المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحداث سنة ستة عشرة وأربعمائة - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٢٨

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌أحداث سنة ستة عشرة وأربعمائة

"هَلاك الحجّاج العراقيّين بعَقَبة واقصة" 1:

وفيها: هلك عدد كثير بعَقَبة واقصَة مِن الحُجّاج العراقيّين، عطّلت عليهم الأعْراب المياه والقُلُب ليأخذوا الرَّكْب. وتُسمّى "سنة القرعاءُ". فروى أبو عليّ البرداني الحافظ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عاد الرَّكب وليس لهم ماء، فهلكوا جميعًا بعقبة واقصة2.

1 واقصة: منزل في طريق مكة بعد القرعاء نحو مكة. وقبل العقبة لبني شهاب من طيء، ويقال لها: واقصة الحزون، وهو دون زبالة بمرحلتين. "معجم البلدان 4/ 325"، "5/ 354".

2 انظر: المنتظم "8/ 8 - 16"، والبداية والنهاية "12 - 13 - 17"، والعبر "3/ 110، 111".

ص: 154

‌أحداث سنة ستة عشرة وأربعمائة

"أحداث سنة ست عشرة وأربعمائة":

"انتشار العيّارين ببغداد":.

فيها: انتشرت العيّارون ببغداد، وخرقوا الهَيْبَة، وواصلوا العَمْلات والقتْل.

"وفاة السلطان مشرّف الدّولة":

وفي ربيع الأوّل تُوُفّي مشرّف الدّولة السّلطان، ونُهبت خزائنه.

وهو مشرّف الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ.

"سلطنة جلال الدّولة أَبِي طاهر": واستقرّ الأمر عَلَى تولية جلال الدّولة أَبِي طاهر، فخُطب لَهُ عَلَى المنابر، وهو بالبصرة.

"وزارة ابن ماكولا":

فخلع عَلَى شرف المُلْك أَبِي سعْد بْن ماكولا وزيره، ولقّبه "عَلَم الدّين، سعْد الدّولة، أمين المِلَّة، شرف المُلْك". وهو أوّل مِن لُقَّب بالألقاب الكثيرة.

قلتُ: ولعلّه أول مِن لُقَّب باسمٍ مضافٍ إلى الدين.

"ميل الْجُنْد إلى سلطنة أَبِي كاليجار":

ثمّ إنّ الْجُنْد عدلوا إلى المُلْك أَبِي كاليجار ونوّهوا باسمه، وكان وليّ عصر أَبِيهِ

ص: 154

سلطان الدّولة الّذي استخلفه بهاء الدّولة عليهم فخُطب لهذا ببغداد، وكُوتب جلال الدّولة بِذَلِك، فأصعد مِن واسط.

"رسالة ابن سُبُكْتكين إلى القادر بالله":

وكان قد نفّذ صاحبُ مصر إلى محمود بْن سُبُكْتكين حاجبه مَعَ أَبِي العبّاس أحمد بْن محمد الرّشيديّ الملقّب بزيْن القُضاة. فجلس القادر بالله بعد أن أحضر القُضاة والأعيان، وحضر أبو العبّاس الرّشيديّ وأحضر ما كَانَ حمله صاحب مصر، وأديّ رسالة محمود بْن سُبُكْتكين بأنّه الخادم المخلص الّذي يرى الطّاعة فَرْضًا، ويبرأ مِن كلّ مِن يخالف الدعوة العبّاسية.

فلمّا كَانَ بعد اليوم أُحرقت تِلْكَ الخِلَع الّتي مِن صاحب مصر كما ذكرنا وسُبِك مركب فضّة أهداه، فكان أربعة آلاف وخمسمائة وستين درهمًا، فتصّدق بِهِ عَلَى ضُعَفاء الهاشميّين.

"تفاقم أمر العيّارين في بغداد":

وتفاقم أمرُ العيّارين، وأخذوا النّاسَ جَهَارًا، وفي اللّيل بالمشاعل والشّمْع. كانوا يدخلون عَلَى الرّجل فيطالبونه بذخائره ويعذّبونه.

وزاد البلاء، وأُحرِقت دار الشّريف المرتضى. وغَلَت الأسعار.

"امتناع الحجّ مِن العراق":

ولم يَحُجَّ أحدٌ مِن العراق.

"كثرة الفتن في الأندلس":

وكانت الأندلس كثيرة الحروب والفِتَن عَلَى الملك في هذا الزمان، وهم فرق1.

1 انظر المنتظم "8/ 21"، والبداية والنهاية "12/ 18"، والكامل في التاريخ "9/ 349"، والعبر "3/ 121".

ص: 155