الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيًا: على الورقة 18 أو 18 ب وجدت السماعات التالية:
1 -
سمعها أجمع على مؤلفها إليخ الإمام العلَّامة كمال الدِّين، أبي الفضل الأدفوي أحسن اللَّه إليه، بقراءة. . . إلخ المُحَدِّث الرّحال، عز الدِّين بن حمزة بن أحمد الهكاري. . . إلخ، برهان الدِّين، إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر الفدي -كذا- المرشدي وعبد العزيز بن محمد المؤذن البغدادي وذا خطه، وصحَّ وثبت بدار الحديث الكاملية
(1)
من القاهرة، يوم الخميس ثامن عشر رمضان سنة أربعين وسبعماية، وصلى اللَّه على سيدنا محمد النَّبيِّ وآله وصحبه وسلم.
ويستفاد من السماع أنه تم في دار الحديث الكاملية التي أنشأها السلطان الملك الكامل ناصر الدّين محمله بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب سنة 622 هـ = 1225 م، وهي ثاني مدرسة عملت للحديث، ووقفها على المشتغلين بالحديث، وكانت بخط بين القصرين، وقد سمعها ثلاثة من العلماء، وسجل السماع بخط عبد العزيز بن محمد المؤذن البغدادي، وكان تاريخه قبل السماع المسجل على صفحة العنوان:
2 -
على الصفحة 18 ب ما يفيد قراءة الرسالة من قبل عبد العزيز بن محمد بن خلف النوري، وقد سمعها منه عبد الواحد بن سعيد الغازازي والشيخ محمد السمودي وكان ذلك بالمدرسة الصالحية بالقاهرة المعزية في ثامن عشر شهر المحرم الحرام، افتتاح شهور سنة 743".
وكتبه جعفر بن ثعلب بن جعفر بن علي بن مطهر بن وائل الأُدفوي، حامدًا للَّه ومصليًا على نبيه، وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل.
(1)
حول دار الحديث الكاملية، انظر، المقريزي: الخطط، 2/ 375، أحمد فكري: مساجد القاهرة ومدارسها، 2/ 55.
ويستفاد من السماع أن المؤلف قد أجاز لعبد العزيز النوري الرواية، وحضر القراءة بالتاريخ المشار إليه. وكذا على الصفحة نفسها ما يفيد نقلها من قبل يحيى الجعفري.
كتب المخطوط بخط نسخ جميل وبالمداد الأسود والمداد الأحمر، وكانت العناوين مكتوبة بالمداد الأحمر، ويخط أكبر حجمًا، كما خُط بالمداد الأحمر تحت العبارات المهمة في الرسالة.
عدد الأوراق: 18 ق.
عدد الأسطر: 15 س.
المقياس: 19.7 × 14 سم.
عدد الكلمات في السطر من (7 - 11) كلمة.
ولم يذكر اسم الناسخ أو تاريخه، ويبدو أن النسخة قد رُوجعت من قبل أحدهم، وعليها تمليكات، وكذا وقف باسم السلطان الغازي محمود خان.
وقبل أن أختم كلامي أتوجه بالشكر الجزيل إلى الأستاذ الدكتور خالد عبد الكريم جمعة الذي كان له فضل ظهور الكتاب ضمن مطبوعات مكتبة دار العروبة الغراء.
وإلى الأستاذ محمود الأرناؤوط الذي تولى تخريج الأحاديث الواردة في الكتاب.
الكويت في 27/ رجب/ 1408 هـ
الموافق 15/ مارس/ 1988 م
د. محمد عيسى صالحية
* * *
كتاب نادر في نقد الصوفية
الموفى بمعرفة التصوف والصوفي
تأليف الإمام كمال الدين أبي الفضل جعفر بن ثعلب الأدفوي المصري
(685 - 748 هـ)
حققه وقدم له وعلق عليه الدكتور محمد عيسى صالحية
مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع
الكويت
الموفي بمعرفة التصوف والصوفي
سَمِعَ جَميع هذا الكِتابِ مِنْ لَفْظِ مؤَلِّفهِ الشَّيْخِ الإِمام العَلَّامَةِ كَمالِ الدّينِ، أبي الفَضْل، جَعْفَرَ بنْ ثَعْلَب الشَّافِعِيّ الأُدْفَويِّ نَفَعَ اللَّهُ به، بحُضور سَيّدنا وشَيْخنا الأُستاذِ الإمامِ العَلّامَة وحَيد دَهْرهِ، وَفرَيد عَصْرِهِ، وَنَسيجِ وَحْدِهِ، أُعُجوَبة الزّمان، أَثير الدّين، أبي حيّان، مُحمّد بن عليّ بن يوسف بن حيَّان
(1)
، فسح اللَّه في مُدَّته صالحُ بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه الدّمشقيّ القَيْمرِي
(2)
، وذا خطّه وصحّ ذلك، يَوْمَ الاثنين ثامن عشر صفر سنة إحدى وأربعين وسبعماية، بمنزلِ شَيْخِنِا أبي حيّان بالمدرسةِ الصالحيةِ
(3)
بين
(1)
انظر ترجمته في، ابن حجر: الدرر الكامنة، 4/ 302، المَقَّري: نفح الطيب، 1/ 625، ابن خلدون: العبر، 6/ 144، السيوطي: بغية الوعاة، 121، ابن حزم: جمهرة الأنساب، 464، الأدفوي: الطالع السعيد، المقدمة من (و - ي).
(2)
قال ابن حجر: (هو أحد طلبة الحديث المكثرين، أعتنى بالطلب، ودار على الشيوخ من بعد سنة (30) فأكثر بمصر والإسكندرية ودمشق، انظر "الدرر الكامنة"(1/ 202) و"ذيل العبر" للحسيني ص (271).
(3)
المدرسة الصالحية: بخط بين القصرين، بناها الملك نجم الدين أيوب، حيث ابتدأ في بنائها في 13 ذي الحجة سنة 639 هـ، ورتب فيها دروس لفقهاء المذاهب الأربعة سنة 641 هـ، وذكر الأدفوي في الطالع السعيد في حوادث سنة 724 هـ، أن أبا حيان كان يسكنها بتاريخ 11 صفر سنة 724 هـ، وقد ورد اسمها خطأ في الأصل، حيث ذكرها "الصلاحية"، انظر حولها، المقريزي: الخطط، 2/ 347، السيوطي: حسن =
القَصْرَيْن بالقاهِرةِ المَحْروسَة، وأجازا لي جَميعَ ما يَجوزُ لهما رِوايَتُهُ، والحمدُ
اللَّه ربِّ العالمين وصلّى على سيّدنا محمّدٍ وسلّمَ.
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للَّه العالم بما تُكنُّه الضمائرُ، المُطّلعِ على ما تُبْديهِ الألسنَةُ وما تُخْفيهِ السرائرُ، المُنعم بتنوّعِ الطاعات، ليأتيَ كلُّ أمْرٍ منها بما هوَ عليهِ قادرٌ، فَمنْ فاتَهُ نوعٌ منها، فهو على نَوْعٍ آخرَ مُثابر.
بَعَثَ مُحمدًا من أكرمِ القبائلِ وأشرفِ العناصرِ، وجَعَلَهُ مُقدّمًا في الفضل وإن كانَ وجُوْدُهُ في الزمن الآخر، وخصّه بأصحابٍ هم كالنجومِ الزّواهرِ، صَفّوَة الخَلْقِ، والقائِمونَ بالحقِّ فعليهم تُعْقدُ الخناصرُ، فهمْ أهلُ الصفاءِ، وأربابُ الوفاء، وأكابرُ السّادات، وساداتُ الأكابر، فصلّى اللَّهُ عليه وعلى آلهِ وصحبه، صلاةً يَحْصُلُ بها الأَجرُ الجزيلُ الوافرُ، وتكسو بأحْسَنِ الملابسِ وأفخرِ المفاخر.
وَبَعْدُ: فإنهُ وَقعَ البحثُ في اسم التَصوُّفِ وحقيقةِ الصوفيِّ، ومَنْ يَسْتَحقُّ رَيْعَ ما وُقِفَ أو وُصّي به للصوفية فهذِهِ ثلاثةُ مطالب.
المطلب الأول:
التَّصَوُّف: وهو عبارةٌ عن قصدِ طريقِ طائفةٍ مخصوصةٍ سُمُّوا بالصُّوفيَّة، يُتَلَبَّسُ بها فَقيلَ فيه: إنه من باب تَفَّعُّل، إذا دخَلَ في الفِعْلِ كَقَولِكَ: تَقَّمَصَ، إذا لبِسَ القميصَ.
قالَ الإِمامُ الأُستاذُ أبو القاسم، عبدُ الكَريمِ بنُ هَوَازن القُشَيرْي
(1)
= المحاضرة، 2/ 144، تاريخ الخلفاء، 307، ابن حبيب: تذكرة النبيه، 1/ 342، الأُدفوي: الطالع السعيد، 106.
(1)
هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة النيسابوري القشيري =
-المُتَوصّلُ إلى طريقهم-:
"يُقالُ له مُتَصوّف، والجَمَاعةُ مُتَصَوِّفة"
(1)
.
قال: وليس لهذا الاسمِ من جهةِ العَرَبِيَّة قياسٌ ولا اشتقاق، ولا ظهرَ فيه أثرٌ، فهو لَقَبٌ
(2)
.
فهذا الكلام عليه من حيث الوَضْعُ العُرْفيُّ، المصطلحُ عليه. وأمَّا أقْوالُ الناسِ في ذلِكَ، فَفيهِ مقالات:
قال أبو عثمان، سَعيدُ بنُ إسماعيلَ
(3)
-أحدُ أكابرِ هذِهِ الطّائفةِ-:
التَصَوُّفُ: الصُّحْبةُ مع اللَّه بحُسن الأدّبِ ودَوَام الهَيْبَبةِ والمُراقَبةِ، والصُّحْبَة مع رسول اللَّه باتَّباعِ سُنَّته ولُزومِ ظاهِرِ العِلْمِ
(4)
= (ت 145 هـ)، من بني قشير بن كعب، أستاذ المتصوفة في وقته، من فقهاء الشافعية، محدث، مفسر، لغوي، شُهر برسالته في التصوف انظر، البغدادي (الخطيب)، تاريخ بغداد 11/ 83، ابن خلكان: وفيات، 2/ 375، 3/ 205 (إحسان عباس). أبو الفيض: جمهرة الأولياء (أعلام الصوفية)، 2/ 146 ابن عساكر، تبيين كذب المفتري، 271، السبكي: طبقات الشافعية، 5/ 153، ابن خلدون: الجبر، 3/ 259، ابن العماد الحنبلي: شذرات، 3/ 319 طبعة القدسي.
(1)
وردت في الرسالة القشيرية، 2/ 550.
(2)
وردت في الرسالة القشيرية، 2/ 550 ولكن العبارة كانت ". . . والأظهر فيه أنه لقب".
(3)
هو أبو عثمان، سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور الحيري (وفي بعض المصادر الجبري والأول هو الأصح) ت 298 هـ، من الري، أقام بنيسابور، ونشر التصوف في خراسان، انظر ترجمته في، السَّلَمي: طبقات الصوفية، 1/ 170، أبو نُعيم: حلية الأولياء، 10/ 244، ابن الجوزي: المنتظم، 6/ 106، ابن خلكان: وفيات الأعيان، 2/ 369، البغدادي (الخطيب): تاريخ بغداد، 9/ 99، القُشيري: الرسالة 1/ 136، الكلاباذي: التعرف، 46، الشعراني: الطبقات 1/ 86، ابن العماد: شذرات، 2/ 230 طبعة القدسي.
(4)
وردت في الرسالة القشيرية، 1/ 138 - 139.
وقال أبو الحُسين، أحمْدُ بن مُحمدٍ النُّوري
(1)
-شيَخُ الطَّريقةِ-: التَّصوَّفُ تَرْكُ كلِّ حَظ للنَّفْسِ
(2)
:
وقال أبو عَمْرو إسماعيل بن نُجيد
(3)
: التّصوف، الصّبر تحت الأَمْرِ والنَّهي
(4)
.
وقال أبو محمدَ الجُريْري
(5)
: التَّصَوّفُ، الدّخولُ في كلّ خلقٍ سَنِيّ والخُروجُ من كُلِّ خُلقٍ دنيّ
(6)
.
(1)
أبو الحسين، أحمد بن محمد بن عبد الصمد النوري ت 295 هـ: بغدادي المولد والمنشأ، بغوي الأصل، خراساني من أقران الجنيد، قال عنه الخطيب البغدادي:"هو أعلم العراقيين بلطائف القوم"، انظر، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، 5/ 130، أبو نُعيم: حلية الأولياء، 10/ 249 - 255، ابن الجوزي: المنتظم، 6/ 77، السُّلَمي: طبقات الصوفية، 164، القشيري: الرسالة 1/ 140 الكلاباذي: التعرف، 42، الشعراني: طبقات، 1/ 87.
(2)
وردت في الرسالة القشيرية، 1/ 140 (ط. مصر)، التعرفة لمذهب أهل التصوف، 34 وطبقات الصوفية، 166.
(3)
هو أبو عمرو، إسماعيل بن نُجيْد بن أحمد بن يوسف بن خالد السُّلَمي (ت 366 هـ)، صوفي كبير الشأن آخر من مات من أصحاب أبي عثمان، سعيد بن إسماعيل، انظر ترجمته، القشيري: الرسالة، 1/ 210، الحنبلي (ابن العماد): شذرات الذهب، 3/ 5، الشعراني: الطبقات، 1/ 120، ابن الجوزي: المنتظم، 7/ 84، السلمي: طبقات الصوفية، 454 - 457.
(4)
وردت في الرسالة القشيرية، 1/ 210.
(5)
هو أحمد بن محمد بن الحسين الجريري (ت 311 هـ)، من كبار أصحاب الجنيد، أقعده الجنيد في مجلسه بوصية منه انظر، القشيري: الرسالة، 1/ 166، السلمي: طبقات الصوفية، 259، أبو نُعيم: حلية الأولياء، 10/ 347، البغدادي (الخطيب): تاريخ بغداد، 4/ 430، الشعراني: الطبقات، 1/ 94.
(6)
وردت في الرسالة القشيرية، 2/ 551، واللمع للطوسي، 45 وفيه مسندة عن محمد ابن أحمد بن يحيى الصوفي عن عبد اللَّه بن علي التميمي عن أبي محمد الجُريري (سماعًا).