المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ترجمة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد - الموافقات - جـ ٦

[الشاطبي الأصولي النحوي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد السادس

- ‌التعريف بالمؤلف أبي إسحاق إبراهيم الشاطبي

- ‌عصره

- ‌التعريف بالشراح والمعلقين والمحقق:

- ‌ترجمة الشيخ عبد الله دراز

- ‌ترجمة الشيخ محمد عبد الله دراز

- ‌ترجمة الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي

- ‌ترجمة الشيخ محمد الخضر حسين

- ‌ترجمة الشيخ ماء العينين

- ‌ترجمة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد

- ‌ترجمة محقق الكتاب مشهور بن حسن آل سلمان:

- ‌الفهارس

- ‌فهرس الآيات القرآنية الكريمة

- ‌فهرس الأحاديث النبوية الشريفة:

- ‌فهرس الآثار:

- ‌فهرس الأعلام

- ‌فهرس الكتب

- ‌فهرس الأشعار:

- ‌فهرس الفرق والطوائف والجماعات والمذاهب والملل:

- ‌فهرس الجرح والتعديل:

- ‌فهرس الفوائد العلمية

- ‌التوحيد

- ‌النبوة والأنبياء:

- ‌علوم القرآن:

- ‌علم التفسير:

- ‌أصول الفقه:

- ‌المقاصد والنيات:

- ‌القواعد الفقهية وغيرها:

- ‌مسائل الفقه مرتبة على الأبواب:

- ‌الآداب:

- ‌البر والصلة والرقائق والزهد:

- ‌الاعتصام بالكتاب والسنة:

- ‌الفضائل:

- ‌الحديث ومصطلحه:

- ‌السيرة والتاريخ:

- ‌الابتلاء والفتن وأشراط الساعة:

- ‌العلم والعلماء:

- ‌اللغة العربية:

- ‌الكتب:

- ‌الموضوعات والمحتويات:

الفصل: ‌ترجمة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد

‌ترجمة الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد

1:

هو الشيخ العلامة المحقق محمد محيي الدين بن عبد الحميد، مدرس مصري، ولد سنة 1318هـ-1900م بقرب "كفر الحمام" بمحافظة الشرقية، كان محيي الدين نزاعا للعلم مشغوفًا به منذ نشأته الأولى، إذ تربى في بيت فقه وقضاء؛ لأن والده الشيخ عبد الحميد إبراهيم كان من رجال القضاء والفتيا، وله صلات قوية بزملائه، والصفوة من علماء بيئته، فكانوا يجتمعن لديه في منزله، وقد ترعرع الطفل الناشئ ليسمع آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسائل العلم في نقاش الزائرين، ويلحظ لوالده من الهيبة والمكانة ما دفع به إلى محاكاته، حتى إذا بلغ دور الصبا دفع به والده إلى معهد دمياط الديني ليرتشف من معينه، إذ كان والده قاضيًا بمحكمة فارسكور، ثم انتقل إلى القاهرة مفتيًا دينيًّا لوزارة الأوقاف فانتقل معه.

1 له ترجمة في "الأعلام: 7/ 92"، و "الأزهر في ألف عام: 3/ 112"، ومجلة "الأديب" "عدد مارس/ سنة 1973م"، و "النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين: 2/ 152-142"، ومجلة "مجمع اللغة العربية" "جزء 20، ص92، سنة 1966م، وجزء 32، ص186، سنة 1973م.

ص: 81

إلى الجامع الأزهر، وحصل محمد محيي الدين على العالمية النظامية بالقاهرة سنة 1925م، وعمل في التدريس بمصر والسودان، ثم كان رئيس لجنة الفتوي بالأزهر، ثم عميدًا لكلية اللغة العربية، وضمه مجمع اللغة العربية في القاهرة، إلى أعضائه سنة 1964، واشتهر بتصحيح المطبوعات "أو تحقيقها"، فأشرف على طبع عشرات منها، وكان من بينها كتابنا هذا "الموافقات"، ومدح صنيعه في ضبط الكتب وتحقيقها غير واحد من الأعلام، فها هو الأستاذ العلامة الشيخ محمد علي النجار في حفلة استقبال الشيخ محيي الدين بمجمع اللغة العربية، حين اختير عضوا به؛ يقول:

"لقد قيل في الطبري: إنه كان كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالحاسب الذي لا يعرف إلا الحساب، وكذلك يقال في الشيخ محيي الدين، إنه كالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه، وكالمحدث الذي لا يعرف إلا الحديث، وكالمتكلم الذي لا يعرف إلا الكلام، وآية ذلك ما ألفه أو أخرجه من الكتب في هذه الفنون". قال ذلك الشيخ النجار بعد أن قال: "ولقد أتى على الأزهر حين من الدهر، وجل ما يدرس في معاهده من تأليفه أو إخراجه"1.

وتعدد المعارف العلمية كان من سمات علماء الأزهر، قبل أن تنشأ الكليات، لأن الطالب في القسم العالي كان يدرس العلوم الرئيسية لكليات اللغة العربية وأصول الدين والشريعة الإسلامية جميعها، فإذا

1 مجلة "مجمع اللغة العربية""ج20،ص192، سنة 1966م".

ص: 82

كان نابغة كالشيخ النجار أو الشيخ محيي الدين؛ فإن علوم الإسلام شريعة ولسانًا لا تعجزه، وكان الشيخ إبراهيم الجبالي والشيخ إبراهيم حمروش والشيخ عبد المجيد سليم يرأسون لجان الامتحانات في التخصص القديم، ويسألون عن دقائق العلوم المختلفة، وكأنهم ذوو اختصاص في كل علم على حدة! وقد زاد عليهم الأستاذ محيي الدين بما بذل من جهد في النشر والتأليف، على حين اكتفى هؤلاء بمجالس الدرس المستوعب لكبار الطلاب، وليتهم صحبوا القلم كما صحبوا اللسان.

ومدحه الأستاذ المحقق الكبير عبد السلام هارون -رحمه الله تعالى- فقال:

"ومما يخرج عن نطاق الحصر ما صنعه الأستاذ محيي الدين من العناية بنشر "شرح ابن يعيش على المفصل" في عشرة أجزاء لم يرقم عليها اسمه، ولم يدخلها في حساب ما قام على نشره من أمهات الأصول، ويكفيه فخرًا في النحو ويكفي النحو فخرًا به أنه عالج معظم كتبه المتداولة، لتيسير دراستها وتذليل القراءة، والبحث فيها بدءًا بـ "الأجرومية" وانتهاء "بشرح الأشموني للألفية"، و "شرح ابن يعيش للمفصل"، ولا يزال كثير منا نحن أعضاء المجمع الموقر يرجع إلى كتاباته وتعليقاته، وإلى هذا المدد الزاخر، من المكتبة النحوية التي نقلها من ظلام القدم إلى نور الجدة والشباب"1.

وللأستاذ محمد محيي الدين مقدمات علمية رائعة تدل على أنه

1 مجلة "مجمع اللغة العربية""ج32، ص186، سنة 1966م".

ص: 83

باحث جيد، لو تفرغ للتأليف الخالص لأبدع الكثير، وأشير إلى مقدمتين رائعتين هما مقدمته لكتاب "مقالات الإسلاميين" للأشعري، ومقدمته لكتاب "تهذيب السعد"، حيث ألمّ في الأولى بتاريخ دقيق لعلم الكلام منذ بدت أصوله حتى اكتمل وتشعب وتعددت فرقة بعد الأشعري، في وضوح خالص يدل على صحة الفهم، وصدق الاستنباط، كما ألم في المقدمة الثانية بتاريخ علم البلاغة في دقة حصيفة، وقد كتب هذا التاريخ المستوعب قبل أن تظهر الكتب المستقلة بتاريخ هذا الفن، فكان ذا سبق جلي، وله في مقدمة "نهج البلاغة" استيعاب جيد، واستشفاف بصير.

ومع هذا، فله مؤلفات عدة، منها:

- "الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية"، مطبوع.

- "أحكام المواريث على المذاهب الأربعة"، مطبوع.

- "التحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية"، مطبوع، ثلاثة أجزاء.

- "تصريف الأفعال" طبع الأول منه.

توفي الشيخ محمد محيي الدين سنة 1393هـ- 1973م، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

ص: 84