المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌‌ ‌‌ ‌‌ ‌‌ ‌‌ ‌فصل أما العبد الصالح فينطلق على النبي والولي قال الله تعالى: - بستان العارفين للنووي

[النووي]

الفصل: ‌ ‌‌ ‌‌ ‌‌ ‌‌ ‌‌ ‌فصل أما العبد الصالح فينطلق على النبي والولي قال الله تعالى:

‌‌

‌‌

‌‌

‌‌

‌‌

‌فصل

أما العبد الصالح فينطلق على النبي والولي قال الله تعالى: (واسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين) وقال تعالى: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) وفي الحديث الصحيح) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في عبد الله بن عمر أنه رجل صالح (والآيات والأحاديث بمعنى ما ذكرته كثيرة.

وأما حد الصالح فقال الإمام أبو إسحاق الزجاج في كتابه معاني القرآن وأبو إسحاق بن قرقول صاحب مطالع الأنوار هو المقيم بما يلزمه من حقوق الله تعالى وحقوق العباد.

فصل

قال الإمام القشيري فإن قيل هل يكون الولي معصوما أم لا قلنا اما وجوبا كما يقال في حق الأنبياء وإما يكون محفوظا فلا يصر على الذنوب وإن حصلت هفوات في أوقات أو زلات فلا يمتنع ذلك في وصفهم. وقد قيل للجنيد العارف يزني فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال وكان أمر الله قدرا مقدورا.

فصل

قال القشيري رحمه الله فإن قيل هل يسقط الخوف عن الأولياء قلنا الغالب على الأكابر كان الخوف وذلك فيما تقدم على جهة الندرة يعني القلة غير ممتنع وهذا السري السقطي رضي الله تعالى عنه يقول لو أن واحدا دخل بستانا فيه أشجار كثيرة وعلى كل شجرة طير يقول له بلسان فصيح السلام عليك يا ولي الله ولم يخف أنه مكر لكان ممكورا به وأمثال هذا من حكاياتهم كثيرة. قال فإن قيل هل يجوز أن يزايل الولي خوف المرك قلنا إن كان مصطلما عن شاهده مختطفا عن إحساسة بحاله فهو مستهلك عن فيما استولي

ص: 66

ى عليه والخوف من صفة الحاضرين بهم.

فصل

قال الشيري فإن قيل ما الغالب على الولي في حال صحوه قلنا صده في أداء حقوق الله تعالى ثم رأفته وشفقته على المق في جميع أحواله ثم انبساط رحمته للخلق كافة ثم داوم تحمله عنهم بجميل الخلق وابتداؤه بطلب الإحسان من الله تعالى إليهم من غير التماس منهم وتعلق الهمة بنجاة الخلق وأمنهم والتوقي عن استشعار حقهم عليهم مع قصر اليد عن أموالهم وترك الطمع بكل وجه فيهم وقبض اللسان عن بسطه بالسوء فيهم والتصاون عن شهود مساويهم ولا يكون خصما في الدنيا والآخرة قلت معناه أنه يعفو عن حقوقه في الدنيا فلا يطالبهم بها في الدنيا فلا يبقى له عندهم شيء يطالب به في الآخرة. قال الله تعالى (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) وقال تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وروينا في كتاب عمل اليوم والليلة لابن السني بإسناده عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم قالوا ومن أبو ضمضم يا رسول الله قال كان إذا أصبح قال اللهم إني وهبت نفسي وعرضي لك فلا يشتم من شتمه ولا يظلم من ظلمه ولا يضرب من ضربه

ص: 67

(.

قلت معناه لا يقتص ممن ظلمه كما قال الله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) .

فصل

قال القشيري واعلم أن من أجل الكرامات التي تكون للأولياء دوام التوفيق للطاعة والعصمة من المعاصي والمخالفات قد يدخل في المخالفات ما ليس معصية كالمكروه كراهة التنزيه وكترك الشهوات التي يستحب تركها.

فصل

قال القشيري فإن قيل فهل تجوز رؤية البارىء تبارك وتعالى بالأبصار اليوم في الدنيا من جهة الكرامة؟ قلنا الأقوى أنه لا يجوز لحصول الاجماع عليه قال ولقد سمعت الامام أبا بكر بن فورك يحكي عن أبي الحسن الأشعري رحمه الله أنه قال في ذلك قولين في كتاب الرؤية الكبير قلنا قد نقل جماعة الإجماع على أن رؤية الله تعالى لا تحصل للأولياء في الدنيا لا لامتناعها وإلا فهي ممكنة بالعقل عند أهل الحق. وقد اختلف الصحابة ومن بعدهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى الإسراء والمختار عند الأكثرين أو الكثيرين أنه رأى وهو قول عباس وقد بسطت مقاصد ذلك في أوائل شرح صحيح مسلم رحمه الله.

فصل

قال القشيري فإن قيل هل يجوز أن يكون وليا في الحال ثم تتغير عاقبته؟ قلنا من شرط الولاية حسن الموافاة لا يجوز ذلك ومن قال إنه في الحال مؤمن على الحقيقة وان جاز أن يتغير حاله لا يبعد أن يكون وليا

ص: 68