المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌مفاريد حرف الميم

‌مفاريد حرف الْمِيم

1131 -

مبارك بن الْحسن بن طراد الباماوردى الفرضى أَبُو النَّجْم بن أَبى السعادات الْمَعْرُوف بِابْن الْقَابِلَة

سمع من طَلْحَة العاقولى وَمن القاضى أَبى الْحُسَيْن بن الْفراء وَغَيرهمَا

قَالَ ابْن الجوزى كَانَ عَارِفًا بِعلم الْفَرَائِض والمواقيت

وَذكره ابْن القطيعى وَقَالَ كتبت عَنهُ وَكَانَ ثِقَة وَكَانَ أعلم أهل زَمَانه بالفرائض والحساب والدور حسن الْعلم بالجبر والمقابلة وغامض الْوَصَايَا والمناسخات أمارا بِالْمَعْرُوفِ شَدِيدا على أهل الْبدع عَارِفًا بمواقيت الشَّمْس وَالْقَمَر

توفى لَيْلَة السبت لعشر بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة أحدى وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الطبرى ظَاهر بَغْدَاد

ص: 14

1132 -

مبارك بن سُلَيْمَان

ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن أمامنا أَحْمد فَمِنْهَا قَالَ سُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل عَن قوم من الْمُشْركين بَيْننَا وَبينهمْ كتاب لَا يغزون وَلَا نغزوهم وَلَا يقتلو لنا تَاجِرًا وَلَا نقْتل لَهُم ويعطونا على ذَلِك الرهائن ثمَّ إِنَّهُم نكثوا وَقتلُوا فَمَا تَقول فى الرهائن قَالَ لَيْسَ عَلَيْهِم شىء

1133 -

مبارك بن أنو شتكين بن عبد الله النجمى البغدادى الأديب أَبُو الْقَاسِم

سمع من أَبى المظفر البرمكى الْخَطِيب

ص: 15

وَهبة الله بن الشبلى وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على ابى الْحسن بن العصار وجالس أَبَا مُحَمَّد الخشاب

قَالَ ابْن نقطة سَمِعت مِنْهُ وَكَانَ ثِقَة عَالما فَاضلا روى عَنهُ ابْن خَلِيل فى مُعْجَمه

توفى فى حادى عشر صفر سنة سبع وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب

1134 -

مبارك بن على بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن مُحَمَّد الطباخ البغدادى نزيل مَكَّة المشرفة الْمُحدث الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد

سمع الْكثير بِبَغْدَاد من أَبى سعيد الطيورى والقاضى أَبى الْحُسَيْن بن الْفراء وَابْن الزاغونى وَجَمَاعَة وعنى بِالطَّلَبِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَ صَالحا دينا ثِقَة وَكَانَ حَافظ مَكَّة فى زَمَانه وَحدث وَسمع مِنْهُ خلق مِنْهُم ابْن السمعانى وَأَبُو الْفَتْح بن عَبدُوس

توفى فى ثامن شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة بِمَكَّة وَكَانَ يَوْم جنَازَته مشهودا

1135 -

مبارك بن على بن الْحُسَيْن بن بنْدَار البغدادى

ص: 16

الْفَقِيه القاضى أَبُو سعد قاضى بَاب الأزج

سمع من أَبى يعلى وأبى الْحُسَيْن بن المهدى وَغَيرهمَا وتفقه على القاضى أَبى يعلى ابْتِدَاء ثمَّ برع فِيهِ على صَاحبه الشريف أَبى جَعْفَر ثمَّ القاضى يَعْقُوب وَأفْتى ودرس وناظر وَجمع كتبا كَثِيرَة لم يسْبق إِلَى جمع مثلهَا

وَقَالَ القاضى أَبُو الْحُسَيْن كَانَ مليح المناظرة سيرته جميلَة وعشرته مليحة وَكَانَ بينى وَبَينه امتزاج واجتمعنا فى مجْلِس الشريف الْمدرس غفر الله لَهُ

انْتهى

وَشهد عِنْد أَبى الْحسن الدامغانى ثمَّ نَاب فى الْقَضَاء وَكَانَ شَدِيد الْأَقْضِيَة جميل الطَّرِيقَة ثمَّ عزل عَن الْقَضَاء

ثمَّ توفى فى ثانى عشر الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن إِلَى جَانب أَبى بكر الْخلال عِنْد رجل الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ

وَوَقع بَينه وَبَين ابْن عقيل مناظرة فى مَسْأَلَة بيع الْوَقْف إِذا خرب وتعطل وَالْحق لما قَالَه أَبُو سعد المخرمى

1136 -

مبارك بن عبد الْملك بن الْحُسَيْن البغدادى الْفَقِيه أَبُو على الْمَعْرُوف ب ابْن القاضى

تفقه فى الْمَذْهَب وَسمع فى حَال كبره من جمَاعَة وَسمع من أكَابِر الْفُقَهَاء تفقه على جمَاعَة

قَالَ

ص: 17

الشَّيْخ زين الدّين وَلَا أعلم سنة وَفَاته

وَله ابْن يُقَال لَهُ أَبُو مَنْصُور عبد الْملك كَانَ مَوْصُوفا بالصلاح وَالْخَيْر ولي الْقَضَاء بِمَدِينَة الْمَنْصُور بِالْحَرِيمِ الظاهرى وَسمع من أَبى مَنْصُور الْبَزَّار وأبى الْبَدْر الكرخى وطبقتهما وَحدث سمع مِنْهُ النجيب الحرانى توفى فِي عشر ذى الْحجَّة سنة تسع وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب حَرْب

1137 -

مبارك بن كَامِل بن أَبى غَالب مُحَمَّد بن أَبى طَاهِر الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الظفرى البغدادى الْمُحدث مُفِيد الْعرَاق

قَرَأَ الْقرَان بالروايات سمع الحَدِيث من أَبى الْقَاسِم بن بَيَان وأبى الْوَفَاء بن عقيل وَخلق

قَالَ ابْن الجوزى وَمَا زَالَ يسمع العالى والنازل وينقل السماعات وَقد أَكثر الْقِرَاءَة على الْمَشَايِخ

وَقَالَ ابْن النجار أَفَادَ الطّلبَة والغرباء وَخرج التخاريج وَجمع مجموعات مِنْهَا كتاب سلوة الأحزان وَسمع مِنْهُ الْكِبَار وَالصغَار وَكَانَ صَدُوقًا مَعَ قلَّة فهمه ومعرفته

ص: 18

وَخرج لنَفسِهِ معجما لشيوخه وَأثْنى عَلَيْهِ الزينبى

توفى يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن بالشونيزية

1138 -

مثنى بن جَامع أَبُو الْحسن الأنبارى حدث عَن سعيد بن سُلَيْمَان الواسطى وَشُرَيْح بن يُونُس وإمامنا واخرين

روى عَنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْهَيْثَم الدورى ويوسف بن يَعْقُوب

وفى كتاب أَبى بكر الْخلال أَنه قَالَ كَانَ مثنى ورعا جليل الْقدر عِنْد بشر بن الْحَارِث وَعبد الْوَهَّاب الْوراق وَيُقَال إِنَّه كَانَ مستجاب الدعْوَة وَكَانَ مذْهبه أَن يهجر ويباين أهل الْبدع

وَكَانَ أَبُو عبد الله يعرف قدره وَحقه وَنقل عَنهُ مسَائِل حسانا وَمن كَلَام مثنى لَا تَكُونُوا بالمضمون مهمومين فتكونوا للضامن متهمين وبقسمته غير راضين

وَقَالَ مثنى سَأَلت أَبَا عبد الله أَيهمْ أفضل رجل أكل فشبع وَأكْثر الصَّلَاة وَالصِّيَام وَرجل أقل الْأكل فَقلت نوافله فَكَانَ أَكثر فكرة فَذكر مَا جَاءَ فى الفكرة تفكر سَاعَة خير من قِيَامه لَيْلَة فرايت هَذَا عِنْده أَكثر يعْنى الفكرة

1139 -

مُجَاهِد بن مُوسَى

سَأَلت إمامنا عَن أَشْيَاء مِنْهَا

ص: 19

مَا رَوَاهُ أَبُو بكر الْخلال أَنبأَنَا المروزى أَن مُجَاهِد بن مُوسَى دخل على أَحْمد يعودهُ فَقَالَ لَهُ أوصنى يَا أَبَا عبد الله

فَأَشَارَ أَبُو عبد الله إِلَى لِسَانه

1140 -

مَحْفُوظ بن أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد الكلوذانى أَبُو الْخطاب البغدادى الْفَقِيه الإِمَام أحد أَئِمَّة الْمذَاهب وأعيانه

سمع من الجوهرى والقاضى أَبى يعلى وَجَمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من مسموعاته ودرس الْفِقْه على القاضى أَبى يعلى وَلَزِمَه حَتَّى برع

ص: 20

فى الْمَذْهَب وَالْخلاف وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض مصنفاته وَقَرَأَ الْفَرَائِض على أَبى عبد الله الونى وبرع فِيهَا وَصَارَ إِمَام وقته وفريد عصره وقصده الطّلبَة وصنف كتبا حسانا فى الْمَذْهَب وَالْأُصُول وَالْخلاف فَمِنْهَا الْهِدَايَة فى الْفِقْه والانتصار وَهُوَ الْخلاف الْكَبِير وَأما الصَّغِير فَهُوَ الْمُسَمّى ب رُؤُوس الْمسَائِل قَالَ الشَّيْخ مجد الدّين

ص: 21

ابْن تَيْمِية مَا ذكره فِيهِ هُوَ ظَاهر الْمَذْهَب وَله كتاب التَّهْذِيب فى الْفَرَائِض والتمهيد فى الْأُصُول وَقَالَ الشّعْر الْحسن

وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مليح النادرة سريع الْجَواب حاد الخاطر وَكَانَ مَعَ ذَلِك كَامِل الدّين غزير الْعقل جميل السِّيرَة مرضى الفعال مَحْمُود الطَّرِيقَة وَحدث بالكثير روى عَنهُ ابْن نَاصِر وَأَبُو الْفَتْح بن شاتيل وَغَيرهمَا وروى عَنهُ ابْن كُلَيْب بِالْإِجَازَةِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه جمَاعَة من أَئِمَّة الْمَذْهَب مِنْهُم عبد الْوَهَّاب بن حَمْزَة وَأَبُو بكر الدينورى وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلى وَغَيرهم

قَالَ أَبُو بكر بن النقور كَانَ الكيا الهراسى إِذا رأى الشَّيْخ أَبَا الْخطاب مُقبلا قَالَ قد جَاءَ الْفِقْه

وَأثْنى عَلَيْهِ السلفى وَابْن نَاصِر حَدثنَا كثيرا وَذكر ابْن السمعانى أَن أَبَا الْخطاب جَاءَتْهُ فَتْوَى فى بَيْتَيْنِ من شعر وهما

(قل للْإِمَام أَبى الْخطاب مَسْأَلَة

جَاءَت إِلَيْك وَمَا يُرْجَى سواك لَهَا)

(مَاذَا على رجل أم الصَّلَاة فمذلاحت

لناظره ذَات الْجمال لَهَا)

فَكتب عَلَيْهَا أَبُو الْخطاب

(قل للْإِمَام الذى وافى بِمَسْأَلَة

سرت فُؤَادِي لما أَن أضحت لَهَا)

(إِن الَّتِى فتنته عَن عِبَادَته

خريدة ذَات حسن فانثنى وَلها)

(إِن تَابَ ثمَّ قضى عَن عِبَادَته

فرحمة الله تغشى من عصى وَلها)

ص: 22

توفى رحمه الله يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشرى جُمَادَى الاخرة سنة عشر وَخَمْسمِائة وَترك يَوْم الْخَمِيس وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْجُمُعَة فى جَامع الْقصر وَدفن إِلَى جَانب قبر الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ

1141 -

مَحْفُوظ بن عمر بن أَبى بكر بن خَليفَة الشَّيْخ الإِمَام تقى الدّين أَبُو الْخطاب البغدادى الْمَعْرُوف ب ابْن الحامض

حدث عَن أَبى الْفضل عبد السَّلَام الداهرى وَأثْنى عَلَيْهِ الْحسن بن الزبيدى وَغَيرهمَا وَكتب عَنهُ المصريون وَتفرد بعدة أَجزَاء

توفى يَوْم الْجُمُعَة يَوْم النَّحْر سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة بِمصْر المحروسة

1142 -

محَاسِن بن عبد الْملك بن على بن نجا التنوخى الحموى ثمَّ الصالحى الْفَقِيه الإِمَام ضِيَاء الدّين أَبُو إِبْرَاهِيم

سمع بِدِمَشْق من الخشوعى وتفقه على الشَّيْخ موفق الدّين حَتَّى برع

ص: 23

وَأفْتى وَكَانَ فَقِيها عَارِفًا بِالْمذهبِ زاهدا مَا نافس فى منصب قطّ وَلَا دنيا وَلَا أكل من وقف بل كَانَ يتقوت من سكارة تزرع لَهُ بحوران وَمَا اذى مُسلما قطّ وَلَا دخل حَماما وَلَا تنعم فى ملبس وَلَا مأكل وَلَا زَاد على ثوب وعمامة قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة

توفى لَيْلَة الرَّابِع من جُمَادَى الاخرة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة بجبل قاسيون وَدفن بِهِ

1143 -

مُسَدّد بن مسرهد بن مسربل الأسدى البصرى الْحَافِظ أَبُو الْحسن

سمع جوَيْرِية بن أَسمَاء وَحَمَّاد بن زيد وَأَبا عوَانَة وَعنهُ البخارى وَأَبُو دَاوُد وَأَبُو حَاتِم

وَمَات سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ

وَلما أشكل على مُسَدّد أَمر الْفِتْنَة وَمَا وَقع النَّاس فِيهِ من الِاخْتِلَاف فى الْقدر والرفض والاعتزال وَخلق الْقرَان والإرجاء

كتب إِلَى أَحْمد بن حَنْبَل اكْتُبْ إِلَى بِسنة رَسُول الله

فَلَمَّا ورد كِتَابه

ص: 24

وَقَالَ (إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون) يزْعم هَذَا البصرى أَنه قد أنْفق على الْعلم مَالا عَظِيما وَهُوَ لَا يهتدى إِلَى سنة رَسُول الله

فَكتب إِلَيْهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

الْحَمد لله الذى جعل فى كل زمَان بقايا من أهل الْعلم يدعونَ من ضل إِلَى الْهدى وينهونه عَن الردى يحيون بِكِتَاب الله الْمَوْتَى وبسنة رَسُول الله أهل الْجَهَالَة والردى فكم من قَتِيل لإبليس قد أحيوه وَكم من ضال تائه قد هدوه فَمَا أحسن اثارهم على النَّاس ينفون عَن كتاب الله عز وجل تَحْرِيف الغالين وانتحال المبطلين وَتَأْويل الضَّالّين الَّذين عقدوا ألوية الْبدع وأطلقوا عنان الْفِتْنَة يَقُولُونَ على الله وفى الله تَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علوا كَبِيرا فى كِتَابه بِغَيْر علم فنعوذ بِاللَّه من كل فتْنَة مضلة وَصلى الله على مُحَمَّد أما بعد

وفقنا الله وَإِيَّاكُم لما فِيهِ طَاعَته وجنبنا وَإِيَّاكُم مَا فِيهِ سخطه واستعملنا وَإِيَّاكُم عمل العارفين بِهِ الْخَائِفِينَ مِنْهُ إِنَّه الْمَسْئُول ذَلِك أوصيكم ونفسى بتقوى الله الْعَظِيم وَلُزُوم السّنة فقد علمْتُم بِمَا حل بِمن خالفها وَمَا جَاءَ فِيمَن اتبعها

فَإِنَّهُ بلغنَا عَن النبى أَنه قَالَ إِن الله ليدْخل العَبْد الْجنَّة بِالسنةِ يتَمَسَّك بهَا فامركم أَن لَا تؤثروا على الْقرَان شَيْئا فَإِنَّهُ كَلَام الله وَمَا تكلم الله بِهِ فَلَيْسَ بمخلوق وَمَا أخْبركُم بِهِ عَن الْقُرُون الْمَاضِيَة فَغير مَخْلُوق وَمَا فى اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَمَا فى الْمُصحف وتلاوة النَّاس وكيفما قرىء وكيفما وصف فَهُوَ كَلَام الله غير مَخْلُوق

فَمن قَالَ مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر

ص: 25

بِاللَّه الْعَظِيم وَمن لم يكفره فَهُوَ كَافِر

وَبعد كتاب الله سنة النبى فَالْحَدِيث عَنهُ وَعَن المهديين أَصْحَاب النبى والتصديق بِمَا جَاءَت بِهِ الرُّسُل وَاتِّبَاع سنة النجَاة وهى الَّتِى نقلهَا أهل الْعلم كَابر عَن كَابر واحذروا رأى جهم فَإِنَّهُ صَاحب رأى وَكَلَام وخصومات

فقد أجمع من أدركنا من أهل الْعلم أَن الْجَهْمِية افْتَرَقت ثَلَاث فرق فَقَالَت طَائِفَة مِنْهُم الْقرَان كَلَام مَخْلُوق وَقَالَت طَائِفَة الْقرَان كَلَام الله وسكتت وهى الواقفة الملعونة

وَقَالَ بَعضهم ألفاظنا بالقران مخلوقة

فَكل هَؤُلَاءِ جهمية كفار يستتابون فَإِن تَابُوا وَإِلَّا قتلوا

وَأجْمع من أدركنا من أهل الْعلم أَن من هَذِه مقَالَته إِن لم يتب لم يناكح وَلَا يجوز قَضَاؤُهُ وَلَا تُؤْكَل ذَبِيحَته

وَالْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص زِيَادَته إِذا أَحْسَنت ونقصانه إِذا أَسَأْت وَيخرج الرجل من الْإِيمَان إِلَى الْإِسْلَام وَلَا يُخرجهُ من الْإِسْلَام شىء إِلَّا الشّرك بِاللَّه الْعَظِيم أَو برد فَرِيضَة من فَرَائض الله تَعَالَى جاحدا بهَا فَإِن تَركهَا كسلا أَو تهاونا كَانَ فى مَشِيئَة الله إِن شَاءَ عذبه وَإِن شَاءَ عَفا عَنهُ

وَأما الْمُعْتَزلَة الملعونة فقد أجمع من أدركنا من أهل الْعلم أَنهم يكفرون بالذنب وَمن كَانَ مِنْهُم كَذَلِك فقد زعم أَن ادم عليه السلام كَافِر وَأَن إخْوَة يُوسُف حِين كذبُوا أباهم يَعْقُوب عليه السلام كَانُوا كفَّارًا

وأجمعت الْمُعْتَزلَة أَن من سرق حَبَّة فَهُوَ كَافِر تبين مِنْهُ إمرأته ويستأنف الْحَج إِن كَانَ حج فَهَؤُلَاءِ الَّذين يَقُولُونَ بِهَذِهِ الْمقَالة كفار لَا يناكحون وَلَا تقبل شَهَادَتهم

وَأما الرافضة فقد أجمع من أدركنا من أهل الْعلم أَنهم قَالُوا

ص: 26

إِن على بن أَبى طَالب أفضل من أَبى بكر فقد رد الْكتاب وَالسّنة لقَوْل الله تَعَالَى (مُحَمَّد رَسُول الله وَالَّذين مَعَه) فَقدم الله أَبَا بكر بعد النبى وَقَالَ النبى لَو كنت متخذا خَلِيلًا لَا تخذت أَبَا بكر خَلِيلًا وَلَكِن الله اتخذ صَاحبكُم خَلِيلًا وَلَا نبى بعدى فَمن زعم أَن إِسْلَام على أقدم من إِسْلَام أَبى بكر فقد كذب لِأَنَّهُ أول من أسلم عبد الله بن عُثْمَان عَتيق بن أَبى قُحَافَة وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْن خمس وَثَلَاثِينَ سنة وعَلى ابْن سبع سِنِين لم تجر عَلَيْهِ الْأَحْكَام والفرائض وَالْحُدُود

ونؤمن بِالْقضَاءِ وَالْقدر خَيره وشره حلوه ومره وَأَن الله خلق الْجنَّة قبل خلق الْخلق وَخلق لَهَا أَهلا وَنَعِيمهَا دَائِم وَمن زعم أَنه يبيد من الْجنَّة شىء فَهُوَ كَافِر وَخلق النَّار قبل خلق الْخلق وَخلق لَهَا أَهلا وعذابها دَائِم

وَأَن أهل الْجنَّة يرَوْنَ رَبهم لَا محَالة وَأَن الله يخرج أَقْوَامًا من النَّار بشفاعة مُحَمَّد وَأَن الله كلم مُوسَى تكليما وَاتخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا

والصراط حق وَالْمِيزَان حق والأنبياء حق وَعِيسَى بن مَرْيَم رَسُول الله وكلمته وَالْإِيمَان بالحوض والشفاعة وَالْإِيمَان بمنكر وَنَكِير وَعَذَاب الْقَبْر وَالْإِيمَان بِملك الْمَوْت أَنه يقبض الْأَرْوَاح ثمَّ ترد فى الْأَجْسَام فى الْقُبُور فَيسْأَلُونَ عَن الْإِيمَان والتوحيد وَالْإِيمَان بالنفخ فى الصُّور والصور قرن ينْفخ فِيهِ اسرافيل وَأَن الْقَبْر الذى بِالْمَدِينَةِ قبر مُحَمَّد مَعَه أَبُو بكر وَعمر

وَقُلُوب الْعباد بَين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِع الرَّحْمَن عز وجل

والدجال خَارج فى هَذِه الْأمة لَا محَالة وَينزل عِيسَى ابْن مَرْيَم فيقتله بِبَاب لد

وَمَا أنْكرت الْعلمَاء من الشُّبْهَة فَهُوَ مُنكر

ص: 27

واحذروا الْبدع كلهَا وَلَا عين تطرف بعد النبى خير من أَبى بكر الصّديق وَلَا بعد أَبى بكر عين تطرف خير من عمر وَلَا بعد عمر عين تطرف خير من عُثْمَان وَلَا بعد عُثْمَان بن عَفَّان عين تطرف خير من على بن أَبى طَالب رضى الله عَنْهُم

قَالَ أَحْمد هم وَالله الْخُلَفَاء الراشدون المهديون وَأَن نشْهد للعشرة بِالْجنَّةِ وهم أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وعَلى وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد وَسَعِيد وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزهرى وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وَمن شهد لَهُ النبى بِالْجنَّةِ شَهِدنَا لَهُ بِالْجنَّةِ

وَرفع الْيَدَيْنِ فى الصَّلَاة زِيَادَة فى الْحَسَنَات

والجهر بآمين عِنْد قَول الإِمَام (وَلَا الضَّالّين) وَالصَّلَاة على من مَاتَ من أهل هَذِه الْقبْلَة وحسابهم على الله عز وجل

وَالْخُرُوج مَعَ كل إِمَام فى غَزْوَة وَحجَّة وَالصَّلَاة خَلفهم صَلَاة الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ

والكف عَن مساوىء أَصْحَاب رَسُول الله تحدثُوا بفضائلهم وأمسكوا عَمَّا شجر بَينهم

وَلَا تشَاور أحدا من أهل الْبدع فى دينك وَلَا ترافقه فى سفرك

وَلَا نِكَاح إِلَّا بولى وخاطب وشاهدى عدل

والمتعة حرَام إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

وَمن طلق ثَلَاثًا فى لفظ وَاحِد فقد جهل وَحرمت عَلَيْهِ زَوجته وَلَا تحل لَهُ أبدا حَتَّى تنْكح زوجا غَيره

وَالتَّكْبِير على الْجَنَائِز أَربع فَإِن كبر خمْسا فَكبر مَعَه

قَالَ ابْن مَسْعُود كبر مَا كبر إمامك

قَالَ أَحْمد خالفنى الشافعى وَقَالَ إِن زَاد على أَربع تَكْبِيرَات أعَاد الصَّلَاة وَاحْتج على بِأَن النبى صلى على النجاشى فَكبر عَلَيْهِ أَربع تَكْبِيرَات

الْمسْح على الْخُفَّيْنِ للْمُسَافِر ثَلَاثَة أَيَّام وليالهن وللمقيم يَوْمًا وَلَيْلَة

وَإِذا دخلت الْمَسْجِد فَلَا تجْلِس حَتَّى تركع رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّة الْمَسْجِد وَالْوتر رَكْعَة وَالْإِقَامَة فُرَادَى

أَحبُّوا أهل السّنة على مَا كَانَ مِنْهُم أماتنا الله وَإِيَّاكُم على السّنة وَالْجَمَاعَة ورزقنا وَإِيَّاكُم إتباع الْعلم ووفقنا وَإِيَّاكُم لما يُحِبهُ ويرضاه

ص: 28

1144 -

مُرَاد بن أَحْمد أَبُو أَحْمد

حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء قَالَ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول الحميدى عندنَا إِمَام وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه إِمَام

1145 -

مَسْعُود بن أَحْمد بن مَسْعُود بن زيد بن عَبَّاس الحارثى البغدادى ثمَّ المصرى الْفَقِيه الْحَافِظ قاضى الْقُضَاة سعد الدّين أَبُو مُحَمَّد

سمع بِمصْر من الرِّضَا ابْن الْبُرْهَان وطبقته وبالإسكندرية من عُثْمَان بن عَوْف وَابْن الْفُرَات ومُوسَى وبدمشق من أَحْمد بن أَبى الْخَيْر وَخلق وعنى بِالْحَدِيثِ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج

ص: 29

لجَماعَة من الشُّيُوخ كَابْن أَبى عمر وَعَلِيهِ تفقه

وَله تصانيف عدَّة وَكَلَامه فى الحَدِيث أَجود من كَلَامه فى الْفِقْه وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَحج مَرَّات وَألقى الدَّرْس بعدة مدارس وَولى الْقَضَاء سنتَيْن وَنصفا وَكَانَ سنيا أثريا

وَذكر الذهبى فى مُعْجَمه الْمُخْتَص أَنه كَانَ عَارِفًا بمذهبه بَصيرًا بِكَثِير من الحَدِيث وَعلله وَرِجَاله مليح التَّخْرِيج من كبار أهل الْفَنّ حدث بالكثير وروى عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخ الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب

توفى يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر ذى الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بالقرافة

1146 -

مُسلم بن ثَابت بن الْقَاسِم بن أَحْمد بن النّحاس الْبَزَّار البغدادى الإِمَام الْفَقِيه أَبُو عبد الله بن أَبى البركات وَيعرف ب ابْن جوالق بِضَم الْجِيم

سمع من أَبى على بن نَبهَان وتفقه على أَبى الْخطاب

ص: 30

الكلوذانى وناظر

ذكره ابْن القطيعى وَقَالَ سمع مِنْهُ جمَاعَة من الطّلبَة وكتبت عَنهُ وَكَانَ صَحِيح السماع

وَذكر الشَّيْخ زين الدّين ابْن رَجَب أَنه روى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر

مَاتَ يَوْم الْأَحَد عشرى ذى الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب

1147 -

مُسلم بن الْحجَّاج بن مُسلم القشيرى النيسابورى أحد الْأَئِمَّة الْحفاظ صَاحب الْمسند الصَّحِيح

رَحل إِلَى الْبِلَاد الشاسعة فى طلب الرِّوَايَة سمع من الْأَئِمَّة مِنْهُم يحيى بن يحيى النيسابورى وقتيبة بن سعيد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وإمامنا أَحْمد وَخلق

روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم يحيى بن صاعد وَمُحَمّد بن مخلد وَغَيرهمَا وَنقل الْخَطِيب بِإِسْنَادِهِ عَن أَحْمد بن سَلمَة قَالَ رَأَيْت أَبَا زرْعَة وَأَبا حَاتِم يقدمان مُسلم بن الْحجَّاج فى معرفَة الصَّحِيح على مَشَايِخ عصرهما

وبإسناده قَالَ مُسلم صنفت هَذَا الْمسند الصَّحِيح

ص: 31

من ثَلَاثمِائَة ألف حَدِيث مسموعة

وَقَالَ مُسلم سُئِلَ أَحْمد حَدِيث بشير أَبى إِسْمَاعِيل عَن سيار أَبُو حَمْزَة وَلَيْسَ هُوَ سيار أَبُو الحكم سيار أَبُو الحكم لم يحدث عَن طَارق بشىء

مَاتَ يَوْم الْأَحَد وَدفن يَوْم الِاثْنَيْنِ لخمس بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

1148 -

مُضر بن مُحَمَّد بن خَالِد بن الْوَلِيد بن مُضر الأسدى أَبُو مُحَمَّد

سمع من يحيى بن معِين وإمامنا أَحْمد

روى عَنهُ يحيى بن صاعد وَأَبُو بكر بن مُجَاهِد وَقَالَ الدارقطنى هُوَ ثِقَة

مَاتَ سنة سبع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ

1149 -

مظفر بن إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة الأديب الشَّاعِر

ص: 32

العروضى الضَّرِير المصرى موفق الدّين أَبُو الْعِزّ

سمع الحَدِيث من أَبى الْقَاسِم بن مُحَمَّد السبتى ومحمود الصابونى وَجَمَاعَة

وأتى جمَاعَة من الأدباء وَكَانَ شَاعِرًا جيدا وبرع فى علم الْعرُوض وصنف وَحدث بتصنيفه وشىء من شعره ومدح جمَاعَة كَثِيرَة من الْمُلُوك والوزراء وَغَيرهم توفى سحر يَوْم الْأَحَد تَاسِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة بِمصْر وَدفن من الْغَد بسفح المقطم

1150 -

مظفر بن أَبى بكر بن مظفر بن على البغدادى الْفَقِيه الأصولى النظار تقى الدّين أَبُو الميامن

سمع من أَبى الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد السباك

وتفقه وبرع فى الْمَذْهَب وَالْخلاف وَالْأُصُول نَاظر وَأفْتى ودرس بالبشرية وَحدث سمع مِنْهُ القلانسى والفرضى وَأَجَازَ للشَّيْخ على بن عبد الصَّمد

توفى يَوْم السبت رَابِع عشرى ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ بالبشيرية وَدفن بِحَضْرَة قبر الإِمَام أَحْمد إِلَى جَانب الشَّيْخ عبد الصَّمد

ص: 33

1151 -

مظفر بن عبد الْكَرِيم بن نجم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَاحِد تَاج الدّين أَبُو مَنْصُور

ولد بِدِمَشْق وَسمع بهَا من أَبى طَاهِر الخشوعى وَعمر بن طبرزد وحنبل وَغَيرهم

تفقه وَأفْتى ودرس بمدرسة جده شرف الْإِسْلَام مُدَّة وَكَانَ لَهُ معرفَة بِالْمذهبِ حدث وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْحَافِظ الدمياطى

مَاتَ فى ثَالِث صفر سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة فَجْأَة بِدِمَشْق وَدفن بسفح قاسيون

1152 -

مظفر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن خلف بن الْفراء أَبُو مَنْصُور بن القاضى أَبى يعلى بن القاضى أَبى خازم بن القاضى أَبى يعلى الْكَبِير

سمع الحَدِيث واشتغل بالفقه أصولا وفروعا وبرع وناظر وتأدب وَقَالَ الشّعْر الْجيد

توفّي شَابًّا يَوْم

ص: 34

الْجُمُعَة لخمس عشرَة خلت من شَوَّال سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد بِبَاب حَرْب

1153 -

معَاذ بن الْمثنى بن معَاذ بن معَاذ بن نصر ابْن حسان العنبرى البصرى من جملَة الْأَصْحَاب

سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن مُحَمَّد بن كرّ العبدى ومسدد والقعنبى وَنقل عَن إمامنا أَشْيَاء قَالَ قيل لِأَحْمَد الرجل يتْرك الْوتر مُتَعَمدا

قَالَ هَذَا رجل سوء تَركه سنة سنّهَا رَسُول الله ثمَّ قَالَ هَذَا سَاقِط الْعَدَالَة إِذا ترك الْوتر مُتَعَمدا

مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

1154 -

مُعَاوِيَة بن صَالح أَبُو عبد الله هُوَ صَاحب

ص: 35

التَّارِيخ فى معرفَة الصَّحَابَة رضى الله عَنْهُم وَمَعْرِفَة الثِّقَات والضعفاء

حدث عَن يحيى بن معِين وأقرانه قَالَ سَأَلت أَحْمد عَن المقرىء هُوَ أَبُو عبد الرَّحْمَن عبد الله بن زيد المقرىء فَقَالَ ثِقَة صَحِيح السماع من ابْن لَهِيعَة

قَالَ وَسُئِلَ أَحْمد عَن مُحَمَّد بن سَابق فَقَالَ قد كتبنَا عَنهُ

1155 -

مَعْرُوف بن الفيرزان أَبُو مَحْفُوظ الكرخى مَنْسُوب إِلَى كرخ بَغْدَاد وَكَانَ أحد الْمَشْهُورين بالزهد وَالصَّلَاح مجاب الدعْوَة وَحكى عَنهُ كرامات وَأسْندَ بعض أَحَادِيث

وَذكر عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ يحيى بن أَكْثَم سَمِعت مَعْرُوفا وَذكر عِنْده أَحْمد ابْن حَنْبَل فَقَالَ رَأَيْت أَحْمد بن حَنْبَل فَتى عَلَيْهِ اثار النّسك يَقُول كلَاما جمع فِيهِ الْخَيْر سمعته يَقُول من علم أَنه إِذا مَاتَ نسى أحسن وَلم يسىء

وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ مَعْرُوف من الأبدال وَهُوَ مجاب الدعْوَة

وَذكر فى مجْلِس أَحْمد مَعْرُوف الكرخى فَقَالَ بعض الْحَاضِرين هُوَ قصَّة الْعلم

قَالَ أَحْمد أمسك عافاك الله وَهل يُرَاد من الْعلم إِلَّا مَا وصل إِلَيْهِ مَعْرُوف وفى رِوَايَة أَنه سَأَلَهُ ابْنه عبد الله

ص: 36

هَل كَانَ مَعَ مَعْرُوف من الْعلم فَقَالَ لَهُ يَا بنى كَانَ مَعَه رَأس الْعلم خشيَة الله تَعَالَى

وَقَالَ أَحْمد للمروزى إِذا أجزت عَن مَعْرُوف بشىء من أَخْبَار السَّمَاء فاقبله

ومعروف كَانَ أستاذ السرى السقطى وَصَحب مَعْرُوفا دَاوُد الطائى وَقَالَ إِبْرَاهِيم الحربى قبر مَعْرُوف الترياق المجرب

وَقَالَ مَعْرُوف إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا فتح لَهُ بَاب الْعَمَل

وأغلق عَنهُ بَاب الجدل وَإِذا أَرَادَ بِعَبْد شرا فتح لَهُ بَاب الجدل وأغلق عَنهُ بَاب الْعَمَل

قَالَ مَعْرُوف من أدام النّظر فى الْمُصحف متعهُ الله ببصره وخفف عَن وَالِديهِ الْعَذَاب وَلَو كَانَا كَافِرين

وَقَالَ مَعْرُوف من قَالَ حِين يَسْتَيْقِظ من النّوم سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه العلى الْعَظِيم

قَالَ الله تَعَالَى لجبريل اقْضِ حَاجَة عبدى وَجِبْرِيل هُوَ الْمُوكل بحوائج بنى ادم

ومناقبه وماثره كَثِيرَة

مَاتَ سنة مِائَتَيْنِ وَقبل سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ

1156 -

معمر بن على بن المعمر بن أَبى عِمَامَة الْبَقَّال أَبُو سعد الْفَقِيه الْوَاعِظ رَيْحَانَة البغدادى

سمع من ابْن عَلان والجوهرى

ص: 37

وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها مفننا وواعظا بليغا فصيحا لَهُ قبُول تَامّ وَجَوَاب سريع وذهن بغدادى يضْرب بِهِ الْمثل وَله كَلِمَات فى الْوَعْظ حَسَنَة ورسائل مستحسنة وَجُمْهُور وعظة حكايات السّلف وَكَانَ يحصل بوعظه نفع كثير حَتَّى أَن أَبَا على بن الْوَلِيد المعتزلى يجلس فى مَجْلِسه ويلعن الْمُعْتَزلَة

وَخرج مرّة فلقي مغنية قد خرجت من عِنْد تركى فَقبض على عودهَا وَقطع أوتارها فَعَادَت إِلَى التركى فَأَخْبَرته فَبعث من كبس دَار أَبى سعد وأفلت

وَاجْتمعَ بِسَبَب ذَلِك الْحَنَابِلَة وطلبوا من الْخَلِيفَة إِزَالَة الْمُنْكَرَات كلهَا

توفى ثامن عشرى ربيع الأول سنة سِتّ وَخَمْسمِائة وَدفن من الْغَد بِبَاب حَرْب

1157 -

مفضل بن غَسَّان بن الْمفضل الغسانى البصرى ابو عبد الرَّحْمَن

سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن أَبِيه وَعبد الله بن دَاوُد الجوهرى وإمامنا أَحْمد

وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو بكر بن أَبى الدُّنْيَا وَكَانَ ثِقَة

ص: 38

1158 -

مقَاتل بن صَالح الأنماطى

نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل فَقلت صليت على بَارِية شرب عَلَيْهَا الْمُسكر

قَالَ الْمُسكر حرَام أعد صَلَاتك

قَالَ كنت أقوم وأقعد عَلَيْهَا وأسجد على الأَرْض

قَالَ أعد صَلَاتك

1159 -

مكى بن أَبى الْقَاسِم عبد الله بن معالى بن عبد الباقى البغدادى الْفَقِيه الْمُحدث أَبُو إِسْحَاق

سمع من ابْن نَاصِر والأرموى وأبى بكر بن الزاغونى وأبى الْوَقْت وَغَيرهم واعتنى بِهَذَا الشَّأْن وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَكتب بِخَطِّهِ وَلم يزل يقْرَأ وَيسمع إِلَى اخر عمره

وَهُوَ ثِقَة صَحِيح السماع وَقد نسبه القطيعى إِلَى التساهل والتسامح وَلَكِن وَثَّقَهُ ابْن نقطة وَقَالَ إِنَّمَا تكلم فِيهِ ابْن الْأَخْضَر لِأَنَّهُ قَالَ كَانَ يكْتب سَماع أَقوام كَانُوا يتحدثون إِلَى جَانب حَلقَة فَأَما سَمَاعه فَصَحِيح روى عَنهُ اليلدانى

توفى لَيْلَة الْجُمُعَة سادس الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن من الْغَد بجوار قبر بشر بِبَاب حَرْب

ص: 39

1160 -

مكى بن عمر بن نعْمَة بن يُوسُف بن سيف بن عَسَاكِر المقدسى الأَصْل المصرى الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو الْحرم بن أَبى حَفْص

سمع وَالِده وَأَبا مُحَمَّد بن بَرى النحوى وَمُحَمّد بن أَحْمد الصابونى وَجَمَاعَة وتفقه فى الْمَذْهَب بِمصْر

قَالَ المنذرى اشْتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه وَجمع مجاميع فى الْفِقْه وَغَيره وانتفع بِهِ جمَاعَة وَجمع لِلْحَافِظِ عبد الْغنى سيرة

توفى فى الْعشْرين من جُمَادَى الاخرة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد إِلَى جَانب وَالِده بشفير الخَنْدَق بسفح المقطم

وَأَبوهُ أَبُو حَفْص عمر عرف بِالْبِنَاءِ كَانَ رجلا صَالحا مقرئا قَرَأَ الْقرَان مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ صبورا على نفع الطّلبَة وإقرائهم لَيْلًا وَنَهَارًا مَعَ ارْتِفَاع سَنَده

حدث عَن أَبى الْفَتْح الكروخى

توفى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة

ص: 40

1161 -

مكى بن مُحَمَّد بن هُبَيْرَة البغدادى الأديب أَبُو جَعْفَر

كَانَ فَاضلا عَارِفًا بالأدب نظم مُخْتَصر الخرقى وقرىء عَلَيْهِ مَرَّات وَهُوَ أَخُو الْوَزير أَبى المظفر

توفى بنواحى الْموصل سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة

1162 -

منجى بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجى التنوخى الْفَقِيه الأصولى الْمُفَسّر النحوى زين الدّين أَبُو البركات بن عز الدّين بن القاضى وجيه الدّين

حضر على بن الْحسن بن المقبر وجعفر الهمذانى وَغَيرهمَا وتفقه على أَصْحَاب جده وَأَصْحَاب الشَّيْخ موفق الدّين وَقَرَأَ الْأُصُول على كَمَال الدّين التغلبى والنحو على ابْن مَالك وبرع فى ذَلِك كُله درس وَأفْتى وناظر وصنف وانتهت إِلَيْهِ رئاسة مذْهبه بِالشَّام

ص: 41

وَله تصانيف مِنْهَا شرح الْمقنع وَجلسَ فى الْجَامِع للإشتغال وَالْفَتْوَى ثَلَاثِينَ سنة مُتَبَرعا وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مَعْرُوفا بالذكاء وَصِحَّة الْفَهم وَسُئِلَ الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك عَن شرح الألفيه قَالَ شرحها لكم ابْن المنجى

درس بعدة مِدْرَاس وَأخذ عَنهُ الْفِقْه الشَّيْخ تقى الدّين بن تَيْمِية وتقى الدّين الزريرانى وَحدث فَسمع مِنْهُ ابْن الْعَطَّار والمزى والبرزالى

توفى يَوْم الْخَمِيس رَابِع شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة بِدِمَشْق

ص: 42

1163 -

مُنْذر بن شَاذان أَبُو عَمْرو

من أهل الرى ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ كَانَت عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل صَالِحَة كلهَا غرائب وَهُوَ رجل مَعْرُوف مَشْهُور

1164 -

مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مَالك أَبُو نصر القزوينى

ذكره أَبُو مُحَمَّد الْخلال فِيمَن روى عَن إمامنا أَحْمد رضى الله عَنهُ

1165 -

مَنْصُور بن مُحَمَّد بن قُتَيْبَة أَبُو نصر

وراق أَبى ثَوْر روى عَن الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ

1166 -

مهنا بن يحيى الشامى السلمى أَبُو عبد الله

ص: 43

حدث عَن بَقِيَّة بن الْوَلِيد ومكى بن إِبْرَاهِيم وَيزِيد بن هَارُون وَعبد الرَّزَّاق وإمامنا أَحْمد

جمع روى عَنهُ حمدَان الْوراق وَعبد الله ابْن إمامنا وَسَهل التسترى

قَالَ أَبُو بكر الْخلال هُوَ من أكَابِر أَصْحَابنَا روى عَن أَبى عبد الله من الْمسَائِل مَا فَخر بِهِ وَكَانَ أَبُو عبد الله يُكرمهُ وَيعرف لَهُ حق الصُّحْبَة ورحل مَعَه إِلَى عبد الرَّزَّاق وَصَحبه إِلَى أَن مَاتَ

قَالَ عبد الله بن الإِمَام أَحْمد سَمِعت مهنا يَقُول صَحِبت أَبَا عبد الله فتعلمت مِنْهُ الْعلم وَالْأَدب واكتسبت بِهِ مَالا إِلَى أَن قَالَ فَأعْطَاهُ أَبُو مُوسَى أَرْبَعَة الاف بعد مُشَاورَة أَحْمد مرَارًا أَن يكْتب إِلَى أَبى مُوسَى فى شَأْنه مرَارًا فَلم يفعل فَأمر وَلَده بِالْكِتَابَةِ إِلَيْهِ وَكَانَ كَذَلِك ثمَّ إِنَّه اتّجر بهَا حَتَّى صَارَت نَحوا من ثَلَاثِينَ ألفا وَقَالَ مهنا سَأَلت أَحْمد عَن يزِيد بن مُعَاوِيَة فَقَالَ هُوَ الذى فعل بِالْمَدِينَةِ مَا فعل قلت وَمَا فعل قَالَ نهبا

قلت فيذكر عَنهُ الحَدِيث

قَالَ لَا يذكر عَنهُ الحَدِيث وَلَا ينبغى لأحد أَن يكْتب عَنهُ حَدِيثا

قلت وَمن كَانَ مَعَه بِالْمَدِينَةِ حِين فعل مَا فعل قَالَ أهل الشَّام

قلت وَأهل مصر قَالَ لَا إِنَّمَا كَانَ أهل مصر أَمر فى عُثْمَان رضى الله عَنهُ

وَقَالَ مهنا سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل مَا أفضل الْأَعْمَال قَالَ طلب الْعلم قَالَ لمن صحت نِيَّته

قلت وأيش تَصْحِيح النِّيَّة

قَالَ ينوى يتواضع فِيهِ وينفى عَنهُ الْجَهْل

1167 -

موفق الدّين الْيُسْرَى البغدادى الْفَقِيه

كَانَ من

ص: 44

مَشَايِخ الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق

توفى فى رَجَب سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَصلى عَلَيْهِ عقيب الْجُمُعَة هُوَ وَعشرَة أنفس أحدهم الشَّيْخ يُونُس عَم الشَّيْخ سيف الرجيحى

1168 -

موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر الجواليقى أَبُو مَنْصُور بن أَبى طَاهِر شيخ أهل اللُّغَة فى زَمَانه

سمع

ص: 45

الْكثير من أَبى ابْن الْقَاسِم بن القسرى وأبى الْحسن على بن مُحَمَّد الْخَطِيب

ص: 46

الأنبارى وَجَمَاعَة ودرس الْعَرَبيَّة على أَبى زَكَرِيَّا التبريزى سبع عشرَة سنة وبرع فى علم اللُّغَة والعربية ودرس الْعَرَبيَّة فى الْمدرسَة النظامية بعد شَيخنَا أَبى زَكَرِيَّا مُدَّة ثمَّ قربه المقتفى لأمر الله فاختص بإمامته فى الصَّلَوَات وَكَانَ المقتفى يقْرَأ عَلَيْهِ شَيْئا من الْكتب وانتفع بذلك وَبَان أَثَره فى توقيعاته وَكَانَ من أهل السّنة المحامين عَنْهَا

ذكره ابْن شَافِع وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن السمعانى وَابْن الجوزى وَقَالَ ابْن خلكان صنف التصانيف وانتشرت عَنهُ مثل شرح كتاب أدب الْكَاتِب وَكتاب المعرب وتتمة درة الغواص للحريرى وخطه

ص: 47

مَرْغُوب فِيهِ وَكَانَ يصلى بالمقتفى بِاللَّه فَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ أول مَا دخل فَمَا زَاد على أَن قَالَ السَّلَام على أَمِير الْمُؤمنِينَ

فَقَالَ لَهُ ابْن التلميذ النصرانى وَكَانَ قَائِما وَله إدلال الْخدمَة والطب مَا هَكَذَا يسلم على أَمِير الْمُؤمنِينَ يَا شيخ

فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ ابْن الجواليقى وَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ سلامى هُوَ مَا جَاءَت بِهِ السّنة النَّبَوِيَّة وروى فى الحَدِيث ثمَّ قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو حلف حَالف أَن نصارنيا

ص: 48

أَو يَهُودِيّا لم يصل إِلَى قلبه نوع من أَنْوَاع الْعلم على الْوَجْه لما لَزِمته كَفَّارَة لِأَن الله ختم على قُلُوبهم وَلنْ يفك ختم الله إِلَّا الْإِيمَان

فَقَالَ صدقت وأحسنت وكأنما ألْجم ابْن التلميذ بِحجر مَعَ فَضله وغزارة أدبه

حدث بالعوالى روى عَنهُ ابْن نَاصِر وَابْن السمعانى وَابْن الجوزى

توفى يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْقصر وَتقدم النَّاس فى الصَّلَاة قاضى الْقُضَاة الزينى وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَدفن بِبَاب حَرْب

1169 -

مَيْمُون بن الإصبغ النصيبى

حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ حضرت أَحْمد بن حَنْبَل فى دَار المعتصم فى يَوْم المحنة فَضرب سِتَّة أسواط فَمن شدَّة الضَّرْب انْقَطَعت دكته وانحل سراويله فَرَأَيْت أَحْمد قد لحظ السَّمَاء بطرفه وحرك شَفَتَيْه بشىء لَا أدرى مَا هُوَ فَعَاد سراويله إِلَى مَا كَانَ

فَبكى الْحَاجِب حَتَّى بل دمعه الأَرْض وَكَانَ رجلا من أهل طوس

1170 -

مخة أُخْت بشر بن الْحَارِث

وَكَانَ لَهَا أختَان

ص: 49

غَيرهَا إِحْدَاهمَا مُضْغَة وَالْأُخْرَى زبدة وَكَانَ الْأَخَوَات الثَّلَاث معروفات بِالْعبَادَة والورع وأكبرهن مُضْغَة وهى أكبر من بشر وَلما مَاتَت توجع عَلَيْهَا بشر توجعا شَدِيدا وَبكى بكاء كثيرا فَقيل لَهُ فى ذَلِك فَقَالَ قَرَأت فى بعض الْكتب أَن العَبْد إِذا قصر فى خدمَة ربه سلبه أنيسه وَهَذِه كَانَت أنيستى فى الدُّنْيَا وَقيل قَالَ هَذَا يَوْم مَاتَت مخة

وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد جَاءَت مخة إِلَى أَبى فَقَالَت إنى إمرأة رَأس مالى دانقان أشترى الْقطن فأردنه فأبيعه بِنصْف دِرْهَم فأتقوت بدانق من الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة فَمر ابْن طَاهِر الطَّائِف وَمَعَهُ مشعل فَوقف يكلم أَصْحَابه الْمَشَايِخ فاستغنمت ضوء المشعل فغزلت طاقات ثمَّ غَابَ عَنى المشعل فَعلمت أَن لله فى مُطَالبَة فخلصنى خلصك الله

فَقَالَ لَهَا تخرجين الدانقين وتبقين بِلَا رَأس مَال حَتَّى يعوضك الله خيرا

فَقَالَ عبد الله فَقلت لأبى يَا أبه لَو قلت لَهَا لَو أخرجت الذى أدْركْت فِيهِ الطاقات

فَقَالَ يَا بنى سؤالها لَا يحْتَمل التَّأْوِيل ثمَّ قَالَ من هَذِه قلت مخة أُخْت بشر بن الْحَارِث

فَقَالَ من هَاهُنَا أتيت

وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد كنت يَوْمًا مَعَ أَبى فدق داق الْبَاب قَالَ لى أخرج فَانْظُر من فى الْبَاب قَالَ فَخرجت فَإِذا إمرأة قَالَت لى اسْتَأْذن لى على أَبى عبد الله تعنى أَبَاهُ قَالَ فاستئذنته فَقَالَ ادخلها

قَالَ فَدخلت فَسلمت وَجَلَست وَقَالَت يَا أَبَا عبد الله أَنا إمرأة أغزل بِاللَّيْلِ فى السراج فَرُبمَا طفىء السراج فأغزل

ص: 50

فى الْقَمَر فعلى أَن أبين غزل الْقَمَر من غزل السراج

فَقَالَ لَهَا إِن كَانَ عنْدك بَينهمَا فرق فَعَلَيْك أَن تبيني ذَلِك

قَالَ فَقَالَت لَهُ يَا أَبَا عبد الله أَنِين الْمَرَض شكوى قَالَ أَرْجُو أَن لَا يكون شكوى وَلكنه اشتكاء إِلَى الله تَعَالَى

قَالَ فودعته وَخرجت

قَالَ فَقَالَ يَا بنى مَا سَمِعت قطّ إنْسَانا سَأَلَ عَن مثل هَذَا اتبع هَذِه الْمَرْأَة فَانْظُر أَيْن تدخل

قَالَ فاتبعتها فَإِذا هِيَ فَرَجَعت فَقلت لَهُ قد دخلت إِلَى بَيت بشر وَإِذا هى أُخْته

قَالَ فَرَجَعت فَقلت لَهُ فَقَالَ محَال أَن تكون مثل هَذِه إِلَّا أُخْت بشر

وَقَالَ بشر تعلمت الْوَرع من أختى فَإِنَّهَا كَانَت تجتهد أَن لَا تَأْكُل مَا للمخلوق فِيهِ صنع

1171 -

مَيْمُونَة بنت الْأَقْرَع الورعة المتعبدة

كتبت عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ المروذى ذكر لأبى عبد الله مَيْمُونَة بنت الْأَقْرَع فَقلت لَهُ إِنَّهَا أَرَادَت أَن تبيع غزلها فَقَالَت للغزال إِذا بِعْت هَذَا الْغَزل فَقل إنى رُبمَا كنت صَائِمَة فَأرْخى يدى فِيهِ ثمَّ ذهبت وَرجعت فَقَالَت رد على الْغَزل أَخَاف أَن لَا يبين الغزال هَذَا

فترحم أَبُو عبد الله عَلَيْهَا وَقَالَ قد جاءتنى وكتبت لَهَا أَشْيَاء فى غسل الْمَيِّت

ص: 51