الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أشعار
في الدفاع
عن أمنا عائشة رضي الله عنها
-
قال: موسى بن محمد بن عبد الله الواعظ الأندلسي رحمه الله على لسان عائشة الصديقة بنت الصديق (1):
ما شَانُ أُمِّ المؤمنين وشَاني (2)
هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّاني (3)
إِنِّي أَقُولُ مُبيِّنًا عَنْ فَضْلِها
ومُتَرْجِمًا عَنْ قَوْلِها بِلِسَاني
يا مُبْغِضِي لا تَأتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ
…
(1) انظر: قصيدة الواعظ الأندلسي في مناقب أم المؤمنين الصدّيقة عائشة رضي الله عنها، تحقيق الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي.
(2)
شان: شأن، شاني: شأني.
(3)
الشاني: المبغِض الكاره.
فالبَيْتُ بَيْتي والمَكانُ مَكاني
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ
بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني
وَسَبَقْتُهُنَّ إلي الفَضَائِلِ كُلِّها
فالسَّبقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبي
فالْيَوْم يَوْمي والزَّمانُ زَماني
زَوْجي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ
اللهُ زَوَّجني بهِ وحَبَاني
وأتاهُ جبريلُ الأمينُ بصورتِي
…
وأحًبَّنِي المختارُ حينَ رآني
أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ
وضَجيعُهُ في مَنْزلي قَمَرانِ (1)
وتَكلم اللهُ العظيمُ بحُجَّتي
…
(1) أبو بكر وعمر رضي الله عنهما حيث دفنا في حجرتها بجوار النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وبَرَاءَتِي في مُحكمِ القُرآنِ
واللهُ حَفَّرَني (1) وعَظَّمَ حُرْمَتي
وعلى لِسَانِ نبِيِّهِ بَرَّاني
واللهُ وبَّخَ منْ أراد تَنقُّصي
إفْكًا وسَبَّحَ نفسهُ في شاني
إني لَمُحْصَنةُ الإزارِ بَرِيئَةُ
ودليلُ حُسنِ طَهارتي إحْصاني
واللهُ أحصنَني بخاتِمِ رُسْلِهِ
وأذلَّ أهلَ الإفْكِ والبُهتانِ
وسَمِعْتُ وَحيَ الله عِندَ مُحمدٍ
من جِبْرَئيلَ ونُورُه يَغْشاني
أَوْحى إليهِ وكُنتَ تَحتَ ثِيابِهِ
فَحَنى عليَّ بِثَوْبهِ وخبَاني (2)
…
(1) الخَفَر: شدة الحياء.
(2)
خباني: غطاني بثوبه.
مَنْ ذا يُفاخِرُني وينْكِرُ صُحبتي
ومُحَمَّدٌ في حِجْره رَبَّاني؟
وأخذتُ عن أبوي دينَ محمدٍ
وهُما على الإسلامِ مُصطَحِبانيِ
وأبي أقامَ الدِّين بَعْدَ مُحمدٍ
فالنَّصْلُ نصلي والسِّنان سِناني
والفَخرُ فخري والخلافةُ في أبي
حَسبي بهذا مَفْخَرًا وكَفاني
وأنا ابْنَةُ الصِّديقِ صاحبِ أحمدٍ
وحَبيبهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نصرَ النبيَّ بمالهِ وفِعاله
وخُروجهِ مَعَهُ من الأوطانِ
وهو الذي لم يخشَ لَومةً لائمٍ
في قتلِ أهلِ البَغْيِ والعُدوانِ
سَبقَ الصَّحابةَ والقَرابةَ للهدى
هو شَيْخُهُم في الفضلِ والإحسانِ
…
ويلٌ لِعبدٍ خانَ آلَ مُحمدٍ
بعَداوةِ الأزواجِ والأختانِ (1)
طُوبى لمن والى جماعةَ صحبهِ
ويكون مِن أحبابه الحسنانِ (2)
بينَ الصحابةِ والقرابةِ أُلْفَةٌ
لا تستحيلُ بنزغَةِ الشيطانِ
هُمْ كالأَصابعِ في اليدينِ تواصُلًا
هل يستوي كَفٌ بغير بَنانِ؟
رُحماء بينهمُ صفت أخلاقُهُمْ
وخلت قُلُوبهمُ من الشنآن
فدُخولهم بين الأحبة كُلفةٌ (3)
وسبابهم سببٌ إلي الحرمان
من حبَّني فليجتنِب مَن سَبَّني
…
(1) الأختان: الأصهار.
(2)
الحسن والحسين رضي الله عنهما.
(3)
أي أن محبة الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر واجب على المسلمين.
إن كانَ صان محبتي ورعاني
إني لطيبةُ خُلقتُ لطيب
ونساءُ أحمدَ أطيبُ النِّسوان
إني لأمُ المؤمنين فمن أبى
حُبي فسوف يبُوءُ بالخسران
اللهُ حببني لِقلبِ نبيه
وإلي الصراطِ المستقيمِ هداني
صِلْ أمهاتِ المؤمنين ولا تَحُدْ
عنَّا فتُسلب حُلة الإيمان
صلَّى الإلهُ على النبي وآله
فبهمْ تُشمُّ أزهرُ البُستانِ