الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سادساً: البعد عن التعميم:
لقد كان مصعب بن عمير رضي الله عنه في حواره مع أمه ، ورغم محاولاته الجادة في إسلامها ، إلا أنها أبت ، بل أرادت حبسه والتضييق عليه ، فقال رضي الله عنه:" لئن أنتِ حبستِنِي لأحرصن على قتل من يتعرض لي "(1) ، فلم يعمم رضي الله عنه على قومه كلهم ، بل حدد في ذلك من يتعرض له ، إذ إن من الإنصاف أن تكون العقوبة والجزاء على المخطئ ، كما أن للمحسن الإحسان ، ومن التعدي والظلم تعميم الخطأ، وإنزاله على أناس لم يكن لهم في ذلك مشاركة ولا تأييد ، فلعل أمه اقتنعت بحسن أدب ابنها وإنصافه في حواره؛ لذلك قالت له:" فاذهب لشأنك "(2) ، وفي ذلك يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «إن أعظم الناس فرية لرجل هاجى رجلاً فهجا القبيلة بأسرها» (3) ، فهذا من تمام العدل الذي أمر الله به وحث عليه ، إذ كيف يخطئ فرد من الأفراد فيؤاخذ بخطئه مجتمع كامل.
(1) ابن سعد: الطبقات الكبرى ، 3/ 88.
(2)
المصدر السابق ، 3/ 88.
(3)
ابن ماجه: سنن ابن ماجه ، كتاب الآداب ، باب ما كره من الشعِر ، 2/ 1237 ، رقم 3761. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ، مكتبة المعارف ، الرياض ، ط1 ، 1415هـ ، 2/ 390 ، رقم 763.