المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌ حرف الياء

-‌

‌ حرف الْيَاء

-

1208 -

يحيى بن ادم بن سُلَيْمَان يكنى أَبَا زَكَرِيَّا الأموى مَوْلَاهُم أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام

روى عَن ابْن مسعر وَيُونُس ابْن إِسْحَاق وَعنهُ أَحْمد وَإِسْحَاق وَابْن عنان

وَذكر الدراقطنى وَأَبُو مُحَمَّد الْخلال أَنه مِمَّن روى عَن أَحْمد

وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه سَمِعت يحيى بن ادم يَقُول أَحْمد بن حَنْبَل إمامنا وَقَالَ إِسْحَاق أَيْضا كَلمته فى البيعين بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا

قَالَ من قَالَ بِهِ فَقلت قَالَ بِهِ سُفْيَان وَابْن الْمُبَارك وَأحمد بن حَنْبَل

قَالَ إِسْحَاق مَا قلت إِلَّا لأكسره

فَقَالَ لى قَالَه أَحْمد قلت نعم

مَاتَ بِفَم الصُّلْح فى النّصْف من شهر ربيع سنة ثَلَاث وَقيل سنة عشر وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ الْحسن بن سهل

1209 -

يحيى بن أَبى نصر أَبُو سعيد الهروى

سمع

ص: 86

حبَان بن مُوسَى وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وعَلى بن المدينى وإمامنا أَحْمد فى اخرين وَذكره ابْن ثَابت فِيمَن روى عَنهُ وَقدم بَغْدَاد فروى عَنهُ أَبُو عَمْرو السماك وَأَبُو بكر الشافعى وَكَانَ ثِقَة حَافِظًا صَالحا

توفى بهراة فى شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

1210 -

يحيى بن أَبى الْفَتْح بن عمر بن الطباخ الحرانى الضَّرِير المقرىء الْفَقِيه أَبُو زَكَرِيَّا

رَحل وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات بواسط وَسمع بهَا الحَدِيث من القاضى إبى طَالب مُحَمَّد بن على الكنانى وَسمع بِبَغْدَاد من ابْن الخشاب وشهدة فى اخرين وتفقه بِبَغْدَاد فى الْمَذْهَب وَرجع إِلَى حران وَحدث بهَا سمع مِنْهُ أَبُو المظفر سبط ابْن الجوزى

مَاتَ فى شَوَّال سنة سبع وسِتمِائَة بحران

1211 -

يحيى بن أَبى مَنْصُور بن أَبى الْفَتْح بن رَافع بن على

ص: 87

ابْن إِبْرَاهِيم الحرانى الْفَقِيه الْمُحدث المعمر جمال الدّين أَبُو زَكَرِيَّا الْمَعْرُوف ب ابْن الصيرفى

سمع بحران من الْحَافِظ عبد الْقَادِر الرهاوى والخطيب فَخر الدّين ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع بهَا من ابْن طبرزد وَابْن الْأَخْضَر وَغَيرهمَا ودمشق من أَبى الْيمن الكندى وَابْن ملاعب وَالشَّيْخ موفق الدّين وبالموصل من جمَاعَة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ الْأَجْزَاء والطباق وتفقه بِدِمَشْق على الشَّيْخ موفق الدّين وببغداد على ابْن الحلاوى وأبى الْبَقَاء العكبرى واخذ الْعَرَبيَّة عَن أَبى الْبَقَاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع كِتَابه التِّبْيَان فى إِعْرَاب الْقرَان وَجمع وصنف وعلق فَوَائِد وغرائب حَسَنَة وَأفْتى وناظر ودرس وجالس بحران رَفِيقه الشَّيْخ مجد الدّين وَأثْنى عَلَيْهِ البرزالى والذهبى قَالَ كَانَ لَهُ حَلقَة بِجَامِع دمشق وَتخرج بِهِ جمَاعَة

روى الْكثير وَحدث بِجَامِع الترمذى وبمعالم السّنَن للخطابى وَله مصنفات عدَّة سمع مِنْهُ الْحَافِظ الدمياطى والحارثى والقاضى تقى الدّين سُلَيْمَان وَالشَّيْخ تقى الدّين بن تَيْمِية

توفى عَشِيَّة الْجُمُعَة رَابِع صفر سنة ثَمَان وَسبعين وسِتمِائَة بِدِمَشْق وَدفن يَوْم السبت بمقبرة بَاب الفراديس وَكَانَت جنَازَته حافلة

ص: 88

1212 -

يحيى بن الْحسن بن أَحْمد بن عبد الله بن الْبناء

سمع من أَبى الْحُسَيْن بن المهتدى وَجَابِر بن ياسين ولد أَبى على بن الْبناء وَجمع وَحدث وروى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن الجوزى وروى عَنهُ ابْن السمعانى إجَازَة وَكَانَ شَيخا صَالحا حسن السِّيرَة وَاسع الرِّوَايَة حسن الْأَخْلَاق متوددا متواضعا برا لطيفا بالطلبة مشفقا عَلَيْهِم وَقد أثنى عَلَيْهِ أَبُو شُجَاع البسطامى كثيرا فوصفه بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح وَالْعلم

توفى لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ

1213 -

يحيى بن أَكْثَم بن قطن بن سمْعَان يكنى أَبَا مُحَمَّد وَهُوَ مروزى سمع عبد الله بن الْمُبَارك وسُفْيَان بن عُيَيْنَة

ص: 89

وخلقا وَحدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ ذاكرت أَحْمد بن حَنْبَل يَوْمًا بعض إِخْوَاننَا وتغيره علينا فَأَنْشَأَ أَبُو عبد الله يَقُول

(وَلَيْسَ خليلى بالملول وَلَا الذى

إِذا غبت عَنهُ يَا عني بخليل)

(وَلَكِن خليلى من يَدُوم وصاله

ويحفظ سرى عِنْد كل دخيل)

روى عَنهُ البخارى وَأَبُو حَاتِم الرازى وَإِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق القاضى وَغَيرهم وَكَانَ عَالما بالفقه بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ ولاه الْمَأْمُون قَضَاء الْقُضَاة بِبَغْدَاد

وَقَالَ على بن المدينى خرج سُفْيَان بن عُيَيْنَة إِلَى أَصْحَاب الحَدِيث وَهُوَ ضجر فَقَالَ أَلَيْسَ من الشَّقَاء أَن أكون جالست ضَمرَة بن سعيد وجالس أَبَا سعيد الخدرى وجالست عمر ابْن دِينَار وجالس جَابر بن عبد الله وجالست عبد الله بن دِينَار وجالس ابْن عمر وجالست الزهرى وجالس أنس بن مَالك حَتَّى عدد جمَاعَة ثمَّ أَنا أجالسكم

فَقَالَ لَهُ حدث فى الْمجْلس انتصف يَا أَبَا مُحَمَّد قَالَ إِن شَاءَ الله

قَالَ لَهُ وَالله لشقاء من جَالس جَالس أَصْحَاب النبى بك أَشد من شقائك بِنَا فَأَطْرَقَ وتمثل بِشعر أَبى نواس

(خل جنبيك لرام

وامض عَنهُ بِسَلام)

(مت بداء الصمت خير

لَك من دَاء الْكَلَام)

ص: 90

فَسَأَلَ من الْفَتى فَقَالُوا يحيى بن أَكْثَم

فَقَالَ سُفْيَان هَذَا الْغُلَام يصلح لصحبة هُوَ لَا يعْنى السُّلْطَان

وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد ابْن حَنْبَل ذكر يحيى بن أَكْثَم عِنْد أَبى فَقَالَ مَا عرفت فِيهِ بِدعَة

فبلغت يحيى فَقَالَ صدق أَبُو عبد الله مَا عرفنى ببدعة قطّ

قَالَ وَذكر لَهُ مَا يرميه النَّاس بِهِ فَقَالَ سُبْحَانَ الله سُبْحَانَ الله من يَقُول هَذَا وَأنكر أَحْمد ذَلِك إنكارا شَدِيدا

وَلما ولى قَضَاء الْبَصْرَة كَانَ عمره إِذا ذَاك عشْرين سنة أَو نَحْوهَا فاستصغره أهل الْبَصْرَة فَقَالَ أَنا أكبر من عتاب بن أسيد الذى وَجه بِهِ النبى قَاضِيا على أهل مَكَّة يَوْم الْفَتْح أكبر من معَاذ بن جبل الَّذِي وَجه النَّبِي قَاضِيا على أهل الْيمن وَأَنا أكبر من معَاذ بن جبل الَّذِي وَجه النَّبِي قَاضِيا على أهل الْيمن أكبر من كَعْب بن سوار الذى وَجه بِهِ عمر بن الْخطاب قَاضِيا على أهل الْبَصْرَة

بقى سنة لَا يقبل مِنْهَا شَاهدا فَتقدم إِلَيْهِ وَالِد أَبى خازم القاضى وَكَانَ أحد الْأُمَنَاء فَقَالَ لَهُ أَيهَا القاضى قد وقفت الْأُمُور

قَالَ وَمَا السَّبَب قَالَ فى ترك القاضى قبُول الشُّهُود قَالَ فَأجَاز فى ذَلِك الْيَوْم سبعين شَاهدا

مَاتَ بالربذة مصرفه من الْحَج يَوْم الْجُمُعَة لخمس عشرَة خلت من ذى الْحجَّة سنة اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَسنة ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة

1214 -

يحيى بن أَيُّوب أَبُو زَكَرِيَّا العابد الْمَعْرُوف بالمقابرى البغدادى

سمع شَرِيكا وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وجمعا

ص: 91

وَذكره أَبُو الْحُسَيْن بن المنادى فِيمَن نقل عَن إمامنا أَحْمد قد روى أَحْمد وَابْنه عبد الله وَسلم بن الْحجَّاج عَنهُ وَقَالَ عبد الرَّحْمَن الأشهلى مَرَرْت بالمقابر فَسمِعت همهمة فاتبعت الْأَثر فَإِذا يحيى بن أَيُّوب فى حُفْرَة من تِلْكَ الْحفر وَإِذا هُوَ يبكى وَيَقُول ياقرة عين المطيعين وياقرة عين العاصين وَلم لَا تكون قُرَّة عين المطيعين وَأَنت مننت عَلَيْهِم بِالطَّاعَةِ وَلم لَا تكون قُرَّة عين العاصين وَأَنت سترت عَلَيْهِم الذُّنُوب قَالَ ويعاود الْبكاء

قَالَ فغلبنى الْبكاء فَفطن بى فَقَالَ لى تَعَالَى لَعَلَّ الله إِنَّمَا بعث بك لخير

انْتهى

وَكَانَ ثِقَة ورعا مُسلما يَقُول السّنة ويعيب من يَقُول جهم وَبِخِلَاف السّنة

توفى يَوْم الْأَحَد لاثنتى عشرَة لَيْلَة خلت من ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ

1215 -

يحيى بن المظفر بن على بن نعيم البغدادى الزَّاهِد صفى الدّين أَبُو زَكَرِيَّا

سمع الحَدِيث من ابْن نَاصِر وأبى الْوَقْت وَجَمَاعَة وتفقه فى الْمَذْهَب وفى اخر أمره انْقَطع فى بَيته بالبدرية

ص: 92

محلّة من محَال بَغْدَاد الشرقية بدار الْخلَافَة

وَكَانَ كثير الْعِبَادَة حسن الْهَيْئَة والصمت كثير الصَّلَاة وَالصِّيَام والتنسك ذَا مُرُوءَة وتفقد للأصحاب وتودد إِلَيْهِم واثنى عَلَيْهِ ابْن نقطة وَغَيره بالصلاح

توفى يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر ذى الْحجَّة سنة سبع وسِتمِائَة

1216 -

يحيى بن خاقَان

كَانَ المتَوَكل على الله ينفذهُ إِلَى إمامنا كثيرا ويسأله عَن أَشْيَاء

قَالَ المروزى قد جاءنى يحيى بن خاقَان وَمَعَهُ شوى فَجعل يقلله أَبُو عبد الله

قلت لَهُ قَالُوا إِنَّهَا ألف دِينَار

قَالَ هَكَذَا فرددتها عَلَيْهِ فَبلغ الْبَاب ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ إِن جَاءَك أحد من أَصْحَابك بشىء تقبله قلت لَا إِنَّمَا أُرِيد أَن أخبر الْخَلِيفَة بِهَذَا

قلت لأبى عبد الله أى شىء كَانَ عَلَيْك لَو أَخَذتهَا فقسمتها فكلح وَجهه وَقَالَ أى شىء كنت أكون لَهُم قهرمانا

ص: 93

1217 -

يحيى بن زَكَرِيَّا المروزى

صَاحب إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه

قَالَ أَبُو بكر الْخلال عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل حسان مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَحْمد بن حَنْبَل فَقلت يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِيمَن يَقُول الْقرَان مَخْلُوق فَقَالَ كَافِر وَلم يتعنع فى الْجَواب

1218 -

يحيى بن زَكَرِيَّا أَبُو زَكَرِيَّا الْأَحول

سمع الْفضل ابْن دُكَيْن وَعُثْمَان ابْن مُسلم وَغَيرهمَا

روى عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ جِئْت يَوْمًا وَأحمد بن حَنْبَل يملى فَجَلَست أكتب فاستمديت من محبرة إِنْسَان فَنظر إِلَى أَحْمد فَقَالَ يَا يحيى استأمرته

مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ

1219 -

يحيى بن سَالم بن مُفْلِح البغدادى نزيل الْموصل

سمع بِبَغْدَاد من أَبى الْوَقْت وتفقه بهَا على صَدَقَة بن الْحُسَيْن

ص: 94

الْحداد وَحدث بالموصل

مَاتَ فى شهر رَمَضَان سنة تسع وسِتمِائَة بالموصل وَدفن بمقبرة الْجَامِع الْعَتِيق

1220 -

يحيى بن سعيد نقل عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الرجل الذى لَا يحسن الْعَرَبيَّة يَدْعُو فى الصَّلَاة بِالْفَارِسِيَّةِ قَالَ لَا

1221 -

يحيى بن سعيد بن على بن يَعْقُوب القطفتى البغدادى الْفَقِيه الْمعدل الْمَعْرُوف بِابْن عالية بِالْعينِ الْمُعْجَمَة

سمع من ابْن البطى وَمن أَبى الْفَتْح ابْن المنى وتفقه عَلَيْهِ وَحصل طرفا صَالحا من الْفِقْه وَنظر فى علم الْحساب وَغَيره وَشهد عِنْد الْحُكَّام وَكتب عَنهُ ابْن الساعى وَسمع مِنْهُ عبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش أبياتا للقيروانى وبقى إِلَى حُدُود الْعشْرين والستمائة

وَذكر المنذرى أَنه توفى سنة سبع وَعشْرين

ص: 95

1222 -

يحيى بن صَالح الوحاظى

حدث عَن إمامنا بأَشْيَاء مِنْهَا قَالَ قدم علينا أَحْمد بن حَنْبَل هَاهُنَا يعْنى حمص فَكتب عَن الصّبيان وَترك الْمَشَايِخ وَذَلِكَ أَنه لما قدم حمص وَجه إِلَى يحيى إِن تركت الرأى أَتَيْتُك

وَذَلِكَ أَن يحيى كَانَ سمع كتب الرأى وَكَانَ يذهب مَذْهَبهم فَلم يَأْته أَحْمد

ص: 96

1223 -

يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون أَبُو زَكَرِيَّا الحمانى الكوفى

قدم بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن سُلَيْمَان ابْن بِلَال وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وأبى بكر بن عَيَّاش وَغَيرهم

روى عَنهُ أَحْمد بن يحيى الحلوانى وَعبد الله البغوى فى اخرين

قَالَ الْخَطِيب فى السَّابِق واللاحق حدث عَن إمامنا وَبَين وَفَاته ووفاة البغوى تسع وَثَمَانُونَ سنة

وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرازى سَأَلت يحيى بن معِين عَن الحمانى فأجمل القَوْل فِيهِ وفى رِوَايَة عَنهُ أَنه قَالَ صَدُوق مَشْهُور بِالْكُوفَةِ

مَاتَ فى شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بسر من رأى

ص: 97

1224 -

يحيى بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن يحيى بن مندة الأصبهانى الْحَافِظ الإِمَام أَبُو زَكَرِيَّا بن أَبى عَمْرو بن الإِمَام الْحَافِظ أَبى عبد الله بن أَبى مُحَمَّد بن أَبى يَعْقُوب الْمُحدث ابْن الْمُحدث بن الْمُحدث

سمع من أَبِيه وَعَمه أَبى الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن وَجمع ورحل إِلَى نيسابور وَسمع بهَا من أَحْمد بن مَنْصُور ابْن خلف المقرىء والبيهقى بهمذان وَخلق كثير

صنف التصانيف وأملى وَخرج التخاريج لنَفسِهِ ولجماعة من شُيُوخ أَصْبَهَان وَحدث سمع مِنْهُ الْكتاب والحفاظ مِنْهُم أَبُو مَنْصُور الْخياط وَابْن الطيورى وهما أسن مِنْهُ وأقدم إِسْنَادًا وَسمع مِنْهُ ابْن نَاصِر والأنماطى والسلفى وَالشَّيْخ عبد الْقَادِر واخر أَصْحَابه موتا أَبُو جَعْفَر الطرسوسى وروى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو سعد بن السمعانى الْحَافِظ

قَالَ أَبُو بكر القيروانى بَيت ابْن مندة بدىء بِيَحْيَى وَختم بِيَحْيَى

قَالَ ابْن السمعانى يُرِيد فى معرفَة الحَدِيث وَالْعلم وَالْفضل

انْتهى

جمع وصنف على الصَّحِيحَيْنِ وَعَاد إِلَى بَلَده

قَالَ ابْن السمعانى فى حَقه جليل الْقدر وافر الْفضل وَاسع الرِّوَايَة ثِقَة حَافظ فَاضل

مكثر صَدُوق كثير

ص: 98

التصانيف حسن السِّيرَة بعيد التَّكَلُّف أوحد بَيته فى عصره صنف تَارِيخ أَصْبَهَان وَغَيره من الجموع وصنف مَنَاقِب الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ فى مُجَلد كَبِير وَفِيه فَوَائِد حَسَنَة قَالَ فى أَوله وَمن أعظم جهالتهم يعْنى المبتدعة وغلوهم فى مقالتهم وقدحهم فى الإِمَام المرضى إِمَام الْأَئِمَّة وكهف الْأمة نَاصِر الْإِسْلَام وَالسّنة وَمن لم تَرَ عين مثله علما وزهدا وديانة وإمامة إِمَام أهل الحَدِيث أَبى عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل الشيبانى قدس الله روحه وَبرد عَلَيْهِ ضريحه الإِمَام الذى لَا يجارى والفحل الذى لَا يُبَارى وَمن أجمع أَئِمَّة الدّين رحمه الله ورضوانه عَلَيْهِم فى زَمَانه على تقدمه فى شَأْنه ونبله وعلو مَكَانَهُ والذى لَهُ من المناقب مَا لَا يعد وَلَا يُحْصى قَامَ لله مقَاما لولاه لتجهم النَّاس ولمشوا على أَعْقَابهم الْقَهْقَرَى ولضعف الْإِسْلَام واندرس الْعلم وَلَقَد صدق الإِمَام أَبُو رَجَاء قُتَيْبَة بن سعيد حَيْثُ قَالَ إِن أَحْمد بن حَنْبَل فى زَمَانه بِمَنْزِلَة أَبى بكر وَعمر فى زمانهما وَأحسن من قَالَ لَو كَانَ أَحْمد فى بنى إِسْرَائِيل لَكَانَ اية أعاشنا الله على عقيدته وحشرنا يَوْم الْقِيَامَة فى زمرته

وَحين وقفت فِيهِ على سرائر هَؤُلَاءِ وخبث اعْتِقَادهم فى هَذَا الإِمَام قصدت لمجموع نبهت فِيهِ على بعض فضائله ونبذة من مناقبه وَذكرت طرفا مِمَّا منحه الله تَعَالَى بِهِ من الْمنزلَة الرفيعة والرتبة الْعلية فى الْإِسْلَام وَالسّنة مَعَ أَنى لست أرى

لنفسى أَهْلِيَّة لذَلِك وَأَن الْمَشَايِخ الماضين رَحِمهم الله تَعَالَى قد عنوا بجمعه فشفوا ولكنى أردْت أَن يبْقى لى بِجمع مناقبه ذكر وَأَن أكون مشرفا فِيمَا بَين أهل الْعلم من أهل السّنة بانتسابى إِلَيْهِ وَمن منتحلى مذْهبه وطريقته

توفى يَوْم الْجُمُعَة حادى عشر ذى الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَقيل اثْنَتَا عشرَة وَخَمْسمِائة بأصبهان وَدفن على ابائه رَحِمهم الله تَعَالَى

ص: 99

1225 -

يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن نجم الحنبلى الشَّيْخ الإِمَام سيف الدّين بن الناصح

سمع من حَنْبَل وَابْن طبرزد والكندى وَغَيرهم بِدِمَشْق والموصل وبغداد وَهُوَ اخر من حدث بِالسَّمَاعِ عَن الخشوعى وَحدث بِمصْر ودمشق سمع مِنْهُ الْعَلامَة تَاج الدّين الفزارى وَأَخُوهُ والحافظ الدمياطى وَابْن الْعَطَّار وَجَمَاعَة

توفى فى سَابِع عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة

1226 -

يحيى بن عُثْمَان بن الْحُسَيْن بن عُثْمَان بن عبد الله الْأَزجيّ الْفَقِيه أَبُو الْقَاسِم بن الشواء

قَرَأَ الْقرَان بالروايات وَسمع من ابْن المهتدى والجوهرى والقاضى أَبى العلى وَجَمَاعَة وتفقه على القاضى أَبى يعلى ثمَّ على القاضى يَعْقُوب وَكَانَ فَقِيها حسنا صَحِيح السماع حدث بشىء يسير روى عَنهُ أَبُو المعمر الأنصارى

ص: 100

مُعْجَمه

توفى لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشر جُمَادَى الاخرة سنة اثنتى عشرَة وَخَمْسمِائة وَدفن بِبَاب حَرْب

1227 -

يحيى بن على بن عنان البغدادى الْفَقِيه الفرضى أَبُو بكر الْمَعْرُوف بِابْن الْبَقَّال ويلقب عماد الدّين سمع الْكثير من أبي بكر بن شاتيل وَابْن الجوزى وَغَيرهمَا

وَطلب الْعلم فى صباه وتفقه فى الْمَذْهَب وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب وَكَانَ صَدُوقًا حسن السِّيرَة

حدث وروى عَنهُ جمَاعَة

سمع مِنْهُ عبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش وَأَجَازَ لِسُلَيْمَان بن حَمْزَة وأبى بكر بن عبد الدايم وَعِيسَى بن الْمطعم

توفى يَوْم سلخ رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد بِبَاب حَرْب

1228 -

يحيى بن عِيسَى بن إِدْرِيس أَبُو البركات الأنبارى قَرَأَ الْقرَان على جمَاعَة وَسمع عبد الْوَهَّاب الأنماطى وَغَيره وَقَرَأَ النَّحْو على الزبيدى وتفقه على القاضى الحرانى وَوعظ النَّاس وَكَانَ يبكى من حِين صُعُوده إِلَى حِين نُزُوله

وَكَانَ ورعا من أهل السّنة الْجِيَاد

رزق

ص: 101

أَوْلَاد سماهم أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وعليا وَكَانَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر مستجاب الدعْوَة لَهُ كرامات

توفى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة

1229 -

يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى الذهلى النيسابورى سمع إمامنا قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا على بن عَيَّاش حَدثنَا شُعَيْب بن أَبى حَمْزَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ رَسُول الله من قَالَ حِين يسمع النداء اللَّهُمَّ رب هَذِه الدعْوَة التَّامَّة وَالصَّلَاة الْقَائِمَة ات مُحَمَّدًا الْوَسِيلَة والفضيلة وابعثه مقَاما مَحْمُودًا الذى وعدته إِلَّا وَجَبت لَهُ شفاعتى يَوْم الْقِيَامَة

رَوَاهُ البخارى عَن على بن عَيَّاش

1230 -

يحيى بن الْمُخْتَار بن مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل النيسابورى

ذكره أَبُو بكر الْخلال فَقَالَ شيخ ثِقَة كَبِير السن سمع

ص: 102

مَعنا الحَدِيث وَكَانَ عِنْده عَن أَبى عبد الله مسَائِل كلهَا غرائب سَمعتهَا مِنْهُ

وَقَالَ يحيى بن الْمُخْتَار سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول فى غُلَام سبى وَهُوَ صَغِير فَلَمَّا أدْرك عرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فابى

فَقَالَ أَبُو عبد الله يقهر عَلَيْهِ

فَقَالَ كَيفَ يقهر قَالَ يضْرب

فَحكى مهنا عَن الأوزاعى قَالَ يغوص فى المَاء حَتَّى يرجع إِلَى الْإِسْلَام فَأنكرهُ أَحْمد إنكارا شَدِيدا

سكن بَغْدَاد وَحدث بهَا عَن سُلَيْمَان بن سَلمَة الحمصى وَعِيسَى الرملى وَجَمَاعَة روى عَنهُ مُحَمَّد بن مخلد وَأَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى وَغَيرهمَا وَكَانَ صَدُوقًا

مَاتَ فى صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

1231 -

يحيى بن الْمُخْتَار البغدادى

سمع إمامنا وَبشر ابْن الْحَارِث روى عَنهُ أَحْمد بن مَرْوَان المالكى

هَكَذَا ذكره ابْن ثَابت فى تَارِيخه

1232 -

يحيى بن معِين بن عون بن زِيَاد بن بسطَام

ص: 103

أَبُو زَكَرِيَّا المرى

سمع عبد الله بن مبارك دهشيما وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وغندرا وَعبد الرَّحْمَن بن مهدى ووكيعا وإمامنا أَحْمد فِيمَا ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن المنادى

روى عَنهُ زُهَيْر بن حَرْب والبخارى وَأَبُو دَاوُد وَعبد الله بن أَحْمد وَكَانَ إِمَامًا عَالما حَافِظًا قَالَ يحيى أَن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ من قَالَ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان لم أعنفه يعْنى فى التَّفْضِيل

فَقَالَ يحيى خلوت بِأَحْمَد على بَاب عَفَّان فَقلت مَا تَقول فَقَالَ أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان رضى الله عَنْهُم

قَالَ يحيى بن معِين إِذا أَرَادَ النَّاس منا أَن نَكُون مثل أَحْمد بن حَنْبَل لَا وَالله لَا يقدر أحد أَن يكون على طَرِيقَته

وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الأنماطى كُنَّا فى مجْلِس فِيهِ يحيى بن معِين وَأَبُو خَيْثَمَة وَجَمَاعَة من كبار الْعلمَاء فَجعلُوا

ص: 104

على أَحْمد بن حَنْبَل ويذكرون فَضله

فَقَالَ رجل لَا تكثروا بعض هَذَا القَوْل

فَقَالَ يحيى بن معِين وَكَثْرَة الثَّنَاء على أَحْمد بن حَنْبَل تشينك إِنَّا لَو جلسنا فَجَلَسْنَا بالثناء عَلَيْهِ مَا ذكرنَا فضائله بكمالها

وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرازى إِذا رَأَيْت البغدادى يحب أَحْمد بن حَنْبَل فَاعْلَم أَنه صَاحب سنة وَإِذا رَأَيْته يبغض يحيى بن معِين فَاعْلَم أَنه كَذَّاب

وَقَالَ إِدْرِيس عَن عبد الْكَرِيم رَأَيْت علماءنا مثل الْهَيْثَم بن خَارِجَة وَمصْعَب بن الزبير وَيحيى بن معِين وأبى بكر بن أَبى شيبَة وأخيه عُثْمَان وَعبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد الزينبى وَمُحَمّد بن عبد الْملك وعَلى ابْن المدينى وَعبيد الله بن عمر القواريرى وأبى خَيْثَمَة وأبى معمر القطيعى وَمُحَمّد بن جَعْفَر الوركانى وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب وَمُحَمّد ابْن بكار وَعمر بن يحيى النَّاقِد وَيحيى بن أَيُّوب وَشُرَيْح بن يُونُس وَخلف بن هِشَام وأبى الرّبيع الزهرانى فِيمَا لَا أحصيهم من أهل الْعلم وَالْفِقْه يعظمون أَحْمد بن حَنْبَل ويوقرونه ويبجلونه ويقصدونه

وَقَالَ يحيى ابْن معِين مر بِأَحْمَد غفر الله لَك فَمَا رَأَيْت وَالله تَحت أَدِيم سَمَاء الله أفقه فى دين مِنْهُ

مَاتَ بِالْمَدِينَةِ أَيَّام الْحَج قبل أَن يحجّ وَهُوَ يُرِيد مَكَّة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ والى الْمَدِينَة وأخرجوا لَهُ سَرِير النبى فَحمل عَلَيْهِ ثمَّ صلى عَلَيْهِ مرَارًا

وَسنة سبع وَسَبْعُونَ سنة إِلَّا أَيَّامًا وَدفن بِالبَقِيعِ

1233 -

يحيى بن مُحَمَّد بن هُبَيْرَة بن سعد بن الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن الجهم بن عمر بن هُبَيْرَة من ولد سُفْيَان بن ثَعْلَبَة

ص: 105

الشيبانى الدورى ثمَّ البغدادى الْوَزير الْعَالم الْعَلامَة الْعَادِل صدر الوزراء عون الدّين أَبُو المظفر

وَله فى ربيع الاخر سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة بالدورقية من أَعمال دجيل وَدخل بَغْدَاد شَابًّا وَقَرَأَ الْقرَان بالروايات على جمَاعَة وَسمع الحَدِيث على القاضى أَبى الْحُسَيْن ابْن الْفراء وأبى الْحسن بن الزاغونى وَغَيرهمَا وتفقه على أَبى بكر الدينورى ذكره ابْن القطيعى وَقَرَأَ الْأَدَب على أَبى مَنْصُور بن الجواليقى وَصَحب أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الزبيدى الْوَاعِظ الزَّاهِد وَقَرَأَ عَلَيْهِ فنونا من الْعلم وَالْأَدب وَغَيرهمَا وانتفع بِصُحْبَتِهِ حَتَّى أَن الزبيدى كَانَ يركب جملا ويعتم بفوطة ويلويها تَحت حنكه وَعَلِيهِ جُبَّة صوف وَهُوَ مخضوب بِالْحِنَّاءِ فيطوف بأسواق بَغْدَاد يعظ النَّاس وزمام جمله بيد أَبى المطفر بن هُبَيْرَة وَهُوَ معتم بفوطة من قطن قد لواها تَحت حنكه وَعَلِيهِ قَمِيص قطن خام قصير الْكمّ والذيل وَكلما وصل

ص: 106

الزبيدى موضعا أَشَارَ أَبُو المظفر بمسبحته ونادى بِرَفْع صَوته لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد يحيى وَيُمِيت وَهُوَ حى لَا يَمُوت بِيَدِهِ الْخَيْر وَهُوَ على كل شىء قدير

قَالَ ابْن الجوزى كَانَ لَهُ معرفَة حَسَنَة بالنحو واللغة وَالْعرُوض وصنف فى تِلْكَ الْعُلُوم وَكَانَ مُسَددًا فى اتِّبَاع السّنة وسير السّلف

انْتهى

وَقد صنف كتاب الإفصاح عَن معانى الصِّحَاح فى عدَّة مجلدات وَهُوَ شرح الصَّحِيحَيْنِ وَلما بلغ إِلَى شرح من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فى الدّين شرح الحَدِيث وَتكلم على الْفِقْه وَذكر الْمسَائِل الْمُتَّفق عَلَيْهَا والمختلف فِيهَا بَين الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَقد أفرده النَّاس من الْكتاب وجعلوه مُسْتقِلّا فى مجلدة

وَهَذَا الْكتاب صنفه فى ولَايَته الوزارة وَجمع النَّاس عَلَيْهِ من الْمذَاهب حَتَّى قدمُوا من الْبِلَاد الشاسعة وَأنْفق عَلَيْهِ نَحْو مائَة ألف دِينَار وَثَلَاثَة عشر ألف دِينَار وَحدث وَاجْتمعَ الْخلق الْعَظِيم بِسَمَاعِهِ عَلَيْهِ

وصنف فى النَّحْو كتابا سَمَّاهُ

ص: 107

المقتصد وَعرضه على أَئِمَّة الْأَدَب وَأَشَارَ إِلَى ابْن الخشاب فى الْكَلَام عَلَيْهِ فشرحه فى أَربع مجلدات وَاخْتصرَ كتاب إصْلَاح الْمنطق لِابْنِ السّكيت وصنف كتاب الْعِبَادَات الْخمس على مَذْهَب أَحْمد وَحدث بِهِ بِحَضْرَة الْعلمَاء من أَئِمَّة الْمذَاهب

وَكَانَ

ص: 108

فَقِيرا فى ابْتِدَاء أمره فَاحْتَاجَ إِلَى أَن دخل من الخدم السُّلْطَانِيَّة فولى أعمالا ثمَّ جعله المقتفى لأمر الله مشرفا فى المخزن ثمَّ نقل إِلَى كِتَابَة ديوَان الزِّمَام ثمَّ ظهر للمقتفى كِفَايَته وشهامته فولاه الوزارة وخلع عَلَيْهِ وَخرج فى أبهة عَظِيمَة وَمَشى أَرْبَاب الدولة وَأَصْحَاب المناصب كلهم بَين يَدَيْهِ وَهُوَ رَاكب إِلَى الإيوان من الدِّيوَان وَحضر الْقُرَّاء وَالشعرَاء وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وقرىء تَقْلِيده وَكَانَ عَظِيما وبولغ فى مدحه وَالثنَاء عَلَيْهِ إِلَى الْغَايَة وخوطب فِيهِ بالوزير الْعَالم الْعَادِل عون الدّين جلال الْإِسْلَام صفى الإِمَام شرف الْأَنَام معز الدولة مجير الْملَّة عماد الْأمة مصطفى الْخلَافَة تَاج الْمُلُوك والسلاطين صدر الشرق والغرب سيد الوزراء ظهير أميره الْمُؤمنِينَ

وَقَالَ يَوْمًا لَا تَقولُوا سيد الوزراء فَإِن الله تَعَالَى سمى هَارُون وزيرا وَجَاء عَن النبى أَن وزيره من أهل السَّمَاء جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَمن أهل الأَرْض أَبُو بكر وَعمر

وفى رِوَايَة إِن الله اختارنى وَاخْتَارَ لى أصحابا فجعلهم وزراء وأنصاراً فَلَا يصلح أَن يُقَال عَنى سيد الوزراء ثمَّ ركب إِلَى منزله بِمن حضر وَقَامَ بِالْأَمر إِلَى نهايته

وَلم تزل مجالسه مشحونة بالعلماء والمذاكرة والخيرات وَله مسَائِل لطاف وفوائد غَرِيبَة ذكر مِنْهَا نبذة الشَّيْخ زين الدّين بن رَجَب فَعَلَيْك بمراجعتها إِن شِئْت وَمَعَ ذَلِك فَلم يجب عَلَيْهِ زَكَاة قطّ

ص: 109

(يَقُولُونَ يحيى لَا زَكَاة لمَاله

وَكَيف يزكّى المَال من هُوَ باذله)

(إِذا دَار حول لَا يرى فى بيوته

من المَال إِلَّا ذكره وفضائله)

وَكَانَ المقتفى معجبا بِهِ يَقُول مَا وزر لبنى الْعَبَّاس مثله

قَالَ الزينبى كَانَ عَالما فَاضلا عَاملا ذَا رأى صائب وسريرة صَالِحَة وَظَهَرت مِنْهُ كِفَايَة تَامَّة وَقيام بأعباء الْملك حَتَّى شكره الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ مكرما لأهل الْعلم وَيقْرَأ عِنْده الحَدِيث عَلَيْهِ وعَلى الشُّيُوخ بِحُضُورِهِ ويجرى من الْبَحْث والفوائد مَا يكثر ذكره وَكَانَ مقربا لأهل الْعلم وَالدّين كَرِيمًا طيب الْخلق

وَقَالَ ابْن القطيعى كَانَ عفيفا فى ولَايَته مَحْمُودًا فى وزارته كثيرالبر وَالْمَعْرُوف وَقِرَاءَة الْقرَان وَالصَّلَاة وَالصِّيَام يحب أهل الْعلم وَيكثر مجالستهم ومذاكرتهم جميل الْمَذْهَب شَدِيد التظاهر بِالسنةِ

وَقَالَ ابْن الجوزى كَانَ يتأسف على مَا مضى من زَمَانه ويندم على مَا دخل فِيهِ ثمَّ صَار يسْأَل الله الشَّهَادَة ويتعرض بأسبابها

وَكَانَ لبس بِهِ قلبة فى يَوْم السبت ثانى عشر جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة ونام لَيْلَة الْأَحَد فى عَافِيَة فَلَمَّا كَانَ وَقت السحر قاء فَحَضَرَ طَبِيب كَانَ يَخْدمه فَسَقَاهُ شَيْئا يُقَال إِنَّه سمه فَمَاتَ وَسَقَى الطَّبِيب بعده بِنَحْوِ سِتَّة أشهر سما فَكَانَ شَيْئا يُقَال يَقُول كَمَا سقيت سقيت فَمَاتَ

وحملت جنَازَته يَوْم الْأَحَد إِلَى جَامع الْقصر وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ حمل إِلَى مدرسته الَّتِى أنشاها بِبَاب الْبَصْرَة فَدفن بهَا وغلقت يَوْمئِذٍ أسواق بَغْدَاد وَكَانَ يَوْمًا مشهودا

ص: 110

1234 -

يحيى بن مقبل بن أَحْمد بن بركَة بن عبد الْملك من ولد طَلْحَة بن عبيد الله التيمى القرشى البغدادى أَبُو طَاهِر الْمَعْرُوف بِابْن الْأَبْيَض

سمع من ابْن الْحصين وأبى بكر الأنصارى وَغَيرهمَا وتفقه فى الْمَذْهَب وناظر فى حلق الْفُقَهَاء وَحدث

قَالَ ابْن القطيعى كتبت عَنهُ وَكَانَ ثِقَة

توفى يَوْم الِاثْنَيْنِ فى شهر شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام بِبَاب حَرْب

1235 -

يحيى بن نعيم

روى عَن إمامنا أَشْيَاء مِنْهَا قَالَ لما خرج أَحْمد بن حَنْبَل إِلَى المعتصم يَوْم ضرب قَالَ لَهُ العون الْمُوكل بِهِ ادْع على ظالمك

قَالَ لَيْسَ بصائر من دَعَا على ظَالِم وَيشْهد لَهُ قَوْله عليه السلام من دَعَا على من ظلمه فقد انتصر

وروى عَن سُلَيْمَان بن أَبى الْجَعْد أَن سُلْطَانا ضربه فَجعلت امْرَأَته تَدْعُو عَلَيْهِ

فَقَالَ لَا تدعى فَإِن الدُّعَاء قصاص

ص: 111

1236 -

يحيى بن نجاح بن مَسْعُود بن عبد الله اليوسفى الْمُؤَدب الشَّاعِر أَبُو البركات

سمع من أَبى الْعَزِيز كادش وَغَيره

قَالَ ابْن القطيعى كَانَ من أهل الْأَدَب وَالْعلم وَفِيه فضل وَله خطّ حسن وَشعر رَقِيق سمع مِنْهُ جمَاعَة من الطّلبَة وَكَانَ حنبلى الْمَذْهَب حسن الِاعْتِقَاد قَالَ وأنشدنا أَبُو الْبَقَاء الْفَقِيه أنشدنا أَبُو البركات يحيى بن نجاح لنَفسِهِ

(أقلا مِنْك ذَا الجفا أم دلال

كل يَوْم يروعنى مِنْك حَال)

(أعذول يغريك أم عزة المنى

أم هَكَذَا يتيه الْجمال)

(أَنا عرضت مهجتى يَوْم سلع

للهوى فالغرام دَاء عضال)

(عَبَثا تقتل النُّفُوس وَلَا تحسب

إِلَّا أَن الدِّمَاء حَلَال)

(من عَجِيب أَن لَا يطيش لَهَا سهم

وَلم تدر قطّ كَيفَ النضال)

توفى يَوْم حادى عشر شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ

واليوسفى نِسْبَة إِلَى وَلَاء بَيت ابْن يُوسُف كَانَ جده مَسْعُود مولى الشَّيْخ أَبى مَنْصُور بن يُوسُف

1237 -

يحيى بن هِلَال الْوراق

صحب إمامنا وَسَأَلَهُ

ص: 112

عَن أَشْيَاء قَالَ جِئْت إِلَى أَحْمد فَأخْرج لى أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو خَمْسَة دَرَاهِم وَقَالَ لى هَذَا جَمِيع مَا أملك

1238 -

يحيى بن يزْدَاد الْوراق أَبُو الصَّقْر

روى عَن إمامنا أَحْمد وَذكره أَبُو بكر الْخلال وَقَالَ كَانَ مَعَ أَبى عبد الله بالعسكر وَعِنْده جُزْء مسَائِل حسان قَالَ أَبُو الصَّقْر قَالَ أَحْمد إِذا أساح أحد عينا تَحت أَرض وانْتهى حفره إِلَى أَرض لرجل أَو بُسْتَان أَو دَار فَمَنعه صَاحب الستان وَالدَّار أيحفر أرضه فَلَيْسَ لَهُ مَنعه فِي ظهر الأَرْض وَلَا بَطنهَا إِذا لم يكن عَلَيْهِ مضرَّة

وَفِيه حَدِيث ان النبى قَالَ لَا يمْنَع أحدكُم جَاره أَن يغرز خَشَبَة فى جِدَاره فَهَذَا الْجَار الْقَرِيب لَا يمْنَع

وَنقل عَنهُ إِذا كَانَت أَرض بَين قريتين لَيْسَ فِيهَا مزارع وَلَا عُيُون وَلَا أَنهَار لأهل القريتين وَزعم أهل كل قَرْيَة أَنَّهَا لَهُم فى حرمهم فَإِنَّهَا لَيست لهَؤُلَاء وَلَا لهَؤُلَاء حَتَّى يعلم أَنهم أحيوها فَمن أَحْيَاهَا فهى لَهُ

1239 -

يحيى بن يحيى الأزجى الْفَقِيه صَاحب نِهَايَة الْمطلب فى علم الْمَذْهَب وَهُوَ كتاب كَبِير جدا حذا فِيهِ حَذْو

ص: 113

نِهَايَة الْمطلب لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَأكْثر استمداده من الْمُجَرّد للقاضى أَبى يعلى والفضول لِابْنِ عقيل وَفِيه أَشْيَاء سَاقِطَة لَا تَحْقِيق فِيهَا وَذكر ابْن الْوَلِيد الْمُحدث أَن هَذَا الأزجى كَانَ من كبار أَصْحَاب أَحْمد وزهادهم

قَالَ الشَّيْخ زين الدّين بن رَجَب ويغلب على ظنى أَنه توفى بعد الستمائة بِقَلِيل

1240 -

يحيى بن يُوسُف بن يحيى بن مَنْصُور بن المعمر ابْن عبد السَّلَام الأنصارى الصرصرى الزريرانى الضَّرِير الْفَقِيه الأديب اللغوى الزَّاهِد جمال الدّين أَبُو زَكَرِيَّا شَاعِر الْعَصْر وَصَاحب الدِّيوَان فى مدح خير الْأَنَام

قَرَأَ الْقرَان بالروايات على أَصْحَاب ابْن عَسَاكِر البطائحى وَسمع الحَدِيث من الشَّيْخ على بن إِدْرِيس اليعقوبى صَاحب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَصَحبه وسلك بِهِ وَلبس مِنْهُ الحزقة وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ عبد المغيث وَحفظ الْفِقْه واللغة حَتَّى يُقَال أَنه كَانَ يحفظ صِحَاح الجوهرى وَكَانَ يتوقد ذكاء

ومدحه فى النبى يبلغ عشْرين مجلدا ونظم الخرقى وزوائد الكافى عَلَيْهِ وَكَانَ صَالحا قدوة كثر التِّلَاوَة عَظِيم الِاجْتِهَاد عفيفا صبورا قنوعا محبا لطريق الْفُقَرَاء

ص: 114

وَله قصيدة لامية فى مدح الإِمَام احْمَد

وَكَانَ راى النبى فى مَنَامه وبشره بِالْمَوْتِ على السّنة وَقد حدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ الدمياطى وَأَجَازَ للقاضى سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَأحمد بن على الجريرى وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَلما دخل هولاكو وجنده الْكفَّار بَغْدَاد قَاتلهم الشَّيْخ يحيى وَقتل سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة برباط الشَّيْخ على الخباز بِالْعقبَةِ وَحمل إِلَى صَرْصَر فَدفن بهَا

ص: 115