الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القرآن الكريم بالحروف اللاتينية فحسب؛ بل يفيد - أيضا - عدم إمكانية كتابة وقراءة أي كتاب عربي بتلك الحروف.
وكما ذكرنا أعلاه: إنه لا يمكن كتابة وقراءة وفهم أي متن عربي، وخاصة النص القرآني بالحروف اللاتينية.
وهذا هو رأينا العلمي بالخصوص، والله أعلم.
رئيس اللجنة العليا
للشؤون الدينية
وجهنا إليها السؤال، فتفضلت بالجواب مشكورة.
[الفصل الرابع علماء وشيوخ وأساتذة ومدرسون مدراء وخطباء ودعاة ومفتون]
معاصرون ومجلات
الفصل الرابع علماء وشيوخ، وأساتذة
ومدرسون
مدراء وخطباء
ودعاة ومفتون معاصرون
ومجلات
(29)
الدكتور عبد الحليم محمود
شيخ الجامع الأزهر (الأسبق) القاهرة - مصر المحاولات لتحريف القرآن الكريم، مستمرة ودائمة. . منذ عهد قديم، وقد تمثلت أولا في الخروج بتفسيره عن هدي الدين، وصرف المسلمين عن هدايته بأخبار موضوعة تبلبل المفاهيم وتصرفها عن روح الدين، كما هو ملاحظ في بعض التفاسير من الإسرائيليات، والحشو.
ومن ناحية ثانية: فقد حرفت بعض الطوائف معاني القرآن الواضحة الظاهرة إلى معان باطنة! لا تمثل إلا ما يهدم الدين تحت دعوى الخصوصية والفهم الذي لا يقبل الخطأ ونحو ذلك! وتمثلت هذه المحاولات: في القضاء على لغة القرآن وتوجيه الطعنات إليها، ثم إلى القرآن.
ثالثا: بتغيير رسمه، وكيفية نطقه.
وآخر هذه المحاولات تغيير " القرآن الكريم " بحذف بعض الكلمات منه، أو تغيير شكل الكلمة، حتى يتغير المعنى تبعا لذلك، وطبع مصاحف محرفة طبعات أنيقة وتم نشرها على أوسع نطاق!
وعلماء المسلمين يحفظون القرآن في صدورهم، ويكشفون ما استطاعوا من هذا التزييف، والأزهر يمارس نشاطا كبيراٌ في مجال القضاء على كل محاولات التحريف، فتقوم لجنة المصحف التابعة لمجمع البحوث الإسلامية باعتماد ما تراه صحيحا من المصاحف قبل الطبع.
وتفحص المصاحف المزورة وتصدر نشرات عنها وعن طبعاتها، وتنبه البلاد الإسلامية إلى خطرها.
والأمل كبير في أن تتكاتف الحكومات الإسلامية أمام هذا المظهر الخطر من محاولات تزييف الدين
والتراث في أقدس مخلداته، وهو القرآن الكريم الذي:{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42](1) .
نقلا عن فتاواه (ج 1 ص 157) ط دار المعارف بمصر.
(30)
الشيخ محمد عبد الله دراز من علماء الأزهر الشريف روعي في تسميته قرآنا كونه متلوا بالألسن، كما روعي في تسميته كتابا كونه مدونا بالأقلام، فكلتا التسميتين من تسمية الشيء بالمعنى الواقع عليه، وفي تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أنه من حقه العناية بحفظه في موضعين لا في موضع واحد، أعني: أنه يجب حفظه في الصدور والسطور جميعا
(1) سورة فصلت، آية:(42) .
قال تعالى {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282](1) فلا ثقة لنا بحفظ حافظٍ، حتى يوافق الرسم المجمع عليه من الأصحاب، المنقول إلينا جيلا بعد جيل، على هيئته التي وضع عليها أول مرة، ولا ثقة لنا بكتابة كاتب، حتى يوافق ما هو عند الحفاظ بالإسناد الصحيح المتواتر.
وبهذه العناية المزدوجة التي بعثها الله في نفوس الأمة المحمدية اقتداء بنبيها صلى الله عليه وسلم بقي القرآن محفوظا في حرز حريز، إنجازا لوعد الله الذي تكفل بحفظه، حيث يقول:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9](2) ولم يصبه ما أصاب الكتب الماضية من التحريف والتبديل وانقطاع السند.
(1) سورة البقرة، آية:(282) .
(2)
سورة الحجر، آية:(9) .
(31)
الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني
مدرس علوم القرآن وعلوم الحديث
بكلية أصول الدين جامعة الأزهر مصر جمال القرآن اللغوي هو تلك الظاهرة العجيبة التي امتاز بها القرآن في رصف حروفه وترتيب كلماته، ترتيبا دونه كل ترتيب ونظام، تعاطاه الناس في كلامهم، وبيان ذلك: أنك إذا استمعت إلى حروف القرآن خارجة من مخارجها الصحيحة تشعر بلذة جديدة في رصف هذه الحروف، بعضها بجانب بعض في الكلمات والآيات هذا ينقر، وذاك يصفر، وهذا يخفى، وذاك يظهر، وهذا يهمس وذاك يجهر. . إلى غير ذلك، مما هو مقرر في باب مخارج الحروف وصفاتها في علم التجويد.
ومن هنا يتجلى لك جمال لغة القرآن حين خرج
إلى الناس في هذه المجموعة المختلفة المؤتلفة الجامعة بين اللين والشدة، والخشونة والرقة والجهر والخفية، على وجه دقيق محكم، وضع كلا من الحروف وصفاتها المتقابلة في موضعه بميزان حتى تألف من المجموع قالب لفظي مدهش وقشرة سطحية أخاذة امتزجت فيها جزالة البداوة في غير خشونة، برقة الحضارة من غير ميوعة وتلاقت عندها أذواق القبائل العربية على اختلافها بكل يسر وسهولة، ولقد وصل هذا الجمال اللغوي إلى قمة الإعجاز، بحيث لو داخل في القرآن شيء من كلام الناس لاعتل مذاقه في أفواه قارئيه واختل نظامه في آذان سامعيه!
ومن عجيب أمر هذا الجمال اللغوي، وذاك النظام الصوتي، أنهما كما كانا دليل إعجاز من ناحية، كانا سورا منيعا لحفظ القرآن من ناحية أخرى، وذلك أن من شأن الجمال اللغوي والنظام
الصوتي، أن يسترعي الأسماع، ويثير الانتباه ويحرك داعية الإقبال في كل إنسان، إلى هذا القرآن الكريم، وبذلك يبقى أبد الدهر سائدا على ألسنة الخلق وفي آذانهم، ويعرف بذاته ومزاياه بينهم، فلا يجرؤ أحد على تغييره وتبديله، مصداقا لقوله سبحانه:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9](1) .
نقلا عن كتابه (مناهل العرفان في علوم القرآن) ج 2 ص 312 ط دار الفكر.
(32)
الشيخ محمد شاكر من علماء مصر هل يريد أولئك الذين أصابتهم حمى التجدد والانتقال، بثورتهم هذه على القرآن الكريم في ثوبه
(1) سورة الحجر، آية:(9) .
العربي: أن يشهدوا آخر مصرع للجامعة الإسلامية؟ ! إذ يجدون في الجمهورية التركية قرآنا تركيا، وفي المستعمرات الإنكليزية قرآَنا إنكليزياَ وفي مستعمرات الدول الأخرى قرآنا فرنسيا، وآخر إيطالياٌ، أو إسبانيا، أو هولانديا!
نقلا عن كتابه (القول الفصل في ترجمة القرآن الكريم) ص (11 - 12) .
(33)
الشيخ علال الفاسي
من علماء الطبقة الأولى بجامع القرويين فاس - المغرب انبعث الجذال في هذه المسألة حينما فكر مصطفى كمال في نقل القرآن إلى التركية، وترجمة الفاتحة والأذان باللغة التركية، وكانت أسباب
الاستنكار لذلك زيادة على ما بينه العلماء الأقدمون، مما يمس إعجاز القرآن والتحدي بلفظه ومعناه، ترجع إلى ما يمكن أن يحدث ذلك من الشعور بالاختلاف بين المسلمين في العبادات وفي فهم القرآن المترجم، أما الأسباب التي استعملها الأتراك لتبرير الفعل فترجع إلى ضرورة استعمال اللغة القومية قي العبادات والمعاملات، وهي علة تتنافى مع مقاصد الوحدة في الإسلام.
وهناك أسباب أخرى تستوجب الاعتبار وهي:
أن القرآن أنزل للمسلمين جميعا، لا فرق بين عربهم وعجمهم، وأن الواجب يقضي بتعميم الاستفادة منه للجميع.
نقلا عن كتابه (مقاصد الشريعة الإسلامية) ص 104.
(34)
الدكتور عبد الغني الراجحي
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر نحن لا نوافق على هذا العمل الطائش: أن تكتب الألفاظ القرآنية بحروف لاتينية، وهو يفتح الباب لأن يكتب القرآن بحروف إنجليزية أو صينية أو يابانية، فيقوم بدل القرآن الواحد المنقول إلينا بالتواتر رسمه ولفظه وإملاؤه: قرآنات كثيرة!
حاشي لله، والله يقول:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2](1) فالعربية والقرآن متلازمان لا ينفكان؛ ثم إن هذا يفتح الباب لتعدد القرآن كتعدد الأناجيل، وفي ذلك من الفساد ما لا يحصى، وأما إبلاغ هداية القرآن إلى الناس، فيأتي بالترجمة المعنوية لمعاني القرآن الكريم حتى تصل هدايته إلى الناس بطريق الترجمة مع الاحتفاظ
(1) سورة يوسف، آية:(2) .
بأصله العربي المنزل عليه والعض عليه بالنواجذ: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الزمر: 28](1) .
وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(35)
الشيخ يوسف بن عبد الرحمن البرقاوي
الزرقاء - المملكة الأردنية الهاشمية لا شك أن كتابة النص القرآني بالحرف اللاتيني للتيسير على الأعاجم أمر خطير، لما يترتب عليه من العواقب، فهذا مرفوض لأن القرآن الكريم أنزله الله بلسان عربيٍّ مبين، تحدى به أرباب الفصاحة وأصحاب البيان، وهم العرب أهل اللسان الذين عجزوا عن أن يأتوا بسورة من مثله، فإذا رسم القرآن بغير الحروف العربية فإنه يفقد إعجازه
(1) سورة الزمر، آية:(28) .
ويصبح كأي كتاب آخر.
وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(36)
الشيخ عبد الحميد طهماز
مدرس القرآن الكريم وتجويده في معهد تعليم اللغة العربية
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض إن القرآن الكريم كلام الله تعالى المنزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باللفظ العربي، فلا تجوز كتابته بأي حرف بغير الحروف العربية التي أنزل بها، كما لا تجوز كتابته بغير الرسم الذي رسمت حروفه به عندما نسخت المصاحف في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه - على هذا رانعقد إجماع الأمة المسلمة من عصر الصحابة، فلا يجوز مخالفة هذا الإجماع والخروج عليه، حتى لا
ينطبق علينا قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115](1) .
إن كتابة المصحف بغير الحروف العربية، وبغير الرسم العثماني: ابتداع في الدين، واتباع لغير سبيل المؤمنين، ومخالفة لما سنه الصحابة رضي الله عنهم في عهد الخلفاء الراشدين، الذين أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بوجوب التمسك بسنتهم فقال:
ولا شك أن كتابة القرآن الكريم بالحروف اللاتينية: بدعة في الدين كبيرة، وهي من أقبح البدع وأشنعها، لما فيها من خطر على كتاب الله تعالى، ومحاولة إحداث تغيير فيه، وواجب على كل مسلم أن يعمل بكل ما أوتي من قوة على قمعها
(1) سورة النساء، آية:(115) .
(2)
رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
ومنعها، من أجل المحافظة على كتاب الله تعالى والمصحف الذي يكتب بالحروف اللاتينية أو بغيرها من الحروف الأعجمية لا يعد شرعا قرآنا، ولا تصح الصلاة بقراءته، لأن الله سبحانه ما أنزل القرآن الكريم إلا بلسانٍ عربي مبين.
وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(37)
الشيخ بدَّاه بن البوصيري
خطيب المسجد الكبير في نواكشوط
الجمهورية الإسلامية الموريتانية من المعلوم بديهيا من دواوين كتب الفروع والأصول، ومن الذوق السليم: أن رسم القرآن في المصحف العثماني سنة متبعة، لا يجوز تغييرها ولا تبديلها، لأنها: إما بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وإما باجتماع الخلفاء الراشدين، الذين قال فيهم صلى الله عليه وسلم كما في
الحديث الصحيح -: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور. . .» (1) .
فقد روى إمام المالكية - العالم المنقطع النظير - القاضي عياض: أن من بدل شيئا من الرسم الأصيل كفر والعياذ بالله تعالى.
ومن المعلوم أن من أمر بذلك كمن فعله، فخط المصحف القديم لا تهتدي لسره الفحول، ولا تحوم حوله العقول، قد خص بتلك المنزلة عن جميع الكتب المنزلة، ليظهر الإعجاز في المرسوم منه كما في لفظه المنظوم.
وكتبه - والحالة هذه - بحروف لاتينية يصبح مسلوب الخصيصة بكونه قرآنا وحكما عربيا،
(1) رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
يصبح إما قرآنا فرنسيا، أو قرآنا أمريكيا، أو قرآنا إنجليزيا، إلى غير ذلك! !
فيالله للإسلام والمسلمين! فيا أيها المسلمون في جميع أنحاء المعمورة: تنبهوا لهذا الداء الفتاك، قبل أن يستفحل في جميع البلاد فيعم ضرره ويتطاير شرره وقذره، فإن بادرتموه تداركوه، وإلا يسبق السيف البدار!
وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(38)
الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري
مدير إدارة إحياء التراث الإسلامي
الدوحة - قطر نزل القرآن باللسان العربي، وحيث إنه معجز برسم كلماته، ودلالات معانيه، وصوره البلاغية، التي لا تحسن أي لغة أداءها، وضمانا له من التحريف أن يتحول إلى أي رسم آخر غير رسمه العربي، وقد كان من ضمن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أعاجم من الفرس والروم والأحباش، وغيرهم من مختلف الألسن في ذلك الزمان، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم التزم المنهج الرباني في حفظ القرآن، وتعليمه باللسان العربي المبين، فلم يأمر من كانت ألسنتهم من غير العرب بنقله بألسنتهم تيسيرا لهم، وإنما أمرهم صلى الله عليه وسلم بتعليم العربية، ومن ثم تعلم القرآن وإجادة أدائه، وقال:«اقرؤوا القرآن كما أنزل» .
وإن من ضرورات الدين: تعلم الله العربي لإتقان العبادة لله، وتعلم اللغة لا يكون بتحريفها عن طريق قراءتها أو كتابتها بالحروف اللاتينية فهذا غش وتزوير، وخروج عن مفهوم وواقع اللغة، وإن صلح هذا الأمر لبعض اللغات الأخرى، التي لا ترتبط بمفاهيم العادة فإنه لا يصح ولا يصلح إطلاقا بالنسبة للقرآن الكريم لارتباط اللغة العربية به وارتباطها أيضا بالقرآن فهي معينه، وعن طريقها تم العبادة ويتوجه بها المتعبد إلى رب السماء، وقراءة القرآن من أجلِّ وأفضل العبادات.
وكتابة القرآن بالحرف اللاتيني شر لا يعلمه إلا أهل التحقيق، لأن بلاغة القرآن لا تنقله صحيحا إلا اللغة العربية، التي بها أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وفي اللغات الأعجمية أعجومة الحروف، والقرآن لا يقبله:
قال تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17](1) .
وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(39)
الشيخ سيد سابق
جامعة أم القرى - دراسات عليا
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية مكة المكرمة نفيدكم: أنه لا يجوز كتابة المصحف إلا باللغة العربية.
وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(1) سورة القمر، آية:(17) .
(40)
الشيخ أبو بكر جابر الجزائري
الواعظ بالمسجد النبوي الشريف إن الله تعالى قد أنزل كتابه: القرآن الكريم بلسان العرب، لحكمة يعلمها فقال:
{حم - وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ - إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف: 1 - 3](1) وأناط إعجازه بحروفه ومعانيه فقال:
{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: 23](2) . وأمر بترتيله عند تلاوته فقال:
{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4](3) . وأثنى على من يجود قراءته ويحسن تلاوته فقال {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [البقرة: 121](4) .
(1) سورة الزخرف، آية:(1_ 3) .
(2)
سورة البقرة، آية:(23) .
(3)
سورة المزمل، آية:(4) .
(4)
سورة البقرة، آية:(121) .
وأنزله على سبعة أحرف، فكتب بحروف ترمز إلى وجوه تلك القراءات السبع فمثلا كلمة:(أسورة من ذهب) تكتب بألف محذوفة من السطر إشارة إلى قراءة سبعية وهي: (أسورة) بإسكان السين جمع سوار كالأولى.
وبناء على ما ذكر فإنه: يحرم ولا يحل كتابة القرآن الكريم بغير الحروف العربية، ولا كتب المصحف الكريم بما يخالف المصحف العثماني ولو كانت حروف الكتابة عربية، لما يؤدي ذلك إلى سلب القرآن الكريم خصائصه التي من أظهرها: الإعجاز، والتعبد بتلاوة الحروف التي نزل بها والهداية المشتمل عليها بألفاظه ومعانيه والفصاحة والبيان اللذين هما جزء الإعجاز القرآني.
زيادة على ما ذكر: أنه لو أذن للناس أن يكتبوا القرآن الكريم بغير الحرف العربي لأدى ذلك حتما إلى تحريف القرآن وضياع ما يحمله من هدى وثور
للمؤمنين والمسلمين المتقين، كما يؤدي إلى إسقاط واجب تعلم اللغة العربية، ولا قائل بهذا ألبتة وإن تعلم اللغة العربية واجب على كل مسلم ومسلمة، لأنه لا يمكنهم الفهم عن ربهم ونبيهم إلا من طريق اللسان العربي (وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) والوسائل تعطى حكم الغايات، شرعا وعقلا.
وإن قلنا: إن ما أصاب العالم الإسلامي من هزات وما داخله من الفساد والشر هو نتيجة الجهل بالكتاب والسنة، لما كنا مخطئين، ولذا أقرر وأنا على علم مما أقرر وأقول:
إنه لا يجوز كتابة القرآن الكريم بغير الحرف العربي، ولا كتابة المصحف الكريم بما يخالف المصحف العثماني.
وجهنا إليه السؤال - عند زيارته العلمية إلى باريس - فتفضل بالجواب مشكورا.
(41)
الشيخ محمد علي الصابوني
أستاذ التفسير بجامعة أم القرى مكة المكرمة إن الكتاب العظيم الذي أنزله الله على رسوله الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين، هو خاتم الكتب السماوية، ختم الله به الوحي الإلهي، وقد أنزله - تباركت أسماؤه - بلسانٍ عربي مبين، بحروفه وألفاظه ومعانيه، كما قال سبحانه:
{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ - عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ - بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 193 - 195](1) .
فالقرآن العظيم: وحي منزل من رب العزة والجلال، نزل باللسان العربي، وبالحرف العربي على نبي عربي، فلا يجوز كتابته بالحرف اللاتيني لأنه تغيير للفظ الذي أنزله الله به، ولأن هذا العمل
(1) سورة الشعراء، الآيات:(193 - 195) .
يعتبر تحريفا لكلام الله تعالى، وإذا كان الله تبارك وتعالى قد ذم أهل الكتاب " اليهود والنصارى " لأنهم حرفوا كتبهم بتغيير ألفاظها، وتبديل كلماتها، فهذا الذم والوعيد يشمل: من كتب القرآن بالحروف غير العربية، كالفرنسية والإنجليزية، والفارسية، لأنه مخالفة صريحة لكلام الله العلي الكبير، الذي يقول:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2](1) وترجمة معانيه إلى اللغات الأخرى لا بأس بها، لأنها لا تسمى قرآنا، وإنما هي تفسير لمعاني القرآن، فهي ترجمة للمعاني فقط ولا تأخذ حكم القرآن، أما كتابة النص القرآني باللغة اللاتينية فحرام قطعا بلا خلاف، لأنها تحريف لكتاب الله، ففي القرآن حروف لا توجد في غير اللغة العربية، كالضاد مثلا - فكيف نقرأ مثلا قوله تعالى {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]
(1) سورة يوسف، آية:(2) .
(1)
؟ إذا قرأناها بغير الضاد خالفنا كلام الله، فلذلك لا يجوز أبدا تحريف كلام الله، ومن أظهر الدلائل على حرمة ذلك، أن النبي عليه الصلاة والسلام حين أرسل لملك الروم هرقل كتابه الذي يدعوه فيه إلى الإسلام ضمنه بالآية الكريمة باللفظ العربي:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا} [آل عمران: 64](2) الآية.
وختاما: حرام كتابة القرآن بالحروف اللاتينية والله على ما نقول وكيل.
وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(1) سورة الفاتحة، آية:(7) .
(2)
سورة آل عمران، آية:(64) .
(42)
الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي
جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
قسنطينة - الجزائر نعرفكم بأن الحروف الهجائية في اللغات اللاتينية وغيرها، تخالف الحروف الهجائية العربية فليس فيها (الحاء، ولا الخاء، ولا الضاد، ولا الصاد، ولا الظاء، ولا العين، ولا الغين) فضلا عن أن مخارج الحروف وضوابطها وضوابط المدود والغنن غير موجودة، لهذا يصعب أن يكتب القرآن بالحروف اللاتينية؛ بل يستحيل إيجاد مصحف لهذه الحروف، ولذلك فإن ما ينتشر من مصاحف بغير الحروف العربية لا يعتبر قرآنا، وهو يفتح باب التحريف والكذب على الوحي الإلهي المصون ويستوي في المنع طبع مصحف أو أجزاء منه.
وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجب مشكورا.
(43)
الشيخ مناع القطان
الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء في الرياض يجب كتابة القرآن بالرسم العثماني المعهود في المصحف، فهو الرسم الاصطلاحي الذي توارثته الأمة، منذ عهد عثمان رضي الله عنه والحفاظ عليه ضمان قوي لصيانة القرآن، من التغيير والتبديل في حروفه، ولو أبيحت كتابته بالاصطلاح الإملائي لكل عصر، لأدى هذا إلى تغيير خط المصحف من عصر لآخر، بل إن قواعد الإملاء نفسها تختلف فيها وجهات النظر في العصر الواحد، وتتفاوت في بعض الكلمات من بلد لآخر.
وحجة تيسير القراءة على الطلاب والدارسين بانتفاء التعارض بين رسم القرآن والرسم الإملائي
الاصطلاحي: لا تكون مبررا للتغيير، الذي يؤدي إلى التهاون في تحري الدقة بكتابة القرآن.
والذي يعتاد القراءة في المصحف، يألف ذلك ويفهم الفوارق الإملائية بالإشارات الموضوعة على الكلمات، والذين يمارسون هذا في الحياة التعليمية أو مع أبنائهم، يدركون أن الصعوبة التي توجد في القراءة بالمصحف أول الأمر تتحول بالمران بعد فترة قصيرة إلى سهولة تامة.
نقلا عن كتابه: (مباحث في علوم القرآن) ص (149) ط الثامنة.
(44)
الشيخ عبد الرحمن صافي من علماء الكويت بما أن القرآن الكريم هو كتاب خاتمة الرسالات، فقد تعهد الله تعالى بحفظه ألا تمسه يد بشر بتحريف أو تزييف، وإن كان هذا التعهد لا يعفي المسلمين من مسؤولية حمايته والحرص عليه وأن تكون لهم يد في بقائه كما أنزله الله تعالى ويدخل هنا ضمن النصح له الوارد في حديث النصيحة، من ذلك: ما فعله أبو بكر رضي الله عنه من جمع صحائفه المكتوبة، وأقره صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، ومنه - أيضا - الجهود التي تبذل اليوم لطباعته خطيا وتسجيله صوتيا وتعميم تعليمه.
غير أن للقرآن الكريم حصانة ذاتية، مجملة في كونه كتاب الله وكلامه، ومفصلة في خصائص له
تكون سياجا يحميه من مساس بسوء، فدون الاعتداء عليه حمى، من قاربها فضحه الله، وهتك ستر محاولته!
على رأس تلك الدلالات: وصف القرآن الكريم بأنه كلام الله تعالى، وهو كثير، ونزيد هنا: أن من أوجه الدلالة في هذه الآيات، أن الذي ينطبق عليه هذا الوصف هو ما نزل، وكما نزل، وهو القرآن المقروء والمكتوب في المصحف، والذي لقنه المبعوث به وهو محمد صلى الله عليه وسلم إلى صحابته، كما تلقاه عن جبريل، عن الله تعالى، ثم توورث حتى وصل إلينا.
والصورة التي نزل عليها، لا سبيل إلى إباحة مساسها بحال من الأحوال، والحكم هذا بشكل عام ومطلق، لا تقييد فيه، ولا تخصيص، حتى لا يحل بقيود ولا شروط، كليا أو جزئيا.
وكل مساس به، يخرج كلام الله عن وضعه
الذي نزل عليه.
وتتساوى في الدلالة هذه الآيات التي تحظر أن يعبث بكلام الله تعالى بتغيير، سواء ابتداع كلام لم يقله، أو زيادة على ما قاله، أو إنقاص منه، أو إجراء تعديل عليه، لا فرق في ذلك كله.
نقلا عن: (مجلة البلاغ) ص: (37) : عدد: (791) .
(45)
الشيخ الطاهر أحمد الزاوي مفتي ليبية إن هناك موانع جوهرية: تمنع من كتابة القرآن بالحروف اللاتينية، وذلك لما يترتب عليه من تغيير كثير من الكلمات، الذي يلزم منه تغيير المعنى وهو خطر بالغ الخطورة، يجب الابتعاد عنه وتحريمه تحريما قاطعا، ولا يوجد ما يبرره مهما
التمست الأعذار.
وإذا أريد تحفيظ القرآن للأعاجم فلا يمكن بل هو مستحيل، إلا بكتابته بالحروف العربية وإذا أريد تفهيمهم معانيه، فلا يمكن ذلك من طريق ترجمة ألفاظه ترجمة حرفية، وقد يمكن من طريق ترجمة المعنى بطريقة التفسير، على ما فيها من صعوبة.
ومن المستحيل أن تؤدي كتابة القرآن بالحروف الأعجمية، المعنى الذي قصد إليه القرآن، والذي يفهم منه وهو مكتوب بالحروف العربية. . ومن أجل خوف تغيير المعنى بسبب تغير الحروف، قال مالك:" القرآن يكتب بالكتاب الأول، ولا يجوز غير ذلك ".
وقد ذكر صاحب المدخل: " إنه لا يجوز نسخ القرآن بلسان العجم، لأن الله أنزله بلسان عربي مبين ".
ومنع كتابة القرآن بالحروف اللاتينية مما يرغب من يريد قراءة القرآن من الأعاجم: في تعلم اللغة العربية، لفهم معاني القرآن.
ولا يجوز كتابة المصحف بحروف عربية غير مشكولة، لأنه لا يمكن قراءة القرآن قراءة صحيحة بدون شكل الحروف.
وكذلك لا يجوز كتابة القرآن بإملاء عربي يخالف رسوم المصحف العثماني، لأن هذا الرسم محل إجماع من الصحابة الذين حضروا جمع المصحف، وأقرهم عليه التابعون ومن بعدهم فكتابته بإملاء يخالف رسم المصحف: فيها مخالفة للإجماع، وهي لا تجوز.
ويقول ابن الحاج في المدخل: " ومن لا يعرف المرسوم من الأمة يجب عليه ألا يقرأ في المصحف إلا بعد أن يتعلم القراءة على وجهها، أو يتعلم مرسوم المصحف، فإذا فعل غير ذلك فقد خالف ما
اجتمعت عليه الأمة، وحكم من خالف ما اجتمعت عليه الأمة معلوم في الشرع الشريف ".
ويقصد ابن الحاج: أن مخالفة ما أجمعت عليه الأمة: كفر!
وفتح هذا الباب مما يشوه جمال القرآن، ويفقده بلاغته وإعجازه.
نقلا عن " فتاواه " ص (135) ط: الثانية (1396) هـ.
(46)
الدكتور محمد أحمد فراخ
جدة - المملكة العربية السعودية تلقى المسلمون رسم المصحف عن النبي صلى الله عليه وسلم ويجب عدم اللجوء إلى أي نوع آخر من الكتابة المستحدثة، سواء كان ذلك بالعربية أم بغيرها من الحروف الأجنبية، فاتباع الرسم العثماني يفيد مزيد
ثقة واطمئنان في حفظه وتلاوته، كما يبعد الشبهات أن تحوم حوله، وهو يحفظ شيئا من تاريخ الملة وسلف الأمة. . .
وإذا كان السلف قد حرم كتابة المصحف بالرسم الإملائي، في وقت كانوا فيه أحرص الناس على حفظ القرآن، وتلاوته وفهمه، وتفسيره والعناية به في كل جانب من جوانبه، وفي وقت أمن فيه اللبس حيث كانوا لا يلحنون، ويبتعدون عن تحريف القرآن تلاوة وحفظا ودرسا وتبليغا.
وما ظنك وقد انتشر القرآن لفظا بالحروف اللاتينية أو العبرية! من ذا الذي يمنع اللحن والخطأ والتحريف فيه؟ .
إن الفئات التي حرفت المصحف العربي تأتيها الفرصة المناسبة في هذا النص اللاتيني، الذي لا يستطيع كشف التحريف فيه إلا القلة، بخلاف المصحف العربي، الذي يستطيع كشف
التحريف فيه كل من يعرف العربية هنا أو هناك، ومن أجل ذلك كله: يرى العلماء منع كتابة المصحف بالحرف اللاتيني أو بغيره من حروف الأرض، ما عدا الحرف العربي الذي نزل به.
ونضيف إلى هذا البيان البدائل التي يمكن أن تقوم جامعة الأزهر وغيرها من المؤسسات المتخصصة في هذا الميدان:
وأولها: محاولة نشر اللغة العربية بين المسلمين الأجانب في شتى أنحاء العالم، حتى يقرأ المسلمون القرآن باللسان العربي، وليس بالحرف اللاتيني أو اليوناني، وحتى يفهموا معاني التنزيل، ويتدبروا معانيه، ويعرفوا أحكامه ويقفوا على إعجازه، ولسنا أقل شأنا من المؤسسات المتخصصة التي تقوم بنشر لغاتها القومية في كل مكان. ولو كان عند الإنجليز ما عندنا لاستماتوا في فرض لغتهم على شعوب الأرض! لكننا قوم بلا عمل مدروس منظم مفيد! . .
ثانيهما: إذا كان المشروع المشار إليه في صحيفة " المسلمون " يهدف إلى تيسير قراءة القرآن على المسلمين الأجانب، بتوفير النص القرآني بحرف يفهمونه، فإن ذلك لا يأتي على حساب النص العربي، وعلى إماتته، ويمكن تعليم المسلمين هناك الحروف العربية، ليقرؤوا بها ويكتبوا، وهنا تكون المحاولة قاصرة على القراءة والكتابة العربية، ويمكن تعلم ذلك في أسابيع قليلة، يستطيع الدارس بعدها الاستقلال بالقراءة والكتابة العربية، وأقول ذلك من واقع التجربة العملية التي قمت بها في أماكن مختلفة كاليابان، والفلبين، ونيجيرية.
أما كتابة النص باللاتينية، فأمر قديم يمارسه كل من يحمل الضغينة للعرب والإسلام، فالكتب في ذلك منتشرة في جامعات الدراسات الأجنبية بكوريا الجنوبية - مثلا ليبعدوا الدارس عن الرسم العربي، ويحاول البعض تنفيذ الفكرة منذ سنوات،
مثل " لبيب الجمال " في بنك أفكاره " وأظن أن المشروع المشار إليه في جريدة " المسلمون " لم يدرس دراسة علمية واعية، لأنه يخدم الرسم الصوتي الأجنبي، ولا يخدم الرسم العربي الذي نزل به القرآن، ولأنه يشوه النطق القرآني، ولأنه يؤكد مزاعم الغربيين في صعوبة اللغة العربية ووعورتها، ولأنه يشجع محاولاتهم في القضاء عليها في أماكن كثيرة قبل ذلك، ولا ينسى أحد ما فعله " أتاتورك " عام (1928) م من إحلال اللاتينية محل العربية، التي امتدت في ذهن الأتراك حتى جذوره، ولا ننسى إحلال اللاتينية في الكتابة الملاوية محل العربية في شبه الجزيرة الملاوية: في سولو وصباح، وغيرهما من الأماكن الإسلامية في آسية وإفريقية. . . فرفقا علماء اليوم بإخوانكم، وكفى ما هم فيه من ضعف ووهن، ورجاء: لا تجعلوا كتاب الله حقلا للتجارب غير الجادة، حتى لا تذهب الهيبة من
قلوب الناس، وتذكروا أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح والله المستعان.
نقلا عن مجلة " الدعوة " السعودية.
(47)
مكتب شيخ الجامع الأزهر
القاهرة - جمهورية مصر نفيد بأن هذا الكتاب مع صغر حجمه عظيم الفائدة في موضوعه، فقد استصفى من بحوث وفتاوى علماء المسلمين في ماضيهم وحاضرهم ما يقطع: بعدم جواز كتابة القرآن الكريم بالحروف غير العربية، وهو جهد مشكور تجلى في حسن تبويبه وتحقيق نصوصه ونقوله وضبط الآيات القرآنية وصحة طباعتها، وهو بهذه الصورة كتاب يحتاج إليه كل داعية مسلم.
مدير عام الشؤون الفنية بمكتب
الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد أمين بدوي
وجهنا السؤال إلى شيخ الأزهر " جاد الحق " فتفضل مكتبه بالجواب مشكورا
(48)
مدير المجمع الفقهي مكة المكرمة أرى الاكتفاء بما جاء في قراري هيئة كبار العلماء، ومجلس المجمع الفقهي، الصادرين في هذا الشأن (1) .
الدكتور طلال عمر بافقيه وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(1) انظرهما - إن شئت - في صفحة: " 52 - 60 ".
(49)
مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي والمعهد القرآني في نواكشوط
الجمهورية الإسلامية الموريتانية نحن نتفق معكم على تحريم كتابة القرآن الكريم بالحرف اللاتيني.
الدكتور إبراهيم بن إسماعيل
وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(50)
الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم الدولية
الرياض - المملكة العربية السعودية بعد اطلاعنا على الكتاب المرفق، حول ما قيل عن حكم تغيير الرسم العثماني إلى الحرف اللاتيني
تيسيرا لغير العرب، فقد حفل الكتاب بمقالات وبحوثٍ وفتاوى، من أشهرها: فتوى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، وفتوى المجمع الفقهي الإسلامي، وما بعد هاتين الجهتين من معقب.
الأمين العام
عبد العزيز السبيهين
وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(51)
الندوة العالمية للشباب الإسلامي
الرياض - المملكة العربية السعودية إن الهجمة الشرسة التي روج لها بعض المستشرقين، ودعاة التنصير والتغريب، مؤيدة من الاستعمار، التي تستهدف ضرب سر قوة المسلمين وعزتهم، وتمسكهم بكتاب الله عز وجل -
وسعي أعداء الله الحثيث لكتابة اللغة العربية باللهجة العامية المحلية تارة، وبتغيير الحرف العربي بالحرف اللاتيني تارة أخرى، إنما ذلك لون من ألوان الغزو الفكري على الإسلام وديار المسلمين وقد هب علماء المسلمين - من أمثالكم - لفضح هذه المؤامرات الدنيئة، فهوت وسقطت، وصدق الله العظيم:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9](1) الأمين العام
الدكتور مانع الجهني وجهنا إليه السؤال، فتفضل بالجواب مشكورا.
(1) سورة الحجر، آية (9) .
(52)
الداعية المسلمة الشيخة زينب الغزالي القاهرة - مصر الموضوع واضح ولا يحتاج إلى إثبات كما نظن، فالقرآن عربي اللسان، عربي اللهجة، والآيات التي تؤكد ذلك كثيرة، نذكر منها:
{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 3](1) .
و {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195](2) وغيرها. والواضح كذلك: أن نقل القرآن بالأحرف اللاتينية، يشوه الصورة، ويضيع المعنى، ولا يسمن ولا يغني من جوع؟ ونحن نرفض تماما كتابة القرآن بالأحرف اللاتينية.
وإني أقول: إن أصحاب دعوة كتابة القرآن بغير الأحرف العربية، يسيئون للإسلام أكثر مما ينفعوه،
(1) سورة فصلت، آية:" 3 ".
(2)
سورة الشعراء، آية:" 195 ".
ويريدونها فتنة! ! وقانا الله جميعا شر الفتن، وأعز بنا الإسلام والمسلمين. . .
زينب الغزالي الجبيلي
وجهنا إليها السؤال، فتفضلت بالجواب مشكورة.
(53)
مجلة " الدعوة " السعودية يبدو أن قضية كتابة النص القرآني الكريم باللغة اللاتينية بدأت تتفاعل وتأخذ أبعادا جديدة فمن فرنسة ورد إلينا هذا الكتيب تحت عنوان " كتابة النص القرآني بالحرف اللاتيني، خطر داهم على المصحف العثماني " ونحن مع المؤلف: إن الإصرار من قبل بعض الهيئات والجهات المسؤولة وغير المسؤولة، سواء في داخل العالم الإسلامي أم خارجه، لكتابة المصحف بالحروف اللاتينية إنما هو: مؤامرة دنيئة تستهدف النيل من الإسلام عن
طريق تشويه كتابه الخالد، حينما تجرده من أعظم خصائصه التي أنزل بها، وتستبدل الرسم العثماني الذي كتب به منذ ما يقرب من أربعة عشر قرنا بحروف قاصرة عن الأداء لأنها غير عربية، سواء أكانت إنجليزية، أم فرنسية، أم صينية، أم روسية والتي ترمي في النهاية إلى القضاء على جمال وبهاء وبلاغة النص القرآني، المتمثل في اللغة العربية، لغة الوحي والتنزيل.
في عددها: (1104) الصادر بتاريخ: (30 / 12 / 1457) هـ
(54)
الشيخ صالح علي العود باريس - فرنسة قال تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر: 28](1) وقال
(1) سورة الزمر، آية:(28) .
تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا} [الكهف: 1](1) .
لم يجعل فيه شيئا من العوج: لا في ألفاظه، ولا في معانيه، وليس فيه أي عيب أو تناقض.
حقا، إنه لوصف جليل لهذا التنزيل العظيم لكننا نصر على أن نعيبه فنكتبه بحروف ليس لها من الاستقامة في النطق، ولا الكفاءة في الأداء ما للحروف العربية من خصائص قائمة الذات، عدا جمال التعبير فيه، والجرس الحسن عند الترتيل، على أن أعظم خصائص هذا القرآن تتمثل في نزوله بلسان عربي غير ذي عوج، فإذا كتب بحروف لاتينية فقد انسلخ من خصيصته العظيمة تلك؛ على الإطلاق، ومسخ نصه المعجز الرائعِ، وشوه جماله الخلاب ليصبح بعد حين ليس قرآناَ عربيا - وهو الذي أنزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإنما
(1) سورة الكهف، آية:(1) .
ليكون قرآنا فرنسيا، وآخر إنجليزيا، فصينيا، ثم ألمانيا، وهكذا إلى آخر قائمة لغات الدنيا! ! .
وأنا الساطر - عفا الله عنه وتقبله ربه بقبول حسن -: أرى لزاما أن كتابته بحروف لاتينية مخل جدا بتعظيمه؛ بل هو عين التحريف الذي جاء في قوله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 13](1) وهو تبديل حروفه على غير ما أنزله الله على رسوله، وهو ما جاء في قوله تعالى:{أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} [فصلت: 44](2) وهو معنى عدم ارتضاء كاتب النص بالحرف الإفرنجي نزوله ووضعه العربي، وبالتالي فهو شعور لا شك أنه كفر صارخ.
نقلا عن كتابه: (كتابة النص القرآني بالحرف اللاتيني خطر داهم على المصحف العثماني) .
(1) سورة المائدة، آية:(13) .
(2)
سورة فصلت، آية:(44) .
بسم الله الرحمن الرحيم
حمدا وصلاة وسلاما على رسول الله توصيات الندوة العالمية الأولى.
انعقدت الندوة العالمية الأولى لمقاومة تحريف القرآن بكتابته بالحروف اللاتينية أو غيرها من الحروف الأعجمية، وذلك يوم السبت (19) شوال (1408) الموافق هـ (4 / 6 / 1988) في باريس، بدعوة من " مركز التربية الإسلامية ".
وقد حضر الندوة أصحاب الفضيلة العلماء وأئمة المساجد، ورؤساء الجمعيات الدينية ومدراء المراكز الإسلامية في فرنسة وخارجها ونخص بالذكر الوفود التالية من:
المملكة العربية السعودية، حيث مثلت:
- الجامعة الإسلامية، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، بالشيخ " علي عبد الرحمن الحذيفي " إمام وخطيب المسجد النبوي
الشريف، وعضو هيئة التدريس بالجامعة، وعضو الهيئة الاستشارية العليا بالمجمع.
- وزارة الحج والأوقاف بالشيخ " سعيد عبد العزيز الجندول " مستشار وزير الحج والأوقاف للشؤون الإسلامية، والمشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بالشيخ " عبد الله بن عقيل بن سليمان العقيل " الأمين العام المساعد لشؤون المساجد.
- الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في الرياض بالشيخ " محمود مجاهد محمد حسن " مندوبها في بلجيكة.
الجمهورية العربية السورية، حيث مثلت:
- وزارة الأوقاف: إدارة جامع بني أمية الكبير، ومجلس مشيخة كبار القراء في دمشق بالشيخ " عبد الرزاق الحلبي " مفتي السادة الحنفية، وعضو
مجلس مشيخة كبار القراء.
- معهد الفتح الإسلامي في دمشق بالشيخ " عبد الفتاح البزم " مدير المعهد.
جمهورية السودان، حيث مثل:
- المركز الإسلامي الإفريقي في الخرطوم بالدكتور " عبد الرحيم علي محمد " نائب المركز.
المملكة الأردنية الهاشمية، حيث مثلت:
بالشيخ " يوسف عبد الرحمن البرقاوي " مفتي مدينة الزرقاء.
الجمهورية التركية، حيث مثل:
- الوقف لمركز البحوث الإسلامية ونشرها في أنقرة بالشيخ " لطفي دوغان " مدير الوقف، ورئيس الشؤون الدينية في أنقرة (سابقا) .
المملكة المتحدة (بريطانية) حيث مثلت:
- جمعية القرآن في لندن بالشيخ " شريف أحمد حافظ ".
فرنسة، حيث مثلت:
- الجامعة العامة لمسلمي فرنسة بالشيخ " محمد أيوب " رئيسها.
- مركز التربية الإسلامية: بالشيخ " صالح العود ".
- اتحاد المنظمات الإسلامية: بالشيخ " أنيس عبد الرحمن " مندوب عن الشيخ " فيصل مولوي ".
- المركز الإسلامي في جزيرة رينيون بالشيخ " أحمد سعيد انقار " رئيس المركز.
افتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها المقرئ الشيخ " علي عبد الرحمن الحذيفي " إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
ثم ألقى مركز التربية الإسلامية كلمة وافية عن أهداف الندوة، والأسباب الداعية لها، تبعتها كلمات الوفود المشاركة، التي تتضمن التنديد والاستنكار لهذه المحاولات التي تستهدف النيل
من كتاب الله عز وجل وبعد ذلك تقدم الحاضرون مع المشاركين باقتراحاتهم الوجيهة، ثم أعلنوا بالإجماع في ختام الندوة عقيب صلاة العصر التوصيات التالية:
1 -
أيد المجتمعون في الندوة ما صدر من فتاوى شرعية بتحريم ومنع كتابة القرآن - كله أو بعضه - بأحرف غير عربية، واستنكار كتابة القرآن الكريم أو بعضه بأحرف غير عربية، والاتفاق على تحريم ذلك لما فيه من المخاطر الجسيمة، والموافقة على ما صدر من الهيئات العلمية والفقهية التي تحرم وتمنع: كتابة القرآن العظيم أو بعضه بحروف غير عربية.
2 -
رصد وجمع كل ما ينشر مما فيه تحريف أو إساءة للقرآن الكريم للتصدي له ومحاربته، وتبصير المسلمين بأضراره.
3 -
التنبيه على العلماء، والدعاة، وأئمة المساجد، للوقوف بحزم أمام هذه المحاولات الخطيرة لمنع انتشارها والقضاء عليها في مهدها.
4 -
الاستفادة من الترجمات التفسيرية للقرآن الكريم مع شدة الحذر من التوسع فيها إلا بمقدار ما تمليه الضرورة، وأن تكون كل ترجمة بهذا النص:" ترجمة تفسير القرآن الكريم " بدلا من كلمة ترجمة معاني القرآن الكريم، لأن المعاني القرآنية لا تفي بها أي لغة أجنبية.
5 -
دعوة المؤسسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية لاختيار " تفسير مناسب للقرآن الكريم " يكون مادة للترجمات المعتمدة.
6 -
الاهتمام بتعليم القرآن الكريم ونشره بين الصغار والكبار في المساجد والمدارس.
7 -
الاهتمام بنشر اللغة العربية وتعليمها لأبناء
المسلمين في المساجد والمدارس، لا سيما في بلاد المهجر.
8 -
مطالبة الهيئات والمؤسسات العلمية والفقهية العالمية بالدفاع عن كتاب الله الكريم، ضد محاولات الأعداء.
9 -
تحذير المطابع والمكتبات ودور النشر من طباعة أو نشر أي مطبوعات فيها إساءة لكلام الله عز وجل ومقاطعتها عند إصرارها.
10 -
التوصية: بتكوين لجنة متخصصة لفحص الترجمات القائمة، وإجازة الترجمات المستقبلة، وأن يكون مقرها في المملكة العربية السعودية.