المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

لولي يجب أن تكون تلك بعينها لجميع الأولياء بل إذا - بستان العارفين للنووي

[النووي]

الفصل: لولي يجب أن تكون تلك بعينها لجميع الأولياء بل إذا

لولي يجب أن تكون تلك بعينها لجميع الأولياء بل إذا لم يكن لولي كرامة ظاهرة في الدنيا لم يقدح عدمها في كونه وليا بخلاف الأنبياء فإنه يجب أن تكون لهم معجزات لأن النبي مبعوث إلى الخلق فبالناس حاجة إلى معرفة صدقه ولا يعلم إلا بالمعجزة، وحال الولي بعكس ذلك لأنه ليس بواجب على الخلق ولا على الولي العلم بأنه ولي والعشرة من الصحابة رضى الله عنهم صدقوا رسول الله صلى الله عليه في أنهم من أهل الجنة. وأما قول من قال لا يجوز ذلك لأنهم تخرجهم من الخوف فلا بأس أن لا يخافوا تغيير العاقبة والذي يجدونه في قلوبهم من الهيبة والتعظيم والاجلال للحق سبحانه وتعالى يزيد على كثير من الخوف.

قال الاستاذ القشيري واعلم انه ليس للولي مساكنة إلى الكرامة التي تظهر عيه ولا ملاحظكة وربما يكون لهم في ظهور جنسها قوة يقين وزيادة بصيرة لتحققهم أن ذلك فعل الله تعالى فيستدلون بها على صحة ما هم عليه من العقائد والله أعلم.

‌‌

‌‌

‌‌

‌‌

‌‌

‌فصل

قال القشيري رحمه الله إن قيل كيف يجوز إظهار الكرامات الزائدة في المعاني على معجزات الرسل؟ قلنا هذه الكرامة لاحقة بمعجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن كل من ليس بصادق في الإسلام تمتنع عليه الكرامات فكل نبي ظهرت له كرامة على واحد من أمته فهي معدودة من جملة معجزاته إذ لو لم يكن ذلك الرسول صادقا لم تظهر على من تابعه المعجزة يعني التي هي الكرامة لهذا الواحد.

ص: 64

فصل

قال القشيري هل يجوز تفضيل الولي على النبي قلنا رتبة الأولياء لا تبلغ رتبة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام للاجماع المنعقد على ذلك.

فصل

قال الأستاذ القشيري رحمه الله هذه الكرامات قد تكون إجابة دعوة وقد تكون إظهار طعام في أوان فاقه من غير سبب ظاهر أو حصول ماء في وقت عطش أو تسهيل قطع مسافة في مدة قرية أو تخليص من عدو أو سماع خطاب من هاتف وغير ذلك من فنون الأفعال المناقضة للعادة.

قال واعلم أن كثيرا من المقدورات يعلم اليوم قطعا أنه لا تجوز أن تقطع كرامة للأولياء وبالضرورة أو شبه الضرورة يعلم ذلك فمنها حصول إنسان من غير أبوين. وقلب جماد بهيمة وأمثال هذا كثيرة.

فصل

قال القشيري يحتمل الولي أمرين أحدهما أن يكون فعيلا مبالغة في الفاعل كالعليم بمعنى العالم والقدير بمعنى القادر فيكون معناه توالت طاعته من غير تخلل معصية. والثاني أن يكون فعيلا بمعنى مفعول كقتيل بمعنى مقتول وجريح بمعنى مجروح وهو الذي يتولى الله سبحانه وتعالى حفظه وحراسته على الادامة والتولي فلا يخلق له الخذلان الذي هو قدرة المعصية ويدوم توفيقه الذي هو قدرة الطاعة قال الله تعالى وهو يتولى الصالحين.

ص: 65