المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أدلة القائلين بعدم وجوب صوم يوم الشك والقائلين بحرمته والأجوبة عن ذلك - تحقيق الرجحان بصوم يوم الشك من رمضان

[مرعي الكرمي]

الفصل: ‌ أدلة القائلين بعدم وجوب صوم يوم الشك والقائلين بحرمته والأجوبة عن ذلك

‌الباب الرابع: في‌

‌ أدلة القائلين بعدم وجوب صوم يوم الشك والقائلين بحرمته والأجوبة عن ذلك

أدلة القائلين بعدم وجوب صوم يوم الشك والقائلين بحرمته والأجوبة عن ذلك

الباب الرابع: في أدلة القائلين بعدم وجوب صوم يوم الشك والقائلين بحرمته والأجوبة عن ذلك

اعلم - وفقك الله تعالى – أن القائلين بعدم وجوب صوم يوم الشك، والقائلين بحرمته، إنما قالوا بذلك للأحاديث الواردة في ذلك1، وإن أمكن الجواب عنها، [وها نحن نذكرها، ونذكر الجواب عنها]2.

قال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدثني أبي قال: حدثنا روح قال: حدثنا زكريا بن إسحاق3، وقال4: سمعت أبا الزبير5 يقول: سمعت جابر

1 انظر: البدائع 2/80، المنتقى 2/35، المجموع 6/405، نيل الأوطار 4/192/ 193.

2 ما بين القوسين أسقط من (ك) .

3 زكريا بن إسحاق المكي، أحد المحدثين، روى عن عطاء ابن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وأبي الزبير وجماعة، وحدث عنه ابن المبارك، ووكيع وعبد الرزاق وغيرهم. قال عنه الذهبي: ثقة حجة مشهور صدوق، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن معين: قدري ثقة. مات بعد سنة 150هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 3/593، ميزان الاعتدال 2/71، تهذيب التهذيب 3/328.

4 في (ك)، (س) : قال وهو الأنسب.

5 الإمام الحافظ محمد بن مسلم بن تدرس القرشي، أبو الزبير المكي، التابعي الجليل، وأحد العلماء العاملين، وثقه النسائي وابن معين، وابن المديني. وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال غيرهم: هو في نفسه ثقة، إلا أن يروي عن بعض الضعفاء فيكون الضعف من جهتهم. مات سنة 128هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 8/74، سير أعلام النبلاء 5/380، طبقات الحفاظ 57، شذرات الذهب 1/175.

ص: 96

ابن عبد الله1 يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا / 2 رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن أغمي عليكم فعدوا ثلاثين يوماً"3.

وقال مسلم بن الحجاج4: حدثنا [الربيع] 5 بن مسلم6، عن محمد ابن زياد7، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صوموا

1 جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري، الخزرجي، الصحابي الجليل، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أصغرهم يومئذ، ولم يشهد بدراً ولا أحداً، وشهد ما بعد ذلك، قتل أبوه يوم أحد، وهو أحد المكثرين من الرواية، وكان مفتي المدينة في زمانه، مات بها سنة 78هـ.

ترجمته في: أسد الغابة 1/256، تهذيب الأسماء 1/142، سير أعلام النبلاء 3/189، الشذرات 1/84.

2 نهاية ل 8 من الأصل.

3 أخرجه أحمد في المسند 3/329، والبيهقي في كتاب الصيام، باب الصوم لرؤية العلال 4/206، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 3/145، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح.

4 الذي في صحيح مسلم 2/762، قال مسلم: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، حدثنا الربيع بن مسلم.

5 في جميع النسخ (الوليد بن مسلم) ، وما أثبته هو الصواب.

وانظر صحيح مسلم 2/762.

6 الربيع بن مسلم أبو بكر القرشي، الجمحي مولاهم البصري، حدث عن الحسن البصري، ومحمد بن زياد، وغيرهما، وحدث عنه يحيى القطان، وأبو داود، وغيرهما، وثقه أبو حاتم الرازي، مات سنة 167هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 3/469، تهذيب التهذيب 3/ 251، سير أعلام النبلاء 7/290.

7 محمد بن زياد القرشي، الجمحي البصري، مولى عثمان بن مظعون رضي الله عنه، حدث عن عائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم، وحدث عنه يونس بن عبيد والربيع بن مسلم، وشعبة وآخرون، وثقه الإمام أحمد وغيره، مات بعد سنة 120هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 7/257، سير أعلام النبلاء 5/262، تهذيب التهذيب 9/169.

ص: 97

لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمي1 عليكم فأكملوا العدة" 2.3

وقال صالح بن الإمام أحمد4، حدثني أبي قال: حدثنا5 إسماعيل بن علية، عن أيوب السختياني، عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين".

وقال أبو نعيم6 الحافظ: حدثنا عبد الله بن جعفر7، قال: حدثنا يونس بن حبيب8، قال: حدثنا

1 في (ك) : أغمي.

2 كذا في جميع النسخ، وفي صحيح مسلم 2/762: العدد.

3 انظر صحيح مسلم، كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال 2/762، رقم: 18، 1081.

4 لم أقف عليه في مسائل صالح، وهو في مسند أحمد 2/5، بهذا الإسناد قريباً من هذا اللفظ، وانظر حاشية رقم: 1 ص 57.

5 في (ك) : حدثني.

6 الحافظ الكبير والمؤرخ الشهير، أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، أبو نعيم، كان حافظاً مبرزاً عالي الإسناد، رحلت الحفاظ إلى بابه لعلمه وضبطه، وعلو إسناده. من مصنفاته الكثيرة: حلية الأولياء، دلائل النبوة، فضائل الصحابة، وغيرها. مات سنة 430هـ.

ترجمته في: وفيات الأعيان 1/91، تذكرة الحفاظ 3/1092، هدية العارفين 1/74، الأعلام 1/157.

7 الإمام عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، أبو محمد المحدث، مسند أصبهان، سمع من يونس بن حبيب، وهارون بن سليمان وأحمد بن عصام، وغيرهم، وحدث عنه: ابن منده وابن فورك، وابن مردويه، وغيرهم. وثقه غير واحد، وكان من العباد الزاهدين، مات سنة 346هـ.

ترجمته في: سير أعلام النبلاء 15/553، شذرات الذهب 2/372.

8 يونس بن حبيب أبو بشر العجلي، مولاهم الأصبهاني، أحد المحدثين روى عن الطيالسي، وعامر بن إبراهيم وغيرهما. وحدث عنه أبو بكر ابن أبي عاصم، وأبو بكر ابن أبي داود، وغيرهما، وثقه ابن أبي حاتم وغيره، كان من الصالحين. مات سنة 267هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 9/237، سير أعلام النبلاء 12/596، شذرات الذهب 2/152.

ص: 98

أبو داود1، قال: حدثنا عمران القطان2، عن قتادة3، عن الحسن4، عن أبي بكرة5، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته، وأفطروا

1 هو الحافظ الكبير سليمان بن داود بن الفارسي المشهور بأبي داود الطيالسي، صاحب المسند، سمع من شعبة، والثوري والحمادين، وغيرهم، وحدث عنه خلق كثير منهم الإمام أحمد، وجرير بن عبد الحميد، وعباس الدوري، وغيرهم، وثقه الإمام أحمد وابن سعد والنسائي، وغيرهم. مات بالبصرة سنة 204هـ.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 7/298، تاريخ بغداد 9/24، طبقات الحفاظ 153، الأعلام 3/125.

2 عمران بن داور أبو العوام القطان، العمي البصري، قال عنه الإمام أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وضعفه أبو داود والنسائي وغيرهما. مات سنة 160هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 6/297، ميزان الاعتدال 3/236، تهذيب التهذيب 8/130.

3 قتادة بن دعامة السدوسي، أبو الخطاب البصري، من كبار التابعين، أجمع العلماء على حفظه وتوثيقه، وإتقانه وفضله، وكان ثقة حجة، مأموناً وكان مع علمه في الحديث رأساً في العربية ومفردات اللغة وأيام العرب والنسب. مات بواسط سنة 118هـ.

ترجمته في: حلية الأولياء 2/333، وفيات الأعيان 4/85، تهذيب الأسماء 2/57، الأعلام 5/189.

4 الحسن ابن أبي الحسن (يسار) البصري، أبو سعيد، أحد كبار فقهاء التابعين، أجمعوا على إمامته في كل فن، وكان من أفقه أهل زمانه، ثقة حجة مأموناً عابداً كثير العلم، ومناقبه كثيرة مشهورة. مات سنة 110هـ.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 7/156، وفيات الأعيان 2/69، طبقات الحفاظ 35، شذرات الذهب 1/136.

5 أبو بكرة الثقفي، اسمه نفيع بن الحارث، وكني بأبي بكرة لأنه تدلى من حصن الطائف ببكرة، وهو أحد أجلاء الصحابة وفقهائهم، وأحد الفضلاء الصالحين، كثير العبادة، ولم يزل كذلك حتى توفي، وكان أولاده أشرافاً بالبصرة في كثرة العلم والمال والولايات، وقد اعتزل أبو بكرة يوم الجمل فلم يقاتل مع أي من الفريقين، مات بالبصرة سنة 52هـ.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 7/156، أسد الغابة 5/151، تهذيب الأسماء 2/198، الأعلام 8/44.

ص: 99

لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوماً" 1.

والجواب2:

أن هذه الأحاديث محمولة على الطرف الأخير، لأنه أقرب المذكورين، دليل ذلك: ما قال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدثني أبي3، قال: حدثنا عبد4 الأعلى /5 عن معمر6، عن7، الزهري8، عن

1 أخرجه أبو نعيم في كتابه معرفة الصحابة 2/220/ب، وأحمد 5/42، والطيالسي في مسنده 118، رقم:873. والبيهقي 4/206.

والبزار في كتاب الصيام، باب صوموا لرؤيته 1/461، رقم:970.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/145: رواه البزار والطبراني في الكبير، وفيه عمران بن داور القطان، وثقه ابن حبان وغيره، وفيه كلام.

2 الشرح الكبير للمقدسي 2/4، الفتح الرباني 9/263، المجموع 6/414.

3 انظر: مسند أحمد 2/259، وسيأتي تخريجه في آخره.

4 عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، أبو محمد القرشي، المحدث الحافظ، حدث عن حميد الطويل، ويونس بن عبيد وسعيد بن أبي عروبة، وآخرين. وحدث عنه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة، وغيرهم. وثقه ابن معين، وقال ابن سعد: لم يكن بالقوي، وقال الذهبي: بل هو صدوق قوي الحديث، لكنه رمي بالقدر، مات سنة 189هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 6/28، طبقات ابن سعد 7/290، ميزان الاعتدال 2/531، طبقات الحفاظ 129.

5 نهاية ل 12 من (س) .

6 معمر بن راشد تقدم ص 87.

7 في (ك) معمر الزهري، بإسقاط: عن.

8 محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، القرشي، الإمام التابعي العلم، روى عن أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله وابن عمر رضي الله عنهم، وحدث عنه قتادة ومنصور بن المعتمر والأوزاعي، وخلق سواهم، كان فقيهاً ثقة فاضلاً من كبار المحدثين، ومن أحسنهم سياقاً للأحاديث. مات سنة 124هـ.

ترجمته في: حلية الأولياء 3/360، وفيات الأعيان 4/177، طبقات الحفاظ 49، تذكرة الحفاظ 1/108.

ص: 100

أبي سلمة1، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً"، أخرجه مسلم في الصحيح2.

وقال الدارقطني3:4 حدثنا ابن صاعد5، قال: حدثنا محمد المكي6، قال: حدثنا إسماعيل7 بن جعفر8، قال: حدثنا محمد بن

1 أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف القرشي، اسمه: عبد الله، وقيل: إسماعيل، أحد أعلام التابعين بالمدينة، حدث عن عائشة وأسامة بن زيد، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم، وروى عنه الزهري والشعبي، وعمر بن عبد العزيز وآخرون، كان ثقة ثبتاً فقيهاً كثير الحديث. مات سنة 94هـ.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 5/155، سير أعلام النبلاء 4/287، تهذيب التهذيب 12/115، شذرات الذهب 1/105.

2 في كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال 2/762، رقم: 17، 1081.

3 هو علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، إمام عصره في الحديث، صاحب السنن، مات ببغداد سنة 385هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 12/34، الأعلام 4/314.

4 في كتاب الصيام 2/159، رقم: 15، وقال بعد سياقه: رواته كلهم ثقات.

5 يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب، أبو محمد الهاشمي، البغدادي، مولى أبي جعفر المنصور، ومن أعيان الحفاظ، كان ثقة مأموناً فاق أقرانه في الحفظ ورحل إلى مصر والشام والحجاز والعراق، وله كلام في الرجال والعلل يدل على تبحره، وله تصانيف في السنن والأحكام. مات سنة 318هـ.

ترجمته فيه: تاريخ بغداد 14/231، تذكرة الحفاظ 2/776، شذرات الذهب 2/280، الأعلام 8/164.

6 محمد بن زنبور، أبو صالح المكي، روى عن إسماعيل بن جعفر، والحارث بن عمير، وعيسى ابن يونس، وغيرهم، وثقه النسائي مرة، وقال مرة أخرى: لا بأس به، ووثقه ابن حبان. مات سنة 248هـ. وقيل غير ذلك.

ترجمته في: تهذيب التهذيب 9/168، التقريب 2/161.

7 في (ك) : محمد بدل إسماعيل.

8 إسماعيل بن جعفر ابن أبي كثير، أبو إسحاق الأنصاري مولاهم، الإمام الحافظ، برع في الحديث، وكان مقرئ المدينة في زمانه. وثقه ابن المديني، ويحيى بن معين وغيرهما، مات سنة 180هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 2/162، تاريخ بغداد 6/218، تذكرة الحفاظ 1/250، تهذيب التهذيب 1/287.

ص: 101

عمرو1، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوماً ثم أفطروا".

ورواه أبو بكر ابن عياش2، وأسامة بن زيد، عن محمد بن عمرو بهذا الإسناد3.

وقال الدارقطني: وهي أسانيد صحاح4.

وقال الواقدي5: حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم6 الزهري7، عن

1 في جميع النسخ: (محمد بن عمر) ، وما أثبته هو الصواب كما في سنن الدارقطني 2/160.

وقد تقدمت ترجمته ص 84، وكلام المصنف التالي يدل على صحة ما أثبته.

2 أبو بكر ابن عياش بن سالم الأسدي، مولاهم، في اسمه أقوال: أشهرها: شعبة، كان معروفاً بالصلاح البارع، وقرأ القرآن على عاصم، قال عنه الإمام أحمد: ثقة، ربما غلط، صاحب قرآن وخير. مات سنة 193هـ.

ترجمته في: حلية الأولياء 7/303، سير أعلام النبلاء 8/495، تهذيب التهذيب 12/34، شذرات الذهب 1/334.

3 انظر: سنن الدارقطني 2/160، رقم: 16، 18.

4 سنن الدارقطني الصفحة السابقة.

5 محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي، صاحب التصانيف والمغازي، قال عنه الإمام أحمد: هو كذاب يقلب الأحاديث، وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم وابن المديني والنسائي: يضع الحديث. وضعفه الدارقطني وغيره. مات سنة 207هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 8/20، كتاب المجروحين لابن حبان 2/290، ميزان الاعتدال 3/662، تهذيب التهذيب 9/363.

6 محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، ابن أخي الإمام الزهري، حدث عن عمه، وعن أبيه، وحدث عنه الواقدي وغيره، وثقه أبو داود، وقال ابن معين وأبو حاتم: ليس بالقوي، وكان له ثروة ودنيا، وقد قتله ابنه وغلمانه لأجل مسألة. وذلك سنة 157هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 7/304، كتاب المجروحين 2/249، ميزان الاعتدال 3/592، تهذيب التهذيب 9/278.

7 كذا في جميع النسخ، وفي سنن الدارقطني 2/163: محمد بن عبد الله بن مسلم عن الزهري.

ص: 102

أبيه، عن حنظلة بن علي الأسلمي1، عن رافع بن خديج2، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احصوا عدة شعبان، لاتقدموا الشهر بيوم3، وإذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوماً، ثم أفطروا، فإن الشهر هكذا وهكذا وهكذا"، ثلاثاً، وضم إبهامه في الثالثة4.

وقال أبو داود حدثنا الحسن بن علي5، قال: حدثنا حسين – يعني الجعفي6 -، عن

1 حنظلة بن علي بن الأسقع الأسلمي، روى عن أبي هريرة، ورافع بن خديج، رووى عنه الزهري وعبد الرحمن بن حرملة، وسعيد بن عبد الرحمن، وغيرهم، وثقه ابن حبان والنسائي وابن حجر وغيرهم.

ترجمته في: الجرح والتعديل 3/239، تهذيب التهذيب 3/62، التقريب 1/206.

2 رافع بن خديج بن رافع الأنصاري، الخزرجي، الصحابي الجليل، شهد أحداً وأكثر المشاهد، حدث عنه حنظلة بن قيس، وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد وآخرون، مات بالمدينة سنة 74هـ.

ترجمته في: أسد الغابة 1/151، الإصابة 1/495، تهذيب الأسماء 1/187.

3 كذا في جميع النسخ، وفي سنن الدارقطني 2/163 (بصوم) .

4 أخرجه الدارقطني في كتاب الصيام بهذا الإسناد 2/163، رقم:30.

5 الحسن بن علي بن محمد الحلواني أبو محمد، روى عن وكيع ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق وغيرهم، وحدث عنه الجماعة إلا النسائي، وأبو بكر ابن أبي عاصم، وغيرهم، كان عالماً بالرجال، ثقة ثبتاً متقناً. مات سنة 242هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 3/21، تاريخ بغداد 7/365، تهذيب التهذيب 2/302، سير أعلام النبلاء 11/398.

6 حسين بن علي الجعفي مولاهم، الكوفي الحافظ، المجود المقريء، قرأ القرآن على حمزة الزيات وأتقنه، وسمع من الأعمش والثوري، وغيرهم، وحدث عنه الإمام أحمد كان عابداً صالحاً، وثقه ابن معين وغيره. مات سنة 203هـ.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 6/396، تذكرة الحفاظ 1/349، سير أعلام النبلاء 9/397، شذرات الذهب 2/5.

ص: 103

زائدة1، عن سماك2، عن عكرمة3، عن ابن عباس4، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقدموا الشهر بصيام يوم ولا يومين، إلا أن يكون شيء5 يصومه أحدكم، لا تصوموا6 حتى تروه، ثم صوموا حتى تروه، فإن حال دونه غمامة فأتموا العدة ثلاثين، ثم أفطروا، والشهر تسع وعشرون"7.

1 زائدة بن قدامة الثقفي، أبو الصلت الكوفي، كان من أصدق الناس وأبرهم، قال أبو حاتم: ثقة صاحب سنة، ووثقه أحمد والنسائي وغيرهما. مات سنة 196هـ.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 6/378، الجرح والتعديل 3/613، تذكرة الحفاظ 1/215، شذرات الذهب 1/251.

2 سماك بن حرب بن أوس، أبو المغيرة الذهلي البكري، من التابعين، قال عنه أبو حاتم: صدوق ثقة، وكذا وثقه ابن معين، وقال عنه الإمام أحمد: مضطرب الحديث، وكان شعبة وابن المبارك وغيرهما يضعفونه. مات سنة 123هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 4/279، ميزان الاعتدال 2/232، سير أعلام النبلاء 5/245.

3 عكرمة أبو عبد الله القرشي، مولى ابن عباس رضي الله عنهما، العلامة الحافظ المفسر، من كبار التابعين، قال عنه يحيى بن معين: إذا رأيت من يتكلم في عكرمة فاتهمه على الإسلام، وثقه غير واحد، مات بالمدينة المنورة سنة 105هـ.

ترجمته في: حلية الأولياء 3/326، وفيات الأعيان 3/265، تهذيب الأسماء 1/340، الأعلام 4/244.

4 عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، أبو العباس الهاشمي، الصحابي ابن الصحابي، حبر الأمة، وفقيه العصر، وإمام التفسير، وهو أشهر من أن يعرف به، مات سنة 68هـ بالطائف.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 2/365، تاريخ بغداد 1/173، أسد الغابة 3/290، سير أعلام النبلاء 3/331.

5 في (ك) : شيئاً.

6 في سنن أبي داود: (ولا تصوموا) .

7 أخرجه أبو داود – كما ذكر المصنف- في كتاب الصوم، باب إذا أغمي الشهر 2/744 رقم:2327. وأحمد 1/226.

والترمذي في أبواب الصوم، باب أن الصوم لرؤية الهلال والإفطار له 2/98، رقم: 683، وقال: حديث حسن صحيح.

والنسائي في كتاب الصيام 4/136. وابن حبان في كتاب الصيام، باب النهي عن تقدم شهر رمضان بصيام 221، رقم: 873.

والحاكم في كتاب الصوم 1/425، وصححه، ووافقه الذهبي. والطاليسي في مسنده 348، رقم:2671.

ص: 104

وروى الشعبي1، عن مسروق2، عن البراء بن عازب3، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن أغمي عليكم فأتموا ثلاثين يوماً"، وقال بيده:: "الشهر هكذا وهكذا"، يعني ثلاثين، وخنس في الثالثة، يعني تسعاً وعشرين4.

فظهر من هذه الأحاديث: أن جميع ما ورد في الأحاديث من قوله: "فإن أغمي عليكم فعدوا ثلاثين"، أو" فأكمولا العدة ثلاثين"، أن المراد به الطرف الأخير وهو رمضان5.

وأجاب الخصم6: بأن حملكم له على الطرف الأخير تحكم منه، لأنه قد جاء في الأحاديث حمله على الطرف الأول، وهو شعبان.

1 عامر بن شراحيل الشعبي، من كبار فقهاء التابعين، حدث عن عائشة، وسعد بن أبي وقاص، وجابر بن سمرة رضي الله عنهم، وروى عنه الحكم بن عتيبة وابن أبي ليلى، وأبو حنيفة وغيرهم، كان إماماً ثقة حافظاً وكان يُستفتى والصحابة بالكوفة. مات سنة 104هـ.

ترجمته في: حلية الأولياء 4/310، تاريخ بغداد 12/227، تذكرة الحفاظ 1/74، شذرات الذهب 1/261.

2 مسروق بن الأجدع الهمداني، أبو عائشة الكوفي، أحد كبار التابعين، حدث عن عائشة وابن مسعود والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم، وروى عنه الشعبي والنخعي وغيرهما. وثقه ابن سعد وابن معين وغيرهما. مات سنة 62هـ.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 6/76، التاريخ الكبير 8/35، تهذيب التهذيب 10/109، طبقات الحفاظ 21.

3 البراء بن عازب بن الحارث، أبو عمارة الأنصاري، من أعيان الصحابة، روى أحاديث كثيرة، وشهد أكثر الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، واستصغر يوم بدر، مات سنة 72هـ.

ترجمته في: أسد الغابة 1/171، الإصابة 1/142، تاريخ بغداد 1/177، سير أعلام النبلاء 3/194.

4 رواه الطبراني في الكبير 2/25، رقم:1175.

وانظر: مجمع الزوائد 3/145-146.

5 الشرح الكبير للمقدسي 2/4، المجموع 6/414-416.

6 انظر: المجموع، الصفحات السابقة.

ص: 105

قال البخاري: حدثنا آدم، قال1: حدثنا شعبة قال: حدثنا محمد ابن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال النبي2 صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمي3 عليكم فأكملوا عدة شعبان4 ثلاثين"، انفرد بإخراجه البخاري5. /6

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدثني أبي، قال: حدثنا إسماعيل7، قال أنبأنا حاتم8، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم / وبينه سحاب، فكملوا9 العدة ثلاثين، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً" 10، قال حاتم يعني عدة شعبان11.

1 أسقطت من (ك) .

وما فيها موافق لما في الصحيح 1/327.

2 في (ك) : رسول، بدل: النبي.

3 في (ك) : غم، وفي الصحيح 1/327 (غبي) ، وهو مأخوذ من الغباوة، وهي عدم الفطنة، وهي استعارة لخفاء الهلال.

وانظر: فتح لباري 4/124.

4 في (س) : شبان.

5 انظر: صحيح البخاري، كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا" 1/327.

6 نهاية ل 7 من (ك) .

7 هو إسماعيل بن إبراهيم، المشهور بابن علية، تقدم ص 67.

8 حاتم ابن أبي صغيرة، أبو يونس البصري، القشيري، مولاهم، وأبو صغيرة اسمه: مسلم، من نبلاء المشائخ، حدث عن عطاء ابن أبي رباح، وابن أبي مليكة، وغيرهما، وحدث عنه ابن المبارك ويحيى القطان وروح بن عبادة، وغيرهم. وثقه غير واحد، مات قريباً من سنة 150هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 3/257، التاريخ الكبير 3/77، تهذيب التهذيب 2/130، التقريب 1/137.

9 في (ك) : فأكملوا.

10 الحديث سبق تخريجه قبل قليل. انظر ص 104.

11 مسند أحمد 1/226.

ص: 106

قال الإمام أحمد: وحدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عمرو ابن مرة1، عن أبي2 البختري3 قال: تراءينا هلال رمضان4 بذات عرق5 فأرسلنا /6 إلى ابن عباس نسأله، فقال إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله تعالى قد مده لرؤيته7، فإذا8 غمّ عليكم فأكملوا العدة"، أخرجه مسلم9.

1 عمرو بن مرة بن عبد الله المرادي، أبو عبد الله الكوفي، أحد الحفاظ الأعلام، روى عن سعيد بن المسيب، وابن أبي ليلى وسعيد بن جبير وغيرهم، وحدث عنه أبو إسحاق السبيعي، والأعمش وشعبة والثوري، وغيرهم. زكاه الإمام أحمد ووثقه ابن معين وأبو حاتم. مات سنة 116هـ، وقيل غير ذلك.

ترجمته في: التاريخ الكبير 6/368، الجرح والتعديل 6/257، سير أعلام النبلاء 5/196، تهذيب التهذيب 8/102.

(أبي) أسقطت من (ك) .

3 اسمه: سعيد بن فيروز الطائي، مولاهم الكوفي، الفقيه أحد العباد، من التابعين، حدث عن ابن عباس، وابن عمر وأبي سعيد الخدري، وغيرهم رضي الله عنهم، وروى عنه عمرو بن مرة، وعطاء بن السائب، وحبيب ابن أبي ثابت، وغيرهم. وثقه يحيى بن معين وغيره.

وكان مقدم الصالحين القراء الذين قاموا على الحجاج في فتنة ابن الأشعث سنة 82هـ.

ترجمته في: التاريخ الكبير 3/506، طبقات ابن سعد 6/292، سير أعلام النبلاء 4/280، شذرات الذهب 1/92.

4 في المسند 1/371: هلال شهر رمضان.

5 ذات عرق: بكسر العين، وإسكان الراء، ميقات أهل العراق، وسمي بذلك لأن فيه عرقاً وهو الجبل الصغير، وقيل العرق: الأرض السبخة تنبت الطرفاء، وهو على مرحلتين 704، و88 كيلاً من مكة المكرمة.

انظر: الدر النقي 2/391، المطلع 167، تهذيب الأسماء 3/114، معجم لغة الفقهاء 213، 421.

6 نهاية ل 13 من (س) .

7 قال الإمام النووي نقلاً عن القاضي عياض: معناه: أطال مدته إلى الرؤية.

انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 7/199.

8 في (ك) : (فإن) وهي موافقة لما في صحيح مسلم، ومسند أحمد 1/371.

9 في كتاب الصيام 2/766، رقم: 30، 1088.

ص: 107

وفي لفظ: "فأكملوا العدة ثلاثين"1.

قال أحمد: وحدثنا يحيى بن زكريا2، قال: حدثنا حجاج3، عن حسين بن الحارث4، قال: خطب عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب5 في اليوم الذي يشك فيه، فقال: ألا قد جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وساءلتهم، ألا وإنهم حدثوني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، وانسكوا لها6، فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين، وإن شهد

1 سنن الدارقطني، كتاب الصيام 2/162، رقم: 26، وصححه الدارقطني.

2 يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة، أبو سعيد الهمداني، الوادعي، الحافظ، كان من أوعية العلم، وثقه الإمام أحمد، والنسائي، وابن معين وابن المديني، وغيرهم، وقد جمع بين الفقه والحديث. مات سنة 183هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 9/144، تذكرة الحفاظ 1/146، تهذيب التهذيب 11/208، شذرات الذهب 1/298.

3 هو حجاج بن أرطأة بن ثور النخعي الكوفي، قال عنه الذهبي: كان فقيهاً من بحور العلم، وتكلم فيه لبأو فيه (أي كبر وفخر) ، ولتدليسه ولنقص قليل في حفظه، ولم يترك حديثه، وضعفه غير واحد. مات سنة 149هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 3/154، كتاب المجروحين 1/225، ميزان الاعتدال 1/458، سير أعلام النبلاء 7/68.

4 حسين بن الحارث الجدلي، أبو القاسم، روى عن الحارث بن حاطب، والنعمان بن بشير، وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وروى عنه عطاء بن السائب، وحجاج بن أرطأة، وأبو مالك الأشجعي. قال عنه ابن حجر: صدوق.

ترجمته في: الجرح والتعديل 3/50، التقريب 1/174.

5 عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي، ولد في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، روى عن أبيه وعمه عمر، وابن مسعود وغيرهم. وحدث عنه ابنه عبد الحميد وحسين بن الحارث، وسالم بن عبد الله بن عمر، وغيرهم، استشهد أبوه باليمامة، وولي إمرة مكة ليزيد بن معاوية، وكان من أطول الرجال. مات سنة بضع وستين.

ترجمته في: الجرح والتعديل 5/233، تهذيب التهذيب 6/179، التقريب 1/480.

6 انسكوا: بضم السين، قال الشوكاني: هو أعم من قوله "صوموا لرؤيته"، لأن النسك في اللغة: العبادة، وكل حق لله تعالى.

وانظر: القاموس المحيط 3/332، النهاية 5/48، نيل الأوطار 4/189.

ص: 108

شاهد، أو شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا" 1.

وقال الدارقطني2: حدثنا محمد بن موسى بن سهل3، قال: حدثنا يوسف بن موسى4، قال: حدثنا جرير5، عن منصور6، عن

1 أخرجه أحمد في المسند 4/321، والنسائي في كتاب الصيام، باب قبول شهادة الرجل الواحد على هلال شهر رمضان 4/132.

والدارقطني في كتاب الصيام، باب الشهادة على رؤية الهلال 2/167، رقم:3.

قال الشوكاني: ذكره الحافظ في التلخيص، ولم يذكر فيه قدحاً، وإسناده لا بأس به على اختلاف فيه.

وانظر: التلخيص الحبير 2/186، نيل الأوطار 4/189، الفتح الرباني 9/265.

2 في كتاب الصيام 2/161، رقم:20.

3 محمد بن موسى بن سهل، أبو بكر العطار البربهاري، حدث عن إسحاق ابن البهلول الأنباري، والحسن بن عرفة، وروى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وغيرهما، وكان ثقة، مات سنة 319هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 3/245.

4 يوسف بن موسى بن راشد أبو يعقوب القطان الكوفي، المحدث، روى عن جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وغيرهما. وحدث عنه الإمام البخاري، وأبو داود وإبراهيم الحربي، وغيرهم، وكان من أوعية العلم، قال النسائي: لا بأس به، وقال عنه يحيى بن معين: صدوق. مات سنة 253هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 9/231، تاريخ بغداد 14/304، تهذيب التهذيب 4/191، المنهج الأحمد 1/200.

5 جرير بن عبد الحميد بن يزيد، أبو عبد الله الضبي الكوفي، القاضي أحد الأعلام، روى عن الأعمش والثوري، وهشام بن عروة وغيرهم، وحدث عنه ابن المبارك، ويحيى بن معين، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وآخرون، وثقه ابن سعد، والنسائي، وابن أبي حاتم، وغيرهم، مات سنة 188هـ.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 7/381، الجرح والتعديل 2/505، تذكرة الحفاظ 1/271، طبقات الحفاظ 122.

6 منصور بن المعتمر أبو عتاب السلمي الكوفي، أحد أعلام التابعين، روى عن النخعي والشعبي، والحكم ابن عتيبة، وآخرين، وروى عنه: الثوري وحماد بن زيد، وشعبة وغيرهم، كان من الحفاظ الثقات، كثير الحديث، وكان من أحسن أهل الكوفة إتقاناً. مات سنة 131هـ. وقيل غير ذلك.

ترجمته في: حلية الأولياء 5/40، طبقات ابن سعد 6/337، سير أعلام النبلاء 5/402، تقريب التهذيب 2/276.

ص: 109

ربعي1، عن حذيفة2، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال، أو تكملوا العدة قبله، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا3 العدة قبله"4.

ورواه أبو داود5، والنسائي6، عن حذيفة أيضاً.

ورواه منصور، عن ربعي، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تصوموا حتى تروا الهلال، أو تكملوا العدة ثلاثين، [ثم صوموا ولا تفطروا حتى تروا الهلال، أو تتموه7، وتكملوا العدة ثلاثين] 8"9.

1 ربعي بن حراش بن جحش، أبو مريم الغطفاني، أحد التابعين، سمع من أبي موسى الأشعري، وحذيفة بن اليمان، وأبي بكرة رضي الله عنهم، وحدث عنه منصور بن المعتمر، وأبو مالك الأشجعي، وعبد الملك بن عمير وغيرهم، كان من خيار الناس، وثقه غير واحد من أهل العلم، مات سنة 100هـ. وقيل غير ذلك.

ترجمته في: سير أعلام النبلاء 4/359، تذكرة الحفاظ 1/65، تهذيب التهذيب 3/236، طبقات الحفاظ 34.

2 حذيفة بن اليمان بن حسل بن جابر العبسي اليماني، أبو عبد الله، صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين، وأحد أعيان المهاجرين، شهد هو وأبوه أحداً، وقتل أبوه فيها، ومناقبه كثيرة مشهورة، مات أميراً على المدائن سنة 36هـ.

ترجمته في: حلية الأولياء 1/270، أسد الغابة 1/468، الإصابة 2/223، شذرات الذهب 1/32، 44.

3 في (س) : وتكملوا.

4 وأخرجه البزار كما في كتاب الصيام، باب صوموا لرؤيته 1/461، رقم:969.

والبيهقي في كتاب الصيام 4/208، وقال: وصله جرير عن منصور بذكر حذيفة وفيه وهو ثقة حجة.

وابن حبان في كتاب الصيام، باب النهي عن تقدم شهر رمضان بصيام 222، رقم: 875 (موارد) ، وصححه ابن القيم.

وانظر تهذيب السنن 3/214، نصب الراية 2/439.

5 في كتاب الصوم، باب إذا أغمي الشهر 2/744، رقم:2326.

6 في كتاب الصيام 4/135.

7 في (س) : أو تتموا ثلاثين.

8 ما بين القوسين أسقط من (ك) .

9 أخرجه أحمد 4/314، وأبو داود 2/744، والنسائي في كتاب الصيام 4/135، والبيهقي في كتاب الصيام 4/208، والدارقطني في كتاب الصيام 2/161، رقم:24.

قال ابن القيم: وهذا موصول، ولا يضره عدم تسمية الصحابي، ولا يعلل بذلك.

وانظر: تهذيب السنن 3/214، نصب الراية 2/439.

ص: 110

وقال يحيى بن محمد بن صاعد: حدثنا محمد بن عمرو بن سليمان1، قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي2، قال: حدثنا هشام: وهو ابن حسان3، عن محمد بن جابر4، عن قيس بن طلق5 عن

1 محمد بن عمرو بن سليمان، أبو عبد الله، يعرف بابن أبي مذعور، سمع عبد العزيز الدراوردي، وعبد العزيز ابن أبي حازم، ومعاذ العنبري، والوليد بن مسلم، وغيرهم.

وروى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل، وجماعة، وثقه الدارقطني.

ترجمته في: تاريخ بغداد 3/130.

2 عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، أبو محمد البصري، الإمام الحافظ الحجة، حدث عن يحيى بن سعيد، ومالك بن دينار، وهشام بن حسان، وغيرهم، وروى عنه الإمام أحمد، وإسحاق، ويحيى بن حيكم، وآخرون، قال عنه ابن معين: ثقة اختلط قبل موته، وقال ابن أبي حاتم: مجهول. مات سنة 194هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 6/71، سير أعلام النبلاء 9/237، تهذيب التهذيب 6/449، طبقات الحفاظ 139.

3 هشام بن حسان أبو عبد الله الأزدي البصري، من كبار المحدثين، حدث عن عطاء بن أبي رباح، وابن سيرين، وحميد بن هلال، وغيرهم، وحدث عنه شعبة بن الحجاج، والنضر بن شميل، ويزيد بن هارون، وآخرون، وثقه كثير من أهل العلم. مات سنة 148هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 9/54، سير أعلام النبلاء 6/355، تهذيب التهذيب 11/34، شذرات الذهب 1/219.

4 محمد بن جابر اليمامي السحيمي، أصله من اليمامة، ثم انتقل إلى الكوفة، وروى عن حماد ابن أبي سليمان، وقيس بن طلق، وحبيب ابن أبي ثابت، وغيرهم، وروى عنه هشام بن حسان، وأيوب السختياني، وغيرهما، ضعفه كثير من المحدثين، وقال البخاري: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: ساء حفظه وذهبت كتبه، وقال الذهبي، ما هو بحجة، وله مناكير عدة، كابن لهيعة. مات بعد سنة 170هـ.

ترجمته في: التاريخ الكبير 1/53، الجرح والتعديل 7/219، كتاب المجروحين 2/270، ميزان الاعتدال 3/496.

5 قيس بن طلق بن علي الحنفي اليمامي، من التابعين، روى عنه أبيه، وروى عنه أيوب بن عيينة ومحمد بن جابر، وغيرهما. قال ابن معين: لا يحتج بحديثه، وقال أبو حاتم: ليس ممن تقوم به حجة، ووهاه.

ترجمته في: الجرح والتعديل 7/100، تهذيب التهذيب 8/398، التقريب 2/129.

ص: 111

أبيه1، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً سأله، فقال: يا رسول الله اليوم يصبح الناس، يقول القائل: هو من رمضان، ويقول القائل: ليس هو من رمضان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن أغمي2 عليكم فأتموا العدة ثلاثين"3.

وقال أبو قتيبة4: حدثنا حازم بن إبراهيم البجلي5، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: تمارى6 الناس في رؤية هلال رمضان، فقال بعضهم: اليوم، وقال بعضهم: غداً، فجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه قد رآه، فقال:"أتشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله"، قال:

1 طلق بن علي الحنفي السحيمي، أبو علي اليمامي، صحابي جليل، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وعمل معه في بناء المسجد وروى عنه.

ترجمته في: أسد الغابة 3/92، الإصابة 2/232، تهذيب التهذيب 5/33.

2 في (ك) : غم.

3 أخرجه أحمد 4/23، والدارقطني في كتاب الصيام 2/163، رقم:29.

قال الهيمثي: وفيه محمد بن جابر اليمامي وهو صدوق، ولكنه ضاعت كتبه وقبل التلقين.

انظر: مجمع الزوائد 3/145.

4 سلم بن قتيبة الفريابي، الشعيري، حدث عن عيسى بن طهمان، ويونس ابن أبي إسحاق، وعكرمة بن عمار، وطبقتهم، وثقه أبو داود وغيره، واحتج به البخاري، وقال أبو حاتم: كثير الوهم ليس به بأس، مات سنة 200هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 4/266، ميزان الاعتدال 2/186، تهذيب التهذيب 4/133، شذرات الذهب 1/358.

5 حازم بن إبراهيم البجلي البصري، روى عن سماك بن حرب، وجابر الجعفي، وروى عنه حماد بن زيد، وسلم بن قتيبة، ذكره ابن عدي، ولم يذكر لأحد فيه قولاً ولا مطعناً، ثم قال: أرجو أنه لا بأس به.

ترجمته في: الجرح والتعديل 3/279، ميزان الاعتدال 1/446، الكامل لابن عدي 2/849.

6 أي: تجادلوا على مذهب الشك والريبة. وانظر النهاية 4/322.

ص: 112

نعم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً1 ينادي في الناس:(صوموا)، ثم قال:"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوماً، ثم صوموا، ولا تصوموا قبله يوماً"2.

قال الخصم: وهذا الحديث أولى أن يؤخذ به من حديث ابن عمر، لما فيه من البيان الشافي، واللفظ الواضح الذي لا يحتمل التأويل3.

وقال الدارقطني4: حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد5، قال: حدثنا

1 بلال بن رباح، مولى أبي بكر الصديق، وأمه حمامة، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله، شهد بدراً وأحداً والخندق، والمشاهد كلها، كان شديد السمرة نحيفاً طوالاً، خفيف العارضين، مات بدمشق سنة 20هـ.

ترجمته في: حلية الأولياء 1/147، أسد الغابة 1/243، سير أعلام النبلاء 1/347، الأعلام 2/73.

2 أخرجه أبو داود في كتاب الصوم، باب شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان 2/754، رقم:2340.

والترمذي في أبواب الصوم، باب الصوم بالشهادة 2/99، رقم:686. وقال: فيه اختلاف.

والنسائي في كتاب الصيام 4/131.

وابن ماجه في كتاب الصيام 1/529، رقم:1652.

والدارمي في كتاب الصوم 1/337، رقم:1699.

والدارقطني في كتاب الصيام 2/157-158، رقم:8.

والحاكم في كتاب الصوم 1/424، وقال: هذا الحديث صحيح ولم يخرجاه.

والبيهقي في كتاب الصيام، باب الشهادة على رؤية هلال رمضان 4/211. وابن خزيمة في كتاب الصيام 3/208، رقم: 1923.

وابن حبان في كتاب الصيام، باب رؤية الهلال 221، رقم:870.

قال ابن حجر وغيره: قال الترمذي: روي مرسلاً. وقال النسائي: إنه أولى بالصواب، وسماك إذا تفرد بأصل لم يكن حجة.

وانظر: التلخيص الحبير 2/187، نصب الراية 2/443، نيل الأوطار 4/187، إرواء الغليل 4/15.

3 المجموع 6/423.

4 في السنن، كتاب الصيام 2/156، رقم:4. وسيأتي الكلام عليه في آخر السياق.

5 الإمام الحافظ عبد الله بن محمد بن زياد، أبو النيسابوري، الشافعي كان إمام الشافعية في عصره بالعراق، ومن أحفظ الناس للفقه واختلاف الصحابة، وكان من الحفاظ المجودين، وهو أحد الثقات المشهورين. مات سنة 324هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 10/120، تذكرة الحفاظ 3/819، طبقات الحفاظ 343، الشذرات 2/302.

ص: 113

عبد الرحمن بن بشر بن الحكم1، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح2، عن عبد الله3 ابن أبي قيس4، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظ من غيره، ثم يصوم رمضان لرؤيته، وإن غم عليه عد ثلاثين يوماً ثم صام5.

وقال علي بن الفضل بن طاهر البلخي6، حدثنا عبد الصمد بن

1 عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب، أبو محمد العبدي النيسابوري، أحد كبار حفاظ الحديث، روى عن سفيان بن عيينة، ووكيع، وعبد الرزاق، وغيرهم، وروى عنه البخاري ومسلم، وأبو داود وخلق سواهم، وقد وثقه كثير من المحدثين، مات سنة 260هـ. وقيل في التي بعدها.

ترجمته في: تاريخ بغداد 10/271، الجرح والتعديل 5/215، سير أعلام النبلاء 12/340، تهذيب التهذيب 6/144.

2 معاوية بن صالح الحضرمي، الإمام الحافظ، قاضي الأندلس، كان من أوعية العلم، وثقه الإمام أحمد، والنسائي وأبو زرعة وغيرهم. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، حسن الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به، مات سنة 158هـ.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 7/521، الجرح والتعديل 8/382، سير أعلام النبلاء 7/158، تهذيب التهذيب 10/209.

3 في (ك) : عبد الرحمن.

4 عبد الله بن أبي قيس، ويقال: ابن قيس، أبو الأسود النصري الحمصي، روى عن ابن عمر وابن الزبير، وعائشة رضي الله عنهم، وروى عنه محمد بن زياد، وزيد بن عمير، ومعاوية بن صالح، وغيرهم، وثقه النسائي وغيره، وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

ترجمته في: الجرح والتعديل 5/140، تهذيب التهذيب 5/366، التقريب 1/442.

5 أخرجه الدارقطني – كما سبق- 2/156، وصححه، وأحمد 6/149، وأبو داود في كتاب الصوم، باب إذا أغمي الشهر 2/744، رقم: 2325، والبيهقي في كتاب الصيام، باب الصوم لرؤية الهلال 4/206، قال المنذري: رجال إسناده كلهم محتج بهم في الصحيحين على الإتفاق والإنفراد، وصححه الحافظ ابن حجر.

وانظر: مختصر سنن أبي داود 3/214، التلخيص الحبير 2/198، نيل الأوطار 4/192.

6 علي بن الفضل بن طاهر بن نصر، أبو الحسن البلخي، الحافظ الثقة الجوال، أحد كبار المحدثين الأثبات، حدث عن أبي حاتم الرازي، وأحمد بن سيار، وأبي قلابة الرقاشي، وحدث عنه الدارقطني ووثقه، وابن المظفر، وابن شاهين، وغيرهم. مات ببغداد سنة 323هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 12/47، سير أعلام النبلاء 15/69، طبقات الحفاظ 358.

ص: 114

الفضل1، عن2 عصام3 بن يوسف4، حدثهم عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير5، عن محمد بن المنكدر6 عن أبي هريرة، أن /7 رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أحصوا /8 عدة شعبان لرؤية رمضان، فإن غم عليكم فاقدروا له ثلاثين"9.

1 عبد الصمد بن الفضل بن خالد الربعي، أبو نصر، روى عن ابن وهب، وسفيان بن عيينة، ومعاذ بن هشام، له حديث يستنكر، وهو صالح الحال، مات سنة 283هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 6/52، ميزان الاعتدال 2/621، لسان الميزان 4/22.

2 في جميع النسخ (ابن) . وما أثبته هو الصواب.

3 كذا في الأصل، وفي (ك)، (س) : عاصم.

4 عصام بن يوسف البلخي، روى عن سفيان وشعبة، وحدث عنه عبد الصمد وغيره، وقال ابن عدي: روى أحاديث لا يتابع عليها، ووثقه ابن حبان، وقال الخليلي: هو صدوق مات سنة 215هـ.

ترجمته في: لسان الميزان 4/168، الكامل 5/2008.

5 محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، روى عن عطاء وعمرو بن دينار، كان ممن يقلب الأسانيد من حيث لا يفهم من سوء حفظه، قال عنه ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك.

كتاب المجروحين 2/257، التاريخ الكبير 1/142، ميزان الاعتدال 3/590.

6 محمد بن المنكدر بن عبد الله القرشي، التيمي، أبو عبد الله المدني، أحد أعلام التابعين، حدث عن عائشة، وابن عمر، وأبي هريرة وغيرهم، وحدث عنه الزهري، وهشام بن عروة ومالك، وآخرون، كان حافظاً ثقة، من سادات القراء لا يتمالك البكاء إذا قرأ. مات سنة 130هـ.

ترجمته في: حلية الأولياء 3/146، تذكرة الحفاظ 1/127، شذرات الذهب 1/177.

7 نهاية ل 10 من الأصل.

8 نهاية ل 14 من (س) .

9 أخرجه الدارقطني في كاتب الصيام 2/162، رقم: 28، 30. من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

والبيهقي في كتاب الصيام، باب الصوم لرؤية الهلال 4/206.

والترمذي في أبواب الصوم، باب إحصاء هلال شعبان لرمضان 2/98، رقم:682.

وقال: حديث أبي هريرة لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية، والصحيح ما روي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

ص: 115

ورواه الأعرج1، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاقدروا له ثلاثين"2.

والجواب عن هذه الأحاديث التي احتج بها الخصم، أنّ3 أكثرها معلول، كما قاله الحافظ أبو4 الفرج ابن الجوزي5.

أما حديث أبي هريرة السابق، والذي أخرجه البخاري فجوابه من وجهين6:

أحدهما: أنه لم يقل فيه" فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"، غير البخاري7، وكل من روى عن8 شعبة وعن آدم قال:"فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين"، فيحمل على أن يكون آدم رواه للبخاري على التفسير من عنده للخبر9.

قال أبو بكر البرقاني10: حدثنا أحمد بن إبراهيم

1 هو عبد الرحمن بن هرمز المدني، أبو دواد الأعرج، التابعي الجليل، جود القرآن وأقرأه، وكان يكتب المصاحف، وهو أول من برز في القرآن والسنة، وكان خبيراً بأنساب العرب، وافر العلم، ثقة مات مرابطاً بالإسكندرية سنة 117هـ.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 5/283، سير أعلام النبلاء 5/69، الأعلام 3/340.

2 الذي وقفت عليه من رواية الأعرج عن أبي هريرة، أخرجه مسلم 2/762، رقم:20. بلفظ: "فعدوا ثلاثين".

3 في (س) : (إذا) ، وقد أسقطت من (ك)

(أبو) طمست في (ك) .

5 انظر التحقيق لابن الجوزي 215/ب.

(وجهين) طمست في (ك) .

7 صحيح البخاري 1/327.

(عن) طمست في (ك) .

9 فتح الباري 4/121.

10 هو أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب، أبو بكر الخوارزمي، الشافعي الحافظ الفقيه، كان ثقة ورعاً ثبتاً فهماً عارفاً بالفقه، كثير الحديث، حريصاً على العلم، منصرف الهمة إليه، وصنف كتاب (التخريج لصحيح الحديث) ، مات ببغداد سنة 425هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 4/373، طبقات الشافعية الكبرى 4/47، الأعلام 1/212.

ص: 116

الإسماعيلي1، قال: حدثنا الحسن بن علويه2، قال: حدثنا عاصم بن علي3، قال: حدثنا شعبة بن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا حتى تروا الهلال، فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين"4.

قال الإسماعيلي: قد رواه البخاري، عن آدم عن شعبة، فقال فيه:"فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"5.

قال6: وقد رويناه عن: غندر، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن علية، وعيسى بن يونس7،

1 أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، أبو بكر الجرجاني، الإسماعيلي، الشافعي، أحد كبار المحدثين، والفقهاء في عصره، وقد عرف بالمروءة والسخاء، حدث عنه الحاكم وأبو بكر البرقاني، وأبو الحسن الطبري، وغيرهم. من مصنفاته: المعجم، المستخرج على الصحيح، مسند عمر. مات سنة 371هـ.

ترجمته في: طبقات الشافعية للسبكي 3/7، سير أعلام النبلاء 16/292، الأعلام 1/86.

2 الحسن بن علي بن محمد بن سليمان بن علويه القطان، سمع من عاصم بن علي، وبشار ابن موسى، وبشر بن الوليد، وغيرهم، وحدث عنه الشافعي، والنجاد والآجري، وغيرهم. وثقه الخطيب البغدادي، والدارقطني والذهبي وغيرهم، مات سنة 298هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 7/241، حلية الأولياء 10/255، سير أعلام النبلاء 13/559.

3 عاصم بن علي بن عاصم الواسطي، التميمي مولاهم، أبو الحسين، كان عالماً صاحب حديث، من أئمة السنة، قوالاً للحق، قال عنه الإمام أحمد: صحيح الحديث، قليل الغلط، مات سنة 221هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 2/247، تذكرة الحفاظ 1/397، طبقات الحفاظ 177.

4 انظر: التحقيق 212/ب، نصب الراية 2/437، فتح الباري 4/121.

5 المصادر السابقة.

6 التحقيق، ونصب الراية الصفحات السابقة.

7 عيسى بن يونس ابن أبي إسحاق، أبو محمد الهمداني، الكوفي الإمام القدوة الحافظ، حدث عن أبيه، وأخيه وعن هشام بن عروة، والأعمش وخلق سواهم، وروى عنه إسحاق بن راهويه وسفيان ووكيع، وغيرهم، وثقه أحمد والنسائي وغيرهما، كان واسع العلم كثير الرحلة. مات سنة 87هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 11/152، تذكرة الحفاظ 1/279، تهذيب التهذيب 8/237.

ص: 117

وشبابة1، وعاصم بن علي، والنضر بن شميل2، ويزيد بن هارون3، وابن داود4، وآدم، كلهم عن شعبة، ولم يذكر أحد منهم "فأكملوا عدة شعبان ثلاثين".

قال: وهذا يجوز أن يكون من آدم، رواه على التفسير من عنده للخبر5، وإلا فلا وجه لانفراد البخاري عنه بهذا من بين من رواه عنه، ومن بين سائر من ذكرنا ممن يرويه عن شعبة6.

الثاني: أنا نحمل ما انفرد به البخاري من ذكر شعبان إذا لم يكن غلطاً /7 على ما إذا غم هلال رمضان، وهلال شوال، فإنا نحتاج إلى إكمال

1 شبابة بن سوار، أبو عمرو الفزاري، كان من كبار الأئمة إلا أنه مرجيء، قال عنه أبو حاتم: صدوق ولا يحتج به، وقال الإمام أحمد: تركت شبابة للإرجاء. مات سنة 206هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 4/392، ميزان الاعتدال 2/260، تهذيب التهذيب 4/300.

2 النضر بن شميل بن خرشة البصري، كان إماماً في العربية والحديث، وهو أول من أظهر السنة بمرو، وخراسان، وثقه ابن معين، وابن المديني، والنسائي، وأبو حاتم، وغيرهم، مات سنة 204هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 8/477، وفيات الأعيان 5/397، طبقات الحفاظ 137.

3 يزيد بن هارون بن زاذان الواسطي، أبو خالد السلمي، كان رأساً في العلم والعمل، ثقة حجة، كبير الشأن متقناً عابداً زاهداً، صحيح الحديث. مات سنة 206.

ترجمته في: طبقات ابن سعد 7/314، تاريخ بغداد 14/337، سير أعلام النبلاء 9/358.

4 الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن داود النيسابوري، أحد كبار المحدثين، كان صدوقاً، حسن المعرفة، من أوعية العلم، وثقه الدارقطني وغيره، مات سنة 342هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 5/265، تذكرة الحفاظ 3/901، شذرات الذهب 2/365.

5 قال ابن حجر: قلت: الذي ظنه الإسماعيلي صحيح.

وانظر: فتح الباري 4/121.

6 انظر التحقيق ورقة 212: ب، 213/أ، فتح الباري الصحفة السابقة، نصب الراية 2/437.

7 نهاية ل 8 من (ك) .

ص: 118

شعبان ثلاثين احتياطاً للصوم، لأنا وإن كنا قد صمنا يوم الثلاثين من شعبان، فلسنا نقطع أنه من رمضان، وإنما1 صمناه احتياطاً2.

وأما حديث ابن عباس، فجوابه من ثلاثة أوجه:

أحدها: أن رواية سماك بن حرب عن عكرمة، وكان شعبة وسفيان يضعفانه3.

وقال ابن عمار4: كانوا يقولون: إنه يغلط، ويختلفون في حديثه5.

وقال يحيى بن معين6: أسند أحاديث لم يسندها غيره7.

وقال أحمد بن عبد الله العجلي8 الحافظ في حديث عكرمة: كان ربما وصل الشيء عن ابن عباس، وربما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم9.

1 في (س) : إنما.

2 المصادر السابقة.

3 سير أعلام النبلاء 5/247، ميزان الاعتدال 2/233.

4 محمد بن عبد الله بن عمار الأزدي، أبو جعفر البغدادي، أحد الحفاظ، وثقه النسائي. وقال الخطيب البغدادي: كان أحد أهل الفضل المتحققين بالعلم، حسن الحفظ كثير الحديث. مات سنة 242هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 5/416، ميزان الاعتدال 3/596، طبقات الحفاظ 219.

5 السير 5/247، ميزان الاعتدال 2/232.

6 يحيى بن معين بن عون الغطفاني، مولاهم، أحد الأئمة الأعلام، وشيخ المحدثين، أجمعوا على إمامته، وتوثيقه، وحفظه وتقدمه في الحديث، واضطلاعه فيه، له الكثير من المصنفات، مات بالمدينة المنورة سنة 233هـ.

ترجمته في: وفيات الأعيان 6/139، تذكرة الحفاظ 2/429، المنهج الأحمد 1/155.

7 سير أعلام النبلاء 5/247.

8 أحمد بن عبد الله بن صالح، أبو الحسين العجلي، من حفاظ الحديث، وأحد علماء الجرح والتعديل، قال عنه بعض العلماء: لم يكن عندنا بالمغرب شبيه ولا نظير في زمانه في معرفة الغريب وإتقانه، وفي زهده وورعه. مات بطرابلس الغرب سنة 261هـ.

ترجمته في سير أعلام النبلاء 12/505، طبقات الحفاظ 246، هدية العارفين 1/49، الأعلام 1/156.

9 تاريخ الثقات للعجلي 207.

ص: 119

ثانيها: أنا قد ذكرنا فيما تقدم هذا الحديث عن عكرمة عن ابن عباس "فأتموا العدة ثلاثين"، فقول حاتم: يعني عدة شعبان رأي منه1.

ثالثها: أنا نكمل عدة شعبان إذا غم هلال رمضان، وشوال على ما سبق بيانه.

وأما حديث ابن عباس الثاني، فالذي في الصحيح منه "فإن غم عليكم فأكملوا العدة"، وهذا محمول على آخر الشهر، وأما ذكر شعبان فيه فانفرد بروايته آدم ابن أبي إياس دون جميع من رواه، والظاهر كما قال الحافظ ابن الجوزي أنه على سبيل التفسير من آدم2، كما قال في حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري من طريق آدم، فيكون آدم قد /3 فسر الحديثين من عنده، أو روى على ما يظنه المعنى.

وأما حديث حذيفة فقد ضعفه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه4، وقال: ليس ذكر حذيفة بمحفوظ5، ثم هو محمول على حالة الصحو، أو على ما إذا6 غم هلال رمضان7، وهلال شوال8، وإنما قلنا بهذا لنجمع بين الأحاديث، فإن الفقهاء يحملون الأحاديث على الصور البعيدة ليجمعوا بينها.

وأما حديث طلق، فيرويه محمد بن جابر، قال يحيى بن /9 معين: ليس بشيء10.

1 مسند أحمد 1/226، الفتح الرباني 9/253.

2 التحقيق 213/ أ.

3 نهاية ل 15 من (س) .

4 أسقطت من (ك) و (س) .

5 قول الإمام أحمد في: التحقيق 213/ أ.

6 في (ك) : (ماذا غم) كذا.

7 في (س) : (أو) .

8 انظر التحقيق. الورقة السابقة.

9 نهاية ل 11 من الأصل.

10 التاريخ ليحيى بن معين 2/507، كتاب المجروحين 2/270.

ص: 120

وقال الإمام أحمد: لا يحدث عنه إلا شر منه1.

وقال الفلاس2: هو متروك الحديث3.

وقال ابن حبان: كان يلحق في كتبه ما ليس في حديثه، ويسرق ما ذوكر به فيحدث به4.

وأما حديث ابن عباس5 الذي زعم الخصم أنه أولى من حديث ابن عمر –فهو فاسد من أوجه-:

أحدها: أن حديث ابن عمر في الصحاح كلها، وهذا ليس في الصحاح6.

ثانيها: أنا قد ذكرنا تضعيف راويه، وهو سماك بن حرب.

ثالثها: أنه قد اختلف على سماك بن حرب فيه، فرواه سفيان وغيره، عن سماك عن عكرمة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلاً7.

1 ميزان الاعتدال 3/496، تهذيب التهذيب 9/90.

2 الحافظ الإمام المجود الناقد، عمرو بن علي بن بحر، أبو حفص الباهلي، البصري، الصيرفي، الفلاس، حدث عنه الأئمة السنة في كتبهم، وثقه النسائي وغيره. وقال أبو حاتم: صدوق، مات سنة 249هـ.

ترجمته في: الجرح والتعديل 6/249، تاريخ بغداد 12/207، سير أعلام النبلاء 11/470، الشذرات 2/120.

3 خلاصة تهذيب الكمال 330.

4 كتاب المجروحين لابن حبان 2/270.

5 انظر: ص 104.

6 انظر تخريجه ص 88.

(مرسلاً) أسقطت من (ك) .

ص: 121

قال أبو داود1: وقد رواه جماعة كذلك، وفي بعضها أنه قال:"ثم أفطروا"، فإذا كان قد اختلف في هذا الحديث على هذه الأوصاف، مع ما سبق من تضعيف ما يرويه سماك، وأنه قد يرفع له ما ليس بمرفوع، فكيف يحسن بالخصم أن يعارض به2 الحديث المتفق على صحته.

وأما حديث عائشة فيرويه معاوية بن صالح.

قال أبو حاتم الرازي3: لا يحتج به4.

وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه، فإذا روى5 ابن مهدي عن معاوية زَبَرة6 يحيى بن سعيد7.

وأما حديث أبي هريرة فجوابه:

أنه يرويه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير8.

قال الدارقطني: ليس بشيء9.

وقال النسائي: متروك10.

1 انظر: سنن أبي داود 2/755، وسنن الترمذي 2/99.

2 في (ك) : بهذا.

3 هو الإمام العلم، محمد بن إدريس الحنظلي، أبو حاتم الرازي، أحد الأئمة الحفاظ الأثبات، وأحد أبرز علماء الجرح والتعديل، برع في المتن والإسناد، واشتهر بعلمه الوافر، من مصنفاته "تفسير القرآن العظيم"، وأعلام النبوة، و"الزينة"، مات ببغداد سنة 277هـ.

ترجمته في: تاريخ بغداد 2/73، تذكرة الحفاظ 2/567، المنهج الأحمد 1/265، الأعلام 6/27.

4 الجرح والتعديل 8/382.

5 في (ك) : رأى.

6 أي نهاه وانتهره.

7 سير أعلام النبلاء 7/162.

8 في (ك) : عمر.

9 الضعفاء للدارقطني 333.

10 الضعفاء للنسائي 92.

ص: 122

وقال ابن حبان: تجب مجانبته1.

وأما رواية الأعرج: فيرويها علي2 بن غراب3.

قال ابن حبان: حدث بالأشياء الموضوعة فبطل الإحتجاج به4.

فالعجب من الخصم! كيف كثر العدد بالفارغ الخالي.

1 كتاب المجروحين لابن حبان 2/258.

2 علي بن غراب، أبو يحيى الفزاري الكوفي، روى عن عبيد الله بن عمر، والأحوص بن حكيم، وهشام بن عروة، وروى عنه العراقيون، وثقه ابن معين، والدارقطني، وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن حبان: كان غالياً في التشيع كثير الخطأ فيما يروي، وحدث بالموضوعات. مات سنة 184هـ.

ترجمته في: التاريخ الكبير 6/291، ميزان الاعتدال 3/149، كتاب المجروحين 2/105، التقريب 2/42.

3 في (س) : غرب، وفي (ك) : غريب.

4 كتاب المجروحين لابن حبان 2/105.

ص: 123