الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - شعراء الأندلس
مقدمة:
لم يكن قد مر نصف قرن على فتح الأندلس (فى سنة 92/ 711). حتى وجد الشعر، والموسيقى، وعلوم اللغة العربية، وغير ذلك من فروع المعرفة موطنا آخر من مواطن الرعاية، فى قرطبة، مقرّ ملك عبد الرحمن الداخل الأموى (138/ 756 - 172/ 788) المستقل عن العباسيين، وكان الحكام الأول أنفسهم بين أقدم من نعرف من شعراء الأندلس، وعلى ما نعلم، فى الوقت الراهن، بدأ كذلك فى أيام عبد الرحمن الأول الاشتغال بالعلوم التى كانوا يتدارسونها فى القسم الشرقى من الدولة الإسلامية، ومما يذكر فى هذا المقام، أن اللغوى الفقيه والمفسّر الأندلسى/ أبا موسى عبد الرحمن بن موسى الهوّارى، التقى فى رحلته إلى المشرق بكثير من نظرائه. ومنهم فى العراق الأصمعى، وأبو زيد الأنصارى، وغيرهما. وكذلك رحل معاصره الغازى ابن قيس (المتوفى سنة 199/ 815) إلى العراق، وبعد عودته إلى الأندلس أذاع بها «موطّأ» مالك بن أنس (المتوفى سنة 179/ 795). هذا ونعلم أيضا أن جودى بن عثمان النحوى الأندلسى (المتوفى سنة 198/ 814) أدخل كتاب النحو الذى وضعه الكسائى اللغوى الكوفى، إلى الأندلس (انظر: باب علوم اللغة). أما فيما يتعلق بفن الشعر، فلا شك فى صحة القول بأنه كان بين فاتحى الأندلس بعض الشعراء الذين استقرّ بهم المقام هنالك من بعد، وأقدم من أدركناه من الشعراء هو أبو الأجرب جعونة بن الصّمّة الكلابى (المتوفى قبل سنة 138/ 756، يأتى ذكره ص 674) الذى جعل ابن حزم الأندلسى (4) فى طبقة جرير والفرزدق. ومما لا يكاد يعتوره شك» أن الحكام الأمويين فى المغرب (•)، وهم أنفسهم من الشعراء، كانوا على علم بدواوين الشعراء القدامى، التى كانت ذائعة منتشرة فى المشرق، وكانوا أيضا يعرفون معاصريهم من الشعراء العباسيين، الذين تجاوزت شهرتهم حدود أقاليمهم وهم بعد أحياء، ولا يخفى فوق ذلك أن المسلمين، تحفزهم الرحلة لأداء فريضة الحج، قد نمت
(4)«رسالة فى فضل الأندلس» ، نقلها إلى الفرنسية شارل بلا فى andalus 9 /1954 /91: راجع: إحسان عباس، تاريخ الأدب الأندلسى، ص 33.
(•) المقصود هنا بالمغرب الأقاليم الغربية من العالم الإسلامى ومنها الأندلس.
عندهم الرغبة فى الأسفار؛ فجابوا جميع أنحاء العالم الإسلامى، ليلقوا العلماء، ويغشوا مجالس العلم.
وهذا الاتصال الحى بين العلماء، وتأثيرهم فى بعضهم بعضا، لا ينبغى على العموم إغفاله، عند مناقشة التطور الذى مرت به الفروع المختلفة، وكذلك الاشتغال بالعلوم، وذلك كيلا تفترض فروض، يتبين فيما بعد أنها غير صحيحة (انظر مثلا: تاريخ التراث العربى. (Iv ،12
وما يعنينا أساسا، وفى هذا المقام، هو بيان أن الآثار الشعرية لأقاليم المشرق، وقبل كل شئ فى مركز الخلافة، فى القرون الأولى خاصة، كانت معروفة أيضا فى القسم الغربى من محيط الثقافة الإسلامية، وأنه فى بادئ الأمر لا نتبين بعد تطورا خاصا فى الأقاليم المختلفة، وبحسبنا هنا أن نجتزئ بذكر مثالين من بين أمثلة وافرة، على أن الشعراء فى القسمين الشرقى والغربى كانوا على معرفة جيدة/ بشهرة زملائهم، وبمستواهم العلمى: / فقد درج عباس بن ناصح الثقفى (المتوفى نحو سنة 238/ 852، يأتى ذكره ص 673)، من شعراء الحكم ابن هشام، على أن يسأل المسافرين عن أحوال الشعراء والشعر فى مركز الخلافة؛ ليكون على علم دائم بأحوالهما، وكما تخبرنا المصادر، فإن الثقفى قام برحلة لمجرد التعرف إلى أبى نواس، الذى ترامت شهرته إليه، ويتجلى مما دار بينهما من حديث أن أبا نواس كان كذلك على علم حسن بمعاصريه من الشعراء فى الأندلس (5) وكذلك رحل الأديب الشاعر عثمان بن المثنى القيسى (ولد سنة 174/ 790، وتوفى سنة 273/ 886) إلى المشرق، وقرأ على أبى تمام ديوانه، ثم أدخله الأندلس (6).
من الجلىّ أن الشعر الذى تعهّدوه بالأندلس، وكان ممثلوه الأوائل من العرب الأمويين
(5) انظر: طبقات النحويين، للزبيدى 284، 286، تاريخ علماء الأندلس، لابن الفرضى (طبعة ثانية) 1/ 340 - 341
(6)
انظر: طبقات النحويين للزبيدى 288، وقد سبق ذكره ص 554، وراجع:
J. t. monroe، hispano- arabicpoetryduri ngthecaliphateof cordobain: arabicpoetry، wiesbaden 1973، s، 125 - 154.
وأخلافهم، لم يكن من الممكن أن يتطور من فوره مستقلا عن المشرق، وينطبق هذا أيضا على العصر الموافق لصدر الدولة العباسية، ولعل القول بأن هذا الشعر مرّ فيما تلا من تطوره، بأدوار تشبه تلك التى مرّ بها الشعر المشرقى، قول لا يجانب الصواب، ما دام الاتصال الفكرى بقى مكفولا عن طريق الصلات الوثيقة المتنوعة، ولم تبدأ الصفات الناجمة عن اختلاف الأقاليم فى الظهور إلّا على نحو بطئ، وعلى ذلك إذا سمعنا بعض المتقدمين، من ممثلى فن الشعر العربى، يتحدثون عن أسلوب المشارقة أو المغاربة (7)، وجب علينا أن نفهم ذلك بهذا المعنى المقيّد.
ويزداد تصور مسار هذا التطور قوّة، إذا ما أخذنا فى الاعتبار مسيرة التطور فى فروع أخرى من العلوم العربية، وعلى ما اكتسبه إلى الآن كاتب هذه السطور من انطباع، فإن الصلة الفكرية للخلافة الشرقية لم تأخذ فى التراخى إلا بعد القرن الخامس/ الحادى عشر (8).
ومنحى النظر الإجمالى هذا، والذى يتجاوز الشعر إلى فروع أخرى/، لم يوفّ حقه من الاعتبار، فى المؤلفات المتعلقة بهذا الشأن؛ وذلك لأن الدراسات العربية والإسلامية ما زالت فى مرحلة قليلة التطور نسبيّا، وإن لم يكن هذا وحده آخر الأسباب، وأهمية نحو هذا المسلك لما يستقبل من البحث يكشف عنها المقال المشكور الذى كتبه ج. إ جرونباوم (9) بعنوان:
Avicennasrisalaf il- lsqundhofischeli ebe
، فقد بيّن لنا فى جلاء أن
(7) انظر على سبيل المثال مرتضى الزبيدى فى الموضع المذكور سابقا ص 284، 286.
(8)
يرى هـ. بيريس H.peres (poesie I أن الشعر الأندلسى قد بدأ يأخذ سمات خاصة تختلف عن سمات الشعر العربى فى المشرق وعن الشعر الأندلسى نفسه فى القرون السابقة وذلك منذ القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى فى عصر ملوك الطوائف بالأندلس.
(9)
ظهر الأصل الإنجليزى بعنوان
avicennasrisalaf il- isqandcourtlylov ein: jnes 11/ 1952/ 233 - 238.
ووردت الترجمة الألمانية فى kri tikunddichtkunst ،wiesbaden 1955 ،71 - 77 ولدينا بعد ذلك فى نظرية العشق، وشعر الغزل ثلاثة تآليف شاملة:
loisanitagiffen، theoryofprofanel oveanongthearabs: thedevelopmentof thegenre، newyork- london 1971;
نفسها،
Lovepoetryandlov etheoryinmedieva larabicloteratur eon: arabicpoetry، wiesbaden 1973، s. 107 - 124; M. sobh، lapoeslaamorosaa rabigo- andaluzain: riei 16/ 1971/ 71 - 109.
مختلف مراحل تطور الأسس النظرية للحب العذرى، التى عرضها العالم الشاعر ابن حزم الأندلسى (المتوفى سنة 456/ 1064) عرضا بارعا فى «طوق الحمامة» ، لا يمكن تتبعها إلّا من طريق النظر فى المصادر المشرقية التى توافقها فى زمانها؛ وإن كان ابن حزم لم يطلع على العرض الفلسفى لمعاصره الأسنّ منه ابن سينا (المتوفى سنة 428/ 1037).
هذا وقد يكون لضياع الدواوين، التى ترجع إلى عصر ملوك الطوائف بالأندلس، وحتى عصر ابن دراج (المتوفى سنة 421/ 1030) دخل كبير فى أن الباحثين المحدثين لم يتناولوا هذه الفترة من فترات الشعر الأندلسى إلا نادرا. ومع ذلك يبدو أن أكبر الأسباب هو أن مسألة تأثير الشعر العربىالأندلسى فى شكل شعر التروبادور وأسلوبه قد استأثرت إلى حد بعيد بانتباه الباحثين. و «دعوى التأثير» قد قيل بها نحو أواخر القرن الثامن عشر (10)، ولا تزال إلى اليوم موضع جدل شديد. وليس الجدل فيها مقصورا على المشتغلين بالدراسات العربية فحسب، وإنما يشارك فيها أيضا أصحاب الدراسات الرومانية الذين أضافوا إلى مادته- نظرا إلى ما بين الموشح والزجل العربيين، وكلاهما أشعار تتألف من أدوار، وأبيات تختمها تعرف بالخرجة، وبين شعر التروبادور من شبه شكلى- مسألة أيهما أصل للآخر. هذا ويعلم كل من له معرفة بالأدب العربى أن أفراد كل من الفريقين/ قد انتهوا إلى «آراء متفاوته حول تبعية أحدهما للآخر» ، «جمعت كل المراتب التى تقع بين الإقرار التام والإنكار» (11).
وحتى منتصف القرن الذى نحن فيه، حينما اكتشف م. س. شترن
M. s. stern،
باحث شعر الأدوار الأندلسى، أبياتا ختامية «مستعربة» بها ألفاظ إسبانية، فى طائفة من الموشحات (أى أشعار فصيحة ذات أدوار وخرجة) العبرية والعربية، صارت الغلبة فى الجدال للجانب الذى يقول بالنظرية العربية، وانطلق أصحابها أساسا أن نوعى
(10).
juanandres، dell، origine، orogressieestato attualedognilett eratura، 7 vols. parme 1782 - 1799
وطبعة أخرى موسعة فى ثمانية مجلدات، روما 1808 - 1817، ورأيه فى تأثير الشعر الأندلسى فى شعر التروبادور انتقده estebanarteaga انتقادا شديدا، فى:
dellainfluenzade gliarabisullorig inedellapoesiamo dernain europa، rom 1، 91
وراجع a.r.nyki ،hispano -arabicpoetry: المقدمة ص xiv ،xi.
(11)
w. hoenerbachundh. ritter، neuematerialienz umzacalin: oriens 3/ 1950/ 266.
الموشحات والزجل- يتميزان باشتمالهما على أدوار وتعدد القافية فيهما (12) اللذين طفقا يظهران بالأندلس ابتداء من أواخر القرن الثالث/ التاسع، يمكن أن يكون منشؤهما من الشعر المسمّط، الذى يمكن تعقّبه إلى القرن الثانى/ الثامن، بل ربما أيضا إلى القرن السادس للميلاد. إن الموشح والزجل بمعناهما الدقيق، وهما يتميزان عن المسمّط فى خطة القافية، من استحداث شعراء الأندلس.
ويظهر الموشح أولا عند مقدّم بن معافى القبرى (كان حيّا سنة 300/ 912، يأتى ذكره ص 679). على أن فحص وتقويم بعض قصائد ذات أدوار من بحرى الهزج والرمل، فى آخر ديوان أبى نواس، قد أبطل القول بأن مقدّم هو الذى اخترع الموشح (13) ويتبدّى الآن اتجاه إلى النظر إلى الموشح على أنه صيغة لها بوادرها فى الشعر القديم (14) وقد أحدث نشر الموشحات العبرية والعربية ذات الخرجات «المستعربة» (فيما بين 1948 و 1953) نقطة تحول فى الجدال (15) / وبات الآن كثير من أصحاب الدراسات الرومانية يتابعون جوليان ربيرا
julianriebera
على دعواه (16)، التى مفادها أن الموشحات والأزجال الأندلسية مدينة بنشأتها إلى شعر عاطفى رومانى كان قائما من قبل.
(12) انظر hartmann ،muwassah 111 - 113.
(13)
انظر nykl فى الموضع المذكور ص 269.
(14)
w. hcenerbach، dievulgararabisc hepoetikal- katabal- atilal- haliwal- murahhasal- galides saffyaddinal- hilli، wiesbaden 1956، s، 16 - 17; k. heger، diebisherveroffe ntlichtenharqasu ndihredeutungen، tubingen 1960، s. 8.
(15)
s. m. stern، lesversfinauxene spagnoldanslesmu wassahshispano- hebraiques. unecontributiona eta letudeduvieuxdia lecteespagnol" mozararabe" in: andalus 13/ 1948/ 299 - 346; s. m. stern، unmuwassah arabeavecterimin iasonespagnolein: andalus 14/ 19249/ 214 - 318; sten، studiesonibnquzm anin: andalus 16/ 1951/ 379 - 425; stern، les، chanconsmozarabe s. lesversfinaux (kharijas) enespagneldans lesmuwashshahsar abesethelbreux، palermo 1953; s. m. stern، hispano- arabicstrophicpo try، london 1974.
(16)
elcancionerodeab encuzman. discursosleidose nlarealacadmiaes panola، madrid 1912
وفى حين أن أغلب المشتغلين بالدرسات العربية أمسكوا عن الجزم بشئ، نجد إميليو جارسيا جومز
e. garciagomez
يعرب عن اقتناعه بأن العثور على أبيات الخرجة المستعربة فى الموشحات العبرية والعربية هو اكتشاف هائل بالنسبة لبحث القضية (17). ومن رأيه أيضا أن أغلب الخرجات أقدم من الموشحات التى تحويها، وأنها كانت موجودة من قبل على هيئة أناشيد قصار، وأبيات الخرجات التى حفظها التقليد العربى لا تتميز على أخواتها الأقدم منها إلّا فى لغتها، (18) لا فى روحها (19).
وقد نخرج عن حد الإيجاز الذى التزمناه فى هذا العرض، لو بسطنا الخلاف، والآراء المربكة التى قيلت فى الأصل الرومانى المزعوم للخرجات، وحسبنا فى هذا المقام أن نوحى إلى أن أميركو كاسترو americocastro وقرنر رس Wernerross المشتغلين بالدراسات الرومانية قد تصديا لمعارضة نظرية الأصل «الرومانى» (20) فى حين أن مارجت فرنك الترى (21) mar gitfrenkalatorre و پيير لوجانتى (22) pierrelegentil يستبعدان وجود نقاط اتصال بين الشعر الرومانى والعربى، منطلقين من كثرة عدم التطابق بين الموشح والخرجة فى الموضوع. وييير لو جانتى الذى يعدّ افتراضه للوجود المتوازى للشعرين توفيقا بين الرأيين المتناقضين، قد حاول فى بداية العقد السابع أن يعرض وجهة نظره، مستندا إلى
(17)
Laliricahispano- arabeylaaparicio ndelaliricaroman icain: andalus 21/ 1956/ 307،
راجع ايضا
G. e. vongrunebaum،" liricaromanica" beforethearabcon questin: andalus 21/ 1956/ 403 - 405.
(18)
الموضع المذكور ص 327 - 328.
(19)
الموضع المذكور ص 330.
(20)
a. castro، mozarabicpoetrya ndcastile
…
in: conparativeliter ature 4/ 1952/ 188 - 189; w. ross، sinddie hargasrestereine rfruherenromanis chenlyrik? in: archivfurdasstud iumderneuersspra chen 193/ 1956/ 129 - 138.
كلا المقالين معروفان لدىّ من ملخص نظريتهما الذى أورده k.heger فى الموضع المذكور ص 19 - 20.
(21)
انظر k.heger: فى الموضع المذكور، ص 19
(22)
المرجع السابق ص 19.
اعتبارات جديدة (23) / ليس لدينا بعد بحث شامل لأصحاب الدراسات العربية (24) يناقش حجج وفروض أصحاب الدراسات الرومانية بعد اكتشاف الخرجات المستعربة، ويصدر فيه حكما نقديا بالنسبة للرأى السائد بين المشتغلين بالدراسات العربية، عن تأثير الشعر الأندلسى فى أغانى التروبادور، وفى نظرى لم يحدث باكتشاف الخرجات المستعربة أىّ تغير أساسى فى مسألة الشعر العربى الأندلسى، وتأثيره فى شعر التروبادور، وأود أن أجمل هذه المسألة على النحو التالى:
إن أصل النوع الأدبى للقصيدة العربية ذات الأدوار يعود، مع نوع الشعر المسمّط، إلى القرن السادس للميلاد فى أكثر الاحتمال، ويبدو أن أنواعا أخرى من القصيدة ذات الأدوار كالمخمّس والمزدوج، كانت أيضا معروفة فى زمان متقدم نوعا ما (25)، ومن المرجّح أنه كان ثمة تأثير فارسىّ فى صوغ المزدوج على الأقل، وفضلا عن ذلك فمن الثابت أن نوعا آخر من الشعر ذى الأدوار، وهو الشلوك (sloka) الهندى، كان معروفا عند العرب فى القرن الثانى/ الثامن (سبق ذكره ص 438)، ومن المحتمل أن أن يكون الموشح مدينا بنشأته لهذه الأشعار ذات الأدوار، والأمر الحاسم فى مسألتنا هو أن صيغة سابقة مهدت
(23)
lastrophezadjaks que، leskhardjasetlep roblemedesorigin esdulyrismeroman in: romania (paris) 84/ 1963/ 1 - 27، 209 - 250، 409 - 411.
وليس مقنعا رأى briandutton فى:
(somenewevidencef ortheromanceorig inesofthemnwashs hahasin: bull. ofhisparnicstud.
(81 - 73 /1965 /62
الذى ذكره) j.t.monroe الموضع المذكور، ص 133 - 134)، ومؤداه أن اسم (ال) مقدم (كذا، على أنه لقب) بن معافى، وكذلك اسم أبيه، إسبانيان (انظر فى الاسم العربى «مقدم» الكبير الاستعمال: ابن الكلبى/ كاسكل 2/ 431، تهذيب ابن حجر 10/ 288، وانظر فى اسم «معافى» تاريخ التراث العربى، (i، 348، 522 وأن مصطلحات الموشح (المركز والقفل
…
إلخ) مردّها إلى مصطلحات رومانية.
(24)
ينبغى لنا أن نذكر فى هذا المقام أن ف. هو نرباخ، بأعماله العديدة المشكورة، وبما حققه من النصوص. قد أسدى مشاركات قيمة، فيما يتعلق بالبحث العلمى فى المستقبل. وهو يقف من رأى أصحاب الدراسات الرومانية موقفا أقرب إلى الشك (انظر. (dievulga rarabischepoetik
…
،s.19:
(25)
انظر فيهما مثلا: العمدة، لابن رشيق 1/ 118 - 121، وراجع j.t.monroe فى الموضع المذكور، ص 134.
للموشح كانت معروفة فى العراق فى القرن الثانى/ الثامن أو فى القرن الثالث/ التاسع، على أبعد تقدير (26)، وإذا كنا لا ندرى حاليا إذا ما كان الموشح قد اتخذ فى الشرق صفة الشعر الشعبى فى زمن متقدم كهذا، فإن وجود شعر شعبى، عامىّ فى بعضه، ممثلا فى ذلك الشعر ذى الأدوار الذى يسمونه المواليّا، ثابت بالتأكيد للقرن الثالث/ التاسع/ إن لم يثبت للقرن الثانى/ الثامن (27) أما الأغانى الشعبية الأخرى ذات الأدوار، أى «كان وكان» و «قوما
…
»، فيبدو أنهما ظهرا بعد المواليّا (28) إن مجئ الموشحات والمواليات ضمن أشعار وأناشيد أخرى، من المشرق إلى الأندلس الإسلامية، لهو أمر يفوق مجرد الاحتمال، وليس من قبيل المصادفة والاتفاق أن تطالعنا الموشحات الأولى بالأندلس عند تحول القرن الثالث/ التاسع إلى القرن الرابع/ العاشر، وإن نشوء الزجل الشعبى غير المعرب من الموشح، كما تخبرنا بعض المصادر العربية، (29) ليظهر لنا طبيعيّا تماما، بالنظر إلى مسار تطوره فى المشرق، وغير ذلك من الأسباب.
إن أصحاب الدراسات الرومانية الذين اشتغلوا إلى الآن، ببحث العلاقة بين الشعر الأندلسى وشعر التروبادور، يبدو أنهم لم يقفوا على تطور الأشعار والأغانى الشعبية ذوات الأدوار فى المشرق.
ونحن مطالبون بعد بالاجابة عن مسألة، وهى هل يمكن عدّ ظهور الخرجات «المستعربة (30)» فى الموشحات العربية والعبرية، دليلا كافيا على وجود شعر رومانى شفوى غير مدون، اتّخذ مثالا لشكل الموشح والزجل العربيين؟ أو هل يمكن اعتباره برهانا أيضا على وجود شعر شعبى عربى، وآخر رومانى جنبا إلى جنب؟ ويجب علينا عند
(26) انظر فيها:
gorciagonez، unepre- muwassahaatribui daaabunuwasinand alus 21/ 1956/ 406 - 414، e. wagner، abunuwas. einestudiezurara bischenliteratur derfruhen، abbasidenzeit، wiesbaden 1965، s. 228. ff.
(27)
w.hoenerbach فى الموضع المذكور، ص 26 - 28.
(28)
انظر فى هذين النوعين المرجع السابق، ص 46 وما بعدها، و 53 وما بعدها.
(29)
المرجع السابق، ص 16
(30)
s.m.stern: andalus 13 /1948 /334 - 340 وراجع k.heger فى الموضع المذكور ص 52.
الإجابة عن ذلك، أن ننطلق من أنّ الموشحات الأندلسية كانت لها بوادر فى المشرق، وأنه كانت هنالك أيضا أنواع شعرية أخرى جارية ذات أدوار، وأن الأندلس كانت مندمجة اندماجا ثقافيا وعلميا كاملا مع الدولة الإسلامية فى المشرق، وخاضعة خضوعا تاما لتأثيرها. هذا ويجب ألّا يغيب عن بالنا أنه ليست الأزجال والموشحات هى التى تظهر فى لهجة مستعربة، وإنما الأبيات الخاتمة فقط فى بعض الموشحات، إن اعتياد بعض الشعراء ممّن تكلّم باللغتين العربية والإسبانية (31)، أن ينظموا، لعلّة لا نعرفها، الأبيات الأخيرة بلغة مستعربة، وقد كانت حتى ذلك الحين تنظم بالعربية، ينبغى اعتباره خاصة محليّة فى تطور الشعر الشعبى الأندلسى. هذا وإن لم يبعد أنه قد استعيرت بعض الأبيات الأخيرة من أناشيد شعبية أخرى، متقدمة عليها فى الوجود، إلّا أن ذلك لا يعنى بالضرورة/ أن شعرا عاطفيا رومانيا سابقا على الموشح والزجل العربيين، هو ما «أضفى جودة أدبية» على اللغة العربية (32) ولا يستبعد أيضا أن تكون الخرجات قد استعيرت من أشعار أو أناشيد شعبية مستعربة، نشأت بدورها مستندة إلى التقليد الأندلسى العربى.
ولعل أصحاب الدراسات الرومانية يخفّفون من حدة معارضتهم لنظرية تأثير الشعر العربى على شعر التروبادور الرومانى، إن هم أخذوا فى اعتبارهم قضية استقبال أو تلقّى العلوم العربية، ومحاولة هضمها واندماجها فى إسبانيا، وغيرها من مراكز الثقافة فى أوربا.
(31) انظر k.heger فى الموضع المذكور ص 49 وما بعدها.
(32)
كما ذهب r.menendezpidal راجع، k.heger فى الموضع المذكور، ص 50