المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

زُرَيْبِ بْنِ بَرْثَمَلا بَاطِلٌ". ‌ ‌فَصْلٌ- 18 - 142- وَمِنْهَا: 13- مُخَالَفَةُ الْحَدِيثِ صَرِيحَ - المنار المنيف في الصحيح والضعيف - ت أبي غدة

[ابن القيم]

الفصل: زُرَيْبِ بْنِ بَرْثَمَلا بَاطِلٌ". ‌ ‌فَصْلٌ- 18 - 142- وَمِنْهَا: 13- مُخَالَفَةُ الْحَدِيثِ صَرِيحَ

زُرَيْبِ بْنِ بَرْثَمَلا بَاطِلٌ".

‌فَصْلٌ- 18

-

142-

وَمِنْهَا: 13- مُخَالَفَةُ الْحَدِيثِ صَرِيحَ الْقُرْآنِ كَحَدِيثِ مِقْدَارِ الدُّنْيَا "وَأَنَّهَا سَبْعَةُ آلافِ سَنَةٍ وَنَحْنُ فِي الأَلْفِ السَّابِعَةِ".

وَهَذَا مِنْ أَبْيَنَ الْكِذْبِ لأَنَّهُ لَوْ كَانَ صَحِيحًا لَكَانَ كُلُّ أَحَدٍ عَالِمًا أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ لِلْقِيَامَةِ مِنْ وَقْتِنَا هذا مئتان وأحد وخمسون سنة والله تعالى يقول: {يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً يَسْأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ} وقال الله تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}

143-

وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا اللَّهُ".

ص: 80

144-

وَقَدْ جَاهَرَ بِالْكَذِبِ بَعْضُ مَنْ يَدَّعِي فِي زَمَانِنَا الْعِلْمَ وَهُوَ يَتَشَبَّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ قِيلَ لَهُ فَقَدْ قَالَ في حديث جبريل: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" فحرفه عَنْ مَوْضِعِهِ وَقَالَ مَعْنَاهُ: "أَنَا وَأَنْتَ نَعْلَمُهَا".

145-

وَهَذَا مِنْ أَعْظَمَ الجهل وأقبح التحريف والنبي صلى الله عليه وسلم أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ يَقُولَ لِمَنْ كَانَ يَظُنُّهُ أَعْرَابِيًّا أَنَا وَأَنْتَ نَعْلَمُ السَّاعَةَ إِلا أَنْ يَقُولَ هَذَا الجاهل إِنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ أَنَّهُ جِبْرِيلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الصَّادِقُ فِي قَوْلِهِ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا جَاءَنِي فِي صورة إلا عرفته غَيْرَ هَذِهِ الصُّورَةِ".

146-

وَفِي اللَّفْظِ الآخَرِ: "مَا شُبِهَ عَلَيَّ غَيْرُ هَذِهِ الْمَرَّةِ".

ص: 81

147-

وَفِي اللَّفْظِ الآخَرِ "رُدُّوا عَلَى الأَعْرَابِي فَذَهَبُوا فَالْتَمَسُوا فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا".

148-

وَإِنَّمَا عَلِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ جِبْرِيلُ بَعْدَ مُدَّةٍ كَمَا قَالَ عُمَرُ: "فَلَبِثْتُ مَلِيًا" ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ" وَالْمُحَرِّفُ يَقُولُ: عَلِمَ وَقْتَ السُّؤَالِ أَنَّهُ جِبْرِيلُ وَلَمْ يُخْبِرِ الصَّحَابَةَ بِذَلِكَ إِلا بَعْدَ مُدَّةٍ.

149-

ثُمَّ قَوْلُهُ فِي الحديث: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل يعم كل سائل ومسؤول فكل سائل ومسؤول عَنْ هَذِهِ السَّاعَةِ شَأْنَهُمَا كَذَلِكَ.

وَلِكِنَّ هَؤُلاءِ الغلاة عِنْدَهُمْ أَنَّ عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْطَبِقٌ عَلَى عِلْمِ اللَّهِ سَوَاءٌ بِسَوَاءٍ فَكَلُّ مَا يَعْلَمُهُ اللَّهُ يَعْلَمُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والله تعالى يَقُولُ: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا

ص: 82

عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} .

وَهَذَا فِي (بَرَاءَةٍ) وَهُوَ فِي أَوَاخِرِ (بَرَاءَةٍ) وَهِيَ مِنْ أَوَاخِرِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ هَذَا وَالْمُنَافِقُونَ جِيرَانُهُ فِي الْمَدِينَةِ.

150-

وَمِنْ هَذَا حديث "عُقْدُ عَائِشَةَ رضي الله عنها لَمَّا أَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ فَأَثَارُوا الجمل فوجدوه".

151-

ومن هَذَا حَدِيثِ تَلْقِيحِ النَّخْلِ وَقَالَ: "مَا أَرَى لَوْ تَرَكْتُمُوهُ يَضُرُّهُ شيء" فتركوه فجار شَيْصًا فَقَالَ: "أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِدُنْيَاكُمْ".

وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} وقال {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} .

وَلَمَّا جَرَى لأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ مَا جَرَى وَرَمَاهَا أَهْلُ الإِفْكِ بِمَا رَمُوهَا بِهِ لَمْ يَكُنْ صلى الله عليه وسلم يَعْلَمُ حَقِيقَةَ الأَمْرِ حَتَّى جَاءَهُ الْوَحْيُ مِنَ اللَّهِ بِبَرَاءَتِهَا.

152-

وَعِنْدَ هَؤُلاءِ الْغُلاةِ أَنَّهُ عليه الصلاة والسلام كَانَ يَعْلَمُ الْحَالَ عَلَى حَقِيقَتِهِ بِلا رَيْبَةَ وَاسْتَشَارَ النَّاسَ فِي فِرَاقِهَا وَدَعَا الْجَارِيَةَ فَسَأَلَهَا وَهُوَ يَعْلَمُ

ص: 83