الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة الإمام الذهبي
"673-748هـ":
1-
اسمه ونسبه:
هو الإمام محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله، شمس الدين، المكنى بأبي عبد الله، والملقب بالذهبي.
وسر تلقيبه بالذهبي أن والده شهاب الدين أحمد اشتغل بصنعة الذهب المدقوق، فبرع بها وتميز، فنسب إليها.
2-
مولده ونشأته العلمية:
في أسرة تحب العلم والعلماء، كان مولد العلامة الذهبي في مدينة ميافارقين من أشهر مدن ديار بكر، في أسرة تركمانية الأصل، وتنتهي بالولاء إلى بني تميم.
وفي شهر ربيع الآخر من سنة 673هـ، وذلك في الثالث من الشهر المذكور.
ونشأ في أسرة تحب العلم، فوالده شهاب الدين طلب العلم، وسمع "صحيح البخاري" في سنة 666هـ، من المقداد القيسي.
وكانت مرضعته وعمته ست الأهل بنت عثمان، الحاجة أم محمد، قد حصلت على الإجازة من ابن أبي اليسر، وجمال الدين بن مالك، وزهير بن عمر الزرعي، وغيرهم.
وكان خاله علي من طلبة العلم، فسمع من أبي بكر ابن الأنماطي، وبهاء الدين أيوب الحنفي وست العرب الكندية، والتاج عبد الخالق.
وكان زوج خالته فاطمة، أحمد بن عبد الغني بن عبد الكافي الأنصاري، الذهبي، المعروف بابن الحرستاني، قد سمع الحديث، ورواه، وكان حافظًا للقرآن الكريم.
وكان أخاه من الرضاعة علاء الدين، أبا الحسن علي بن إبراهيم بن داود العطار الشافعي، من طلبة العلم وحصل الكثير من الإجازات من علماء زمانه.
وقد بدأ الذهبي حفظ القرآن الكريم، وإتقانه على يد شيخه مسعود بن عبد الله الصالحي، بدأ مبكرًا في إتقان علم القراءات والحديث الشريف.
وكانت نشأته العلمية في مدينة دمشق، فأخذ مختلف العلوم عن شيوخها، وأكثر الأحكام عن كبار علماء زمانه، كالحافظ ابن عساكر، والحافظ اليونيني.
وسمع بدمشق من عمر بن القواس، ويوسف بن أحمد القمولي، وببعلبك من عبد الخالق بن علي وبمصر من الأبرقوهي، وابن دقيق العيد، والدمياطي.
وسمع بالإسكندرية من أبي الحسن الغرافي، وأبي الحسن الصواف، وبمكة من التوني وبحلب من سنقر الزيني، وبنابلس من العماد بن بدران، وغيرهم كثير.
وتمكن العلامة الذهبي رحمه الله من علوم عصره الأساسية كالتفسير والحديث، والعقيدة، والفقه، والتاريخ، وانصرف بآخره في علمي الحديث والتاريخ فبرع فليهما، وفاق شيوخه في ذلك.
3-
رحلاته العلمية:
ارتحل العلامة الذهبي إلى الكثير من البلدان، معرفة منه بأهمية الرحلة في طلب العلم، فرحل في البدء إلى بلدان ديار الشام، ومنها:
بعلبك، وحمص، وحماة، وطرابلس، والكرك، والمعرة، ونابلس، والرملة، والقدس وغيرها.
ورحل إلى الديار المصرية، فسمع بالقاهرة، وبالإسكندرية، ومنها رحل إلى فلسطين، ومنها رحل إلى بلاد الحرمين، فسمع بمكة المكرمة، وعرفة، ومنى، والمدينة.
4-
شيوخه الذين تعلم منهم:
ذكر الإمام الذهبي رحمه الله في نهاية تذكرته للحفاظ بعض الشيوخ والحفاظ الذين تتلمذ عليهم، وأخذ عنهم العلم، فذكر:
1-
أبا الحسن علي بن مسعود الموصلي.
2-
نصفي الدين محمود بن أبي بكر الأرموي.
3-
شرف الدين أحمد بن إبراهيم الفزاري.
4-
القاسم بن محمد بن يوسف.
5-
محمد بن أبي الفتح البعلبكي.
6-
عبد الكريم بن عبد النور.
7-
محمود بن أبي بكر الحنفي.
8-
محمد بن إبراهيم بن غنائم.
9-
عثمان بن محمد التوزري.
10-
محمد بن محمد بن سيد الناس.
11-
أحمد بن مظفر بن النابلسي.
12-
علي بن مظفر بن إبراهيم الكندي.
13-
إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الأنصاري.
14-
أحمد بن النضر الدقوقي.
15-
عيسى بن يحيى السبتي.
16-
حسن بن علي اللخمي.
17-
علي بن إبراهيم بن داود.
18-
موسى بن إبراهيم الشعراوي.
19-
يعقوب بن أحمد الصابوني.
20-
محمد بن مسلم بن مالك.
21-
عبد الله بن أحمد المقدسي.
22-
عمر بن حسن الدمشقي.
23-
محمد بن أحمد بن عبد الهادي، وغيرهم كثير وعلى رأسهم ابن تيمية رحمه الله.
ومن ذلك يتبين لنا أن الحافظ الذهبي رحمه الله قد سعى في طلب العلم سعيًا حميدًا، وقد ذكر أنه أخذ العلم عن ثلاثمائة وألف شيخ، فيهم كثير من علماء عصره، فمشايخ زمانه.
5-
صفاته الشخصية:
ذُكر عنه رحمه الله أنه كان حاد الذهن، يتمتع بذاكرة نادرة، وحافظة قوية، فقيل عنه: كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد، ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها.
وقد ذكروا أن الحافظ ابن حجر، قال: شربت ماء زمزم بنية أن أصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ.
وكان السيوطي خاتمة الحفاظ، يقول: إن المحدثين عيال الآن -يعني زمن السيوطي- في الردود وغيرها في فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر.
6-
مناصبه العلمية:
تولى العلامة الذهبي في سنة 703هـ الخطابة بمسجد كفر بطنان وهي قرية بغوطة دمشق، وظل مقيمًا بها إلى سنة 718هـ.
وفي يوم الاثنين العشرين من ذي الحجة باشر الشيخ الذهبي شياخة دار الحديث بتربة أم الصالح وذلك في سنة 718هـ.
وفي يوم الأربعاء السابع عشر من جمادى الآخرة سنة 729هـ ولي شمس الدين الذهبي دار الحديث بالظاهرية.
ولما توفي العلامة الحافظ البرزالي -شيخ الذهبي- سنة 739هـ، تولى الذهبي تدريس الحديث بالمدرسة النفيسية، وإمامتها عوضًا عنه.
وفي نفس السنة باشر الذهبي مشيخة الحديث بالتنكزية، وتُعرف بدار القرآن والحديث.
وقد تولى الذهبي كذلك دار الحديث الفاضلية بالكلاسة.
7-
مؤلفاته العلمية:
له الكثير من التصانيف التي تشهد بتبحره، ولقد خلف لنا ثروة علمية ضخمة، فلقد ألف في فنون كثيرة، وكلها جم النفع، عظيم الفضل، غزير الفائدة، منها الموسعات الضخمة في الحديث والتاريخ، ومنها الكتب المتوسطة، ومنها الرسائل الصغيرة، والتي يطلق عليها الأجزاء الحديثية، وبعض مؤلفاته من تصنيفه ابتداء، وبعضها الآخر ردود، أو مستدركة على كتب، أو مختصرات.
وتمتاز كتبه بالوضوح في العبارة، ودقة التحقيق العلمي، والبعد عن التقليد والجمود.
وقد اخترت لك من كتبه ما يلي:
أولًا: في القراءات
1-
معرفة كبار القراء.
2-
التلويحات في علم القراءات.
ثانيًا: في علم الحديث
3-
الأربعون البلدانية.
4 -
الكلام على حديث الطير.
5-
المستدرك على مستدرك الحاكم.
ثالثًا: في علم مصطلح الحديث
6-
الموقظة في علم مصطلح الحديث.
7-
طرق أحاديث النزول.
8-
العذب السلسل في الحديث المسلسل.
9-
منية الطالب لأعز المطالب.
10-
كتاب الزيادة المضطربة.
رابعًا: في علم العقائد
11-
العلو للعلي الغفار.
12-
ما بعد الموت.
13-
مسألة دوام النار.
14-
الردع والأوجال في نبأ المسيح الدجال.
15-
جزء في الشفاعة.
16-
الأربعين في صفات رب العالمين.
17-
أحاديث الصفات.
18-
رؤية الباري.
19-
العرش.
خامسًا: في أعلم أصول الفقه
20-
مسألة الاجتهاد.
21-
مسألة خبر الواحد.
سادسًا: في علم الفقه
22-
تحريم أدبار النساء.
23-
جزء من صلاة التسبيح.
24-
حقوق الجار.
25-
الوتر.
26-
اللباس.
27-
مسألة السماع.
سابعًا: في علم الرقائق
28-
الكبائر.
29-
جزء في محبة الصالحين.
30-
دعاء الكرب.
31-
ذكر الوالدان.
32-
كشف الكربة عند فقد الأحبة.
33-
التعزية الحسنة بالأعزة.
ثامنًا: في التاريخ والتراجم
34-
أخبار قضاة دمشق.
35-
سير أعلام النبلاء.
36-
تاريخ الإسلام، وهو الكتاب الذي بين أيدينا.
37-
تذكرة الحفاظ.
38-
العبر في خبر مَنْ غبر.
39-
الإعلام بوفيات الأعلام.
40-
أهل المائة فصاعدًا.
41-
تقييد الإسلام.
42-
دول الإسلام.
43-
ذيل سير أعلام النبلاء.
44-
معجم الشيوخ الأوسط.
45-
المعين في طبقات المحدثين.
46-
من تكلم فيه وهو موثق.
47-
ميزان الاعتدال في نقد الرجال.
48-
المغني في الضعفاء.
تاسعًا: في السير والتراجم المفردة
49-
أخبار أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
50-
التبيان في مناقب عثمان رضي الله عنه.
51-
ترجمة أبي حنيفة.
52-
ترجمة أحمد بن حنبل.
53-
ترجمة مالك بن أنس.
54-
ترجمة الشافعي.
55-
الدرة اليتيمية في سيرة التيمية.
56-
سيرة أبي القاسم الطبراني.
57-
قض نهارك بأخبار ابن المبارك.
8-
مناقب البخاري.
عاشرًا: المنوعات
59-
بيان زغل العلم.
60-
جزء في فضل آية الكرسي.
61-
الطب النبوي.
أخيرًا: المختصرات من الكتب
62-
"تجريد أسماء الصحابة" مختصر "أسد الغابة" لابن الأثير.
63-
تلخيص "العلل المتناهية" لابن الجوزي.
64-
تهذيب "تاريخ علم الدين البرزالي".
65-
"الكاشف" في معرفة من له رواية في الكتب الستة مختصر "تهذيب الكمال".
66-
مختصر "تاريخ دمشق" لابن عساكر.
67-
مختصر "تاريخ بغداد "للخطيب.
68-
مختصر "تاريخ نيسابور" للحاكم.
69-
مختصر "جامع بين العلم وفضله" لابن عبد البر.
70-
مختصر "الروضتين" لأبي شامة.
71-
مختصر "وفيات الأعيان" لابن خلكان.
72-
"المستحلي في اختصرا المحلي" لابن حزم.
73-
المقتنى في سرد الكنى.
74-
مختصر "السنن الكبرى" للبيهقي.
8-
ثناء العلماء والمؤرخين عليه:
قال ابن ناصر الدين: ناقد المحدثين، وإمام المعدلين والمجرحين، وكان إمامًا في القراءات وكان آية في نقد الرجال، عمدة في الجرح والتعديل.
وقال شمس الدين السخاوي: هو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال.
وقال تلميذه تقي الدين بن رافع السلامي: كان خيرًا، صالحًا، متواضعًا، حسن الخلق، حلو المحاضرة، غالب أوقاته في الجمع والاختصار، والاشتغال في العبادة، له ورد بالليل، وعنده مروءة وكرم.
وقال الزركشي: كان على الزهد التام والإيثار العام، والسبق إلى الخيرات، والرغبة بما هو آت.
وقال تلميذه الحسيني: سار بجملة منها الركبان في أقطار البلدان.
وقال صلاح الدين الصفدي: الشيخ، الإمام، العلامة، الحافظ، شمس الدين، أبو عبد الله الذهبي حافظ لا يجارى، ولافظ لا يبارى، أتقن الحديث ورجاله، ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس، وأزال الإبهام في تواريخهم والإلباس.
ذهن يتوقد ذكاؤه، ويصح إلى الذهب نسبته وانتماؤه، جمع الكثير، ونفع الجم والغفير وأكثر من التصنيف، ووفر بالاختصار مؤونة التطويل في التأليف.
وقال تاج الدين السبكي: شيخنا، وأستاذنا، الإمام الحافظ، محدث العصر، واشتمل عصره على أربعة من الحفاظ، بينهم عموم وخصوص: المزي، والبرزالي، والذهبي، والشيخ الإمام الوالد، لا خامس لهؤلاء في عصرهم.
وأما أستاذنا أبو عبد الله، فبصر لا نظير له، وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، ورجل الرجال في كل سبيل، وهو الذي خرجنا في هذه الصناعة، وأدخلنا في عداد الجماعة.
وسمع منه الجمع الكثير، وما زال يخدم هذا الفن إلى أن رسخت فيه قدمه،
وتعب الليل والنهار، وما تعب لسانه وقلمه، وضربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير لقببه الشمس إلا أنه لا يتقلص إذا نزل المطر، ولا يدبر إذا أقبلت الليالي.
وقال العلامة الحسيني: الإمام الذهبي، العلامة، شيخ المحدثين، قدوة الحفاظ والقراء، محدث الشام، ومؤرخه، ومفيده.
وكان أحد الأذكياء المعدودين، والحفاظ المبرزين.
وقال ابن كثير: الشيخ، الحافظ، الكبير، مؤرخ الإسلام، وشيخ المحدثين، وقد ختم به شيوخ الحديث وحفظه.
وقال البدر النابلسي: كان علامة زمانه في الرجال وأحوالهم، حديد الفهم، ثاقب الذهن وشهرته تغني عن الإطناب فيه.
وقال بدر الدين العيني: الشيخ الإمام العالم، العلامة، الحافظ، المؤرخ، شيخ المحدثين.
وقال سبط ابن حجر: الإمام، العالم، العلامة، حافظ الوقت الذي صار هذا اللقب علمًا عليه.
فلله دره من إمام محدث! فكم دخل في جميع الفنون، وخرج وصحح، وعدل وجرح، وأتقن هذه الصناعة، فهو الإمام سيد الحفاظ، إمام المحدثين، قدوة الناقدين.
9-
تلاميذه الذين تعلموا منه:
سمع منه العلم الكثيرون، ورحلت إليه أمم، ومن أشهرهم:
صلاح الدين الصفدي، وتاد الدين السبكي، والبرزالي، والعلائي، وابن كثير، وابن رافع السلامي، والحسيني، وغيرهم.
وأخيرًا
…
وفاته:
ظل العلامة، الإمام الذهبي رحمه الله يصنف ويدرس، ويؤلف، ويختصر، ويسعى في نشر لعلم، حتى كف بصره سنة 741هـ، فتوقف عن التأليف، وظل يدرس حتى وافته المنية في سنة 748هـ رحمه الله رحمة واسعة، ودفن بمقبرة باب الصغير بدمشق.
ولمزيد من التفصيل والإيضاح يمكنك الرجوع إلى المراجع والمصادر التالية:
1-
فوات الوفيات "2/ 183".
2-
نكت الهيمان "241".
3-
ذيل تذكرة الحفاظ "34"، "347".
4-
طبقات الشافعية "5/ 216".
5-
شذرات الذهب "6/ 153".
6-
غاية النهاية "2/ 71".
7-
الدرر الكامنة "3/ 336".
8-
النجوم الزاهرة "10/ 182".
9-
الإعلام بالتوبيخ "84".
10-
مفتاح السعادة "1/ 212"، "2/ 216".
11-
تاريخ النعيمي "1/ 78".
12-
مجلة المجمع العلمي "16/ 387".
13-
مقدمة المختصر المحتاج إليه.
14-
دائرة المعارف الإسلامية "9/ 431-434".
15-
الأعلام للزركلي "5/ 326".
والحمد لله رب العالمين.
منهج التحقيق:
1-
تخريج الآيات القرآنية.
2-
تخريج الأحاديث وبعض الآثار.
3-
تحقيق الأحاديث وبيان صحتها أو ضعفها مسندًا ذلك إلى أهل العلم بهذا الفن، وأذكر ذلك في أول التعليق.
4-
تحقيق بعض الآثار.
5-
تحقيق القول في الأعلام المجروحين مع نقل ما قيل فيهم في غير هذا الكتاب من مصادر الجرح والتعديل المتيسرة لدي.
6-
تفسير بعض الأنساب.
7-
التعريف ببعض الأماكن والبلدان.
8-
تفسير بعض الكلمات الغربية.