الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويقول فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى: "لا يجوز للإنسان أن يسافر إلى بلاد الكفر إلا بشروط ثلاث:
الشرط الأول: أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات.
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
الشرط الثالث: أن يكون محتاجًا إلى ذلك مثل أن يكون مريضًا أو يكون محتاجًا إلى علم لا يوجد في بلاد الإسلام تخصص فيه فيذهب إلى هناك، أو يكون الإنسان محتاجًا إلى تجارة ، يذهب ويتجر ويرجع. المهم أن يكون هناك حاجة، ولهذا أرى أن الذين يسافرون إلى بلد الكفر من أجل السياحة فقط أرى أنهم آثمون، وأن كل قرش يصرفونه لهذا السفر فإنه حرام عليهم وإضاعة لمالهم وسيحاسبون عنه يوم القيامة حين لا يجدون مكانًا يتفسحون فيه أو يتنزهون فيه " (1).
*****
س: ما حكم الإقامة في بلاد الكفر
؟
ج: حرام لا يجوز إلا لضرورة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله"(2) وقال: "لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا"(3).
وأخرج أبو داود والترمذي والحاكم وصححه وحسّنه الشيخ الألباني في الصحيحة من حديث سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَن جامع المُشرك وسَكَن معه فإنَّه مثله» .
وقوله صلى الله عليه وسلم: «أنا بريءٌ مِن كل مسلمٍ يقيمُ بين أظْهُر المشركين» ، قالوا: يا رسول الله، ولِم؟ قال:«لا تراءَى نَارَاهُما» (4).
(1) بتصرف من كتاب شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ج الأول.
(2)
أبو داود (3/ 224 ح 2787) كتاب الجهاد قال الألباني: حديث حسن، وانظر صحيح الجامع الصغير (6/ 279 ح 6062).
(3)
الحاكم في المستدرك (2/ 141) وقال صحيح على شرط البخاري ووافقه الذهبي.
(4)
أخرجه أبو داود والترمذي (1604)، والنسائي (4780)، وروي مرفوعاً - بذِكر جرير بن عبد الله - ومرسلاً، والمرسل أصح. والحديث حسّنه الشيخ الألباني في الصحيحة (2/ 227/ح 636).
وأخرج النسائي وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (7748) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملاً أو يفارق المشركين إلى المسلمين» .
وأخرج النسائي وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع عن جرير قال: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم، وعلى فراق المشرك» .
وفي صحيح مسلم عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث أميراً على سرية أو جيشاً أوصاه بأمور؛ فذكرها، ومنها «ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين» .
وقال العلامة ابن باز: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين (1) "؛ وقد أخبر الله سبحانه عمن لم يهاجر من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام بأنه قد ظلم نفسه، وتوعده بعذاب جهنم في قوله سبحانه:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} (النساء: 97 - 99).
*****
(1) الترمذي في السير برقم 1530، وأبو داود في الجهاد برقم 2274.