المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌96 - قول العلامة محمد السفاريني (المتوفى: 1188): - المعنى في صفات الله تعالى معلوم والكيف مجهول

[محمد بن عبد الله المقشي]

فهرس الكتاب

- ‌1 - قول الإمام ربيعة بن أبي عبد الرحمن المشهور بربيعة الرأي (المتوفى: 136):

- ‌2 - قول الإمام حماد بن أبي حنيفة (المتوفى: 176):

- ‌3 - قول الإمام مالك بن أنس (المتوفى: 179):

- ‌4 - قول الحافظ حماد بن زيد بن درهم (المتوفى: 179):

- ‌5 - قول عبد الله بن المبارك (المتوفى: 181):

- ‌6 - قول الإمام الفضيل بن عياض (المتوفى: 187):

- ‌7 - قول الإمام وكيع بن الجراح بن مليح (المتوفى: 197):

- ‌8 - قول الحافظ يزيد بن هارون (المتوفى: 206):

- ‌9 - قول الحافظ بشر بن عمر الزهراني (المتوفى: 207):

- ‌10 - قول الإمام أبي عبيدة معمر بن المثنى (المتوفى: 209):

- ‌11 - قول الإمام عبد الله بن مسلمة القعنبي (المتوفى: 221):

- ‌12 - قول الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام (المتوفى: 224):

- ‌13 - قول الإمام محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي (المتوفى: 231):

- ‌14 - قول الإمام يحيى بن معين (المتوفى: 233):

- ‌15 - قول الإمام إسحاق بن راهويه (المتوفى: 238):

- ‌16 - قول الإمام قتيبة بن سعيد (المتوفى: 240):

- ‌17 - قول الإمام أحمد بن حنبل (المتوفى: 241):

- ‌18 - قول الإمام الحارث بن أسد المحاسبي (المتوفى: 243):

- ‌19 - قول الإمام محمد بن إسماعيل البخاري (المتوفى: 256):

- ‌20 - قول يحيى بن إبراهيم بن مزين (المتوفى: 259):

- ‌21 - قول الإمام أبي محمد ابن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276):

- ‌22 - قول الإمام محمد بن عيسى الترمذي (المتوفى: 279):

- ‌23 - قول الإمام حرب الكرماني (المتوفى: 280):

- ‌24 - قول الإمام عثمان بن سعيد الدارمي (المتوفى: 280)

- ‌25 - قول الإمام الحسين بن الفضل البجلي (المتوفى: 282):

- ‌26 - قول الحافظ أبي بكر بن أبي عاصم (المتوفى: 287):

- ‌27 - قول الإمام أبي العباس أحمد بن يحيى، المعروف بثعلب إمام الكوفيين في النحو واللغة

- ‌28 - قول الإمام أبي جعفر الترمذي محمد بن أحمد بن نصر (المتوفى: 295):

- ‌29 - قول الحافظ زكريا بن يحيى الساجي (المتوفى: 307)

- ‌30 - قول شيخ المفسرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (المتوفى:310):

- ‌31 - قول إمام الأئمة محمد ابن خزيمة (المتوفى: 311):

- ‌32 - قول الإمام أبي عبد الله الزبيري الشافعي (المتوفى: 317):

- ‌33 - قول الإمام أبي الحسن الأشعري (المتوفى: 324):

- ‌34 - قول الإمام أبي بكر ابن الأنباري (المتوفى: 328):

- ‌35 - قول الإمام البربهاري الحسن بن علي بن خلف شيخ الحنابلة ببغداد (المتوفى: 329):

- ‌36 - قول الحافظ أبي حاتم محمد بن حبان البستي (المتوفى: 354):

- ‌37 - قول الحافظ أبي أحمد القصاب (المتوفى: 360):

- ‌38 - قول الإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري (المتوفى: 360):

- ‌39 - قول الإمام أبي إسحاق بن شاقلا (المتوفى: 369):

- ‌40 - قول الإمام أبي منصور الأزهري (المتوفى: 370):

- ‌41 - قول الحافظ أبي بكر الإسماعيلي (المتوفى: 371):

- ‌42 - قول الإمام محمد بن خفيف الشيرازي (المتوفى: 371):

- ‌43 - قول الإمام أبي الحسين الملَطي: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن (المتوفى: 377):

- ‌44 - قول الإمام محمد بن إبراهيم الكلاباذي (المتوفى: 380):

- ‌45 - قول الإمام ابن أبي زيد القيرواني (المتوفى: 386):

- ‌46 - قول الإمام عبيد الله بن محمد العُكْبَري المعروف بابن بَطَّة (المتوفى: 387):

- ‌47 - قول الإمام أبي سليمان الخطابي (المتوفى: 388):

- ‌48 - قول الإمام أبي عبد الله ابن منده (المتوفى: 395):

- ‌49 - قول الإمام أبي عبد الله محمد ابن أبي زَمَنِين المالكي (المتوفى: 399):

- ‌50 - قول الإمام أبي بكر محمد بن موهب التجيبي المالكي (المتوفى: 406):

- ‌51 - قول الإمام العارف شيخ الصوفية معمر بن زياد الأصبهاني (المتوفى: 418):

- ‌52 - قول الخليفة القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر (المتوفى: 422):

- ‌53 - قول الحافظ أبي عمر الطلمنكي المالكي (المتوفى: 429):

- ‌54 - قول الحافظ أبي نعيم الأصبهاني (المتوفى: 430):

- ‌55 - قول الإمام علي بن عمر الحربي (المتوفى: 442):

- ‌56 - قول الحافظ أبي نصر السجزي (المتوفى: 444):

- ‌57 - قول الإمام أبي عمرو الداني عثمان بن سعيد (المتوفى: 444):

- ‌58 - قول شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني (المتوفى: 449):

- ‌59 - قول الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (المتوفى: 458):

- ‌60 - قول القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء (المتوفى: 458):

- ‌61 - قول الحافظ ابن عبد البر (المتوفى: 463):

- ‌62 - قول الحافظ الخطيب البغدادي (المتوفى: 364):

- ‌63 - قول الإمام أبي القاسم سعد بن علي الزنجاني إمام الشافعية في وقته (المتوفى: 471):

- ‌64 - قول شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهروي (المتوفى: 481):

- ‌65 - قول فخر الإسلام علي بن محمد البزدوي الحنفي (المتوفى: 482):

- ‌66 - قول شمس الأئمة السرخسي الحنفي (المتوفى: 483):

- ‌67 - قول الإمام أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي (المتوفى: 486):

- ‌68 - قول محيي السنة البغوي (المتوفى: 516، أو 510):

- ‌69 - قول أبي الحسين محمد ابن أبي يعلى (المتوفى: 526):

- ‌70 - قول الإمام أبي الحسن علي ابن الزاغوني (المتوفى: 527):

- ‌71 - قول شيخ الحرمين أبي الحسن الكرجي الشافعي (المتوفى: 532)

- ‌72 - قول قوام السنة أبي القاسم التيمي الأصبهاني (المتوفى: 535):

- ‌73 - قول الإمام يحيى ابن أبي الخير العِمراني شيخ الشافعيين باليمن (المتوفى: 558):

- ‌74 - قول شيخ الإسلام عبد القادر الجيلاني (المتوفى: 561):

- ‌75 - قول الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (المتوفى: 600):

- ‌76 - قول الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي (المتوفى: 620):

- ‌77 - قول الحافظ أبي العباس القرطبي (المتوفى: 656):

- ‌78 - قول الإمام أبي طاهر القرشي (المتوفى: 669):

- ‌79 - قول المفسر أبي عبد الله القرطبي (المتوفى: 671):

- ‌80 - قول الإمام أحمد بن حمدان بن شبيب الحنبلي (المتوفى: 695):

- ‌81 - قول الإمام علي بن محمد المشهور بابن المنيّر (المتوفى: 699):

- ‌82 - قول العلامة أحمد بن إبراهيم، عماد الدين الواسطي الشافعي الصوفي، المعروف بابن شيخ الحزامية (المتوفى: 711 هـ):

- ‌83 - قول الإمام سليمان بن عبد القوي، نجم الدين الطوفي (المتوفى: 716):

- ‌84 - قول شيخ الإسلام ابن تيمية (المتوفى: 728):

- ‌85 - قول الحافظ محمد بن عبد الهادي (المتوفى: 744):

- ‌86 - قول الحافظ أبي عبد الله الذهبي مؤرخ الإسلام (المتوفى: 748):

- ‌87 - قول الحافظ ابن القيم (المتوفى: 751):

- ‌88 - قول الحافظ إسماعيل ابن كثير (المتوفى: 774):

- ‌89 - قول العلامة ابن أبي العز الحنفي (المتوفى: 792):

- ‌90 - قول الحافظ ابن رجب (المتوفى: 795):

- ‌91 - قول العلامة تقي الدين المقريزي الشافعي (المتوفى: 845):

- ‌92 - قول العلامة مرعي الكرمي المقدسي (المتوفى: 1033):

- ‌93 - قول العلامة عبد الباقي المواهبي (المتوفى: 1071):

- ‌94 - قول العلامة عثمان بن أحمد النجدي (المتوفى: 1097):

- ‌95 - قول العلامة صالح بن مهدي المقبلي (المتوفى: 1108):

- ‌96 - قول العلامة محمد السفاريني (المتوفى: 1188):

- ‌97 - قول الإمام محمد بن علي الشوكاني (المتوفى: 1250):

- ‌98 - قول العلامة محمود الألوسي مفتي الحنفية ببغداد (المتوفى: 1270):

- ‌99 - قول العلامة محمد صديق خان القنَّوجي (المتوفى: 1307):

- ‌100 - قول العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى (المتوفى: 1327):

- ‌101 - قول العلامة جمال الدين القاسمي (المتوفى: 1332):

- ‌102 - قول العلامة محمد أنور شاه الكشميري الهندي (المتوفى: 1353):

- ‌103 - قول العلامة محمد رشيد رضا (المتوفى: 1354):

- ‌104 - قول العلامة عبد الحميد بن باديس (المتوفى: 1359):

- ‌105 - قول العلامة عبد الله بن محمد الخزرجي (المتوفى: 1362):

- ‌106 - قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (المتوفى: 1376):

- ‌107 - قول العلامة المحدث أحمد محمد شاكر (المتوفى: 1377):

- ‌108 - قول العلامة محمد حامد الفقي (المتوفى: 1378):

- ‌109 - قول العلامة عبد الرحمن المعلمي (المتوفى: 1386):

- ‌110 - قول العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ (المتوفى: 1389):

- ‌111 - قول العلامة محمد الأمين الشنقيطي (المتوفى: 1393):

- ‌112 - قول العلامة محمد خليل هراس (المتوفى: 1395):

- ‌113 - قول العلامة محمد بهجة البيطار (المتوفى: 1396):

- ‌114 - قول العلامة عبد العزيز بن باز (المتوفى: 1420):

- ‌115 - قول العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى: 1420):

- ‌116 - قول العلامة محمد بن صالح بن عثيمين (المتوفى: 1421):

- ‌117 - قول العلامة بداه بن البصير الشنقيطي المفتي العام بموريتانيا (المتوفى: 1430):

الفصل: ‌96 - قول العلامة محمد السفاريني (المتوفى: 1188):

‌96 - قول العلامة محمد السفاريني (المتوفى: 1188):

قال السفاريني في لوامع الأنوار البهية (1/ 107): "اعلم أن مذهب الحنابلة هو مذهب السلف، فيصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، فالله تعالى ذات لا تشبه الذوات، متصفة بصفات الكمال التي لا تشبه الصفات من المحدثات، فإذا ورد القرآن العظيم وصحيح سنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بوصف للباري جل شأنه، تلقيناه بالقبول والتسليم، ووجب إثباته له على الوجه الذي ورد، ونكل معناه

(1)

للعزيز الحكيم، ولا نعدل به عن حقيقة وصفه، ولا نلحد في كلامه، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا نزيد على ما ورد، ولا نلتفت لمن طعن في ذلك وردّ. فهذا اعتقاد سائر الحنابلة كجميع السلف".

وقال أيضًا (1/ 117): "اختلف الناس في إثبات صفات الباري جل شأنه، فأثبتها أهل الحق من غير نفي لها ولا لبعضها، وهذا مذهب سلف الأمة وسائر الأئمة.

وأثبت المتكلمون بعضها من الحياة والقدرة والإرادة والعلم والكلام والسمع والبصر، ويسمونها الصفات الثبوتية والمعنوية، وما عداها من صفات الأفعال والسلوب ونحوها فحادثة عندهم".

وقال أيضًا (1/ 200): "والكيف [أي: كيفية الاستواء ونحوه من صفات الله] مجهول، فالذي ثبت نفيه بالشرع والعقل واتباع السلف إنما هو علم العباد بالكيفية، فعندها تنقطع الأطماع، وعن دركها تقصر العقول".

وقال أيضًا (1/ 238 - 239): "كل شيء وارد من صفات الله تعالى (من نهجه) أي نهج اليد والوجه ونحوهما، والنهج الطريق الواضح أي: كل ما ورد من الأصناف من الرجل والقدم والصورة (و) من (عينه) عز وجل، فنهجه الواضح وسبيله المبين الإقرار بما ورد، والإيمان بما صح من غير تشبيه ولا تمثيل، ولا إلحاد ولا تعطيل، بل نقر ونذعن، ونسلّم ونؤمن بكل ذلك، ونثبته إثبات وجود بلا تكييف ولا تحديد".

وقال أيضًا (1/ 247): "تنبيهات: الأول: الذي يلزم مَن قال بإثبات صفة النزول يلزم مثله من قال بصفة الحياة والسمع والبصر والعلم والكلام والقدرة والإرادة له تعالى، لأنه لا يعقل من هذه الصفات إلا الأعراض التي لا تقوم إلا بجوارحنا، فكما نقول نحن وإياهم حياته وسمعه وبصره ليست بأعراض، بل هي صفات كما يليق به لا كما تليق بنا، فنقول نحن أيضا بمثل ذلك بعينه: نزوله وفوقيته واستواؤه ونحو ذلك، فكل ذلك ثابت معلوم غير مكيف بكيفية ولا انتقال يليق بالمخلوق، بل هو كما أخبر هو ورسوله سيد البشر مما يليق بجلال عظمته وباهر كبريائه، لأن ذاته وصفاته معلومة من حيث الجملة ثبوت وعلم وجود بلا كيفية ولا تحديد، فكل ما ورد في الكتاب، وصح عن رسول الملك الوهاب، فسبيله واحد من النزول، واليد والقدم والوجه والغضب والرضا وغيرها فاحفظه، وبالله التوفيق".

وقال أيضًا (1/ 99 - 101): "فإن الله - جل ثناؤه - سمى نفسه في كتابه العزيز بالرحمن الرحيم، ووصف نفسه بالرحمة والمحبة، فقال:{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} ، وَقَالَ:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} ، وَقَالَ:{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} ، وَقَالَ:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}

وكذلك الرضا والغضب إلى غير ذلك من سائر ما جاء به الكتاب العظيم والنبي الكريم، فسلف الأمة وعلماء الأئمة يؤمنون به، ويثبتونه لله تعالى بالمعنى الذي أراده تعالى مع اعتقادهم التنزيه والتقديس عن التشبيه والتنقيص.

ومن الناس من يجعل رحمة الله وحبّه تعالى عبارة عما يخلقه من النعمة، وهذا ظاهر البطلان.

فإن قيل: إن إثبات هذا تشبيه; لأن الرحمة رقة تلحق المخلوق، والرب منزه عن مثل صفات المخلوقين، فالجواب: إنّ الذي يلزم من هذه الصفات يلزم من غيرها، فإن الإرادة في حق المخلوق ميله إلى ما ينفعه، ودفع ما يضره، والله تعالى منزه عن الاحتياج إلى عباده، وهم لا يبلغون ضره ولا نفعه، بل هو الغني عن كل ما سواه.

فإن قيل: الإرادة التي نثبتها لله ليست مثل إرادة المخلوقين، كما أنا قد اتفقنا وسائر المسلمين على أنه تعالى حي عليم قدير، وليس هو مثل سائر الأحياء العلماء القادرين.

فالجواب: أنا نقول: وكذلك الرحمة والمحبة التي نثبتها لله تعالى ليست مثل رحمة المخلوق ومحبة المخلوق

".

وقال أيضًا (1/ 101): "فإنا ندين لله تعالى بإثبات ما جاءت به الآيات وصحيح الروايات، وسلكته الأئمة السادات (من غير تعطيل) لها عن حقائقها ونفيها مع صحة مخارجها، بل نثبتها ونؤمن بها، ولا تشبيه في مجرد إثباتها، (ولا) أي: ومن غير (تمثيل) لها بصفات المخلوق، بل إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل".

وقال أيضًا (1/ 232 - 233): "وذهبت المعتزلة وطائفة من الأشعرية إلى أنّ المراد باليدين معنى النعمتين، وطائفة من الأشعرية أيضا أن المراد باليدين القدرة

ولا يخفى ما في هذا من الإعراض والانصراف والعدول عن الحق والإنصاف، بل الصواب إثبات ما أثبته الله لنفسه، ووصفه به نبيه حسبما ورد، من غير إلحاد ولا رد، فهو إثبات وجود بلا تكييف".

وقال أيضًا (1/ 116 - 117): "وأما المنحرفون عن طريقهم [أي: طريق السلف]، فثلاث طوائف: أهل التخييل، وأهل التأويل، وأهل التجهيل،

وأهل التجهيل هم الذين يقولون: إن الرسول لم يعرف معاني ما أنزل عليه من آيات الصفات، ولا جبريل يعرف معاني الآيات، ولا السابقون الأولون عرفوا ذلك، وكذلك قولهم في أحاديث الصفات، وأن الرسول تكلم بكلام لا يعرف معناه، وهذا قول كثير من المنتسبين إلى السنة واتباع السلف، فيقولون في آيات الصفات وأحاديثها: لا يعلم معرفتها إلا الله، ويستدلون بقوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَاّ اللّهُ} ، ويقولون: تجرى على ظاهرها، وظاهرها [غير] مراد مع قولهم: إن لها تأويلا بهذا المعنى لا يعلمه إلا الله".

وقال أيضًا (1/ 25): "مذهب السلف هو المذهب المنصور، والحق الثابت المأثور، وأهله هم الفرقة الناجية،

فمن المحال أن يكون الخالفون أعلم من السالفين، كما يقوله بعض من لا تحقيق لديه ممن لا يقدر قدر السلف، ولا عرف الله تعالى ولا رسوله ولا المؤمنين به حق المعرفة المأمور بها من أن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم، وهؤلاء إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه ذلك بمنزلة الأميين، وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المعروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات، فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهور، وقد كذبوا وأفكوا على طريقة السلف، وضلوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين باطلين: الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم، والجهل والضلال بتصويب طريقة غيرهم".

(1)

أي: حقيقة معناه.

ص: 96