الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ الْمُقَوْقِسَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدَحَ زُجَاجٍ كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ1.
وَقَالَ حُمَيْدٌ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَنَسٍ، فِيهِ فِضَّةٌ قَدْ شَدَّهُ بِهَا2. حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَقَالَ عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَنَسٍ، وَكَانَ قَدِ انْصَدَعَ، فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ3.
قَالَ عَاصِمٌ: وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ4، فَقَالَ أَنَسٌ: قَدْ سَقَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هذا القدح أكثر من كذا وكذ5ا، قال: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلَقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا أَنَسٌ حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ: لَا تُغَيِّرَنَّ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَرَكَهُ6. أَخْرَجَهُ البخاري.
1 مرسل: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 227".
2 صحيح: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 237".
3 أخرجه البخاري "5638" في كتاب الأشربة، باب: الشربة من قدح النبي صلى الله عليه وسلم وآنيته.
4 صحيح: انظر التخريج السابق.
5 صحيح: انظر التخريج السابق.
6 صحيح: انظر التخريج السابق.
بَابُ: سِلَاحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَدَوَابِّهِ وَعُدَّتِهِ
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ قِرَاءَةً، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد الحافظ، أنا سليمان إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النِّيلِيُّ قَالَا: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُقْرِي، أنا أبو الحسين أحمد بن فارس اللُّغَوِيُّ قَالَ: كَانَ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَا الْفَقَارِ، وَكَانَ سَيْفًا أَصَابَهُ يَوْمَ بَدْرٍ. وَكَانَ لَهُ سَيْفٌ وَرِثَهُ مِنْ أَبِيهِ. وَأَعْطَاهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ سَيْفًا يُقَالُ لَهُ الْعَضْبُ1. وَأَصَابَ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قينقاع سيفًا قلعيًّا2، وفي رواية
1 العضب: القاطع.
2 قلعيًّا: منسوب إلى مرج القلعة.
يُقَالُ لَهُ الْبَتَّارُ1 وَالْحَتْفُ، وَكَانَ لَهُ الْمِخْذَمُ2، وَالرَّسُوبُ3، وَكَانَتْ ثَمَانِيَةَ أَسْيَافٍ4.
وَقَالَ شَيْخُنَا شَرَفُ الدِّينِ الدِّمْيَاطِيُّ: أَوَّلُ سَيْفٍ مَلَكَهُ يُقَالُ لَهُ: الْمَأْثُورُ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ عَمَلِ الْجِنِّ، وَرِثَهُ مِنْ أَبِيهِ، فَقَدِمَ بِهِ فِي هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ.
وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِسَيْفٍ يُدْعَى "الْعَضْبُ" حِينَ سَارَ إِلَى بَدْرٍ.
وَكَانَ لَهُ ذُو الْفَقَارِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ فِي وَسَطِهِ مِثْلُ فِقَرَاتِ الظَّهْرِ، صَارَ إِلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ لِلْعَاصِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَخِي نُبَيْهِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرٍ السَّهْمِيِّ -قُتِلَ الْعَاصُ، وَأَبُوهُ، وَعَمُّهُ كُفَّارًا يَوْمَ بَدْرٍ- وَكَانَتْ قَبِيعَتُهُ، وَقَائِمَتُهُ وَحَلَقَتُهُ، وَذُؤَابَتُهُ، وَبَكَرَاتُهُ، وَنَصْلُهُ، مِنْ فِضَّةٍ، وَالْقَائِمَةُ هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي يُمْسَكُ بِهَا، وَهِيَ الْقَبْضَةُ.
وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ هُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَزِيدَةَ، عَنْ جَدِّهِ مَزِيدَةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَى سَيْفِهِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ5. وَهُوَ ذُو الْفَقَارِ بِالْكَسْرِ، جَمْعُ فِقْرَةٍ وَبِالْفَتْحِ، جَمْعُ فَقَارَةٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِفِقْرَاتٍ كَانَتْ فِيهِ، وَهِيَ حُفَرٌ كَانَتْ فِي مَتْنِهِ حَسَنَةٌ.
وَيُقَالُ: كَانَ أَصْلُهُ مِنْ حَدِيدَةٍ وُجِدَتْ مَدْفُونَةً عِنْدَ الْكَعْبَةِ مِنْ دَفْنِ جُرْهُمٍ، فَصُنِعَ مِنْهَا ذُو الْفَقَارِ وَصَمْصَامَةُ6 عَمْرِو بْنِ معديكرب الزُّبَيْدِيِّ، الَّتِي وَهَبَهَا لِخَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ.
وَأَخَذَ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثَلَاثَةَ أَسْيَافٍ: سَيْفًا قَلَعِيًّا، مَنْسُوبٌ إِلَى مَرْجِ الْقَلْعَةِ بالفتح موضع بالبادية، والبتّار، والحنيف، وَكَانَ عِنْدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ الرَّسُوبُ مِنْ رَسَبَ فِي الْمَاءِ إِذَا سَفُلَ وَالْمِخْذَمُ، وَهُوَ الْقَاطِعُ، أَصَابَهُمَا مِنَ الْفُلْسِ: صَنَمٌ كَانَ لِطَيْءٍ، وَسَيْفٌ يُقَالُ لَهُ الْقَضِيبُ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، والقضب: القطع.
1 البتار: القاطع.
2 المخذم: السريع القطع.
3 الرسوب: الذي تغوص ضربته في المضروب.
4 معضل: أحمد بن فارس من علماء القرن الرابع: تأتي ترجمته "3679".
5 ضعيف: أخرجه الترمذي "1696" في كتاب الجهاد، باب: ما جاء في السيوف وحليتها، وفي "الشمائل" "106" وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" "284": ضعيف.
6 الصمصامة: السيف القاطع الذي لا ينثني.
وَذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: صَنَعْتُ سَيْفِي عَلَى سَيْفِ سَمُرَةَ، وَزَعَمَ سَمُرَةُ أَنَّهُ صَنَعَهُ عَلَى سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ حَنَفِيًّا1.
رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ2، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ أَنَسٍ أَنَّ قَبِيعَةَ سَيْفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ مِنْ فِضَّةٍ3.
وَالْحَنْفُ: الِاعْوِجَاجُ.
قَالَ شَيْخُنَا4: وَكَانَتْ لَهُ صلى الله عليه وسلم دِرْعٌ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ الْفُضُولِ، لِطُولِهَا، أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ سَعْدُ بن عبادة حين سار إلى بدر.
وذات الْوِشَاحِ وَهِيَ الْمُوَشَّحَةُ، وَ"ذَاتُ الْحَوَاشِي"، وَدِرْعَانِ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَهُمَا "السُّغْدِيَّةُ" وَ"فِضَّةٌ"5، وَكَانَتِ السُّغْدِيَّةُ دِرْعَ عُكْيَرٍ الْقَيْنُقَاعِيِّ، وَهِيَ دِرْعُ دَاوُدَ عليه السلام الَّتِي لَبِسَهَا حِينَ قَتَلَ جَالُوتَ.
وَدِرْعٌ يُقَالُ لَهَا الْبَتْرَاءُ، وَدِرْعٌ يُقَالُ لَهَا الْخَرْنَقُ، وَالْخَرْنَقُ وَلَدُ الْأَرْنَبِ. وَلَبِسَ يَوْمَ أحد درعين ذات الفضول وفضّة. وَكَانَ عَلَيْهِ يَوْمَ خَيْبَرَ:"ذَاتُ الْفُضُولِ" وَ"السُّغْدِيَّةُ".
وَقَدْ تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَخَذَهَا قوتًا لأهله6.
1 ضعيف: أخرجه الترمذي "1689" في كتاب الجهاد، باب: ما جاء في صفة سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وفي "الشمائل" "107-108" وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" "283": ضعيف.
2 وهو عثمان بن سعد الكاتب، لين الحديث، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": ضعيف، وانظر "الميزان""5511".
3 صحيح: أخرجه أبو داود "2583 و2585" في كتاب الجهاد، باب: في السيف يحلى، والترمذي "1697" في كتاب الجهاد، باب: ما جاء في السيوف وحليتها، وفي "الشمائل""104"، والنسائي "8/ 219" في كتاب الزينة، باب: حلية السيف، وابن سعد في "الطبقات" "1/ 238" من طريق عثمان بن سعد وقتادة عن أنس رضي الله عنه وقال الحافظ ابن حجر في "التخليص" "1/ 52": إسناده صحيح. وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي".
4 يقصد شرف الدين الدمياطي.
5 إسناده ضعيف جدًّا. أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 239"، وفي إسناده أبو بكر بن أبي سبرة والواقدي وكلاهما متروك.
6 صحيح: وقد تقدم تخريجه.
وقال عبيس بن مرحوم العطّار: حدثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ فِي دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَلَقَتَانِ مِنْ فِضَّةٍ فِي مَوْضِعِ الصَّدْرِ، وَحَلَقَتَانِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: فَلَبِسْتُهَا فَجَعَلْتُ أَخُطُّهَا فِي الْأَرْضِ1.
قَالَ شَيْخُنَا: وَكَانَ لَهُ خَمْسُ أَقْوَاسٍ: ثَلَاثٌ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَقَوْسٌ تُدْعَى "الزَّوْرَاءَ"، وَقَوْسٌ تُدْعَى "الْكَتُومَ"، وَكَانَتْ جَعْبَتُهُ تُدْعَى "الْكَافُورَ".
وَكَانَتْ لَهُ مِنْطَقَةٌ2 مِنْ أَدِيمٍ مَبْشُورٍ3، فِيهَا ثَلَاثُ حِلَقٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَتُرْسٌ يُقَالُ لَهُ "الزَّلُوقُ"، يَزْلَقُ عَنْهُ السِّلَاحُ، وَتُرْسٌ يُقَالُ لَهُ "الْعُنُقُ"، وَأُهْدِيَ لَهُ تُرْسٌ فِيهِ تِمْثَالُ عُقَابٍ أَوْ كَبْشٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَأَذْهَبَ اللَّهُ ذَلِكَ التِّمْثَالَ4.
وَأَصَابَ ثَلَاثَةَ أَرْمَاحٍ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ5. وَكَانَ لَهُ رُمْحٌ يُقَالُ لَهُ "الْمُثْوِي"، وَآخَرُ يُقَالُ لَهُ "الْمُتَثَنِّي"، وَحَرْبَةٌ اسْمُهَا "الْبَيْضَاءُ"6، وَأُخْرَى صَغِيرَةٌ كَالْعُكَّازِ.
وَكَانَ لَهُ مِغْفَرٌ7 مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَآخَرُ يُقَالُ لَهُ "السَّبُوغُ".
وَكَانَتْ لَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ مُرَبَّعَةٌ مِنْ نَمِرَةٍ مُخْمَلَةٍ8، تُدْعَى "الْعُقَابَ"9.
1 أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 239" من طريق آخر عن حاتم بن إسماعيل.
2 المنقطة: ما يشد به الوسط.
3 الأديم المبشور: الجلد المقشور.
4 مرسل: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 239" عن مكحول مرسلًا.
5 إسناده ضعيف جدًّا: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 240" عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى، وفي إسناده أبو بكر بن أبي سبرة، والواقدي، وكلاهما متروك.
6 إسناده ضعيف جدًّا: انظر التخريج السابق.
7 تقدم بنحوه.
8 صحيح دون قول "مربعة
…
": أخرجه أبو داود "2591" في كتاب الجهاد، باب: في الرايات والألوية، والترمذي "1686" في كتاب الجهاد، باب: ما جاء في الرايات، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه دون قوله: "مخملة"، وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" "282": صحيح دون قوله "مربعة".
9 أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 238" عن علقمة بن أبي علقمة، وأخرجه "1/ 222" عن الحسن مرسلًا.
وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، مِنْ حَدِيثِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ آخَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَفْرَاءَ1، وَكَانَتْ أَلْوِيَتُهُ بِيضًا2.
وَرُبَّمَا جَعَلَ فِيهَا الْأَسْوَدَ، وَرُبَّمَا كَانَتْ مِنْ خُمُرِ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ.
وَكَانَ فُسْطَاطُهُ يُسَمَّى "الْكِنَّ".
وَكَانَ لَهُ مِحْجَنٌ3 قَدْرَ ذِرَاعٍ أَوْ أَكْثَرَ، يَمْشِي وَيَرْكَبُ بِهِ، وَيُعَلِّقُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى بَعِيرِهِ.
وَكَانَتْ لَهُ مِخْصَرَةٌ4 تُسَمَّى "الْعُرْجُونَ"، وَقَضِيبٌ يُسَمَّى "الْمَمْشُوقَ".
وَاسْمُ قَدَحِهِ "الرَّيَّانُ". وَكَانَ لَهُ قَدَحٌ مُضَبَّبٌ غَيْرُ "الرَّيَّانِ"، يُقَدَّرُ أَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ الْمُدِّ.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم انْكَسَرَ، وَاتَّخَذَ مَكَانَ الشِّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ5. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.
وَكَانَ لَهُ قَدَحٌ مِنْ زُجَاجٍ6، وَتَوْرٌ مِنْ حِجَارَةٍ، يَتَوَضَّأُ مِنْهُ كَثِيرًا، وَمِخْضَبٌ مِنْ شِبْهٍ7.
وَرَكْوَةٌ8 تُسَمَّى "الصَّادِرَةَ"، وَمِغْسَلٌ مِنْ صُفْرٍ9، وربعة أهداها له
1 ضعيف: أخرجه أبو داود "2593" في كتاب الجهاد، باب: في الرايات والألوية، وقال الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" "557": ضعيف.
2 حسن: أخرجه الترمذي "1687" في كتاب الجهاد، باب: ما جاء في الرايات، وابن ماجه "2818" في كتاب الجهاد، باب: في الرايات والألوية، من حديث ابن عباس رضي الله عنه وقال الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" "2274": حسن.
3 المحجن: العود معوج الرأس.
4 المخصرة: العصا ونحوها.
5 صحيح: أخرجه البخاري "5638" في كتاب الأشربة، باب: الشرب من قدح النبي صلى الله عليه وسلم وآنيته، من طريق عاصم الأحول عن أنس.
6 مرسل: أخرجه ابن سعد في الطبقات "1/ 2387" عَن عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن عُتْبَة مرسلًا.
7 الشبه: النحاس.
8 الركوة: الإناء الصغير.
9 الصفر: النحاس.
الْمُقَوْقِسُ، يَجْعَلُ فِيهَا الْمِرْآةَ وَمُشْطًا مِنْ عَاجٍ1، وَالْمِكْحَلَةَ، وَالْمِقَصَّ، وَالسِّوَاكَ.
وَكَانَتْ لَهُ نَعْلَانِ سِبْتِيَّتَانِ2، وَقَصْعَةٌ، وَسَرِيرٌ، وَقَطِيفَةٌ. وَكَانَ يَتَبَخَّرُ بِالْعُودِ وَالْكَافُورِ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ بِإِسْنَادِي الْمَاضِي إِلَيْهِ: يُقَالُ تَرَكَ يَوْمَ تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم ثَوْبَيْ حِبَرَةٍ3، وَإِزَارًا عُمَانِيًّا، وَثَوْبَيْنِ صُحَارِيَّيْنِ4، وَقَمِيصًا صُحَارِيًا وَقَمِيصًا سَحُولِيًا5، وَجُبَّةً يَمَنِيَّةً، وَخَمِيصَةً6، وَكِسَاءً أَبْيَضَ، وَقَلَانِسَ صِغَارًا ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، وَإِزَارًا طُولُهُ خَمْسَةُ أَشْبَارٍ، وَمِلْحَفَةً يَمَنِيَّةً مُوَرَّسَةً.
وَأَكْثَرُ هَذَا الْبَابِ كَمَا تَرَى بِلَا إِسْنَادٍ، نَقَلَهُ هَكَذَا ابْنُ فَارِسٍ، وَشَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ هَلْ هُوَ صَحِيحٌ أَمْ لَا؟ .
وَأَمَّا دَوَابُّهُ فَرَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطِنَا فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ اللَّحِيفُ7.
وَرَوَى عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -وَهُوَ ضَعِيفٌ-8 عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةُ أَفْرَاسٍ، يَعْلِفُهُنَّ عند أبي سعد بن سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ. فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يسمّيهنّ:"اللزاز"، "والظّرب"، و"اللّحيف"9. رواه الواقدي عنه. وزاد في الحديث بالسّنن: فَأَمَّا "اللِّزَازُ" فَأَهْدَاهُ لَهُ الْمُقَوْقِسُ، وَأَمَّا اللَّحِيفُ فَأَهْدَاهُ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي الْبَرَاءِ، فَأَثَابَهُ عَلَيْهِ فَرَائِضَ مِنْ نَعَمِ بَنِي كِلَابٍ، وَأَمَّا الظَّرِبُ فَأَهْدَاهُ لَهُ فَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُذَامِيُّ10.
1 مرسل: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 237" عن ابن جريج مرسلًا.
2 صحيح: وقد تقدم من حديث ابن عمر.
3 الحبرة: نوع من الثياب اليمنية.
4 صحاريين: نسبة إلى صحار، وهي قرية في اليمن.
5 نسبة إلى سحول، قرية باليمن.
6 الخميصة: ثوب خز معلم.
7 صحيح: أخرجه البخاري "2855" في كتاب الجهاد، باب: اسم الفرس والحمار.
8 وكذلك ضعفه ابن حجر في "التقريب"، وانظر "الميزان""5279".
9 إسناه ضعيف جدًّا: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 240" وفي إسناده الواقدي، وهو متروك، وفي النسخة عندي "أبي بن عباس بن سهل" وهو ضعيف أيضًا.
10 إسناده ضعيف جدًّا: انظر التخريج السابق.
وَ"اللِّزَازُ" مِنْ قَوْلِهِمْ: لَازَزْتُهُ أَيْ لَاصَقْتُهُ، وَالْمُلَزَّزُ: الْمُجْتَمِعُ الْخَلْقِ.
وَ"الظَّرِبُ": وَاحِدُ الظِّرَابِ، وَهِيَ الرَّوَابِي الصِّغَارُ، سُمِّيَ بِهِ لِكِبَرِهِ وَسِمْنِهِ، وَقِيلَ لِقُوَّتِهِ، وَقَالَهُ الْوَاقِدِيُّ بِطَاءٍ مُهْمَلَةٍ، وَقَالَ: سُمِّيَ الطَّرِبَ لِتَشَوُّفِهِ أَوْ لِحُسْنِ صَهِيلِهِ.
وَ"اللَّحِيفُ": بِمَعْنَى لَاحِفٍ، كَأَنَّهُ يَلْحَفُ الْأَرْضَ بِذَنَبِهِ لِطُولِهِ، وَقِيلَ: اللُّحَيْفُ، مُصَغَّرٌ.
وَأَوَّلُ فَرَسٍ مَلَكَهُ: "السَّكْبُ"، وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَ الْأَعْرَابِيِّ:"الضَّرِسَ"، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بِعَشْرِ أَوَاقِي، أَوَّلُ مَا غَزَا عَلَيْهِ أحد، لَيْسَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ غَيْرُهُ، وَفَرَسٌ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ1. وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُدْعَى:"الْمُرْتَجِزَ"2، سُمِّيَ بِهِ لِحُسْنِ صَهِيلِهِ، وَكَانَ أَبْيَضَ. وَالْفَرَسُ إِذَا كَانَ خَفِيفَ الْجَرْيِ فَهُوَ سَكْبٌ وَفَيِّضٌ كَانْسِكَابِ الْمَاءِ.
وَأَهْدَى لَهُ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ فَرَسًا يُدْعَى الْوَرْدَ، فَأَعْطَاهُ عُمَرَ3.
وَالْوَرْدُ: بَيْنَ الْكُمَيْتِ وَالْأَشْقَرِ.
وَكَانَتْ لَهُ فَرَسٌ تُدْعَى "سَبْحَةً"4، مِنْ قَوْلِهِمْ: طِرْفٌ سَابِحٌ، إِذَا كَانَ حَسَنَ مَدِّ الْيَدَيْنِ فِي الْجَرْيِ.
قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: فَهَذِهِ سَبْعَةُ أَفْرَاسٍ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا، وَذَكَرَ بَعْدَهَا خَمْسَةَ عَشَرَ فَرَسًا مُخْتَلَفٌ فِيهَا، وَقَالَ: قَدْ شَرَحْنَاهَا فِي "كِتَابِ الْخَيْلِ".
قَالَ: وَكَانَ سَرْجُهُ دَفَّتَاهُ مِنْ لِيفٍ.
وَكَانَتْ لَهُ بَغْلَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقِسُ، شهباء يقال لها:"دلّدل". مع حمار
1 إسناده ضعيف جدًّا: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 240" عن سهل بن أبي حثمة، وفي إسناده الواقدي، متروك كما تقدم.
2 إسناده ضعيف جدًّا: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 240" عن ابن عباس، وفي إسناده الواقدي.
3 إسناده ضعيف جدًّا: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 240" عن سهل بن سعد، وفي إسناده أبي بن عباس وهو ضعيف، والواقدي وهو متروك.
4 كذا في المطبوعة، وقد أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 240" عن أنس، ولفظه "سيحة".
يُقَالُ لَهُ: "عُفَيْرٌ"1، وَبَغْلَةٌ يُقَالُ لَهَا:"فِضَّةٌ"، أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ الْجُذَامِيُّ، مَعَ حِمَارٍ يُقَالَ لَهُ "يَعْفُورُ"، فَوَهَبَ الْبَغْلَةَ لِأَبِي بَكْرٍ2، وَبَغْلَةً أُخْرَى.
قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: غَزَوْنَا تَبُوكَ، فَجَاءَ رَسُولُ ابْنِ الْعَلْمَاءِ صَاحِبِ أَيْلَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ، وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْدَى لَهُ بُرْدَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ3، وَالْحَدِيثُ فِي الصِّحَاحِ.
وقال ابن سعد: وبعث صَاحِبُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَغْلَةٍ وَجُبَّةِ سُنْدُسٍ4. وَفِي إِسْنَادِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونَ الْقَدَّاحُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ5.
وَيُقَالُ إِنَّ كِسْرَى أَهْدَى لَهُ بَغْلَةً، وَهَذَا بَعِيدٌ؛ لِأَنَّهُ -لَعَنَهُ اللَّهُ- مَزَّقَ كِتَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَكَانَتْ لَهُ النَّاقَةُ الَّتِي هَاجَرَ عَلَيْهَا مِنْ مَكَّةَ، تُسَمَّى "القصواء"، و"العضباء" و"الجدعاء"6، وَكَانَتْ شَهْبَاءَ.
وَقَالَ أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَةٍ صَهْبَاءَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ، لَا ضَرْبَ وَطَرْدَ، وَلَا إِلَيْكَ إليك7. حديث حسن.
1 مرسل إسناده ضعيف جدا: أخرجه البخاري ابن سعد في "الطبقات""1/ 241" مرسلا، وفي إسناده الواقدي.
2 إسناده ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 241" عن زامل بن عمرو، وفي إسناده أبو بكر بن أبي سبرة والواقدي، وكلاهما متروك.
3 صحيح: أخرجه البخاري "1481" في كتاب الزكاة باب: خرص التمر، ومسلم "1392" في كتاب الحج، باب: أحد جبل يحبنا ونحبه، وأحمد "4/ 424، 425".
4 تقدم بنحوه من حديث أنس.
5 قلت: وهو متروك، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب": منكر الحديث متروك.
6 أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 241" مرسلا، وفي إسناده الواقدي متروك، وبعض هذه الأسماء ورد في الصحيح، أما العضباء فأخرجه البخاري "2871" في كتاب الجهاد، باب: ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، من حديث أنس رضي الله عنه.
وأما القصواء فأخرجه البخاري "2731، 2732" في كتاب الشروط، باب: الشروط في الجهاد، من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، في قصة الحديبية.
7 صحيح: أخرجه النسائي "5/ 270" في كتاب الحج، باب: الركوب إلى الجمار، وابن ماجه "3035" في كتاب المناسك، باب: رمي الجمار راكبا، وأحمد "3/ 413"، والدارمي "1901"، وقال الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" "2461": صحيح، وأخرجه الترمذي "904" في كتاب الحج، باب: كراهية طرد الناس عند رمي الجمار، دون قوله "صهباء".
الصَّهْبَاءُ: الشَّقْرَاءُ.
وَكَانَتْ لَهُ صلى الله عليه وسلم لِقَاحٌ1 أَغَارَتْ عَلَيْهَا غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ، فَاسْتَنْقَذَهَا سَلَمَةُ ابْنُ الْأَكْوَعِ وَجَاءَ بِهَا يَسُوقُهَا2. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ. وَهُوَ مِنَ الثُّلَاثِيَّاتِ.
وَجَاءَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ جَمَلًا فِي أَنْفِهِ بُرَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ، كَانَ غَنِمَهُ مِنْ أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، أَهْدَاهُ لِيَغِيظَ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا رَأَوْهُ، وَكَانَ مَهْرِيًّا3 يَغْزُو عَلَيْهِ وَيَضْرِبُ فِي لِقَاحِهِ4.
وَقِيلَ: كَانَ لَهُ صلى الله عليه وسلم عِشْرُونَ لِقْحَةً بالغابة، يراح إليه منها كلّ ليلة يقربتين مِنْ لَبَنٍ5.
وَكَانَتْ لَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ لِقْحَةً، يَرْعَاهَا يَسَارُ مَوْلَاهُ الَّذِي قَتَلَهُ الْعَرْنِيُّونَ وَاسْتَاقُوا اللِّقَاحَ، فَجِيءَ بِهِمْ فَسَمَلَهُمْ6.
وَكَانَ لَهُ مِنَ الْغَنَمِ مِائَةُ شَاةٍ، لَا يُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ، كُلَّمَا وَلَّدَ الرَّاعِي بُهْمَةً7 ذَبَحَ مَكَانَهَا شَاةً.
1 اللقاح: النوق ذوات الألبان.
2 صحيح: أخرجه البخاري "3041" في كتاب الجهاد، باب: من رأي العدو فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه، ومسلم "1806" في كتاب الجهاد، باب: غزوة ذي قرد وغيرها، من حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.
3 مهريا: من كرائم الإبل.
4 حسن: أخرجه أبو داود "1749" في كتاب الحج، باب: في الهدي، وابن إسحاق في "السيرة""2/ 209"، وأبو نعيم في "الحلية""9815" من حديث ابن عباس، وحسنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود".
5 إسناده ضعيف جدا: أخرجه ابن سعد في "الطبقات""1/ 242" عن معاوية بن عبد الله بن عبيد الله معضلا، وفي إسناده الواقدي متروك.
6 أصل القصة عند البخاري "233" في كتاب الوضوء، باب: أبوال الإبل، ومسلم "1671" في كتاب القسامة، باب: حكم المحاربين، من حديث أنس رضي الله عنه، دون ذكر عدد اللقاح واسم الراعي.
7 البهمة: ولد الضأن.