المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رابعا: الوضوح والبيان: - آداب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه

[عدنان الجابري]

فهرس الكتاب

- ‌تمهيد:

- ‌فأما الآداب لغةً:

- ‌والحوار في اللغة:

- ‌الفصل الأول: آداب الحوار النفسية عند مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌أولاً: الإخلاص وصدق النيّة:

- ‌ثانياً: تهيئة الجو المناسب:

- ‌ثالثاً: الإنصاف والعدل:

- ‌رابعاً: الحلم والصبر:

- ‌خامساً: العزة والثبات على الحق:

- ‌سادساً: حسن الاستماع:

- ‌الفصل الثاني: آداب الحوار العلمية عند مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌أولاً: العلم

- ‌ثانياً: التدرج والبدء بالأهم:

- ‌ثالثاً: الاستناد إلى الدليل:

- ‌رابعاً: الوضوح والبيان:

- ‌خامساً: الرد على الشبه بما يناسبها:

- ‌الفصل الثالث: آداب الحوار اللفظية عند مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌أولاً: الكلمة الطيبة والعبارة المناسبة:

- ‌ثانياً: حسن العتاب:

- ‌ثالثاً: التذكير والوعظ:

- ‌رابعاً: أدب السؤال:

- ‌خامساً: الإعراض اللفظي:

- ‌سادساً: البعد عن التعميم:

- ‌الفصل الرابع: الآثار التربوية للحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه

- ‌أولاً: ظهور العلم

- ‌ثانياً: تمييز الحق من الباطل:

- ‌ثالثاً: كف عدوان المبطلين والمعاندين:

- ‌رابعاً: توحيد الصفوف وجمع الكلمة:

- ‌خامساً: الثواب والأجر من الله سبحانه:

- ‌قائمة المصادر والمراجع

الفصل: ‌رابعا: الوضوح والبيان:

‌رابعاً: الوضوح والبيان:

لا شك أن مصعب بن عمير رضي الله عنه كان فصيح اللسان ، وهذا من طبيعة العرب في ذلك الزمان ، وفي بيانه رضي الله عنه كان دقيقاً في اختيار الدليل ، فيتضح لنا من خلال الآية السابقة أن مصعب بن عمير رضي الله عنه قد اختار ذلك الدليل؛ لأنه يعرف مدى فصاحة العرب وبلاغتهم، ومدى اهتمامهم باللغة العربية من خلال الرجز والشعر والنثر ، فتفتخر به القبائل وتتباهى به؛ لذلك أتى بهذا الدليل بما يناسب أحوالهم؛ وليعطي ما جاء به قوةً ومتانةً.

وقد كان رضي الله عنه يقتصد في كلامه ، ولا يطيل إلا للبيان والتوضيح كما فعل مع سعد بن معاذ رضي الله عنه عندما عرض عليه الإسلام (1) ، كما أنه لا يجادل ولا يكثر من الحشو في الكلام ، فقد قال لسعد رضي الله عنه:" أو تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمرا ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره "(2).

‌خامساً: الرد على الشبه بما يناسبها:

لقد كان مصعب بن عمير رضي الله عنه يواجه الشبه بكل قوة ، ولم يتوانَ ولم يتردد في الرد عليها ، ففي ذلك اليوم الذي رجع فيه إلى مكة ذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم جاء إلى أمه فقالت له:" إنك لعلى ما أنت عليه من الصَّبْأَةِ بعدُ! قال: أنا على دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله "(3) ، فأرادت أمه من هذه الشبهة أن تُلبِّس على ابنها وتصده عن الدين الإسلامي ، فرد مصعبٌ رضي الله عنه

(1) ابن هشام: السيرة النبوية ، 1/ 435.

(2)

المصدر السابق.

(3)

ابن سعد: الطبقات الكبرى ، 3/ 88.

ص: 16