت عائشة رضي الله عنها لا تحتجب عنه، وكان يرى شعرها وأطرافها، ولما أخبرها بأن
(1) الثقات لابن حبان، (ترجمة رقم 9215).
(2)
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (5173)، (1133)، (193)، (896)، (971)، (1068)، وانظر أيضًا القاعدة الخامسة من مقدمة كتابه (تمام المنة في التعليق على فقه السُنة).
(3)
باختصار من (الاختلاط بين الرجال والنساء، أحكام وفتاوى، ثمار مرة وقصص مخزية، كشف 136 شبهة لدعاة الاختلاط) للمؤلف، تحت الطبع.
الله قد منَّ عليه بالحرية أرْخَتْ الحجاب دونه فلم يرها بعد ذلك.
ومكاتَب المرأة يجوز له أن يرى منها ما لا يجوز لغيره، فإذا أدى ما عليه وجب عليها أن تحتجب عنه.
رابعًا: الشيعة في كتبهم ومروياتهم أجازوا للمملوك أن يرى شعر مولاته وساقها؟ (1).
فليقرأ الرافضة قول علمائهم بأن المرأة لا يجب أن تحجب من العبد إلا أن يؤدي ما يعتقه.
إنا لم نُرِِدْ هذا، إنا لم نُرِد هذا:
روى الديلمي عن عائشة رضي الله عنها أنها خاصمت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي بكر فقالت: «يا رسول الله اقصد» ، فلطم أبو بكر خدها وقال:«تقولين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اقصد» ، وجعل الدم يسيل من أنفها على ثيابها ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغسل الدم من ثيابها بيده ويقول:«إنا لم نُرِدْ هذا إنا لم نُرِدْ هذا» .
(1) انظر: الحدائق الناضرة (23/ 69)، مستند الشيعة (16/ 53)، والكافي للكليني (5/ 531) وسائل الشيعة (20/ 223) للحر العاملي.
الجواب:
هذا الحديث صرح الحافظ العراقي بضعفه في تخريج الإحياء 2/ 40).وكذلك ضعفه الألباني في (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 4966).
وروى ابن سعد أن عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أسْتَبُّ أنا وصفية فسبَبْتُ أباها فسبَّتْ أبي وسمعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «يا صفية تسبين أبا بكر، يا صفية تسبين أبا بكر» .
وروى عن ابن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر: «يا أبا بكر ألا تعذرني من عائشة» ، فرفع أبو بكر يده فضرب صدرها ضربة شديدة فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:«غفر الله لك يا أبا بكر ما أردت هذا» .
وهذا فيه محمد بن عمر وهو الواقدي. والواقدي كذاب مشهور.
وفيه محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة؛ قال الحافظ: «رموه بالوضع» «وكان ممن يروي الموضوعات