المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثاني: في بيان المصنفات في الكنى - المقتنى في سرد الكنى - جـ ١

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌الفصل الثاني: في بيان المصنفات في الكنى

‌الفصل الثاني: في بيان المصنفات في الكنى

الفصل الثاني: في بيان أشهر المصنفات في الكنى

إن هذا النوع من العلوم ظهر منذ التصنيف في علم الرجال، مما يدل على بروز مشكلة تحديد الأسماء وتمييزها، ومعرفة الكنى من أول هذه الفترة المبكرة.

ومنذ ذلك الوقت ظهرت المصنفات في معرفة الكنى والأسماء، وسأذكر أهمها فيما يلي:

1-

الكنى لابن الكلبي: هشام بن محمد بن السائب بن بشر، المتوفى سنة أربع ومائتين.

2-

كنى الأشراف: للهيثم بن عدي، المتوفى سنة أربع وثلاثين ومائتين.

3-

كتاب الكنى: للإمام علي بن المديني، المتوفى سنة أربع وثلاثين ومائتين، وقد ذكره الإمام السيوطي في كتابه تدريب الراوي 2/279.

4-

كتاب الكنى: للإمام أحمد بن حنبل، المتوفى سنة إحدى وأربعين ومائتين.

5-

كتاب الكنى: للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى سنة ست وخمسين ومائتين، وهو جزء من التاريخ الكبير ومعظمه فيمن عرف بكنيته ولم يعرف اسمه، وقد رتب أبواب الكنى على حروف المعجم، أما الكنى فهي غير مرتبة، فيبدأ بحرف الهمزة بمن كنيته (أبو أمية) ثم ينتقل إلى من كنيته (أبو أمامة) وإذا كان المترجم صحابياً فيقول: له صحبة، كقوله في باب الحاء: أبو الحسن المازني جد يحيى بن عمارة له صحبة.

وكثيراً ما يروي لصاحب الكنية المترجم له حديثاً يسنده، كقوله في حرف الجيم: أبو الجراح المهري، حدثنا أبو عاصم عن أبي الجراح، عن جابر بن الصبح عن أم شراحيل، عن أم عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث علياً في سرية، فسمعته يقول:"اللهم لا تمتني حتى تريني علياً".

ص: 22

وقد يكتفي الإمام البخاري في بعض التراجم بذكر كنية المترجم له مع ذكر شيخ من شيوخه أو أكثر، وأحد تلاميذه، كقوله في حرف الألف: أبو إسحاق الكوفي، عن الشعبي وأبي حريز، روى عنه هشيم.

ولا يذكر أي لفظ من ألفاظ الجرح أو التعديل كما يفعل غيره.

وقد طبع هذا الكتاب مع التاريخ الكبير في مجلد مستقل للمرة الأولى بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية -حيدر أباد الدكن- 1360هـ.

6-

كتاب الكنى والأسماء (1) : للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري، المتوفى سنة إحدى وستين ومائتين، ومعظمه فيمن عرفت كنيته واسمه، وقد جاء في تهذيب التهذيب ما نصه:"قال الحاكم: ومن تأمل كتاب مسلم في الكنى علم أنه منقول من كتاب محمد حذو القذة بالقذة، وتجلد في نقله حق الجلادة إذ لم ينسبه إلى قائله"(2) .

ولكن بعد المقارنة بين الكتابين تبين ما يلي:

أولاً: معظم كتاب البخاري فيمن عرفت كنيته ولم يعرف اسمه بينما الكنى والأسماء للإمام مسلم معظمه فيمن عرفت كنيته واسمه.

ثانياً: الاختلاف من حيث الترتيب، حيث يبدأ كتاب الكنى للإمام البخاري في باب الألف فيمن كنيته (أبو أمية) ثم ينتقل إلى باب من كنيته (أبو أمامة) ثم ينتقل إلى باب من كنيته (أبو إبراهيم) ثم إلى باب من كنيته (أبو الأشعث) ثم إلى باب من كنيته (أبو الأسود) ثم إلى باب من كنيته (أبو إسحاق) . ويذكر في هذا الباب ترجمتين، وهما:

أ- أبو إسحاق مولى بني هاشم، عن ذكوان مولى عائشة....

ب- أبو إسحاق الكوفي، عن الشعبي وأبي حريز، روى عنه هشيم.

1 مخطوط في دار الكتب المصرية (222طلعت) 76 ورقة قياس 25×17سم، وتوجد منه نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق (2582) ونسخة ثالثة في شهيد علي بتركيا (1931) ورابعة في باتنه بتركيا أيضاً 2: 538 رقم (2898) وذكر سزكين وجود نسخة أخرى في مكتبة أحمد الثالث 2969- 3 وتقع في 60 ورقة، تاريخ التراث العربي 1/369.

وقد حققه الأخ الأستاذ عبد الرحيم القشقري لنيل درجة الماجستير.

2 تهذيب التهذيب 5/358.

ص: 23

أما كتاب الكنى والأسماء: للإمام مسلم فيبدأ مباشرة بمن كنيته أبو إسحاق، مثال ذلك:

أ-أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي، شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم.

ب- أبو إسحاق كعب بن ماتع الحميري الحبر، ويقال: الأحباري، روى عنه ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وابن الزبير.

ثم ذكر في هذا الباب تسعة وخمسين ترجمة جميعها فيمن عرف بكنيته واسمه ما عدا الترجمتين الأخيرتين، فهما ممن عرف بالكنية فقط وهما:

أ- أبو إسحاق مولى عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة، روى عنه سعيد المقبري.

ب- أبو إسحاق، عن أبي هريرة، روى عنه يحيى بن أبي كثير.

ثم ينتقل من كنيته (أبو إسماعيل) ثم إلى (أبي إبراهيم) ثم إلى (أبي أيوب) ثم إلى (أبي أحمد)

وهكذا.

ثالثاً: اتفق كل من كتاب الإمام مسلم والإمام البخاري في عدم ترتيب الكنى داخل الأبواب، ففي حرف الباء مثلاً: يبدأ البخاري بمن كنيته (أبو بكر) ثم ينتقل إلى من كنيته (أبو بردة) ثم إلى باب من كنيته (أبو بشير) ثم إلى باب من كنيته (أبو بشر) ثم إلى من كنيته (أبو البختري) ثم إلى من كنيته (أبو بصير) ثم إلى (أبي بسرة) ثم إلى (أبي بحر) ثم إلى (أبي بسطام) ثم إلى (أبي بريدة) ثم إلى (أبي البياع) ثم إلى (أبي بيان) ثم إلى (أبي البلاد) ثم إلى (أبي بلج) ثم إلى (أبي البداح) ثم إلى (أبي بدر) ثم إلى (أبي برد) ، وهو نهاية حرف الباء.

أما الإمام مسلم فيبدأ بمن كنيته (أبو بكر) ثم ينتقل إلى من كنيته (أبو بشر) ثم إلى (أبي بحر) ثم إلى (أبي بردة) ثم إلى (أبي بكير) ثم إلى (أبي بكرة) ثم إلى (أبي البختري) ثم إلى (أبي بسطام) ثم إلى (أبي بلج) ثم إلى (أبي بسر) ثم إلى (أبي بلال) ثم إلى (أبي بدر) ثم إلى (أبي برزة) وبعد ذلك يذكر الإمام مسلم باباً في آخر حرف الباء سماه (باب كنى شتى) فذكر فيه: (أبو برزة) و (أبو بصرة) و (أبو بريد) و (أبو بكار) و (أبو بشير) و (أبو بحرية) و (أبو

ص: 24

البزري) و (أبو البدل) و (أبو البهلول) و (أبو البيدق) وجميع التراجم في هذا الباب فيمن عرف باسمه وكنيته.

ويذكر الإمام البخاري في نهاية الكتاب من غلب على اسمه كنيته وله اسم فيقول: "وفي الأسماء من كان الغالب على اسمه كنيته وله اسم"(1) . ثم يورد (197) ترجمة، وبعد كل كنية اسم صاحبها الذي اشتهر بها، ومن أمثلة ذلك ما يلي:

أ- أبو شريح الخزاعي الكعبي، اسمه خويلد، له صحبة.

ب- أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، اسمه أسلم، وهكذا

ثم يذكر بعد ذلك (الكنى من النساء) مثال ذلك:

"واسم أم هانئ بنت أبي طالب: هند، وقال بعضهم اسمها فاختة. واسم أم سلمة: هند بنت أبي أمية، وأبو أمية اسمه سهل. اسم أم حبيبة: رملة

وهكذا.

ولم يورد الإمام مسلم في كتابه بعد حرف الياء باباً خاصاً في كنى النساء، كما فعل الإمام البخاري.

وتجدر الإشارة إلى أن كتاب الكنى للإمام البخاري لم يرد فيه شيء من الكنى في الغين والفاء.

أما كتاب الإمام مسلم فقد تضمن باباً لكل منهما وابتدأ باب الغين بمن كنيته (أبو غسان) ، وباب الفاء بمن كنيته (أبو الفضل) .

7-

الكنى لأبي داود: صاحب السنن، المتوفى سنة خمس وسبعين ومائتين، نقل منه ابن حجر في الإصابة 6/210.

8-

الكنى للحسين بن محمد بن زياد العبدي: أبو علي النيسابوري، المتوفى سنة تسع وثمانين ومائتين، طبقات الحفاظ للسيوطي ص296.

9-

الكنى للفريابي جعفر بن محمد بن الحسن: المتوفى سنة إحدى وثلاثمائة، نقل منه ابن حجر في الإصابة 4/217.

1 الكنى للبخاري: 83.

ص: 25

10-

كتاب التاريخ وأسماء المحدثين وكناهم (1) : لأبي عبد الله محمد ابن أحمد المقدسي المتوفى سنة إحدى وثلاثمائة.

11-

كتاب الكنى (2) : للنسائي المتوفى سنة ثلاث وثلاثمائة، ذكره الإمام الذهبي في مقدمة كتابه المقتنى.

12-

كتاب الكنى والأسماء: لأبي بشر الدولابي، المتوفى سنة عشر وثلاثمائة، وقد رتبه على حروف المعجم، وبدأ أولاً بكنية النبي صلى الله عليه وسلم ثم شرع بذكر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وفصلهم عن غيرهم، ثم ذكر التابعين ومن بعدهم من غير بيان، ومعظمه فيمن عرفت كنيته واسمه، ففي حرف الألف مثلاً يبدأ بذكر من كنيته (أبو إسحاق) فيذكر جميع الأسماء التي تكنى بأبي إسحاق من غير ترتيب، ومن الأمثلة على عدم ترتيبه ما جاء فيمن كنيته أبو بشر 1/127.

أ- أبو بشر: جعفر بن إياس الواسطي، يروي عن شعبة.

ب- أبو بشر: عبد الواحد بن زياد.

جـ- أبو بشر: جابر بن صبح

د- أبو بشر: حاتم بن سالم الأعرجي

وهكذا لا يرتب الأسماء.

ثم بعد ذلك يأتي ببعض الأسانيد والأحاديث لبعض من ذكرهم في هذا الحرف، ويكرر العمل نفسه في الحرف التالي، وهكذا. وقد طبع في جزأين وفي مجلد واحد بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية -حيد آباد الدكن- 1322هـ.

وهذا الكتاب غير محقق، وفيه الكثير من الأغلاط ومن ذلك مثلاً: ما جاء في الجزء الأول ص 117 فيمن كنيته (أبو الأوبر) وهو زياد الحارثي، فذكر في السطر الخامس من الأسفل (أبو الأوس) اسمه زياد الحارثي، وهو خطأ، وصوابه:(أبو الأوبر) .

13-

الكنى للبغوي: المتوفى سنة سبع عشرة وثلاثمائة.

1 مخطوط في المتحف البريطاني، الملحق 617، تاريخ التراث العربي 1/419.

2 وقد وصفه السخاوي وصفاً مفصلاً في الفتح 3/200 بقوله: وهي مرتبة -أي كتب الكنى- على الشائع للمشارفة في الحروف، إلا النسائي فعلى ترتيب فيها كأنه ابتكره فبدأ بالألف ثم اللام ثم الموحدة وأختيها، ثم الياء الأخيرة، ثم النون، ثم السين وأختيها، ثم الراء وأختها، ثم الدال وأختها، ثم الكاف، ثم الطاء وأختها، ثم الصاد وأختها، ثم الفاء وأختها، ثم الواو ثم الهاء، ثم الميم، ثم العين وأختها، ثم الحاء وأختيها.

ص: 26

14-

كتاب الأسامي والكنى (1) : لأبي عَرُوبة الحسين بن محمد بن مودود الحراني، المتوفى سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.

15-

كتاب الأسماء والكنى: لابن الجارود، وهو أبو عبد الله محمد ابن إسحاق، المتوفى سنة عشرين وثلاثمائة في "ستة عشر جزءاً"(2) .

16-

وقد خصص بعض الأئمة ضمن كتبهم جزءاً خاصاً لكنى، كما فعل الإمام ابن أبي حاتم الرازي، المتوفى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، ضمن كتابه:(الجرح والتعديل) فقال في نهاية الجزء الرابع من القسم الثاني: (باب ذكر من روي عنه العلم ممن عرف بالكنى ولا يسمى) .

وقد رتب أبوابه على حروف المعجم، وإذا كان المترجم صحابياً فيقول: له صحبة، وإذا كان غير صحابي فيذكر أحد شيوخه وتلاميذه ويقول: سمعت أبي يقول ذلك، وهو لا يكتفي في أغلب التراجم بسرد الكنى فقط، بل يذكر صفة صاحب الترجمة جرحاً أو تعديلاً، مثال ذلك في حرف الحاء:

أبو حاضر روى عن الوضين بن عطاء، روى عنه قتادة بن فضيل نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عنه فقال: هو مجهول.

وكثيراً ما يفعل كفعل البخاري فيروي لصحاب الكنية المترجم له حديثاً بسنده كقوله في حرف الخاء:

أبو خالد روى عن ابن عباس، روى عنه إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان سمعت أبي يقول ذلك. نا عبد الرحمن قال: سئل أبو زرعة عن أبي خالد الذي روى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، روى عنه إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، قال: لا أدري من هو لا أعرفه.

وقد طبع للمرة الأولى بمطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية -حيد آباد الدكن- 1373هـ.

17-

الكنى للخزاعي: إبراهيم بن عبد الله، المتوفى قبل سنة خمسين وثلاثمائة.

1 التحبير للسمعاني 1/163، فتح المغيث 3/200.

2 ذكره السخاوي في الفتح 3/200، ونقل منه ابن حجر في الإصابة 2/512، وذكره في المعجم المفهرس أيضاً الورقة 75أباسم كتاب الكنى، ونقل ابن حجر منه في الإصابة يوضح طريقة المؤلف فيه.

ص: 27

18-

الكنى لابن السكن: أبو علي سعيد بن عثمان، المتوفى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.

19-

كتابان هما: (أسامي من يعرف بالكنى) و (كنى من يعرف بالأسماء)(1) : للحافظ محمد بن حبان البستي، المتوفى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

20-

الكنى للطبراني: سليمان بن أحمد، المتوفى سنة ستين وثلاثمائة.

21-

كتاب: (من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة)(2) : لأبي الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية، المتوفى سنة ست وستين وثلاثمائة (19) ورقة، ويذكر كنية الصحابي ويعرف باسمه ثم يخرج من طريقه حديثاً بإسناده إليه، ثم يذكر كنية زوجه ويعرف باسمها ويخرج من طريقها حديثاً، وربما اكتفى بالتعريف باسمها دون تخريج حديث عنها.

22-

كتاب الأسامي والكنى: لأبي أحمد الحاكم الكبير النيسابوري، المتوفى سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.

وهو مخطوط ولم أعثر له إلا على نسخة واحدة مصورة عن نسخة من مكتبة الجامع الأزهر، وهي ناقصة تبدأ من الجزء الثاني من الكتاب، وأولها من كنيته أبو إسحاق.

ويعتبر هذا الكتاب أوسع ما كتب في الكنى، وقد ذكر فيه الإمام أبو أحمد الحاكم من تيسر له ممن عرف باسمه وكنيته، أو من عرف بكنيته ولم يسم، مثال ذلك في حرف الثاء:

أ- أبو ثابت: محمد بن عبد الله السلمي، ويقال: الأموي المديني مولى بني أمية، سمع أبا محمد عبد العزيز محمد الدراوردي

ب- أبو ثابت الدمشقي: سمع أبا عبد الله مكحول الهذلي، سمع منه أبو يحيى سعيد بن أبي أيوب الخزاعي، كناه محمد بن إسماعيل.

وهو يميز الصحابي عن غيره بقوله: صحابي، أو له صحبة.

1 مخطوط في دار الكتب الظاهرية ص170، على ما ذكره الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه:"بحوث في تاريخ السنة المشرفة" ص127.

2 نشرها محمد حسن آل ياسين في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مجلد (47) الجزء الرابع سنة (1972م) .

ص: 28

أما لفظ "التابعي" فلم يذكره الحاكم، بل استحدثه الذهبي في المقتنى.

ولم يعتن الإمام الحاكم رحمه الله بترتيب الكنى على حروف المعجم، وسأذكر بعض الأمثلة التي تبين ذلك، ففي حرف الباء مثلاً:

يبدأ بمن كنيته (أبو بكر) ثم ينتقل إلى من كنيته (أبو بشر) ثم إلى من كنيته (أبو بحر) ثم إلى (أبي البختري) ثم إلى (أبي بردة) ثم إلى (أبي البكير) وهكذا لم يراع الترتيب في ذلك.

أما عن التراجم التي يوردها فهي مطولة جداً، حيث يذكر اسم المترجم له، وعدة رجال من شيوخه وتلاميذه وأحياناً يورد بعض الأسانيد والأحاديث لبعض من ترجم لهم، ويضع قبل كل ترجمة الكنية التي اشتهر بها صاحبها، وهذا منهجه في الكتاب كله، ومثال ذلك ما يلي:

"أبو إسحاق: إبراهيم بن منقذ الخولاني المصري، سمع أبا محمد عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي وأبا مسعود أيوب بن سويد الحميري، روى عنه أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني، كناه لنا أبو نعيم"(1) .

وتنتهي النسخة الموجودة من كتاب الحاكم في الجزء الثامن عشر بمن كنيته (أبو عبد الله) من حرف العين، وتقع النسخة الموجودة في (312) ورقة، كما يوجد في مكتبة الجامع الأزهر قطعة من الكتاب بخط الحافظ عبد العظيم المنذري، وتقع في (43) ورقة، وهي عبارة عن الجزء الثاني فقط، ولم أعثر له على نسخة كاملة حتى الآن.

23-

كتاب (كنى من يعرف بالأسامي)(2) : لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني، المتوفى سنة ست وتسعين وثلاثمائة.

24-

كتاب: (الكنى والألقاب)(3) : لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، المتوفى سنة خمس وأربعمائة.

1 ورقة رقم (2) من الأسماء والكنى للحاكم. مخطوط.

2 الرسالة المستطرفة: 121.

3 الرسالة المستطرفة: 120.

ص: 29

25-

كتاب (الألقاب والكنى)(1) : لأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، المتوفى سنة سبع وأربعمائة.

26-

الكنى: لأبي نعيم أحمد بن عبد الله، المتوفى سنة ثلاثين وثلاثمائة.

27-

كتاب (الاستغنا في معرفة الكنى)(2) : لابن عبد البر القرطبي، المتوفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة.

28-

كتاب: (من عرف من الصحابة بالكنية، ولم يوقف له على اسم أو اختلف فيه) .

29-

كتاب: أسماء المعروفين بالكنية من التابعين ومن بعدهم.

30-

كتاب: من لم يوقف له منهم على اسم ولا عرف بغير كنية) (3) .

31-

كتاب: (فتح الباب في الكنى والألقاب) : للإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن منده، المتوفى سنة سبعين وأربعمائة.

32-

كتاب: (تلخيص الكنى لأبي أحمد الحاكم) : للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، متوفى سنة ستمائة.

وهي مخطوط، وقد عثرت على قطعة منها من ورقة (65-90) موجودة ضمن مجموع تحت رقم (89) في المكتبة الظاهرية بدمشق.

وتبدأ بمن كنيته أبو إسحاق وتنتهي بمن كنيته أبو سعيد.

هذا ولم يعتن الحافظ المقدسي بترتيب الكنى على حروف المعجم، وهو يذكر من عرف باسمه وكنيته أولاً ثم يذكر من عرف بكنيته ولم يسم.

33-

كتاب: (المنى في الكنى)(4) : للحافظ جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة إحدى عشرة وتسعمائة.

1 الرسالة المستطرفة: 120.

2 الرسالة المستطرفة: 121-128.

3 هذه الكتب الثلاثة المذكورة لابن عبد البر كذلك، وهي مخطوطة في مكتبة جامعة القرويين بفاس، وهي من النوادر، ألفها بعد الاستيعاب لأنه يحيل عليه، وهي تحت رقم (287)(ق143) ضمن مجموع.

انظر: قائمة لنوادر المخطوطات العربية في مكتبة جامعة القرويين بفاس. ذكر ذلك الدكتور: أكرم ضياء العمري في كتابه: (بحوث في تاريخ السنة المشرفة) ص129.

4 الرسالة المستطرفة: 122.

ص: 30

34-

أسماء المكنيين من رجال الصحيحين: محمد بن هارون المغربي يوجد منه نسخة لدى الشيخ حماد الأنصاري.

هذا ما استطعت جمعه مما ألف في الكنى وهو قليل من كثير، وهذا كله يدل على عناية أئمتنا بهذا النوع، وذلك لئلا يَدَعُو مجالاً للبس في الكشف عما يتفق أو يفترق من الكنى.

35-

كتاب: (المقتنى في سرد الكنى) : للإمام الذهبي المتوفى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وهو اختصار لكتاب الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم الكبير رحمه الله.

وقد قام الذهبي بحذف معظم الأسانيد التي وردت في كتاب الحاكم، وهو يكتفي بذكر المترجم له، مع ذكر واحد من شيوخه وتلاميذه، وأحياناً يكتفي بذكر شيخه، وأحياناً يذكر أحد تلاميذه فقط، وإن كان المترجم له صحابياً يقول: له صحبة، وإن كان تابعياً يذكر ذلك بقوله: تابعي، وإن كان ثقة يشير إلى ذلك أحياناً بقوله: ثقة، وإن كان ضعيفاً يذكر ذلك أحياناً بصفة من صفات الجرح، كقوله: ضعيف أو لين أو هالك إلى غير ذلك، وكثيراً ما يسكت عن المترجم له من غير تعديل أو جرح، وأحياناً يقول متأخر.

وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضح ذلك:

أ- أحمد بن جزء السدوسي له صحبة. رقم الترجمة (1051) .

ب- أوسط بن عامر أو ابن عمرو البجلي، تابعي. رقم الترجمة (283) .

جـ- إسماعيل بن أبان الأزدي الوراق، ثقة. رقم الترجمة (181) .

د- إبراهيم بن نافع التيمي، كوفي، لين. رقم الترجمة (157) .

هـ- سلمة بن صالح الجعفي الأحمر، قاضي واسط، هالك. رقم الترجمة (177) .

و عامر بن عبد الله بن الزبير. رقم الترجمة (1258) .

ز- محمد بن عبد الرحمن بن كامل القرقساني، متأخر. رقم الترجمة (456) .

وأحياناً تتكرر الترجمة في أكثر من موضع عندما يكون للمترجم أكثر من كنية، فيذكر اسمه مرة في كنية، ومرة أخرى في كنية ثانية، ويشير إلى ذلك بقوله:(مرّ)، ومثال ذلك:

عبد الله بن الديلمي، له كنيتان (أبو بسر) و (أبو بشر) . فقد ورد أولاً بالكنية الأولى. ورقم ترجمته (635) ثم تكرر ثانية في الكنية الثانية ورقم ترجمته (644) وقد أشار إلى أنه مرّ أولاً، وكثيراً ما يترك الإشارة، مثال ذلك:

ص: 31

أبو الطفيل رقم الترجمة (3304) ، ثم أعاده برقم (6015) ، ولم يشر الذهبي رحمه الله إلى أنه تقدم أو مر أو سيأتي.

ونادراً ما يشير إلى سنة الوفاة، مثال ذلك:

أبو حنيفة الدينوري العلامة: أحمد بن داود توفي سنة 282، رقم الترجمة (1827) .

وقد قام الذهبي رحمه الله بترتيب الكنى على المعجم، فأصبح الرجوع إلى أي كنية سهلاً ميسراً، ففي حرف الباء مثلاً:

بدأ بمن كنيته (أبو بجير) ثم انتقل إلى من كنيته (أبو بحرية) ثم انتقل إلى من كنيته (أبو البختري) ، ثم إلى (أبي البداح) ثم إلى (أبي بدر) ثم إلى (أبي بدل) .

وفي حرف الثاء: بدأ بمن كنيته (أبو ثابت) ثم انتقل إلى من كنيته (أبو ثعلبة) ثم انتقل إلى من كنيته (أبو ثفال) ثم انتقل إلى من كنيته (أبو ثمامة) ثم إلى من كنيته (أبو ثوابة) ثم إلى (أبي ثور) ثم إلى (أبي الثورين) ثم إلى (أبي الثوبان) .

ولكن لا تخلو بعض الكنى من عدم الترتيب، فقدم في هذا الحرف من كنيته (أبو ثور) و (أبو الثورين) على من كنيته (أبو الثوبان) .

وكذلك في حرف التاء، حيث قدم من كنيته (أبو تمام) على من كنيته (أبو تقي) .

ونلاحظ أن الإمام الذهبي يضع الكنية قبل سرد التراجم المشتركة في هذه الكنية، ثم يكتفي بذكر التراجم غالباً وأحياناً يذكر الكنية مع اسم صاحبها، وذلك قليل، ويبدو أنه يفعل ذلك طلباً للاختصار وتصغير حجم الكتاب.

ويذكر الإمام الذهبي من عرف بكنيته واسمه أولاً، ثم يذكر بعد ذلك من لم يسم، ومن أمثلة ذلك:

أبو الطفيل: أُبيّ بن كعب، ويقال: أبو المنذر. رقم الترجمة (3304) .

أبو الطفيل: بن قيس الحزامي، عن أبيه، وعنه ابنه يحيى. رقم الترجمة (3307) .

وقد قدم الإمام الذهبي من يكنى بأبي القاسم، فجعله في بداية الكتاب تشريفاً وتعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يكنى بأبي القاسم، وبدأ الترجمة الأولى بقوله:

نبينا سيد البشر محمد بن عبد الله الهاشمي صلى الله عليه وسلم.

وقد سلك نفس الطريقة في حرف الميم، حيث قدم من كنيته (أبو محمد) على

ص: 32

غيره من الكنى التي تبدأ بحرف الميم، لنفس السبب.

وقد زاد الإمام الذهبي في الكتاب باباً في كنى النساء لم يذكره الحاكم، وهو مرتب أيضاً على حروف المعجم، وبلغ عدد التراجم فيه (52) ترجمة، وقد زاد بعض التراجم من المتأخرين الذين جاؤوا بعد الإمام الحاكم غالباً، وقد يذكر بعض المتقدمين.

ومن أمثلة ذلك ما يلي:

أ- أبو شاه، صحابي ما ذكره الحاكم. رقم الترجمة (2997) .

ب- أبو روح الهروي: عبد المعز بن محمد البزار، توفي سنة ثماني عشرة وستمائة. رقم الترجمة (2266) .

جـ- أحمد بن علي بن ثابت الخطيب. رقم الترجمة (853) .

د- محمد بن الطيب الباقلاني. رقم الترجمة (848) .

وهكذا نرى أن كتاب المقتنى في سرد الكنى قد تميز على غيره من كتب الكنى، من حيث ترتيب الكنى، وهي ميزة عظيمة سهلت على الباحث الرجوع إلى الكنية التي يحتاجها بأسرع وقت وأقل مجهود، كما أنه يعتبر أكبر ديوان متكامل في الكنى إذ أنه يضم (6995) ترجمة.

ولذا كان إحياؤه ووضعه بين أيدي طلاب العلم ضرورة تمس إليها الحاجة، وهو ما قمت به من خلال هذا الجهد المتواضع.

ص: 33