الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْهُ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: "حَمِيدٌ هَذَا كَذَّابٌ" وَقَالَ النَّسَائِيُّ: "لَيْسَ بِشَيْءٍ".
فَصْلٌ -50
-
326-
وَسُئِلْتُ عَنْ حَدِيثِ "لا مَهْدِيَّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ" فَكَيْفَ يَأْتَلِفَ هَذَا مَعَ أَحَادِيثِ الْمَهْدِيِّ وَخُرُوجِهِ وَمَا وَجْهِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا وَهَلْ في المهدي حديث أم لا؟
327-
فَأَمَّا حَدِيثُ "لا مَهْدِيَّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ" فَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى عَنِ الشَّافِعِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُنْدِيِّ عَنْ إِبَانَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مِمَّا تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآبِرِيُّ فِي كِتَابِ (مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ) : "مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ هَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ عِنْدَ أَهْلِ الصِّنَاعَةِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالنَّقْلِ وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ وَاسْتَفَاضَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذِكْرِ الْمَهْدِيِّ وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنَّهُ يَمْلُكُ سَبْعَ سِنِينَ وأنه يؤم الأَرْضَ عَدْلا وَأَنَّ عِيسَى يَخْرُجُ فَيُسَاعِدُهُ عَلَى قَتْلِ الدَّجَّالِ وَأَنَّهُ يَؤُمُّ هَذِهِ الأُمَّةَ وَيُصَلِّي عِيسَى خَلْفَهُ".
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: "تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ هَذَا" وَقَدْ قَالَ الْحَاكِمُ: "أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هو مجهول وقد اخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِي إِسْنَادِهِ فَرَوَى عَنْهُ عَنْ أبان ابن أَبِي عَيَّاشٍ عَنِ الْحَسَنِ مُرْسِلا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" قال: "فرجع الحديث
إلى رواية محمد بن خالد وهو مجهول عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ وهو متروك عن الحسن عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُنْقَطِعٌ وَالأَحَادِيثُ عَلَى خُرُوجِ الْمَهْدِيُّ أَصَحُّ إِسْنَادًا".
328-
قُلْتُ كَحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطىء اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أبي يَمْلأُ الأَرْضَ قَسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجُورًا" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ: "حَدِيثٌ حَسِنٌ صَحِيحٌ" قَالَ: "وَفِي الْبَابِ عَنْ عَلِيٍّ وَأَبِي سَعِيدٍ وَأُمِّ سَلَمَةَ وأبي هريرة ثم روى حديث أبي هُرَيْرَةَ وَقَالَ: "حَسِنٌ صَحِيحٌ" انْتَهَى.
وَفِي الْبَابِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن العاص وثوبان وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَجَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمْ.
329-
وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ نظر إلى ابْنَهُ الْحَسَنِ فَقَالَ: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَسَيَخْرُجُ من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ويشبهه فِي الْخُلْقِ وَلا يُشْبِهُهُ فِي الْخَلْقِ يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلا".
330-
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنِيُّ الأَنْفِ يَمْلأُ الأَرْضَ قَسْطًا وَعَدْلا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلُكُ سَبْعَ سِنِينَ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ داور العمي الْقَطَّانِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ نَحْوَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ عَنْهُ.
331-
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ أَبِي الْخَلِيلِ الضَّبْعِيِّ عَنْ صَاحِبٍ لَهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَكُونُ اخْتِلافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ من أهل مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنَ وَالْمَقَامِ وَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ مِنَ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَأَى
النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيشٍ أَخْوَالَهُ كَلْبٌ فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ فَيُقَسِّمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بسنة نبيهم ويلقي الإسلام بجرانه فِي الأَرْضِ فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ ثُمَّ يَتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَفِي رِوَايَةٍ فَيَلْبَثُ تِسْعَ سِنِينَ ". وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ بِاللَّفْظَيْنِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ نَحْوِهِ وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ عَنْ صَالِحٍ أبي الْخَلِيلِ عَنْ صَاحِبٍ لَهُ وَرُبَّمَا قَالَ صَالِحٌ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَالْحَدِيثُ حَسِنٌ وَمِثْلُهُ مِمَّا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ فِيهِ: "صَحِيحٌ".
332-
وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى الْمَصْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَبْدِ الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ فيوطؤون لِلْمَهْدِيِّ يَعْنِي سُلْطَانَهُ ".
333-
وَذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي كِتَابِ الْمَهْدِيِّ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ وَاحِدٌ لَبَعَثَ اللَّهُ فِيهِ رَجُلا اسْمُهُ اسْمِي وَخَلْقُهُ خَلْقِي يُكْنَى أَبَا عبد الله" ولكن فِي إِسْنَادِهِ الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا الْمَتْنُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَهُمَا صَحِيحَانِ.
334-
وَقَدْ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ" رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ وَفِي إِسْنَادِهِ زِيَادِ بْنِ بَيَانٍ وَثِقَةَ ابن حِبَّانَ وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: "لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ" وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: "فِي إِسْنَادِ حَدِيثِهِ نَظَرٌ".
335-
وَقَالَ أَبُو نُعَيمٍ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الرَّامَهُرْمُزِيُّ فِي كِتَابِهِ حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ مِنْ عِتْرَتِي رَجُلا أَفْرَقَ الثَّنَايَا أَجْلَى الْجَبْهَةِ يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلا يَفِيضُ الْمَالُ فِي زَمَنِهِ فَيْضًا" ولكن طَالُوتُ وَشَيْخُهُ ضَعِيفَانِ وَالْحَدِيثُ ذَكَرْنَاهُ لِلشَّوَاهِدِ.
336-
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَمَّانِيُّ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثَنَا قَيْسُ ابن الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَفْتَحُ القسطنطينية وَجَبَلَ الدَّيْلَمِ وَلَوْ لَمْ يَبْقَ إِلا يَوْمٌ طَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَفْتَحَهَا " يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ وَتَكَلَّمَ فِيهِ أَحْمَدُ.
337-
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَجِ الأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ حدثنا أبو جَعْفَرُ بْنُ طَارِقٍ عَنِ الْجَيِّدِ بْنِ نَظِيفٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِنَّا الَّذِي يُصَلِّي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ خَلْفَهُ" وهذا إِسْنَادٌ لا تَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ ولكن فِي صَحِيحِ ابْنِ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ عَطِيَّةَ بْنِ عَامِرٍ نَحْوُهُ.
338-
وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمُ الْمَهْدِيُّ تَعَالَ صَلِّ بِنَا فَيَقُولُ لا إِنَّ بَعْضَهُمْ أَمِيرُ بَعْضٍ تَكْرِمَةُ
اللَّهِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ" وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ.
339-
وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَّمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْهِلالِيُّ حَدَّثَنَا العباس ابن بَكَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ زِرِ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: "خطبنا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فذكر ما هو كائن" ثم قَالَ: "لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ رَجُلا مِنْ وَلَدِي اسْمُهُ اسْمِي" ولكن هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.
وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ صِحَاحٌ وَحِسَانٌ وَغَرَائِبُ وَمَوْضُوعَةٌ وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي المهدي على أربعة أقوال:
أحدها: أنه المسيح ابن مَرْيَمَ وَهُوَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْحَقِيقَةِ.
وَاحْتَجَّ أَصْحَابُ هَذَا بِحَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُنْدِيِّ الْمُتَقَدَّمُ وَقَدْ بَيَّنَّا حَالَهُ وَأَنَّهُ لا يَصِحُّ وَلَوْ صح لم يكن فيه حُجَّةً لأَنَّ عِيسَى أَعْظَمُ مَهْدِيٍّ بَيْنَ يَدِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ السَّاعَةِ.
وَقَدْ دَلَّتِ السُّنَّةُ الصَّحِيحَةُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى نُزُولِهِ عَلَى الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيِّ دِمَشْقَ وَحُكْمِهِ بِكِتَابِ اللَّهِ وقتله اليهود والنصارى وَوَضْعِهِ الْجِزْيَةِ وَإِهْلاكِ أَهْلِ الْمِلَلِ فِي زَمَانِهِ.
فَيَصِحُّ أَنْ يُقَالَ لا مَهْدِيَّ فِي الْحَقِيقَةِ سِوَاهُ وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ مَهْدِيًّا كَمَا يُقَالُ لا علم إلا ما نَفْعٌ وَلا مَالَ إِلا مَا وَقَى وَجْهَ صَاحِبِهِ وَكَمَا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ إِنَّمَا الْمَهْدِيُّ عِيسَى ابن مَرْيَمَ يَعْنِي الْمَهْدِيَّ الْكَامِلَ الْمَعْصُومَ.
الْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي وُلِيَ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ وَقَدِ انْتَهَى زَمَانُهُ.
340-
وَاحْتَجَّ أَصْحَابُ هَذَا الْقَوْلِ بِمَا رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ حدثنا وكيع عن شريك عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنْ خُرَاسَانَ فائتوها ولو حبوا على الثلج فإنه فِيهَا خَلِيفَةَ اللَّهِ الْمَهْدِيَّ".
وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَدْ رَوَى لَهُ مسلم متابعة ولكن هوضعيف وَلَهُ مَنَاكِيرٌ تَفَرَّدَ بِهَا فَلا يُحْتَجُّ بِمَا يَنْفَرِدُ بِهِ.
341-
وَرَوَى ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نحوه وَتَابِعِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ خَالِدٍ.
وَفِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ فَقُلْتُ: مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ قَالَ: إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَلاءً وَتَشْرِيدًا وَتَطْرِيدًا حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَمَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ يَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلا يُعْطَوْنَهُ فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا فَلا
يَقْبَلُونَهُ حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ"
وَفِي إِسْنَادِهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ وهو سيء الْحِفْظِ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَكَانَ يُقَلِّدُ الْفُلُوسَ.
وَهَذَا وَالَّذِي قَبْلُهُ لَوْ صَحَّ لَمْ يَكُنْ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمَهْدِيَّ الَّذِي تَوَلَّى مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ هُوَ الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بَلْ هُوَ مَهْدِيٌّ مِنْ جُمْلَةِ الْمَهْدِيِّينَ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ مَهْدِيًّا بَلْ هُوَ أَوْلَى بِاسْمِ الْمَهْدِيَّ مِنْهُ.
342-
وَقَدْ قَال َرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَيِكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الِمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي".
وَقَدْ ذَهَبَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ وَغَيْرهُ إِلَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْهُمْ وَلا رَيْبَ أَنَّهُ كَانَ رَاشِدًا مَهْدِيًّا وَلَكِنْ لَيْسَ بِالْمَهْدِيِّ الَّذِي يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَالْمَهْدِيُّ فِي جَانِبِ الْخَيْرِ والرشد كالدجال في جانب الشر والضلال وكما أن بين يدي الدجال الأَكْبَرِ صَاحِبِ الْخَوَارِقِ دَجَّالِينَ كَذَّابِينَ فَكَذَلِكَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَهْدِيِّ الأَكْبَرِ مَهْدِيُّونَ رَاشِدُونَ.
الْقَوْلُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ وَلَدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَقَدِ امْتَلأتِ الأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا فَيَمْلأُهَا قَسْطًا وَعَدْلا وَأَكْثَرُ الأَحَادِيثِ عَلَى هَذَا تَدُلُّ.
وَفِي كَوْنِهِ مِنْ وَلَدِ الْحَسَنِ سِرٌّ لَطِيفٌ وَهُوَ أن الحسن رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ تَرَكَ الْخِلافَةَ لِلَّهِ فَجَعَلَ اللَّهُ مِنْ وَلَدِهِ مَنْ يَقُومُ بِالْخِلافَةِ الْحَقُّ المتضمن للعدل الَّذِي يَمْلأُ الأَرْضَ وَهَذِهِ سُنَّةُ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ أَنَّهُ مَنْ ترك لأجله شَيْئًا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَوْ أَعْطَى ذُرِّيَّتَهُ أَفْضَلُ مِنْهُ وَهَذَا بِخِلافِ الْحُسَيْنِ رضي الله عنه فَإِنَّهُ حَرِصَ عَلَيْهَا وَقَاتَلَ عَلَيْهَا فَلَمْ يَظْفَرْ بِهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ
343-
وَقَدْ رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَعْمَلُ بِسُنَّتِي وَيُنْزِلُ اللَّهُ لَهُ الْبَرَكَةَ مِنَ السَّمَاءِ وَتُخْرِجُ لَهُ الأَرْضُ بَرَكَتَهَا وَيَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَيَعْمَلُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ سَبْعَ سِنِينَ وَيَنْزِلُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ".
344-
وَرَوَى أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ الدَّجَّالَ وَقَالَ: " فَتَنْفِي الْمَدِينَةُ الْخَبَثَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَيُدْعَى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ الْخَلاصِ فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ: فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ وَجَلُّهُمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَمَامَهُمُ الْمَهْدِيُّ رَجُلٌ صَالِحٌ.
345-
وروى أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَنْ تَهْلَكَ أُمَّةٌ أَنَا فِي أَوَّلِهَا وَعِيسَى ابن مريم في آخرها والمهدي في وَسَطَهَا".
وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ وَإِنْ كَانَ فِي إِسْنَادِهَا بَعْضُ الضَّعْفِ وَالْغَرَابَةِ فهي مِمَّا يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا وَيَشُدُّ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ فَهَذِهِ أَقْوَالُ أَهْلِ السنة.
وأما الرافضة الإِمَامِيَّةُ: فَلَهُمْ قَوْلٌ رَابِعٌ: وَهُوَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الحسن الْعَسْكَرِيِّ الْمُنْتَظَرُ مِنْ وَلَدِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ لا مِنْ وَلَدِ الْحَسَنِ الْحَاضِرُ فِي الأَمْصَارِ الْغَائِبُ عَنِ الأَبْصَارِ الَّذِي يُورِثُ الْعَصَا وَيَخْتِمُ الْفَضَا دَخَلَ سِرْدَابَ سَامِرَاءَ طِفْلا صَغِيرًا مِنْ أَكْثَرِ مِنْ خمس مئة سَنَةٍ فَلَمْ تَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَيْنٌ وَلَمْ يَحِسُّ فِيهِ بِخَبَرٍ وَلا أَثَرٍ وَهُمْ يَنْتَظِرُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ يَقِفُونَ بِالْخَيْلِ عَلَى بَابِ السِّرْدَابِ وَيَصِيحُونَ بِهِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهِمْ أُخْرُجْ يَا مولانا لآحتج يا مولانا ثم يرجعون بالخيبة والحرمان فهذا دأبهم ودأبه.
ولقد أحسن من قال:
ما آن للسرداب أن يلد الذي
…
كلمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم
…
ثلثتم العنقاء والغيلانا
ولقد أصبح هؤلاء عارا على بني آدم وضحكة يسخر منها كل عاقل.
أَمَّا مَهْدِيُّ الْمَغَارِبَةِ مُحَمَّدُ بْنُ تُومَرْتَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ كَذَّابٌ ظَالِمٌ مُتَغَلِّبٌ بِالْبَاطِلِ مُلِّكَ بِالظُّلْمِ وَالتَّغَلُّبِ والتحيل فَقَتَلَ النُّفُوسَ وَأَبَاحَ حَرِيمَ الْمُسْلِمِينَ وَسَبَى ذَرَارِيهِمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ وَكَانَ شَرًّا عَلَى الْمِلَّةِ مِنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ بِكَثِيرٍ.
وَكَانَ يُوَدِّعُ بَطْنَ الأَرْضِ فِي الْقُبُورِ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِهِ أَحْيَاءً يأمرهم أَنْ يَقُولُوا لِلنَّاسِ إِنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَرْدِمُ عَلَيْهِمْ لَيْلا لِئَلا يُكَذِّبُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَسُمِّيَ أَصْحَابُهُ الْجَهْمِيَّةُ الْمُوَّحِدِينَ نُفَاةُ صِفَاتِ الرَّبِّ وَكَلامِهِ وَعُلُوِّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَاسْتِوَائِهِ عَلَى عَرْشِهِ وَرُؤْيَةِ الْمُؤْمِنيِنَ لَهُ بِالأَبْصَارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاسْتَبَاحَ قَتْلَ مَنْ خَالَفَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ وَتَسَمَّى بِالْمَهْدِيِّ الْمَعْصُومِ.
ثُمَّ خَرَجَ الْمَهْدِيُّ الْمُلْحِدُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونِ الْقَدَّاحُ وَكَانَ جَدُّهُ يَهُودِيًّا مِنْ بَيْتٍ مَجُوسِي فَانْتَسَبَ بِالْكَذِبِ وَالزُّورِ إِلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَادَّعَى أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَلَكَ وتغلب إستحقل أَمْرُهُ إِلَى أَنِ اسْتَوْلَتْ ذُرِّيَّتُهُ الْمَلاحِدَةُ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ كَانُوا أَعْظَمَ الناس عَدَاوَةٍ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ عَلَى بِلادِ الْمَغْرِبِ وَمِصْرَ وَالْحِجَازِ وَالشَّامِ وَاشْتَدِّتْ غُرْبَةُ الإِسْلامِ وَمِحْنَتُهُ وَمُصِيبَتُهُ بِهِمْ وَكَانُوا يَدَّعُونَ الإِلَهِيَّةَ وَيَدَّعُونَ
أن للشريعة باطنا يخالف ظاهرها.
وهم ملوك القرامطة الباطنية أعداء الدين فتستروا بالرفض والانتساب كذبا إلى أهل البيت ودانوا بدين أهل الإلحاد وروجوه ولم يزل أمرهم ظاهرا إلى أن أنقذ الله الأمة منهم ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف ابن أيوب فاستنقذ الملة الإسلامية منهم وأبادهم وعادت مصر دار إسلام بعد أن كانت دار نفاق وإلحاد في زمنهم.
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَؤُلاءِ لَهُمْ مَهْدِيٌّ وَأَتْبَاعُ ابْنِ تُومَرْتَ لَهُمْ مَهْدِيٌّ والرافضة الإثني عِشْرِيَّةِ لَهُمْ مَهْدِيٌّ.
فَكُلُّ هَذِهِ الْفِرَقِ تَدَّعِي فِي مَهْدِيِّهَا الظَّلُومِ الْغَشُومِ وَالْمُسْتَحِيلِ الْمَعْدُومِ أَنَّهُ الإِمَامُ الْمَعْصُومُ وَالْمَهْدِيُّ الْمَعْلُومُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَخْبَرَ بِخُرُوجِهِ وَهِيَ تَنْتَظِرَهُ كَمَا تَنْتَظِرُ الْيَهُودُ الْقَائِمُ الَّذِي يخرج في آخر الزمان فتعلو به كلمتهم ويقوم به دينهم وينصرون به على جميع الأمم.
وَالنَّصَارَى تَنْتَظِرُ الْمَسِيحَ يَأْتِي قَبْلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقِيمُ دِينَ النَّصْرَانِيَّةِ وَيُبْطِلُ سَائِرَ الأَدْيَانِ وَفِي عَقِيدَتِهِمْ نَزَعَ الْمَسِيحُ الَّذِي هُوَ إِلَهٌ حَقٌّ مِنْ إِلَهٍ حَقٍّ مِنْ جَوْهَرِ أَبِيهِ الَّذِي نَزَلَ طَامِينَا إِلَى أَنْ قَالُوا وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ لِلْمَجِيءِ قَبْلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَالْمِلَلُ الثَّلاثُ تَنْتَظِرُ إِمَامًا قَائِمًا يَقُومُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ.
346-
وَمُنْتَظَرُ الْيَهُودِ الدَّجَّالَ الَّذِي يَتْبَعَهُ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا وَفِي الْمُسْنَدِ مَرْفُوعًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثَرُ أَتْبَاعِ الدَّجَّالِ الْيَهُودُ وَالنِّسَاءُ".
وَالنَّصَارَى تَنْتَظِرُ الْمَسِيحَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ وَلا رَيْبَ فِي نُزُولِهِ وَلَكِنْ إِذَا نَزَلَ كَسَرَ الصَّلِيبَ وَقَتَلَ الْخِنْزِيرَ وَأَبَادَ الْمِلَلَ كُلَّهَا سِوَى مِلَّةَ الإِسْلامِ.
347-
وَهَذَا مَعْنَى الْحَدِيثِ "لا مَهْدِيَّ إِلا عِيسَى ابن مريم".
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه وسلم مدة ذكر الذاكرين وسهو الغافلين والحمد لله رب العالمين.