الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(36 -
بَابُ ذَمِّ الْكِبْرِ وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ)
2673 -
[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا أُعَلِّمُكُمْ مَا عَلَّمَ نُوحٌ ابْنَهُ؟ قَالُوا: بَلَى! قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا بُنَيَّ، إِنِّي آمُرُكَ بِأَمْرَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنْ أَمْرَيْنِ: أَنْهَاكَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا فَإِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شيئاً فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ. وَأَنْهَاكَ عَنِ الْكِبْرِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ. وَآمُرُكَ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ لَوْ كَانَتْ حَلْقَةٌ قَصَمَتْهَا. وَآمُرُكَ بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ / الْخَلْقِ وَتَسْبِيحُ الْخَلْقِ وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَكُونَ لِلَّرَجُلِ الدَّابَّةٌ يَرْكَبُهَا،
⦗ص: 731⦘
أَوِ الثَّوْبُ يَلْبَسْهُ، أَوْ الطَعَامُ يَدْعُو عَلَيْهِ أَصْحَابَهُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: لَا، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ يُسَفِّهَ الْحَقَّ وَيَغْمِصَ النَّاسَ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِخَمْسٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ مُتَكَبِّرًا: اعْتِقَالُ الشَّاةِ، وَلُبْسُ الصُّوفِ، وَرُكُوبُ الْحِمَارِ، وَمُجَالَسَةُ فُقَرَاءِ الْمُؤُمِنِينَ، وَأَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ مَعَ عِيَالِهِ.
[2]
وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا [عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى] ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، بِهِ.
مُوسَى: ضَعِيفٌ، خَالَفَهُ الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ فَرَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما
⦗ص: 733⦘
.
2674 -
[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ [الصَّقْعَبُ بْنِ زُهَيْرٍ] ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَرُدَّهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ سِيجَانٍ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: إِنَّ نُوحًا قَالَ لِابْنِهِ. . فَذَكَرَهُ.
(107)
وَبَقِيَّتُهُ تَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي فَضَائِلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم. وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما.
[2]
قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عن عمر بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما رَفَعَهُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِوَصِيَّةِ نُوحٍ عليه السلام فَذَكَرَهُ.
2675 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِنِّي جَعَلْتُ نَسَبًا (وَجَعَلْتُمْ نَسَبًا) ، فَجَعَلْتُ أَكْرَمَكُمْ أَتْقَاكُمْ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ وَأَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ. وَأَنَا الْيَوْمَ أَرْفَعُ نَسَبِي وَأَضَعُ نَسَبَكُمْ، أَيْنَ الْمُتَّقُونَ؟
2676 -
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْحِلْمِ وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ.
2677 -
وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إِلَّا جَعَلَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أُحِبُّ الْجَمَالَ بِحْمَالةُ سَيْفِي، وَبِغْسَلُ ثِيَابِي مِنَ الدَّرَنِ، وَبِحُسْنِ الشَّرَاكِ وَالنِّعَالُ، فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ أَعِنِّي، إِنَّمَا الْكِبْرُ مَنْ سَفَّهَ الْحَقَّ، وَغَمِصَ النَّاسَ. فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَمَا السَّفَهُ عَنِ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: السَّفَهُ عَنِ الْحَقِّ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ فَيُنْكِرُ ذَلِكَ، وَيَزْعُمُ أَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَيَأْمُرُهُ رَجُلٌ بِتَقْوَى اللَّهِ فَيَأْبَى، وَأَمَّا الْغَمْصُ فَهُوَ الَّذِي يَجِيءُ (النَّاسَ) شَامِخًا بِأَنْفِهِ، وَإِذَا رَأَى ضُعَفَاءَ النَّاسِ وَفُقَرَاءَهُمْ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَجْلِسْ إِلَيْهِمْ مَحْقَرَةً لَهُمْ، فَذَلِكَ الَّذِي يَغْمِصُ النَّاسَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رَقَعَ ثَوْبَهُ، وَخَصَفَ نَعْلَهُ، وَرَكِبَ الْحِمَارَ، وَعَادَ الْمَمْلُوكَ إِذَا مَرِضَ، وَحَلَبَ الشاة فقد برىء مِنَ الْعَظَمَةِ.
وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بَقِيَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْفَضَائِلِ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه
⦗ص: 744⦘
.
2678 -
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَا مِنْ آدَمَيٍّ إِلَّا وَفِي رَأْسِهِ حِكْمَةٌ وَهِيَ بِيَدِ مَلَكٍ، فَإِنْ تَوَاضَعَ رَفَعَهُ، وَإِنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ.
2679 -
وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ. يَقُولُ: مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا رَفَعْتُهُ هَكَذَا، وَجَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ جَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى السَّمَاءِ وَرَفَعَهَا نَحْوَ السَّمَاءِ.
2680 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ رضي الله عنه، قَالَ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ائْذَنْ لَرَدِيفِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَعُظَمَاؤكُمْ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ الْخُرْءَ بِآنَافِهَا. قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَذَمِّي شَيْنٌ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم كَذَبْتَ، ذَاكَ اللَّهُ تبارك وتعالى.
2681 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَنَّ أَصْحَابَ ابْنَ مَسْعُودٍ قَرَصَهُمُ الْبَرْدُ فَجَعَلُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَجِيئُوا فِي الْعَشَاشِ وَالْعَبَاءِ، فَفَقَدَهُمْ فَقِيلَ لَهُ: أَمْرُهُمْ كَذَا وَكَذَا، فَأَصْبَحَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي عَبَاءَةٍ، فَقَالُوا: أَصْبَحَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي عَبَاءَةٍ ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّانِي ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ في العباءة جاؤوا فِي أَكْسِيَتِهِمْ مَعًا، فَعَرَفَ وُجُوهًا قَدْ كَانَ فَقَدَهَا، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ خَرْدَلَةٍ مِنْ كِبْرٍ أَوْ قَالَ: ذَرَّةٌ مِنْ كِبْرٍ ".