الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقد الحديد إلى خزانة1 الهرّاس، إلى باب دار الضَّرب، واحترق سوق الصَّاغة، والصّيارف، والمخلّطين والرَّيْحانيّين، وركب الوزير عميد الدّولة2 بن جَهير وأتى، فما زال راكبًا حتّى أُطْفِئ3.
"وقوع البَرَد بالبصرة":
وفيها: وقع بالبصرة بَرَد عظيمٌ كبار، أهلك الحرث والنَّسْل. كانت البَرَدة من خمسة أرطال إلى عشرة أرطال4.
1 في الكامل "خربة" وفي المنتظم "خرابة".
2 في الأصل "عميد الله" والتصحيح من: الكامل والمنتظم.
3 البداية والنهاية "12/ 139".
4 البداية والنهاية "12/ 139"، والمنتظم "9/ 61""16/ 301".
أحداث سنة ست وثمانين وأربعمائة:
"وزارة عزّ الملك":
استُهِلَّت وبركياروق مُنَازِلٌ إصبهان، فخرج إليه جماعة من أولاد نظام المُلْك، فاستوزر عزّ المُلْك بن نظام المُلْك الّذي كان مُتولّي خَوارَزْم1.
"استيلاء تاج الدّولة تُتُش على الرّحبة ونصيبين":
وأمّا تاج الدّولة تُتُش صاحب دمشق، فلمّا علم بموت أخيه ملكشاه جمع الجيوش وأنفق الأموال، وسار يطلب السّلطنة، فمرّ بحلب وبها قسيم الدّولة أقْسُنْقُر فصالحه وصار معه، وأرسل إلى ياغي سيان صاحب أنطاكية، وإلى بوزان صاحبُ الرّها وحَرّان، يشير عليهما بطاعة تُتُش، فصاروا معه، وخطبوا له في بلادهم، وقصَدَوا الرَّحْبة، فملكوها في المحرّم سنة ستٍّ2. ثمّ سار بهم وحاصر نصيبين، فسبُّوه ونالوا منه، فغضب وأخذها عَنْوَةً، وقتل بها خلْقًا ونهبها. ثمّ سلّمها إلى محمد بن شرف الدّولة العُقَيْليّ، وقصدَ الموصل3.
1 الكامل في التاريخ "10/ 219".
2 البداية والنهاية "12/ 144".
3 الكامل في التاريخ "10/ 220"، والبداية والنهاية "12/ 144".
"وزارة ابن جهير":
واستوزر الكافي ابن فخر الدّولة بن جَهير، أتاه من جزرة ابن عمر1.
"وقعة المُضَيَّع":
وكان قد تغلَّب على الموصل إبراهيم بن قُرَيش أخو شرف الدّولة، فعمل معه مصَافًّا، وتُعرف بوقعة المُضَيَّع2، فكان هو في ثلاثين ألفًا، وكان تُتُش في عشرة آلاف فتمَّت الكسْرة على جيش إبراهيم، وأخِذ أسيرًا، ثمّ قُتِل صبْرًا3.
وقيل: إنّ تقدير القتلى من الفريقين عشرة آلاف، امتلأت الأيدي من السَّبْي والغنائم، حتّى أبيع الْجَمَل بدينار، وأمّا الغنم فقيل: أُبيعت مائة شاة بدينار. ولم يُشَاهد أبشع من هذه الوقعة، وقتل بعض نُسوان العرب أنفسهنَّ خوف الفضيحة، ومنهنّ من غرَّقت نفسَهَا.
وأقرَّ تُتُش على الموصل الأمير عليّ بن شرف الدّولة وأمّه صفيّة، وهي عمّة تُتُش، ثمّ بعث إلى بغداد يطلب تقليدًا بالسّلطنة، وساعده كوهرائين فتوقّفوا قليلًا4.
"استقامة الأمور لتاج الدّولة تتش":
وسار تُتُش فملك ميّافارقِين5، وديار بكر وقصد أَذَرْبَيْجَان6، وغلب على بعضها، فبادر بركياروق ليدفع عنه تتش عن البلاد، وقصده، فالتقيا، فقال قسيم الدّولة لبوزان: إنّما أطعنا هذا لننظر ما يكون من أولاد السّلطان، والآن فقد ظهر ابنُه هذا، وينبغي أن نكون معه، ففارقا تُتُش وتحوّلا بعسكرهما إلى بَركيَارُوق، فلمّا رأى ذلك تُتُش ضَعُف ورجع إلى الشّام، واستقام دست بركياروق7.
1 البداية والنهاية "12/ 144".
2 في الأصل: "المصنع" والتصحيح من الكامل "10/ 221".
3 الكامل في التاريخ "10/ 221".
4 الكامل في التاريخ "10/ 221، 222".
5 الكامل في التاريخ "10/ 222".
6 الكامل في التاريخ "10/ 222"، والتاريخ الباهر "13".
7 البداية والنهاية "12/ 145"، والكامل في التاريخ "10/ 223".
"تملك عسكر مصر مدينة صور":
وفيها في جُمَادى الآخرة جاء عسكر المصريّين، فتملِّكوا مدينة صور بمخامرة أهلها، وأُخِذ متولّيها إلى مصر، فقُتِل هو وجماعة1.
"امتناع الحجّ العراقي":
ولم يحجّ أحدٌ من العراق، بل خرج ركْبٌ من دمشق، فنهبهم أمير مكّة محمد بن أبي هاشم، وخرجت عليهم العُربان غير مرّة ونهبوهم، وتمزَّقوا، وقتِل جماعة، ورجع سلم في حالٍ عجيب2.
"الفتنة بين السُّنّة والرَّافضة":
وأمّا بغداد فهاجت فيها فتنةٌ مزعجة على العادة بين السُّنّة والرَّافضة3.
"دخول صدقة بن مزيد في خدمة السلطان ملكشاه":
وسار سيف الدّولة صَدَقَة بن مَزْيَد أميرُ العرب، فلقي السّلطان بركياروق بنَصِيبِين، وسار في خدمته إلى بغداد، فوصلها في ذي القعدة. وخرج عميد المُلْك ابن جَهير الوزير والنّاس معَه إلى لقائه4.
"وفاة جعفر بن المقتدي بالله":
ومات جعفر بن المقتدي بالله، وله ستُّ سِنين، وهو سِبْط السّلطان ملكشاه5.
1 الكامل في التاريخ "10/ 225".
2 الكامل في التاريخ "10/ 225".
3 الكامل في التاريخ "10/ 226".
4 الكامل في التاريخ "10/ 226".
5 البداية والنهاية "12/ 145"، والكامل في التاريخ "10/ 227".