المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحداث سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة: - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٣٣

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌أحداث سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة:

إلى بلده. ثمّ ردَّ إلى خُرَاسان، فوثب عسكر سَمَرْقَنْد بالعميد أبي طاهر، فاحتال حتّى هرب منهم1، وكان كبيرهم عين2 الدّولة، ثمّ ندم وخاف، فكاتب يعقوب أخا الملك صاحب كاشغر فحضر واتّفق معه، وجَرَت أمورٌ، فلمّا اتّصلت الأخبار بالسّلطان كرّ راجعًا إلى سَمَرْقَنْد، فهرب يعقوب3 وكان قد قتل عين الدّولة، فلحِق بفَرْغَانة وهي ولايته، ثمّ هادنه، ورجع بعد فصولٍ طويلة4.

"وفاة ابنة السّلطان":

وكانت ابنة السّلطان زوجة الخليفة أرسلت تشكو من الخليفة لكثره اطّراحه لها، فأرسل يطلب ابنته طلبًا لا بد منه، فأذِن لها الخليفة، ومعها ولدُها جعفر، وسعد الدّولة كوهرائين، فذهب إلى إصبهان، فأدركها الموت في ذي القعدة من السّنة، وعمل الشّعراء فيها المراثي5.

1 الكامل في التاريخ "10/ 171-173".

2 في نهاية الأرب "26/ 328"، "عز".

3 في نهاية الأرب: "يعقوب تكين".

4 البداية والنهاية "12/ 135"، ونهاية الأرب "26/ 328".

5 سير أعلام النبلاء "18/ 321، 322

ص: 6

‌أحداث سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة:

"تسلُّم المصريّين صور وصيدا وعكا وجبيل":

وفيها جاءت عساكر مصر وحاصروا صور، وكان قد تغلب عليها القاضي عين الدّولة ابن أبي عَقِيل، ثمّ تُوُفّي ووليها أولاده، فسلَّموها لضعفهم1.

وسارت العساكر إلى صيدا فتسلموها2.

ثمّ ساروا إلى عكا، فحاصروها وضيّقوا على المسلمين فافتتحوها3.

1 سير أعلام النبلاء "18/ 322"، والكامل في التاريخ "10/ 176".

2 سير أعلام النبلاء "18/ 322".

3 سير أعلام النبلاء "18/ 322".

ص: 6

وملكوا مدينة جُبَيْل، ورتّبوا نوّاب المستنصِر بها، ورجعوا إلى مصر منصورين ظافرين بعزْم أمير الجيوش1.

"تعاظم الفتنة بين السُّنّة والشِّيعة":

وفيها عظُمت البليّة ببغداد بين السُّنّة والشِّيعة، وقُتِل بينهم بشرٌ كثير، وركب شِحْنة بغداد ليكفّهم فعجز، وذلّت الرَّافضة بإعانة الخليفة أعوانه عليهم، وأجابوا إلى إظهار السُّنّة، وكتبوا بالكَرْخ على أبواب مساجدهم: خير النّاس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عليّ فعظُمَ هذا على جهلتهم وشُطّارهم، فثاروا ونهبوا شارع ابن أبي عَوْف، وفي جملة ما نهبوا دار المحدّث أبي الفضل بن خَيْرُون، فذهبَ مستصرخًا ومعه خلْق، ورفعت العامّة الصُّلْبان وهجموا على الوزير وما أَبَوْا ممكنًا، وقُتِل يومئذٍ رجل هاشميّ بسهمٍ غرْبٍ، فقتلت السُّنّة عِوَضَه رجلًا علويًّا واحرقوه. وجَرَت أمور قبيحة، فطلب الخليفة من صدقة ابن مَزْيَد عسكرًا فبعث عسكرًا، وتتبَّعوا المفسدين إلى أن خمدت الفتنة2.

"القحط بإفريقية":

وفيها: كان بإفريقيّة قحطٌ وحروب، ثمّ أمِنوا ورخصت الأسعار3.

"بناء المدرسة التّاجيّة ببغداد":

وفيها: عُمِلت ببغداد مدرسة لتاج المُلْك مستوفي الدّولة بباب أبرز، ودرّس بها أبو بكر الشّاشيّ، وتُعرف بالمدرسة التّاجيّة4.

"عمارة منارة جامع حلب":

وفيها: عمرت منارة جامع حلب5.

1 الكامل في التاريخ "10/ 176"، "وكلها في حوادث سنة 482هـ".

2 الكامل في التاريخ "10/ 176، 177"، "حوادث سنة 482هـ"، وسير أعلام النبلاء "18/ 322"، والبداية والنهاية "12/ 135".

3 الكامل في التاريخ "10/ 179".

4 البداية والنهاية "12/ 135"، "حوادث سنة 482هـ".

5 البداية والنهاية "12/ 135"، والكامل في التاريخ "10/ 180".

ص: 7

"إمساك النَّحْويّ السارق":

وفيها سَرَق رجلٌ نَحْويٌّ أشقر ثيابًا فأُخِذ وهمّوا به فهرب وذهب إلى بلاد بني عامر،

"وبلاده متاخمة الإحساء"1 وقال لأميرهم: أنت تملك الأرض ويتمّ لك وأنت أجدادك أفعالهم بالحاجّ في التّواريخ. وحسّن له نَهْب البصْرة فجمعَ العُربان، وقصدوا البصرة بغتةً، والنّاسُ آمِنون بهيبة السّلطان، فملكها ونهبها، وفَعَلوا كلّ قبيح، وأحرقوا عدّة أماكن، وجاء الصريخ إلى بغداد، فانحدر سعد الدّولة كواهرئين، وسيف الدّولة صَدَقَة بن مَزْيَد، فوجدوا الأمر قد فات، ثمّ أُخِذَ ذلك النَّحْويّ فشُهِّر وصُلِب ببغداد2.

"تعيين مدرّسين في النظامية":

ووصل للنظاميّة مُدرّسان، كلّ واحدٍ معه منشورٌ بها من نظام المُلْك، وهما أبو محمد عبد الوهّاب الشّيرازيّ، وأبو عبد الله الطَّبَريّ. ثمّ تقررّ الأمرُ أنّ كلّ واحدٍ يدرِّس يومًا3.

"وفاة ابن جَهِير":

وفيها: مات فخر الدّولة ابن جَهِير4.

"تسلُّم رئيس الإسماعيليّة قلعة إصبهان":

وفي شعبان تسلَّم ابن الصّبّاح رأس الإسماعيليّة قلعة أصبهان، وذلك أول ظهورهم5. وسيأتي ذكرهم في سنة أربع وتسعين.

1 في الأصل بياض وما بين الحاصرتين من الكامل في التاريخ "10/ 183".

2 البداية والنهاية "12/ 136".

3 البداية والنهاية "12/ 136".

4 البداية والنهاية "12/ 136"، والكامل في التاريخ "10/ 182".

5 المختصر في أخبار البشر "2/ 200".

ص: 8