الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجلد الثلاث والثلاثون
الطبقة التاسعة والأربعون
أحداث سنة إحدى وثمانين وأربعمائة
…
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة التاسعة والأربعون:
أحداث سنة إحدى وثمانين وأربعمائة:
"استيلاء الفرنج عَلى مدينة زَوِيلَة":
فيها: استولت الفرنج على مدينة زَوِيلَة من بلاد إفريقيّة، جاءوا في البحر في أربعمائة قطعة فنهبوا وسَبوا، ثمّ صالحهم تميم بْنُ بَادِيس1، وبذَل لهم من خزانته ثلاثين ألف دينار فردّوا جميع ما حَوَوْه2.
"وفاة النّاصر بن علناس":
وفيها مات النّاصر بن عَلنّاس بن حمّاد، وولي بعده ابنه المنصور، فجاءته كُتُب تميم بن المعزّ، وكُتُب يوسف بن تاشفين صاحب مَرّاكُش بالعزاء والهناء3.
"وفاة ملك غَزْنَة":
وفيها مات ملك غَزْنَة الملك المؤيّد إبراهيم بْن مسعود بْن محمود بْن سُبُكْتِكِين4 وكان كريمًا، عادلًا، مجاهدًا، عاقلًا، له رأي ودهاء، ومن مخادعته أنّ السّلطان ملكشاه سار بجيوشه يقصده، ونزل بإسْفِزَار5، فكتب إبراهيم كُتُبًا إلى جماعةٍ من أعيان أمراء ملكشاه يشكرهم، ويعتذر لهم بما فعلوه من تحسينهم لملكشاه أن يقصده: ليتمّ لنا ما استقرّ بيننا من الظَّفَر به، وتخليصكم من يده، ويَعِدُهم بكلّ جميل. وأمر القاصد بالكُتُب أن يتعرَّض لملكشاه في تصيُّده، فأُخِذَ وأحضر عند
1 هو تميم بن المعز بن باديس.
2 الكامل في التاريخ "10/ 166".
3 الكامل في التاريخ "10/ 166، 167".
4 تاريخ الخلفاء "425".
5 أسفزار: بفتح الهمزة وسكون السين والفاء تضم وتكسر وزاي وألف وراء. مدينة من نواحي سجستان من جهة هراة "معجم البلدان 1/ 178".
ملكشاه فقرّره، فأنكر، فأمر بضربه، فأقرّ واخرج الكُتُب، فلمّا فتحها وقرأها تخيّل من أمرائه، وكتم ذلك عنهم خوفَ الوحشة، ورجع من وجهه.
وكان إبراهيم يكتب في العالم خَتْمَةً، ويهديها ويتصدَّق بثمنها، وكان يقول: لو كنتُ بعد وفاة جدّي محمود لما ضَعُفَ ملكُنا، ولكنّي الآن عاجز أن أستردّ ما أُخذ منّا من البلاد لكثرة جيوشهم1.
"ولاية جلال الدّين مسعود المُلْك":
وقام في المُلْك بعد ولده جلال الدّين مسعود، الّذي كان أبوه زوّجه بابنة السّلطان ملكشاه، وناب نظام المُلْك في عُرْسِه عليها مائة ألف دينار2.
"منازلة متولّي حلب لشَيْزَر":
وفيها: جمع أقْسُنْقُر متولّي حلب العساكر، ونازل شيزر، ثمّ صالحه صاحبه ابن منقذ3.
"وفاة الملك أحمد بن ملكشاه":
وفيها: مات الملك أحمد بن السّلطان ملكشاه، وله إحدى عشرة سنة، وكان قد جعله وليَّ عهدٍ أوّل، ونثَر الذَّهَب على الخُطَباء في البلاد عند ذِكْره. فلمّا مات عُمل عزاؤه ببغداد سبعة أيّام بدار الخلافة، ولم يركب أحد فرسًا وناح النّساء في الأسواق عليه، وكان منظرًا فظيعًا4.
"توجُّه ملكشاه إلى سمرقند":
وفيها: توجَّه ملكشاه إلى سَمَرْقَنْد ليملكها5.
1سير أعلام النبلاء "18/ 321".
2 الكامل في التاريخ "10/ 168".
3 الكامل في التاريخ "10/ 168".
4 الكامل في التاريخ "10/ 169".
5 سير أعلام النبلاء "18/ 321".